لطائف التفسير:(وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ)
جمع سيف الكعبي
ومشاركة صالح المشعري، أحمد بن علي رامي عساف، وأبو صالح.
(وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ)
[سورة الأعراف 44]
لطيفة: كلمة نادى تدل على تباعد الجنة عن النار.
قال القاسمي:
الأصل في النداء رفع الصوت وظهوره
تفسير القاسمي عند قوله تعالى: (إذ نادى ربه نداءا خفيا) في شأن زكريا.
وقال أيضا: والمراد به الدعاء، وقد راعى أدب الدعاء. وهو إخفاؤه لكونه أبعد عن الرياء. وأدخل في الإخلاص.
وهناك بحث يقرر أن البعد هو الذي يحدد أداة النداء المستعملة عند العرب القدماء (كتاب النداء بين التداولية والنحاة والبلاغيين والعرب القدماء)
أما في دعاء الله فورد المناداة والمناجاة:
ففي المناجاة:
قال تعالى:
(وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا)
[سورة مريم 52]
وفي الحديث: اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته. فأنزل الله
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)
[سورة البقرة 186] انتهى الحديث من حفظي
وفي الحديث: يا رسول أبعيد ربنا فنناديه أم قريب فنناجيه فأنزل الله عزوجل:
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)
والحديث من مراسيل الحسن وهي ضعيفة
والنداء
قال تعالى (وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ)
ولا تعارض بين النصوص التي تأمر بعدم رفع الصوت. وبين قوله تعالى
(وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ)
[سورة الصافات 75]
قال رامي عساف، وأبو صالح، وصالح المشعري:
النداء بمعنى الدعاء
قال الزجاج:
(ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون (75)
أي دعانا بأن ننقذه من الغرق، والمعنى فلنعم المجيبون نحن.
قال الشوكاني رحمه الله فالنداء هـنا هـو نداء الدعاء والاستغاثة به … .
قال السمرقندي:
قوله عز وجل: (ولقد نادانا نوح) يعني: دعا نوح ربه على قومه،
فالنداء قد يكون بصوت مرتفع وقد يكون خفيا قال تعالى (إذ نادى ربه نداءا خفيا)
فيحمل نداء نوح أنه دعاء بصوت خفي
تنبيه:
قال أبو الشيخ:
حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا محمد بن حميد، حدثنا جرير، عن عبدة السجستاني، عن الصلت بن حكيم، عن أبيه، عن جده، أن أعرابيا، قال – أراه للنبي صلى الله عليه وسلم -: أقريب ربنا فنناجيه، أم بعيد فنناديه؟ فأنزل الله عز وجل {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب} [البقرة: 186]
العظمة لأبي الشيخ
قلت سيف:
حديث: يا رسول أبعيد ربنا فنناديه أم قريب فنناجيه ….
ضعفه باحث بالصلت بن حكيم
وورد من مراسيل الحسن … وقال هي كالريح ونقل عن الأئمة أن الحسن كان لا يأبه عمن حدثه.
قال صاحبنا ابوصالح:
علته الصلب بن حكيم – ويشتبه بالصلت وليس هو- وذكر بعضهم أنه أخو بهز بن حكيم وقال غير واحد من أهل العلم لا يصح.
وعلى هذا لا يعرف هو لا أبوه ولا جده
وأظنه لذلك قال العلامة أحمد شاكر هذا الحديث ضعيف جدا منهار الإسناد بكل حال
والحديث تفرد به عبدة بن أبي برزة ذكره ابن حبان في الثقات وروى عنه جمع