1330 تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ (من المجلد الثاني)
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2،3 والمدارسة، والاستفادة، والسلف الصالح، وأهل الحديث همو أهل النبي صلى الله عليه وسلم
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
(جمع وتأليف عبدالله الديني)
راجعه سيف بن دورة الكعبي
_._._. _._._. _._._. _._._. _.
1330 – قال الإمام أبو داود رحمه الله: حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا الربيع بن مسلم عن محمد بن زياد عن أبي هريرة:
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يشكر الله من لا يشكر الناس.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم.
……………………………..
الحديث صححه الألباني في الصحيحة 416
قال الخطابي قي “معالم السنن” (4/ 113):
هذا الكلام يتأول على وجهين:
أحدهما: أن من كان طبعه وعادته كفران نعمة الناس وترك الشكر لمعروفهم كان من عادته كفران نعمة الله وترك الشكر له سبحانه.
والوجه الاخر: أن الله سبحانه لا يقبل شكر العبد على إحسانه إليه إذا كان العبد لا يشكر إحسان الناس ويكفر معروفهم لاتصال أحد الأمرين بالآخر.
قال في تحفة الأحوذي:
قال القاضي: وهذا إما لأن شكره تعالى إنما يتم بمطاوعته وامتثال أمره وأن مما أمر به شكر الناس الذين هم وسائط في إيصال نعم الله إليه، فمن لم يطاوعه فيه لم يكن مؤديا شكر نعمه، أو لأن من أخل بشكر من أسدى نعمة من الناس مع ما يرى من حرصه على حب الثناء والشكر على النعماء وتأذيه بالإعراض والكفران كان أولى بأن يتهاون في شكر من يستوي عنده الشكر والكفران انتهى.
* ملخص مبحث الشكر من ” نضرة النعيم “:
الشكر:
الشكر لغة:
مصدر شكر يشكر، وهـو مأخوذ من مادة (ش ك ر) التي تدل على «الثناء على ا?نسان بمعروف يُوليكه»
ويقال: إن حقيقة الشكر الرضا باليسير، ومن ذلك فرس شكور إذا كفاه لسمنه العلف القليل.
قال ا?عشى:
و? بد من غزوة في المصي … ف رَهـب تُكِل الوقاح الشكورا.
وقال الراغب: الشكر تصور النعمة وإظهارهـا، وقيل: هـو مقلوب عن الكشر أي الكشف: ويضاده الكفر الذي هـو نسيان النعمة وسترهـا. وقيل أصله من عين شكرى أي ممتلئة. فالشكر على هـذا هـو ا?مت?ء من ذكر المنعم عليه.
“مقاييس اللغة” لابن فارس (3/ 207)، والمفردات للراغب.
* ومعنى (الشكر) اصطلاحا:
قال الكفوي: الشكر كل ما هـو جزاء للنعمة عرفا، وقال أيضا: أصل الشكر: تصور النعمة وإظهارهـا، والشكر من العبد: عرفان ا?حسان، ومن الله المجازاة والثناء الجميل. “الكليات” (623).
??قال ابن القيم رحمه الله: الشكر ظهور أثر نعمة الله على لسان عبدة: ثناءً واعترافا، وعلى قلبه شهوداً ومحبة، وعلى جوارحه انقياداً وطاعةً.
مدراج السالكين ((2) / (244)).
* الفرق بين الشاكر والشكور:
قال المناوي: أن الشاكر من يشكر على الرخاء والشكور من يشكر على البلاء.
وقيل: الشاكر من يشكر على العطاء والشكور من يشكر على المنع.
وإذا وُصف الباري بالشكور فالمراد إنعامة على عباده.
“التوقيف على مهمات التعاريف ” ((207)).
* قال الشيخ عبد الرزاق العباد:
وقد ورد اسم الله (الشكور) في أربعة مواضع من القرآن.
قال الله تعالى: {لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} فاطر: (30)، وقال تعالى: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} فاطر: (34)،وقال تعالى: {وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ} الشورى: (23)،وقال تعالى: {إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ} التغابن: (17).
وورد الشاكر في موضعين:
قال تعالى: {وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} البقرة: (158)،وقال تعالى: {مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً} النساء: (147)
وجميع هذه المواضع الستة التي ورد فيها هذان الاسمان مواضع امتنان من الله عز و جل بإثابة المطيعين، وتوفية الأجور، والزيادة من الفضل، والمضاعفة للثواب، وهذا مما يبين لنا معنى هذين الاسمين، وأن الشكور الشاكر: هو الذي لا يضيع عنده عمل عامل، بل يضاعف الأجر بلا حسبان، الذي يقبل اليسير من العمل، ويثيب عليه الثواب الكثير والعطاء الجزيل، والنوال الواسع، الذي يضاعف للمخلصين أعمالهم بغير حساب، ويشكر الشاكرين، ويذكر الذاكرين، ومن تقرّب إليه شبرًا تقرّب إليه ذراعًا، ومن تقرّب إليه ذراعًا تقرّب إليه باعًا، ومن جاءه بالحسنة زاد له فيها حسنى، وآتاه من لدنه أجرًا عظيما.
وفي الآيات المتقدمة جمع بين الشكور والغفور، فهو سبحانه غفور للذنوب كلها مهما عظمت فلا يتعاظمه ذنبٌ أن يغفره، الشكور لكل عمل وإن قلَّ وإن كان مثقال ذرة، ولهذا لا يجوز للمسلم أن يقنط من غفران الله للذنوب مهما عظمت، كما لا يجوز له أن يحقر من أعمال البر شيئًا مهما قلّت؛ فإن الرب سبحانه غفور شكور.
” مختصر فقه الأسماء الحسنى” للبدر
منزلة الشكر من الايمان وثناء الله على الشاكرين:
قال ابن القيم رحمه الله: قرن الله سبحانه وتعالى الشكر بالإيمان، وأخبر أنه لا غرض له في عذاب خلقه إن شكروا وآمنوا به فقال تعالى: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ} أي: إن وفيتم ما خلقكم له، وهو الشكر والإيمان فما أصنع بعذابكم.
عدة الصابرين ((118)).
* القواعد التي يقوم عليها الشكر:
قال الفيروز آبادي رحمه الله: الشكر أعلى منازل السالكين، وفوق منزلة الرضا، فإنه يتضمن الرضا وزيادة، والرضا مندرج في الشكر، إذ يستحيل وجود الشكر بدونه، وهو نصف الإيمان ومبناه على خمس قواعد:
(1) – خضوع الشاكر للمشكور.
(2) – وحبه له.
(3) – واعترافه بنعمته.
(4) – والثناء عليه بها.
(5) – وألا يستعملها فيما يكره.
فمتى فقد واحدة اختلت قاعدة من قواعد الشكر.
* أنواع الشكر:
(1) – شكر القلب: وهو تصور النعمة.
(2) – شكر اللسان: وهو الثناء على المنعم.
(3) – شكر سائر الجوارح: وهو مكافأة النعمة بقدر استحقاقه.
المفردات للراغب ((265) – (266)).
العلاقة بين الشكر والصبر:
قال ابن حجر رحمه الله: الشكر يتضمن الصبر على الطاعة، والصبر عن المعصية، وقال بعض الأئمة: الصبر يستلزم الشكر و لا يتم إلا به، و بالعكس فمتى ذهب أحدهما ذهب الآخر. فمن كان في نعمة ففرضه الشكر والصبر. أما الشكر فواضح وأما الصبر فعن المعصية، ومن كان في بلية ففرضه الصبر والشكر، أما الصبر فواضح و أما الشكر فالقيام بحق الله في تلك البلية، فإن لله على العبد عبودية في البلاء كما له عبودية في النعماء.
الفتح ((11) / (311)).
الشكر والابتلاء (بالخيرات):
قال ابن كثير رحمه الله: وقوله: (ونبلوكم بالشر والخير فتنة) أي: نختبركم بالمصائب تارة، وبالنعم أخرى، لننظر من يشكر ومن يكفر، ومن يصبر ومن يقنط. (تفسير ابن كثير (3) / (178)).
??قال بعض السلف: البلاء يصبر عليه المؤمن والكافر، ولا يصبر على العافية إلا الصديقون.
(عدة الصابرين (6664)).
?? آيات في الشكر:
1 – (فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون) البقرة: 152.
2 – (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون) البقرة: 143 – 144.
والآيات في هذا الباب كثيرة.
* أحاديث في الشكر:
1 – عن أبي هريرة، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم قال: بينما رجل يمشي بطريق إذ اشتد عليه العطش، فوجد بئرا (فنزل فيها)، فشرب فخرج، فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه ثم أمسكه بفيه حتى رقي، فسقى الكلب ((فشكر الله له فغفر له)). فقالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم لأجرا؟ قال: في كل كبد رطبة أجر.
(البخاري (4372) مسلم (1764)).
2 – عن صهيب الرومي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن؛ ((إن أصابته سرّاء شكر))؛ فكان خيراً له، وإن أصابته ضرّاء صبر؛ فكان خيراً له.
مسلم ((2999)).
* الاحاديث الواردة في الشكر معنى:
1 – عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ليَرضى عن العبد أن يأكل الأَكلة، فيَحمده عليها، أو يشرب الشَّربة، فيحمده عليها.
مسلم ((2734)).
2 – عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا أحد أغيَر من الله عز وجل، من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه المدح من الله، من أجل ذلك مدح نفسه، ولا أحد أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك بعث النبيين مبشرين ومنذرين)
مسلم ((2760)).
* المثل التطبيقي من حياة النبي في الشكر:
أعظم الناس شكرًا لله تعالى محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وآله وسلم -، فهو إمام الشاكرين، وسيد العابدين، لقد امتزج الشكر بأنفاسه، وسار في عروقه، ورسخ في وجدانه، لبس حلّة الشكر، وارتدى برداء الثناء، ونطق لسانه بترانيم الشكر وعبقت جوارحه بأريج الثناء، وترجم شكره لله بأعمال زاكية، وأفعالٍ رائعة، وأقوال ذائعة، قام حتى تفطرت قدماه فقيل له في ذلك: لماذا تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فلم يزد على الإجابة الشافية، والعبارة الكافية: ((أفلا أكون عبدًا شكورًا))
عن المغيرة بن شعبه رضي الله عنه قال: إن كان النبي صلى الله عليه وسلم ليقوم ليصلي حتى ترم قدماه أو ساقاه فيقال له فيقول: ” أفلا أكون عبدا شكورا “.
البخاري ((1130)).
و عن عائشة رضى الله عنها: فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول:
” اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصى ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك “.
مسلم ((486)).
* آثار في الشكر:
كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقول في دعائه: (اللهم أسألك تمام النعمة في الأشياء كلها والشكر لك عليها حتى ترضى وبعد الرضا والخيرة في جميع ما تكون فيه الخيرة بجميع ميسر الأمور كلها لا معسورها يا كريم).
عدة الصابرين ((133)).
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما ابتليت ببلاء إلا كان لله تعالى علي فيه أربع نعم: إذ لم يكن في ديني، وإذا لم يكن أعظم منه، وإذ لم أحرم الرضا به، وإذ أرجو الثواب عليه.
مختصر منهاج القاصدين ((292) – (293)).
* الأمور المعينة على الشكر:
- التفكر فيمن انحرف في الدين ووقع في الشرك والبدع والخرافات وفي قاذورات المعاصي، والله قد حفظك منها، فالواجب علينا شكر الله على جميل فضله وإنعامه علينا أن جعلنا من أهل التوحيد وعلى النهج الصحيح من بين خلقه كله فهذه أعظم نعمه منها الله علينا.
2. التفكر في المرضى والمبتلين، وقد فقدوا الصحة والعافية تشكر الله على الصحة والعافية.
3. التفكر في الذين يُقتّلون ويُشرّدون، وقد فقدوا نعمة الأمن والاستقرار وغيرها، فتشكر الله على اللطف والسلامة، إذ لم نكن نحن هم.4. ولو ذهبنا إلى المقابر فنعلم أن أحب الأشياء إلى الموتى هو أن يرجعوا إلى الدنيا ليتدارك من عصى عصيانه، وليزيد في الطاعة من أطاع ولكن هيهات لهم، فالواجب علينا أن نشكر الله الذي بسط علينا الحياة والصحة والفراغ لنعمل صالحًا ونتوب إليه.
5. التفكر في دسائس أمور نفسه وخفاياها الكثير من القبائح والذنوب المستورة، ولو كشف الغطاء ورفع الستير ستره عنا، واطلع عليها فرد من الخلق لافتضحنا وما ربحنا، فكيف لو اطلع الناس كلهم عليها في {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}، فالواجب علينا شكر الله بالستر الجميل على مساوئنا حيث أظهر الجميل وستر القبيح.
* بماذا يكون الشكر:
ولتعلم أن من أعظم ما يشكر العبد به ربه عز وجل هو عمل الجوارح من أداء الفرائض والمحافظة عليها كالصلاة والصيام والزكاة وحج بيت الله الحرام والجهاد في سبيل الله بالنفس والمال كما روى البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ إسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ.
ويكون الشكر أيضا الثناء باللسان وتكرار النطق بنعم الله والتحدث بها (وأما بنعمة ربك فحدث) والثناء على الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وهكذا شكر ما شرع الله من الأقوال يكون باللسان ، ومن أعظمها وأسهلها وأخفها: ذكر الله تعالى.
وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى. رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني.
ويكون الشكر بالقلب و الخوف من الله ورجاؤه ومحبته حبا يحملك على أداء حقه وترك معصيته وأن تدعو إلى سبيله وتستقيم على ذلك.
ومن الشكر الإخلاص له والإكثار من التسبيح والتحميد والتكبير ومحبته والخوف منه ورجاؤه كما تقدم والشكر لله سبب للمزيد من النعم كما قال سبحانه: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}، ومعنى تأذن: يعني أعلم عباده بذلك وأخبرهم أنهم إن شكروا زادهم وإن كفروا فعذابه شديد، ومن عذابه أن يسلبهم النعمة، ويعاجلهم بالعقوبة فيجعل بعد الصحة المرض وبعد الخصب الجدب وبعد الأمن الخوف وبعد الإسلام الكفر بالله عز وجل وبعد الطاعة المعصية.
* من فوائد الشكر:
(1) – من كمال الإيمان وحسن الإسلام إذ إنّه نصف والنّصف الآخر الصبر.
(2) – اعتراف بالمنعم والنعمة.
(3) – سبب من أسباب حفظ النعمة بل المزيد (لئن شكرتم لأزيدنكم).
(4) – لا يكون باللّسان فقط بل اللّسان يعبّر عمّا في الجنان وكذلك يكون بعمل الجوارح والأركان.
(5) – يكسب رضا الرّبّ ومحبّته.
(6) – آثار الشكر الجزاء الذي قال الله تعالى عنه: ((وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ)) (آل عمران:144).
(7) – فيه دليل على سموّ النّفس ووفور العقل.
(8) – الشّكور قرير العين، يحبّ الخير للآخرين ولا يحسد من كان في نعمة.
(9) – منع العذاب عن الخلق، يقول الله عز وجل (ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم).
****
نسأل الله العلي القدير أن يجعلنا جميعا من الشاكرين لنعمه الظاهرة والباطنة آمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصل الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.