1062 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة: طارق أبي تيسير، ومحمد البلوشي، وعبدالحميد البلوشي، وكديم. ونوح وعبدالخالق وموسى الصوماليين
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ووالديهم ووالدينا)
——–‘——-‘——–‘
الصحيح المسند (2 / رقم 1062):
قال الإمام النسائي (ج6 ص21): قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ: عَنْ ابْنِ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الْجَنْبِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((أَنَا زَعِيمٌ – وَالزَّعِيمُ الْحَمِيلُ – لِمَنْ آمَنَ بِي وَأَسْلَمَ، وَهَاجَرَ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ.
وَأَنَا زَعِيمٌ لِمَنْ آمَنَ بِي وَأَسْلَمَ، وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ، وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى غُرَفِ الْجَنَّةِ، مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَلَمْ يَدَعْ لِلْخَيْرِ مَطْلَبًا، وَلَا مِنَ الشَّرِّ مَهْرَبًا يَمُوتُ حَيْثُ شَاءَ أَنْ يَمُوتَ)).
قال الوادعي رحمه الله تعالى: هذا حديث حسنٌ، وأبو هانئ هو حميد بن هانئ.
=====””====””====
أولاً: ما يتعلق بسند الحديث:
أخرجه النسائي في السنن الكبرى للنسائي، كِتَابُ الْجِهَادِ، مَا لِمَنْ أَسْلَمَ ثُمَّ هَاجَرَ وَجَاهَدَ، برقم (4224)، وفي الصغرى بنفس اللفظ، برقم (3099). وأخرجه الحاكم في المستدرك، بنحوه، برقم (2391). وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه. وأخرجه ابن حبان في صحيحه، كتاب السير، باب فضل الجهاد، ذكر فضل المهاجر إذا جاهد في سبيل الله جل وعلا، برقم (4619). [صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان].
قال أبو حاتم: قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ((الزَّعِيمُ)) لُغَةً: أَهْلُ الْمَدِينَةِ، وَالْحَمِيلُ لُغَةً: أَهْلُ مِصْرَ، وَالْكَفِيلُ لُغَةً: أَهْلُ الْعِرَاقِ، وَيُشْبِهُ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ اللَّفْظَةُ ((الزَّعِيمُ الْحَمِيلُ)) مِنْ قَوْلِ ابْنِ وَهْبٍ أُدْرِجَ فِي الْخَبَرِ. [صحيح ابن حبان]
الحديث صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (1465)، وصحيح الترغيب (2/ 172).
ثانياً: ما يتعلق بمتن الحديث:
المعنى الإجمالي:
في سورة العنكبوت: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ * الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * وَكَأَيِّن مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ * اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [العنكبوت:58 – 62].
لما ذكر الله سبحانه وتعالى الموت ذكر أن المرجع إليه سبحانه وتعالى ليجازي الخلق على ما عملوا، فأما الكفار فيعذبهم الله عز وجل عذاباً يغشاهم من فوقهم ومن تحت أرجلهم في نار جهنم، ويقال لهم: {ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [العنكبوت:55]، وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فالله عز وجل يبوئهم من الجنة نزلاً، وينزلهم من الجنة منزلاً عظيماً عالياً، وهي غرف الجنات، كما قال عز وجل: {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ} [العنكبوت:58]، أي: لندخلنهم ولننزلنهم ولننسكننهم ولنقيمنهم في هذه الجنة العالية {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [العنكبوت:58].
وذكر الله عز وجل العمل فقال: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [العنكبوت:58]، والجزاء يوم القيامة أن يقال لهم: {نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [العنكبوت:58]، يعني: أنعم بهذا لمن عمل.
فهم لم يكتفوا بأن يقولوا: آمنا وصدقنا بقلوبنا، ولم يكتفوا بأن نطقوا بألسنتهم بكلمة التوحيد، ولكن العمل الصالح وراء ذلك، فالله أمر المؤمنين بالعمل الصالح فقال: {وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المؤمنون:51]، فلما عملوا الصالحات جوزوا بالجنات وقيل لهم: {نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [العنكبوت:58].
وروى النسائي من حديث فضالة بن عبيد قال: قال صلى الله عليه وسلم: (أنا زعيم -والزعيم: الضامن- لمن آمن بي وأسلم وهاجر ببيت في ربض الجنة وببيت في وسط الجنة)، يعني بالقصور التي في الجنات، وربض المكان: الفناء الذي حول المكان، ووسط المكان أعظم من ربضه، فالجنة فيها ربض، وكأنه المنزلة الأقل في الجنة، وفيها منزلة أخرى هي أوسط الجنة، ومنزلة أخرى هي أعلى الجنة.
فذكر الأولى والثانية فقال: (أنا زعيم لمن آمن بي وأسلم وهاجر ببيت في ربض الجنة وببيت في وسط الجنة)، هذا للمؤمن الذي أسلم والذي هاجر في سبيل الله عز وجل، ثم قال: (وأنا زعيم لمن آمن بي وأسلم وجاهد في سبيل الله ببيت في ربض الجنة وببيت في وسط الجنة وببيت في أعلى غرف الجنة)، هذا للمجاهد في سبيل الله عز وجل، لمن يجاهد بسنانه وبلسانه وبقلبه أعداء الله يجاهد المنافقين، ويجاهد الكفار، ويجاهد لنشر دين الله سبحانه وتعالى، ويدفع ما يلقيه أهل الباطل من شبهات، ويدفع ما يقوله أهل الكفر من اتهامات، فيجاهد في سبيل الله عز وجل، فالنبي صلى الله عليه وسلم زعيم ضامن له ببيت في ربض الجنة، وببيت آخر في وسط الجنة، وببيت ثالث في أعلى الجنة، قال صلى الله عليه وسلم: (من فعل ذلك فلم يدع للخير مطلباً ولا من الشر مهرباً يموت حيث شاء أن يموت)، والمعنى: طالما أنك أسلمت لله وآمنت بالله وجاهدت في سبيل الله سبحانه وعملت العمل الصالح فمت حيث شئت، فسواء مت وأنت تجاهد في سبيل الله عز وجل فصرت شهيداً، أو مت وأنت على فراشك في بيتك، فلك هذا الأجر لا ينقص أبداً، والضامن لك هذا الأجر هو رسول الله صلوات الله وسلامه عليه.
يقول الله عز وجل: {نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [العنكبوت:58]، أي: أن جزاءهم الجنة العالية العظيمة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم وذكر أن فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
—-
قال السِّنْدِيِّ رحمه الله في حَاشِيَته: قَوْله
((مَطْلَبًا)): أَيْ مَحَلّ طَلَب أَيّ مَا مِنْ مَكَان يَطْلُب فِيهِ الْخَيْر إِلَّا حَضَرَهُ وَطَلَب فِيهِ الْخَيْر وَأَخَذَ مِنْهُ حَظّه.
((مَهْرَبًا)): أَيْ مَا مِنْ مَكَان يَهْرُب إِلَيْهِ مِنْ الشَّرّ وَيَلْجَأ إِلَيْهِ وَيَعْتَصِم بِهِ لِلْخَلَاصِ مِنْهُ إِلَّا هَرَبَ إِلَيْهِ وَاعْتَصَمَ بِهِ”.انتهى.
حاشية السندي على سنن النسائي (6) / (21).
قال السيوطي في حاشيته على سنن النسائي [(6/ 21) رقم (3133)]: ” ((أنا زعيم – والزعيم الحميل-)) قال بن حبان: الزعيم لغة أهل المدينة، والحميل لغة أهل المصر، والكفيل لغة أهل العراق، قال: ويشبه أن يكون قوله والزعيم الحميل من قول بن وهب أدرج في الخبر في ربض الجنة. قال في النهاية: بفتح الباء ما حولها خارجا عنها تشبيها بالأبنية التي تكون حول المدن وتحت القلاع “. انتهى. ومثل ذلك قول السندي.
“”””
قال العلامة محمد آدم الإثيوبي:-
(ربض الجنة) الظاهر أن المراد هنا ما حول الجنّة الداخليّ، لا الخارجيّ؛ لأن أهل الجنّة لا يكنون خارجها، فليُتأمل. واللَّه تعالى أعلم.
(مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ) أي ما ذُكر من الإيمان باللَّه، والإسلام، والجهاد في سبيله (فَلَمْ يَدَعْ) أي لم يترك (لِلْخَيْرِ مَطْلَبًا) أي محلّ طلب، يعني أنه ما من مكان يُطلب فيه الخير إلا حضره، وطلب فيه الخير، وأخذ منه حظّه (وَلَا مِنَ الشَّرِّ مَهْرَبًا) أي ولم يترك مكانًا يُهرب إليه من الشرّ، ويُلجأ إليه، ويُعتصم به للخلاص منه إلا هرب إليه، واعتصم به (يَمُوتُ حَيثُ شَاءَ أَنْ يَمُوتَ) يعني أنه في أي مكان مات، سواء مات في بيته، وبين عشييرته، أو مات خارجًا في سبيل اللَّه، فإن له ما ذُكر من غرف الجنّة. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (26) / (186).
ثالثاً: ما يتعلق بمسائل بالحديث:
أولا: في ذكر الفضائل الواردة في الجهاد.
خطبة فيما ورد في فضل الجهاد في نصوص الوحيين، جاء في كتاب [الدرر السنية في الأجوبة النجدية]:
” بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي شرع الجهاد لعباده المؤمنين، ونصرهم على أعدائهم من الكفار والمشركين، وأنزل إليهم في كتابه المبين: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِين َوَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [سورة الأنفال آية: 9 – 10].
أمرنا بالجهاد، وجعل ثواب أهله أعلى أبواب الجنة، وأعظم للمجاهدين الأجور، وأجزل لهم المنة؛ جردوا سيوفهم لقتال الكفار، وبذلوا النفوس والأموال لينالوا منازل الأبرار، ففازوا بجنة {عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [سورة آل عمران آية: 133]، {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [سورة العنكبوت آية: 69].
أعلامهم في أقطار الأرض في نصرة التوحيد خافقة، وخيول عزمهم في ميدان رهان الفضائل سابقة، أخلصوا أعمالهم لرب العالمين، ولازموا طاعته حتى أتاهم اليقين، وتحملوا مشقة الجهاد رجاء لما يوعدون. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [سورة آل عمران آية: 200].
وهاك الفضائل من نصوص الوحيين:
[الأدلة من القرآن الكريم:]
فقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى جَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ … ُ} [سورة الصف آية: 10 – 12].
وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ … } [سورة التوبة آية: 111]، وقال تعالى: {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [سورة التوبة آية: 36].
وقال تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [سورة البقرة آية: 216] وقال تعالى: {انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [سورة التوبة آية: 41]، وقال تعالى: {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً} [سورة النساء آية: 95 – 96]. والآيات في ذلك كثيرة جداً.
وأما الأحاديث: فقد قال صلى الله عليه وسلم: ” انتدب الله عز وجل لمن خرج في سبيله، لا يخرجه إلا إيمان بي وتصديق برسلي، أن أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة، أو أدخله الجنة. ولولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية، ولوددت أني أُقتل في سبيل الله، ثم أحيا ثم أُقتل، ثم أحيا ثم أُقتل ” [البخاري: الإيمان (36) , ومسلم: الإمارة (1876) , وأحمد (2/ 231)
وقال: ” مثل المجاهد في سبيل الله، كمثل الصائم القائم، القانت بآيات الله، لا يفتر من صيامه ولا صلاته، حتى يرجع المجاهد في سبيل الله. وتكفل الله للمجاهد في سبيله إن توفاه، أن يدخله الجنة أو يرجعه سالماً، مع ما نال من أجر أو غنيمة ” [البخاري: الجهاد والسير (2785) , ومسلم: الإمارة (1878) , والترمذي: فضائل الجهاد (1619) , وأحمد (2/ 438)
وقال فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى: ” أيما عبد من عبادي خرج مجاهداً في سبيلي ابتغاء مرضاتي، ضمنت له أن أرجعه بما أصاب من أجر أو غنيمة، وإن قبضته أن أغفر له وأرحمه، وأدخله الجنة ” [النسائي: الجهاد (3126) , وأحمد (2/ 117)]
قلت سيف بن دورة: وهو في الصحيح المسند 738. ورجح الدارقطني أن طريق حماد بن سلمة محفوظ يعني عن الحسن عن ابن عمر رضي الله عنهما. وأثبت أبو حاتم أن الحسن من ابن عمر حديثا واحدا. راجع المسند المعلل فالله أعلم
وقال صلى الله عليه وسلم: ” غدوة في سبيل الله أو روحة، خير من الدنيا وما فيها ” [البخاري: الجهاد والسير (2792) , ومسلم: الإمارة (1880) وأحمد (3/ 132)]
وقال صلى الله عليه وسلم: “جاهدوا في سبيل الله، فإن الجهاد في سبيل الله باب من أبواب الجنة، ينجي الله به من الهم والغم ” [أحمد (5/ 314)] من حديث أبي امامة عن عبادة
لكن رجح البخاري طريق داود بن عمرو قال: حدثنا أبوسلام عن أبي إدريس الخولاني قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم الخمس مردود فيكم فأدوا الخيط والمخيط وما دونه فصلى إلى صفحة بعير. التاريخ الكبير 8/ 57
وحسنه محققو المسند لغيره 22680
وقال صلى الله عليه وسلم: ” من قاتل في سبيل الله من رجل مسلم، فواق ناقة، وجبت له الجنة ” [الترمذي: فضائل الجهاد (1657) , والنسائي: الجهاد (3141) , وأبو داود: الجهاد (2541) , وابن ماجة: الجهاد (2792) , وأحمد (5/ 243, 5/ 244)]
قلت سيف بن دورة: هو في الصحيح المسند 1109.
وقال صلى الله عليه وسلم: ” إن في الجنة مائة درجة، أعدها الله للمجاهدين في سبيله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة ” [البخاري: التوحيد (7423) , وأحمد (2/ 335, 2/ 339)]
وقال صلى الله عليه وسلم لأبي سعيد: ” من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً، وجبت له الجنة. فتعجب لها أبو سعيد، فقال: أعدها علي يا رسول الله، ففعل ثم قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأخرى يرفع الله بها العبد مائة درجة فى الجنة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض. قال: وما هي يا رسول الله؟ قال: الجهاد في سبيل الله ” [مسلم: الإمارة (1884) , والنسائي: الجهاد (3131)].
وقال صلى الله عليه وسلم: ” من أنفق زوجين في سبيل الله، دعاه خزنة الجنة، كل خزنة باب: يا فلان هلم! فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان. فقال أبو بكر: بأبي يا رسول الله، أنت وأمي، ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال: نعم، وأرجو أن تكون منهم ” [البخاري: الصوم (1897) , ومسلم: الزكاة (1027) , وأحمد (2/ 268)
وقال صلى الله عليه وسلم: ” من أنفق نفقة فاضلة في سبيل الله، فبسبعمائة، ومن أنفق على نفسه وأهله وعاد مريضاً، أو أماط الأذى عن طريق، فالحسنة بعشر أمثالها. والصوم جُنة ما لم يخرقها. ومن ابتلاه الله في جسده، فهو له حطة ” [أحمد (1/ 195)].
وهو في الصحيح المسند
وقال صلى الله عليه وسلم: ” من اغبرت قدماه في سبيل الله، حرمهما الله على النار ” [البخاري: الجمعة (907 وأحمد (3/ 479)]
وقال: ” لا يجتمع شح وإيمان في قلب رجل واحد، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم
قلت سيف بن دورة: أخرجه أحمد وغيره وطريق محمد بن عجلان عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة حسنه. (واخرجها أبوعوانه في مستخرجه. وهو في مسلم 1891 ذكره آخر حديث في الباب واقتصر على لفظ: لا يجتمعان. … مؤمن قتل كافرا ثم سدد) راجع تخريجنا لنضرة النعيم.
في وجه عبد “، وفي لفظ: ” في قلب عبد “، وفي لفظ: ” في جوف امرئ “، وفي لفظ: ” في منخري مسلم “.
وذكر أحمد عنه صلى الله عليه وسلم: ” من اغبرت قدماه في سبيل الله ساعة من نهار، فهما حرام على النار ” [الترمذي: فضائل الجهاد (1632) , وأحمد (3/ 479)]،
قلت سيف بن دورة: صححه الألباني في الصحيحة 2219. وصححه محققو المسند
وذكر ابن ماجة عن النبي صلى الله عليه وسلم: “من راح روحة في سبيل الله، كان له بمثل ما أصابه الغبار، مسكاً يوم القيامة ” [ابن ماجة: الجهاد (2775)].
قلت سيف بن دورة: شبيب بن بشر قال البخاري منكر الحديث ولينه ابوحاتم. وقال ابن حبان يخطاء كثيرا. وانفرد ابن معين بتوثيقه.
وقال: ” رباط يوم في سبيل الله، خير من الدنيا وما عليها “، وقال: ” رباط يوم وليلة، خير من صيام شهر وقيامه؛ وإن مات أجري عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه، وأمن من الفتان ” [مسلم: الإمارة (1913) ,
وأحمد (5/ 440, 5/ 441)]
وقال: ” ما من ميت يموت إلا ختم على عمله، إلا من مات مرابطاً في سبيل الله، فإنه ينمو له عمله إلى يوم القيامة، وأمن من فتنة القبر ” [الترمذي: فضائل الجهاد (1621) , وأبو داود: الجهاد (2500) , وأحمد (6/ 20)].
وهو في الصحيح المسند 1057
وقال صلى الله عليه وسلم: ” رباط يوم في سبيله، خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل ” [الترمذي: فضائل الجهاد (1667) , والنسائي: الجهاد (3169, 3170) , وأحمد (1/ 62, 1/ 65, 1/ 66, 1/ 75) , والدارمي: الجهاد (2424)].
وذكر الترمذي عنه صلى الله عليه وسلم: ” من رابط ليلة في سبيل الله، كانت له كألف ليلة، صيامها وقيامها ” [ابن ماجة: الجهاد (2766)]،
قلت سيف بن دورة: فيه أبوصالح مولى عثمان قال محقق المنتخب لعبد بن حميد هو للجهالة أقرب.
وله شاهد منقطع من حديث مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير عن عثمان أخرجه أحمد 1/ 61. وتراجع الالباني عن تضعيفه فحسنه الألباني. وحسنه محققو المسند.
وقال: ” مقام أحدكم في سبيل الله، خير من عبادة أحدكم في أهله ستين سنة. أما تحبون أن يغفر الله لكم وتدخلون الجنة، جاهدوا في سبيل الله. من قاتل في سبيل الله فواق ناقة، وجبت له الجنة ” [الترمذي: فضائل الجهاد (1650) , وأحمد (2/ 446)].
قلت سيف بن دورة: ذكره العقيلي في ترجمة إسماعيل بن عبيد الله بن سلمان المكي وقال: حديث غير محفوظ.
وشاهده عن الحسن عن عمران ذكره المقدسي في ذخيرة الحفاظ و فيه عبدالله يعني بن صالح. قال عنه: ضعيف. ثم إن عبدالرزاق خرجه عن هشام عن الحسن مرسلا.
ثم نُقل في ترجمة هشام بن حسان أنه كان لا يعد شيئا في عطاء ومحمد والحسن. والحسن لم يسمع من عمران
وله شاهد من حديث أبي امامة لكنه من طريق علي بن زيد عن القاسم
وأحسن طريق له من حديث أبي هريرة أخرجه أحمد 10786 وفيه هشام بن سعد الأكثر على تضعيفه إنما قالوا هو الاثبت في زيد بن أسلم.
وذكر أحمد عنه صلى الله عليه وسلم: ” من رابط في سواحل المسلمين ثلاثة أيام، أجزأت عنه رباط سنة “.
ضعفه الألباني في ضعيف الترغيب. وقال الهيثمي رواية إسماعيل بن عياش هنا عن المدنيين.
وذكر أحمد عنه صلى الله عليه وسلم: ” حرس ليلة في سبيل الله خير له من ألف ليلة يقام ليلها، ويصام نهارها ”
قلت سيف بن دورة: ضعفه الألباني في ضعيف الجامع ثم صححه في صحيح الترغيب.
وذكر في الضعيفة 1234 أنه ورد بلفظ حرس ليلة في سبيل الله أفضل من صيام رجل وقيامه في أهله الف سنة
ونقل عن العقيلي أنه قال في ترجمة سعيد بن خالد: لا يتابع عليه وقد روي من غير هذا الوجه بإسناد أصلح من هذا.
قال الألباني لعله يقصد حديث عثمان حرس ليلة في سبيل الله أفضل من ألف ليلة يقام ليلها، ويصام نهارها ” وإسناده كما قال أصلح من هذا لكن فيه مصعب بن ثابت قال الحافظ: لين الحديث وهو مخرج في التعليق الرغيب. انتهى
ورجح الدارقطني في العلل 270 أنه عن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير عن عثمان مرسلا.
وذكر البزار وهذا التعليل في مسنده 350
فلعل العقيلي يقصد حديث آخر فربما يقصد
(رباط يوم وليلة، خير من صيام شهر وقيامه؛ وإن مات أجري عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه، وأمن من الفتان) [مسلم: الإمارة (1913) , والحديث سبق
[أحمد (1/ 61)]، وقال: ” حرمت النار على عين دمعت أو بكت من خشية الله، وحرمت على عين سهرت في سبيل الله ” [النسائي: الجهاد (3117) , وأحمد (4/ 134) , والدارمي: الجهاد (2400)].
قال العقيلي وذكر حديث أنس: الرواية في هذا الباب لينه وفيها ما هو أصلح من هذا الإسناد. وحسنه لغيره محققو المسند 28/ 446. وراجع الصحيحة 2673 1
وذكر أحمد عنه صلى الله عليه وسلم: ” من حرس من وراء المسلمين متطوعاً لا يأخذه سلطان، لم ير النار بعينه إلا تحلة القسم، فإن الله يقول: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [سورة مريم آية: 71] ?” [أحمد (3/ 437)].
ضعفه الألباني في ضعيف الترغيب.
أخرجه ابن عدي في ترجمة رشدين
والحديث ذكره البخاري في التاريخ الكبير
وقال صلى الله عليه وسلم: “لرجل حرس المسلمين ليلة في سفرهم، من أولها إلى الصباح على ظهر فرسه، لم ينزل إلا لصلاة أو قضاء حاجة، أوجبت؛ فلا عليك ألا تعمل بعدها”، وقال: “من بلغ بسهم في سبيل الله، فله درجة في الجنة ” [النسائي: الجهاد (3143) , وأبو داود: العتق (3965) , وأحمد (4/ 384)].
وهو في الصحيح المسند 1016 من بلغ بسهم ….. وابوداود اختصره. وذكره أحمد مطولا 4/ 113
وقصة الفارس في سنن أبي داود مطوله 2500 وهي في الصحيح المسند 462
وقال: ” من رمى بسهم في سبيل الله، فهو عدل محرر. ومن شاب شيبة في الإسلام، كانت له نوراً يوم القيامة ” [أحمد (4/ 113)]. وعند الترمذي تفسير الدرجة بمائة عام، وعند النسائي تفسيرها بخمسمائة عام.
قلت سيف بن دورة: على شرط الذيل على الصحيح المسند. حيث اختصره أبوداود فلم يذكر هذه اللفظة. وكذلك مقبل في الصحيح المسند 1016 ذكر لفظ أبي داود.
وقال: ” إن الله يدخل بالسهم الواحد الجنة: صانعه يحتسب في صنعته الخير، والممد به، والرامي به؛ وارموا واركبوا، وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا. وكل شيء يلهو به الرجل فباطل، إلا رميه بقوسه، أو تأديبه فرسه، أو ملاعبته امرأته. ومن علمه الله الرمي، فتركه رغبة عنه، فنعمة كفرها “، رواه أحمد وأهل السنن،
قلت سيف بن دورة: قال محققو المسند حسن بمجموع طرقه وشواهده لجهالة خالد بن زيد
وعند ابن ماجة: “من تعلم الرمي فتركه فقد عصاني ” [مسلم: الإمارة (1919) , والنسائي: الخيل (3578) , وأبو داود: الجهاد (2513) , وأحمد (4/ 144, 4/ 146, 4/ 148) ,
وذكر أحمد عنه: ” أن رجلاً قال له: أوصني، فقال: أوصيك بتقوى الله، فإنه رأس كل شيء. وعليك بالجهاد، فإنه رهبانية الإسلام. وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن، فإنه نور لك في السماء وذكر لك في الأرض “، وقال صلى الله عليه وسلم: ” ذروة سنام الإسلام الجهاد ” [الترمذي: الإيمان (2616) , وابن ماجة: الفتن (3973) , وأحمد (5/ 235)]
ضعفه محققو المسند. وصححه الألباني في الصحيحة 555
وقال صلى الله عليه وسلم: ” ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف ” [الترمذي: فضائل الجهاد (1655) , والنسائي: الجهاد (3120) والنكاح (3218) , وابن ماجة: الأحكام (2518) , وأحمد (2/ 437)]
قلت سيف بن دورة: ابن عجلان اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة. لكن قال الدارقُطني: ورفعه صحيح فهو على شرط الذيل على الصحيح المسند
وقال صلى الله عليه وسلم ” من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بغزو، مات على شعبة من نفاق ” [مسلم: الإمارة (1910) , والنسائي: الجهاد (3097) , وأبو داود: الجهاد (2502)].
وذكر أبو داود عنه صلى الله عليه وسلم: ” من لم يغز، أو يجهز غازياً، أو يخلف غازياً في أهله، أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة ” [أبو داود: الجهاد (2503) , وابن ماجة: الجهاد (2762) , والدارمي: الجهاد (2418)].
قلت سيف بن دورة: هو من طريق القاسم ابي عبدالرحمن عن أبي أمامه.
وصححه الألباني في الصحيحة. وقال ابن حجر سنده صحيح. وصححه شعيب الأرناؤوط في تحقيق سنن ابن ماجه 2762.
وقال الشيخ مقبل القاسم إلى الضعف أقرب.
وورد من حديث أبي هريرة وفيه خلاف في رفعه ووقفه والدارقطني في العلل 2138 لم يرجح. والمرفوع فيه مجهول.
وورد من طريق مكحول عن أبي هريرة وفيه اختلاف في وصله وإرساله.
ثم مكحول لم يسمع من أبي هريرة وسعيد بن عبد العزيز ثقة إلا أنه اختلط بآخرة
وقال صلى الله عليه وسلم: ” إذا ضن الناس بالدينار والدرهم، وتبايعوا بالعينة، واتبعوا أذناب البقر، وتركوا الجهاد في سبيل الله، أنزل الله بهم بلاء فلم يرفعه حتى يراجعوا دينهم ” [أبو داود: البيوع (3462) , وأحمد (2/ 28)].
قلت سيف بن دورة: ابن عدي ذكره في ترجمة عطاء. والذهبي ذكره في ترجمة إسحاق أبي عبدالرحمن.
وله شاهد عن ابن عمر والاعمش مدلس وليس مكثرا عن عطاء بن أبي رباح. وأخطأ محقق البلوغ في قوله يحتمل أنه دلس عطاء الخراساني لأنه سماه عطاء بن أبي رباح.
وورد من طريق ليث
وورد له شاهد حديث عائشة فيكون له أصل.
وذكر ابن ماجة عنه صلى الله عليه وسلم: ” من لقي الله عز وجل وليس له أثر في سبيل الله، لقي الله وفيه ثلمة ” [الترمذي: فضائل الجهاد (1666) , وابن ماجة: الجهاد (2763)]
قال الترمذي غريب. وإسماعيل بن رافع قد ضعفه بعض أصحاب الحديث وسمعت محمدا يعني البخاري يقول: هو ثقة مقارب الحديث، وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
وضعفه الألباني. وذكره المقدسي في ذخيرة الحفاظ وقال وإسماعيل يعني بن رافع متروك. وقال ابن عدي أحاديثه كلها مما فيه نظر إلا أنه يكتب حديثه في جملة الضعفاء.
وفي بعض الروايات لاسماعيل (ثلمة) يعني النفاق
ولفظ النفاق (مات على شعبة من نفاق) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة فربما هي الوجوه التي يقصدها الترمذي.
وقال تعالى: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [سورة البقرة آية: 195]، وفسر أبو أيوب الإلقاء باليد إلى التهلكة بترك الجهاد.
أخرجه أبوداود 2512. وهو في الصحيح المسند 315
وصح عنه صلى الله عليه وسلم: ” أن أبواب الجنه تحت ظلال السيوف، ” [مسلم: الإمارة (1902) , والترمذي: فضائل الجهاد (1659) , وأحمد (4/ 396, 4/ 410)]
وصح عنه صلى الله عليه وسلم: ” من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله ” [البخاري: العلم (123) , ومسلم: الإمارة (1904) , وأبو داود: الجهاد (2517) , وأحمد (4/ 392, 4)].
وصح عنه: ” أن النار أول ما تسعر بالعالم، والمنفق، والمقتول في الجهاد، إذا فعلوا ذلك ليقال ”
وصح عنه صلى الله عليه وسلم: ” أن من جاهد يبتغي عرض الدنيا فلا أجر له ” من حديث أبي هريرة [أبو داود: الجهاد (2516) , وأحمد (2/ 290)]
قلت سيف بن دورة: في ابن مكرز مجهول
ويغني عنه حديث: يا رسول الله الرجل يقاتل من أجل الغنيمة وعصبية فأي ذلك في سبيل الله. قال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله
وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لعبد الله بن عمرو: ” إن قاتلت صابراً محتسباً بعثك الله صابراً محتسباً، وإن قاتلت مرائياً مكاثراً بعثك الله مرائياً مكاثراً. يا عبد الله بن عمرو، على أي وجه قاتلت أو قتلت، بعثك الله على تلك الحال ” [أبو داود: الجهاد (2519)].
قلت سيف بن دورة: ضعفه الألباني ويغني عنه حديث أول الناس يقضى يوم القيامة رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه ….. أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة وراجع العلوم والحكم 1/ 15 وذكر أحاديث حول هذا المعنى بعد أن ذكر حديث الباب.
وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” إذا استُنفرتم فانفروا ” [البخاري: الحج (1834) , ومسلم: الحج (1353) , وأبو داود: الجهاد (2480) , , وأحمد (1/ 226, 1/ 315, 1/ 355)]، يعني: استنفر الإمام رعيته، وجب عليهم النفير إلى الجهاد معه بأموالهم وأنفسهم، لأنه يجاهد عن حوزة الدين، وعورات المسلمين، ويحوطهم من كل من رامهم بسوء من الكفار والمعتدين.
=====
ثانياً: كيف تبني لك بيتاً في الجنة؟ سبق في الصحيح المسند ذكر مراتب الجنة
” فهذا جزء لطيف جمع فيه الأعمال التي وعد من فعلها بقصر في الجنة، واجتهد في البحث عن الأحاديث والآثار غاية الاجتهاد، وحاول إيراد الآثار وأقوال الصحابة، ثم توجت هذا البحث بإيراد شي من فقه ومسائل هذه الأعمال على سبيل الإيجاز والاختصار إتماما للفائدة وإيضاحا للمشكل. (بحث منقول حكمنا على بعض أحاديثه. واعتمدنا على الباحث في بعضها)
أولا: مشروعية سؤال الله البيت في الجنة:
* قال تعالى: ” وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ “.
* قال أبو هريرة رضي الله عنه: ” إن فرعون أوتد لامرأته أربعة أوتاد في يديها و رجليها، فكان إذا تفرقوا عنها ظللتها الملائكة، فقالت: ” رب ابن لي عندك بيتا في الجنة و نجني من فرعون و عمله و نجني من القوم الظالمين “، فكشف لها عن بيتها في الجنة “.
وفي الآية السابقة من الفوائد والنكت:
الأولى: عظم قدر هذا الدعاء إذ ذكره الله في كتابه.
الثانية: جواز الدعاء للنفس خاصة.
الثالث: إثبات علو الله تبارك وتعالى من قولها”عندك” لأن الجنة سقفها عرش الرحمن.
الرابع: اختيار الجار قبل الدار.
الخامس: دعاء المرأة الصالحة أن يخلصها الله من زوجها الكافر وأن الصبر عليه غير مشروع.
وفي شرعنا لا يصح العقد.
السادس: تقديم الدعاء بأمر الآخرة على الدعاء بأمر الدنيا.
السابع: أن لأعمال الظالمين شؤمًا يصيب الصالحين ولذا قالت “وعمله”، ويفسر هذا قوله تعالى”واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة”.
الثامن: وهي من بدائع القرآن وهو قولها”ابن لي عندك بيتًا في الجنة” ترتيب الساكن والجار والمسكن والموضع.
التاسع: جواز التصريح بالاسم في الدعاء حيث إنها صرحت بفرعون.
العاشر: أن الجنة موجود الآن.
الحادي عشر: أن الله قد يحدث في الجنة نعيمًا لم يكن فيها بسبب دعاء الرجل الصالح.
الثاني عشر: الدعاء بمعالي الأمور.
“””””
ثانيا: أول من بُشر ببيت في الجنة من هذه الأمة.
* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ” يا رسول الله هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب”.
ثالثا: هل سمعت عن قصر إبراهيم عليه السلام في الجنة:
* َعن أَبِي هُرَيرة رضي الله عنه قال: ” فِي الجَنَّةِ قَصرٌ مِن لُؤلُؤٍ لَيس فِيها صَدعٌ ولا وهنٌ، أَعَدَّهُ الله لِخَلِيلِهِ إِبراهِيم صَلَّى الله عَلَيه وسَلم.
قلت سيف بن دورة:
– ابن أبي الدنيا في صفة الجنة والطبرا ني في الأوسط والبزار، أشار إلى إعلاله البزار بالوقف. وقال أبو حاتم الرازي والدار قطني 2156: ” الموقوف أصح “.
رابعا: أنواع مساكن أهل الجنة:
* من خلال تتبع النصوص من الكتاب والسنة تبين أن مساكن أهل الجنة ثلاث: القصور والغرف والخيام:
– قال الله تعالى: “لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ” قال ابن القيم: ” فأخبر تعالى أنها غرف فوق غرف وأنها مبنية بناء حقيقة لئلا تتوهم النفوس أن ذلك تمثيل وأنه ليس هناك بناء بل تتصور النفوس غرفا مبنية كالعلالي بعضها فوق بعض حتى كأنها ينظر إليها عيانا ومبنية صفة للغرف الأولى والثانية أي لهم منازل مرتفعة وفوقها منازل أرفع منها
– عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَغُرَفًا يُرَى بُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا، وَظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا ” فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ لِمَنْ هِيَ؟ قَالَ: ” لِمَنْ أَطَابَ الْكَلامَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَصَلَّى لِلَّهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ ” – الحديث جاء من عدة طرق وفيها ضعف، وبعضهم يقويه بمجموع طرقه. وأصله ثابت
– أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يتراءون (يَتَرَاءَوْنَ) أَهْلَ الْغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ كَمَا يَتَرَاءَيُونَ (يَتَرَاءَوْنَ-تَتَرَاءَوْنَ) الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَابِرَ فِي الْأُفُقِ مِنَ الْمَشْرِقِ أَوِ الْمَغْرِبِ لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ تِلْكَ مَنَازِلُ الْأَنْبِيَاءِ لَا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ قَالَ بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ رِجَالٌ آمَنُوا بِاللهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ ” – أخرجه البخاري (3083)، مسلم (2831).
وأما بناؤها فتأمله من هذه النصوص:
– عَنْ أَبِي مُدِلَّةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنَا عَنِ الْجَنَّةِ، مَا بِنَاؤُهَا؟ قَالَ: ” لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَلَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، مِلَاطُهَا
الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ، حَصْبَاؤُهَا الْيَاقُوتُ وَاللُّؤْلُؤُ، وَتُرْبَتُهَا الْوَرْسُ وَالزَّعْفَرَانُ، مَنْ يَدْخُلُهَا يَخْلُدُ لَا يَمُوتُ، وَيَنْعَمُ لَا يَبْأَسُ، لَا يَبْلَى شَبَابُهُمْ، وَلَا تُخَرَّقُ ثِيَابُهُمْ ”
– الملاط: الطين يكون بين اللبنتين.
والحديث – أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجة وله ألفاظ مختصرة ومطولة، وقد أعله جماعة بجهالة أبي مدلة، لكن يقال وَأَبُو مدلة مولى عائشة رضي الله عنها: وثقه وكيع-كما في سنن ابن ماجه (رقم1752)، وشعب الإيمان (رقم7101) -، وَقَالَ ابن الْمَدِيْنِيِّ: مجهول، وَذَكَرَهُ ابن حِبَّانَ فِي الثِّقَات، ووثقه فِي صَحِيْحِهِ، وَرَوَى حديثه هَذَا فِيْهِ، وصحح لَهُ ابن خُزَيْمَةَ هَذَا الحَدِيْث. وَالحَدِيْث حَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ- وَقَالَ الدَّارّقُطِنِيُّ فِي العلل الواردة في الأحاديث النبوية (11/ 236): “والحديث محفوظ”.
وقال أبو هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه: ” بِنَاءُ الْجَنَّةِ لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَلَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ ”
مسند أحمد والطبراني والبزار: من طرق عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد اختلف في رفعه ووقفه وقال الدر اقطني: والمَوقُوفُ أشبه
قلت سيف بن دورة: وسبق الكلام عليه
قال ابن القيم: وهذه الخيام غير الغرف والقصور بل هي خيام في البساتين وعلى شواطئ الأنهار.
– عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عبد الله بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: (إِنَّ لِلْمُؤْمِن فِي الْجَنَّةِ لَخَيْمَةٌ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ مُجَوَّفَةٍ، طُولُهَا سِتُّونَ مِيلاً لِلْمُؤْمِنِ فِيهَا أَهْلُونَ يَطُوفُ عَلَيْهِمُ الْمُؤْمِنُ، فَلاَ يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضاً) – متفق عليه، البخاري [3243] باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، و مسلم 2838 الباب السابق، واللفظ له.
– عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: «الْخَيْمَة دُرَّةٌ مُجَوَّفَةٌ فَرسَخٌ فِي فَرْسَخِ لَهَا أَرْبَعَةُ آلاَفِ مِصْرَاعٍ مِنْ ذَهبٍ».
– أخرجه ابن المبارك وابو نعيم في صفة الجنة وابن أبي شيب (7 – 65) من طرق عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس .. وقد اختلف فيه على قتادة فرواه همام عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس وخالفه سعيد ابن أبي عروبة وأبو العوام ومعمر كلهم عن قتادة عن ابن عباس
قلت: طريق ابن عروبة ومن تابعه أصح، وعليه فالإسناد ضعيف لجهل الواسط بين قتادة وابن عباس.
– عن خليد العصري عن أبي الدر داء قال: ” الخيمة لؤلؤة واحدة لها سبعون بابا كلها من در”.
أخرجه ابن المبارك في الزهد وابن أبي الدنيا
(327) من طرق عن قتادة عن خليد عن أبي الدرداء .. وقد أختلف فيه على قتادة فرواه معمر عنه موقوفا على أبي الدر داء وخالفه سليمان التيمي فرواه عن قتادة عن خليد من قوله .. والمسالة تحتاج إلى تأمل
خامسا: حتى تفوز بقصر في الجنة:
أولا: – الإخلاص في بناء المساجد.
– عَنْ عُبَيْدِ اللهِ الْخَوْلاَنِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، عِنْدَ قَوْلِ النَّاسِ فِيهِ، حِينَ بَنَى مَسْجِدَ الرَّسُول ِصلى الله عليه وسلم: إِنَّكُمْ قَدْ أَكْثَرْتُمْ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
مَنْ بَنَى مَسْجِدًا – قَالَ بُكَيْرٌ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللهِ – بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ. متفق عليه.
قالت اللجنة الدائمة: ” وبذل لمال في بناء المسجد أو المشاركة في بنائه من الصدقة الجارية لمن بذلها أو نواها عنه إذا حسنت النية وكان هذا المال من كسب طيب” انتهى
– فتاوى اللجنة الدائمة” (6/ 237)
* قال ابن عثيمين رحمة الله: من شارك في بناء مسجد كان له من الأجر على قدر مشاركته، وله أجر آخر على إعانته غيره على البر والتقوى. قاله ابن عثيمين لقاء الباب المفتوح
وذهب بعض العلماء إلى أن حديث (مفحص القطاة) على ظاهره، وأن المراد بذلك ما لو اشترك جماعة في بناء مسجد، بحيث كان نصيب كل واحد منهم مفحص قطاة، بنى الله له بيتاً في الجنة، وفضل الله تعالى واسع.
ثانيا: المحافظة على صلاة السنن الراتبة:
عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
” مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ إِلَّا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ أَوْ إِلَّا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّة ”
” و ظاهر هذا اللفظ: اشتراط المحافظة على هذه الرواتب ألاثنتي عشرة ركعة في كل يوم كي يثاب صاحبها عليها ببناء بيت واحد في الجنة، ووجهه قوله: ” كل يوم “.
– وهو ظاهر ما ذهب إليه ابن أبي شيبة في ” المصنف ” (2/ 108) حيث بوب عليه بقوله: في ثواب من ثابر اثني عشرة ركعة من التطوع ” انتهى.
والنسائي في ” السنن الكبرى ” (1/ 458) حيث يقول:
” باب ثواب من ثابر على اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة، وذكر اختلاف ألفاظ الناقلين في ذلك ” انتهى.
وإلى ظاهر اللفظ الثاني ذهب الشيخ ابن باز رحمه الله حيث يقول:
” وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من حافظ على ثنتي عشرة ركعة تطوعا في يومه وليلته بني له بهن بيت في الجنة ”
ولعل هذا القول هو الأقرب: يعني: أن هذا الوعد خاص بمن واظب على ذلك؛ إعمالا للقيد الذي ورد في روايات صحيحة؛ فالمطلق يحمل على المقيد، وزيادة القيد هنا مقبولة، لا وجه إهمالها.
ثالثا:. الهجرة والجهاد في سبيل الله بعد الإيمان والإسلام.
* – عن فضالة بن عبيد يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: ” أنا زعيم والزعيم الحميل لمن آمن بي وأسلم وهاجر ببيت في ربض الجنة وببيت في وسط الجنة وأنا زعيم لمن آمن بي وأسلم وجاهد في سبيل الله ببيت في ربض الجنة وببيت في وسط الجنة وببيت في أعلى غرف الجنة من فعل ذلك فلم يدع للخير مطلبا ولا من الشر مهربا يموت حيث شاء أن يموت ”
أخرجه النسائي وابن حبان والبيهقي وغيرهم من طريق: عن بن وهب قال أخبرني أبو هانئ عن عمرو بن مالك الجنبي أنه سمع فضالة بن عبيد. ورجاله ثقات. و قال أبو حاتم: الزعيم لغة أهل المدينة والحميل لغة أهل مصر والكفيل لغة أهل العراق ويشبه أنن تكون هذه اللفظة (الزعيم: الحميل) من قول ابن وهب أدرج في الخبر
رابعا:. حسن الخلق وترك المخاصمة.
*- و عَنْ أَبِى أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِى رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا وَبِبَيْتٍ فِى وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا وَبِبَيْتٍ فِى أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ».
أخرجه ابوداوود والبيهقي وغيرهم من طريق حَدَّثَنَا أَبُو كَعْبٍ أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّعْدِىُّ قَالَ حَدَّثَنِى سُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِىُّ عَنْ أَبِى أُمَامَةَ وإسناده صالح. وبنحو هذا اللفظ عن أنس بن مالك عند ابن ماجه (51)، والترمذي (1993)، وإسناده ضعيف أيضاً.
وعن ابن عباس عند الطبراني في “الكبير” (11290)، وعن ابن عمر عنده في “الأوسط” (882)، وعن معاذ بن جبل عنده أيضاً في “الكبير”20/ (217)، وفي “الأوسط” (5324)، وأسانيدها ضعيفة.
قال ابن القيم: ” فجعل البيت العلوي جزاء لأعلى المقامات الثلاثة وهي حسن الخلق والأوسط لأوسطها وهو ترك الكذب والأدنى لأدناها وهو ترك المماراة وإن كان معه حق ولا ريب أن حسن الخلق مشتمل على هذا كله ”
الخاتمة:
وفي نهاية هذا البحث المختصر أشير إلى أنني أعرضت عن مجموعة من الأحاديث الورادة في هذا الباب لضعف في أسانيدها ووهن في مخارجها وإن كان جماعة من _ أهل العلم رأى ثبوتها وصلاحيتها للاحتجاج _ لذلك سوف أذكرها على سبيل الإجمال وأشير إلى شيء من عللها وضعف أسانيدها حتى تكتمل مادة هذا البحث وتؤخذ خلاصته.
الحديث الأول: عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من سد فرجة بنى الله له بيتا في الجنة ورفعه بها درجة “.
أخرجه المحاملي وابن وهب في الجامع، من طرق عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن عروة عن عائشة، وقد أختلف فيه على ابن أبي ذئب، والصواب فيه رواية عبدالله بن وهب مرسلا، كما قال أبو حاتم والدا رقطني
العلل للدارقطني (14 – 109) وعلل ابو حاتم.
قلت: وجاء عن ابن أبي شيبة: من طريق حدثنا وكيع عن هشام عن أبيه قال: كان يقال ذلك ..
الحديث الثاني: عن أبى موسى رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ” إذا مات ولد العبد، قال الله تعالى لملائكته: قبضتم ولد عبدى، فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟، فيقولون: نعم، فيقول: فماذا قال عبدى؟، فيقولون: حمدك و استرجع، فيقول الله تعالى: ابنوا لعبدى بيتا فى الجنة و سموه بيت الحمد “.
أخرجه أحمد والترمذي وابن حبان من طريق عن أبي سنان قال دفنت ابني سنان وأبو طلحة الخولاني جالس على شفير القبر فلما أردت الخروج أخذ بيدي و قال ألا أبشرك يا أبا سنان قلت بلى قال ثني الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب عن أبي موسى الأشعري. وفيه علل: أبو سنان عيسى بن سنان القسلمي، فيه ضعف، وأيضا فيه أبو طلحةالخولاني الشامي فيه جهالة. والضحاك لم يسمع من أبي موسى رضي الله عنه.
الحديث الثالث: مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” ْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ حَتَّى يَخْتِمَهَا عَشْرَ مَرَّاتٍ بَنَى اللَّهُ لَهُ قَصْرًا فِي الْجَنَّةِ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَنْ أَسْتَكْثِرَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُ أَكْثَرُ وَأَطْيَبُ ” [22]
أخرجه أحمد وابن السني في عمل اليوم
والليلة والعقيلي في الضعفاء وغيرهم حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، حَدَّثَنَا زَبَّانُ بْنُ فَائِدٍ الْحمْرَاوِيُّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ إسناده ضعيف لضعف زَبَّان بن فائد، وسهل بن معاذ في رواية زَبَّان عنه، وابن لهيعة ورشدين- وهو ابن سَعْد- ضعيفان، ولكنَّ أحدهما قد تابع الآخر، وبقية رجاله ثقات. وله شاهد لا يُفرح به من حديث أبي هريرة، وقد اختلف في رفعه وإرساله فرواه الطبراني في “الأوسط” (283) عن أحمد بن رشدين، قال: حدثنا هانئ بن المتوكل الإسكندراني، قال: حدثنا خالد بن حميد المهري، عن زهرة بن معبد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: “من قرأ (قل هو الله أحد) عشر مرات بني له قصر في الجنة، ومن قرأها عشرين مرة بني له قصران، ومن قرأها مرة بني له ثلاثة”.
قلنا: شيخ الطبراني أحمد بن ئ، قال ابن عدي: كذبوه، وهانئ بن المتوكل، قال ابن حبان: كان تدخل عليه المناكير، وكثرت، فلا يجوز الاحتجاج به بحال. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن زهرة بن معبد متصل الإسناد إلا خالد بن حميد، تفرد به هانئ بن المتوكل.
وقد روي مرسلاً عن سعيد بن المسيب، أخرجه الدارمي وهو اصح.
[انظر: هل تريد بيت في الجنة -]