38.حاشية على أحاديث معلة ظاهرها الصحة
المؤلف: أبي عبدالرحمن مقبل بن هادي الوادعي
جمع صاحبنا المصري
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
————–‘———–‘——-
أحاديث معلة ظاهرها الصحة
38 – قال الإمام محمد بن يزيد بن ماجه رحمه الله (ج2ص900): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَتْ عَامَّةُ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ وَهُوَ يُغَرْغِرُ بِنَفْسِهِ الصَّلَاةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم.
إذا نظرت إلى هذا السند وجدتهم رجال الصحيح ولكن رواية سليمان بن طرخان التيمى عن قتادة فيها ضعف قال الحافظ ابن رجب في “شرح علل الحديث للترمذي” (ج2ص631) قال أبو بكر بن الأثرم في كتاب “الناسخ والمنسوخ” كان التيمى من أصحاب قتادة ولكن كان لا يقوم بحديث قتادة وقال أيضاً: لم يكن التيمى من الحفاظ من أصحاب قتادة – وذكر له أحاديث وهم فيها عن قتادة منها هذا – قال وإنما رواه قتادة عن أبى الخليل عن سفينة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قال وهذا خطأٌ فاحشٌ أهـ يعنى روايته عن أنس.
قال أبو عبد الرحمن ورواية قتادة عن أبى الخليل وهو صالح بن أبى مريم الضبعي عن سفينة ضعيفة، لأنها منقطعة ففي “تهذيب التهذيب” في ترجمة صالح بن أبى خليل: وأرسل عن أبى قتادة وأبى موسى وأبي سعيد وسفينة مولى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ.
518 – قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج2ص880): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ عَنْ سَفِينَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ الصَّلَاةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَمَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى مَا يَفِيضُ بِهَا لِسَانُهُ).
قال البوصيري في”مصباح الزجاجة” (ج2ص51): هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، فقد احتجا بجميع رواته ثم ذكر مخرجيه.
قال أبو عبد الرحمن: الحديث منقطع، ففي “تهذيب التهذيب” في ترجمة صالح بن أبي مريم أبي خليل انه أرسل عن سفينة.
========
حاشية:
روى هذا الحديث أم سلمة، وسفينة، وأنس بن مالك. وعلي بن ابي طالب
وأما حديث أنس بن مالك فروي من طريق سليمان بن طرخان واختلف على سليمان
ـ قال أَبو عبد الرَّحمَن النَّسَائي: سليمان التيمي لم يسمع هذا الحديث من أنس.
ـ قال ابن أبي حاتم: سألت أبي، وأَبا زُرعَة، عن حديث؛ رواه المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن قتادة، عن أَنس، قال: كانت عامة وصية رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم حين حضره الموت: الصلاة، وما ملكت أيمانكم.
قال أبي: نرى أن هذا خطأ؛ والصحيح حديث همام، عن قتادة، عن صالح أبي الخليل، عن سفينة، عن أم سلمة، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم.
وقال أَبو زُرعَة: رواه سعيد بن أبي عَروبَة، فقال: عن قتادة، عن سفينة، عن أم سلمة، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم.
وقال: وابن أبي عَروبَة أحفظ، وحديث همام أشبه، زاد همام رجلا. «علل الحديث» (300).
ـ وقال الدارقُطني: يرويه قتادة، واختلف عنه؛
فرواه ابن أبي عَروبَة، وأَبو عَوانة، عن قتادة، عن سفينة، عن أم سلمة.
وخالفهما همام، رواه عن قتادة، عن صالح أبي الخليل، عن سفينة، عن أم سلمة.
وخالفهم سليمان التيمي، رواه عن قتادة، عن أَنس.
ولم يتابع همام على قوله: عن أبي الخليل.
وحديث التيمي، عن قتادة، عن أَنس غير محفوظ.
وقيل: عن التيمي، عن أَنس.
قيل له: هذا سفينة هو الصحابي؟ قال: نعم. «العلل» (3952).
ـ وقال الدارقُطني أيضا: يرويه سليمان التيمي، واختلف عنه؛
فرواه معاذ، ومعتمر، وأَبو شهاب، وجرير، وعيسى بن يونس، وأسباط، وزهير، واختلف عنه، عن سليمان التيمي، عن قتادة، عن أَنس.
وقيل: عن زهير، عن سليمان التيمي، عن أَنس.
واختلف عن الثوري؛ فرواه أَبو أحمد الزبيري، واختلف عنه، فقال هذا.
وقال وكيع، وأَبو داود الحفري: عن الثوري ….
واختلف في هذا الحديث على قتادة؛
فرواه سعيد بن أبي عَروبَة، وأَبو عَوانة، عن قتادة، عن سفينة، عن أم سلمة.
وقال همام: عن قتادة، عن أبي الخليل، عن سفينة، عن أم سلمة، وهذا أصح. «العلل» (2522).
ـ رواه همام، عن قتادة، عن صالح أبي الخليل، عن سفينة، عن أم سلمة.
ورواه سعيد بن أبي عَروبَة، عن قتادة، عن سفينة، عن أم سلمة.
وأما حديث أم سلمة.
ـ قال أَبو عبد الرَّحمَن النَّسَائي: قتادة لم يسمعه من سفينة.
صالح أبو الخليل عن سفينة مرسل.
ـ وقال المزي: سفينة، أَبو عبد الرحمن، مولى رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم، روى عنه صالح أَبو الخليل، ولم يسمع منه. «تهذيب الكمال» 11/ 204.
ـ وقال ابن حجر: قتادة بن دعامة، أرسل عن سفينة. «تهذيب التهذيب» 8/ 351.
• ورواه وكيع عن سفيان عن سليمان التيمي عمن سمع أنس بن مالك.
أخرجه ابن سعد (2/ 253) والطحاوي (3201)
قال البزار: لا أعلم أحدا تابع التيمي، وإنما رواه غيره عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن سفينة عن أم سلمة” النكت الظراف 1/ 320
فأما حديث سفينة فروي من طريق قتادة عن سفينة. وهو منقطع
فانظر تعليقانا على حديث أنس وحديث ام سلمة لزاما.
– وأما حديث ((علي)) فله عنه طريقان: روي من طريق أم موسى، ونعيم بن يزيد عن علي.
المغيرة ابن مِقسم الضبي ((ثقة)) إلا أنه يدلس، ولم يذكر سماعا من أم موسى
وأم موسى وثقها العجلي، وقال الدارقطني: حديثها مستقيم يخرج حديثها اعتبارا، وقال الطبري: مجهولة لم يرو عنها إلا المغيرة بن مقسم، وذكرها الذهبي في “الميزان” في المجهولات وقال: تفرد عنها مغيرة بن مقسم.
ـ قال البرقاني: سألت الدارقُطني عن أم موسى، عن علي، حديثها مستقيم؟ فقال: هي سرية لعلي، يخرج حديثها اعتبارا. «سؤالاته» (589).
الطريق الثاني: يرويه عمر بن الفضل العبدي عن نعيم بن يزيد عن علي
وإسناده ضعيف، نعيم بن يزيد مجهول ما روى عنه سوى عمر بن الفضل قال أبو حاتم: مجهول. لسان الميزان: (9/ 437)
وانظر (ميزان الاعتدال 4/ 271 – تهذيب التهذيب 10/ 468 – تقريب التهذيب)
وله شواهد من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب،
وحديث قتادة بن دعامة،
وحديث أبي رافع القبطي
فأما حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، أخرجه الطبراني في “الكبير” (13/ 138) برقم: (13812)
إسناد شديد الضعف فيه عبيد الله بن الوليد الوصافي وهو متروك الحديث، قال ابو حاتم أحاديث الوصافي عن محارب مناكير
علل الحديث: (2/ 365)
وأما حديث قتادة بن دعامة، أخرجه عبد الرزاق في “مصنفه” (5/ 428) برقم: (9754) إسناد ضعيف للإرسال.
وأما حديث أبي رافع القبطي، أخرجه البزار في “مسنده” (9/ 329) برقم: (3886)
إسناد ضعيف فيه غسان بن عبيد الأزدي وهو ضعيف الحديث، ويوسف بن نافع بن عبد الله وهو مجهول
قال الهيثمى (1/ 293): فيه غسان بن عبد الله، ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات.