1543 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة ابراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
——‘——–‘——–
الصحيح المسند
1543 عن عائشة رضي الله عنها أنها سئلت: مآ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت: كان يخيط ثوبه ويخصف نعله. ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم.
وفي رواية: كان بشرا من البشر يفلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه.
———‘———–‘———
*الحديث رواه البخاري -رحمه الله- في صحيحه في:*
كتاب الأدب، باب – كيف يكون الرجل في أهله
كتاب النفقات، باب – خدمة الرجل في أهله
كتاب الأذان، باب- من كان في حاجة أهله فأقيمت الصلاة فخرج
________
*قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في فتح الباري:* في شرح حديث ذكره البخاري:
حدثنا آدم: ثنا شعبة: ثنا الحكم، عن إبراهيم، عن الأسود، قال: سألت عائشة: ما كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله – تعني: خدمة أهله -، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة.
((المهنة)) – بكسر الميم وفتحها – الخدمة.
ومنهم من أنكر الكسر، قال الأصمعي: هو خطأ.
قال الزمخشري: هو عند الأثبات خطأ.
قال: وكان القياس لو قيل مثل جلسة وخدمة.
وقد فسرت عائشة هذه الخدمة في رواية عنها، فروى المقدام بن شريح، عن أبيه، عن عائشة، أنه سألها: كيف كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يصنع إذا كان في بيته؟ قالت: مثل أحدكم في مهنة أهله، يخصف نعله، ويرقع ثوبه، ويضع الشيء.
وروى معاوية بن صالح، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، قالت: سئلت عائشة: ما كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يصنع في بيته؟ قالت: بشر من البشر، يخدم نفسه، ويحلب شاته، ويرقع ثوبه، ويخصف نعله.
وروى هشام بن عروة، عن أبيه، قال: قيل لعائشة: ما كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يصنع في بيته؟ قالت: يخيط ثوبه، ويخصف نعله، ويعمل ما يعمله الرجال في بيوتهم.
خرجه ابن حبان في ((صحيحه)).
ومقصود البخاري بهذا الباب: أن الصلاة إذا أقيمت والإنسان في شغل بعمل شيء من مصالح دنياه، فإنه يدعه ويقوم إلى الصلاة، إماما كان أو مأموما.
وقد روي حديث الأسود، عن عائشة، الذي خرجه البخاري بزيادة في آخره.
خرجه الحافظ أبو الحسين ابن المظفر في ((غرائب شعبة)) من طريق الحسن ابن مدرك: ثنا يحيى بن حماد: ثنا شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا كان عندي كان في مهنة أهله، فإذا نودي بالصلاة كأنه لم يعرفنا.
وقد روي من وجه آخر معنى هذه الزيادة.
روى أبو زرعة الدمشقي في ((تاريخه)): حدثنا محمد بن أبي أسامة: ثنا مبشر بن إسماعيل: ثنا عبد الله بن الزبرقان: حدثني أسامة بن أبي عطاء، أنه كان عند النعمان بن بشير، فقال له سويد بن غفلة: ألم يبلغني أنك صليت مع النبي – صلى الله عليه وسلم -؟ قال: ومرة، لا بل مرارا، كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا سمع النداء كأنه لا يعرف أحدا من الناس.
_________
*قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري:*
قوله في مهنة أهله بفتح الميم وكسرها وسكون الهاء فيهما وقد فسرها في الحديث بالخدمة وهي من تفسير آدم بن أبي إياس شيخ المصنف لأنه أخرجه في الأدب عن حفص بن عمر وفي النفقات عن محمد بن عرعرة وأخرجه أحمد عن يحيى القطان وغندر والإسماعيلي من طريق بن مهدي ورواه أبو داود الطيالسي كلهم عن شعبة بدونها وفي الصحاح المهنة بالفتح الخدمة وهذا موافق لما قاله لكن فسرها صاحب المحكم بأخص من ذلك فقال المهنة الحذق بالخدمة والعمل ووقع في رواية المستملي وحده في مهنة بيت أهله وهي موجهة مع شذوذها والمراد بالأهل نفسه أو ما هو أعم من ذلك وقد وقع مفسرا في الشمائل للترمذي من طريق عمرة عن عائشة بلفظ ما كان إلا بشرا من البشر يفلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه ولأحمد وبن حبان من رواية عروة عنها يخيط ثوبه ويخصف نعله وزاد بن حبان ويرقع دلوه زاد الحاكم في الإكليل ولا رأيته ضرب بيده امرأة ولا خادما.
قوله فإذا حضرت الصلاة في رواية بن عرعرة فإذا سمع الأذان وهو أخص ووقع في الترجمة فأقيمت الصلاة وهي أخص وكأنه أخذه من حديثها المتقدم في باب من انتظر الإقامة فإن فيه حتى يأتيه المؤذن للإقامة واستدل بحديث الباب على أنه لا يكره التشمير في الصلاة وأن النهي عن كف الشعر والثياب للتنزيه لكونها لم تذكر أنه أزاح عن نفسه هيئة المهنة كذا ذكره بن بطال ومن تبعه وفيه نظر لأنه يحتاج إلى ثبوت أنه كان له هيئتان ثم لا يلزم من ترك ذكر التهيئة للصلاة عدم وقوعه وفيه الترغيب في التواضع وترك التكبر وخدمة الرجل أهله وترجم عليه المؤلف في الأدب كيف يكون الرجل في أهله.
*وقال الحافظ في موضع آخر من فتح الباري:*
وقال وروي عن يحيى عن القاسم عن عائشة وروي عن يحيى عن حميد المكي عن مجاهد عن عائشة وفي رواية حارثة بن أبي الرجال عن عمرة عن عائشة عند أبي سعد كان ألين الناس وأكرم الناس وكان رجلا من رجالكم إلا أنه كان بساما قال بن بطال من أخلاق الأنبياء التواضع والبعد عن التنعم وامتهان النفس ليستن بهم ولئلا يخلدوا إلى الرفاهية المذمومة وقد أشير إلى ذمها بقوله تعالى وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا
________
*قال الشيخ/ ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين:*
ومن تواضع النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان في بيته في خدمة أهله، يحلب الشاة، يخصف النعل، يخدمهم في بيتهم؛ لأن عائشة سئلت ماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: ((كان في مهنة أهله، يعني في خدمتهم عليه الصلاة والسلام.
فمثلاً الإنسان إذا كان في بيته فمن السنة أن يصنع الشاي مثلاً لنفسه، ويطبخ إذا كان يعرف، ويغسل ما يحتاج إلى غسله، كل هذا من السنة، أنت إذا فعلت ذلك تثاب عليه ثواب سنة، اقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام وتواضعاً لله عزّ وجل؛ ولأن هذا يوجد المحبة بينك وبين أهلك، إذا شعر أهلك أنك تساعدهم في مهنتهم أحبوك، وازدادت قيمتك عندهم، فيكون في هذا مصلحة كبيرة.
–‘—
سبق ذكرنا حديث في الصحيح المسند:
عن أبي موسى، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يركب الحمار، ويلبس الصوف، ويعتقل الشاة، ويأتي مراعاة الضيف».
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين
وذكرنا أن البيهقي قال: غير محفوظ بهذا السند.
وذكرنا في شرح حديث أبي موسى الأشعري النصوص الواردة في التواضع