1251 – 1250 – 1249 – 1248 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح وأحمد بن علي وناصر الريسي وسيف بن غدير وعبدالله الديني
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
ومراجعة سيف بن غدير النعيمي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
———‘———‘——-
صحيح البخاري
كتاب الجنائز
بَابُ فَضْلِ مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَدٌ فَاحْتَسَبَ وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155]
1248 – حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنَ النَّاسِ مِنْ مُسْلِمٍ، يُتَوَفَّى لَهُ ثَلاَثٌ لَمْ يَبْلُغُوا الحِنْثَ، إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ»
1249 – حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ النِّسَاءَ قُلْنَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اجْعَلْ لَنَا يَوْمًا فَوَعَظَهُنَّ، وَقَالَ: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ مَاتَ لَهَا ثَلاَثَةٌ مِنَ الوَلَدِ، كَانُوا حِجَابًا مِنَ النَّارِ»، قَالَتِ امْرَأَةٌ: وَاثْنَانِ؟ قَالَ: «وَاثْنَانِ»
1250 – وَقَالَ شَرِيكٌ: عَنْ ابْنِ الأَصْبَهَانِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: «لَمْ يَبْلُغُوا الحِنْثَ»
1251 – حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لاَ يَمُوتُ لِمُسْلِمٍ ثَلاَثَةٌ مِنَ الوَلَدِ، فَيَلِجَ النَّارَ، إِلَّا تَحِلَّةَ القَسَمِ» قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71]
—-‘
فوائد أحاديث الباب:
1 – قوله (فضل من مات له ولد فاحتسب) أي باب ذكر فضل من مات له ولد.
2 – قوله (فاحتسب) فصبر ابتغاء ما عند الله.
3 – يشير لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه بنحو حديث الباب عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنِ احْتَسَبَ ثَلَاثَةً مِنْ صُلْبِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ» فَقَامَتِ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: أَوِ اثْنَانِ قَالَ: «أَوِ اثْنَانِ» قَالَتِ الْمَرْأَةُ: يَا لَيْتَنِي قُلْتُ وَاحِدًا أخرجه النسائي في السنن الصغرى 1872.وابن حبان في صحيحه مختصرا وكذا البخاري في التاريخ الكبير وصورته عنده صورة التعليق. وصححه الألباني كما في الصحيحة 2302. قلت فيه عمران بن نافع وثقه النسائي وابن حبان. وقال بعضهم قال أحمد بن صالح شيوخ بكير ثقات. وهذا من شيوخه.
4 – عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنسوة من الأنصار * لا يموت لإحداكن ثلاثة من الولد فتحتسبه إلا دخلت الجنة فقالت امرأة منهن أو اثنين يا رسول الله قال أو اثنين أخرجه مسلم 2632.
5 – قوله (وبشر الصابرين) َالْخِطَابُ لِلنَّبِيِّ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلِكُلِّ مَنْ تَاتِي مِنْهُ الْبِشَارَةُ، أَيْ: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الْمُسْتَرْجِعِينَ عِنْدَ الْبَلاءِ، لأَنَّ الاسْتِرْجَاعَ تَسْلِيمٌ، وَإِذْعَانٌ. قاله شرف الدين الدمياطي الشافعي (ت 705 ه) في التسلي والاغتباط بثواب من تقدم من الأفراط. وفيه الترغيب في الاسترجاع عند المصيبة والحذر من التسخط.
6 – حديث أنس أخرجه البخاري والنسائي وابن ماجه.
7 – قوله: (لم يبلغوا الحنث)، قال ابن شميل: معناه: قبل أن يبلغوا، فيكتب عليهم الإثم، ومنه قوله سبحانه وتعالى: {وكانوا يصرون على الحنث العظيم} [الواقعة: 46] أي: على الإثم العظيم، وقيل: على الشرك، وقيل: على اليمين الفاجرة، ويقال: حنث في يمينه، أي أثم، وقال بعض أهل اللغة: الحنث: العدل الثقيل، وبه سمي الذنب حنثا، ويقال: بلغ الغلام الحنث، أي الحد الذي يجري عليه القلم بالحسنات والسيئات.
8 – الله سبحانه وتعالى رحيم بعباده.
9 – قوله (إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم) وعند البخاري في الأدب المفرد (أَدْخَلَهُ اللَّهُ وَإِيَّاهُمْ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ الْجَنَّةَ).
10 – قوله (رحمته) أي رحمة الله صرح بذلك ابن ماجه في روايته.
11 – قوله (حدثنا أبو معمر) تابعه يوسف بن حماد عند النسائي 1873 وابن ماجه 1605.
12 – أطفال المسلمين في الجنة ويشفعون لوالديهم.
13 – قوله (حدثنا عبد الوارث) هو ابن سعيد صرح به ابن ماجه، تابعه ابن علية عند البخاري (1381)، وتابعه (زَكَرِيَّا بْنُ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ) عند البخاري في الأدب المفرد.
14 – قوله (حدثنا عبد العزيز) هو ابن صهيب صرح به البخاري 1381 من طريق ابن علية.
(15) – فضل الله سبحانه عظيم.
——————————-
ساق البخاري هذه الآية تأكيدًا لقوله: فاحتسب، لأن الاحتساب لا يكون إلا بالصبر
فوائد حديث رقم 1248:
مطابقة الحديث للترجمة في قوله: ” أدخله الله الجنة ”
(بفضل رحمته إياهم) لمزيد رحمة الله تعالى للأولاد الذين ماتوا صغارا يشمل بهذه الرحمة آباءهم
فيه أن رواة الحديث كلهم بصريون
فيه أن هذا الحديث من رباعيات البخاري
فيه خص الصغير لأن الشفقة عليه أعظم والحب له أشد والرحمة له أوفر
وفيه التقييد بالإسلام ليدل على اختصاص ذلك الثواب بالمسلم
أن محبة الأبوين لولدهما ورقة قلبهما عليه، وإن كان غريزة طبيعية في النفس، إلاّ أن المرء يثاب عليها
======
======
======
فوائد حديث الباب:1249 – 1250:
1 – يجعل للنساء يوم على حدة لوعظهن إذا لم يتيسر إسماعهن.
2 – تعليم النبي صلى الله عليه وسلم أمته من الرجال والنساء مما علمه الله ليس برأي ولا تمثيل قاله البخاري.
3 – حرص نساء الصحابة على التعلم، وحياؤهن فقد رغبن عن الاختلاط بالرجال وإن كانت الغاية طلب العلم. ورد من طريق آدم عن شعبة عند البخاري (غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوما من نفسك).
4 – حديث أبي سعيد الخدري رواه البخاري ومسلم 2633 والنسائي في السنن الكبرى 5865و5866.
5 – الوعظ الصحيح من العلم النافع. ومراعاة حاجة المدعوين.
6 – الوفاء بالوعد، لقوله من طريق آدم عن شعبة عند البخاري (101) (فوعدهن يوما لقيهن فيه).
7 – الترغيب والترهيب من أساليب الوعظ المشروعة.
8 – قوله (حدثنا مسلم) أي ابن إبراهيم، تابعه آدم بن أبي إياس عند البخاري 101 وتابعهما غندر عند البخاري 102ومسلم 2634والنسائي في السنن الكبرى 5865 وتابعهم معاذ عند مسلم 2634 وتابعهم النضر بن شميل عند البغوي في شرح السنة 1546.
9 – قوله (حدثنا شعبة) تابعه أبو عوانة عند البخاري 7310ومسلم 2633وتابعهم إسرائيل أخرجه النسائي في السنن الكبرى 5866.
10 – قوله (عن ذكوان) ومن طريق آدم (سمعت أبا صالح ذكوان) رواه البخاري 101.
11 – قوله (عن أبي سعيد) هو الخدري رضي الله عنه صرح به البخاري من طريق أدم 101، تابعه أبو هريرة رضي الله عنه علقه البخاري في صحيحه ووصله ابن أبي شيبة في مصنفه 11998 من طريق أبي صالح به.
12 – ووصله البخاري أيضا102 ومسلم 2634 من طريق عبد الرحمن بن الأصبهاني قال سمعت أبا حازم عن أبي هريرة وزاد لم يبلغوا الحنث ولم يذكر البخاري المتن وإنما ذكره تبعا لحديث أبي سعيد الخدري. وقد علقه تاما في باب ما قيل في أولاد المسلمين.
13 – قوله (لَمْ يَبْلغوا الحِنْثَ) قال الخطابي في غريب الحديث وأَصْلُ الحِنْث الذَّنب العظيم. ومنه قِيلَ بلغ الغُلامُ الحِنْثَ أي صار إلى حَدٍّ يَجْرِي عَلَيْهِ القَلَم ويُؤاخَذُ بالذنُّوب انتهى.
(14) – قوله: «لم يبلغوا الحنث»، قال ابن شميل: معناه: قبل أن يبلغوا، فيكتب عليهم الإثم، ومنه قوله سبحانه وتعالى: {وكانوا يصرون على الحنث العظيم} [الواقعة: 46] أي: على الإثم العظيم قاله البغوي في شرح السنة.
(15) – قوله (قال شريك عن ابن الأصبهاني) وصله ابن أبي شيبة في المصنف 11998 فقال حدثنا شريك به
(16) – قوله (قالت امرأة واثنان) زاد النسائي في الكبرى (قالت امرأة واثنتان فإنه قد مات لي ثنتان) وعند ابن أبي شيبة من طريق شريك (فقالت امرأة: يا رسول الله قدمت اثنين).
(17) – أجر الصبر عند المصيبة عظيم، وإنما الصبر عند الصدمة الأولى.
(18) – عن عبد الرحمن بن الأصبهاني قال أتاني أبوصالح يعزيني عن ابن لي فذكر الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف من طريق شريك التي علقها البخاري هنا. وفيه سبب إيراد ابن الأصبهاني للحديث، وكيف كان السلف يواسي بعضهم بعضا ويعزي بعضهم بعضا.
———–‘
فوائد حديث رقم 1249:
قوله (امرأة) هي أم سليم رضي الله عنها أم أنس بن مالك وزوجة أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنهم أجمعين، وقال ابن بشكوال في “غوامض الأسماء المبهمة” هي أم مبشر، وقيل: أم سليم الأنصارية والدة أنس بن مالك، وقيل: أم هانئ ذكر الثلاث ولم يجزم بإحداهن.
قوله: (الولد) لفظ الولد يتناول الذكر والأنثى والواحد فما فوقه كما جاء في الروايات الأخرى، قال الشيخ ابن باز رحمه الله عموم حديث «ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفية من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة» يشمل الواحد.
فيه أن مفهوم العدد ليس بحجة لأن الصحابية من أهل اللسان ولم تعتبره إذ لو اعتبرته لانتفى الحكم عندها عما عدا الثلاثة لكنها جوزت ذلك فسألت، قاله ابن التين تبعا للقاضي عياض.
فيه سؤال النساء عن أمر دينهن، وجواز كلامهن مع الرجال في ذلك وفيما تمس الحاجة إليه، وقد أخذ العلم عن أمهات المؤمنين وعن غيرهن من نساء السلف.
فوائد حديث رقم 1250:
قال القسطلاني: (لم يبلغوا الحنث) ظاهر السياق أن هذه الزيادة عن أبي هريرة موقوفة، ويحتمل أن يكون المراد أن أبا هريرة وأبا سعيد اتفقا على السياق المرفوع، وزاد أبو هريرة في حديثه هذا القيد، فهو مرفوع أيضًا.
=======
=======
=======
فوائد الحديث:1251:
1 – أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه
(2) – قوله (لا يموت لمسلم) فخرج الكافر.
(3) – قوله (إلا تَحِلة القسم)، وأخرجه الإمام في مسنده (7721) من طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهري به وزاد يعني الورود.
(4) – قوله (قال أبو عبد الله) أي البخاري نفسه رحمه الله تعالى.
(5) – قوله (وإن منكم إلا واردها) أي تفسير منه للحديث ويؤيده الزيادة المشار إليها آنفا.
(6) – ثواب الصبر على فقد الولد.
——————————-
فوائد حديث رقم 1251:
أورد البخاري هذه الطريق الأخيرة عن أبي هريرة، أيضًا، ما في سياقها من العموم في قوله: “لا يموت لمسلم .. ” الخ، لشموله النساء والرجال، بخلاف روايته الماضية، فإنها مقيدة بالنساء.
قوله (تحله القسم) أي يرد عليها ورودا سريعا بقدر يبر الله تعالى به قسمه في قوله {وإن منكم إلا واردها} ومعنى الآية ما من إنسان إلا وسيأتي جهنم حين يمر على الصراط الموضوع على ظهرها.
قال ابن بطال: العرب إذا أرادت تقليل مكث الشيء وتقصير مدته شبهوه بتحليل القسم، فيقولون: ما يقيم فلان عند فلان إلا تحلة القسم
فيه أن موت الولد الذي لم يبلغ الحنث مظنة انزعاج الإيمان إلا لمن ثبته الله بالقول الثابت
فيه أنه جل جلاله يخلق من خلقه أطفالًا لا تقدر أعمارهم إلى مدة معلومة من الصغر ليكون الموت محذورًا أبدًا، فلا يأمنه أحد في حال.
أن عمل الوالد قد لا يبلغ إلى المقام المؤهل له في الآخرة فيتممه الله تعالى بأن يموت له من الولد الذي لم يبلغ الحنث من يموت مؤمن عند موته بالله سبحانه وتعالى، ويثبت لهذا الامتحان؛ فيكون ذلك مما يبلغه تلك المرتبة، ويقيه من عذاب النار.
أيضاً يستفاد من هذا الحديث أن من حلف أن يفعل كذا، ثم فعل منه شيئًا، ولو قلّ برّت يمينه، خلافا لمالك،، قاله عياض وغيره.
والله أعلم …
——————————–
الأحاديث 1251 – 1250 – 1249 – 1248:
– هذه الأحاديث تدل على أن أولاد المسلمين فى الجنة، وهو قول جمهور العلماء، وشذت المجبرة فجعلوا الأطفال فى المشيئة، وهو قول مهجور مردود بالسنة وإجماع الجماعة الذين لا يجوز عليهم الغلط، لأن يستحيل أن يكون الله تعالى يغفر لآبائهم بفضل رحمته، ولا يوجب الرحمة للأبناء، وهذا بين لا إشكال فيه. ابن بطال نقلا عن المهلب.
– الحديث الأول ورد في الأحاديث القدسية: “حقَّت محبتي للذين يتصادقون من أجلي، وحقت محبتي للذين يتناصرون من أجلي، ولا من مؤمن ولا مؤمنة يقدم لله ثلاثة أولاد من صلبه لم يبلغوا الحِنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم”. رواه الطبراني في الأوسط، والصغير عن عمرو بن عنبسة.
قال صاحب الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية: هو حديث حسن
– وأما أطفال المشركين ففيهم ثلاثة مذاهب قال الأكثرون هم في النار تبعا لآبائهم وتوقفت طائفة فيهم والثالث وهو الصحيح الذي ذهب إليه المحققون أنهم من أهل الجنة ويستدل له بأشياء منها حديث إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم حين رآه النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة وحوله أولاد الناس قالوا يا رسول الله وأولاد المشركين قال وأولاد المشركين رواه البخاري في صحيحه ومنها قوله تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ولا يتوجه على المولود التكليف ويلزمه قول الرسول حتى يبلغ وهذا متفق عليه والله أعلم. النووي شرح مسلم
قلت سيف: سيأتي الكلام عليه إن شاء الله بتوسع في صحيح البخاري باب ما قيل في أولاد المسلمين. وبعده باب ما قيل في أولاد المشركين.
– السقط يكون له نفس الأجر لحديث معاذ: و الذي نفسي بيده إن السقط ليجر أمه بسرره إلى الجنة إذا احتسبته. قال الألباني: صحيح لغيره. صحيح الترغيب
قلت سيف ضعف محققو المسند قصة السقط فقالوا: صحيح دون قصة السقط.
وسيأتي ذكر الأحاديث في السقط في آخر البحث. ونقلنا أن العقيلي يرى أن بعض أسانيدها صالحة.
– اختلف العلماء في المراد بالورود المذكور في الآية على أقوال:
(أحدها) أن المرور على الصراط، وهو جسر منصوب على جهنم.
(الثاني) أنه الوقوف عندها.
(الثالث) أنهم يدخلونها حقيقة، ولكن تكون عليهم بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم الخليل عليه السلام.
(الرابع) أن المراد بورودها ما يصيبهم في الدنيا من الحمى.
العراقي في طرح التثريب
====
=====
1251 الأحاديث – 1250 – 1249 – 1248:
ملخصا من فتح الباري مع بعض التعليقات. والحكم على الأحاديث وفوائد أخرى:
– ذكر البخاري كلمة الفضل ليعم ما ورد في الأحاديث حيث تنوعت الفضائل. وفي ذكر الحجب فائدة زائدة. وفي الحديث الثالث المراد بالولوج المرور. ومع مرورهم فهم (لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ) [سورة ا نبياء 102]
ومعنى (لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا)
قيل: على الصراط. وقيل: إذا دخلوا الجنة. وراجع تفسير الشوكاني.
– ورد كون الفضل يشمل فقد الولد الواحد من حديث جابر بن سمرة. وضعفه ابن حجر بأن فيه ناصح بن عبد الله ضعيف جدا
وكذلك حديث ابن مسعود ضعفه الألباني فيه مجهول وهو ابومحمد مولى عمر بن الخطاب
، وعن عائشة ضعفه الألباني عبدربه حفيد سماك الحنفي؛ وكون النبي صلى الله عليه وسلم فرط ورد بلفظ آخر في مسلم عن أبي موسى (ان الله عزوجل إذا أراد رحمة أمه من عباده قبض نبيها قبلها فجعله فرطا وسلفا وإذا أراد هلكة أمه عذبها ونبيها حي فاهلكها وهو ينظر فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه).
وذهب ابن حجر إلى تضعيف هذه الأحاديث الثلاثة التي فيها لفظ الواحد. وأن غيرها أصح منها وهو ما ورد (ولم يسأله عن الواحد). وحديث أنس (قالت بعد ذلك: يا ليتني قلت وواحد).
وروى أحمد عن جابر رفعه (من مات له ثلاث من الولد فاحتسبهم دخل الجنة. قلنا: يا رسول الله واثنان؟ قال: واثنان. قال: محمود قلت لجابر اراكم لو قلتم وواحد لقال وواحد. قال: وأنا أظن ذلك). وهو في الصحيح المسند 246
قال ابن حجر: وهذه الأحاديث الثلاثة أصح من تلك الثلاثة. لكن روى المصنف يعني البخاري من حديث أبي هريرة مرفوعا: يقول الله عزوجل: (ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفية من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة. وهذا يدخل فيه الواحد فما فوقه وهو أصح ما ورد). انتهى
ومحقق فتح الباري طبعة. دار الفتح: ذكر كذلك حديث معاوية بن قرة عن أبيه. (أما تحب أن لا تأتي بابا من أبواب الجنة إلا وجدته ينتظرك). يعني أنه كذلك من أصح ما ورد في فضل فقد الواحد.
وهو في الصحيح المسند 1081
– والاحتساب ثابت في الحديث بل ذكر ابن حجر أنه عرف من القواعد الشرعية أن الثواب لا يترتب إلا على النية
– اشتراط الإسلام يدل عليه لفظ البخاري (ما من مسلم) وورد من حديث عمرو بن عبسة مرفوعا (من مات له ثلاثة أولاد في الإسلام فماتوا قبل أن يبلغوا أدخله الله الجنة). … انفرد لقمان بن عامر بهذه الزيادة وعنه الفرج. وله طريق أخرى من طريق عبدالحميد بن بهرام عن شهر. وحسنها صاحب أنيس الساري.
و اشتراط اسلام الابوين يوافق الاحتساب. ويوافق الصبر عند الصدمة الأولى. ويوافق الاسترجاع. فكلها للمسلم.
حديث (أسلمت على ما أسلفت) يعني أنه يكتب له أجور لأفعال الخير التي فعلها في الجاهلية.
أما حديث (من أصيب بمصيبة فذكر مصيبته فأحدث استرجاعا وإن تقادم عهدها كتب الله له من الأجر مثله يوم أصيب) الذي يخالف حديث إنما الصبر عند الصدمة الأولى
فقد قال الألباني: ضعيف جدا الضعيفة 4551
– صحح الشيخ الألباني لفظة (ثلاثة من صلبه) وكذا حديث عقبة كما في صحيح الترغيب 200 وصححه محققو المسند فاسناد الطبراني صحيح.
وادخل ابن حجر أولاد الأولاد خاصة عند فقد الوسائط.
– فيه معنى حديث (من ابتليته بحبيبتيه فليس له جزاء إلا الجنة) وفقد الولد أعظم من فقد البصر.
– إشكال كون النبي صلى الله عليه وسلم كرر الحديث في كل مرة يذكر ثلاثة من الولد ثم يقول واثنان. فبالنسبة كون عدة نساء سألن النبي صلى الله عليه وسلم (يا رسول الله واثنان)؟ قال: (واثنان). فأستبعد ابن حجر تعدد القصة. أما الرجال فيحمل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد أن يتكلوا بموت اثنين. لكثرة من يموت له اثنان لكن إذا سأل أجاب عن واثنان؟ قال لهم: واثنان (الفتح)
– رد ابن حجر على القرطبي حيث جعل الفضل لمن مات له ثلاثة دون أكثر من ذلك. يعني من مات له أكثر من ثلاثة صار كالعادة لا يجد مشقة في فقدهم وأن هذا خطأ من القرطبي.
– أصل الأجر على فقد المولود ثابت وإن اختلف العوض بحسب ما يقوم من الشفقة والإيمان.
—-‘
من الكتب في هذا الباب كتاب برد الأكباد عند فقد الأولاد .. كتاب يبحث في فضل الصبر على الابتلاء
وقد أورد فيه مؤلفه الآيات والأحاديث التي تحث الإنسان على الصبر، وأورد فيه قصص السلف ومواقفهم عندما تجتاحهم رياح المصائب، فتفقدهم أبناءهم، ثم بيّن فيه فضيلة الصبر على قضاء الله، مبيناً ما ينتظرهم من ثواب عظيم عند الله.
والمؤلف هو ابن ناصر الدين الدمشقي
ذكر المؤلف (الآيات والأحاديث الواردة في فضل الصبر) لكن نكتفي بهذا الحديث:
أن الله عزوجل يريد به خيرا ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من يُرد الله به خيراً يُصب منه”. أخرجه البخاري 5645
أما ما يخص (الصبر على الابتلاء بفقد الأولاد) فإن ثوابه أعظم وأجره أجلّ
حتى السقط (الجنين الميت) فإن الأبوين حين يحتسبانه عند الله فإنه يكون سبباً لدخولهما الجنة.
ويجب على المسلم حسن التعزي عما فُقد له من ولد، ومن أدبيات ذلك ما يلي:
قيل لأعرابية مات ابنها فصبرت: “ما أحسن عزاءك: فقالت: “إن فقدي إياه أمنني المصيبة بعده”. ثم أنشأت تقول:
ومن شاء بعدك فليمت فعليك كنت أحاذر
أورد المؤلف من فوائد الابتلاء عدداً وفيراً.
فمن فوائد الابتلاء: النظر إلى قهر الربوبية، والرجوع إلى ذل العبودية، فإنه ليس لأحد مفر عن أمر الله وقضائه، ولا محيد له عن حكمه النافذ وابتلائه، إنا لله ملكه وعبيده، يتصرف فينا كما يشاء وما يريده، وإنا إليه راجعون في جميع أمورنا، وإليه المصير، يجمعنا لنشوره.
ومنها حصول الإخلاص في الدعاء، وصدق الإنابة إلى الله، والالتجاء وشدة التضرع لمن لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء (وإن يمسسك الله بضرِّ فلا كاشف له إلا هو).
قال بعض السلف: “سنة الله استدعاء عباده لعبادته، بسعة الأرزاق ودوام المعافاة، ليرجعوا إليه سبحانه بنعمته، فإذا لم يفعلوا ابتلاهم بالبأساء والضراء، لعلهم إليه يرجعون”.
ومن فوائد الابتلاء: تمحيص الذنوب والسيئات، وبلوغ الدرجات العليا في الجنات، وأعلى من ذلك كله، حصول رضى الله العظيم، الذي هو أفضل من الجنة ونعيمها المقيم.
ومنها: معرفة قدر العافية لمن غفل عن إحصاء ذلك وعدّه، لأن الشيء لا يعرف إلا بضدّه، فيحصل بذلك الشكر الموجب للمزيد من النعم، لأن ما وسع الله بالعافية وأنعم، أكثر وأعظم، مما ابتلى وأسقم.
هذا كله يعني أن (النوح) أمر مرفوض
انتهى مقتطفات من كتاب برد الأكباد
====
قلت سيف:
وفي الصحيح المسند:
1289 – قال الحافظ ابن حجر كما في المطالب العالية: وقال أبو بكر (وهو ابن أبي شيبة)
حدثنا أبو خالد عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تعدون الرقوب فيكم قالوا الذي لا ولد له قال صلى الله عليه وسلم لا بل الذي لا فرط به.
وقال أبو يعلى حدثنا أبو بكر بهذا.
—————————-
وقلنا في شرحه:
– ورد في مسلم (2608) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ – وَاللَّفْظُ لِقُتَيْبَةَ – قَالَا: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا تَعُدُّونَ الرَّقُوبَ فِيكُمْ؟» قَالَ قُلْنَا: الَّذِي لَا يُولَدُ لَهُ، قَالَ: «لَيْسَ ذَاكَ بِالرَّقُوبِ وَلَكِنَّهُ الرَّجُلُ الَّذِي لَمْ يُقَدِّمْ مِنْ وَلَدِهِ شَيْئًا» قَالَ: «فَمَا تَعُدُّونَ الصُّرَعَةَ فِيكُمْ؟» قَالَ قُلْنَا: الَّذِي لَا يَصْرَعُهُ الرِّجَالُ، قَالَ: «لَيْسَ بِذَلِكَ، وَلَكِنَّهُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ».
و (الرقوب) أصل الرقوب في كلام العرب الذي لا يعيش له ولد ومعنى الحديث إنكم تعتقدون أن الرقوب المحزون هو المصاب بموت أولاده وليس هو كذلك شرعا بل هو من لم يمت أحد من أولاده في حياته فيحتسبه ويكتب له ثواب مصيبته به وثواب صبره عليه ويكون له فرطا وسلفا.
ثم ذكرنا خمسة عشر نقطة في علاج المصاب:
ثم نقلنا كلاما لابن تيمية:
-قال ابن تيمية أما ما يحدثه الله من مصائب فتارة بغير فعل الخلائق كالأمراض و نحوها و تارة بفعلهم و فصل الخطاب: …. و أما المصيبة بالولد فالولد تولد عن جماعه الذي صان نفسه به عن الزنا و قصد به النسل و تكثير الأمة و غض
وقال: و كثير من الناس لا يعرف النعمة إلا ما يلتذ به في دنياه
ثم قرر أن المصائب نعمه فقال: لكن لا منافاة بين كون الشيء مصيبة باعتبار و نعمة باعتبار فباعتبار ما يحصل له من الأذى هو مصيبة و باعتبار ما حصل به من الرحمة نعمة
فإذا غظ البصر عن المحارم فمات الولد فقد أثيب عليه من جهة و كفر الله به خطاياه من جهة لأنه تولد عن عمله انتهى باختصار.
وراجع الوسائل المفيدة للحياة السعيدة فقد بين الشيخ السعدي الطريقة التي يتلقى فيها أهل الإيمان المصائب، وأن المصيبة تتحول إلى أجور، والقلب راضي بما قدّر الله له، راجي رحمة ربه. بخلاف من هو بعيد عن الإيمان إذا جاءتهم المصيبة فلا تسأل عن حالهم ما أسوأة فهم لا يرجون أجر من الله، ويائسون من كل خير. انتهى بتصرف
جمع الروايات:
-الحديث ذكره البيهقي في باب ما يرجى من المصيبة بالأولاد إذا احتسبهم: كما في شعب الإيمان، وذكر معه حديث أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «لاَ يَمُوتُ لأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ فَتَمَسَّهُ النَّارُ إِلاَّ تَحِلَّةَ الْقَسَمِ». رَوَاهُ الْبُخَارِىُّ و مُسْلِمٌ وَزَادَ: «لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ».
وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ: أَنَّ نِسْوَةً اجْتَمَعْنَ فَأَتَاهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَعَلَّمَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ، ثُمَّ قَالَ: «مَا مِنْكُنَّ مِنِ امْرَأَةٍ تُقَدِّمُ بَيْنَ يَدَيْهَا مِنْ وَلَدِهَا ثَلاَثَةً إِلاَّ كَانُوا لَهَا حِجَابًا مِنَ النَّارِ». فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاثْنَيْنِ قَالَ: «وَاثْنَيْنِ». رَوَاهُ الْبُخَارِىُّ ومُسْلِمٌ زَادَ سُهَيْلٌ فِى رِوَايَتِهِ: «فَتَحْتَسِبَهُمْ» وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ لِنِسْوَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ: «لاَ يَمُوتُ لإِحْدَاكُنَّ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ فَتَحْتَسِبُهُمْ إِلاَّ دَخَلَتِ الْجَنَّةَ». فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: أَوِ اثْنَيْنِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «أَوِ اثْنَيْنِ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ، وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُتَوَفَّى لَهُ ثَلاَثَةٌ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ».في رواية عند البخاري بمعناه وزاد «بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ».
وعنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَتِ امْرَأَةٌ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ دَفَنْتُ ثَلاَثَةً مِنْ وَلَدِى فَقَالَ: «لَقَدِ احْتَظَرْتِ بِحِظَارٍ شَدِيدٍ مِنَ النَّارِ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ، عن أبي حسان قال قلت لأبي هريرة إنه قد مات لي ابنان فما أنت محدثي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (بحديث تطيب به أنفسنا عن موتانا قال: نعم، صغارهم دعاميص الجنة يتلقى أحدهم أباه أو قال أبويه فيأخذ بثوبه أو قال بيده كما آخذ أنا بصنفة ثوبك هذا فلا يتناهى أو قال فلا ينتهى حتى يدخله الله وأباه الجنة)
أصل الدعموص: دويبة تكون في الماء لا تفارقه أي هذا الصغير في الجنة لا يفارقها، صنفة ثوبك أي طرفه.
-ومما ورد في فضل موت الأولاد حديث أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلاَثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ إِلاَّ أَدْخَلَهُمُ اللَّهُ وَأَبَوَيْهِمُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ – قَالَ – وَيَكُونُونَ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَيُقَالُ لَهُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ فَيَقُولُونَ حَتَّى يَجِاءَ أَبَوَانَا فَيُقَالُ لَهُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَأَنْتُمْ وَأَبَوَاكُمْ بِفَضْلِ رَحْمَةِ اللَّهِ».
وَالأَخْبَارُ فِى هَذَا الْبَابِ كَثِيرَةٌ وَفِيمَا ذَكَرْنَا كِفَايَةٌ.
ومما يدل على الثواب في موت الولد الواحد:
عَنْ أَبِى سِنَانٍ قَالَ: دَفَنْتُ ابْنِى سِنَانًا وَأَبُو طَلْحَةَ الْخَوْلاَنِىُّ جَالِسٌ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ فَقَالَ حَدَّثَنِى الضَّحَّاكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا قَبَضَ اللَّهُ ابْنَ الْعَبْدِ قَالَ لِمَلاَئِكَتِهِ: مَا قَالَ عَبْدِى قَالُوا: حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ. قَالَ: ابْنُوا لَهُ بَيْتًا فِى الْجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ». أخرجه أحمد وضعفه محققو المسند 32/ 501
لكن يدل على ثواب موت الواحد حديث الرقوب وحديث قرة بن إياس وهو في الصحيح المسند:1081
وسبق ذكره
وفي جامع الأجوبة المفيدة في مسائل العقيدة:
معنى قول الله عز وجل {وإن منكم إلا واردها}
اختلف أهل العلم في هذه الآية:
فمنهم من ذهب أن المقصد بالورود هو دخول جهنم إلا أنه يكون بردا وسلاما على المؤمنين
قال الإمام ابن أبي زمنين في تفسيره: وتفسير الحسن إلا واردها إلا داخلها فيجعلها الله على المؤمنين بردا وسلاما كما جعلها على إبراهيم اهـ. وروي هذا القول عن ابن عباس رضي الله عنهما.
– فإن قلت إذا لم يكن على المؤمنين عذاب فما فائدة دخولهم النار.
قلت فيه وجوه , أحدها: أن ذلك مما يزيدهم سروراً إذا علموا الخلاص منه
وثانيها: أن فيه مزيد غم على أهل النار , حيث يرون المؤمنين يتخلصون منها وهم باقون فيها
وثالثها: أنهم إذا شاهدوا ذلك العذاب الذي على الكفار صار ذلك سبباً لمزيد التذاذهم بنعيم الجنة.
ومنهم من ذهب إلى أن المقصود المرور على الصراط.
ومنهم من ذهب إلى أن المقصود حضورها للخلائق كلهم، حتى يحصل الانزعاج من كل أحد، ثم بعد، ينجي الله المتقين.
واستدل من قال بالقول الأول:
بقوله تعالى: {ثم ننجي الذين اتقوا} والنجاة إنما تكون مما دخلت فيه
قال أبو بكر الأنباري: فثم تدل على نجاء بعد الدخول (الجامع لأحكام القرآن:11/ 49)
قال الشيخ الشنقيطي: دليل على أنهم وقعوا فيما من شأنه أنه هلكة ولذا عطف على قوله {وإن منكم إلا واردها} قوله {ثم ننجي الذين اتقوا} اهـ أضواء البيان
يقول ابن الجوزي: ويؤكده قوله تعالى: {ونذر الظالمين فيها جثيا} اهـ. 13/ 13
قال الشيخ الشنقيطي: أي نترك الظالمين فيها دليل على أن ورودهم لها دخولهم فيها إذ لو لم يدخلوها لم يقل {ونذر الظالمين فيها} بل يقول وندخل الظالمين اهـ أضواء البيان
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (لا يموت لأحد من المؤمنين ثلاثة من الولد فتمسه النار إلا تحلة القسم) وفي رواية (فيلج النار إلا تحلة القسم) أخرجاه في الصحيحين
واستدل أصحاب القول الثالث بأنه: يذكر الورود بمعنى الحضور، قال الله تعالى: (ولما ورد ماء مدين) أي: حضر.
وقال زهير شعرا:
فلمّا وردن الماء زُرْقاً جِمامُه … وضعْنَ عِصِيَّ الحاضِرِ المُتَخَيِّمِ
والقول الأول هو الصواب وهو ترجيح الإمام السمعاني بعد ذكر الأقوال قال: وأولى الأقاويل هو القول الأول انتهى
ورجح ابن حجر أن معنى الدخول هو المرور على الصراط.
ورد ابن حجر كثير من الأقوال فراجعه
وقد صححنا حديث في:
مسند أحمد
4141 حدثنا عبدالرحمن عن اسرائيل عن السدي عن مرة عن عبدالله: (وإن منكم إلا واردها) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يرد الناس النار كلهم، ثم يصدرون عنها بأعمالهم”
بينما الحديث الذي أورده ابن حجر عن عبدالرحمن بن بشر الأنصاري مرفوعا من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث لم يرد النار إلا عابر سبيل. فضعيف لاختلاط عبدالملك بن عمير ولم تميز مروياته.
وكذلك حديث جابر مرفوعا: الورود الدخول لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها فتكون على المؤمنين بردا وسلاما. لا يصح كما في الضعيفة 4761. وضعفه كذلك محققو المسند.
====
أحاديث في السقط:
حديث علي رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن السقط ليراغم ربه إذا دخل أبواه النار فيقال له: أيها السقط المراغم، أدخل أبويك الجنة، فيخرجهما بسرره حتى يدخلهما الجنة).
وقد ضعفه النووي والحافظ الدمياطي والسيوطي والألباني.
وحديث روي عن جمع من الصحابة -رضي الله عنهم- أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: (السقط يظل محبنطئا أي”متغضبا” فيقال له: ادخل الجنة، فيقول: حتى يدخل أبواي، فيقال: ادخل أنت وأبواك).
وقد ضعفه ابن حبان والعراقي والهيثمي والسيوطي والألباني.
قلت سيف: ذكر العقيلي في ترجمة علي بن نافع عن بهز بن حكيم مجهول بالنقل، حديثه. وذكر له هذا الحديث: ( ….. ادخل أنت وأبواك) وحديث (سوداء ولود خير من حسناء لا تلد إني مكاثر بكم). وهذان المتنان يرويان بغير هذا الإسناد بإسناد أصلح من هذا. انتهى الضعفاء الكبير
ورد – (دعوا الحسناء العاقر، وتزجوا السوداء الولود؛ فإني أكاثر بكم الأمم يوم القيامة، حتى السقط يظل محبنطئاً؛ أي: متغضباً، فيقال له: ادخل الجنة. فيقول: حتى يدخل أبواي. فيقال: ادخل أنت وأبواك).
وهو في السلسلة الضعيفة للشيخ الألباني
وحديث أنس رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (السقط يثقل الله به الميزان ويكون شافعا لأبويه يوم القيامة).
وقد ضعفه الألباني.
وحديث معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (والذي نفسي بيده إن السقط ليجر أمه بسرره إلى الجنة إذا احتسبته).
وقد ضعفه النووي والعراقي وحسنه الدمياطي والألباني.
قال الألباني: صحيح لغيره (صحيح الترغيب)
وبعضهم يستدلون بأنه يشفع لأبويه بما رواه البخاري – تعليقا – قال: يقرأ الحسن على الطفل فاتحة الكتاب، ويقول: (اللهم اجعله لنا سلفا، وفرطا، وذخرا، وأجرا).
أما حديث أبي حسان قال:
قلت لأبي هريرة إنه قد مات لي ابنان، فما أنت محدثي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث تطيب به أنفسنا عن موتانا؟ قال قال نعم
صغارهم دعاميص الجنة،
يتلقى أحدهم أباه أو قال أبويه.
فهو في الصغار وليس في السقط. لكن يدخل السقط في معناه
فالسقط فيه الروح، ويحصل التوجع لفقده، … وفضل الله واسع. وأشار العقيلي أن بعض الأسانيد صالح. كما سبق النقل عنه
– من المراجع في هذا الباب موسوعة بعنوان موسوعة فقه الإبتلاء، وأصغر منه كتاب تسلية المصاب وهو الذي لخصته في هذا المبحث. وكتاب سلوة الكئيب بوفاة الحبيب لابن ناصر الدين الدمشقي
——
– يبدأ البخاري أحيانا تبويباته بآيات مناسبة.
– حث الإسلام على حب الصغار ورحمتهم.
——-
اختصار من كتاب تسلية نفوس الرجال والنساء عند فقد الأطفال مع حذف ما سبق ذكره:
وخرج النسائي (1/ 615) من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما منمسلمين يموت لهما ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهما الله بفضل رحمته إياهم الجنة. قال: يقال لهم: ادخلوا الجنة. فيقولون: حتى يدخل أبوانا) في المجتبى
(آباؤنا). (فيقال لهم: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم). صححه الالباني في أحكام الجنائز
وخرج الإمام أحمد وابن ماجه أيضا من حديث عتبة بن عبد السلمي، سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا
الحنث إلا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء دخل). وحسنه الألباني في سنن ابن ماجه (1604)
وفي رواية للإمام أحمد، (أن الله تعالى يقول للوالدان يوم القيامة: ادخلوا الجنة.
فيقولون: يا رب حتى يدخل آباؤنا وأمهاتنا. قال: فيأبون. فيقول الله عز وجل:
مالي أراهم محبنطئين؟. ادخلوا الجنة. فيقولون: يارب آباؤنا. فيقول: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم).
جود إسناده محققو المسند (28/ 174)
وقالوا: رجاله ثقات رجال الصحيح غير شرحبيل بن شفعة فقد ذكره ابن حبان وابن خلفون في الثقات. وهو من شيوخ حريز. وشيوخ كلهم ثقات كما ذكرها أبوداود. وقال الحافظ في التقريب: صدوق.
محبنطئين: المتغضب المستبطئ للشيء. وقيل: هو الممتنع امتناع طلِبَة، لا امتناع إباء.
وفي المعنى أحاديث كثيرة جدا. وقد كان الصحابة يرجون ذلك عند موتهم، كما
روي عن أبي ذر أنه لما حضرته الوفاة بكت أم ذر فقال لها: أبشري ولا تبكي؛
فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يموت بين امرأين مسلمين
ولدان أو ثلاثة، فيصبران ويحتسبان فيريان النار أبدا). وقد مات لنا ثلاثة من
الولد. حسنه محققو المسند (35/ 300)
وفي حديث أبي هريرة أنهم دعاميص الجنة. (رواه مسلم 2635) والدعموص: دويبة
صغيرة تكون في الماء. والمعنى أنهم يتربون في أنهار الجنة، ويغتمسون فيها.
أي: يلعبون فيها.
وقد روي أنه يكفلهم إبراهيم عليه السلام وزوجته سارة عليها السلام.
يشهد لذلك ما في صحيح البخاري (6640) عن سمرة بن جندب، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أتاني الليلة آتيان، –
فذكر حديثا طويلا وفيه، إن الملكين فسراه له، وأنهما جبريل وميكائيل، وأنه من جملة ما رأى – رجلا طويلا في روضة وحوله ولدان وقالا له: الرجل الطويل في الروضة إبراهيم، والولدان حوله كل مولود مات على الفطرة. فقال رجل. يا رسول الله وأولاد المشركين؟ قال: وأولاد المشركين)
وبعض الأطفال له مرضع في الجنة، مثل إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه
وسلم؛ فإنه لما مات قبل أن يفطم قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن له مرضعا في الجنة تكمل رضاعه فيها. رواه البخاري 1316
وفي رواية: إن له مرضعين
يكملان رضاعه في الجنة رواه مسلم 2316 بلفظ: وإن له لظئرين تكملان رضاعه في الجنة
، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد حضره وهو يكيد بنفسه، فدمعت عيناه صلى الله عليه وسلم وقال: تدمع العين
ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون.