307 -التعليق على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان رحمه الله ووالديهم ووالدينا)
——–‘——-‘——-
مسند أحمد:
20005 – حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَرْبٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، أَنَّ أَبَا قِلَابَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا الْمُهَلَّبِ حَدَّثَهُ، أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” إِنَّ أَخَاكُمْ النَّجَاشِيَّ تُوُفِّيَ فَصَلُّوا عَلَيْهِ ” قَالَ: فَصَفَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَفَفْنَا خَلْفَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ، وَمَا نَحْسِبُ الْجِنَازَةَ إِلَّا مَوْضُوعَةً بَيْنَ يَدَيْهِ
قلت سيف بن دورة: على شرط الذيل على الصحيح المسند (؛ قسم الزيادات على الصحيحين).
الحديث في صحيح مسلم 953 من طريق أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن أخا لكم قد مات، فقوموا فصلوا عليه) يعني النجاشي، وفي رواية زهير (إن اخاكم) وقبل ذلك أخرجه عن جابر وراجع للتوسع في طرقه الإرواء للألباني.
المهم هنا زيادات
وورد من طريق بشر بن المفضل حدثنا يونس عن محمد بن سيرين عن أبي المهلب عن عمران مرفوعاً وفيه (وصلينا عليه كما يصلى على الميت) أخرجه النسائي والبزار 3583 وقال: وهذا أحسنها طريقا عن عمران بن حصين
———–
الصلاة على الغائب
مفهوم هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي صلاة الغائب، و فيه حجة على من أجاز الصلاة على الغائب و هناك خلاف على اقوال ..
القول الاول: لا تشرع مطلقا و هو قول الحنفية و المالكية.
القول الثاني: تشرع مطلقا و هو قول جمهور أهل العلم و إليه ذهب الشافعي و الحنابلة.
القول الثالث: هو التفصيل
فأما القول الاول: مخالف لفعل النبي عليه الصلاة والسلام من الصلاة على الغائب كما تقدم في الحديث.
وأما القول الثاني: فقولهم ليس بصواب أنها تشرع مطلقا، وفي زمنه كثير من الأموات لم ينقل عنه أنه صلى على غائب بخلاف ما يفعل اليوم يصلون صلاة الغائب و لو صلي عليه في مكان آخر!.
قال ابن تيمية: فهذه السنةُ ثبتَتْ، ولم يُنقَلْ عن النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أنه صلَّى على غائب غيره. [جامع المسائل: 4/ 175].
قال ابن القيم: ولم يكن من هديه وسنته – صلى الله عليه وسلم – الصلاة على كل ميت غائب، فقد مات خلق كثير من المسلمين وهم غيب. [زاد المعاد: 1/ 500].
قال العلامة الأتيوبي في ” شرح المجتبى” (19/ 181): فقد ذُكر أنه – صلى اللَّه عليه وسلم – صلى على ثلاثة غير النجاشيّ، معاوية بن معاوية المزنيّ، وزيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب، لكنها كلها لم تثبت ..
القول الثالث: التفصيل و هو الحق إن شاء الله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الصواب أن الغائب إن مات ببلد لم يصل عليه فيه، صلي عليه صلاة الغائب، كما صلى النبي – صلى الله عليه وسلم – على النجاشي، لأنه مات بين الكفار ولم يصل عليه، وإن صلي عليه حيث مات، لم يصل عليه صلاة الغائب؛ لأن الفرض قد سقط بصلاة المسلمين عليه، والنبي – صلى الله عليه وسلم – صلى على الغائب، وتركه، وفعله وتركه سنة، وهذا له موضع، وهذا له موضع، والله أعلم، والأقوال ثلاثة في مذهب أحمد، وأصحها: هذا التفصيل، والمشهور عند أصحابه: الصلاة عليه مطلقا. نقله ابن القيم في زاد المعاد. و هو قول العلامة الألباني في [أحكام الجنائز].
و اللجنة الدائمة أجابت أن الصلاة على الغائب ليس لكل أحد و إنما من كان له شأن و مكانة و منزلة في الإسلام.
السؤال: أيجوز أن نصلي صلاة الجنازة على الميت الغائب كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم مع حبيبه النجاشي، أو ذلك خاص به؟
ج11: تجوز صلاة الجنازة على الميت الغائب لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، وليس ذلك خاصا به، فإن أصحابه رضي الله عنهم صلوا معه على النجاشي، ولأن الأصل عدم الخصوصية، لكن ينبغي أن يكون ذلك خاصا بمن له شأن في الإسلام، لا في حق كل أحد. (8/ 418).
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
قال العلامة ابن عثيمين: الصلاة على الغائب الصحيح أنها ليست بسنة إلا من لم يُصلَ عليه كرجل مات في البحر وغرق ولم يُصلَ عليه فحينئذٍ نصلي عليه، أما إذا صلي عليه في أي مكان فإنه لا يصلى عليه صلاة غائب؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يصلِ على الغائب إلا على رجل واحد لم يُصلَ عليه وهو النجاشي، ولو كانت الصلاة على الغائب مشروعة لكان أول من يسنها للأمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
كذلك الصحابة رضي الله عنهم ما أثر عنهم أنهم صلوا على الغائب، يموت القواد، ويموت الخلفاء، ويموت الأمراء ولم يُصلَ عليهم، وهذا الذي ذكرناه هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وقد وفق للصواب، لكن إذا أمر به ولي الأمر صار طاعة، أي: صارت الصلاة على الغائب طاعة؛ لأنها من طاعة ولي الأمر الذي أمرنا بها، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء:59] ولقد ضل قومٌ بلغنا أنه لما أمر ولي الأمر بالصلاة على الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تخلفوا ولم يصلوا وهذا من جهلهم، لأننا نصلي على الغائب بأمر ولي الأمر طاعة لله عز وجل، لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء:59] فإذا قال هذا: أنا أرى أنها بدعة هل إذا أمر ولي الأمر ببدعة نوافق؟ نقول: لا، هذه ليست بدعة لأنها مسألة خلافية بين العلماء، ومسائل الخلاف الفقهي لا يقال: إنها بدعة، لو قلنا: إنها بدعة لكان كل الفقهاء مبتدعون، يعني كل شخص يقول للآخر إذا كان على خلاف رأيه: أنت مبتدع، وهذا لم يقله أحد من العلماء، لذلك نقول: إن اجتهاد هؤلاء الإخوة في غير محله.
على كل حال: الصحيح أن الصلاة على الغائب ليست بسنة، لكن إذا أمر بها ولي الأمر فهي طاعة لله عز وجل؛ لأنه أمر بها. [لقاء الباب المفتوح].
قال الإمام ابن باز رحمه الله: فإذا كان الغائب إمام عدل وخير صلى عليه صلاة الغائب ولي الأمر , فيأمر بالصلاة عليه صلاة الغائب.
وهكذا علماء الحق ودعاة الهدى إذا صلي عليهم صلاة الغائب فهذا حسن , كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم على النجاشي.
أما أفراد الناس فلا تشرع الصلاة عليهم ; لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يصل على كل غائب , إنما صلى على شخص واحد وهو النجاشي ; لأن له قدما في الإسلام , ولأنه آوى المهاجرين من الصحابة الذين هاجروا إلى الحبشة ; آواهم ونصرهم وحماهم وأحسن إليهم , وكانت له يد عظيمة في الإسلام , ولهذا صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم لما مات، وصلى عليه الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم.
فمن كان بهذه المثابة، وله قدم في الإسلام يصلى عليه , مثلما صلى المسلمون في هذه البلاد على ضياء الحق رئيس باكستان رحمه الله; لما كان له من مواقف طيبة إسلامية , فقد أمر ولي الأمر أن يصلى عليه في الحرمين , وصلي عليه ; لأنه أهل لذلك , لمواقفه الكريمة وعنايته بتحكيم الشريعة وأمره بها. [مجموع فتاوى ابن باز: 13/ 159].
لا يلزم من الصلاة على الغائب أن يموت في بلد الشرك:
و سئل العلامة العباد حفظه الله:
السؤال: هل تقيّد الصلاة على الغائب بالموت في بلد الشرك؟ الجواب: لا، ليس بلازم. [شرح سنن أبي داود].