1655 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة ابراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وفيصل الشامسي وفيصل البلوشي
وهشام السوري وعبدالله المشجري وخميس العميمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا)
——-‘——‘——–‘
——-‘——-‘——-‘
——-‘——-‘——-‘
الصحيح المسند 1655
روى ابن ماجه عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت: كنت أسمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل وأنا على عريشي.
——‘——-‘——-‘
*قال الأثيوبي -حفظه الله- في الذخيرة:
(عن أم هانئ) رضي الله عنها، أنها (قالت: كنت أسمع قراءة النبي – صلى الله عليه وسلم -) زاد في رواية أحمد، وابن ماجه: “بالليل”. وفي رواية لأحمد من طريق عبد الصمد، عن ثابت بن يزيد، عن هلال بن خباب، قال: نزلت أنا ومجاهد على يحيى بن جعدة بن أم هانئ، فحدثنا عن أم هانئ، قالت: “أنا أسمع قراءة النبي – صلى الله عليه وسلم – في جوف الليل، وأنا على عريشي هذا، وهو عند الكعبة” (وأنا على عريشي) أي على سريري. قال الفيومي رحمه الله: “العَرْشُ”: السرير، وعرش البيت سقفه، والعَرْش أيضًا شِبْهُ بيتٍ من جريد، يُجعَل فوقه الثُّمَامُ، والجمع عُرُوش، مثل فَلْس وفلوس، والْعَريِش مثله، وجمعه عُرُش بضمتين، مثل بَرِيد وبُرُد.
وعلى الثاني: “تمتعنا مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وفلان كافر، بالعُرُش”، لأن بيوت مكة كانت عِيدَانًا، تُنصَبُ، ويظلل عليها.
وعلى الأول: “وكان ابن عمر يقطع التلبية إذا رأى عُرُوش مكة”، يعني البيوت، وعَرِيش الْكَرْمِ، ما يُعمَل مرتفعًا، يمتد عليه الكرم،
والجمع عَرائش، وعَرَّشْتُه بالتثقيل: عَمِلتُ له عَرِيشًا، والْعَرِيشةُ بالهاء: الهَوْدَجُ، والجمع عَرَائش. انتهى
قال الجامع عفا الله عنه: المناسب هنا من معنى العريش، هو السرير. والمعنى أن أم هانئ رضي الله عنها كانت تسمع قراءة النبي – صلى الله عليه وسلم -، وهي على سريرها في بيتها، وهو يقرأ عند الكعبة بالليل، وهذا يدل على أنه كان يجهر في القراءة.
والظاهر أن ذلك كان في فتح مكة، ويحتمل أن يكون في حجة الوداع. والله تعالي أعلم.
وفيه دلالة على ما ترجم له المصنف، وهو استحباب رفع الصوت بقراءة القرآن، وهو محمول على النوافل، وأما الفرائض، فإنما يرفع صوته فيها في الفجر، وأوليي العشاءين، والجمعة، ونحوها. والله تعالى أعلم، وهو المستعان وعليه التكلان.
==============
*وقال العيني -رحمه الله- في كتابه ” نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار”:*
ص: باب: القراءة في صلاة الليل
ش: أي هذا باب في بيان حكم القراءة في صلاة الليل هل يُجْهر بها أوْ يُخافَتْ؟ والمناسبة بين البابين اشتمال كل منهما على صلاة يتنفل بها.
ص: حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا سعيد بن منصور، قال: ثنا ابن أبي الزناد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: “كان النبي – عليه السلام – يصلي من الليل فتسمع قراءته من وراء الحُجَر وهو في البيت”.
ش: إسناده صحيح، وابن أبي الزناد -بالنون- هو عبد الرحمن بن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان، وعمرو بن أبي عمرو -واسمه ميسرة- مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب القرشي أبو عثمان المدني روى له الجماعة.
وأخرجه أبو داود 1327: ثنا محمَّد بن جعفر الوركاني، نا ابن أبي الزناد، عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: “كانت قراءة رسول الله – عليه السلام – على قدر [ما]، (2) يسمعه مَنْ في الحجرة وهو في البيت”.
قلت سيف: قال البخاري: عمرو بن أبي عمرو صدوق ولكن روى عن عكرمة مناكير. ولم يذكر في شيء من ذلك أنه سمع عكرمة العلل الكبير 427
وورد في البخاري في خلق أفعال العباد 371: وغيره من طرق عن الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن مخرمة بن سليمان أن كريبا مولى ابن عباس أخبره فذكره. انتهى كلامي سيف
ص: عن أم هانئ قالت: “كنت أسمع صوت النبي – عليه السلام – في جوف الليل وأنا نائمة على عريشي، وهو يُصلّي يُرجّع بالقرآن”.
حدثنا فهد، قال: ثنا أبو نعيم، قال: ثنا مِسعرٌ، عن أبي العلاء، عن يحيى بن جعدة قال: قالت أم هانئ: “إني كنت لأسمع صوت النبي – عليه السلام – وأنا على عريشي”.
ش: هذا إسنادان:
أحدهما: عن ربيع بن سليمان المؤذن، عن أسد السنة، عن قيس بن الربيع الأسدي الكوفي، فيه مقال
والآخر: عن فهد بن سليمان، عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عن مسعر بن كدام، عن أبي العلاء هلال بن خباب العبدي، عن يحيى بن جعدة … إلى آخره.
وهذا إسناد صحيح.
و”العريش”: السرير.
و”الترجيع”: ترديد القراءة، وقيل: هو تقارب ضروب الحركات في الصوت.
ص: فذهب قوم إلى أن القراءة في صلاة الليل هكذا هي، وكرهوا المخافتة فيها.
ش: أراد بالقوم هؤلاء: الحسن البصري وإبراهيم النخعي وعلقمة وعكرمة؛ فإنهم استحبوا جهر القراءة في صلاة الليل وكرهوا المخافتة فيها.
وقال ابن قدامة: ويستحب أن يقرأ جزأه من القرآن في تهجده، وهو مخير بين الجهر بالقراءة والإسرار بها إلا أنه إن كان الجهر أنشط له في القراءة أو بحضرته من يسمع قراءته أو ينتفع بها فالجهر أفضل، وإن كان قريبًا منه مَنْ يتهجد أو من يَسْتَضِرّ برفع صوته فالإسرار أولى، وإن لم يكن لا هذا ولا هذا فليفعل ما شاء.
ص: وخالفهم في ذلك آخرون، فقالوا: إن شاء خافت وإن شاء رفع. واحتجوا في ذلك بما حدثنا ابن أبي داود، قال: حدثنا يوسف بن عدي، قال: ثنا ابن المبارك، عن عمران بن زائدة بن نشيط، عن أبيه، عن أبي خالد الوالبي، عن أبي هريرة قال: “كانت قراءة النبي – عليه السلام – بالليل يرفع طورًا ويخفض طورًا”.
حدثنا ربيع المؤذن، قال: ثنا أسدٌ، قال: ثنا عيسى بن يونس، عن عمران بن زائدة (ح).
وحدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا محمَّد بن عبيد الله بن نمير، قال: ثنا حفص بن غياث، عن عمران … فذكر بإسناده مثله.
حدثنا فهد، قال: ثنا أبو نعيم، عن عمران بن زائدة، عن أبيه، عن أبي خالد عن النبي – عليه السلام – مثله، ولم يذكر أبا هريرة.
فهذا أبو هريرة – رضي الله عنه – يخبر عن النبي – عليه السلام – أنه كان يرفع صوته في قراءته بالليل طورًا ويخفض طورًا، فدل ذلك على أن للمصلي في الليل أن يرفع إن أحبَّ ويخفض إنْ أحبّ، وقد يجوز أن يكون ما ذكرت أم هانئ وابن عباس – رضي الله عنه – مِنْ رفع رسول الله – عليه السلام – صوته بالقراءة في صلاته بالليل هو رفعٌ قد كان يفعل بِعَقبِهِ الخفض، فحديث ابن عباس وأم هانئ لا ينفي الخفض، وحديث أبي هريرة يبيِّن أن للمصلي أن يخفض إن أحب ويرفع إن أحبّ، فهو أولى من هذه الأحاديث، وبه يقول أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد رحمهم الله.
ش: أي خالف القوم المذكورين جماعة آخرون، وأراد بهم: جمهور العلماء من الأئمة الأربعة: أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وغيرهم من أصحابهم؛ فقالوا: هو مخير بين المخافتة ورفع الصوت بها، واحتجوا في ذلك بحديث أبي هريرة، فإن حديثه يخبر بالتخيير.
قوله: “وقد يجوز أن يكون ما ذكرت أم هانئ … ” إلى آخره إشارة إلى بيان وجه التوفيق بين حديث أبي هريرة، وحديثي أم هانئ وابن عباس؛ لأن بينهما مخالفة بحسب الظاهر، ووجه ذلك أن يقال: يجوز أن يكون رفع الصوت بالقراءة المذكور في حديثهما هو الرفع الذي كان – عليه السلام – يَخفِض عُقَيْبَه، فتكون أم هانئ وابن عباس قد حكيا ما كان منه – عليه السلام – من رفع الصوت بالقراءة فقط، وهو لا ينافي الخفض، وحديث أبي هريرة يُخبر بالرفع والخفض؛ ففيه زيادة على ذلك، والأخذ به أولى، فافهم.
ثم إنه أخرج حديث أبي هريرة من أربع طرق.
الأول: عن إبراهيم بن أبي داود البرلُّسي، عن يوسف بن عدي بن زريق الكوفي شيخ البخاري، عن عبد الله بن المبارك العالم الزاهد المشهور، عن عمران ابن زائدة بن نشيط الكوفي، وثقه يحيى والنسائي، وروى له أبو داود والترمذي وابن ماجه.
عن أبيه زائدة بن نشيط الكوفي، وثقه ابن حبان وروى له هؤلاء.
عن أبي خالد الوالبي واسمه هرمز ويقال: هرِم الكوفي قال أبو حاتم: صالح الحديث. وروى له هؤلاء أيضًا، ونسبته إلى والبة بن الحارث، بطن من بني أسد.
وأخرجه أبو داود (1): ثنا محمَّد بن بكار بن الريان، نا عبد الله بن المبارك … إلى آخره نحو رواية الطحاوي.
الثاني: عن ربيع بن سليمان المؤذن صاحب الشافعي، عن أسد بن موسى، عن عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، عن عمران بن زائدة … إلى آخره.
وأخرجه البيهقي في “سننه” (2): من حديث عيسى بن يونس، عن عمران ابن زائدة بن نشيط، عن أبيه، عن أبي خالد الوالبي قال: “كان أبو هريرة إذا قام من الليل رفع طورًا وخفض طورًا، وكان يذكر أن النبي – عليه السلام – كان يفعل ذلك”.
الثالث: عن إبراهيم بن أبي داود، عن محمَّد بن عبد الله بن نمير الهمداني شيخ البخاري ومسلم وأبي داود وابن ماجه، عن حفص بن غياث، عن عمران بن زائدة … إلى آخره.
وأخرجه ابن أبي شيبة في “مصنفه” (3): عن حفص بن غياث … إلى آخره نحوه.
وكذا أخرجه أحمد في “مسنده” (4).
الرابع: مُرْسل: عن فهد بن سليمان، عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عن عمران … إلى آخره.
وأخرجه البيهقي (1) نحوه مرسلًا: من حديث وكيع، عن عمران بن زائدة، عن أبي خالد، عن النبي – عليه السلام -.
قوله: “يرفع طورًا” انتصاب “طورًا” على المصدرية من غير لفظة فعله، يقال: فَعَلَ هذا طورًا، وطَوْرى، وأطوارًا، كما يقال: فعل مرةً، ومرتين، ومرات، ومرارًا، ومعنى يرفع طورًا: يرفع صوته بالقراءة مرةً ويخفضه مرةً أخرى.
قلت سيف: حديث كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع طورًا ويخفض طورًا أخرجه أبوداود 1330 حسنه الألباني. وفي تحقيقه لابن خزيمة ضعف الإسناد بجهالة زائدة بن نشيط.
وقال الارنؤط في تخريج السنن محتمل التحسين
ويشهد له حديث عائشة الآتي
==================================================
*وقال الشوكاني -رحمه الله- في نيل الأوطار:*
952 – (وعن عائشة «أنها سئلت كيف كانت قراءة النبي – صلى الله عليه وسلم – بالليل فقالت: كل ذلك قد كان يفعل، ربما أسر، وربما جهر» رواه الخمسة وصححه الترمذي). الحديث رجاله رجال الصحيح.
قلت سيف: وهو في الصحيح المسند 1575
ورواه مسلم مختصرا 307 أو 631 طبعة أخرى مقتصرا على قصة الغسل. وذكره ابوعوانه في مستخرجه 2254. وفيه كيف كانت قراءته من الليل أكان يجهر أم يسر؟ قالت: كل ذلك كان يفعل. ربما جهر، وربما أسر. قلت الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة.
وفي الباب عن أبي قتادة عند الترمذي وأبي داود «أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال لأبي بكر: مررت بك وأنت تقرأ وأنت تخفض من صوتك فقال: إني أسمعت من ناجيت، قال: ارفع قليلًا وقال لعمر: مررت بك وأنت تقرأ وأنت ترفع صوتك، فقال: إني أوقظ الوسنان وأطرد الشيطان، قال: اخفض قليلًا».
قلت سيف: ذكره الشيخ مقبل في أحاديث معلة حيث ذكره أبوداود واتبعه برواية مرسلة عن ثابت وقال الترمذي: غريب إنما اسنده يحيى بن إسحاق وأكثر الرواة يروونه عن ثابت عن ابن رباح مرسلا.
ورجح المرسل أيضا ابوحاتم العلل 327
وأخرجه أحمد بن حنبل 865 من حديث علي لكنه من رواية زكريا عن أبي إسحاق ويضعفها أحمد.
وورد عن أبي هريرة لكنه من رواية محمد بن عمرو عن أبي سلمة وهو يضعف فيه حيث كان يحدث مرة عن أبي سلمه من روايته ثم يحدث به مرة أخرى عن أبي سلمة عن أبي هريرة قاله ابن معين
وعن ابن عباس عند أبي داود قال: «كانت قراءة النبي – صلى الله عليه وسلم – على قدر ما يسمعه من في الحجرة وهو في البيت» وعن علي نحو حديث أبي قتادة، وعن عمار عند الطبراني بنحو حديث أبي قتادة أيضًا.
وعن أبي هريرة عند أبي داود بنحوه أيضًا، وله حديث آخر عند أبي داود، قال: «كانت قراءة النبي – صلى الله عليه وسلم – بالليل يرفع طورًا ويخفض طورًا» وله حديث ثالث عند أحمد والبزار «أن عبد الله بن حذافة قام يصلي فجهر بصلاته، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: يا ابن حذافة لا تسمعني وسمع ربك». قال العراقي: وإسناده صحيح
قلت سيف: رجح الدارقطني في العلل 1388 رواية يونس بن يزيد وعقيل بن خالد عن الزهري عن أبي سلمة أن عبدالله بن حذافة
بخلاف من قال عن أبي سلمة عن عبدالله بن حذافة
وعن أبي سعيد عند أبي داود والنسائي قال «اعتكف رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فسمعهم يجهرون بالقراءة، فكشف الستر وقال: ألا إن كلكم مناج ربه فلا يؤذين بعضكم بعضًا، ولا يرفعن بعضكم على بعض في القراءة – أو قال -: في الصلاة».
وعن ابن عمر عند أحمد والبزار والطبراني بنحو حديث أبي سعيد. وعن البياضي واسمه فروة بن عمر وعند أحمد، قال العراقي: بإسناد صحيح، «أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خرج على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال: إن المصلي يناجي ربه – عز وجل – فلينظر بما يناجيه، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن». وعن عقبة بن عامر عند أبي داود والترمذي والنسائي قالا: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة».
وعن أبي أمامة عند الطبراني في الكبير بنحو حديث عقبة، وفي إسناده إسحاق بن مالك الحضرمي، ضعفه الأزدي، ورواه الطبراني من وجه آخر وفيه بسر بن نمير وهو ضعيف جدًا
وفي الباب أحاديث كثيرة، وفيها أن الجهر والإسرار جائزان في قراءة صلاة الليل، وأكثر الأحاديث المذكورة تدل على أن المستحب في القراءة في صلاة الليل التوسط بين الجهر والإسرار. وحديث عقبة وما في معناه يدل على أن السر أفضل لما علم من أن إخفاء الصدقة أفضل من إظهارها.
وثبت في صحيح مسلم أن رجلا كان يقرأ في المسجد فسمعه النبي صلى الله عليه وسلم فقال يرحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آية كنت أسقطتها من سورة كذا وكذا
وقال النووي في شرحه لهذا الحديث: جواز رفع الصوت بالقراءة في الليل وفي المسجد ولا كراهة فيه إذا لم يؤذ أحدا، ولا تعرض للرياء والإعجاب ونحو ذلك.
وورد كذلك في مسلم من حديث أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما إذن الله لشيء ما إذن لنبي يتغنى بالقرآن. … وفي رواية لمسلم أيضا ….. حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به.
وكذلك قال صلى الله عليه وسلم لأبي موسى لو رايتني وأنا استمع لقراءته البارحة. لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود.
وغير ذلك من الأحاديث
فالأكثر في صلاة الليل رفع الصوت ويجوز الخفض لمصلحة.
—-
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع صوته لما كان يصلي باصحابه في مكة … فيسمعه الكفار فيشتموا القرآن فأنزل الله عزوجل ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها. ….
ففي البخاري
4722 حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} قَالَ: نَزَلَتْ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُخْتَفٍ بِمَكَّةَ؛ كَانَ إِذَا صَلَّى بِأَصْحَابِهِ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ، فَإِذَا سَمِعَ الْمُشْرِكُونَ سَبُّوا الْقُرْآنَ، وَمَنْ أَنْزَلَهُ، وَمَنْ جَاءَ بِهِ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ}، أَيْ: بِقِرَاءَتِكَ فَيَسْمَعَ الْمُشْرِكُونَ، فَيَسُبُّوا الْقُرْآنَ، {وَلَا تُخَافِتْ بِهَا}: عَنْ أَصْحَابِكَ فَلَا تُسْمِعُهُمْ، {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا}.
تنبيه: سبق التوسع في آداب قراءة القرآن:
الصحيح المسند برقم 931 من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: (الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة).
قال أبوعبدالرحمن: حديث حسن