227 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
————-
مسند أحمد:
14387 – حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ما من ذكر ولا أنثى، إلا وعلى رأسه جرير معقود ثلاث عقد، حين يرقد، فإن استيقظ فذكر الله، انحلت عقدة، فإذا قام فتوضأ، انحلت عقدة، فإذا قام إلى الصلاة، انحلت عقده كلها ”
______
قال محققو المسند: إسناده قوي على شرط مسلم.
وأخرجه ابن خزيمة (1133)، وعنه ابن حبان (2554) من طريق حفص ابن غياث، وابن خزيمة بإثر الحديث (1133) من طريق شيبان النحوي، وأبو يعلى (2298) من طريق عبد الله بن نمير، وابن حبان (2556) من طريق عيسى ابن يونس، أربعتهم عن الأعمش، بهذا الإسناد- زاد شيبان: “وأصبح خفيفا طيب النفس قد أصاب خيرا”، وزاد ابن نمير: “وأصبح نشيطا قد أصاب خيرا،
وإن هو نام لا يذكر الله أصبح عليه عقده ثقيلا”، وزاد عيسى بن يونس: “وإن أصبح ولم يذكر الله أصبح وعقده عليه، وأصبح ثقيلا كسلانا لم يصب خيرا”.
وأخرجه الطبراني في “الأوسط” (9197) من طريق أبي الزبير، عن جابر.
وفيه زمعة بن صالح، وهو ضعيف.
وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7308).
الجواب (سيف): على الشرط
وحديث أبي هريرة أخرجه البخاري 3096ومسلم 776. وورد من حديث عقبه بن عامر وهو في الصحيح المسند برقم 937
واستدل ابن حجر بحديث جابر على أن العقد على الحقيقة؛ لأن معنى (على رأسه جرير معقود … ) حبل، وذكر أنه ورد ذكر الحبل في بعض طرق حديث أبي هريرة أخرجها ابن ماجه ومحمد بن نصر بلفظ (على رأس أحدكم حبل … )
ولاحمد من طريق الحسن عن أبي هريرة بلفظ (على رأسه بجرير) ….
ثم ذكر مسائل أخرى (راجع الفتح)
———–‘——–‘——-
[القافية]
قال ابن عبد البر: القافية مؤخر الرأس وهو القذال وقافية كل شيء آخره ومنه قيل في أسماء النبي صلى الله عليه وسلم المقفى لأنه آخر الأنبياء ومنها أخذت قوافي الشعر لأنها أواخر الأبيات
وأما عقد الشيطان على قافية رأس بن آدم إذا رقد فلا يوصل إلى كيفية ذلك وأظنه كناية عن جنس الشيطان وتثبيطه للإنسان على قيام الليل وعمل البر ” الاستذكار” (2/ 375).
قال الحافظ ابن حجر: ويحتمل أن تكون الصلاة المنفية في الترجمة صلاة العشاء فيكون التقدير إذا لم يصل العشاء فكأنه يرى ان الشيطان انما يفعل ذلك بمن نام قبل صلاة العشاء بخلاف من صلاها ولا سيما في الجماعة وكأن هذا هو السر في إيراده لحديث سمرة عقب هذا الحديث لأنه قال فيه وينام عن الصلاة المكتوبة ولا يعكر على هذا كونه أورد هذه الترجمة في تضاعيف صلاة الليل لأنه يمكن أن يجاب عنه بأنه أراد دفع توهم من يحمل الحديثين على صلاة الليل لأنه ورد في بعض طرق حديث سمرة مطلقا غير مقيد بالمكتوبة والوعيد علامة الوجوب وكأنه أشار إلى خطأ من احتج به على وجوب صلاة الليل حملا للمطلق على المقيد ثم وجدت معنى هذا الإحتمال للشيخ ولي الدين الملوي وقواه بما ذكرته من حديث سمرة فحمدت الله على التوفيق لذلك ويقويه ما ثبت عنه صلى الله عليه و سلم أن من صلى العشاء في جماعة كان كمن قام نصف ليلة لأن مسمى قيام الليل يحصل للمؤمن بقيام بعضه فحينئذ يصدق على من صلى العشاء في جماعة أنه قام الليل والعقد المذكورة تنحل بقيام الليل فصار من صلى العشاء في جماعة كمن قام الليل في حل عقد الشيطان وخفيت المناسبة على الإسماعيلي فقال ورفض القرآن ليس هو ترك الصلاة بالليل ويتعجب من اغفاله آخر الحديث حيث قال فيه وينام عن الصلاة المكتوبة والله أعلم. ” الفتح” (3/ 24)
[اختلاف العلماء في العقد]
قال النووي على مسلم: واختلف العلماء في هذه العقد فقيل هو عقد حقيقي بمعنى عقد السحر للإنسان ومنعه من القيام قال الله تعالى (ومن شر النفاثات في العقد) فعلى هذا هو قول يقوله يؤثر في تثبيط النائم كتأثير السحر وقيل: يحتمل أن يكون فعلا يفعله كفعل النفاثات في العقد وقيل: هو من عقد القلب وتصميمه فكأنه يوسوس في نفسه ويحدثه بأن عليك ليلا طويلا فتأخر عن القيام وقيل: هو مجاز كنى به عن تثبيط الشيطان عن قيام الليل.
قوله صلى الله عليه وسلم: (فإذا استيقظ فذكر الله عز وجل انحلت عقدة وإذا توضأ انحلت عنه عقدتان فإذا صلى انحلت العقد فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان).
فيه فوائد:
منها الحث على ذكر الله تعالى عند الاستيقاظ وجاءت فيه أذكار مخصوصة مشهورة في الصحيح وقد جمعتها وما يتعلق بها في باب من كتاب الأذكار ولا يتعين لهذه الفضيلة ذكر لكن الأذكار المأثورة فيه أفضل ومنها التحريض على الوضوء حينئذ وعلى الصلاة وإن قلت. انتهى كلام النووي
[الجمع بين الأمور الثلاثة الذكر والوضوء والصلاة]
و قال أيضا: وظاهر الحديث أن من لم يجمع بين الأمور الثلاثة وهي الذكر والوضوء والصلاة فهو داخل فيمن يصبح خبيث النفس كسلان وليس في هذا الحديث مخالفة لقوله صلى الله عليه وسلم (لا يقل أحدكم خبثت نفسي) فإن ذلك نهي للإنسان أن يقول هذا اللفظ عن نفسه وهذا إخبار عن صفة غيره واعلم أن البخاري بوب لهذا الحديث باب عقد الشيطان على رأس من لم يصل فأنكر عليه المازري وقال الذي في الحديث أنه يعقد قافية رأسه وإن صلى بعده وإنما ينحل عقده بالذكر والوضوء والصلاة قال ويتأول كلام البخاري أنه أراد أن استدامة العقد إنما تكون على من ترك الصلاة وجعل من صلى وانحلت عقده كمن لم يعقد عليه لزوال أثره.
قال الطيبي في المشكاة: التقييد بالثلاث إما للتأكيد، أو لأن الذي ينحل به عقدته ثلاثة أشياء: الذكر، والوضوء، والصلاة. فكأن الشيطان منعه عن كل واحد منهما بعد عقدها على قافيته. ولعل تخصيص القفا لأنه محل الواهمة ومجال تصرفها. وهي أطوع القوى للشيطان وأسرعها إجابة إلى دعوته.
[هل المراد صلاة الفجر أو قيام الليل]
قال العباد: قال بعض أهل العلم: إن ذلك يحمل على صلاة الفجر، وبعضهم قال: إنه يحمل على صلاة الليل، وأبو داود أورده في صلاة الليل، ومعلوم أنه قد جاء في الحديث أن من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله، لكن هناك فرق بين الإنسان الذي قام من الليل وصلى وهو منشرح الصدر ونفسه طيبة، والإنسان الذي ما قام إلا عند الأذان، وإن كان يقوم للصلاة وعنده نشاط، إلا أن ذاك أكمل منه وأحسن. ” شرح سنن أبي داود”
[فوائد الحديث]
قال ابن عبدالبر في التمهيد: في هذا الحديث أن الشيطان ينوم المرء ويزيده ثقلا وكسلا بسعيه وما أعطي من الوسوسة والقدرة على الإغواء والتضليل وتزيين الباطل والعون عليه إلا عباد الله المخلصين.
قال ابن الملقن في التوضيح (4/ 86): الإشارة إلى ملازمة الشيطان لابن آدم من حين خروجه من ظهر أبيه إلى رحم أمه إلى حين موته -أعاذنا الله منه- فهو يجري منه مجرى الدم، وعلى خيشومه إذا نام، وعلى قلبه إذا استيقظ، فإذا غفل وسوس، وإذا ذكر الله خنس، ويضرب على قافية رأسه إذا نام ثلاث عقد: عليك ليل طويل؛ وينحل بالذكر والوضوء والصلاة.
قال الأثيوبي في الذخيرة (17/ 293): وقد ورد الأمر بصلاة الركعتين الخفيفتين عند مسلم من حديث أبي هريرة – رضي اللَّه عنه -، فاندفع إيراد من أورد أن الركعتين الخفيفتين إنما وردتا من فعله – صلى اللَّه عليه وسلم -، وهو منزّه عن عقد الشيطان، حتى ولو لم يَرِد الأمر بذلك لأمكن أن يقال: يحمل فعله على تعليم أمته، وإرشادهم إلى ما يحفظهم من الشيطان. وقد وقع عند ابن خزيمة من وجه آخر عن أبي هريرة في آخر الحديث: “فحُلُّوا عقد الشيطان ولو بركعتين”. قاله في “الفتح”. وهو بحث نفيس جدًا. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
حكم افتتاح صلاة التراويح بركعتين خفيفتين
•———————————•
[السؤال] فضيلة الشيخ: ما تقولون في إمام يفتتح صلاة القيام بجماعته بركعتين خفيفتين من إحدى عشرة ركعة فما صحة فعله؟
الجواب: فعله هذا ليس بصحيح، افتتاح القيام الذي هو التراويح بركعتين خفيفتين غير صحيح؛ لأن افتتاح قيام الليل بركعتين خفيفتين إنما يكون لمن نام، ووجه ذلك: أن الإنسان إذا نام عقد الشيطان على قافيته ثلاث عقد، فإذا قام وذكر الله انحلت عقدة، فإذا تطهر انحلت العقدة الثانية، فإذا صلى انحلت العقدة الثالثة، ولهذا صار الأفضل لمن قام الليل بعد النوم أن يفتتح قيام الليل بركعتين خفيفتين ثبتت بذلك السنة من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفعله، أما التراويح فإنها تفعل قبل النوم فلا تفتتح بركعتين خفيفتين. ” اللقاء الشهري” للعلامة ابن عثيمين رحمه الله.