1360 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
ومراجعة سيف بن غدير النعيمي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين وحكام الإمارات ووالديهم ووالدينا والمسلمين جميعا).
======”======
——–‘——–‘——–
صحيح البخاري:
قال البخاري رحمه الله تعالى
باب إذا قال المشرك عند الموت لا إله إلا الله
1360 – حدثنا إسحاق أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثني أبي عن صالح عن ابن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب عن أبيه أنه أخبره أنه لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل بن هشام وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طالب يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه ويعودان بتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك فأنزل الله تعالى فيه {ما كان للنبي} الآية
——-‘——‘——
فوائد الباب:
1 – قوله (إذا قال المشرك عند الموت لا إله إلا الله) أي هل ينفعه ذلك ويحكم بإسلامه؟.
2 – حديث المسيب بن حزن رضي الله عنه أخرجه البخاري ومسلم والنسائي.
3 – موضع الشاهد منه (يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله) أي تنفعه الشهادة لو قالها صادقا مخلصا.
4 – فيه الدليل على صحة إسلام من حضره الموت ما لم يشرع في النزع وهو الغرغرة. قاله النووي في شرح صحيح مسلم.
5 – ” مَا جَاءَ فِي فَضْلِ الْكَلِمَةِ الْبَاقِيَةِ فِي عَقِبِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهِيَ كَلِمَةُ التَّقْوَى وَدَعْوَةُ الْحَقِّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ “. قاله البيهقي في الأسماء والصفات.
6 – إنما تنفع كلمة التوحيد من قالها قبل المعاينة للملائكة التي تقبض الأرواح، فحينئذ تنفعه قَالَ تعالى: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ} الآية [النساء: 18]، والمراد بحضور الموت: حضور ملك الموت، وهي المعاينة لقبض روحه. قاله ابن الملقن في التوضيح
7 – “ذِكْرُ مَا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنَ الِاقْتِصَارِ عَلَى حَمْدِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا بِمَا مَنَّ عَلَيْهِ مِنَ الْهِدَايَةِ، وَتَرْكِ التَّكَلُّفِ فِي سُؤَالِ تِلْكَ الْحَالَةِ لِمَنْ خُذِلَ وَحُرِمَ التَّوْفِيقَ وَالرَّشَادَ” قاله ابن حبان في صحيحه.
8 – فيه النَّهْيُ عَنِ الِاسْتِغْفَارِ لِلْمُشْرِكِينَ قاله النسائي في السنن الصغرى.
9 – إذا قال “والله لا أتكلم اليوم”، فصلى، أو قرأ، أو سبح، أو كبر، أو حمد، أو هلل فهو على نيته. قاله البخاري في صحيحه.
10 – فيه قصة أبي طالب قاله البخاري في صحيحه.
11 – قوله (أشهد لك بها عند الله) وفي رواية عند البخاري (أحاج لك بها عند الله)، ومن حديث أبي هريرة (فقل كلمة تجب لك علي بها الشفاعة يوم القيامة قل لا إله إلا الله) أخرجه الحاكم في مستدركه 3291 من طريق سفيان بن حسين عن الزهري عن سعيد به، وقد ضعف سفيان في الزهري. وأخرج ابن حبان في صحيحه 2949 حديث أنس الوارد في الباب السابق في قصة أبي طالب بلفظ (أشفع لك بها يوم القيامة)
12 – وأصل حديث أبي هريرة عند مسلم 25 والترمذي 3188 من طريق يزيد بن كيسان عن أبي حازم الأشجعي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه * قل لا إله إلا الله أشهد لك بها يوم القيامة قال لولا أن تعيرني قريش يقولون إنما حمله على ذلك الجزع لأقررت بها عينك فأنزل الله! (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)
13 – قوله (هو على ملة عبد المطلب)، “فهذا من أحسن الآداب والتصرفات، وهو أن من حكى قول غيره القبيح، أتى به بضمير الغيبة لقبح صورة لفظه الواقع” قاله النووي في شرح صحيح مسلم.
14 – فيه أثر الصحبة السيئة، ومساوئ التعصب للآباء والأجداد.
15 – فيه “نسخ جواز الاستغفار للمشركين والدليل على أن من مات على الشرك فهو في أصحاب الجحيم ولا ينقذه من ذلك شيء من الوسائل” قاله النووي في شرح صحيح مسلم.
16 – قوله (حدثنا إسحق) يحتمل أن يكون ابن منصور ويحتمل أن يكون ابن راهويه، والراجح الثاني لأنه يقول عادة “أخبرنا “كما هنا. تابعه عند مسلم 24 حسن الحلواني وعبد بن حميد قالا حدثنا يعقوب وهو ابن إبراهيم بن سعد.
17 – قوله (عن صالح) هو ابن كيسان وأخرجه مسلم أيضا من طريقه 24، تابعه معمر عند البخاري 3884 و4675 ومسلم 24 والنسائي 2035، وتابعه شعيب – ابن أبي حمزة- عند البخاري 4772 و6681، تابعه يونس عند مسلم 24، تابعه أسامة بن زيد الليثي عند ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 721 كلهم عن الزهري به.
18 – وفي الباب عن أسامة بن زيد بن حارثة قال * بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة من جهينة فصبحنا القوم فهزمناهم ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم فلما غشيناه قال لا إله إلا الله فكف عنه الأنصاري وطعنته برمحي حتى قتلته قال فلما قدمنا بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله قال قلت يا رسول الله إنما كان متعوذا قال فقال أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله قال فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم ” أخرجه البخاري 4269 ومسلم 96 وأبو داود 2643 والنسائي في الكبرى 8540
19 – عن المقداد بن الأسود أنه قال * يا رسول الله أرأيت إن لقيت رجلا من الكفار فقاتلني فضرب إحدى يدي بالسيف فقطعها ثم لاذ مني بشجرة فقال أسلمت لله أفأقتله يا رسول الله بعد أن قالها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقتله قال فقلت يا رسول الله إنه قد قطع يدي ثم قال ذلك بعد أن قطعها أفأقتله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقتله فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله وإنك بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال” رواه البخاري 4019 ومسلم 95 وأبو داود 2644 والنسائي في السنن الكبرى 8537
20 – وقال ابن حبان رحمه الله تعالى – كما في صحيحه -: قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “فَإِنْ قتلته فإنه بِمَنْزِلَتِكَ قَبْلَ أَنْ تَقْتُلَهُ” يُرِيدُ بِهِ أَنَّكَ تُقْتَلُ قَوَدًا لِأَنَّهُ كَانَ قَبْلَ أَنْ أَسْلَمَ حَلَالَ الدَّمِ وَإِذَا قَتَلْتَهُ بَعْدَ إِسْلَامِهِ صِرْتَ بِحَالَةٍ تُقْتَلُ مِثْلَهُ قَوَدًا بِهِ لَا أَنَّ قَتْلَ الْمُسْلِمِ يُوجِبُ كُفْرًا يُخْرِجُ مِنَ الْمِلَّةِ إِذِ اللَّهُ قَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى} [البقرة: 178].
21 – عن صفوان بن محرز أنه حدث أن جندب بن عبد الله البجلي بعث إلى عسعس بن سلامة زمن فتنة بن الزبير فقال اجمع لي نفرا من إخوانك حتى أحدثهم فبعث رسولا إليهم فلما اجتمعوا جاء جندب وعليه برنس أصفر فقال تحدثوا بما كنتم تحدثون به حتى دار الحديث فلما دار الحديث إليه حسر البرنس عن رأسه فقال إني أتيتكم ولا أريد أن أخبركم عن نبيكم * إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثا من المسلمين إلى قوم من المشركين وأنهم التقوا فكان رجل من المشركين إذا شاء أن يقصد إلى رجل من المسلمين قصد له فقتله وإن رجلا من المسلمين قصد غفلته قال وكنا نحدث أنه أسامة بن زيد فلما رفع عليه السيف قال لا إله إلا الله فقتله فجاء البشير إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فأخبره حتى أخبره خبر الرجل كيف صنع فدعاه فسأله فقال لم قتلته قال يا رسول الله أوجع في المسلمين وقتل فلانا وفلانا وسمى له نفرا وإني حملت عليه فلما رأى السيف قال لا إله إلا الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقتلته قال نعم قال فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة قال يا رسول الله استغفر لي قال وكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة قال فجعل لا يزيده على أن يقول كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة رواه مسلم 97
22 – وعن عقبة بن مالك قال * بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فأغارت على قوم فشذ من القوم رجل واتبعه رجل من السرية معه السيف شاهرة فقال الشاذ من القوم إني مسلم فلم ينظر إلى ما قال فضربه فقتله فنمي الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فيه قولا شديدا فأعرض فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إذ قال القاتل والله ما كان الذي قال إلا تعوذا من القتل فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمن قبله من الناس وأخذ في خطبته ثم قال يا رسول الله والله ما قال الذي قال إلا تعوذا من القتل فأعرض عنه وعمن قبله من الناس وأخذ في خطبته ولم يصبر فقال الثالثة مثل ذلك فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرف المساءة في وجهه قال إن الله أبى علي الذي قتل مؤمنا ثلاث مرات ” رواه النسائي في السنن الكبرى 8539 وحسنه الألباني، وأورده الشيخ مقبل الوادعي الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين 948
—-
—-
—-
باب إذا قال المشرك عند الموت: لا إله إلا الله
قال ابن الملقن في التوضيح:
ونقل الواحدي بإسناده عن الزجاج إجماع المفسرين أنها نزلت في أبي طالب، واستبعده الحسن بن الفضل؛ لأن السورة من آخر ما نزل من القرآن، ومات أبو طالب في عنفوان الإسلام بمكة.
إذا تقرر ذلك، فالكلام عليه من أوجه:
أحدها:
أن حديث الباب من أفراد الصحيح؛ لأن المسيب لم يرو عنه غير ابنه سعيد، ثم هو من مراسيل الصحابة؛ لأنه على قول مصعب هو وأبوه من مسلمة الفتح، وعلى قول العسكري بايع تحت الشجرة، وأيما كان فلم يشهد أمر أبي طالب؛ لأنه توفي هو وخديجة في أيام ثلاثة، حتى كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يسمي ذلك العام: عام الحزن، وكان ذلك وقد أتى لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – تسع وأربعون سنة وثمانية أشهر وأحد عشر يوما. وقيل: مات في شوال، في نصفه من السنة العاشرة من النبوة. وقال ابن الجزار: قبل الهجرة بثلاث سنين، وقيل: بخمس، وقيل: بأربع، وقيل: بعد الإسراء، ومن الغريب: ذكر ابن حبان له في ثقات التابعين …. اهـ
قال العيني في عمدة القاري:
مطابقته للترجمة غير ظاهرة لأن الترجمة فيما إذا قال المشرك عند الموت: لا إلاه إلا الله، والحديث فيما إذا قيل للمشرك: قل: لا إلاه إلا الله. اهـ
قلت سيف بن دورة: ولم يظهر لي الفرق. إذا قيل له فوفقه الله فقالها. فيصح التبويب ولا يعترض عليه.
قال العثيمين:
– الصواب في هذه المسألة أن يقال: إن النبي عليه الصلاة والسلام قال في رواية أخرى: “كلمة أحاج لك بها عند الله” وهذا يدل على أنه قد ينفعه وقد لا ينفعه لأن ما علم أنه ثابت لا يحتاج إلى محاجة، فكأن النبي عليه الصلاة والسلام يريد أن يراجع ربه تبارك وتعالى في توبة عمه أبي طالب، وإلا فلا شك في أن الآية الكريمة صريحة في أن الإنسان إذا تاب عند معاينة الموت لا ينفعه ولو قال لا إله إلا الله، وها هو فرعون حين أدركه الغرق قال آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل وهو الله عز وجل، مع أنه في هذه الكلمة يدل على خضوعه وذله، فلم ينفعه ذلك، فحديث أبي طالب الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاج لك بها عند الله يدل على أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يجزم بذلك ـ أي بأنه يشهد له عند الله ـ، وأما حديث أسامة بن زيد حين أدرك المشرك فقال لا إله إلا الله، فقال النبي عليه الصلاة والسلام أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله؟ فإنه لم يحضر الموت، لأنه من الممكن أن يتغلب على من شهر السيف عليه أو يهرب أو ما أشبه هذا، لكن من احتضر وتيقنا أنه نزل به الموت فهذا لا تنفعه التوبة.
– فيه دليل على شفقة الرسول عليه الصلاة والسلام العظيمة على عمه حيث قال والله لأستغفر لك ما لم أنه عنك.
– فيه أن النبي توقع أن ينهاه الله عن الاستغفار لعمه.
س: كيف الجمع بما استنتجناه من هذا الحديث وحديث إسلام اليهودي على فراشه؟
جـ: الظاهر أن اليهودي لم يفقد وعيه ولم ينزل به الموت، بل كان مريضا، ولهذا التفت إلى أبيه كأنه يستشيره. اهـ
——‘——‘—-
كلام ابن عثيمين متعقب بأن المحاججه تحتمل لأجل أن لا يدخل النار أصلا. لأنه ختم له بلا إله إلا الله لكن إن قالها وهو مصر على ذنب أخذ بالأول والآخر إن لم يعف عنه ربه ثم تنجيه كلمة التوحيد.
فالمقصود إن قالها وهو مصر على ذنب كبير كان من أهل الكبائر الذين تنفعهم الشفاعة بعد إذن الله:
فكلمة المحاججه لا تدل أنه كان في المعاينة.
تنبيه: أقصد بالحديث الذي فيه مؤاخذته بما فعله في الجاهلية إن لم يتب حديث ابن مسعود:
[(21) / (3) (06): (06)] احمد بن علي: 190 – (120) حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا أبي، ووكيع ح، وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، واللفظ له، حدثنا وكيع، عن ا عمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: قلنا: يا رسول الله، أنؤاخذ بما عملنا في الجاهـلية؟ قال: «من أحسن في ا س م، لم يؤاخذ بما عمل في الجاهـلية، ومن أساء في ا س م، أخذ با ول وا خر»، أخرجه 6921. ومسلم
وقرر ابن تيمية في وجه الجمع بين أحاديث من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة. والأحاديث الأخرى بقوله:
لا منافاة بين الأحاديث فإنه إذا قالها بإخلاص ويقين تام لم يكن في هذا الحال مصراً على ذنب أصلاً، فإن كمال إخلاصه ويقينه يوجب أن يكون الله أحب إليه من كل شيء فإذاً لا يبقى في قلبه إرادة لما حرم الله ولا كراهية لما أمر الله وهذا هو الذي يحرم على النار وإن كانت له ذنوب قبل ذلك، فإن هذا الإيمان وهذه التوبة وهذا الإخلاص وهذه المحبة وهذا اليقين لا تترك له ذنباً إلا يمحى كما يمحى الليل بالنهار. انتهى كلامه
راجع تيسير العزيز الحميد بشرح كتاب التوحيد ص66، 67.
– لم يصح أن النبي صلى الله عليه وسلم لقن عليا (الله الله الله). بل هو موضوع باتفاق أهل الحديث
– لابد في الذكر، وكذلك من أراد الدخول في الإسلام أن ينطق بجملة مفيدة:
قال ابن تيمية: … فلم يثبت عن أعيان الأمة المقتدى بهم؛ أنهم يذكرون الله باسم مفرد أو ضمير، وإنما لهج به قوم من ضلال المتأخرين. وربما اتبعوا فيه حال شيخ مغلوب فيه، مثلما يروي عن الشبلي أنه كان يقول: [اللّه، اللّه]. فقيل له: لم لا تقول: لا إله إلا اللّه؟ فقال: أخاف أن أموت بين النفي والإثبات. وهذه من زلات الشبلي التي تغفر له لصدق إيمانه، وقوة وجده، وغلبة الحال عليه …. وما نقل عن أبي يزيد والنوري والشبلي وغيرهم: من ذكر الاسم المجرد، فمحمول على أنهم مغلوبون، فإن أحوالهم تشهد بذلك، مع أن المشايخ الذين هم أصح من هؤلاء وأكمل لم يذكروا إلا الكلمة التامة، وعند التنازع يجب الرد إلى اللّه والرسول، وليس فعل غير الرسول حجة على الإطلاق. مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى – الجزء العاشر
– أهل الشرك أبو طالب وغيره لا ينفعهم قولهم في التلبية: ما كانوا يقولونه في الجاهلية في تلبيتهم: لبيك لا شريك لك
؛ لأنهم يضيفون، إلا شريكًا هو لك، تملكه وما ملك.
– هل فرعون مات مسلماً؟!
قال الله تعالى عن فرعون وقومه: (وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) غافر/45، 46.
وآل فرعون هنا هم فرعون وقومه.
وأما نطق فرعون بالإيمان لا ينفع صاحبه، لأنه يكون إيماناً اضطرارياً.
قال الله تعالى: (فَلَمَّا رَأَوْا بَاسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ * فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَاسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ) غافر/ 84، 85
قال الطبري رحمه الله:
” يقول تعالى ذكره: فلم يك ينفعهم تصديقهم في الدنيا بتوحيد الله عند معاينة عقابه قد نزل، وعذابه قد حل، لأنهم صدقوا حين لا ينفع التصديق مصدقا، إذ كان قد مضى حكم الله في السابق من علمه، أن من تاب بعد نزول العذاب من الله على تكذيبه لم تنفعه توبته “. انتهى من”تفسير الطبري” (21/ 424).
وقال السعدي رحمه الله:
” وهذه سنة الله وعادته التي قد خلت في عباده: أن المكذبين حين ينزل بهم بأس الله وعقابه إذا آمنوا، كان إيمانهم غير صحيح، ولا منجيا لهم من العذاب، وذلك لأنه إيمان ضرورة، قد اضطروا إليه، وإيمان مشاهدة، وإنما الإيمان النافع الذي ينجي صاحبه، هو الإيمان الاختياري، الذي يكون إيمانا بالغيب، وذلك قبل وجود قرائن العذاب “. انتهى من “تفسير السعدي” (ص 743).
ويدل على هذا المعنى في قصة فرعون تمام الآيات التي في سورة يونس، حيث يقول الله تعالى: (آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ) يونس/ 91، 92
والمعنى: آلآن آمنت حيث لا ينفعك إيمانك،
وانظر: “تفسير الطبري” (15/ 194).
وقد قال الله تعالى: (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) النساء/ 17، 18.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
” وَأَمَّا مَنْ تَابَ عِنْدَ مُعَايَنَةِ الْمَوْتِ فَهَذَا كَفِرْعَوْنَ الَّذِي قَالَ: أَنَا اللَّهُ (حَتَّى إذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إلَهَ إلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ) قَالَ اللَّهُ: (آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) وَهَذَا اسْتِفْهَامُ إنْكَارٍ بَيَّنَ بِهِ أَنَّ هَذِهِ التَّوْبَةَ لَيْسَتْ هِيَ التَّوْبَةُ الْمَقْبُولَةُ الْمَامُورُ بِهَا؛ فَإِنَّ اسْتِفْهَامَ الْإِنْكَارِ: إمَّا بِمَعْنَى النَّفْيِ إذَا قَابَلَ الْإِخْبَارَ وَإِمَّا بِمَعْنَى الذَّمِّ وَالنَّهْيِ إذَا قَابَلَ الْإِنْشَاءَ وَهَذَا مِنْ هَذَا “. انتهى من “مجموع الفتاوى” (18/ 190).
وقال ايضاً:
” هؤلاء الاتحادية من أتباع صاحب “فصوص الحكم” و”الفتوحات المكية” ونحوهم هم الذين يعظمون فرعون، ويدعون أنه مات مؤمنا، وأن تغريقه كان بمنزلة غسل الكافر إذا أسلم، ويقولون: ليس في القرآن ما يدل على كفره، ويحتجون على إيمانه بقوله: (حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين)
وتمام القصة تبين ضلالهم، فإنه قال سبحانه: (آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين) وهذا استفهام إنكار وذم، ولو كان إيمانه صحيحا مقبولا لما قيل له ذلك.
وقد قال موسى عليه السلام: (وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ) يونس/ 88. قال الله تعالى: (قد أجيبت دعوتكما)، فاستجاب الله دعوة موسى وهارون
وفرعون هو أكثر الكفار ذكرا في القرآن، وهو لا يذكره سبحانه إلا بالذم والتقبيح واللعن، ولم يذكره بخير قط.
وهؤلاء الملاحدة المنافقون يزعمون أنه مات طاهرا مطهرا ليس فيه شيء من الخبث “. انتهى ملخصا من”جامع الرسائل” (1/ 207 – 212).
وجاء في “الموسوعة الفقهية” (14/ 126):
” لاَ خِلاَفَ بَيْنَ الْفُقَهَاءِ فِي عَدَمِ قَبُول تَوْبَةِ الْكَافِرِ بِإِسْلاَمِهِ فِي حَالَةِ الْيَاسِ؛ بِدَلِيل قَوْله تَعَالَى
حِكَايَةً عَنْ حَال فِرْعَوْنَ: (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَال آمَنْتُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيل وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ الانَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْل وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) ” انتهى. والله تعالى أعلم.
– قال ابن جرير:
فقال: ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ … ، تأويله يتوبون قبل مماتهم في الحال التي يفهمون فيها أمر الله تبارك وتعالى، ونهيه، وقبل أن يغلبوا على أنفسهم وعقولهم، وقبل حال اشتغالهم بكرب الحشرجة وغم الغرغرة، فلا يعرفوا أمر الله ونهيه، ولا يعقلوا التوبة؛ لأن التوبة لا تكون توبة إلا ممن ندم على ما سلف وعزم فيه على ترك المعاودة، وهو يعقل الندم، ويختار ترك المعاودة، وأما إذا كان بكرب الموت مشغولاً، وبغم الحشرجة مغموراً فلا أخاله إلا عن الندم على ذنوبه مغلوباً؛ ولذلك قال من قال: إن التوبة مقبولة ما لم يغرغر العبد بنفسه؛ فإن كان المرء في تلك الحال يعقل عقل الصحيح، ويفهم فهم العاقل الأديب فأحدث إنابة من ذنوبه، ورجعة من شروده عن ربه إلى طاعته كان إن شاء الله ممن دخل في وعد الله الذي وعد التائبين إليه من إجرامهم من قريب
قال ابن كثير في تفسيره للآيتين السابقتين: (يقول سبحانه وتعالى إنما يقبل الله التوبة ممن عمل السوء بجهالة ثم يتوب ولو بعد معاينة الملك يقبض روحه قبل الغرغرة … ، فقد دلت الأحاديث على أن من تاب إلى الله عز وجل وهو يرجو الحياة فإن توبته مقبولة … ، وأما متى وقع الإياس من الحياة، وعاين الملك، وخرجت الروح من الحلق، وضاق بها الصدر، وبلغت الحلقوم، وغرغرت النفس صاعدة من الغلاصم، فلا توبة مقبولة حينئذ ولات حين مناص.
(وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) فلا ينفعك الإيمان كما جرت عادة الله أن الكفار إذا وصلوا إلى هذه الحالة الاضطرارية أنه لا ينفعهم إيمانهم؛ لأن إيمانهم صار إيماناً مشاهداً كإيمان من ورد القيامة، والذي ينفع إنما هو الإيمان بالغيب).
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (بل هذه التوبة لا تمنع إلا إذا عاين أمر الآخرة، كما قال تعالى: إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ .. [النساء: 17] الآية … وكل من تاب قبل الموت فقد تاب من قريب، وأما من تاب عند معاينة الموت فهذا كفرعون
قال القرطبي: …. وأما ما كان قبل الموت فهو قريب).
وفي الحديث
(إن الله عز وجل ليقبل توبة العبد ما لم يغرغر))، أي فإذا غرغر وبلغت الروح الحنجرة، وعاين الملك فلا توبة حينئذ
(وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ) [النساء: 18]، وتقرر في الأصول حمل المطلق على المقيد، ولا سيما إذا اتحد الحكم والسبب كما هنا.
وروى الطبري ت310هـ بسنده عن الحسن البصري ت110هـ قوله في هذه الآية هم اليهود والنصارى لن تقبل توبتهم عند الموت.
وقال ابن تيمية: (قال الأكثرون … لن تقبل توبتهم حين يحضرهم الموت).
قال ابن حجر: بأنه صلى الله عليه وسلم لقن عمه الشهادة قبل أن يدخل في الغرغرة، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: أحاج لك بها عند الله كأنه عليه الصلاة والسلام فهم من امتناع أبي طالب من الشهادة في تلك الحالة أنه ظن أن ذلك لا ينفعه؛ لوقوعه عند الموت؛ أو لكونه لم يتمكن من سائر الأعمال الصالحة كالصلاة وغيرها، فلذلك ذكر له المحاججة، وأما لفظ (الشهادة) فيحتمل أنه يكون ظن أن ذلك لا ينفعه إذ لم يحضر حينئذ أحد من المؤمنين مع النبي صلى الله عليه وسلم فطيب قلبه بأن يشهد له بها فينفعه، وهذا يدل على أن التوبة مقبولة ولو في شدة مرض الموت حتى يصل إلى المعاينة فلا يقبل، كما يدل هذا الحديث على أن الكافر إذا شهد شهادة الحق قبل المعاينة وتحقق الموت نجا من العذاب؛ لأن الإسلام يجب ما قبله.
ونقل ابن حجر عن الكرماني قوله بأن عرض الرسول صلى الله عليه وسلم الشهادة على عمه كان عند حضور علامات الوفاة، وإلا فلو كان انتهى إلى المعاينة لم ينفعه الإيمان لو آمن، ويدل على الأول ما وقع من المراجعة بينه وبينهم، ثم قال ابن حجر: (ويحتمل أن يكون انتهى إلى تلك الحالة، لكن رجا النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا أقر بالتوحيد، ولو في تلك الحالة أن ذلك ينفعه بخصوصه، وتسوغ شفاعته صلى الله عليه وسلم لمكانه منه، ولهذا قال: أجادل لك بها وأشفع لك … ، ويؤيد الخصوصية أنه بعد أن امتنع من الإقرار بالتوحيد، وقال هو على ملة عبد المطلب ومات على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك الشفاعة له، بل شفع له حتى خفف عنه العذاب بالنسبة لغيره، وكان ذلك من الخصائص في حقه
والجواب عن إشكال في قوله (أحاج لك بها عند الله) … مع أن لا إله إلا الله تنفعه بدون محاججه:
ذكر ابن بطال عدة أوجه في قوله (أحاج لك بها عند الله) …. وقال: لئلا يتردد في الإيمان، ولا يتوقف عليه؛ لتماديه على خلاف ما تبين حقيقته، وتورطه في أنه كان مضلاً لغيره.
وقيل: إن قوله: ((أحاج لك بها عند الله) كقوله: ((أشهد لك بها عند الله))، لأن الشهادة المرجحة له في طلب حقه؛ ولذلك ذكر البخاري هذا الحديث في هذا الباب بلفظ (الشهادة)) لأنه أقرب للتأويل، وذكر قوله ((أحاج لك بها عند الله)) في قصة أبي طالب في كتاب مبعث النبي عليه السلام، لاحتمالها التأويل).
—-
تنبيه:
بخصوص التعقيب على كلام ابن عثيمين رحمه الله،
أن المحاججة تحتمل لأجل أن لا يدخل النار ….
_____
لعل الشيخ رحمه الله قال في شرح المحاججة أنها قد تنفع عمه وقد لا تنفعه ونفى الجزم، لأنه رحمه الله:
يرى أن عمه كان في حال معاينة الموت وليس قبل المعاينة.
فكلامه رحمه الله ككلام غيره من العلماء، في من يقول كلمة التوحيد بعد معاينة الموت.
____
قال رحمه الله في القول المفيد على كتاب التوحيد:
الأول: أن يقال لما حضرت أبا طالب الوفاة، أي ظهر عليه علامات الموت ولم ينزل به، ولكن عرف موته لا محالة، وعلى هذا; فالوصف لا ينافي الآية.
الثاني: أن هذا خاص بأبي طالب مع النبي صلى الله عليه وسلم ويستدل لذلك بوجهين:
أ- أنه قال: ” كلمة أحاج لك بها عند الله “، ولم يجزم بنفعها له، ولم يقل: كلمة تخرجك من النار.
ب- أنه سبحانه أذن للنبي صلى الله عليه وسلم بالشفاعة لعمه مع كفره، وهذا لا يستقيم إلا له، والشفاعة له ليخفف عنه العذاب
*ويضعف الوجه الأول* أن المعنى ظهرت عليه علامات الموت: بأن قوله: “لما حضرت أبا طالب الوفاة” مطابقا تماما لقوله تعالى: {حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ} 2 وعلى هذا يكون الأوضح في الجواب أن هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم مع أبي طالب نفسه.