1375 ، 1376 ، 1377 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
ومراجعة سيف بن غدير النعيمي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا )
“””””””””'””””””””””
——–‘——-‘——
صحيح البخاري
باب التعوذ من عذاب القبر
1375 – حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى حدثنا شعبة قال حدثني عون بن أبي جحيفة عن أبيه عن البراء بن عازب عن أبي أيوب رضي الله عنهم قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد وجبت الشمس فسمع صوتا فقال يهود تعذب في قبورها وقال النضر أخبرنا شعبة حدثنا عون سمعت أبي سمعت البراء عن أبي أيوب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم
1376 – حدثنا معلى حدثنا وهيب عن موسى بن عقبة قال حدثتني ابنة خالد بن سعيد بن العاص أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتعوذ من عذاب القبر
1377 – حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام حدثنا يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النار ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال
——-
مشاركة أبي صالح حازم :
فوائد الباب:
1- حديث أبي أيوب الأنصاري أخرجه البخاري ومسلم والنسائي.
2- إن “الرسول صلى الله عليه وسلم استعاذ بالله من (عذاب القبر )، وقد عصمه الله وطهره ، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فينبغى لكل من علم أنه غير معصوم ولا مطهر أن يكثر التعوذ مما استعاذ منه نبيه”. قاله ابن بطال في شرحه.
3- – إن فى استعاذته ( صلى الله عليه وسلم ) من كل ما استعاذ منه ” إنما كان ” إظهارا للافتقار إلى الله ، وإقرارا بالنعم ، واعترافا بما يتجدد من شكره عليها ما يكون “كفأ” لها.قاله ابن بطال في شرحه.
4- قوله ( خرج النبي صلى الله عليه وسلم) أي من المدينة إلى خارجها قاله القسطلاني في إرشاد الساري.
5- قوله ( وقد وجبت الشمس) وعند مسلم 2869 والنسائي 2059 من طريق يحيى بن سعيد ” بعد ما غربت الشمس”.
6- قوله (فسمع صوتا) وعند ابن أبي شيبة في المصنف 12035 وابن حبان في صحيحه 3124 والآجري في الشريعة 847 من طريق وكيع عن شعبة وفيه قال ” هَذِهِ أَصْوَاتُ الْيَهُودِ” تابعه عثمان بن عمر عن شعبة به أخرجه عبد بن حميد في مسنده 224 والطحاوي في شرح مشكل الآثار 5205 والبيهقي في شعب الإيمان 394.
7- الظاهر أنه لم يسمعه غيره وقد ورد ما يدل على ذلك أخرجه الطبراني في الكبير 3857 لكن الإسناد فيه لا يصح. وترجم عليه ابن حبان في صحيحه فقال ذِكْرُ الْإِخْبَارِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسْمِعَ أَصْوَاتَ الْكَفَرَةِ حَيْثُ عُذِّبَتْ فِي قُبُورِهَا.
8- فيه معجزة من حيث كشف أحوالهم قاله الملا علي القاري كما في مرقاة المفاتيح. وقد ورد في مسلم 2867 من حديث زيد بن ثابت “لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمع”. وفيه” فقال تعوذوا بالله من عذاب القبر قالوا نعوذ بالله من عذاب القبر”.
9- ومناسبة الحديث للترجمة من حيث أن “العادة قاضية بأن كل من سمع مثل ذلك الصوت يتعوذ من مثله” قاله الكرماني نقله الحافظ في الفتح.
10- قوله ( وقال النضر) وصله البيهقي في إثبات عذاب القبر 87 وابن مندة في معرفة الصحابة من طريق سَعِيد بْنُ مَسْعُود، ثَنَا النَّضْر بْنُ شُمَيْل به.
11- قال الحافظ في تغليق التعليق رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده عَن النَّضر بن شُمَيْل فوافقناه فِيهِ، وَرَوَاهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مستخرجه عَن مكي عَن أَحْمد بن مَنْصُور عَن النَّضر وَلم يسق لَفظه.
12- الإسناد فيه ثلاثة من الصحابة في نسق أولهم: أبو جحيفة.
13- قوله ( حدثني عون بن أبي جحيفة) ولشعبة فيه إسناد آخر عن سماك ، عن جابر بن سمرة عن أبي أيوب به أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني.
======
1367 : فوائد حديث أم خالد رضي الله عنها:
1- حديث أم خالد أمة بنت خالد بن سعيد رضي الله عنهما انفرد بإخراجه البخاري ، وأخرجه النسائي في السنن الكبرى أيضا.
2- “أم خالد بنت خالد هي أمة بفتح الهمزة والميم مخففا كنيت بولدها خالد بن الزبير بن العوام وكان الزبير تزوجها فكان لها منه خالد وعمرو ابنا الزبير وذكر ابن سعد أنها ولدت بأرض الحبشة وقدمت مع أبيها بعد خيبر وهي تعقل” قاله الحافظ في الفتح.
3- موضع الشاهد قولها ( سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتعوذ من عذاب القبر) وفي رواية عند ابن حبان من طريق أنس بن عياض ” يستعيذ بالله” وهذا من فعله صلى الله عليه وسلم تعليم لأمته من أجل التأسي به، لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة.
4- ورد عند الطبراني في الكبير في رواية 243وأبي نعيم في معرفة الصحابة 7919 ” استجيروا بالله من عذاب القبر فإن عذاب القبر حق ” لكن في إسناده يحيى بن عبد الحميد الحماني وقد ضعف قال الحافظ في التقريب ” حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث.
5- ترجم عليه النسائي في السنن الكبرى فقال ” السُّؤَالُ بِأَسْمَاءِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَصِفَاتِهِ وَالِاسْتِعَاذَةُ بِهَا”.
6- ” وإذا ثبت أن اليهود تعذب بيهوديتهم ثبت تعذيب غيرهم من المشركين لأن كفرهم بالشرك أشد من كفر اليهود” قاله الحافظ في الفتح.
7- تنوع أحاديث هذا الباب والأبواب التي سبقت وما سيأتي يفيد بأن عذاب القبر يقع على المشركين مثل عباد الأصنام واليهود ، كما يقع على عصاة المسلمين كقاتل نفسه وكالذي يمشي بالنميمة والذي لا يستنزه من بوله. فوجب الحذر والبعد عن أسباب العذاب من الشرك بالله وارتكاب الكبائر وتسويف التوبة والاستغفار.
8- قوله ( حدثنا معلى) هو ابن أسد كما ورد عند البيهقي في إثبات عذاب القبر 199، تابعه الْمَخْزُومِيُّ وَاسْمُهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَةَ أَبُو هِشَامٍ أخرجه إسحق بن راهويه في مسنده 2216، تابعه عفان كما عند ابن أبي شيبة في المصنف 29756 ، تابعه الخصيب بن ناصح كما عند الطحاوي في شرح مشكل الآثار 5184
9- قوله ( حدثنا وهيب) وعند الطحاوي في مشكل الآثار 5184 ” حدثنا وهيب بن خالد ” تابعه سفيان بن عيينة كما عند البخاري 6364 والإمام أحمد في مسنده 27058، تابعه إسماعيل بن جعفر كما عند النسائي في السنن الكبرى 7673، تابعه أبو قرة موسى بن طارق الزبيدي كما عند الإمام أحمد في مسنده 27056 وإسحق بن راهويه في مسنده 2215 تابعه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ كما عند ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 3172 تابعه أنس بن عياض كما عند ابن حبان في صحيحه 997.
10- قوله (عن موسى بن عقبة) وعند البخاري من طريق ابن عيينة “حدثنا موسى بن عقبة”، تابعه عبيد الله بن عمر كما عند الطبراني في الكبير 246والحاكم في المستدرك ،وعلق الذهبي فقال” منقطع “، وكأنه لم يثبت عنده سماع عبيد الله بن عمر من أم خالد ، وفي الإسناد جنادة بن سلم ، قال أبو حاتم الرازي كما في العلل :” ضعيف الحديث ما أقربه من أن يترك حديثه، عمد إلى أحاديث موسى بن عقبة فحدث بها عن عبيدالله بن عمر”. كأن هذا الحديث مثال على ذلك. فهذا الإسناد منكر والله أعلم.
11- زاد البخاري في الرواية الأخرى من طريق سفيان قال موسى بن عقبة ” قال ولم أسمع أحدا سمع من النبي صلى الله عليه وسلم غيرها” فهذا نص في تابعيته رحمه الله تعالى.
12- قوله (حدثتني ابنة خالد بن سعيد بن العاص) وعند البخاري من طريق سفيان ” سمعت أم خالد بنت خالد”.
====
1377 :فوائد حديث أبي هريرة:
1- حديث أبي هريرة أخرجه البخاري ومسلم 588 والنسائي 2060.
2- قوله ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو) ولفظه عند الحاكم في مستدركه 1011″يقول في دبر كل صلاته” وأظنه من أجل هذه الزيادة أودع الحديث في المستدرك.
3- “باب ما يستحب له أن لا يقصر عنه من الدعاء قبل السلام” قاله البيهقي في السنن الكبرى وأوجبها بعض أهل العلم لما ثبت من أمره صلى الله عليه وسلم بها.
4- قوله (ومن فتنة المسيح الدجال) وعند مسلم في رواية ” وشر المسيح الدجال”.
5- فيه اللجوء إلى الله تعالى ودعائه.
6- فيه التعوذ من عذاب القبر وفتنته.
7- فيه الإيمان بالمسيح الدجال والتعوذ من شره.
8- قوله (حدثنا هشام) هو الدستوائي تابعه أَبُو إِسْمَعِيل كما عند النسائي، تابعه شيبان كما عند أحمد في مسنده 9447 ، تابعه علي بن المبارك كما عند الحاكم في المستدرك ، تابعه الأوزاعي كما عند أحمد في مسنده 10181 ولم يسق لفظه وإنما أحال على متن أطول منه وفيه الأمر بالتعوذ وليس من فعله صلى الله عليه وسلم وأنه بعد التشهد في الصلاة،
9- قوله (حدثنا يحيى) وعند النسائي ” حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِير”.
10- قوله ( عن أبي سلمة) وعند النسائي ” أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ حَدَّثَهُ”.
11- قوله (عن أبي هريرة) وعند مسلم في رواية ” سمع أبا هريرة”
—–
مشاركة أحمد بن علي :
رياح المسك
باب التعوذ من عذاب القبر
قال عياض في إكمال المعلم 2/537 في فتنة القبر:
وهو صحيح ومذهب أهل الحق القول به واعتقاد صحته، وصحة فتنته وهو – والله أعلم – يعنى ” فتنة المحيا والممات ” التى استعاذ منهما النبى صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} أو تكون معنى ” فتنة الممات “: أى حين الموت والاحتضار . اهـ
قال النووي في شرح مسلم 5/85 :
حاصل أحاديث الباب استحباب التعوذ بين التشهد والتسليم من هذه الأمور وفيه إثبات عذاب القبر وفتنته وهو مذهب أهل الحق خلافا للمعتزلة ومعنى فتنة المحيا والممات الحياة والموت واختلفوا في المراد بفتنة الموت فقيل فتنة القبر وقيل يحتمل أن يراد بها الفتنة عند الاحتضار وأما الجمع بين فتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال وعذاب القبر فهو من باب ذكر الخاص بعد العام ونظائره كثيرة. اهـ
فوائد:
فيه الإِيمان بالنار، وأنها مخلوقة موجودة، وقد ثبتت الاستعاذة منها في غير حديث. ابن الملقن.
اهتم النبي عليه الصلاة والسلام بهذا الدعاء اهتماما بالغا فقد جاء عن ابن عباس
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن:
(اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم وأعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات وأعوذ بك من شر المسيح الدجال).
صححه الألباني في التعليقات الحسان 995
ذهب طاووس إلى وجوب قول هذا الذكر بعد التشهد لورود الأمر به، قال في عون المعبود:
قال النووي ذهب طاووس إلى وجوبه وأمر ابنه بإعادة الصلاة حين لم يدع بهذا الدعاء فيها
والجمهور على أنه مستحب.
……………………….
مشاركة سيف بن دورة :
أحاديث في الباب :
روى الإمام أحمد رحمه الله .
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ يَهُودِيَّةً كَانَتْ تَخْدُمُهَا فَلَا تَصْنَعُ عَائِشَةُ إِلَيْهَا شَيْئًا مِنْ الْمَعْرُوفِ إِلَّا قَالَتْ لَهَا الْيَهُودِيَّةُ وَقَاكِ اللَّهُ عَذَابَ الْقَبْرِ !! قَالَتْ فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لِلْقَبْرِ عَذَابٌ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ ( لَا ؛ وَعَمَّ ذَاكَ ؟! ) قَالَتْ : هَذِهِ الْيَهُودِيَّةُ لَا نَصْنَعُ إِلَيْهَا مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا إِلَّا قَالَتْ وَقَاكِ اللَّهُ عَذَابَ الْقَبْرِ !! قَالَ : ( كَذَبَتْ يَهُودُ وَهُمْ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كُذُبٌ لَا عَذَابَ دُونَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) قَالَتْ : ثُمَّ مَكَثَ بَعْدَ ذَاكَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثَ فَخَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ نِصْفَ النَّهَارِ مُشْتَمِلًا بِثَوْبِهِ مُحْمَرَّةً عَيْنَاهُ وَهُوَ يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ ( أَيُّهَا النَّاسُ أَظَلَّتْكُمْ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ أَيُّهَا النَّاسُ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا وَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا أَيُّهَا النَّاسُ اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ فَإِنَّ عَذَابَ الْقَبْرِ حَقٌّ ) رواه أحمد في ” مسنده” (41/66) وصححه المحققون .
وورد في صحيح البخاري 6375 واللفظ له، ومسلم (589) بنحوه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول :
اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ والهَرَمِ، والمَغْرَمِ والمَأْثَمِ، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِن عَذابِ النَّارِ وفِتْنَةِ النَّارِ، وفِتْنَةِ القَبْرِ وعَذابِ القَبْرِ، وشَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى، وشَرِّ فِتْنَةِ الفَقْرِ، ومِنْ شَرِّ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطايايَ بماءِ الثَّلْجِ والبَرَدِ، ونَقِّ قَلْبِي مِنَ الخَطايا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وباعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطايايَ كما باعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ.
– رد العلماء على من زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ عقيدة عذاب القبر من اليهودية . فالنبي صلى الله عليه وسلم. يعلم بعذاب القبر لكن كان ظنه خاصا بالكفار حتى أوحى الله إليه فعلم أصحابه الاستعاذة منه .
تنبيه : قلت سيف بن دورة :
لفظة ( عذاب القبر حق ) ثابته راجع الصحيحة 1377 حيث وردت في حديث عائشة أخرجه أحمد 24520
—–
مشاركة سيف بن غدير النعيمي :
وقد اختلف العلماء في حكم هذه الاستعاذة ، فذهب جمهورهم إلى استحبابها ، وذهبت طائفة منهم إلى وجوبها .
قال النووي – رحمه الله – :
وإن طاوسا رحمه الله تعالى أمر ابنه حين لم يدع بهذا الدعاء فيها بإعادة الصلاة ، هذا كله يدل على تأكيد هذا الدعاء ، والتعوذ ، والحث الشديد عليه , وظاهر كلام طاوس رحمه الله تعالى أنه حمل الأمر به على الوجوب ، فأوجب إعادة الصلاة لفواته , وجمهور العلماء على أنه مستحب ، ليس بواجب .
” شرح النووي ” ( 5 / 89 ) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – :
بل قد ذهب طائفة من السلف ، والخلف ، إلى أن الدعاء في آخرها واجب ، وأوجبوا الدعاء الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم آخر الصلاة بقوله : ( إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع : من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ) رواه مسلم ، وغيره ، وكان طاووس يأمر من لم يدع به أن يعيد الصلاة ، وهو قول بعض أصحاب أحمد .
” مجموع الفتاوى ” ( 22 / 518 ) .
وقال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – :
وفي التعوّذ من هذه الأربع قولان :
القول الأول : أنه واجب ، وهو رواية عن الإمام أحمد ؛ لما يلي :
1. لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بها .
2. ولشدَّة خطرها ، وعِظَمها .
والقول الثاني : أنه سُنَّة ، وبه قال جمهور العلماء .
ولا شَكَّ أنه لا ينبغي الإخلالُ بها ، فإن أخلَّ بها : فهو على خَطَرٍ من أمرين :
1. الإثم .
2. ألا تصح صلاته ، ولهذا كان بعضُ السَّلف يأمر مَنْ لم يتعوَّذ منها بإعادة الصَّلاة .
” الشرح الممتع ” ( 3 / 199 ، 200 ) .
والأرجح هو قول الجمهور ، ويُحمل فعل طاوس رحمه الله – إن صح عنه – على توكيد هذا الاستحباب ؛ حيث إن أمره بالإعادة كان لابنه في سياق تعليمه ، لا لعامة المصلين ، وهو احتمال ذكره أبو العباس القرطبي ، وارتضاه جمع من الأئمة ، حيث قال :
” ويحتمل : أن يكون ذلك إنما أمره بالإعادة تغليظًا عليه ؛ لئلا يتهاون بتلك الدعوات ، فيتركها ، فيُحْرَم فائدتها ، وثوابها .
انتهى من ” المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم ” ( 2 / 209 ) .
===
===
===
===
===
باب عذاب القبر من الغيبة والبول
1378 – حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما مر النبي صلى الله عليه وسلم على قبرين فقال إنهما ليعذبان وما يعذبان من كبير ثم قال بلى أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة وأما أحدهما فكان لا يستتر من بوله قال ثم أخذ عودا رطبا فكسره باثنتين ثم غرز كل واحد منهما على قبر ثم قال لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا
مشاركة أبي صالح حازم :
فوائد الباب:
1- قوله (عذاب القبر من الغيبة والبول) يشير إلى ما ورد من حديث أبي بكرة رضي الله عنه مرفوعا عند الإمام أحمد في مسنده 20373 وابن ماجة 349 ” إنهما يعذبان في الغيبة والبول” ، فيه بحر بن مرار ، قال العقيلي في الضعفاء :”وليس بمحفوظ من حديث أبى بكرة الا عن بحر بن مرار هذا وقد صح من غير هذا الوجه”. “فيه بحر بن مرار صدوق اختلط بأخرة، ولا أدري من روى عنه قبل الاختلاط غير القطان، فهو علة الحديث يصلح في الشواهد والمتابعات” هذا كان خلاصة ما كتبته في مفكرتي عند دراسة أحاديث مسند الإمام أحمد. وبعضهم أسقط أحد الرواة من الإسناد وهو جد بحر المذكور والصواب إثباته قاله أبو حاتم الرازي والدارقطني.وقال الألباني حسن صحيح كما في الترغيب والترهيب.
2- حديث ابن عباس سبق شرحه في باب الجريد على القبر.
3- هذا الحديث فيه عظة وعبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، فالحذر الحذر.
4- عن قتادة رحمه الله تعالى قال ذكر لنا أن عذاب القبر ثلاثة أثلاث، ثلث من الغيبة، وثلث من البول، وثلث من النميمة.
أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت 189 وفِي ذم الغيبة والنميمة 50 ، وإسناده صحيح، وأخرجه البيهقي في إثبات عذاب القبر 238 بإسقاط أوله وهو قوله ذكر لنا، ووصله من حديث أبي هريرة مرفوعا 239 ثم قال الصحيح رواية ابن أبي عروبة عن قتادة من قوله.
—-
مشاركة أحمد بن علي :
رياح المسك
باب عذاب القبر من الغيبة والبول
قال ابن بطال في شرح البخاري 3/347 :
ومعنى الحديث : الحض على ترك النميمة ، والتحرز من البول ، والإيمان بعذاب القبر ، كما يرحم الله جماعة أهل السنة.
وقال أيضا: وفى نص الحديث: (النميمة) فإنه استدل البخارى منه على أن تلك النميمة كان فيها شىء من الغيبة، والنميمة والغيبة محرمتان، وهما فى النهى عنهما سواء.
تقدمت بقية مباحثه في باب الجريد على القبر
…………………………………………