1565 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة ابراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وفيصل الشامسي وفيصل البلوشي
وهشام السوري وعبد الله المشجري
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان رحمه الله ووالديهم)
——–‘——-‘——-
الصحيح المسند:
1565 عن عائشة رضي الله عنها: سمع النبي صلى الله عليه وسلم قراءة أبي موسى فقال: لقد أوتي هذا من مزامير آل داود.
———‘——-‘———
قال النووي رحمه الله في “شرح مسلم”: قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ: (أُعْطِيَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِير آلِ دَاوُدَ) قَالَ الْعُلَمَاء: الْمُرَاد بِالْمِزْمَارِ هُنَا الصَّوْت الْحَسَن , وَأَصْل الزَّمْر الْغِنَاء , وَآلُ دَاوُدَ هُوَ دَاوُدُ نَفْسه , وَآلُ فُلَان قَدْ يُطْلَق عَلَى نَفْسه , وَكَانَ دَاوُدُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَسَن الصَّوْت جِدًّا ” انتهى.
وقال العراقي في “طرح التثريب” (3/ 105): ” والمراد بالمزمار هنا: الصوت الحسن، وأصله الآلة التي يزمر بها، شبّه حسن صوته وحلاوة نغمته بصوت المزمار … وقد كان إليه المنتهى في حسن الصوت بالقراءة ” انتهى.
وقال الحافظ ابن حجر في “فتح الباري”: “وَالْمُرَاد بِالْمِزْمَارِ الصَّوْت الْحَسَن , وَأَصْله الْآلَة أُطْلِقَ اِسْمه عَلَى الصَّوْت لِلْمُشَابَهَةِ ” انتهى.
وهذا كقول أبي بكر رضي الله عنه عن الغناء إنه مزمار الشيطان، كما روى البخاري (3931) ومسلم (892) عَنْ عَائِشَةَ في شأن الجاريتين.
ولم يكن مع الجاريتين مزمار، ولكنه رضي الله عنه سمى الغناء مزمار الشيطان، وشبهه به في القبح.
والله أعلم.
==========
*في صحيح البخاري كتاب فضائل القرآن/ باب حسن الصوت بالقراءة للقرآن:
* عن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: يا أبا موسى لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود.
*قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح:*
قوله يا أبا موسى لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود كذا وقع عنده مختصرا من طريق بريد وأخرجه مسلم من طريق طلحة بن يحيى عن أبي بردة بلفظ لو رأيتني وأنا أستمع قراءتك البارحة الحديث وأخرجه أبو يعلى من طريق سعيد بن أبي بردة عن أبيه بزيادة فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة مرا بأبي موسى وهو يقرأ في بيته فقاما يستمعان لقراءته ثم إنهما مضيا فلما أصبح لقي أبو موسى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا موسى مررت بك فذكر الحديث فقال أما إني لو علمت بمكانك لحبرته لك تحبيرا
ولابن سعد من حديث أنس بإسناد على شرط مسلم أن أبا موسى قام ليلة يصلي فسمع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم صوته وكان حلو الصوت فقمن يستمعن فلما أصبح قيل له فقال لو علمت لحبرته لهن تحبيرا
وللروياني من طريق مالك بن مغول عن عبد الله بن بريدة عن أبيه نحو سياق سعيد بن أبي بردة وقال فيه لو علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع قراءتي لحبرتها تحبيرا
وأصلها عند أحمد وعند الدارمي من طريق الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لأبي موسى وكان حسن الصوت بالقرآن لقد أوتي هذا من مزامير آل داود
فكأن المصنف أشار إلى هذه الطريق في الترجمة وأصل هذا الحديث عند النسائي من طريق عمرو بن الحارث عن الزهري موصولا بذكر أبي هريرة فيه ولفظه أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع قراءة أبي موسى فقال لقد أوتي من مزامير آل داود وقد اختلف فيه على الزهري فقال معمر وسفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة أخرجه النسائي. وقال الليث عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب مرسلا
ولأبي يعلى من طريق عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء سمع النبي صلى الله عليه وسلم صوت أبي موسى فقال كأن صوت هذا من مزامير آل داود
وأخرج بن أبي داود من طريق أبي عثمان النهدي قال دخلت دار أبي موسى الأشعري فما سمعت صوت صنج ولا يربط ولا ناي أحسن من صوته سنده صحيح وهو في الحلية لأبي نعيم
والصنج بفتح المهملة وسكون النون بعدها جيم هو آلة تتخذ من نحاس كالطبقين يضرب أحدهما بالآخر واليربط بالموحدتين بينهما راء ساكنة ثم طاء مهملة بوزن جعفر هو آلة تشبه العود فارسي معرب
والناي بنون بغير همز هو المزمار
قال الخطابي قوله آل داود يريد داود نفسه لأنه لم ينقل أن أحدا من أولاد داود ولا من أقاربه كان أعطي من حسن الصوت ما أعطي.
قلت ويؤيده ما أورده من الطريق الأخرى وقد تقدم في باب من لم يتغن بالقرآن ما نقل عن السلف في صفة صوت داود
والمراد بالمزمار الصوت الحسن وأصله الآلة أطلق اسمه على الصوت للمشابهة
وفي الحديث دلالة بينة على أن القراءة غير المقروء وسيأتي مزيد بحث في ذلك في كتاب التوحيد إن شاء الله تعالى
____________
*قال الشيخ/ حمود التويجري رحمه الله في رسالة له بعنوان “تنبيه الإخوان على الأخطاء في مسألة خلق القرآن”، ردا على أبي غدة:*
أما أهل العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم – وهم أهل السنة والجماعة – فإنهم
يفرقون بين فعل العبد الذي هو تلاوته وبين المتلو المقروء وهو كلام الله الذي أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم
فيقولون إن فعل العبد مخلوق وإن المتلو المقروء غير مخلوق
ويقولون إن الورق والمداد مخلوقان وأن المكتوب المثبت في المصاحف غير مخلوق
ويقولون إن صدور الحفاظ مخلوقة وأن المحفوظ في الصدور من القرآن غير مخلوق
ويقولون إن أسماع العباد مخلوقة وأن ما يسمعونه من القرآن غير مخلوق
ويقولون إن أبصار العباد مخلوقة وأن ما ينظرون إليه من القرآن المكتوب غير مخلوق
هذا قول أهل السنة والجماعة.
_____________
*سئل الإمام ابن باز رحمه الله، كما في مجموع الفتاوى:*
س: ما معنى التغني بالقرآن يا سماحة الشيخ؟.
ج: جاء في السنة الصحيحة الحث على التغني بالقرآن، يعني تحسين الصوت به، وليس معناه أن يأتي به كالغناء وإنما المعنى تحسين الصوت بالتلاوة
ومنه الحديث الصحيح: «ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به» [متفق عليه]
وحديث «ليس منا من لم يتغن بالقرآن يجهر به» [أخرجه البخاري]
ومعناه تحسين الصوت بذلك كما تقدم،
ومعنى الحديث المتقدم «ما أذن الله» أي ما استمع الله ” كإذنه ” أي كاستماعه،
وهذا استماع يليق بالله لا يشابه صفات خلقه مثل سائر الصفات. يقال في استماعه سبحانه وإذنه مثل ما يقال في بقية الصفات على الوجه اللائق بالله عز وجل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}
والتغني: الجهر به مع تحسين الصوت والخشوع فيه حتى يحرك القلوب؛ لأن المقصود تحريك القلوب بهذا القرآن حتى تخشع وحتى تطمئن وحتى تستفيد، ومن هذا قصة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه لما مر عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يقرأ فجعل يستمع له عليه الصلاة والسلام
وقال: «لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود» [متفق عليه]. فلما جاء أبو موسى أخبره النبي عليه الصلاة والسلام بذلك، قال أبو موسى: لو علمت يا رسول الله أنك تستمع إلي لحبرته لك تحبيرا.
ولم ينكر عليه النبي عليه الصلاة والسلام ذلك فدل على أن تحبير الصوت وتحسين الصوت والعناية بالقراءة أمر مطلوب ليخشع القارئ والمستمع ويستفيد هذا وهذا.
___________
وسئل سؤالا آخر كما في فتاوى نور على الدرب:
س: يقول السائل: إنه كان يصلي بالناس، وله صوت حسن وجميل، وكان يتعمد أيضا تحسين صوته، وخوفا من الرياء امتنع عن الإمامة، وجعل أناسا آخرين يصلون بالناس، رغم أنهم لا يقرءون ولا يكتبون، كيف توجهونه؟ جزاكم الله خيرا.
ج: نوجهه بأن يصلي بالناس ويحسن صوته والحمد لله، ويجاهد نفسه بعدم الرياء،
لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يتغن بالقرآن» أي يحسن صوته به، ومر ذات ليلة على أبي موسى الأشعري وهو يقرأ، فاستمع له النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أصبح أتاه أبو موسى، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم أني سمعت صوتك، وقال: «لقد أوتي أبو موسى مزمارا من مزامير آل داود» يعني صوتا من أصواتهم، فقال أبو موسى رضي الله عنه: لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيرا، أي حسنته لك تحسينا،
فتحسين الصوت الذي فيه منفعة للمسلمين ليستمعوا وينصتوا ويتدبروا، هذا أمر مطلوب،
وليس هذا من الرياء، هذا من الإحسان، والرسول عليه الصلاة والسلام قال: «زينوا القرآن بأصواتكم» فتزيين الصوت ينفع الأمة، وينفع المستمعين، وأنت تفعله لنفعهم لا ليمدحوك، دع عنك الرياء، ولكن تفعله حتى يستفيدوا وينتفعوا.
_____________
كتاب الفضائل -باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن وطلب القراءة من حسن الصوت والاستماع لها
شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
أحاديث رياض الصالحين
باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن وطلب القراءة من حسن الصوت والاستماع لها:
?1011 – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رضي الله عنه قال سَمِعَت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ، يَجْهَرُ بِهِ) متفق عليه.
معنى (أَذِنَ اللَّه) ُ أي: استمع، وهو إشارة إلى الرضي والقبول.
?1012 – وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: (لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود) متفق عليه.
وفي رواية لمسلم أن رسول الله ? قال له (لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة)
الشرح:
المسألة الأولى: استحباب تحسين الصوت في قراءة القرآن وتحسين الصوت ينقسم إلى قسمين:
أحدهما: تحسين الأداء بحيث يبين الحروف ويخرجها من مخارجها حتى يبدو القرآن واضحا بينا فلا يخفى ولا يحذف شيء من الحروف لئلا ينقص شيء مما أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم.
الثاني: تحسين النغمة بالصوت يحسن به صوته وكلاهما أمر مطلوب ولكن الأمر الأول تحسين الأداء لا ينبغي المبالغة فيه والغلو فيه بحيث تجد الرجل يقرأ القرآن يتكلف ويحمر وجهه ويتكلف في الغنة وفي الإدغام وفي مثل ذلك فإن هذا من إقامة الحروف المتكلفة ولكن لتكن قراءته طبيعية يبين فيها الحروف والحركات هذا هو المطلوب وأما الغلو والمبالغة فإنهما ليسا مطلوبين وبه نعلم أن تعلم التجويد ليس بواجب لأنه يعود إلى تحسين الصوت دون غلو ولا مبالغة فهو من الأمور المستحبة التي يتوصل بها الإنسان إلى شيء مستحب لا إلى شيء واجب.
وأما القسم الثاني: هو تحسين الصوت فقد يقول قائل حسن الصوت ليس باختيار الإنسان لأن الله تعالى هو الذي يمن على من يشاء من عباده فيعطيه حنجرة قوية وصوتا طيبا فيقال نعم الأمر كذلك لكن يحسن الإنسان الصوت بالتعلم لأن حسن الصوت غريزي ومكتسب فلا يزال يقرأ بصوت حسن حتى يتعلم ويؤدي بصوت حسن.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما أذن الله لشيء إذنه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به).
أذن قال العلماء استمع يعني ما استمع الله لشيء من الأشياء التي يسمعها جل وعلا مثل استماعه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به يعني نبي والأنبياء هم أفضل طبقات الخلق يتغنى بالقرآن يعني يقرؤه بصوت حسن يجهر به يعني يرفع صوته به فهذا هو الذي يأذن الله له أي يستمع له جل وعلا لأنه يحب الصوت الحسن بالقرآن والأداء الحسن.
ثم ذكر حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه وهو عبد الله بن قيس أحد خطباء النبي ? أن النبي ? استمع إلى قراءته ذات ليلة فأعجبته فقال النبي صلى لاله عليه وسلم لأبي موسى (لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود) وآل داود يعني به داود صلى الله عليه وسلم داود عنده صوت حسن جميل رفيع حتى قال الله تعالى: {يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ} ] [سورة سبأ:10 ]. فكانت الجبال ترجع مع داود وهو يتلو الزبور لحسن صوته تجاوبه جبال أحجار جامدة وكذلك الطير تؤوب معه سبحان الله تأتي فإذا سمعت قراءته تجمعت في جو السماء وجعلت ترجع معه فكانت الجبال والطيور إذا سمعت قراءة داود للزبور قامت ترجع معه ولهذا قال النبي صلى لاله عليه وسلم لأبي موسى رضي الله عنه) ??لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود عليه السلام (يعني صوتا حسنا كصوت آل داود يقول أبو موسى لما قال له الرسول لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة قال لو علمت أنك تستمع أو قال تسمع لحبرته لك تحبيرا يعني يزينه أحسن مما كان.
قال العلماء: وفي هذا دليل على أن الإنسان لو حسن صوته بالقرآن لأجل أن يتلذذ السامع ويسر به فإن ذلك لا بأس به ولا يعد من الرياء بل هذا مما يدعو إلى الاستماع لكلام الله عز وجل حتى يسر الناس به ولهذا يوجد بعض الناس إذا ضاق صدره استمع إلى قراءة إنسان حسن القراءة حسن الصوت ….