6322.6329 الفوائد المنتقاة في شرح صحيح مسلم
مجموعة: إبراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وفيصل الشامسي وفيصل البلوشي وهشام السوري، وعبدالله المشجري، وسامي آل سالمين، وعلي آل رحمه، وكرم.
ومجموعة: طارق أبي تيسير، ومحمد البلوشي، وعبدالحميد البلوشي، وكديم، ونوح وعبدالخالق وموسى الصوماليين، وخميس العميمي.
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين وحكام الإمارات ووالديهم ووالدينا والمسلمين جميعا).
———”’——–”——–”
——–‘——–‘——–
صحيح مسلم، كتاب فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ،
بَابُ مِنْ فَضَائِلِ أنس بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
6322 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ، أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ خَادِمُكَ أَنَسٌ، ادْعُ اللَّهَ لَهُ، فَقَالَ: ((اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتَهُ)).
6323 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ خَادِمُكَ أَنَسٌ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
6324 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ، سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ.
6325 – وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا، وَمَا هُوَ إِلَّا أَنَا وَأُمِّي وَأُمُّ حَرَامٍ، خَالَتِي. فَقَالَتْ أُمِّي: يَا رَسُولَ اللَّهِ خُوَيْدِمُكَ، ادْعُ اللَّهَ لَهُ، قَالَ فَدَعَا لِي بِكُلِّ خَيْرٍ، وَكَانَ فِي آخِرِ مَا دَعَا لِي بِهِ، أَنْ قَالَ: ((اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَبَارِكْ لَهُ فِيهِ)).
6326 – حَدَّثَنِي أَبُو مَعْنٍ الرَّقَاشِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا أَنَسٌ، قَالَ: جَاءَتْ بِي أُمِّي أُمُّ أَنَسٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ أَزَّرَتْنِي بِنِصْفِ خِمَارِهَا، وَرَدَّتْنِي بِنِصْفِهِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا أُنَيْسٌ ابْنِي، أَتَيْتُكَ بِهِ يَخْدُمُكَ فَادْعُ اللَّهَ لَهُ، فَقَالَ: ((اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ)).
قَالَ أَنَسٌ: فَوَاللَّهِ إِنَّ مَالِي لَكَثِيرٌ، وَإِنَّ وَلَدِي وَوَلَدَ وَلَدِي لَيَتَعَادُّونَ عَلَى نَحْوِ الْمِائَةِ، الْيَوْمَ.
6327 – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعَتْ أُمِّي، أُمُّ سُلَيْمٍ صَوْتَهُ، فَقَالَتْ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ أُنَيْسٌ، فَدَعَا لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثَلَاثَ دَعَوَاتٍ قَدْ رَأَيْتُ مِنْهَا اثْنَتَيْنِ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَرْجُو الثَّالِثَةَ فِي الْآخِرَةِ.
6328 – حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: أَتَى عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا أَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، قَالَ: فَسَلَّمَ عَلَيْنَا، فَبَعَثَنِي إِلَى حَاجَةٍ، فَأَبْطَاتُ عَلَى أُمِّي، فَلَمَّا جِئْتُ قَالَتْ: مَا حَبَسَكَ؟ قُلْتُ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَاجَةٍ، قَالَتْ: مَا حَاجَتُهُ؟ قُلْتُ: إِنَّهَا سِرٌّ، قَالَتْ: لَا تُحَدِّثَنَّ بِسِرِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدًا، قَالَ أَنَسٌ: وَاللَّهِ لَوْ حَدَّثْتُ بِهِ أَحَدًا لَحَدَّثْتُكَ يَا ثَابِتُ.
6329 – حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ، حَدَّثَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَسَرَّ إِلَيَّ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِرًّا، فَمَا أَخْبَرْتُ بِهِ أَحَدًا بَعْدُ، وَلَقَدْ سَأَلَتْنِي عَنْهُ أُمُّ سُلَيْمٍ فَمَا أَخْبَرْتُهَا بِهِ.
==========
أولاً: شرح الحديث، وبيان مفرداته:
(عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس) قال ابن سعد في الطبقات: أم سليم تزوجها مالك بن النضر، فولدت له أنس بن مالك، ثم خلف عليها أبو طلحة، فولدت له والد إسحق، فهو يروي هذا الحديث عن عمه أخي أبيه لأمه، فأم سليم التي هي أم أنس جدة إسحق، والدة أبيه.
(أن جدته مليكة) بنت مالك بن عدي، وهي أم أم سليم، فهي الجدة القربى لأنس، والجدة البعدى لإسحاق،
واختلف المحدثون في مرجع الضمير في أن جدته هل قائل ذلك أنس؟ أو إسحاق؟
– جزم ابن سعد وابن الحصار: بأن القائل أنس
– وجزم ابن عبد البر وعبد الحق وعياض: بأن قائل ذلك إسحق.
قال الحافظ ابن حجر: ومقتضى كلام من أعاد الضمير في جدته إلى إسحق أن يكون اسم أم سليم مليكة، ومستندهم في ذلك ما رواه ابن عيينة عن إسحق بن أبي طلحة عن أنس قال: صففت أنا ويتيم في بيتنا خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأمي أم سليم خلفنا. اهـ.
ولست أرى في هذا مستندًا، فقد تكون الداعية الصانعة للطعام مليكة جدة أنس وإسحق، ولم تصل معهم لعذر، والتي صلت معهم أم سليم، وقد تكون مليكة خارج البيت ساعة دخول النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن صنعت الطعام ودعت إليه، فتصدق
وورد في رواية: دخل النبي صلى الله عليه وسلم وما هو إلا أنا وأمي وأم حرام خالتي، وتدل على أن تعدد الواقعة. و يشير إليه قول أنس في رواية: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا، فربما يحضر الصلاة وهو في بيتنا … إلخ،
ففي رواية (وصففت أنا واليتيم وراءه والعجوز من ورائنا) وفي رواية (فأقامني عن يمينه وأقام المرأة خلفنا).
(فقمت إلى حصير لنا) قال ابن بطال: إن كان ما يصلي عليه كبيرًا قدر طول الرجل فأكثر فإنه يقال له حصير، ولا يقال له: خمرة، وكل ذلك يصنع من سعف النخل وما أشبهه.
(قد اسود من طول ما لبس فنضحته بماء) قال العلماء: اسوداده لطول زمنه وكثرة استعماله، وإنما نضحه ليلين – فإنه كان من جريد النخل، كما صرح به في رواية – ويذهب عنه الغبار ونحوه.
(وصففت أنا واليتيم وراءه) قال النووي: اسمه ضمير بن سعد الحميري.
(ثم انصرف) أي إلى بيته، أو من الصلاة.
(في غير وقت صلاة) يعني: في غير وقت فريضة.
(صلى بأمه أو خالته) الشك من الراوي، والأصح بأمه ففي رواية البخاري في باب المرأة وحدها تكون صفًا صليت أنا ويتيم في بيتنا خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأمي أم سليم خلفنا وربما تكررت الواقعة، مرة معه أمه، ومرة معه خالته.
(وكان يصلي على خمرة) بضم الخاء وسكون الميم، قال الطبري: هو مصلى صغير، يعمل من سعف النخل، سميت بذلك لسترها الوجه والكفين من حر الأرض وبردها، وزاد في النهاية: ولا تكون خمرة إلا في هذا المقدار.
وقال الخطابي: هي السجادة يسجد عليها المصلي. اهـ.
ويقصد السجادة الصغيرة التي تكفي الوجه واليدين، وليس المعنى المعروف لنا اليوم مما يقف عليه المصلي. [انتظر: المنهاج للنووي، وفتح المنعم]
——–
——–
———
حديث دعاء الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأنس رضي الله عنه، كرره البخاري في صحيحه تحت عدة أبواب، منها:
– كتاب الصوم، باب من زار قوما فلم يفطر عندهم.
– كتاب الدعوات، باب دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه بطول العمر، وبكثرة ماله
– كتاب الدعوات، باب الدعاء بكثرة الولد مع البركة
ولفظ الذي في كتاب الصوم:
# عن أنس رضي الله عنه، دخل النبي صلى الله عليه وسلم، على أم سليم، فأتته بتمر وسمن، قال: أعيدوا سمنكم في سقائه، وتمركم في وعائه، فإني صائم ثم قام إلى ناحية من البيت، فصلى غير المكتوبة، فدعا لأم سليم وأهل بيتها، فقالت أم سليم: يا رسول الله، إن لي خويصة، قال: ما هي؟، قالت: خادمك أنس، فما ترك خير آخرة ولا دنيا إلا دعا لي به، قال: اللهم ارزقه مالا وولدا، وبارك له فيه، فإني لمن أكثر الأنصار مالا، وحدثتني ابنتي أمينة: أنه دفن لصلبي مقدم حجاج البصرة بضع وعشرون ومائة.
*قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في الفتح (باختصار):*
وكأن هذه القصة غير القصة الماضية في أبواب الصلاة التي صلى فيها (على الحصير وأقام أنسا خلفه وأم سليم من ورائه) لكن وقع عند أحمد في رواية ثابت المذكورة وهو لمسلم من طريق سليمان بن المغيرة عن ثابت نحوه (ثم صلى ركعتين تطوعا فأقام أم حرام وأم سليم خلفنا وأقامني عن يمينه) ويحتمل التعدد لأن القصة الماضية لا ذكر فيها لأم حرام ويدل على التعدد أيضا أنه هنا لم يأكل وهناك أكل ….
قوله: (إن لي خويصة) بتشديد الصاد وبتخفيفها تصغير خاصة وهو مما اغتفر فيه التقاء الساكنين
وقوله: (خادمك أنس) هو عطف بيان أو بدل والخبر محذوف تقديره أطلب منك الدعاء له ووقع في رواية ثابت المذكورة عند أحمد: (إن لي خويصة خويدمك أنس ادع الله له).
قوله: (خير آخرة) أي خيرا من خيرات الآخرة.
قوله: (إلا دعا لي به اللهم ارزقه مالا) كذا في الأصل وعند أحمد من رواية عبيدة بن حميد عن حميد (إلا دعا لي به وكان من قوله اللهم) إلخ … قوله (وبارك له) في رواية الكشميهني (وبارك له فيه) وقوله (فيه) بالإفراد نظرا إلى اللفظ ولأحمد (فيهم) نظرا إلى المعنى ويأتي في الدعوات من طريق قتادة عن أنس (وبارك له فيما أعطيته) وفي رواية ثابت عند مسلم (فدعا لي بكل خير وكان آخر ما دعا لي أن قال اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيه) ولم يقع في هذه الرواية التصريح بما دعا له من خير الآخرة لأن المال والولد من خير الدنيا وكأن بعض الرواة اختصره ووقع لمسلم في رواية الجعد عن أنس (فدعا لي بثلاث دعوات قد رأيت منها اثنتين في الدنيا وأنا أرجو الثالثة في الآخرة) ولم يبينها وهي المغفرة كما بينها سنان بن ربيعة بزيادة وذلك فيما رواه بن سعد بإسناد صحيح عنه عن أنس قال (اللهم أكثر ماله وولده وأطل عمره واغفر ذنبه).
قوله (فإني لمن أكثر الأنصار مالا) زاد أحمد في رواية بن أبي عدي وذكر أنه لا يملك ذهبا ولا فضة غير خاتمه يعني أن ماله كان من غير النقدين وفي رواية ثابت عند أحمد (قال أنس وما أصبح رجل من الأنصار أكثر مني مالا قال يا ثابت وما أملك صفراء ولا بيضاء إلا خاتمي) وللترمذي من طريق أبي خلدة قال أبو العالية (كان لأنس بستان يحمل في السنة مرتين وكان فيه ريحان يجيء منه ريح المسك) ولأبي نعيم في الحلية من طريق حفصة بنت سيرين عن أنس (قال وإن أرضي لتثمر في السنة مرتين وما في البلد شيء يثمر مرتين غيرها).
قوله ” (وحدثتني ابنتي أمينة بالنون تصغير آمنة أنه دفن لصلبي أي من ولده دون أسباطه وأحفاده).
قوله: (مقدم الحجاج البصرة) بالنصب على نزع الخافض أي من أول ما مات لي من الأولاد إلى أن قدمها الحجاج ووقع ذلك صريحا في رواية بن أبي عدي المذكورة ولفظه وذكر أن ابنته الكبرى أمينة أخبرته أنه دفن لصلبه إلى مقدم الحجاج وكان قدوم الحجاج البصرة سنة خمس وسبعين وعمر أنس حينئذ نيف وثمانون سنة وقد عاش أنس بعد ذلك إلى سنة ثلاث ويقال اثنتين ويقال إحدى وتسعين وقد قارب المائة.
قوله: (بضع وعشرون ومائة) في رواية بن أبي عدي (نيف على عشرين ومائة) وفي رواية الأنصاري عن حميد عند البيهقي في الدلائل (تسع وعشرون ومائة) وهو عند الخطيب في رواية الآباء عن الأبناء من هذا الوجه بلفظ (ثلاث وعشرون ومائة) وفي رواية حفصة بنت سيرين (ولقد دفنت من صلبي سوى ولد ولدي خمسة وعشرين ومائة) وفي الحلية أيضا من طريق عبد الله بن أبي طلحة عن أنس قال (دفنت مائة لا سقطا ولا ولد ولد) ولعل هذا الاختلاف سبب العدول إلى البضع والنيف وفي ذكر هذا دلالة على كثرة ما جاءه من الولد فإن هذا القدر هو الذي مات منهم.
وأما الذين بقوا ففي رواية إسحاق بن أبي طلحة عن أنس عند مسلم (وإن ولدي وولد ولدي ليتعادون على نحو المائة)
وفي هذا الحديث من الفوائد غير ما تقدم:
– جواز التصغير على معنى التلطف لا التحقير وتحفة الزائر بما حضر بغير تكلف
– وجواز رد الهدية إذا لم يشق ذلك على المهدي وأن أخذ من رد عليه ذلك له ليس من العود في الهبة
– وفيه حفظ الطعام وترك التفريط فيه
– وجبر خاطر المزور إذا لم يؤكل عنده بالدعاء له
– ومشروعية الدعاء عقب الصلاة
– وتقديم الصلاة أمام طلب الحاجة والدعاء بخير الدنيا والآخرة والدعاء بكثرة المال والولد وأن ذلك لا ينافي الخير الأخروي وإن فضل التقلل من الدنيا يختلف باختلاف الأشخاص
– وفيه زيارة الإمام بعض رعيته
– ودخول بيت الرجل في غيبته لأنه لم يقل في طرق هذه القصة إن أبا طلحة كان حاضرا
– وفيه إيثار الولد على النفس وحسن التلطف في السؤال وأن كثرة الموت في الأولاد لا ينافى إجابة الدعاء بطلب كثرتهم ولا طلب البركة فيهم لما يحصل من المصيبة بموتهم والصبر على ذلك من الثواب
– وفيه التحدث بنعم الله تعالى وبمعجزات النبي صلى الله عليه وسلم لما في إجابة دعوته من الأمر النادر وهو اجتماع كثرة المال مع كثرة الولد وكون بستان المدعو له صار يثمر مرتين في السنة دون غيره
– وفيه التأريخ بالأمر الشهير ولا يتوقف ذلك على صلاح المؤرخ به
– وفيه جواز ذكر البضع فيما زاد على عقد العشر خلافا لمن قصره على ما قبل العشرين.
_________________________________
بالنسبة لما أشار إليه الحافظ رحمه الله في الفوائد، عن مشروعية الدعاء عقب الصلاة، فمعلوم أن العلماء يرون بدعية الدعاء الجماعي عقب الصلاة، أما أن يدعو الإنسان بنفسه، فقد قال الإمام ابن باز -رحمه الله – في فتاوى نور على الدرب (باختصار):
فالحاصل أن الدعاء في دبر الصلاة أمر مشروع وأفضله ما كان قبل السلام، وإن دعا بعد السلام وبعد الذكر بينه وبين نفسه فلا بأس، قد جاء في رواية مسلم من حديث علي ما يدل على شرعية الدعاء أيضًا بعد السلام: اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت، أو قال: أنت إلهي لا إله إلا أنت.
فإذا دعا بينه وبين نفسه بعض الدعوات بعد الذكر وبعد السلام فلا حرج في ذلك، لكن يبدأ أولًا حين يسلم في الفريضة أستغفر الله ثلاثًا اللهم أنت السلام، ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ثم يذكر الله يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد فإذا دعا بعد هذا بما تيسر كله طيب ولا حرج في ذلك والحمد لله، نعم.
انتهى
وهناك بحث لأحد الباحثين منشور في مجلة البحوث الإسلامية بعنوان ” الدعاء بعد المكتوبة على ضوء السنة المطهرة”.
_________________________________
*وقال الحافظ -رحمه الله- في موضع آخر في شرح الحديث:*
قال الداودي هذا يدل على بطلان الحديث الذي ورد (اللهم من آمن بي وصدق ما جئت به فاقلل له من المال والولد) الحديث قال وكيف يصح ذلك وهو صلى الله عليه وسلم يحض على النكاح والتماس الولد.
قلت لا منافاة بينهما لاحتمال أن يكون ورد في حصول الأمرين معا لكن يعكر عليه حديث الباب فيقال كيف دعا لأنس وهو خادمه بما كرهه لغيره ويحتمل أن يكون مع دعائه له بذلك قرنه بأن لا يناله من قبل ذلك ضرر لأن المعنى في كراهية اجتماع كثرة المال والولد إنما هو لما يخشى من ذلك من الفتنة بهما والفتنة لا يؤمن معها الهلكة.
_________________________________
*وقال العيني -رحمه الله- في عمدة القاري (باختصار):*
(باب دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه بطول العمر وبكثرة ماله) …
مطابقته للترجمة ظاهرة.
فإن قلت: من أين الظهور وفي الترجمة ذكر طول العمر. وليس في الحديث ذلك؟
قلت: قد ذكرنا فيما مضى أن قوله: (بارك له فيما أعطيته) يدل على ذلك لأن الدعاء ببركة ما أعطي يشمل طول العمر لأنه من جملة المعطى، وقيل: ورد في بعض طرق هذا الحديث: وأطل حياته، أخرجه البخاري في: (الأدب المفرد) من وجه آخر.
_____________
——-
——
——–
ثانياً: المسائل المتعلقة بالحديث:
1 – يؤخذ من الحديث:
1 – إجابة الدعوة وإن لم تكن وليمة عرس، قال النووي: ولا خلاف في أن إجابتها مشروعة، لكن هل إجابتها واجبة؟ أو فرض كفاية؟ أو سنة؟ خلاف مشهور، وظاهر الأحاديث الإيجاب، قال الحافظ ابن حجر: ولو كان الداعي امرأة، لكن حيث تؤمن الفتنة.
2 – أكله صلى الله عليه وسلم قبل الصلاة على عكس ما فعل مع عتبان في الباب السابق يؤخذ مشروعية البدء بالأهم، إذ بدأ صلى الله عليه وسلم في كل منهما بأصل ما دعي لأجله.
3 – وفيه طلب الدعاء من أهل الخير.
4 – جواز النافلة جماعة في البيوت.
5 – وأن الأفضل في نافلة النهار كونها مثنى كنافلة الليل، خلافًا لمن اشترط في نافلة النهار أن تكون أربعًا.
6 – قال الحافظ ابن حجر: وفيه أن الافتراش يسمى لبسًا، وقد استدل به على منع افتراش الحرير لعموم النهي عن لبس الحرير.
قال: ولا يرد عليه أن من حلف لا يلبس حريرًا فإنه لا يحنث بالافتراش؛ لأن الأيمان مبناها على العرف.
7 – عن قول أنس: فنضحته بماء. قال القاضي عياض: الأظهر أن نضحه بالماء كان للشك في نجاسته، قال النووي: وهذا على مذهبه [المالكي] في أن النجاسة المشكوك فيها تطهر بنضحها من غير غسل، ومذهبنا ومذهب الجمهور أن الطهارة لا تحصل إلا بالغسل، فالمختار أن النضح كان ليلين ويذهب عنه التراب ونحوه.
8 – استحباب تنظيف مكان المصلى.
9 – وصحة صلاة الصبي المميز ووضوئه.
10 – ومن إقامة أنس عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه قيام الصبي مع الرجل صفًا: أما أنه يكون بحذائه.
11 – السنة في موقف الاثنين أن يصفا خلف الإمام خلافًا لمن قال من الحنفية: إن أحدهما يقف عن يمينه والآخر عن يساره، فقد قال أبو يوسف: الإمام يقف بينهما.
قال الحافظ ابن حجر: وحجتهم في ذلك حديث ابن مسعود الذي أخرجه أبو داود وغيره أنه صلى الله عليه وسلم أقام علقمة عن يمينه والأسود عن شماله، وأجاب عنه ابن سيرين بأن ذلك كان لضيق المكان.
قلت سيف بن دورة: أو هو مذهب ابن مسعود رأى النبي صلى الله عليه وسلم يفعله.
12 – وتأخير النساء عن صفوف الرجال.
13 – وأن المرأة تقوم صفًا وحدها إذا لم يكن معها امرأة أخرى، قال الحافظ ابن حجر: وأصله ما يخشى من الافتتان بها، فلو خالفت أجزأت صلاتها عند الجمهور.
وعند الحنفية: تفسد صلاة الرجل دون المرأة، قال: وهو عجيب، وفي توجيهه تعسف. اهـ.
ثم ساق توجيههم ورده ورد عليه البدر العيني في كتابه عمدة القارئ فمن أراده فليطلبه.
14 – استدل به بعضهم على صحة صلاة المنفرد خلف الصف خلافًا لأحمد، قال: لأنه لما ثبت ذلك للمرأة كان للرجل أولى، قال الحافظ ابن حجر: ولا حجة فيه لذلك فلمخالفه أن يقول: إنما ساغ ذلك لامتناع أن تصف مع الرجال، بخلاف الرجل فإن له أن يصف معهم، وأن يزاحمهم، وأن يجذب رجلاً من حاشية الصف فيقوم معه، فافترقا. اهـ
واستدل أحمد بما رواه ابن حبان في صحيحه أن رجلاً صلى خلف الصف، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أعد صلاتك؛ فإنه لا صلاة لك.
وأجاب الجمهور عن الحديث بأن الأمر بالإعادة على الاستحباب دون الإيجاب.
15 – جواز الصلاة على الحصير وسائر ما تنبته الأرض.
قال النووي: وهذا مجمع عليه، وما روي عن عمر بن عبد العزيز من أنه كان يؤتى بتراب فيوضع على الخمرة فيسجد عليه، فمحمول على المبالغة في التواضع والخشوع. اهـ
وكذا ما رواه أبو داود بلفظ ترب وجهك، فإنه محمول على استحباب التواضع بوضع الجبهة على التراب مباشرة. اهـ
وأما الطنافس والفراء والمسوح فقد أخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم النخعي عن الأسود وأصحابه أنهم كانوا يكرهون الصلاة عليها، وأخرج عن جمع من الصحابة والتابعين جواز ذلك، وقال مالك: لا أرى بأسًا بالقيام عليها إذا كان يضع جبهته ويديه على الأرض.
16 – أن الأصل في الثياب والبسط والحصر ونحوها الطهارة، وأن حكم الطهارة مستمر حتى تتحقق النجاسة.
17 – جواز الصلاة على الخمرة.
18 – وصحة الصلاة إذا أصاب ثوب المصلي المرأة وهي حائض، ففي رواية البخاري أنها كانت حائضًا.
19 – جواز الدعاء بكثرة المال والولد مع البركة فيهما.
20 – وما أكرم الله تعالى به نبيه صلى الله عليه وسلم من استجابة دعائه لأنس في تكثير ماله وولده. [انظر: فتح المنعم] بتصرف يسير
21 – الصلاة في البيت من أجل التعليم.
قال بعضهم: لعل النبي صلى الله عليه وسلم أراد تعليمهم أفعال الصلاة مشاهدة مع تبريكهم، فإن المرأة قلما تشاهد أفعاله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فأراد أن تشاهدها وتتعلمها وتعلمها غيرها.
22 – تواضع النبي صلى الله عليه وسلم في قبوله الدعوة وهو بهذه المنزلة الرفيعة.
23 – حسن تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الخدم.
25 – أثر ملازمة العلماء وأصحاب العقول الراجحة على الصبي وغيره.
26 – أهمية مجالس وجهاء القوم على رجاحة العقل.
27 – أهمية اختيار المعلم والرفيق الذي يكون مع الأبناء، وأثره عليهم.
28 – لا بأس من سؤال الأبن إذا تأخر.
29 – حسن تربيت ومتابعة أم أنس لأبنها أنس في عدم أفشاء السر.
30 – أثر الدعاء الصالح في الأبناء.
واللَّه أعلم.
======
=======
2 – ترجمة الصحابي الجليل: أبو حمزة أنس بن مالك رضي الله عنه
شيء مما ذكر في ترجمة
أبو حمزة أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي النجاري المدني ثم البصري
رضي الله عنه
• اسمه ونسبه، ومولده ونشأته رضي الله عنه:
اسمه:
هو أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار.
سمي باسم عمه أنس بن النضر.
خادمُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، حضراً وسفراً منذ قدِم المدينة إلى أن توفي صلى الله عليه وسلم، كان يتسمَّى به ويفتخر بذلك. يعني يتسمى بخادم النبي صلى الله عليه وسلم
ولد:
وقد وُلد رضي الله عنه قبل الهجرة بعشر سنوات.
وكنيته:
أبو حمزة، وقد وكنَّاه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بذلك، ويقال: أبو ثمامة الأنصاري النجاري.
[انظر: الإصابة في تمييز الصحابة، وسير أعلام النبلاء للذهبي، تاريخ دمشق]
وأمُّه: (سبق ترجمتها)
فرع: إسلامه:
لقد كان الصحابي الجليل أنس بن مالك عنده عشر سنوات عندما قدم الرسول الى المدينة المنورة فاسلم انس مع الانصار فهو من قبيلة خزرج الانصارية، … وقد شهد الغزوات، وشارك مع الصحابة رضوان الله عليهم فيما بعد، وقد بلا فيها بلاء حسنا، وكان أنس رضي الله عنه ماهرا عظيما في الرمي.
• أثر الرسول في تربية أنس بن مالك
تربى أنس بن مالك رضي الله عنه على يد الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم تربية خاصة، فمنذ بلغ العاشرة من عمره أتت به أمه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ليخدمه ويتربى على يديه، مدة مقامه بالمدينة عشر سنين، فقالت له: “هذا أنس غلامٌ يخدمك”، فقَبِله.
فما عاتبه على شيء أبدا،، كان تلميذه وصاحبه ومرافقة وكان يدعو له فيقول ((اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيما أعطيته)) … . وفعلا اصبح كثير المال والولد.
وروى الترمذي بسنده عن أنس رضي الله عنه قال: “خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أفٍّ قَطُّ، وما قال لشيء صنعته لِمَ صنعته، ولا لشيء تركته لِمَ تركته، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خُلُقًا، ولا مسست خزًّا قطُّ ولا حريرًا ولا شيئًا كان ألين من كفِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممت مسكًا قطُّ ولا عطرًا كان أطيب من عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم”.
• أثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:
سبق
• علمه وما قيل عنه:
أ – علم أنس بن مالك رضي الله عنه.
كان أنس بن مالك رضي الله عنه من الملازمين للنبي صلى الله عليه وسلم، ولذا كان أحاديثه فيها أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل معه، ومع زوجاته، ومع مواليه، ومع عامة الأمة، فكان يعد من علماء الصحابة وفقهائهم، وقد أخذ العلم أيضًا عن جمع غفير من الصحابة رضي الله عنهم، وأخذ العلم عنه جمع غفير.
قال عنه الذهبي: هو الإمام، المفتي، المقرئ، المحدث، راوية الإسلام، أبو حمزة الأنصاري الخزرجي النجاري المدني، خادم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقرابته من النساء، وتلميذه، وتبعه، وآخر أصحابه موتا. [السير]
وقال البخاري فِي التاريخ الكبير: قال لي نصر بْن علي، أخبرنا نوح بْن قيس، عن خَالِد بْن قيس، عن قتادة: لما مات أَنَس بْن مالك، قال مورق: ذهب اليوم نصف العلم. قيل: كيف ذاك يَا أبا المعتمر؟ قال: كَانَ الرجل من أهل الأهواء إذا خالفنا فِي الْحَدِيث، قلنا: تعال إِلَى من سمعه من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
ب – روايته رضي الله عنه:
وروى الكثير، وروى عنه الجم الغفير وهو معدود من أصحاب الألوف في مسند بقي بن مخلد، هو وأبو هريرة، وعبدالله بن عمر، وعائشة رضي الله عنهم.
أخرج عنه الشيخان ثلاثمائة وثمانية عشر حديثاً، اتفقا على مائة وثمانية وستين، وانفرد البخاري بثمانين، ومسلم بسبعين، خرّج عنه أصحاب المسانيد والسنن كلها.
روى عن عدة من الصحابة وروى عنه الجم الغفير. [الرياض المستطابة].
المكثرين حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، هم أبو هريرة مع تأخر إسلامه وذلك لخصوصية له من رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دعا له بالحفظ، وأكثرهم بعده ابن عمر وعائشة، وابن عباس وجابر بن عبدالله وأنس بن مالك، وفي هذا المعنى يقول الناظم رحمه الله:
والمكثرون بحرهم وأنس
عائشة وجابر المقدسي
صاحب دوس وكذا بن عمر
ربي قني والمكثرين الضررا
وله ألفان ومائتان وستة وثمانون حديثًا ((2286))، نقل من خلالها أمورًا كثيرة للمسلمين من الأحكام والأخلاق النبوية. [«الباعث الحثيث» لابن كثير ((185))]
(شيوخه) فقد روى عن:
روى عن النبي – صلى الله عليه وسلم – علما جما، وعن أبي بكر، وعمر، وعثمان، ومعاذ، وأسيد بن الحضير، وأبي طلحة وأمه أم سليم بنت ملحان، وخالته أم حرام، وزوجها عبادة بن الصامت، وأبي ذر، ومالك بن صعصعة، وأبي هريرة، وفاطمة النبوية، وعدة. [السير]
(تلاميذه) وروى عنه جمع من الصحابة وخلق من التابعين منهم:
– روى عنه خلق عظيم، منهم؛ الحسن، وابن سيرين، والشعبي، وأبو قلابة، ومكحول، وعمر بن عبد العزيز، وثابت البناني، وبكر بن عبد الله المزني، والزهري، وقتادة، وابن المنكدر، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وعبد العزيز بن صهيب، وشعيب بن الحبحاب، وعمرو بن عامر الكوفي، وسليمان التيمي، وحميد الطويل، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وكثير بن سليم، وعيسى بن طهمان، وعمر بن شاكر. [السير]
– وبقي أصحابه الثقات إلى بعد الخمسين ومائة، وبقي ضعفاء أصحابه إلى بعد التسعين ومائة، وبقي بعدهم ناس لا يوثق بهم؛ كإبراهيم بن هدبة، ودينار أبو مكيس، وخراش بن عبد الله، وموسى الطويل، عاشوا مديدة بعد المائتين، فلا اعتبار بهم. [السير]
– كان بعد المائتين بقايا من سمع من ثقات أصحابه كيزيد بن هارون، وعبد الله بن بكر السهمي، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وأبي عاصم النبيل، وأبي نعيم، وقد سرد صاحب ” التهذيب ” نحو مائتي نفس من الرواة عن أنس. [السير]
فرع: أسانيده:
” عَدَدُ مَرْوِيَّاتِه في الكُتُبِ السِّتَّةِ (1584)، والحديث يدور كالتالي:
* فأمَّا أوَّلا: فَأصَحُّ الأسَانِيْدِ عَنْ أنسِ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ سِتَّةٌ، وهِي:
1ـ مَالِكُ عَنِ الزُّهْريِّ عَنْ أنسِ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
2ـ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْريِّ عَنْ أنسِ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
3ـ مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْريِّ عَنْ أنسِ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
4ـ حمَّادُ بنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أنسِ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
5ـ شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أنسِ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
6ـ هِشَامٌ الدَّسْتَوائيُّ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أنسِ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
* * *
* وأمَّا ثَانِيًا: فَأشْهَرُ أصْحَابِهِ رِوَايَةً عَنْهُ، أرْبَعَةٌ، وهُمْ:
1ـ الزُّهْريُّ، 2ـ قَتَادَةُ بنُ دَعَامَةَ السَّدُوسيُّ، 3ـ ثَابِتٌ البُنَانيُّ، 4ـ حُمَيْدُ بنُ أبي حُمَيْدٍ الطَّويْلُ.
* * *
* وأمَّا ثَالِثًا: فمَعْرِفَةُ أشْهَرِ الأسَانِيْدِ إلَيْهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وهِي عَنْ طُرُقِ أصْحَابِهِ الأرْبَعَةِ المَذْكُوْرِيْنَ وغَيْرِهِم، كَما يَلي:
الأوَّلُ: مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمِ بنِ شِهَابٍ الزُّهْريُّ.
ومِنْ أشْهَرِ أسَانِيْدِ الزُّهْريِّ:
1ـ مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْريِّ عَنْ أنَسٍ.
2ـ يُونُسُ بنُ يَزِيْدَ عَنِ الزُّهْريِّ عَنْ أنَسٍ.
* * *
الثَّاني: قَتَادَةُ بنُ دَعَامَةَ السَّدُوسيُّ، ومِنْ أكْثَرِ مَنْ رَوَى عَنْهُ: سَعِيْدُ بنُ أبي عَرُوْبَةَ، وهِشَامٌ الدَّسْتَوائيُّ، وشُعْبَةُ، وهمَّامٌ.
ومِنْ أشْهَرِ أسَانِيْدِ قَتَادَةَ:
1ـ سَعِيْدُ بنُ أبي عَرُوْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أنَسٍ.
2ـ شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أنَسٍ.
3ـ شَيْبَانُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أنَسٍ.
4ـ مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أنَسٍ.
5ـ هِشَامٌ الدَّسْتَوائيُّ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أنَسٍ.
6ـ همَّامُ بنُ يَحْيَى عَنْ قَتَادَة عَنْ أنَسٍ.
7ـ أبو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أنَسٍ.
* * *
الثَّالِثُ: ثَابِتٌ البُنانيُّ، ومِنْ أكْثَرِ مَنْ رَوَى عَنْهُ: حمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، وحمَّادُ بنُ زَيْدٍ، وسُلَيْمانُ بنُ المُغِيْرَةِ القَيْسيُّ.
ومِنْ أشْهَرِ أسَانِيْدِ ثَابِتٍ البُنَانيِّ:
1ـ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمانَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أنَسٍ.
2ـ حمَّادُ بنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أنَسٍ.
3ـ حمَّادُ بنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أنَسٍ.
4ـ سُلَيْمانُ بنُ المُغِيْرَةِ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أنَسٍ.
5ـ مَعْمَرٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أنَسٍ.
* * *
الرَّابِعُ: حُمَيْدُ بنُ أبي حُمَيْدٍ الطَّويْلُ، ومِنْ أكْثَرِ مَنْ رَوَى عَنْهُ: إسْمَاعِيْلُ بنُ جَعْفَرٍ، وحمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، وخَالِدُ بنُ الحَارِثِ الهُجَيْميُّ.
ومِنْ أشْهَرِ أسَانِيْدِ حُمَيْدٍ الطَّويْلِ:
15ـ إسْمَاعِيْلُ بنُ جَعْفَرٍ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّويْلِ عَنْ أنَسٍ.
16ـ حمَّادُ بنُ سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّويْلِ عَنْ أنَسٍ.
17ـ خَالِدُ بنُ الحَارِثِ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّويْلِ عَنْ أنَسٍ.
18ـ يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّويْلِ عَنْ أنَسٍ.
* * *
وهُنَاكَ بَعْضُ الأسَانِيْدِ المَشْهُوْرَةِ عَنْ أنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، مِنْهَا:
1ـ إسْمَاعِيْلُ بنُ عُلَيَّةَ عَنْ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ صُهَيْبٍ عَنْ أنَسٍ.
2ـ عَبْدُ الوَارِثِ بنُ سَعِيْدٍ عَنْ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ صُهَيْبٍ عَنْ أنَسٍ.
3ـ هِشَامُ بنُ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ عَنْ أنَسٍ.
[المصدر: أصح وأشهر الرواة ممن تدور عليهم أسانيد «الكتب الستة» [مختصرة للحفظ والضبط]. هذه فصول مستلة من كتاب توريق المنة لحفاظ الأسانيد والسنة]
هـ – مناقبه (أقوال):
وفي مناقبه درر وفوائد يجب أن يكون عليها أهل الإسلام عامة، وأهل العلم خاصة – غير ما سبق -، من الدعاء له، وخدمته للنبي صلى الله عليه وسلم، وغيرها:
– مما ورد من شدة محبته للنبي صلى الله عليه وسلم.
وقال ابن سعد: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ الذَّارِعُ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: مَا مِنْ لَيْلَةٍ إِلاَّ وَأَنَا أَرَى فِيهَا حَبِيبِي، ثُمَّ يَبْكِي. [الطبقات (9496)]. أي أنه يراه في المنام.
قال الإمام أحمد: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّي، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: قَلَّ لَيْلَةٌ تَاتِي عَلَيَّ إِلَّا وَأَنَا أَرَى فِيهَا خَلِيلِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَأَنَسٌ يَقُولُ ذَلِكَ وَتَدْمَعُ عَيْنَاهُ.
أبو سعيد هو يحيى القطان.
قلت سيف بن دورة: على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند.
– كيف كانت صلاته رضي الله عنه؟
قال علي بن الجعد عن شعبة عن ثابت، قال أبو هريرة: ما رأيت أحدًا أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن أم سليم يعني أنسا. [الإصابة]
في الصحيح المسند 1250 وعزاه لأحمد والنسائي لكن فيه (من فلان)
لكن ذكر الدارقطني في العلل الاختلاف 3158: هل هو عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة أو عن ثابت عن انس أن أبا هريرة أو عن ثابت أن أبا هريرة: فقال الصحيح عن شعبة عن ثابت أن أبا هريرة قال …… ليس فيه أبو رافع ولا أنس انتهى
والطريق التي أوردها مقبل هي من طريق سليمان بن يسار عن أبي هريرة
فهي صحيحة لا تدخل في الخلاف
– وقال أنس بن سيرين: كان أنس بن مالك أحسن الناس صلاة في الحضر والسفر.
– عرف بكثرة صلاته؛ حتى تتفطر قدماه دما فقد روى الأنصاري عن أبيه، عن ثمامة، قال: كان أنس يصلي حتى تفطر قدماه دما، مما يطيل القيام – رضي الله عنه-. [السير]
– قال خليفة بن خياط: كتب ابن الزبير بعد موت يزيد إلى أنس بن مالك؛ فصلى بالناس بالبصرة أربعين يوما.
وقد شهد أنس فتح تستر، فقدم على عمر بصاحبها الهرمزان فأسلم، وحسن إسلامه – رحمه الله. [السير]
– دعاء ختم القرآن
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ما حكم دعاء ختم القرآن في قيام الليل في شهر رمضان؟ فأجاب:
” لا أعلم في ختمة القرآن في قيام الليل في شهر رمضان سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن الصحابة أيضا، وغاية ما ورد في ذلك أن أنس بن مالك رضي الله عنه كان إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا. وهذا في غير الصلاة ” انتهى. [“فتاوى أركان الإسلام” (ص 354)].
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: ” دعاء ختم القرآن ليس بمحدث؛ لم يزل أهل العلم يفعلونه من عهد الصحابة إلى يومنا هذا، لا حرج فيه، وليس ببدعة” [نور على الدرب ش20].
وللشيخ بكر أبو زيد رسالة نافعة في هذه المسألة، ومما جاء في خاتمتها:
من مجموع السياقات في الفصلين السالفين نأتي إلى الخاتمة في مقامين:
المقام الأول: في مطلق الدعاء لختم القرآن:
والمتحصل في هذا ما يلي:
أولاً: أن ما تقدم مرفوعا وهو في مطلق الدعاء لختم القرآن:
لا يثبت منه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم , بل هو إما موضوع أو ضعيف لا ينجبر،
ويكاد يحصل القطع بعدم وجود ما هو معتمد في الباب مرفوعاً؛ لأن العلماء الجامعين الذين كتبوا في علوم القرآن وأذكاره أمثال: النووي , وابن كثير , والقرطبي , والسيوطي , لم تخرج سياقاتهم عن بعض ما ذكر، فلو كان لديهم في ذلك ما هو أعلى إسناداً لذكروه.
ثانياً: أنه قد صح من فعل أنس بن مالك رضي الله عنه الدعاء عند ختم القرآن، وجمع أهله وولده لذلك , وأنه قد قفاه (أي: تابعه) على ذلك جماعة من التابعين , كما في أثر مجاهد بن جبر رحمهم الله تعالى أجمعين.
ثالثاً: أنه لم يتحصل الوقوف على شيء في مشروعية ذلك في منصوص الإمامين: أبي حنيفة والشافعي رحمهما الله تعالى.
وأن المروي عن الإمام مالك رحمه الله: أنه ليس من عمل الناس، وأن الختم ليس سنة للقيام في رمضان.
رابعاً: أن استحباب الدعاء عقب الختم , هو في المروي عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى , كما ينقله علماؤنا الحنابلة , وقرره بعض متأخري المذاهب الثلاثة.
المقام الثاني: في دعاء الختم في الصلاة:
وخلاصته فيما يلي:
أولاً: أنه ليس فيما تقدم من المروي حرف واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أحد من صحابته رضي الله عنهم يفيد مشروعية الدعاء في الصلاة بعد الختم قبل الركوع أو بعده لإمام أو منفرد.
ثانياً: أن نهاية ما في الباب هو ما يذكره علماء المذهب من الرواية عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى في رواية حنبل والفضل والحربي عنه – والتي لم نقف على أسانيدها -: من جعل دعاء الختم في صلاة التراويح قبل الركوع.
وفي رواية عنه – لا يعرف مخرجها -: أنه سهل فيه في دعاء الوتر … [انظر: ” مرويات دعاء ختم القرآن “].
– صاحب صوم
روى معاذ بن معاذ، حدثنا عمران، عن أيوب، قال: ضعف أنس عن الصوم، فصنع جفنة من ثريد، ودعا ثلاثين مسكينا، فأطعمهم. [السير]
– مما ورد من حاله في إحرامه.
قال همام بن يحيى: حدثني من صحب أنس بن مالك، قال: لما أحرم أنس، لم أقدر أن أكلمه حتى حل من شدة إبقائه على إحرامه.
– شيء من كرامته: استجابة الدعاء
قال ابن سعد: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ: قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ قَالَ: شَكَا قَيِّمٌ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فِي أَرْضِهِ الْعَطَشَ، قَالَ: فَصَلَّى أَنَسٌ، وَدَعَا، فَثَارَتْ سَحَابَةٌ حَتَّى غَشِيَتْ أَرْضَهُ، حَتَّى مَلأَتْ صِهْرِيجَهُ. فَأَرْسَلَ غُلاَمَهُ فَقَالَ: انْظُرْ أَيْنَ بَلَغَتْ هَذِهِ، فَنَظَرَ، فَإِذَا هِيَ لَمْ تَعْدُ أَرْضَهُ. [الطبقات (9501)]
وقال أيضاً [9502]: قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: جَاءَ أَنَسًا أَكَّارُ بُسْتَانِهِ فِي الصَّيْفِ، فَشَكَا الْعَطَشَ، فَدَعَا بِمَاءٍ، فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى، ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَرَى شَيْئًا؟ فَقَالَ: مَا أَرَى شَيْئًا، قَالَ: فَدَخَلَ، فَصَلَّى، ثُمَّ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ، أَوْ فِي الرَّابِعَةِ: انْظُرْ.
قَالَ: أَرَى مِثْلَ جَنَاحِ الطَّيْرِ مِنَ السَّحَابِ، قَالَ: فَجَعَلَ يُصَلِّي، وَيَدْعُو حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ الْقَيِّمُ فَقَالَ: قَدِ اسْتَوَتِ السَّمَاءُ وَمَطَرَتْ، فَقَالَ: ارْكَبِ الْفَرَسَ الَّذِي بَعَثَ بِهِ بِشْرُ بْنُ شَغَافٍ، فَانْظُرْ أَيْنَ بَلَغَ الْمَطَرُ، قَالَ: فَرَكِبَهُ، فَنَظَرَ، قَالَ: فَإِذَا الْمَطَرُ لَمْ يُجَاوِزْ قُصُورَ الْمُسَيَّرِينَ، وَلاَ قَصْرَ الْغَضْبَانِ.
هذا من كراماته رضي الله عنه، ووالد الأنصاري فيه خلاف شديد، يمشى في الآثار.
وقال جعفر أيضًا عن ثابت كنت مع أنس فجاء قهرمانه، فقال: يا أبا حمزة عطشت أرضنا. قال فقام أنس فتوضأ وخرج إلى البرية، وصلى ركعتين، ثم دعا.
فرأيت السحاب تلتئم قال ثم مطرت حتى ملأت كل شيء، فلما سكن المطر، بعث أنس بعض أهله. فقال: انظر أين بلغت السماء. فنظر فلم تعد أرضه إلا يسيرًا، وذلك في الصيف. [الإصابة]
– كان أهل ثقة عن الصحابة رضي الله عنهم.
قال محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا بن عون عن موسى بن أنس أن أبا بكر لما استخلف بعث إلى أنس ليوجهه إلى البحرين على السعاية، فدخل عليه عمر فاستشاره، فقال: ابعثه فإنه لبيب كاتب. قال: فبعثه. [الإصابة]
– تعليمه الناس بأخذ العلم عن الأشياخ الذين لازموا أهله.
وقال أَبُو عَبْد اللَّهِ ميمون بْن أبان الجشمي، عن ثابت البناني، قال أَنَس: يَا أبا مُحَمَّد خذ عني، فإني أخذت عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وأخذ رَسُول اللَّهِ عن اللَّه، ولن تأخذ عن أحد أوثق مني.
– إرجاع الناس في المدلهمات إلى أهل الاختصاص والعلماء الربانيين.
وقال البخاري فِي التاريخ الكبير: قال لي نصر بْن علي، أخبرنا نوح بْن قيس، عن خَالِد بْن قيس، عن قتادة: لما مات أَنَس بْن مالك، قال مورق: ذهب اليوم نصف العلم. قيل: كيف ذاك يَا أبا المعتمر؟ قال: كَانَ الرجل من أهل الأهواء إذا خالفنا فِي الْحَدِيث، قلنا: تعال إِلَى من سمعه من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
ج – نماذج من تفسيره
– ذكر بن كثير في تفسيره لهذه الآية أيضا:
أَنَّ عَبْد الْمَلِك بْن مَرْوَان كَتَبَ إِلَى أَنَس بْن مَالِك يَسْأَلهُ عَنْ هَذِهِ الْآيَة فَكَتَبَ إِلَيْهِ يُخْبِرهُ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي أُولَئِكَ النَّفَر الْعُرَنِيِّينَ وَهُمْ مِنْ بَجِيلَة. قَالَ أَنَس: فَارْتَدُّوا عَنْ الْإِسْلَام وَقَتَلُوا الرَّاعِي وَاسْتَاقُوا الْإِبِل وَأَخَافُوا السَّبِيل وَأَصَابُوا الْفَرْج الْحَرَام. قَالَ أَنَس: فَسَأَلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرَائِيل عَلَيْهِ السَّلَام عَنْ الْقَضَاء فِيمَنْ حَارَبَ؟ فَقَالَ: مَنْ سَرَقَ مَالًا وَأَخَافَ السَّبِيل فَاقْطَعْ يَده بِسَرِقَتِهِ وَرِجْله بِإِخَافَتِهِ وَمَنْ قَتَلَ فَاقْتُلْهُ وَمَنْ قَتَلَ وَأَخَافَ السَّبِيل وَاسْتَحَلَّ الْفَرْج الْحَرَام فَاصْلُبْهُ. وَأَمَّا قَوْله تَعَالَى: {أَوْ يُنْفَوْا مِنْ الْأَرْض} قَالَ بَعْضهمْ: هُوَ أَنْ يُطْلَب حَتَّى يُقْدَر عَلَيْهِ فَيُقَام عَلَيْهِ الْحَدّ أَوْ يَهْرُب مِنْ دَار الْإِسْلَام. رَوَاهُ اِبْن جَرِير عَنْ اِبْن عَبَّاس وَأَنَس بْن مَالِك وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَالضَّحَّاك وَالرَّبِيع بْن أَنَس وَالزُّهْرِيّ وَاللَّيْث بْن سَعْد وَمَالِك اِبْن أَنَس.
وانظر تفسير ابن جرير
– ذكر ابن كثير في تفسير الآية {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا} (143) الأعراف
روى الإمام أحمد في مسنده: حدثنا أبو المثنى، معاذ بن معاذ العنبري، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا} قال: قال هكذا – يعني أنه أخرج طرف الخنصر – قال أحمد: أرانا معاذ، فقال له حميد الطويل: ما تريد إلى هذا يا أبا محمد؟ قال: فضرب صدره ضربة شديدة. وقال: من أنت يا حميد؟! وما أنت يا حميد؟! يحدثني به أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم، فتقول أنت: ما تريد إليه؟!
د – آثاره
روى علما كثيرا وبلغ مسنده ألفان ومائتان وستة وثمانون، انفرد البخاري بثمانين حديثا، ومسلم بتسعين.
– كان من دعائه رضي الله عنه عند دفن أحد أبنائه.
قال ابن المنذر: ودفن أنس بن مالك ابنا له، فقال: اللهم جاف الأرض عن جنبه، وافتح، أبواب السماء لروحه، وبدله دارا خيرا من داره.
حدثناه إبراهيم بن عبد الله، قال: أخبرنا وهب بن جرير، قال: ثنا هشام، عن قتادة، عن أنس. اهـ[الأوسط (3135)] وإبراهيم بن عبد الله هو أبو مسلم ثقة.
قال ابن أبي شيبة: حدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: كَانَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ إذَا سُوِّيَ عَلَى الْمَيِّتِ قَبْرَهُ قَامَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ عَبْدُك رُدَّ إلَيْك فَارْأَفْ بِهِ وَارْحَمْهُ, اللَّهُمَّ جَافِ الأَرْضَ عَنْ جَنْبَهِ, وَافْتَحْ أَبْوَابَ السَّمَاءِ لِرُوحِهِ, وَتَقَبَّلْهُ مِنْك بِقَبُولٍ حَسَنٍ. اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ مُحْسِنًا فَضَاعِفْ لَهُ فِي إحْسَانِهِ، أَوَ قَالَ: فَزِدْ فِي إحْسَانِهِ، وَإِنْ كَانَ مُسِيئًا فَتَجَاوَزْ عَنْهُ. [المصنف (11827)]
– تخوَّله بالموعظة، وأهميته.
وقال ابن سعد: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ قَالاَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ: أَنَّ بَنِي أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالُوا لأَبِيهِمْ: يَا أَبَانَا، أَلاَ تُحَدِّثُنَا كَمَا تُحَدِّثُ الْغُرَبَاءَ؟ قَالَ: أَيْ بَنِيَّ، إِنَّهُ مَنْ يُكْثِرْ يَهْجُرْ. [الطبقات (9507)].
– كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يخصه ببعض العلم، فنقل أنس عن النبي – صلى الله عليه وسلم- أنه طاف على تسع نسوة في ضحوة بغسل واحد. [السير]
– قَالَ أَنَسٌ: إِنَّهُ لَيَمْنَعُنِي أَنْ أُحَدِّثَكُمْ حَدِيثًا كَثِيرًا، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ((مَنْ تَعَمَّدَ عَلَيَّ كَذِبًا فَلْيَتَبَوَّا مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)). [صحيح البخاري].
– حُب علي وعثمان قد جمع الله حبهما في قلوبنا
قال ابن سعد: قَالَ: أَخْبَرَنا عفان بن مسلم، وعمرو بن عاصم الكلابي، قالا: حَدَّثَنا حماد بن سلمة.
قَالَ عفان، عَنْ حميد. وقال عمرو: عَنْ ثابت، عَنْ أنس بن مالك قَالَ:
يقولون: لا يجتمع حُب علي وعثمان في قلب مؤمن، كذبوا , والله قد جمع الله حبهما في قلوبنا. [الطبقات (6508)]
وقال أيضاً: أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأنصاري قَالَ: حَدَّثَنِي أبي قَالَ: حَدَّثَنِي ثمامة قَالَ: حَدَّثَنِي أنس بن مالك به. [6509]
* وقال الدينوري: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا عَلِيٌّ، نا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدًا الطَّوِيلَ قَالَ: قِيلَ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:
به [المجالسة (2929)]
وإسماعيل هو القاضي وعلي هو ابن المديني.
وقال مرة لما حدث بحديث المرء مع من أحب: وأنا أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابا بكر وعمر.
– إنكار الصحابة للبدع الإضافية
قال ابن سعد: أَخْبَرَنا عفان قَالَ: حَدَّثَنا حماد بن سلمة قَالَ: حَدَّثَنا عبيد الله بن أبي بكر: أن زيادًا النُّمَيري جاء مع القُرّاءِ إلى أنس بن مالك، فقيل له: اقرأ، فرفع صوته وكان رفيع الصوت، وكشف أنس عَنْ وجهه الخرقة، وكان على وجهه خرقةٌ سوداء فقَالَ: ما هذا؟
ما هكذا كانوا يفعلون!
قَالَ: فكان إذا رأى شيئًا ينكره كشف الخرقة عَنْ وجهه. [الطبقات (6515)]
– كَانُوا يَكْتُبُونَ فِي صدْورِ وَصَايَاهُمْ:
قال سعيد بن منصور في سننه [326]: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:
كَانُوا يَكْتُبُونَ فِي صدْورِ وَصَايَاهُمْ: هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ، أَوْصَى أَنَّهُ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لاَ رَيْبَ فِيهَا، وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ، وَأَوْصَى مَنْ تَرَكَ مِنْ أَهْلِهِ أَنْ يَتَّقُوا اللَّهَ، وَيُصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِهِمْ، وَيُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ، وَأَوْصَاهُمْ بِمَا أَوْصَى بِهِ إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ: {يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.
– كيف العمل مع ولاة الأمر، وما يصدر منهم؟
وقال ابن سعد: أَخْبَرَنا يحيى بن يعلَى بن الحارث المحاربي قَالَ: حَدَّثَنا أبي قَالَ: حَدَّثَنا غيلان، عَنْ قيس الهمداني، أنه سمع أنس بن مالك يقول:
أَمَرَنَا كبراؤنا من أصحاب محمد صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أن لا نَسُبّ أمراءنا ولا نَغُشَّهم ولا نعصيهم، وأن نتقي الله ونصبر فإن الأمر إلى قريب. [الطبقات (6517)]
– وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبَّابًا ولا فحَّاشًا ولا لعَّانًا، كان يقول لأحدنا عند المعاتبة: ((مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ)).
===
– كُنَّا نُجَمِّعُ فَنَرْجِعُ فَنَقِيلُ:
قال ابن أبي شيبة: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كُنَّا نُجَمِّعُ فَنَرْجِعُ فَنَقِيلُ. المصنف [5165] نجمع: يعني: نصلي الجمعة.
– صَلُّوا صَلاَةَ الْهَجِيرِ، فَإِنَّا كُنَّا نَسْتَحِبّهَا:
قال ابن أبي شيبة: حَدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَن عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: صَلُّوا صَلاَةَ الْهَجِيرِ، فَإِنَّا كُنَّا نَسْتَحِبّهَا. [المصنف (4099)]. والهجير من وقت صلاة الظهر إلى وقت صلاة العصر.
– قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابِ
قال ابن سعد: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَمِّهِ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّهُ قَالَ لِبَنِيهِ: يَا بَنِيَّ، قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابِ. [الطبقات (9506)] ووالد الأنصاري فيه خلاف شديد، يمشى في الآثار.
• مما ورد عن بعض ما يتصف به:
قد مر شيء من ملامح شخصية أنس بن مالك رضي الله عنه من كثرة علمه ودوام صحبته للرسول صلى الله عليه وسلم، خاصة عند ذكر مناقبه وآثاره رضي الله عنه، من عبادته كالصلاة والصيام والحج، وغيرها.
خَضَبَ لِحْيَتَهُ:
قال ابن سعد: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ دَخَلَ عَلَى الْحَجَّاجِ، وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ، وَقَدْ خَضَبَ لِحْيَتَهُ بِصُفْرَةٍ. [الطبقات (9510)].
* وقال ابن سعد: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَصْبُغُ لِحْيَتَهُ بِالصُّفْرَةِ. [الطبقات (9525)]
* وقال أيضاً [9527]: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ:
رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَخِضَابُهُ أَحْمَرُ.
* وقال ابن أبي شيبة: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إسْمَاعِيلَ، قَالَ:
رَأَيْتُ أَنَسًا يُخَضِّبُ بِالْحِنَّاءِ. [25509]
أ – فطنته وذكائه منذ صغره.
عندما أتت به أمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليخدمه، أخبرته صلى الله عليه وسلم أنه كاتب، وهذه الميزة العظيمة لم تكن متوفرة إلا في النفر القليل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ مما يدل على فطنة أنس رضي الله عنه وذكائه منذ الصغر، فقد كان حينها لم يتجاوز العاشرة من عمره، وقد كان هذا الذكاء وهذه الفطنة من الأهمية بمكان؛ إذ حفظ رضي الله عنه وفَقِه وتعلّم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قيل إنه في المرتبة الثالثة بعد ابن عمر وأبي هريرة -رضي الله عنهما- في كثرة الأحاديث التي رواها وحفظها من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ب- عبادته منذ صغره.
سبق ذكر شدة اتباعه للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو في عداد ممن اشتهروا بالعبادة من الصحابة منذ صغره رضي الله عنه، عند ملازمته للنبي صلى الله عليه وسلم.
ج – خوفه عن ذكر الأحاديث بكثرة، وتثبته منها، وحرصه على عدم إملال المستمعين.
1 – قَالَ أَنَسٌ: إِنَّهُ لَيَمْنَعُنِي أَنْ أُحَدِّثَكُمْ حَدِيثًا كَثِيرًا، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ((مَنْ تَعَمَّدَ عَلَيَّ كَذِبًا فَلْيَتَبَوَّا مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)). [صحيح البخاري]
وقال ابن سعد: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ أَنَسٌ إِذَا حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ: أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم. [الطبقات (9498)]
قال الإمام أحمد: حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ إِذَا حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا فَفَرَغَ مِنْهُ، قَالَ: أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. [المسند (13124)] ومعاذ هو العنبري.
وهذا من ورعه واحتياطه رضي الله عنه.
2 – وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أتاني معاذ بن جبل رضي الله عنه من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((من شهد أن لا إله إلا الله مخلصًا بها قلبه دخل الجنة)). فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، حدثني معاذ أنك، قلت: ((من شهد أن لا إله إلا الله مخلصًا بها قلبه دخل الجنة)). قال: ((صدق معاذ، صدق معاذ، صدق معاذ)).
وقال ابن سعد: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّهُ حَدَّثَ بِحَدِيثٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم؟ فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا، وَقَالَ: لاَ وَاللَّهِ، مَا كُلُّ مَا نُحَدِّثُكُمْ سَمِعْنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، وَلَكِنَّا لاَ يَتَّهِمُ بَعْضُنَا بَعْضًا. [الطبقات (9499)]
• مواقفه رضي الله عنه.
أ – مواقف من حياة أنس بن مالك مع الرسول
شهد أنس رضي الله عنه غزوة بدر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يخدمه، إذ كان عمره حينها اثني عشر عامًا.
في مراعاة سنه، ومزاح النبي صلى الله عليه وسلم، وتلطفه معه رضي الله عنه
قال أنس بن مالك: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خُلقًا، وأرحبهم صدرًا، وأوفرهم حنانًا؛ فقد أرسلني يومًا لحاجة فخرجت، وقصدت صبيانًا كانوا يلعبون في السوق لألعب معهم، ولم أذهب إلى ما أمرني به، فلما صرت إليهم شعرت بإنسانٍ يقف خلفي، ويأخذ بثوبي، فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبسّم، ويقول: ((يا أنيس، أذهبت إلى حيث أمرتك؟)) فارتبكت، وقلت: نعم، إني ذاهب الآن يا رسول الله. والله لقد خدمته عشر سنين، فما قال لشيءٍ صنعته لمَ صنعته، ولا لشيءٍ تركته لمَ تركته.
ب- بعض المواقف من حياته مع الصحابة
مع أخيه البراء بن مالك
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: دخلت على البراء بن مالك رضي الله عنه وهو يتغنى بالشعر، فقلت له: يا أخي، تتغنى بالشعر، وقد أبدلك الله به ما هو خير منه؛ القرآن.
قال: أتخاف عليَّ أن أموت على فراشي، وقد تفردت بقتل مائة سوى من شاركت فيه، إني لأرجو ألاَّ يفعل الله ذلك بي.
مع زيد بن مالك
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: خرجت وأنا أريد المسجد، فإذا بزيد بن مالك رضي الله عنه، فوضع يده على منكبي يتكئ عليَّ، فذهبت وأنا شاب أخطو خُطَا الشباب، فقال لي زيد: قاربْ الخُطَا؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((من مشى إلى المسجد كان له بكل خطوة عشر حسنات)).
ج – بعض المواقف من حياته مع التابعين
مع الزهري
قال الزهري: دخلت على أنس بن مالك رضي الله عنه بدمشق وهو يبكي، فقلت: ما يبكيك؟ فقال: لا أعرف شيئًا مما أدركت إلا هذه الصلاة، وهذه الصلاة قد ضيّعت.
أخرَه البخاري 530
قَال ابن رجب في “فتح الباري” 3/ 56 – تضييع الصاَلة: إضاعة مواَقيتها” اه.
وفيه البكاء عند المدلهمات.
مع غيلان بن جرير
قال غيلان بن جرير: قلت لأنس بن مالك رضي الله عنه: يا أبا حمزة، أرأيت قول الناس لكم: الأنصار، اسم سمّاكم الله به أم أنتم كنتم تسمون به من قبل؟ قال: “بل اسم سمانا به الله”.
د – بعض الأحاديث التي رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم.
روى أحاديث كثيرة كما سبق بل رأى بعض معجزات النبي صلى الله عليه وسلم فرواها:
– وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحانت صلاة العصر، فالتمس الناس الوضوء فلم يجدوه، فأُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الإناء يده، وأمر الناس أن يتوضئوا منه، قال: فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه حتى توضئوا من عند آخرهم.
هـ – أثر أنس بن مالك في الآخرين
استفادت منه أجيال التابعين، ورووا عنه وحفظوا ما رواه هو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد روى عنه ما يزيد على مائتين وخمسة وثمانين من الصحابة والتابعين، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يزيد على 2200 من الأحاديث؛ مما يدل على عظيم أثره، وعلوّ همته في تبليغ العلم الذي حصّله من الرسول صلى الله عليه وسلم.
• موقفه في المشاهد وجهاده رضي الله عنه.
غزا أنس معه صلى الله عليه وسلم، ثماني غزوات، وقد شهد رضي الله عنه الحديبية وعمرته، والحجَّ والفتح وحُنينًا والطائف، وبعثه أبو بكر رضي الله عنه أثناء خلافته إلى البحرين على السعاية.
قد روى محمد بن سعد في ” طبقاته “: حدثنا الأنصاري، عن أبيه، عن مولى لأنس؛ أنه قال لأنس: أشهدت بدرا؟ فقال: لا أم لك، وأين أغيب عن بدر. ثم قال الأنصاري: خرج مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى بدر، وهو غلام يخدمه، وكان ممن بايع تحت الشجرة. [السير]
وإنما لم يذكروه في البدريين لأنه لم يكن في سن من يقاتل. [الإصابة]
شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم ثماني غزوات. رواه البخاري [الإصابة]
– وقال عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قال: ” شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: الْحُدَيْبِيَةَ، وعُمْرَتَهُ، والْحَجَّ، والْفَتْحَ، وحُنَيْنًا، والطَّائِفَ، وخَيْبَرَ.
– شهد الفتوح بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. [الإصابة]
وقد شهد أنس فتح تستر، فقدم على عمر بصاحبها الهرمزان فأسلم، وحسن إسلامه – رحمه الله. [السير]
نبذة من أخباره رضي الله عنه
– كان من المعمرين
وكانت إقامته بعد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة. ذكره الترمذي. [الإصابة]
– وقال معتمر عن أبيه، سمعت أنس بن مالك يقول: لم يبق أحد صلى القبلتين غيري. [الإصابة]
– ويقال ولد لأنس بن مالك: ثمانون ولدا منهم ثمانية وسبعون ذكرا والبنتان الواحدة تسمى حفصة والثانية تكنى أم عمرو. [الاستيعاب في أسماء الأصحاب لأبي عمر]
وفاته رضي الله عنه:
وتوفي على نحوِ فرسخٍ ونصف من البصرة في موضع يُعرف بقصر أنس، وكان آخر من تُوفِّي بها من أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، و آخر الصحابة موتا من الأنصار، والصحيح أنه توفي سنة ثلاث وتسعين ((93) هـ ـ (711) م) وقد جاوز المائة وفاقاً، مائة وثلاث سنين ((103)).
الأقوال في سنة موته رضي الله عنه:
قيل: سنة إحدى وتسعين. وقيل: سنة اثنتين وتسعين. وقيل: سنة ثلاث وتسعين من الهجرة النبوية.
اختلفوا فيه، فروى معمر، عن حميد أنه مات سنة إحدى وتسعين وكذا أرخه قتادة، والهيثم بن عدي، وسعيد بن عفير، وأبو عبيد.
وروى معن بن عيسى، عن ابن لأنس بن مالك: سنة اثنتين وتسعين وتابعه الواقدي.
وقال عدة – وهو الأصح -: مات سنة ثلاث وتسعين قاله ابن علية، وسعيد بن عامر، والمدائني، وأبو نعيم، وخليفة، والفلاس، وقعنب، فيكون عمره على هذا مائة وثلاث سنين.
و قال الأنصاري: اختلف علينا في سن أنس، فقال بعضهم: بلغ مائة وثلاث سنين. وقال بعضهم: بلغ مائة وسبع سنين. [السير]
– مات بالبصرة وكان آخر الصحابة موتا بها. ذكره علي بن المديني. [الإصابة]
– وممن صلى عليه قطن بن مدرك الكلابي. [أسد الغابة]
• مصادر ومراجع ترجمة عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
انظر ترجمته وأحاديثه في: «مسند أحمد» ((3) / (98))، «الطبقات الكبرى» لابن سعد ((7) / (17))، «المعارف» لابن قتيبة ((308))، «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم ((2) / (286))، «مستدرك الحاكم» ((3) / (573))، «الاستيعاب» لابن عبد البرِّ ((1) / (109))، «أسد الغابة» ((1) / (127))، «الكامل» ((4) / (548)) كلاهما لابن الأثير، «جامع الأصول» لابن الأثير ((9) / (88))، «البداية والنهاية» لابن كثير ((9) / (88))، «الكاشف» ((1) / (140))، «سير أعلام النبلاء» ((3) / (395))، «دول الإسلام» ((1) / (64)) كلها للذهبي، «الإصابة» ((1) / (71))، «تهذيب التهذيب» ((1) / (376)) كلاهما لابن حجر، «الباعث الحثيث» لابن كثير ((185))، «شذرات الذهب» لابن العماد الحنبلي ((1) / (100))، «الرياض المستطابة» للعامري ((33)).
===
===
===
وهذه فضائل أنس: مستنبطة من مسند أنس بن مالك رضي الله عنه في مسند أحمد وبعضها مكرر لما سبق لكن لا بأس لتكون عنوان مستقل:
باب أنس يخبر بسنة المصطفى وينصح بمتابعة الأمير إذا لم يكن الفعل إثما
11975 – حدثنا إسحاق، حدثنا سفيان، عن عبد العزيز بن رفيع قال: سألت أنس بن مالك قلت: أخبرني بشيء عقلته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أين صلى الظهر يوم التروية؟ قال: ” بمنى ” وأين صلى العصر يوم النفر؟ قال: ” بالأبطح ” قال: ثم قال: افعل كما يفعل أمراؤك
باب إنكار أنس تغير الناس لبعدهم عن عهد النبوة
11977 – حدثنا زياد بن الربيع أبو خداش اليحمدي قال: سمعت أبا عمران الجوني يقول: سمعت أنس بن مالك يقول: ” ما أعرف شيئا اليوم مما كنا عليه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ” قال: قلنا له: فأين الصلاة؟ قال: ” أولم تصنعوا في الصلاة ما قد علمتم ”
12109 – حدثنا أبو معاوية، حدثنا عقبة بن عبيد، عن بشير بن يسار قال: قلنا لأنس بن مالك: ما أنكرت من حالنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ” أنكرت أنكم لا تقيمون الصفوف ”
باب متابعة أنس لما سمعه من قول النبي صلى الله عليه وسلم أو رآه من فعله
11984 – حدثنا إسماعيل، حدثنا عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك قال: ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحي بكبشين ” قال أنس: ” وأنا أضحي بكبشين ”
باب اتباع أنس سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين
11991 – حدثنا إسماعيل، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك ” أن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر وعمر وعثمان، كانوا يفتتحون القراءة ب {الحمد لله رب العالمين} [الفاتحة: 2] ”
12349 – حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن عبد الرحمن [بن] الأصم، عن أنس بن مالك، ” أن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر، وعمر، وعثمان، كانوا يتمون التكبير، إذا رفعوا، وإذا وضعوا ”
باب إنكار أنس تأخير الناس صلاة الفريضة إلى آخر وقتها والتزامه سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم
11999 – حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا محمد بن إسحاق، عن العلاء بن عبد الرحمن قال: دخلنا على أنس بن مالك أنا ورجل من الأنصار حين صلينا الظهر فدعا الجارية بوضوء، فقلنا له: أي صلاة تصلي؟ قال: ” العصر ” قال: قلنا: إنما صلينا الظهر الآن. فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” تلك صلاة المنافق، يترك الصلاة حتى إذا كانت في قرني الشيطان، أو بين قرني الشيطان صلى لا يذكر الله فيها إلا قليلا ”
باب فرح أنس رضي الله عنه لسماع حديث رجاء دخولهم فيه بسبب حبهم لله ورسوله
12013 – حدثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس قال: كان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية فيسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء أعرابي فقال: يا رسول الله متى قيام الساعة؟ وأقيمت الصلاة، فصلى رسول الله، فلما فرغ من صلاته قال: ” أين السائل عن الساعة؟ ” قال: أنا يا رسول الله. قال: ” وما أعددت لها؟ ” قال: ما أعددت لها من كبير عمل صلاة، ولا صيام، إلا أني أحب الله ورسوله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” المرء مع من أحب ” قال أنس: ” فما رأيت المسلمين فرحوا بعد الإسلام بشيء ما فرحوا به ”
باب مشاعر الأنصار وفيهم أنس وحبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم
12021 – حدثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” يا معشر الأنصار، ألم آتكم ضلالا فهداكم الله بي، ألم آتكم متفرقين فجمعكم الله بي، ألم آتكم أعداء فألف الله بين قلوبكم بي؟ ” قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ” أفلا تقولون: جئتنا خائفا فآمناك، وطريدا فآويناك، ومخذولا فنصرناك؟ ” فقالوا: بل لله المن به علينا، ولرسوله.
باب حب أنس رسول الله صلى الله عليه وسلم
12048 – حدثنا ابن أبي عدي، عن حميد قال: قال أنس بن مالك: ” ما مسست شيئا قط خزا، ولا حريرا، ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممت رائحة أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم ”
باب أنس يحب ما يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يعجبه
12052 – حدثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس قال: بعثت معي أم سليم بمكتل فيه رطب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم أجده، وخرج قريبا إلى مولى له، دعاه صنع له طعاما. قال: فأتيته، ” فإذا هو يأكل، فدعاني لآكل معه ” قال:
وصنع له ثريدا بلحم وقرع قال: ” وإذا هو يعجبه القرع ” قال: فجعلت أجمعه وأدنيه منه. قال: ” فلما طعم رجع إلى منزله “، قال: ” ووضعت له المكتل بين يديه، قال: فجعل يأكل، ويقسم حتى فرغ من آخره ”
قلت سيف بن دورة: وورد (فكان أنس لا يصنع له طعام يقدر أن يضع فيه القرع إلا وضعه). بمعناه
باب بركة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لأنس رضي الله عنه
12053 – حدثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سليم، فأتته بتمر وسمن، وكان صائما، فقال: ” أعيدوا تمركم في وعائه، وسمنكم في سقائه ” ثم قام إلى ناحية البيت فصلى ركعتين، وصلينا معه، ثم دعا لأم سليم ولأهلها بخير، فقالت أم سليم: يا رسول الله، إن لي خويصة قال: ” ما هي؟ ” قالت: خادمك أنس، قال: فما ترك خير آخرة ولا دنيا إلا دعا لي به، وقال: ” اللهم ارزقه مالا وولدا، وبارك له فيه “. قال: ” فما من الأنصار إنسان أكثر مالا مني، وذكر أنه لا يملك ذهبا، ولا فضة، غير خاتمه ” قال: ” وذكر أن ابنته الكبرى أمينة أخبرته أنه دفن من صلبه إلى مقدم الحجاج نيفا على عشرين ومائة ”
باب حفظ أنس سر رسول الله صلى الله عليه وسلم
12060 – حدثنا ابن أبي عدي، عن حميد، ويزيد قالا: أخبرنا حميد، عن أنس قال: كنت ألعب مع الغلمان، ” فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم – قال يزيد في حديثه علينا – وأخذ بيدي فبعثني في حاجة، وقعد في ظل حائط أو جدار، حتى رجعت إليه، فبلغت الرسالة التي بعثني فيها “، فلما أتيت أم سليم قالت: ما حبسك؟ قلت: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة له، قالت: وما هي؟ قلت سر، قالت: احفظ
على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره، قال: فما حدثت به أحدا بعد
باب إجلال أنس لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم وفاته بقوله (فنظرت إلى وجهه كأنه ورقة مصحف)
12072 – حدثنا سفيان، عن الزهري، عن أنس قال: ” آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين، كشف الستارة، والناس خلف أبي بكر، فنظرت إلى وجهه كأنه ورقة مصحف، فأراد الناس أن يتحركوا، فأشار إليهم أن اثبتوا، ويلقى السجف، وتوفي في آخر ذلك اليوم صلى الله عليه وسلم ”
باب إفتاء أنس بالحديث
12099 – حدثنا عبد الله بن إدريس قال: سمعت المختار بن فلفل قال: سألت أنس بن مالك عن الشرب في الأوعية، فقال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المزفتة، وقال: ” كل مسكر حرام “، قال: قلت: وما المزفتة؟ قال: ” المقيرة “. قال: قلت: فالرصاص والقارورة؟ قال: ” ما بأس بهما ” قال: قلت: فإن ناسا يكرهونهما، قال: ” دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن كل مسكر حرام “. قال: قلت له: صدقت السكر حرام، فالشربة والشربتان، على طعامنا. قال: ” ما أسكر كثيره، فقليله حرام “، وقال: ” الخمر من العنب، والتمر، والعسل، والحنطة، والشعير، والذرة، فما خمرت من ذلك فهي الخمر ”
12138 – حدثنا يحيى، عن حميد قال: سئل أنس عن بيع الثمر، فقال: ” نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع ثمرة النخل حتى تزهو “. قيل لأنس ما تزهو؟ قال: ” تحمر ”
12313 – حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن يحيى بن يزيد الهنائي قال: سألت أنس بن مالك عن قصر الصلاة، قال: كنت أخرج إلى الكوفة فأصلي ركعتين حتى أرجع، وقال أنس: ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال، أو ثلاثة فراسخ – شعبة الشاك – صلى ركعتين ”
باب خوف الصحابة وفيهم أنس وتأثر بموعظة النبي صلى الله عليه وسلم
12107 – حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: ” يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك “. قال: فقلنا يا رسول الله، آمنا بك وبما جئت به، فهل تخاف علينا؟ قال: فقال: ” نعم، إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله عز وجل يقلبها ”
باب تحذير أنس من الغلو وحث التابعين على الصبر على جور الأئمة
12162 – حدثنا ابن نمير، أخبرنا مالك يعني ابن مغول، عن الزبير بن عدي، عن أنس بن مالك قال: ” لا يأتي عليكم زمان إلا هو شر من الزمان الذي قبله “. سمعنا ذلك من نبيكم صلى الله عليه وسلم مرتين.
12347 – حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن الزبير يعني ابن عدي قال: شكونا إلى أنس بن مالك ما نلقى من الحجاج فقال: ” اصبروا، فإنه لا يأتي عليكم عام أو يوم إلا الذي بعده شر منه، حتى تلقوا ربكم ” سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم
باب حب أنس لسعد بن معاذ وبكائه حين رأى حفيده يشبهه
12223 – حدثنا يزيد، أخبرنا محمد بن عمرو قال: أخبرني واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ، قال محمد: وكان واقد من أحسن الناس، وأعظمهم، وأطولهم قال: دخلت على أنس بن مالك فقال لي: من أنت؟ قلت: أنا واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ قال: إنك بسعد أشبه، ثم بكى وأكثر البكاء، فقال: رحمة الله على سعد كان من أعظم الناس، وأطولهم، ثم قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا إلى أكيدر دومة، فأرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بجبة من ديباج منسوج فيها الذهب، فلبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام على المنبر – أو جلس -، فلم يتكلم، ثم نزل فجعل الناس يلمسون الجبة وينظرون إليها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” أتعجبون منها؟ ” قالوا: ما رأينا ثوبا قط أحسن منه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ” لمناديل سعد بن معاذ في الجنة، أحسن مما ترون ”
قلت سيف بن دورة: وفيه حسن اختيار أنس للحديث الذي يحدث به مما يناسب المقام. فحفيد سعد يحب أن يسمع مناقب جده.
باب أنس يصور المدينة حين دخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحين توفي
12234 – حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس قال: ” لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يركب وأبو بكر رديفه، وكان أبو بكر يعرف في الطريق لاختلافه إلى الشام، وكان يمر بالقوم فيقولون: من هذا بين يديك يا أبا بكر؟ فيقول: هاد يهديني. فلما دنوا من المدينة بعثا إلى القوم الذين أسلموا من الأنصار إلى أبي أمامة وأصحابه، فخرجوا إليهما فقالوا: ادخلا آمنين مطاعين، فدخلا ” قال أنس: ” فما رأيت يوما قط أنور ولا أحسن من يوم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر المدينة، وشهدت وفاته، فما رأيت يوما قط أظلم، ولا أقبح من اليوم الذي توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه
باب كم كان سن أنس بن مالك حين توفي
12250 – حدثنا معتمر بن سليمان، عن حميد، أن أنس بن مالك، ” عمر مائة سنة غير سنة ”
باب اتباع أنس رسول الله صلى الله عليه وسلم
12297 – حدثنا أبو عامر، حدثنا عبد الرحمن يعني ابن أبي الموال، عن موسى بن إبراهيم بن أبي ربيعة، عن أبيه قال: دخلنا على أنس بن مالك، وهو يصلي في ثوب واحد متلحفا به، ورداؤه موضوع، فلما انصرف قلنا له: أتصلي ورداؤك موضوع؟ قال: ” هكذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي ”
12337 – حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سيار قال: كنت أمشي مع ثابت البناني فمر بصبيان فسلم عليهم، وحدث، أنه كان يمشي مع أنس فمر بصبيان فسلم عليهم،، وحدث أنس ” أنه كان يمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمر بصبيان فسلم عليهم ”
12338 – حدثنا محمد بن جعفر، ومحمد بن بكر قالا: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: ” نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يشرب الرجل قائما ” قال: فقلنا لأنس: فالطعام؟ قال: ” ذلك أشد أو أنتن ” قال ابن بكر: أو أخبث
12339 – حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن يحيى بن هانئ، عن عبد الحميد بن محمود قال: صليت مع أنس يوم الجمعة، فدفعنا إلى السواري، فتقدمنا أو تأخرنا. فقال أنس: ” كنا نتقي هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ”
12356 – حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا عزرة، عن ثمامة بن عبد الله، أن أنسا، كان لا يرد الطيب قال: وزعم أنس ” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان لا يرد الطيب ”
باب آثار النبي صلى الله عليه وسلم عند أنس رضي الله عنه
12410 – حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا شريك، عن عاصم قال: ” رأيت عند أنس قدح النبي صلى الله عليه وسلم فيه ضبة من فضة ”
——
——
——
يدخل أنس في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم للانصار:
12414 فعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا للأنصار ….. اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار.
يتحرى النهي ويخافه:
12416 عن أنس قال كواني أبو طلحة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا فما نهيت عنه
ثناؤه على من اتبع السنة:
عن أنس قال: ما رأيت إماما أشبه بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من امامكم هذا. لعمر بن عبد العزيز وهو يومئذ بالمدينة وكان عمر لا يطيل القراءة.
معرفته بأدق الأمور عن النبي صلى الله عليه وسلم
12474 عن أنس لقد قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وما فضحه الشيب ما كان في رأسه ولحيته يوم مات إلا ثلاثون شعرة بيضاء
صلى النبي صلى الله عليه وسلم في دارهم 12475
يحفظ الأحاديث الطوال
12505 حديث الإسراء والمعراج
رأى أثر المخيط
12506 حدث بحديث شق صدره وإخراج حظ الشيطان منه صلى الله عليه وسلم قال أنس وكنت أرى أثر المخيط في صدره
محبته للنبي صلى الله عليه وسلم
12526 عن أنس كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل وما على الأرض شخص أحب إلينا منه فما نقوم له لما نعلم من كراهيته لذلك.
يروي فضائل أهل البيت:
12597 عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام.
يحذر من الذنوب
12604 عن أنس بن مالك قال: إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر إن كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات.
ينكر التعمق في الدين
12615 … قال في ناس أضافوا على ركعتي القصر في السفر ركعتين: قبح الله الوجوه، فوالله ما أصابت السنة، ولا قبلت الرخصة، فأشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أقواما يتعمقون في الدين، يمرقون كما يمرق السهم من الرمية.
لأنهم صلوا في السفر أربعا
شهد بناء المسجد 12850
عن أنس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو يناول أصحابه وهم يبنون المسجد:
ألا إن العيش عيش الآخرة
فاغفر للأنصار والمهاجرة.
مبايعته للنبي صلى الله عليه وسلم
12921 عن أنس قال بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، فيما استطعت.
—-
—–
كان يحتفظ بإناء النبي صلى الله عليه وسلم
12948 حدثنا حجاج بن حسان، قال: كنا عند أنس بن مالك، ” فدعا بإناء وفيه ثلاث ضباب حديد، وحلقة من حديد، فأخرج من غلاف أسود، وهو دون الربع وفوق نصف الربع، ” فأمر أنس بن مالك فجعل لنا فيه ماء، فأتينا به فشربنا وصببنا على رءوسنا ووجوهنا، وصلينا على النبي صلى الله عليه وسلم ”
سافر مع النبي عدة أسفار منها في سفر الحج
12975 عن يحيى بن أبي إسحاق، قال: سألت أنس بن مالك: عن قصر الصلاة، فقال: ” سافرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة، فصلى بنا ركعتين حتى رجعنا “، فسألته: هل أقام؟ فقال: ” نعم أقمنا بمكة عشرا.
كان يصلي عند منبر رسول الله عليه الصلاة والسلام
13016 قال أنس: إني لقاعد عند المنبر يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، إذ قال بعض أهل المسجد: يا رسول الله، حبس المطر، هلكت المواشي، ادع الله أن يسقينا … الحديث
كان النبي يزور أنس في دارهم، من ذلك ما رواه أنس
13038 كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، في دارنا، فحلب له داجن، فشابوا لبنها بماء الدار، ثم ناولوه النبي صلى الله عليه وسلم، فشرب …
كان ممن شارك في دفن النبي عليه الصلاة والسلام وبثت فاطمة وجدها على النبي لأنس رضي الله عنهما
13117 قال أنس: ” فلما دفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجعنا قالت فاطمة: يا أنس، أطابت أنفسكم أن دفنتم رسول الله صلى الله عليه وسلم، في التراب ورجعتم ”
كان ممن شارك في غزوة خيبر حتى أن قدمه تمس قدم النبي عليه الصلاة والسلام
13140 … فلما أصبحنا ركب وركب المسلمون. قال: فخرج أهل القرية إلى حروثهم معهم مكاتلهم ومساحيهم، فلما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين قالوا: محمد والله والخميس، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” الله أكبر الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم، فساء صباح المنذرين “. قال أنس: وإني لرديف أبي طلحة، وإن قدمي لتمس قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
رأى غبار موكب جبريل في غزوة بني قريظة
13229 قال أنس: ” كأني أنظر إلى غبار موكب جبريل عليه السلام، ساطعا في سكة بني غنم حين سار إلى بني قريظة ”
حدث قتادة أن شعره يشبه شعر النبي ففرح قتادة
13238 أن أنسا، سئل عن شعر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ” ما رأيت شعرا أشبه بشعر النبي صلى الله عليه وسلم، من شعر قتادة ” ففرح يومئذ قتادة
كان يرى النبي عليه الصلاة والسلام في المنام كثيرا ويبكي شوقا
13267 – حدثنا أبو سعيد، حدثنا المثني، قال: سمعت أنسا يقول: ” قل ليلة تأتي علي إلا وأنا أرى فيها خليلي صلى الله عليه وسلم ” وأنس يقول ذلك وتدمع عيناه
كان يحب النبي ويحب أن يكون معه في الجنة
13388 أن رجلا قال: يا رسول الله، الرجل يحب القوم، ولم يبلغ عملهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” المرء مع من أحب ” قال حسن: أعمالهم قال: ” المرء مع من أحب ” قال ثابت: فكان أنس إذا حدث بهذا الحديث قال: ” اللهم فإنا نحبك ونحب رسولك ”
الحديث سبق لكن من غير موضع الشاهد
كان ينكر المنكر ويذكر الحجة في ذلك
13405 عن الحسن أنه ذكر عند عبيد الله بن زياد الحوض – فأنكره، وقال: ما الحوض؟، فبلغ ذلك أنس بن مالك، فقال: لا جرم والله لأفعلن. فأتاه فقال: ذكرتم الحوض؟ فقال عبيد الله: هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكره؟ فقال: نعم، أكثر من كذا وكذا مرة ” يقول: ” إن ما بين طرفيه كما بين أيلة إلى مكة، – أو ما بين صنعاء ومكة -، وإن آنيته أكثر من نجوم السماء ” قال حسن: ” وإن آنيته لأكثر من عدد نجوم السماء ”
كان يأكل التمرات وترا يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في صبيحة عيد الفطر
13426 عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: ” ما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم فطر قط، حتى يأكل تمرات ” قال: ” وكان أنس يأكل قبل أن يخرج ثلاثا، فإذا أراد أن يزداد أكل خمسا، فإذا أراد أن يزداد أكل وترا ”
أعلم الناس أو من أعلم الناس بآية الحجاب
(13478) عن أنس، قال: أنا أعلم الناس أو من أعلم الناس بآية الحجاب، ” تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب ابنة جحش، فذبح شاة، فدعا أصحابه، فأكلوا وقعدوا يتحدثون وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يخرج ويدخل وهم قعود، ثم يخرج فيمكث ما شاء الله ويرجع وهم قعود، وزينب قاعدة في ناحية البيت، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يستحيي منهم أن يقول لهم شيئا، فنزلت: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا} [الأحزاب: 53] الآيات إلى قوله عز وجل {فاسألوهن من وراء حجاب} [الأحزاب: 53]، قال: فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجاب مكانه، فضرب ”
بعدما كبرت سنه كاد أن يتمنى الموت لولا ما سمع من النبي عليه الصلاة والسلام
13708 قال أنس: لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” لا يتمنين أحدكم الموت ” لتمنيته
رد على ابنته دفاعا عن الصحابية التي عرضت نفسها على النبي
13835 سمعت ثابتا، يقول: كنت مع أنس جالسا، وعنده ابنة له، فقال أنس: ” جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا نبي الله، هل لك في حاجة؟ ” فقالت ابنته: ما كان أقل حياءها، فقال: ” هي خير منك، رغبت في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرضت عليه نفسها ”
كان النبي يلاطفه وأخاه كثيرا
• 13954، عن أنس، قال: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلاطفنا كثيرا، حتى إنه قال لأخ لي صغير: ” يا أبا عمير، ما فعل النغير؟”
—–
ينقل أحاديث فيها فضائل الأنصار
13955 حديث اللهم لا خير إلا خير الآخرة.
13958 حديث انشقاق القمر
يدل على تصديق أنس بكل معجزات النبي صلى الله عليه وسلم
13969 حديث وضع الجبار قدمه في النار
يدل على إيمان أنس بمثل ذلك
13976 حديث غزوة حنين وفيه طول
يدل على حفظه وشهوده الجهاد
13984 قال إن رجلي لتمس رجل رسول الله و يهل بهما جميعا
يدل على ملازمته للنبي صلى الله عليه وسلم
يحمل له الاداوة 14026
يدل على ملازمته وخدمته للنبي صلى الله عليه وسلم
يا بني:
قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بني 14038
—-
من ورعه في الفتوى (13937)
سئل أنس عن نبيذ الجر فقال: لم أسمع فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا. وكان أنس يكرهه
بره بأمه وشفقته على أخيه
(14088) ….. قالت أمي: يا أنس، لا يطعم شيئا حتى تغدو به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال. فبات يبكي وبت مجتنحا عليه أكالئه حتى أصبحت فغدوت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. …..
(14)) من فضائله
(14106) عن أنس قال أني كنت غلاما جوادا فصدت أرنبا فشويناها فأرسل معي أبو طلحة بعجز إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بها.
رجوعه للحق:
مرة قدم طعاما مما مسته النار لأبي طلحة وأبي بن كعب فقام فتوضأ فقالا ما هذا يا أنس اعراقية. فقال أنس: ليتني لم أفعل
يصلي كما رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي:
قال أنس إني لا آلوا أن أصلي بكم مما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وكان أنس إذا رفع رأسه من الركوع يقوم حتى يقول القائل قد نسي. وبين السجدتين حتى يقول القائل قد نسي.
فقه أنس:
مسح أنس على الجوربين وقال أنهما خفان لكنهما من صوف.
وراجع رسالة للقاسمي في جواز المسح على الجوارب ولو كان رقيقا وأيده الألباني