61 لطائف التفسير
جمع ناصر الريسي وعبدالله البلوشي أبو عيسى
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله. ورفع درجته في عليين وحكام الإمارات ووالديهم ووالدينا)
——‘——-‘——-‘
من اللطائف في تفسير الشيخ ابن عثيمين للآية أن اليسر قد يكون القناعة وليس شرطاً الغنى.
—————
الشرح الصوتي لزاد المستقنع – ابن عثيمين (2/ 3502)
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عند كلامه عن اختلاف الفقهاء في المعتبر الذي على اساسه تقدر النفقة للزوجة:
الشيخ: إذا كانت غنية تحت فقير ما تطالب، على القول الراجح ما تطالب، القول الصحيح أن الغنية تحت الفقير ما لها إلا نفقة فقير.
طالب: واجب عليها ترضى بذلك؟
الشيخ: نعم، معلوم ما لها إلا هذا؛ لأن الله يقول: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا} [الطلاق: 7]، ولكننا مع ذلك نقول لها: انتظري الفرج؛ فإن الله يقول: {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} [الطلاق: 7]؛ والسين في قوله: {سَيَجْعَلُ اللَّهُ}، تفيد معنيين، ما هما؟ التحقق وقرب الوقوع.
إذن نقول: انتظروا الفرج، الفرج القريب؛ لأن الله تعالى وعد بذلك؛ {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} [الطلاق: 7]، ثم {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} [الطلاق: 7]، لا تظنوا أن المراد سيكون الغنى بعد الفقر، نعم كون الغنى بعد الفقر هذا من اليسر، لكن قد تكون القناعة أيضًا، قد يجعل الله تعالى الإنسان قنوعًا راضيًا بما قدر الله له، فيكون هذا العسير عليه يسيرًا، حتى لا تقولون: إن الآية تخلَّف وعدها، لو فرضنا زوجًا وامرأته كانا فقيرين ينتظران الغنى؛ لأن الله يقول: {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} [الطلاق: 7]، ولكنه ما حصل الغنى، ويش نقول؟ نحن نقول: إن الآية ما حددت اليسر بعد العسر؛ ما قال الله: سيجعل الله مالًا بعد الفقر؛ {بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا}، ومن اليسر -بل قد يكون أعظم من يسر كثرة المال- القناعة والرضا بما قدر الله عز وجل. انتهى كلام ابن عثيمين
—–
—–
ولقد جاء تفسير الحياة الطيبة بالقناعة:
قال الله تعالى في سورة النحل:
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (باختصار):
والحياة الطيبة تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت.
وقد روي عن ابن عباس وجماعة أنهم فسروها بالرزق الحلال الطيب.
وعن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – أنه فسرها بالقناعة. وكذا قال ابن عباس، وعكرمة، ووهب بن منبه.
وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس أنها السعادة.
وقال الحسن، ومجاهد، وقتادة: لا يطيب لأحد حياة إلا في الجنة.
وقال الضحاك: هي الرزق الحلال والعبادة في الدنيا، وقال الضحاك أيضا: هي العمل بالطاعة والانشراح بها.
والصحيح أن الحياة الطيبة تشمل هذا كله كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد: عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ” قد أفلح من أسلم ورزق كفافا، وقنعه الله بما آتاه “.
ورواه مسلم من حديث عبد الله بن يزيد المقرئ به
وروى الترمذي والنسائي من حديث أبي هانئ، عن أبي علي الجنبي عن فضالة بن عبيد أنه سمع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: ” قد أفلح من هدي إلى الإسلام، وكان عيشه كفافا، وقنع به “. وقال الترمذي: هذا حديث صحيح.
_______