272 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
============
مسند أحمد:
: 13655 – حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَلَمْ آتِكُمْ ضُلَّالًا فَهَدَاكُمُ اللهُ بِي، وَأَعْدَاءً فَأَلَّفَ اللهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ بِي؟ ” ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: ” أَلَا تَقُولُونَ أَتَيْتَنَا طَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ، وَخَائِفًا فَآَمَّنَّاكَ، جملة وَمَخْذُولًا فَنَصَرْنَاكَ؟ ” فَقَالُوا: بَلْ لِلَّهِ الْمَنُّ عَلَيْنَا وَلِرَسُولِهِ.
إسناده صحيح على شرط مسلم.
قلت سيف: على شرط الذيل على الصحيح المسند (قسم الزيادات على الصحيحين)
أخرجه البخاري 4337 ومواضع أخرى، ومسلم 1059 من حديث أنس، لكن جملة (أَلَمْ آتِكُمْ ضُلَّالًا فَهَدَاكُمُ اللهُ بِي، وَأَعْدَاءً فَأَلَّفَ اللهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ بِي؟ ” ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: ” أَلَا تَقُولُونَ أَتَيْتَنَا طَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ، وَخَائِفًا فَآَمَّنَّاكَ، وَمَخْذُولًا فَنَصَرْنَاكَ؟ ” فَقَالُوا: بَلْ لِلَّهِ الْمَنُّ عَلَيْنَا وَلِرَسُولِهِ) لم يخرجاها من حديث أنس، وإنما هي عند الشيخين من حديث عبدالله بن زيد بن عاصم ولفظه (ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي وعالة فأغناكم الله بي ومتفرقين فجمعكم الله بي ويقولون الله ورسوله أمن، فقال: ألا تجيبون؟ فقالوا: الله ورسوله أمن، فقال: أما إنكم لو شئتم أن تقولوا كذا وكذا وكان من الأمر كذا وكذا لأشياء عددها زعم عمرو أن لا يحفظها فقال: ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاة … )
ووردت من حديث أبي سعيد عند أحمد 18/ 106
وراجع الصحيحة 1768 للتوسع في طرق الحديث
=======
قال العلامة العباد حفظه الله: ولما قسم صلى الله عليه وسلم غنائم حنين وأكثر العطاء للمؤلفة قلوبهم وجد الأنصار رضي الله عنهم في أنفسهم شيئا إذا لم يصبهم ما أصاب الناس، فأتى إليهم صلى الله عليه وسلم وقال: “ألم آتكم ضلالا فهداكم الله بي، وكنتم متفرقين فألفكم بي، وعالة فأغناكم الله بي” وقد ذكرهم الله سبحانه في كتابه العزيز بهذه النعمة وأنها من أعظم النعم عليهم فقال: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا}. وقال سبحانه: {وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.
هذه بعض الأمراض التي انتشرت قبل بعثته صلى الله عليه وسلم، منّ الله سبحانه وتعالى على البشرية بإرسال رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لينقلها من ذل عبادة المخلوق إلى عز طاعة الخالق جل وعلا، ومن الظلم والجور وسفك الدماء إلى ساحة العدل والأمن والاطمئنان، من الفرقة والاختلاف إلى الاجتماع والائتلاف، من التعاون على الإثم والعدوان إلى التعاون على البر والتقوى، من الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من الغش والخيانة إلى النصح والأمانة، من الجزع والهلع والاعتراض على قضاء الله إلى الصبر والثبات والرضى بما قدره الله وقضاه، وفي الجملة: من كل ضار عاجلا وآجلا إلى كل نافع في الحال والمآل. [من أخلاق الرسول عليه الصلاة و السلام، للعلامة العباد حفظه الله].
قال العلامة صالح بن حميد:
إنهم الأنصار، مَثَلٌ فريد للرجال الذين تقوم بهم المهمات العظمى، وإن شأن الدنيا أنزل قدراً من أن يأسى لها رجل العقيدة والإيمان، وإن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأنصار ليفيض بمشاعر المحبة للأنصار، ويفيض بدلائل التألم النبوي أن يُتَهم من قبل أحب الناس إليه.
لقد لامست هذه الخفقات مشاعر الأنصار، ونفضت ما عسى أن يكون قد علق بهم من الوساوس والهواجس، فأجهشت بالبكاء الصدور وارتفعت بالنشيج الأصوات، واخضلت بالدموع اللحى.
ثم متى كان المال في ميزان رسول الله صلى الله عليه وسلم دليلاً على التقدير أو برهاناً على الحب، لقد كان نصيبه كنصيب الأنصار، فالمال أعطاه مَن أعطاه، وعاد بالأنصار وعادت الأنصار به؛ ليكون المحيا والممات بينهم، صلى الله عليه وعلى آله الأطهار، وأصحابه الأبرار من المهاجرين والأنصار، وجمعنا تحت لوائه المحمود، وسقانا من حوضه المورود بمنه وكرمه.
المصدر: [معاقد العز ودروس من غزوة حنين].
فضل الأنصار رضي الله عنهم]
قال البخاري رحمه الله (ج7 ص114): حدّثنا يعقوب بن إبراهيم بن كثير، حدّثنا بهز بن أسد، حدّثنا شعبة. قال: أخبرني هشام بن زيد. قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ومعها صبيّ لها فكلّمها رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فقال: ((والّذي نفسي بيده إنّكم أحبّ النّاس إليّ)) مرّتين.
قال البخاري رحمه الله (ج7 ص113): حدّثنا أبومعمر، حدّثنا عبد الوارث، حدّثنا عبد العزيز، عن أنس رضي الله عنه قال: رأى النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- النّساء والصّبيان مقبلين قال: حسبت أنّه قال من عرس فقام النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ممثلاً فقال: ((اللهمّ أنتم من أحبّ النّاس إليّ)) قالها ثلاث مرار.
قال البخاري رحمه الله (ج7 ص118): حدّثنا آدم، حدّثنا شعبة، حدّثنا أبوإياس معاوية بن قرّة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((لا عيش إلا عيش الآخرة، فأصلح الأنصار والمهاجرة)).
وعن قتادة، عن أنس، عن النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- مثله، وقال: ((فاغفر للأنصار)).
[اقتبسته من كتاب الإلحاد الخميني في الحرمين]