: 222 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة
——–‘——-‘——-
24043 قال الامام أحمد: حدثنا محمد بن فضيل قال حدثنا الاعمش عن أبي صالح قال سئلت عائشة وأم سلمة أي العمل كان أعجب إلى النبي صلى الله عليه وسلم قالتا ما دام وإن قل
قال صاحبنا ابوصالح:
أخرجه الامام أحمد برقم 24043 والترمذي في سننه من طريق ابن فضيل به
قال الترمذي حسن غريب من هذا الوجه
تابعه سفيان الثوري عن أبي إسحق عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أم سلمة وحدها بلفظ كان أحب ..
أخرجه وكيع في الزهد ومن طريقه الامام أحمد 26718 ..
تابعه شعبة عن أبي إسحق سمعت أبا سلمة به
أخرجه أحمد في مسنده 26730 والنسائي في الكبرى وأبو يعلى في مسنده
وتابعهما جمع ذكر بعضهم الدارقطني في العلل 3954 وأشار إلى تصويب هذه الطريق
والحديث علق عليه الشيخ سيف عند الحديث رقم 26730 فقال على الشرط
فأحببت ذكره من باب التأكيد لاني بعد الدراسة وجدت تعليق الشيخ ثم إن في حديث الباب فائدة تدفع قول من أعل الحديث كونه من مسند عائشة فقط وقد صرح التابعي أنهما قالتاه.
وأما مسند عائشة ففي الصحيحين
ففي مسند أحمد
26730 – حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت أبا إسحاق، أنه سمع أبا سلمة، يحدث عن أم سلمة، قالت: «ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان أكثر صلاته قاعدا غير الفريضة، وكان أحب العمل إليه أدومه، وإن قل»
قلت سيف:
على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند
اما جزؤه الأول عند البخاري590 فإنما هو من حديث عائشه؛ وكذلك الذي عند مسلم 785 هو من حديث عائشة،
وحديثنا عن أم سلمة
وهناك خلاف في الإسانيد كما في العلل للدارقطني 15/ 209 (3954) رجح فيه هذا الإسناد عن أبي سلمة عن أم سلمة.
وذكر النسائي مخالفة عثمان بن أبي سليمان فرواه عن أبي سلمة عن عائشه كما في السنن الصغرى والكبرى
———-‘———‘——–
[الحث على مداومة العمل وإن قل]
بوب الإمام البخاري باب أحب الدين إلى الله أدومه وذكر في الباب حديث عائشة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) دخل عليها وعندها امرأة فقال: ” من هذه ” فقالت (468): فلانة – تذكر من صلاتها – فقال (469): ” مه، عليكم بما تطيقون، فوالله لا يمل الله حتى تملوا “. وكان أحب الدين إليه: مادام عليه صاحبه.
قال ابن رجب في الفتح (1/ 150 – 151): فإن المراد بهذا الحديث: الاقتصاد في العمل والأخذ منه بما يتمكن صاحبه من المداومة عليه، وأن أحب العمل إلى الله مادام صاحبه عليه وإن قل. وقد روي ذلك في حديث آخر.
وكذلك كان حال النبي (صلى الله عليه وسلم) كان عمله ديمة، وكان إذا عمل عملا أثبته. وقد كان ينهى عن قطع العمل وتركه، كما قال لعبد الله بن عمرو ” لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل ” (473). وقوله ” إن الله لا يمل حتى تملوا ” (474). وفي رواية: ” لا يسأم حتى تسأموا ” (475). الملل والسآمة للعمل يوجب قطعه وتركه، فإذا سأم العبد من العمل ومله قطعه وتركه فقطع الله عنه ثواب ذلك العمل؛ فإن العبد إنما يجازى بعمله، فمن ترك عمله انقطع عنه ثوابه وأجره إذا كان قطعه لغير عذر من مرض أو سفر أو هرم.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (3/ 18): وفي هذا الحديث الحث على المداومة على العمل وإن قل وفيه الاقتصاد في العبادة وترك التعمق فيها لأن ذلك انشط والقلب به أشد انشراحا.
قال بدر الدين العيني: والمطلوب في هذا المداومة والمواظبة وكلما واظب العبد عليه وداوم زاد من الله محبة لأن الله تعالى يحب مداومة العبد على العمل الصالح. ” عمدة القاري”
قال العباد: أورد أبو داود هذه الترجمة: باب ما يؤمر به من القصد في الصلاة، والقصد: هو التوسط والاعتدال، وعدم الإفراط والتفريط، بحيث أن الإنسان لا يكون يقدم على العبادة في وقت من الأوقات فيكثر، ثم يهمل بعد ذلك، بل عليه أن يكون على قصد واعتدال، وأن يكون له صلاة يداوم عليها ولو كانت قليلة، لأن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل، كما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك أن العمل القليل الذي يداوم عليه الإنسان خير من الكثير الذي ينقطع عنه الإنسان. ويقولون: (قليل تداوم عليه خير من كثير تنقطع عنه) وذلك أن الإنسان إذا داوم على الشيء ولو كان قليلاً يكون مستمراً على عبادة، وعلى صلة بالله عز وجل، وإذا وافاه الأجل يوافيه وهو على حالة طيبة؛ لأنه مشتغل بالعبادة باستمرار، ولكنه إذا كان يقدم ويكثر من العبادة في أوقات، ثم يهمل في أوقات قد يأتيه الموت في وقت الإهمال، فلا يكون مثل هذا الذي يداوم على العمل وإن كان قليلاً. ” شرح سنن ابي داود ”
قال ابن عثيمين: أنه ينبغي للإنسان أن لا يجهد نفسه بالطاعة وكثرة العمل، فإنه إذا فعل هذا مل، ثم ترك، وكونه يبقى على العمل ولو قليلاً مستمراً عليه أفضل. ” شرح رياض الصالحين” (2/ 214).