1305.1304. 1306 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي وناصر الريسي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
ومراجعة سيف بن غدير النعيمي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
————‘———-‘——-
رياح المسك
صحيح البخاري كتاب الجنائز
باب البكاء عند المريض
1304 حَدَّثَنَا أَصْبَغُ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الحَارِثِ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: اشْتَكَى سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ شَكْوَى لَهُ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ فَوَجَدَهُ فِي غَاشِيَةِ أَهْلِهِ، فَقَالَ: قَدْ قَضَى قَالُوا: لاَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَبَكَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَأَى القَوْمُ بُكَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَكَوْا، فَقَالَ: أَلاَ تَسْمَعُونَ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُعَذِّبُ بِدَمْعِ العَيْنِ، وَلاَ بِحُزْنِ القَلْبِ، وَلَكِنْ يُعَذِّبُ بِهَذَا – وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ – أَوْ يَرْحَمُ، وَإِنَّ المَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَضْرِبُ فِيهِ بِالعَصَا، وَيَرْمِي بِالحِجَارَةِ، وَيَحْثِي بِالتُّرَابِ
——–
سعد بن عبادة -رضي الله عنه- زعيم الخزرج، وحامل راية الأنصار، أمه عمرة بنت مسعود، وكان يكنى أبا ثابت، وأبا قيس، وقد أسلم مبكرًا، وحضر بيعة العقبة الثانية مع سبعين رجلاً وامرأتين من الأنصار، وكان أحد النقباء الإثني عشر.
ووقف سعد بن عبادة موقفًا شجاعًا في بدر، حينما طلب النبي صلى الله عليه وسلم مشورة الأنصار، فقام سعد؛ فقال: يا رسول الله، والذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا. [مسلم].
قال ابن عبد البر في ترجمة سعد بن عبادة: وقالوا أنه وجد ميتا في مغتسله وقد اخضر جسده ولم يشعروا بموته حتى سمعوا قائلا يقول ولا يرون أحدا: قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة * ورميناه بسهم فلم يخط فؤاده. ويقال: إن الجن قتلته
وعن سعيد بن عبد العزيز قال: أول مدينة فتحت بالشام بصرى وفيها مات سعد بن عبادة.
تُوفي سعد بن عبادة بحَوْرَان من أرض الشام، قيل: سنة ثلاث عشرة، وقيل: سنة أربع عشرة.
——
معاني الكلمات:
قوله (الغاشية): الغشية من الكرب، ويقويه رواية مسلم بلفظ: في غشيته.
قال التوربشني في شرح المصابيح: المراد ما يتغشاه من كرب الوجع الذي فيه، لا الموت.
لأنه برئ من هذا المرض، وعاش بعده زمانًا.
وسيأتي ذكر معنى آخر إن شاء الله.
– قوله (ألا تسمعون) ألا توجدون السماع؟ كذا قرره ابن حجر، وغيره.
وقد تعقبه العيني فقال: ما المانع أن يكون: أن، بالفتح في محل المفعول لتسمعون.
وهو الملائم لمعنى الكلام؟ اهـ
——-
فوائد الحديث:
(1) – حديث ابن عمر متفق عليه.
(2) – عند مسلم 925 من طريق عمارة بن غزية عن سعيد بن الحارث في أوله (كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل من الأنصار فسلم عليه ثم أدبر الأنصاري فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أخا الأنصار كيف أخي سعد بن عبادة فقال صالح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يعوده منكم فقام وقمنا معه ونحن بضعة عشر ما علينا نعال ولا خفاف ولا قلانس ولا قمص نمشي في تلك السباخ حتى جئناه فاستأخر قومه من حوله)
– (3) – من قام مع النبي صلى الله عليه وسلم بضعة عشر رجلا كأنهم جميعا من المهاجرين منهم عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم كما في رواية الباب وعبد الله بن عمر راوي الحديث كما في رواية مسلم 925 من طريق عمارة بن غزية
(4) – قال الخطابى: ” فى غاشية ” يحتمل وجهين من يغشاه من الناس أو ما يغشاه من الكرب قلت وكلاهما وقع هنا.
(5) – لكن قوله بعد ذلك (قد قضى؟) يرجح أن المقصود بهذه اللفظة الكرب
(6) – تأثر الصحابة بالنبي صلى الله عليه وسلم إذ بكوا حين رأوه بكى
(7) – قوله (ألا تسمعون) كأنه رد على من استغرب بكاء النبي صلى الله عليه وسلم
(8) – قوله (ولكن يعذب بهذا وأشار إلى لسانه) أي إذا تسخط واعترض على قضاء الله تعالى.
(9) – قوله: (“أو يرحم”) أي: إن لم ينفذ
الوعيد في ذلك، وإذا قَالَ خيرًا واستسلم للقضاء. فقال إنا لله وإنا إليه راجعون، فالرحمة أحد العدلين كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه
(10) – قوله (وإن الميت يعذب ببكاء أهله عليه) قد سبق شرحه وذكر البخاري أن ذلك فيما إذا كان النوح من سنته
(11) – قوله (وكان عمر رضي الله عنه يضرب فيه بالعصا ويرمي بالحجارة ويحثي بالتراب) أي بالإسناد الموصول ولعله كان في خلافته
(12) – فيه ما كان عليه الصحابة من
شدة العيش وخاصة المهاجرون منهم
(13) – فيه زيارة الأئمة وأهل الفضل
المرضى، وحضه على ذلك أصحابه قال القاضي عياض كما في إكمال المعلم
(14) – فيه السؤال للحاضرين عن أحوالهم قاله القاضي عياض
(15) – فيه حضور الناس عند من احتضر … وبخاصة آله وقرابته.
(16) – فيه رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه
(17) – قوله (أصبغ) هو ابن الفرج المصري تابعه يونس بن عبد الأعلى الصدفي وعمرو بن سواد العامري كما عند مسلم 924 وتابعه أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى المصري كما عند ابن حبان في صحيحه 3159 تابعه حرملة بن حرملة كما عند أبي نعيم في مستخرجه على صحيح مسلم 3065 تابعه عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ أخرجه البيهقي في شعب الإيمان 9686.
(18) – قوله (أخبرني عمرو) هو ابن الحارث صرح به مسلم في صحيحه 924 تابعه عمارة يعني بن غزية عن سعيد به أخرجه مسلم في صحيحه 925
(19) – قال ابن مندة كما في مجالس من أماليه 138: غريب صحيح من حديث عمرو بن الحارث، تفرد به ابن وهب
——–
فوائد باب البكاء عند المريض:
فيه جواز البكاء عند المريض، وليس ذلك من الجفاء عليه والتقريع له، وإنما هو إشفاق عليه، ورقة وحرقة لحاله. وسيأتي نقل كلام للعثيمين فيه تفصيل طيب.
فيه أنه لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب، وإنما يعذب بالقول السيئ ودعوى الجاهلية.
قوله: (ويحثي التراب)، تأسي عمر بقوله – صلى الله عليه وسلم – في نساء جعفر: “احث في أفواههن التراب” وقد سبق في باب: “من جلس عند المصيبة”.
فيه استحباب عيادة الفاضل المفضول
فيه مشروعية عيادة المريض جماعة لأن النبي صلى الله عليه وسلم زار سعد بن عبادة في جماعة من أصحابه.
وفيه النهي عن المنكر وبيان الوعيد عليه.
وفيه جواز اتباع القوم للباكي في بكائه.
——-
– فيه حقوق المرضى
– فيه ملازمة هؤلاء الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم حتى فتح الله عزوجل عليهم فصاروا من أهل الفضل والعلم.
– هناك روايات استدلّ بها البعض على جواز البكاء قبل الموت لا بعده، جاءت بألفاظ متقاربة في معناها من كون البكاء محرماً بعد الموت.
منها: ما جاء عن عبد الله بن عمير، عن جَبْر: (أنه دخل مع النبي (صلى الله عليه وآله) على ميت فبكى النساء، فقال جبرٌ: أتبكين؟ لا تبكين ما دام رسول الله (صلى الله عليه وآله) جالساً.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (دعهن يبكين ما دام بينهن، فإذا وجب فلا تبكينَّ عليه باكية).
ويحمل هذا الحديث على رفع الصوت عالياً وخمش الوجوه، لأن النبي (صلى الله عليه وآله) لما بكى وقال عبد الرحمن: أولم تكن نهيت عن البكاء؟ قال: (لا ولكن نهيت عن صوتين فاجرين: صوت عند مصيبة خمش وجوه وشق جيوب، ورنّة شيطان).
– لم يقتصر ذرف الدمع على فراق فلذات الأكباد إبراهيم وبناته. وعمه حمزة، وإنما ذرفت عيونه، صلى الله عليه وسلم، رحمة لبعض أصحابه، كسعد بن عباده. وقواده الثلاثه. وغيرهم.
فسجلت السيرة مواقف بكى فيها النبي صلى الله عليه وسلم. على فقد حبيب أو صاحب أو خوف نزول عذاب كما حصل عند أخذهم الفداء ونزول العذاب دون الشجرة. وتضرعه … لله في سجوده
– أكثر من جمع في قصص البكاء هم الشيعة لكن أكثرها كذب لنشر بدعهم. خاصة بدعة النوح وضرب الجسد في عاشوراء حتى تسيل الدماء.
وهذا مع كونه بدعه فيه ضرر على الجسد.
– رحمة البشر، فعن عُمَرَ بن الْخَطَّابِ، رضي الله عنه في قصة المرأة في السبي تبحث عن ابنها. …. : (فقال صلى الله عليه وسلم: لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ من هذه بِوَلَدِهَا) (صحيح البخاري)
– عن أبي هُرَيْرَةَ، قال: (سمعت رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، يقول: جَعَلَ الله الرَّحْمَةَ في مِائَةَ جُزْءٍ … ) (صحيح البخاري)
– اعتدال النبي صلى الله عليه وسلم في أخلاقه وكمال صفاته البشرية في فرحه وحزنه وغضبه وعفوه وعبادته ورحمته … قال سبحانه {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.
– مما ذكر في القرآن بكاء يعقوب عليه السلام. فالبكاء صفة كمال إنما يمنع اذا صاحبه عويل ونياحه وشق وحلق.
– الدنيا دار الأمراض ولا تنفك من أمراض وأحزان، ولولا أن الدنيا دار ابتلاء لم يضيق فيها العيش على الأنبياء والأخيار.
– الناس يختلفون في استقبال المصائب والرزايا، فمنهم من يستقبل ذلك بالتسخط والجزع والشكوى إلى الناس، وهؤلاء شر المنازل، ومنهم من يصبر، ويصابر، ويرضى، ويستسلم، ويشكو همه إلى الله، فإذا إرتقى لدرجة الشاكرين فهؤلاء بخير المنازل.
– السلوة في المصائب بالأنبياء والصالحين:
الأنبياء والرسل خير خلق الله، وأحب الناس إلى الله؛ نزل بهم البلاء، واشتد بهم الكرب، فلجئوا إلى الله، وتضرعوا إليه بالدعاء، والافتقار لرب الأرض والسماء، قال تعالى: (وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ * وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيم) سورة الصافات: 75 – 76. وقال تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ * فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ) سورة القمر:10 – 11.
وإبراهيم عليه السلام يشكو إلى ربه أن أهله بواد قحط مجدب ليس به ماء ولا طعام: رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ سورة إبراهيم:37، فاستجاب الله دعاءه.
وهذا أيوب عليه السلام ابتلاه الله بالمرض ثمانية عشر عاماً كما جاء في الحديث الصحيح
وذا النون في بطن الحوت. نادى ربه فأنجاه من الغم.
– ويعقوب عليه السلام يقول: (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) سورة يوسف:86، فاستجاب الله دعاءه، ورد عليه يوسف وأخاه، فيعقوب عليه السلام ما زال يبكي ويبكي ويدعو ويدعو حتى ذهب بصره من الحزن. وكل هذا تضرع إلى الله ومسكنه. فرحمه ربه فرد إليه ابنيه ورد إليه بصره
– قال ابن القيم رحمه الله: “فالله يبتلي عبده ليسمع تضرعه.
– وقال رحمه الله: “وأحب ما إلى الله انكسار قلب عبده بين يديه، وتذله له، وإظهار ضعفه، وعجزه، وقلة صبره، فاحذر كل الحذر من إظهار التجلد عليه، وعليك بالتضرع والتمسكن، وإبداء العجز، والفاقة، والذل، والضعف إليه، فرحمته أقرب إلى هذا القلب من اليد إلى الفم
قال شيخ الإسلام رحمه الله: “وكلما قوي طمع العبد في فضل الله ورحمته ورجائه لقضاء حاجته، ودفع ضرورته؛ قويت عبوديته له، وحريته مما سواه، وانعتق من الخلق، فكما أن طمعه في المخلوق يوجب عبوديته له فيأسه منه يوجب غنى قلبه عنه، فكذلك طمع العبد في ربه، ورجاؤه له يوجب عبوديته له، وإعراض قلبه عن الطلب من غير الله، والرجاء له يوجب انصراف قلبه عن العبودية لله.
وهؤلاء الصحابة الكرام والصالحين ابتلوا بأنواع البلاء فصبروا ورضوا وشكروا.
الشكوى للطبيب جائزة:
– قال ابن القيم رحمه الله: “والفرق بين الإخبار بالحال، وبين الشكوى، وإن اشتبهت صورتهما: أن الإخبار بالحال يقصد المخبر به قصداً صحيحاً، وهو أن يسأل شخصاً قادراً على فعل شيء أن يفعله كالطبيب يصف له دواء.
ثم قال: أما الشكوى إلى الله سبحانه وتعالى، فليست هي شكوى مذمومة، بل استعطاف، وتملق، واسترحام له، فالشكوى إلى الله سبحانه لا تنافي الصبر بوجه.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل على المريض يسأله عن حاله ويقول: (كيف تجدك)،وهذا استخبار منه واستعلام بحاله، فلو كان إخبار المريض عما به حراماً ما سأله النبي عليه الصلاة والسلام
– طلبوا من أبيهم يعقوب أن يكف، قال: (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ) سورة يوسف:86 ليس إليكم، فأنتم عاجزون، وأنتم محتاجون، وهو الذي قال: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) سورة يوسف:18، فلا تنافي بين الصبر الجميل والشكوى إلى الله.
أما إذا اشتمل إخبار المخلوقين بندب الحظ، والتشكي من القضاء والقدر، فهذه مصيبة، فلا بد من التفريق بين الحالين.
– بكى عمر رضي الله عنه في صلاة الفجر حتى سمع نشيجه من آخر الصفوف لما قرأ هذه الآية: (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ) سورة يوسف:86، فلو ظهر على العبد بكاء، أو ضعف نتيجة الشكوى إلى الله فهذا لا يضر فهذا طبيعي أن يظهر عليه انزعاج، أو تغير، لكن هو ليس في وارد الالتجاء إلى المخلوقين، ولكنه يلتجئ إلى الله؛ ولذلك من قواعد القضية في الفرق بين الإخبار والشكوى: أن إخبار المخلوق عما يقدر أن يساعد فيه لا يلغي التوكل على الله، بل يتعامل مع المخلوق على أنه مجرد سبب، وأما المسبب والركن الركين والأصل الذي يلتجئ إليه ويتوكل عليه ويفوض أمره إليه هو الله عز وجل، فهذا من الفروق المهمة أيضاً، أن المخلوق مجرد سبب إن أراد الله نفع السبب، وإن لم يرد لم تستفد منه شيئاً، ومن جرد قلبه لله، عرف من الفروق ما يستطيع أن يتعامل به مع الواقع دون أن يخل بتوحيده لله.
قال ابن القيم في عدة الصابرين ورجح جواز البكاء حتى بعد الموت خلافا لمن منع:
ويدل على ذلك أن نصوص الإباحة أكثرها متأخرة عن غزوة أحد؛ منها حديث أبى هريرة إذ اسلامه وصحبته كانا في السنة السابعة، ومنها البكاء على جعفر وأصحابه وكان استشهادهم في السنة الثامنة، ومنها البكاء على زينب وكان موتها في السنة الثامنة أيضا، ومنها البكاء على سعد بن معاذ وكان موته في الخامسة، ومنها البكاء عند قبر أمه وكان عام الفتح في الثامنة
وقولهم: إنما جاز قبل الموت حذرا بخلاف ما بعد الموت جوابه أن الباكى قبل الموت يبكى حزنا وحزنه بعد الموت أشد فهو أولى برخصة البكاء من الحالة التى يرجى فيها وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك بقوله: “تدمع العين …..
وأما دعوى النسخ في حديث حمزة فلا يصح إذ معناه لا يبكين على هالك بعد اليوم من قتلى أحد.
قلت سيف بن دورة:
وحديث جابر: إذا رفع فلا تبكين عليه باكيه: استدل به على جوازه قبل الموت:
والفرق بين ما قبل الموت وبعده أنه قبل الموت يرجى فيكون البكاء عليه حذرا فاذا مات انقطع الرجاء وأبرم القضاء فلا ينفع البكاء.
وتعقب أن المقصود شدة البكاء بدون نياحة.
وسبق الكلام عليه في شرح حديث: ليس منا من ضرب الخدود. ….
– لا يتكلم عند المريض إلا صاحب علم وعقل يطمئنه ويبشره.
ومن ذلك
ما في الصحيحين: عن ابن أبي مليكة قال سمعت بن عباس يقول وضع عمر بن الخطاب على سريره فتكنفه الناس يدعون ويثنون ويصلون عليه قبل أن يرفع وأنا فيهم قال فلم يرعني إلا برجل قد أخذ بمنكبي من ورائي فالتفت إليه فإذا هو علي فترحم على عمر وقال ما خلفت أحدا أحب الي أن ألقى الله بمثل عمله منك وأيم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك وذاك أني كنت أكثر أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول جئت أنا وأبو بكر وعمر ودخلت أنا وأبو بكر وعمر وخرجت أنا وأبو بكر وعمر فإن كنت لأرجو أو لأظن أن يجعلك الله معهما
قال صاحبنا أبوصالح حازم: وكذلك قول ابن عباس لعائشة رضي الله عنهم:
أبشري، فوالله ما بينك وبين أن تفارقي كل نصب، وتلقي محمدا صلى الله عليه وسلم والأحبة، إلا أن تفارق روحك جسدك
وفي رواية: قال القاسم بن محمد: اشتكت عائشة، فجاء ابن عباس، فقال: يا أم المؤمنين، تقدمين على فرط صدق على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أبي بكر رضي الله عنه.
وقصص تثبيت رب العزة للمرضى والمحتضرين من كلامهم أو كلام من حضر عندهم أو تلقينهم الشهادة كثيرة.
فلتراجع في كتب التراجم.
——
باب البكاء عند المريض
قال العثيمين:
– البكاء عند المريض ينقسم قسمين:
1 – أن يكون المريض لا يشعر بالبكاء كالمغشي عليه فهذا لا بأس به ولا محظور فيه.
2 – أن يكون المريض يشعر بالبكاء فهنا يجب على الإنسان أن يتصبر وألا يظهر أنه يبكي لأنه لو فعل هذا فإن المريض سيزداد حزنا ومرضا، لأن المريض ضعفت نفسه فيزعجه كل شيء،، والمقصود من عيادة المريض هو تقويته وتسليته وتوجيهه بما ينبغي أن يوجه إليه.
– فيه دليل على أن الميت يشعر بذلك ـ أي ببكاء أهله ـ إذا بكوا عليه وأنه يتعذب من هذا ولكنه لا يعاقب عليه.
وهذا في البكاء المتكلف أو الزائد عما ينبغي، أما ما تقتضيه الطبيعة فإن اهقة هز وجل أرحم من يعذب الميت ببكاء أهله الذي تقتضيه الطبيعة، لأن هذا لا يكاد يسلم منه أحد. اهـ
في الحديث مشروعية عيادة المريض.
——–
———
===============
كتاب الجنائز
باب ما ينهى من النوح والبكاء والزجر عن ذلك
1305 – حدثنا محمد بن عبد الله بن حوشب حدثنا عبد الوهاب حدثنا يحيى بن سعيد قال أخبرتني عمرة قالت سمعت عائشة رضي الله عنها تقول لما جاء قتل زيد بن حارثة وجعفر وعبد الله بن رواحة جلس النبي صلى الله عليه وسلم يعرف فيه الحزن وأنا أطلع من شق الباب فأتاه رجل فقال يا رسول الله إن نساء جعفر وذكر بكاءهن فأمره بأن ينهاهن فذهب الرجل ثم أتى فقال قد نهيتهن وذكر أنهن لم يطعنه فأمره الثانية أن ينهاهن فذهب ثم أتى فقال والله لقد غلبنني أو غلبننا الشك من محمد بن حوشب فزعمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فاحث في أفواههن التراب فقلت أرغم الله أنفك فوالله ما أنت بفاعل وما تركت رسول الله صلى الله عليه وسلم من العناء
1306 – حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا حماد بن زيد حدثنا أيوب عن محمد عن أم عطية رضي الله عنها قالت أخذ علينا النبي صلى الله عليه وسلم عند البيعة أن لا ننوح فما وفت منا امرأة غير خمس نسوة أم سليم وأم العلاء وابنة أبي سبرة امرأة معاذ وامرأتين أو ابنة أبي سبرة وامرأة معاذ وامرأة أخرى
—-‘——
فوائد الباب:
1 – حديث عائشة سبق في باب من جلس عند المصيبة يعرف فيه الحزن.
2 – موضع الشاهد منه قوله (وذكر بكاءهن فأمره بأن ينهاهن) أي البكاء مصحوب بما نهى الله عنه.
3 – حديث أم عطية أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود مختصرا جدا، والنسائي.
4 – قوله (عند البيعة) أي مع البيعة كما في رواية عند الشيخين من طريق حفصة.
5 – وعند مسلم في رواية لما نزلت هذه الآيه (يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئاً ولا يعصينك في معروف) سورة الممتحنة قالت كان منه النياحة.
6 – وفي الحديث: “النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب ” رواه مسلم 934
7 – “فيه دليل على تحريم النوح وشدته، والمعنى فى ذلك لأنه يستجلب الحزن، ويصد عن الصبر الذى أمر الله به وحض عليه نبيه” قاله القاضي عياض في إكمال المعلم.
8 – فيه أن النوح بدعوى الجاهلية محرم، لأنه لم يقع فى البيعة شاء غير فرض قاله ابن بطال في شرحه.
9 – وقول أم عطية هذا عندى – والله أعلم – أنه لم يف ممن بايع معها على ذلك فى الوقت الذى بايعت فيه على التمام والكمال.
10 – … حديث أم عطية فما وفت منا غير خمس نسوة أم سليم وأم العلاء وابنة أبي سبرة وامرأتان أو امرأة معاذ وامرأة أخرى وفي الدلائل لأبي موسى وأم معاذ فقيل هو تصحيف وليس كذلك بل ثبت في الطبقات لابن سعد أم معاذ وامرأة معاذ معا وابنة أبي سبرة لم تسم وكذا امرأة معاذ وقيل هي هي قاله الحافظ في الفتح.
——–‘———–
باب ما ينهى من النوح والبكاء والزجر عن ذلك
1. قال الزين بن المنير: عطف الزجر على النهيّ للإِشارة إلى المؤاخذة الواقعة في الحديث، بقوله “فاحث في أفواههنّ التراب”.
2. النوح حرام بالإجماع؛ لأنه جاهلي وكان – صلى الله عليه وسلم – يشترط على النساء في مبايعتهن على الإسلام أن لا ينحن، قاله ابن الملقن.
- قال ابن حجر: “والظاهر أن رواية: “وامرأة معاذ” أصح، لأن امرأة معاذ أم عمرو بنت خلاد بن عمرو السلمية، فابنة أبي سبرة غيرها، واسمها أم كلثوم”.
4. قوله: (وامرأة أخرى): هي “هند بنت سهل الجهنية” أم معاذ بن جبل.
5. قال الحافظ: وفي حديث أم عطية مصداق ما وصفه النبي – صلى الله عليه وسلم – بأنهن ناقصات عقل ودين.
6. فيه فضيلة ظاهرة للنسوة المذكورات
7. قوله: ونهانا عن النياحة، في رواية مسلم عن أم عطية قالت: “لما نزلت هذه الآية {يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا. وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} كان منه النياحة”
8. البكاء الذي نهي عنه هو البكاء الذي فيه رفع الصوت وفيه نياحة
9. حديث أم عطية: أخرجه الشيخان والنسائي.
========
رياح المسك
باب ما ينهى من النوح والبكاء والزجر عن ذلك
حديث 1305 سبقت فوائده عند حديث 12991306: قال القرطبي في المفهم وقول أم عطية رضي الله عنها: ” أخذ علينا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ألا ننوح “، دليل على تحريم النياحة، وتشديد المنع فيها؛ لأنها تستجلب الحزن، وتصد عن الصبر المحمود. اهـ
قال العباد في شرح سنن أبي داود:
وفيه: (أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخذ علينا عند البيعة ألا ننوح)؛ وإنما أخذ ذلك عليهن لأن الغالب أنه يحصل منهن لشدة جزعهن، وأنهن لا يملكن أنفسهن كما يملكها الرجال، ولهذا منع النساء من اتباع الجنائز، وكذلك من زيارة القبور؛ لأن ذلك قد يكون سبباً في نياحتهن. اهـقال البسام في توضيح الأحكام:
ما يؤخذ من هذه الأحاديث:
1 – الحديثان رقم (483، 484): يدلان على تحريم النياحة: التي هي رفع الصوت، بتعديد شمائل الميت، ومحاسن أفعاله؛ فإنَّ هذه عادة جاهلية قضى عليها الإسلام وحرمها.
2 – دليل تحريم النياحة: لعن النائحة، فإنَّ اللَّعن لا يكون إلاَّ في كبيرة من كبائر الذنوب.
3 – مثل النياحة: شق الثوب، ولطم الخد، ونتف الشعر، ونحو ذلك؛ لِما في البخاري (3519) ومسلم (103) أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قَال: “لَيس مِنَّا مَنْ لطَمَ الخدود، وشقَّ الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية” دعوى الجاهلية هي الندب والنياحة.
4 – والحكمة في النهي عن ذلك: ما فيه من إظهار الجزع والتسخط، وعدم الصبر الواجب على قَدَر الله تعالى وقضائه.
أما الرضا بقضاء الله تعالى: فلا يجب، وإنَّما يستحب، ومنهم من قال بوجوبه.
قال شيخ الإسلام: الصبر واجب إجماعًا.
6 – قال الشيخ: الثواب في المصائب على الصبر عليها، لا على المصيبة نفسها، فإنَّها ليست من كسب ابن آدم.
والصبر شرعاً: هو حبس النفس عن الجزع، وحبس اللسان عن التشكي، والجوارح عن لطم الخد، وشق الثوب ونحوها، وهو خُلق فاضل يدل على صلاح العبد، وصلابته في دينه، قال تعالى: {يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10)} [الزمر].
وجاء مدح الصبر والصابرين في أكثر من ثمانين موضعاً في القرآن الكريم. اهـ
—‘—
– قوله (فما وفت منا) قال ابن حجر: يعني بترك النوح. وأم سليم هي بنت ملحان. وأم العلاء تقدم ذكرها في ثالث باب من كتاب الجنائز، وابنة أبي سبرة بفتح المهملة وسكون الموحدة، وأما قوله أو ابنة أبي سبرة وامرأة معاذ فهو شك من أحد رواته هل ابنة أبي سبرة هي امرأة معاذ أو غيرها. والذي يظهر لي أن الرواية بواو العطف أصح لأن امرأة معاذ هو ابن جبل هي أم عمرو بنت خلاد بن عمرو السلمية ذكرها ابن سعد، فعلى هذا فابنة أبي سبرة غيرها. ووقع في الدلائل لأبي موسى المستغفري من طريق حفصة عن أم عطية (وأم معاذ) بدل وامرأة معاذ وكذا في رواية عارم، لكن لفظه (أو معاذ بنت أبي سبرة) وفي الطبراني من رواية ابن عون عن ابن سيرين عن أم عطية: فما وفت غير أم سليم وأم كلثوم وامرأة معاذ بن أبي سبرة. كذا والصواب ما في الصحيح امرأة معاذ وبنت أبي سبرة. ولعل بنت أبي سبرة يقال لها أم كلثوم، وإن كانت الرواية التي فيها أم معاذ محفوظة فلعلها أم معاذ معاذ بن جبل وهي هند بنت سهل الجهنية ذكرها ابن سعد أيضا وعرف بمجموع هذه النسوة الخمس وهي أم سليم وأم العلاء وأم كلثوم وأم عمرو وهند إن كانت الرواية محفوظة. وإلا فيختلج في خاطري أن الخامسة هي أم عطية راوية الحديث ففي رواية عاصم عن حفصة عن أم عطية بلفظ: فما وفت غيري وغير أم سليم. أخرجه الطبراني أيضا ثم وجدت ما يرده وهو ما أخرجه إسحاق بن راهوية من طريق هشام بن حسان عن حفصة عن أم عطية قالت: كان فيما أخذ علينا أن لا ننوح. الحديث، فزاد في آخره: وكانت لا تعد نفسها لانها لما كان يوم الحرة لم تزل النساء بها حتى قامت معهن فكانت لا تعد نفسها. ويجمع بأنها تركت عد نفسها من يوم الحرة. انتهى من الفتح. وتكلم في التلخيص وهدي الساري لكنه في الفتح هنا توسع
ورواية عارم هي عند الطبراني بإسناد صحيح. لكن فيها بعض الاختلاف عما ذكره ابن حجر.
وكذلك نحتاج تتبع بقيت الروايات في ذكر المرأة المبهمة.
– كان النبي صلى الله عليه وسلم يجدد هذه البيعة: أقبل يشقهم حتى أتى النساء مع بلال فقال: ({يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على ألا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن} –
– في جواب للجنة الدائمة:
ج2: لا تجوز النياحة ولا الندب، والندب هو: تعداد محاسن
الميت، ومما يدل على التحريم حديث أبي سعيد رضي الله عنه قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم النائحة والمستمعة، أخرجه أبو داود، والنوح هو رفع الصوت بتعديد شمائل الميت ومحاسن أفعاله، وعن أم عطية رضي الله عنها قالت: أخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا ننوح متفق عليه.
والحديثان دالان على تحريم النياحة وتحريم استماعها، إذ لا يكون اللعن إلا على محرم، وفي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية، وفيهما أيضًا: من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أنا بريء ممن حلق وسلق وخرق، والحلق: حلق الشعر عند
المصيبة، والسلق: رفع الصوت بالبكاء عند المصيبة، والخرق: خرق الثياب عند المصيبة، ومثل ذلك شقها، وفي الباب غير ذلك.
– النياحة من أمر الجاهلية:
عن أبي مالك الإشعري ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب و الطعن في الأنساب و الاستسقاء بالنجوم و النياحة و قال: النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة و عليها سربال من قطران و درع من جرب] انفرد باخراجه مسلم
– التعاهد بالنصح وان النياحة من الشيطان: وعن عبيد بن عمير عن أم سلمة قالت: لما مات أبو سلمة قلت: غريب و في أرض غريبة لأبكينه بكاء يتحدث عنه فكنت قد تهيات للبكاء عليه إذا أقبلت امرأة من الصعيد تريد أن تسعدني فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال: أتريدين أن يدخل الشيطان بيتا أخرجه الله منه مرتين؟] فكففت عن البكاء فلم أبك انفرد بإخراجه مسلم
النياحة من الكبائر:
عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: النياحة على الميت من أمر الجاهلية فإن النائحة إذا لم تتب قبل أن تموت فإنها تبعث يوم القيامة عليها سربال من قطران ثم يعلى عليها بدرع من لهب النار] رواه ابن ماجة من رواية عمر بن راشد اليمامي و قد ضعفه غير واحد و قد روي في صحيح مسلم بأتم من هذا وأبين
[وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن الخامشة وجهها و الشاقة ثوبها و الداعية بالويل و الثبور] رواه ابن ماجة و الثبور: الهلاك ومنه قوله تعالى: {دعوا هنالك ثبورا} أي صاحوا: وا هلاكاه
[و عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم النائحة و المستمعة] رواه أبو داود
– في الحديث من الفولئد أيضا معرفة النساء المجهولات وأفرد بالتأليف في كتب مستقلة.
– أجاب ابن القيم عن سكوت النبي صلى الله عليه وسلم عن المرأة التي أرادة إسعاد فلانة اسعدتها يعني تنوح معها كما ناحت هي معها في مصيبتها.
وسبق نقله في أبواب سابقه
——
– زيارة المريض على أي حال من قلة الثياب والنعال.
– فيه ما كان عليه الصحابة من شدة العيش وقلة اللباس خاصة المهاجرين.