19 – لطائف التفسير (عَفَا اللَّهُ عَنْك … )
جمع سيف بن دورة الكعبي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
——–
قال تعالى (عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ)
[سورة التوبة 43]
قال ابن كثير: عن عون قال: هل سمعتم بمعاتبة أحسن من هذا؟ بدأ بالعفو قبل المعاتبة. فقال: (عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ)
وكذلك لما جاءت الملائكة بعذاب قوم لوط:
مدح رب العزة نبيه إبراهيم
(إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ)
[سورة هود 75]
ثم جاءت بعدها الموعظة:
(يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ)
[سورة هود 76] قال ابن كثير: أي إنه قد نفذ فيهم القضاء، وحقت عليهم الكلمة بالهلاك، وحلول البأس الذي لا يرد عن القوم المجرمين.
وذكر ابن كثير في سورة براءة آية 114 معنى أواه
فنقل أن ابن جرير يرجح أنه الدَّعَّاء. وهو المناسب للسياق وذلك أن الله تعالى ذكر أن إبراهيم إنما استغفر لأبيه عن موعدة وعدها إياه وقد كان إبراهيم كثير الدعاء حليما عمن ظلمه وأناله مكروها ولهذا استغفر لأبيه مع شدة أذاه. في قوله
(قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا) [سورة مريم 47] فحلم عنه مع أذاه له، ودعا له واستغفر؛ ولهذا قال تعالى:
(إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ) انتهى من تفسير ابن كثير