: 230 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
——–‘——–‘——–
مسند أحمد
12112 حدثنا أبومعاوية عن الأعمش عن أبي سفيان
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو جالس حزينا قد خضب بالدماء ضربه بعض أهل مكة فقال له: ما لك؟
فقال له: فعل بي هؤلاء وفعلوا
قال: فقال له جبريل: أتحب أن أريك آية؟
فقال: نعم
قال: فنظر إلى شجرة من وراء الوادي فقال: ادع تلك الشجرة، فدعاها
قال: فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه
فقال: مرها فلترجع، فأمرها، فرجعت إلى مكانها
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حسبي
قلت سيف: على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند
فقد علق الشيخ مقبل صحته على ثبوت سماع أبي سفيان وهو طلحة بن نافع.
لكن لا بأس من أن نجعله على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند فإذا تبين لنا شئ بعد ذلك ذكرناه إن شاء الله.
———–
قوله (أن أريك) من الجاه والشرف لآية تخفف عنه هذه المحن وأنه لا يبالي صاحبه بإضعاف هذه المحن والشدائد. أنظر ” حاشية السندي على سنن ابن ماجة “.
عنون ابن الجوزي في كتابه ” الوفا بتعريف فضائل المصطفى ” في سؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه أن يريه آية تقوّي ما عنده.
ما يؤخذ من الحديث:
__________
1 – الصبر على البلاء، و البلاء يكون على قدر دينه.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه لهذا الحديث:
” (أشد الناس بلاءً الأنبياء) لأن الله سبحانه وتعالى ابتلاهم بالنبوة، وابتلاهم بالدعوة إلى الله، وابتلاهم بقوم ينكرون ويصفونهم بصفات القدح والذم، ولكن هذا الابتلاء هو في الواقع؛ لأن كل ما أصابهم من جرائها فهو رفعة في درجاتهم.
(ثم الأمثل فالأمثل) يعني: الأصلح فالأصلح، كلما كان الإنسان أصلح، وكلما كان أقوى دعوة إلى الله، وكلما كان أشد تمسكاً في دين الله، كان له أعداء أكثر، قال الله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ) الفرقان/31، وعداوة المجرمين للأنبياء ليس لأشخاصهم بل لما جاءوا به من الحق، وعلى هذا فيكون كل من تمسك بما جاءوا به من الحق ناله من العداوة من المجرمين مثلما ينال الأنبياء أو أقل بحسب الحال، والله عز وجل حكيم يبتلي بالنعم ويبتلي بالنقم، فابتلاؤه بالنعم ليبلونا أنشكر أم نكفر، وبالنقم ليبلونا أنكفر أم نصبر، هذا هو معنى الحديث ” ” لقاء الباب المفتوح ” (94/ 13) بترقيم الشاملة.
والبلاء يكون في كل شيء في النعم والنقم والخير والشر وعدد ما شئت قال تعالى: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ) الأنبياء/ 35، قال الطبري رحمه الله:
” يقول تعالى ذكره: ونختبركم أيها الناس بالشر وهو الشدة نبتليكم بها، وبالخير وهو الرخاء والسعة العافية فنفتنكم به ” “تفسير الطبري” (18/ 439)
وقال ابن كثير رحمه الله:
” أَيْ: نَخْتَبِرُكُمْ بِالْمَصَائِبِ تَارَةً، وَبِالنِّعَمِ أُخْرَى، لِنَنْظُرَ مَنْ يَشْكُرُ وَمَنْ يَكْفُرُ، وَمَنْ يَصْبِرُ وَمَنْ يَقْنَطُ، كَمَا قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَة َ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: (وَنَبْلُوكُمْ)، يَقُولُ: نَبْتَلِيكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً، بِالشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ، وَالصِّحَّةِ وَالسَّقَمِ، وَالْغِنَى وَالْفَقْرِ، وَالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، وَالطَّاعَةِ وَالْمَعْصِيَةِ وَالْهُدَى وَالضَّلَالِ “.
انتهى من ” تفسير ابن كثير” (5/ 342).
2 – أن عداوة المجرمين للدعاة الى الله باقية الى قيام الساعة، وعداوتهم لانهم على الحق وليس لاشخاصهم، و لهذا على الداعية الى الله أن يصبر مما يلاقيه من الأذى، و إن حصلت الأذية فعليه أن يتذكر عداوة المجرمين للأنبياء، وكيف أنهم صبروا مما لاقوه من هؤلاء المجرمين، ولكن العاقبة للمتقين، قال تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا)
قال ابن جرير الطبري في تفسيره: وقوله: (وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا) يقول تعالى ذكره لنبيه: وكفاك يا محمد بربك هاديا يهديك إلى الحقّ، ويبصرك الرشد، ونصيرا: يقول: ناصرا لك على أعدائك، يقول: فلا يهولنك أعداؤك من المشركين، فإني ناصرك عليهم، فاصبر لأمري، وامض لتبليغ رسالتي إليهم.
هذه تسلية للنبي عليه الصلاة والسلام في أذية الكفار للأنبياء من قبله، و قد يتعرض الداعية الى الله من قبل الأعداء وأهل البدع في صدهم لدين الله ونشر الضلالات والمعاصي بين الناس، فعليه الصبر في نشره للعلم ورد الشبهات بالحجج والبراهين، فالله هو ولينا وناصرنا.
3 – انقياد الشجر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكره ابن كثير في البداية و النهاية (ج6/ 135) بترقيم الشاملة
4 – و من دلائل النبوة التي أيد الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم من نطق و تحرك الجماد و النبات. استفدته من تعليق للاخ رامي وفقه الله.
قلت سيف: ذكرنا في شرح عون الصمد في شرح حديث 14119 من مسند أحمد في قصة حنين الجذع بعض الأحاديث التي أيده الله بها فيها سلام الحجر عليه، والشجرتين اللتان انقادتا له ليستتر بهما في قضاء حاجته.
وشجرة السلمة التي انقادت فشهدت له بالرسالة.
لكن قصة شجرة السلمة لا تصح:
ـ في المسند المعلل:
ـ قال أحمد بن حنبل: عطاء بن أبي رباح قد رأى ابن عمر، ولم يسمع منه. «المراسيل» لابن أبي حاتم (565).
ـ وقال ابن أبي حاتم الرازي: سمعت أبي، رضي الله عنه، ذكر حديثا؛ رواه ابن فضيل، عن أبي حيان، عن عطاء، عن ابن عمر، قال: كنا مع النبي صَلى الله عَليه وسَلم في سفر، فأقبل أعرابي، فقال له النبي صَلى الله عَليه وسَلم: هل لك إلى خير من الذهاب؟ قال: نعم، قال: تشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأني رسول الله، قال الأعرابي: فمن يشهد لك؟ قال: هذه الشجرة التي على داري … الحديث.
قال أبي: وقد حدثنا علي الطنافسي، وعبد المؤمن بن علي، عن ابن فضيل هكذا، وأنا أنكر هذا، لأن أبا حيان لم يسمع من عطاء، ولم يرو عنه، وليس هذا الحديث من حديث عطاء.
قلت: من تراه؟ قال: بحديث أبي جناب أشبه. «علل الحديث» (2687).
ويغني عنه:
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجل من بني عامر فقال: يا رسول الله! أدني الخاتم الذي بين كتفيك فإني من أطب الناس، فقال له رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «ألا أريك آية؟!» قال: بلى، قال: فنظر إلى نخلة فقال: «ادع ذلك العذق» قال: فدعاه، فجاء ينقز حتى قام بين يديه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «ارجع» فرجع إلى مكانه، فقال العامري: يا آل بني عامر! ما رأيت كاليوم رجلًا أسحر!
أخرجه أحمد (1/ 223)، وهو في الصحيحة 3315. و الصحيح المسند 636. وصححه محققو المسند.
قال صاحب كتاب عجائب المخلوقات من تلاميذ الشيخ مقبل:
وقال شيخنا مقبل في «الدلائل» ص (98): حديث صحيح. وهو كما قال