: باب الزجر عن بصق المصلي أمامه إذ الله عز و جل قبل وجه المصلي ما دام في صلاته مقبلا عليه قاله الامام ابن خزيمة
قال شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في جملة كلامه في آيات الصفات وأحاديثها ما نصه: وكذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: “إذا قام أحدكم إلى الصلاة، فإن الله قبل وجهه، فلا يبصق قبل وجهه” … الحديث. حق على ظاهره، وهو سبحانه فوق العرش، وهو قبل وجه المصلي.
بل هذا الوصف يثبت للمخلوقات، فإن الإنسان لو أنه يناجي السماء، أو يناجي الشمس والقمر، لكانت السماء، والشمس، والقمر فوقه، وكان أيضًا قبل وجهه.
وقد ضرب النبي -صلى الله عليه وسلم- المثل بذلك- ولله المثل الأعلى، ولكن المقصود بالتمثيل بيان جواز هذا وإمكانه, لا تشبيه الخالق بالمخلوق، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “ما منكم من أحد إلا سيرى ربه مخليًا به”، فقال له أبو رزين العقيلي: كيف يا رسول الله، وهو واحد ونحن جميع؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “سأنبيك بمثل ذلك في آلاء الله، هذا القمر كلكم يراه مخليًا به، وهو آية من آيات الله، فالله أكبر”. انظر تمام كلامه في “مجموع الفتاوى” جـ 5 ص 107
وبين شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله آن من ظن آن ظاهر الحديث ما يليق بالمخلوقات فهذا ليس هو الظاهر:
فإن قوله: ظاهرها غير مراد يحتمل أنه أراد بالظاهر نعوت المخلوقين وصفات المحدثين؛ مثل أن يراد بكون ” الله قبل وجه المصلي ” أنه مستقر في الحائط الذي يصلي إليه وإن ” الله معنا ” ظاهره أنه إلى جانبنا ونحو ذلك فلا شك أن هذا غير مراد …… لكن أخطأ بإطلاق القول بأن هذا ظاهر الآيات والأحاديث فإن هذا المحال ليس هو الظاهر على ما قد بيناه في غير هذا الموضع. (مجموع الفتاوئ: (5) / (108))