رياح المسك-كتاب الجنائز
باب الإذن بالجنازة
قال الحافظ في الفتح 3/ 117:
وقع في شرح الشيخ سراج الدين عمر بن الملقن أنه الميت المذكور في حديث أبي هريرة الذي كان يقم المسجد وهو وهم منه لتغاير القصتين فقد تقدم أن الصحيح في الأول أنها امرأة وأنها أم محجن وأما هذا فهو رجل واسمه طلحة بن البراء بن عمير البلوي حليف الأنصار روى حديثه أبو داود مختصرا والطبراني من طريق عروة بن سعيد الأنصاري عن أبيه عن حسين بن وحوح الأنصاري وهو بمهملتين بوزن جعفر أن طلحة بن البراء مرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقال إني لا أرى طلحة إلا قد حدث فيه الموت فآذنوني به وعجلوا فلم يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم بني سالم بن عوف حتى توفي وكان قال لأهله لما دخل الليل إذا مت فادفنوني ولا تدعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني أخاف عليه يهودا أن يصاب بسببي فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم حين أصبح فجاء حتى وقف على قبره فصف الناس معه ثم رفع يديه فقال اللهم الق طلحة يضحك إليك وتضحك إليه. اهـ
قلت سيف: ضعيف فيه سعيد بن عثمان البلوي وشيخه عزره بن سعيد وأبوه أبو سعيد الأنصاري كلهم مجاهيل. وراجع الضعيفة 3232.
1247 قال العثيمين رحمه الله:
– فيه جواز الدفن ليلا، ويجمع بينه وبين النهي عن الدفن ليلا بأنه إذا كان الدفن ليلا يؤدي إلى التقصير في تجهيز الميت فإنه ينهى عنه، أما إذا لم يكن تقصير فالليل والنهار سواء، كذلك إذا كان يشق على الناس اتباع الجنازة في الليل فالأولى أن تؤخر إلى النهار.
– فيه جواز الصلاة على القبر [صلاة الجنازة] ولكن في أوقات النهي لا يصلى على القبر، لأنه يمكن أن يصلى عليه في وقت آخر، بخلاف الصلاة على الجنازة الحاضرة فإنه يصلى عليها ولو في وقت النهي.
س: لو صلي على رجل في مسجد صلاة الغائب لفضله وعلمه وكان أحد الحاضرين لا يرى الصلاة على الغائب فهل يصلي معهم؟
ج: نعم يصلي معهم موافقة للجماعة لأنه لو تخلف عن الجماعة ربما يكون في نفوس أهل الميت شيء، ثم إن الناس أيضا ينكرون عليه الشذوذ عن الجماعة. اهـ
——
– فيه أهمية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على المسلمين ومنه حديث في مسلم (956) عن أبي هـريرة، أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد …..
وموت المسكينة التي مرضت وطال سقمها فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم جيرانها أن لا يدفنوها حتى يصلي عليها … وسبق ذكر حديثها في الباب السابق.
– سبق الكلام في الباب السابق مشروعية النعي لتكثير المصلين بنية نفع الميت والمصلي.
لا بنية التفاخر.
وذكر ابن حجر الفرق بين النعي والإعلام.- ذكرنا في مختلف الحديث التأليف بين النهي عن الصلاة على القبر. والنهي عن الصلاة في المقابر. وسيأتي في البخاري باب الصلاة على القبر
وبإذن الله سننقل ما جمعنا في مختلف الحديث لكن لا بأس هنا أن ننقل بعض النقولات:
ففي التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان:*
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا هشيم قال: حدثنا عثمان بن حكيم الْأَنْصَارِيُّ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: عَنْ عَمِّهِ يَزِيدَ بْنِ ثَابِتٍ – وَكَانَ أَكْبَرَ مِنْ زَيْدٍ – قَالَ:
خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا وَرَدْنَا الْبَقِيعَ إِذَا هُوَ بِقَبْرٍ فَسَأَلَ عَنْهُ فَقَالُوا: فُلَانَةُ فَعَرَفَهَا فَقَالَ:
(أَلَا آذَنْتُمُونِي بِهَا؟) قَالُوا: كُنْتُ قَائِلًا صَائِمًا قَالَ:
(فَلَا تَفْعَلُوا لَا أَعْرِفَنَّ مَا مَاتَ مِنْكُمْ مَيِّتٌ مَا كُنْتُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ إِلَّا آذَنْتُمُونِي بِهِ فَإِنَّ صَلَاتِي عَلَيْهِ رَحْمَةٌ) قَالَ: ثُمَّ أَتَى الْقَبْرَ فَصَفَفْنَا خَلْفَهُ وكبر عليه أربعاً
[تعليق الشيخ الألباني]
صحيح – ((أحكام الجنائز)) (114).
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ: قَدْ يَتَوَهَّمُ غَيْرَ الْمُتَبَحِّرِ فِي صِنَاعَةِ الْعِلْمِ أَنَّ الصَّلَاةَ عَلَى الْقَبْرِ غَيْرُ جَائِزَةٍ لِلَّفْظَةِ الَّتِي فِي خَبَرِ أَبِي هُرَيْرَةَ: (فَإِنَّ اللَّهَ يُنَوِّرُهَا عَلَيْهِمْ رَحْمَةً بِصَلَاتِي) وَاللَّفْظَةِ الَّتِي فِي خَبَرِ يَزِيدَ بْنِ ثَابِتٍ (فَإِنَّ صَلَاتِي عَلَيْهِمْ رَحْمَةٌ) وَلَيْسَتِ الْعِلَّةُ مَا يَتَوَهَّمُ الْمُتَوَهِّمُونَ فِيهِ أَنَّ إِبَاحَةَ هَذِهِ السُّنَّةِ لِلْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم خاص دُونَ أُمَّتِهِ إِذْ لَوْ كَانَ ذَلِكَ لَزَجَرَهُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَنْ يَصْطَفُّوا خَلْفَهُ وَيُصَلُّوا مَعَهُ عَلَى الْقَبْرِ فَفِي تَرْكِ إِنْكَارِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَنْ صَلَّى عَلَى الْقَبْرِ أَبْيَنُ الْبَيَانِ لِمَنْ وَفَّقَهُ اللَّهُ لِلْرَشَادِ وَالسَّدَادِ أَنَّهُ فِعْلٌ مُبَاحٌ لَهُ وَلِأُمَّتِهِ مَعًا
*قال علماء اللجنة:*
قال الإمام أحمد: (ومن يشك في الصلاة على القبر؟! يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم من ستة وجوه كلها حسان) ا. هـ.
وصلاته صلى الله عليه وسلم على القبر بعد الدفن من قبيل الصحيح المتواتر، ورد من حديث ابن عباس وأبي هريرة وأنس بن مالك ويزيد بن ثابت أخي زيد بن ثابت، وعامر بن ربيعة وجابر بن عبد الله وبريدة بن الحصيب وأبي سعيد الخدري وأبي أمامة بن سهل رضي الله عنهم.
انتهى النقل عن اللجنة
*قال النووي -رحمه الله- في شرح مسلم:*
قَوْلُهُ (انْتَهَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَبْرٍ رَطْبٍ فَصَلَّى عَلَيْهِ) يَعْنِي جَدِيدًا وَتُرَابُهُ رطب بعد لم تطل مدته فيبس
فِيهِ دَلِيلٌ لِمَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ وَمُوَافِقِيهِ فِي الصَّلَاةِ على القبور.
*الخلاصة:*
– من علل النهي عن الصلاة في المقابر، الذريعة إلى الشرك وتعظيم الأموات واعتقاد نفعهم وشفاعتهم للمصلين عند قبورهم.
– أما صلاة الجنازة فإنما يصليها المصلي لعلمه أن الميت انقطع عمله ولا يستطيع جلب نفع أو دفع ضر عن نفسه فضلا عن غيره، ويصلى عليه رجاء انتفاع الميت بدعاء المصلي.
– فانتفت علة اعتقاد نفع الأموات للأحياء، بل يتأكد بصلاة الجنازة أن الميت مفتقر لرحمة الله وإن كان من الأولياء والصالحين، وأحد أسباب نزول هذه الرحمة دعاء المصلين له.
– ومر بنا جواب باقي تعليلات من قال بعدم مشروعية صلاة الجنازة عند القبر.
ومن ذلك حديث أنس في نهيه صلى الله عليه وسلم عن صلاة الجنازة بين القبور.
لكن أعله البخاري والدارقطني.
– وللفائدة من وقَّت أمد الصلاة على القبر بشهر، لعله استدل بما أخرج الترمذي، عن سعيد بن المسيب ” أن أم سعد- يعني ابن عبادة ماتت، والنبي- عليه السلام- غائب، فلما قدم صلى عليها، وقد مضى لذلك شهر ”
قال العيني في شرح سنن أبي داود:
“قال البيهقي: هو مرسل صحيح، وقد روي موصولا عن ابن عباس، والمشهور المرسل “.
وذكرنا كذلك في مختلف الحديث: الأحاديث الستة الحسان التي ذكرها الإمام أحمد فقلنا:
وأما الستة وجوه التي ذكر أحمد بن حنبل أنه روى منها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم (صلى) على قبر فهي والله أعلم (حديث) سهل بن حنيف وحديث سعد بن عبادة وحديث أبي هريرة روى من طرق وحديث عامر بن ربيعة وحديث (أنس) (وحديث ابن عباس).
– تكلمنا عن الرفق بالخادم تحت 1002 من الصحيح المسند: وعزاه لعبد بن حميد:
عن عمرو بن حريث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: ما خففت عن خادمك من عمله كان لك اجرا في موازينك.
هذا حديث حسن.
=====
ومن فوائد الباب:
– منها أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما يعظم الناس بحسب أعمالهم.
– ومنها جواز تولي المرأة لتنظيف المسجد.
– في معناه حديث (عرضت عليّ أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد
وفي حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ببناء المساجد في الدور، وأن تنظف وتطيب
– ومنها جواز سؤال المرء ما لا تكون به منّة في الغالب.
– وربما يؤخذ من هذا الحديث جواز إعادة الصلاة على الجنازة
– موضع الوقوف على القبر لصلاة الجنازة:
تقف وراء القبر تجعله بينك وبين القبلة، كما هو الشأن فيما إذا صليت عليه قبل الدفن.
– في جواز الدفن بالليل:، روى الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما علمنا بدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعنا صوت المساحي من آخر الليل، ليلة الأربعاء، والمساحي هي الآلات التي يجرف بها التراب، ودفن أبو بكر وعثمان وعائشة وابن مسعود ليلاً، وما روي مما يدل على كراهية الدفن ليلاً فمحمول على ما إذا كان التعجيل بدفنه ليلاً يخل بالصلاة عليه
– إذا وقع مرض الموت فليس من التشائم طلب الإعلام بوقوع الموت.
ولمرض الموت أحكام.
– نحتاج معرفة الأحاديث التي قصدها الإمام أحمد بالفاظها. وذكرناها نحن بدون اللفظ