1596 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة عبد الله الديني
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا)
——–‘——–‘——–
الصحيح المسند
1596 – قال الإمام الترمذي رحمه الله: حدثنا الحسين بن حريث حدثنا الفضل بن موسى عن طلحة بن يحيى عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت
أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن ينحي مخاط أسامة قالت عائشة: دعني حتى أكون أنا الذي أفعل قال يا عائشة أحبيه فإني أحبه.
قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب.
……………………………..
قوله (أن ينحي) بتشديد الحاء المكسورة من التنحية أي يزيل (مخاط أسامة) بضم الميم وهو ما يسيل من الأنف (دعني) أي اتركني (أنا الذي أفعل) أي ذلك
وجاء في فضائله أحاديث كثيرة:
في1019 الصحيحة: عن عائشة، قالت:
عثر أُسامة بن زيد بعتبة الباب، فشجّ وجهه، فقال النبيّ – صلى الله عليه وسلم – لعائشة: “أَميطي عنه الأَذى”.
فقذرته! قالت: فجعل رسول الله يمجّها؛ ويقول:
“لو كان أُسامة جارية؛ لحليته وكسوته حتّى أنَفِّقَه”
قلت سيف بن دورة: وحسنه شعيب الأرناؤوط لغيره في تخريج سنن ابن ماجه.
وصححه أيضا صاحب الوشي المرقوم
أخرجه ابن ماجه وسنده ضعيف لأجل شريك، واختلف في سماع البهي من عائشة فنفاه أحمد واثبته البخاري. وخالف شريكا سفيان بن عيينة فرواه عن وائل بن داود الكوفي عن البهي مرسلا وهو أصح. قاله شعيب في تخريج ابن ماجه.
وسأل أحمد عنه فقال: ما أرى في هذا شيئا إنما يروى عن البهي.
وورد عن أبي السفر مرسلا أخرجه ابن سعد: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجه أسامه فضحك ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو أن أسامه جارية لحليتها حتى انفقها
وورد عن مجالد عن مسروق عن عائشة أخرجه أبو يعلى وفيه مجالد ضعيف. ولفظه: قالت: وما ولدت، ولا أعرف كيف يغسل الصبيان، قالت فآخذه فاغسله غسلا ليس بذاك، قالت: فأخذه فجعل يغسل وجهه. ويقول: لقد احسن بنا إذ لم تك جارية، ولو كنت جارية لحليتك وأعطيتك).
عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم بعثا وأمر عليهم أسامة بن زيد فطعن بعض الناس في إمارته فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل وايم الله إن كان لخليقا للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده. رواه البخاري و مسلم
عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت دخل علي قائف والنبي صلى الله عليه وسلم شاهد وأسامة بن زيد وزيد بن حارثة مضطجعان فقال إن هذه الأقدام بعضها من بعض قال فسر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأعجبه فأخبر به عائشة. رواه البخاري ومسلم
عن عبد الله بن دينار قال نظر بن عمر يوما وهو في المسجد إلى رجل يسحب ثيابه في ناحية من المسجد فقال انظر من هذا ليت هذا عندي قال له إنسان أما تعرف هذا يا أبا عبد الرحمن هذا محمد بن أسامة قال فطأطأ بن عمر رأسه ونقر بيديه في الأرض ثم قال لو رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبه. رواه البخاري
عن أسامة بن زيد رضى الله تعالى عنهما حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأخذه والحسن فيقول اللهم أحبهما فإني أحبهما. رواه البخاري
و هذه بعض النقول من كتب التراجم و السير
من تهذيب التهذيب لابن حجر:
أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي أبو محمد ويقال أبو زيد وقيل غير ذلك كنيته الحب بن الحب مولى رسول لله صلى الله عليه وسلم وأمه أم أيمن حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبيه وأم سلمة روى عنه أبناه الحسن ومحمد وابن عباس وأبو هريرة وكريب وأبو عثمان النهدي وعمرو بن عثمان بن عفان وأبو وائل وعامر بن سعد وعروة بن الزبير والحسن البصري على خلاف فيه والزبرقان بن عمرو بن أمية الضمري وقيل لم يلقه وجماعة استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على جيش فيه أبو بكر وعمر فلم ينفذ حتى توفي النبي صلى الله عليه وسلم فبعثه أبو بكر إلى الشام سكن المزة مدة ثم انتقل إلى المدينة فمات بها سنة 54 وهو بن 75 وقيل غير ذلك قلت قال بن سعد وتبعه بن حبان مات سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأسامة عشرون سنة زاد بن سعد ولم يعرف الا الإسلام ولم يدن بغيره وذكر بن أبي خيثمة أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي وله 18 سنة وقال مصعب الزبيري توفي آخر أيام معاوية بن أبي سفيان سنة 8 أو 59 وقد قال بن المديني وأبو حاتم أن الحسن البصري لم يسمع منه شيئا
من صفة الصفوة لابن الجوزي:
عن محمد بن سيرين قال بلغت النخلة من عهد عثمان بن عفان ألف درهم قال فعمد أسامة إلى نخلة فعقرها فأخرج جمارها فأطعمه أمه فقالوا له ما يحملك على هذا وأنت ترى النخلة قد بلغت ألف درهم قال إن أمي سألتنيه ولا تسألني شيئا أقدر عليه إلا أعطيتها قال ابن سعد.
من الإصابة لابن حجر كذلك:
قال بن سعد ولد أسامة في الإسلام ومات النبي وله عشرون سنة وقال بن أبي خيثمة ثماني عشرة وكان أمره على جيش عظيم فمات النبي قبل أن يتوجه فانفذه أبو بكر وكان عمر يجله ويكرمه وفضله في العطاء على ولده عبد الله بن عمر واعتزل أسامة الفتن بعد قتل عثمان إلى أن مات في أواخر خلافة معاوية وكان قد سكن المزة من عمل دمشق ثم رجع فسكن وادي القرى ثم نزل إلى المدينة فمات بها بالجرف وصحح بن عبد البر أنه مات سنة أربع وخمسين وقد روى عن أسامة من الصحابة أبو هريرة وابن عباس ومن كبار التابعين أبو عثمان النهدي وأبو وائل وآخرون وفضائله كثيرة وأحاديثه شهيرة ا هـ.
من البداية و النهاية لابن كثير:
باب ذكر عبيده عليه الصلاة والسلام وإمائه وخدمه وكتابه وأمنائه:
ولنذكر ما أورده مع الزيادة والنقصان وبالله المستعان فمنهم أسامة بن زيد بن حارثة أبو زيد الكلبي ويقال أبو يزيد ويقال أبو محمد مولى رسول الله وابن مولاه وحبه وابن حبه وأمه أم أيمن واسمها بركة كانت حاضنة رسول الله في صغره وممن آمن به قديما بعد بعثته وقد أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر أيام حياته وكان عمره إذ ذاك ثماني عشرة أو تسع عشرة وتوفي وهو أمير على جيش كثيف منهم عمر بن الخطاب ويقال وأبو بكر الصديق وهو ضعيف لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نصبه للامامة فلما توفي عليه السلام وجيش أسامة مخيم بالجرف كما قدمناه استطلق أبو بكر من اسامه عمر بن الخطاب في الاقامة عنده ليستضيء برأيه فاطلقه له وأنفذ أبو بكر جيش أسامة بعد مراجعة كثيرة من الصحابة له في ذلك وكل ذلك يأبى عليهم ويقول والله لا أحل راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فساروا حتى بلغوا تخوم البلقاء من أرض الشام حيث قتل أبوه زيد وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم فأغار على تلك البلاد وغنم وسبى وكر راجعا سالما مؤيدا كما سيأتي فلهذا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يلقى أسامة إلا قال له السلام عليك أيها الأمير ولما عقد له رسول الله راية الامرة طعن بعض الناس في إمارته فخطب رسول الله فقال فيها إن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبل وايم الله إن كان لخليقا للامارة وإن كان لمن أحب الخلق إلي بعده وهو في الصحيح من حديث موسى بن عقبة عن سالم عن أبيه وثبت في صحيح البخاري عن اسامة رضي الله عنه أنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني والحسن وفيقول اللهم إني أحبهما فأحبهما وروى عن الشعبي عن عائشة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أحب الله ورسوله فليحب أسامة بن زيد ولهذا لما فرض عمر بن الخطاب للناس في الديوان فرض لأسامة في خمسة آلاف وأعطى ابنه عبد الله بن عمر في أربعة آلاف فقيل له
في ذلك فقال إنه كان أحب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك وأبوه كان أحب الى رسول الله من أبيك وقد روى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن أسامة أن رسول الله أردفه خلفه على حمار عليه قطيفة حين ذهب يعود سعد بن عبادة قبل وقعة بدر قلت وهكذا أردفه وراءه على ناقته حين دفع من عرفات الى المزدلفة كما قدمنا في حجة الوداع وقد ذكر غير واحد أنه رضي الله عنه لم يشهد مع علي شيئا من مشاهده واعتذر اليه بما قال له رسول الله حين قتل ذلك الرجل وقد قال لا إله إلا الله فقال من لك بلا إله إلا الله يوم القيامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله من لك بلا إله إلا الله يوم القيامة الحديث وذكر فضائله كثيرة رضي الله عنه وقد كان أسود كالليل أفطس حلوا حسنا كبيرا فصيحا عالما ربانيا رضي الله عنه وكان أبوه كذلك إلا أنه كان أبيض شديد البياض ولهذا طعن بعض من لا يعلم في نسبه منه ولما مر مجزز المدلجي عليهما وهما نائمان في قطيفة وقد بدت أقدامهما اسامة بسواده وأبوه زيد ببياضه قال سبحان الله إن بعض هذه الأقدام لمن بعض أعجب بذلك رسول الله ودخل على عائشة مسرورا تبرق أسارير وجهه فقال ألم تر أن مجززا نظر آنفا الى زيد بن حارثة واسامة بن زيد فقال إن بعض هذه الاقدام لمن بعض ولهذا أخذ فقهاء الحديث كالشافعي واحمد من هذا الحديث من حيث التقرير عليه والاستبشار به العمل بقول القافة في اختلاط الانساب واشتباهها كما هو مقرر في موضعه والمقصود أنه رضي الله عنه توفي سنة أربع وخمسين مما صححه أبو عمر وقال غيره سنة ثمان أو تسع وخمسين وقيل مات بعد مقتل عثمان فالله أعلم وروى له جماعة في كتبهم الستة.