2424 صحيح مسلم-الفوائد المنتقاة على صحيح مسلم
مجموعة طارق أبي تيسير وفيصل البلوشي وفيصل الشامسي
ومحمد البلوشي
وعبدالحميد البلوشي
وجمال وكديم
ومجموعة ابراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وفيصل الشامسي وفيصل البلوشي
مراجعة عبدالخالق الصومالي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
============
صحيح مسلم:
باب فضائل أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم
2424 عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر وأسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فادخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا
———
*تخريج الحديث*:
أخرجه مسلم في صحيحه برقم (2424) وأبو داود برقم [032 4] والترمذي برقم [4 281] وإسحاقَ بن راهويه في مسنده برقم (1271) وأحمد (24766) والحاكم في المستدرك (4/ 188) وابن أبي شيبة في مصنفه (32638)
والبغوي في شرح السنة (3911).
*غريب الحديث*:
-الغداة: أول النهار.
-مرط: أي كساء.
-مرحل: بضم الميم وفتح الراء وتشديد الحاء المفتوحة أي الموشى المنقوش عليه صور رحال الإبل ووقع لبعض رواة كتاب مسلم “مرجل” بالجيم أي المنقوش صور المراجل وهي القدر.
وفي المرقاة: المرحل بفتح الحاء المشددة ضرب من برود اليمن وصف بذلك لما عليه من تصاوير الرحل اهـ، وبالجيم عليه تصاوير الرجال. وفي المفهم: ويظهر لي أن المرجل بالجيم ممشوط خمله بالأمشاط من الترجيل وهو تسريح الشعر بالمشط، ولا يصح أن يفسر بأنه هو الذي عليه تصاوير الرجال لأنه صلى الله عليه وسلم كيف يلبس ما فيه تصاوير الحيوان، وقد نهي عن ذلك، وهتك الستر الذي هي فيه وغضب عند رؤيته ذلك كما تقدم في كتاب اللباس اهـ.
: *آية التطهير*:
(( … إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)).
*من المقصود بأهل البيت في هذه الآية؟ *
– قال ابن كثير: عن ابن عباس: نزلت في نساء النبي خاصة. قال عكرمة: من شاء بَاهَلْتُهُ أنها نزلت في شأن نساء النبي.
قال ابن كثير: “فإن كان المراد أنَّهُنَّ كُنَّ سبب النزول دون غيرهن فصحيح. وإن أريد أنَّهُنَّ المراد فقط دون غيرِهنَّ ففيه نظر فإنه قد وردت أحاديث تدل على أن المراد أعَمُّ من ذلك”.
ثم ذكر ما يدل على أن عليًا، وفاطمة، والحسن، والحسين، وآل علي، وآل عقيل وآل جعفر، وآل العباس من آل بيت النبي.
استدل بحديثنا هذا وبحديث
جبير بن مطعم رضي الله عنه أنه قال: ” مَشَيْتُ أَنَا وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطَيْتَ بَنِي الْمُطَّلِبِ وَتَرَكْتَنَا وَنَحْنُ وَهُمْ مِنْكَ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا بَنُو الْمُطَّلِبِ وَبَنُو هَاشِمٍ شَيْءٌ وَاحِدٌ ” رواه البخاري برقم 2907، والنسائي برقم 4067 وغيرهما.
قلت (الشكري): يدخل أيضا مواليهم بدليل حديث أسلم القبطي أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم مرفوعا: “إنا آلُ محمدٍ لا تحِلُّ لنا الصدقةُ، و إنَّ مَوْلى القومِ من أنفُسِهم”.
صحيح الجامع (2281).
وحديث:
“أُتِيَتْ أمُّ كلثومٍ بنتُ عليٍّ بشيءٍ منَ الصدَقَةِ فردَّتْها وقالتْ حدَّثَني مَولى يُقالُ له: مهرانُ، أنَّ النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – قال: إنا آلُ محمد ٍلا تحِلُّ لنا الصدَقَةُ وموالي القومِ منهم”
• إتحاف الخيرة المهرة (3) / (53) • رواته ثقات •و أخرجه أحمد (15746)
———-
مر بنا في صحيح مسلم بابان في فضائل علي والحسن والحسين -رضي الله عنهم-، وسيأتي بعد هذا الباب أبواب في بعض فضائل أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن-. وفضائل فاطمة رضي الله عنهم.
*وبين الشيخ حافظ الحكمي -رحمه الله- من هم أهل البيت في معارج القبول وذكر شيئا من مناقب أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن-:*
“وأهل بيت” الرسول محمد, صلى الله عليه وسلم “المصطفى” تقدم معناه “المختار” اسم مفعول من الاختيار بمعنى التفضيل, وهن زوجاته اللاتي هن أمهات المؤمنين كما قال الله تعالى فيهن: {وأزواجه أمهاتهم} [الأحزاب: 6] وخيرهن الله تعالى بين إرادة زينة الحياة الدنيا وبين إرادة الله ورسوله فاخترن الله تعالى ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال الله تعالى فيهن: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة} [الأحزاب: 33] وهن زوجاته في الدنيا والآخرة.
فمنهن خديجة أم المؤمنين الصديقة الأولى التي هي أول من صدقه -صلى الله عليه وسلم- فيما بعث به على الإطلاق قبل كل أحد رضي الله عنها, وقرأ جبريل عليها السلام من ربها وبشرها ببيت في الجنة من قصب, لا صخب ولا وصب وما زالت تؤويه وتسكن جأشه وتعاضده بالنفس والمال حتى توفاها الله عز وجل.
وعائشة رضي الله عنها الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله -صلى الله عليه وسلم- المبرأة من فوق سبع سموات بأربع عشرة آيةً تتلى في المحاريب والكتاتيب في كل زمان ومكان, التي كان ينزل الوحي عليه وهو في حجرها, وتوفي في حجرها, وقد خلط ريقها بريقه -صلى الله عليه وسلم- في آخر ساعة من الدنيا وأولها من الآخرة, ودفن في حجرتها, وكانت من أفقه الصحابة في الحديث والتفسير وغير ذلك, حتى كان الأكابر من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسألونها عن أشياء كثيرة فيجدون منها عندها علمًا, لا سيما ما قاله الرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو فعله في الحضر. أقرأها جبريل السلام أيضًا كما أقرأه على خديجة.
ومنهن أم سلمة رضي الله عنها ذات الهجرتين مع زوجها أبي سلمة إلى الحبشة ثم إلى المدينة ثم تزوجها نبي الله -صلى الله عليه وسلم- بعد وفاة زوجها رضي الله عنه, وقد رأت جبريل عند النبي -صلى الله عليه وسلم- في صورة دحية بن خليفة رضي الله عنه.
ومنهن زينب أم المؤمنين التي زوجه الله إياها من فوق سبع سموات, وهي أطولهن يدًا لإنفاقها من كسب يدها, وأسرعهن لحوقًا به -صلى الله عليه وسلم- وبسببها نزل الحجاب.
وصفية بنت حيي من ولد هارون بن عمران رسول الله وأخي رسوله موسى الكليم عليهما السلام.
وجويرية بنت الحارث ملك بني المصطلق التي كانت هي السبب في عتق السبي من قبيلتها.
وسودة بنت زمعة التي كانت أيضًا من أسباب الحجاب, ولما كبرت اختارت نبي الله عز وجل أن تبقى في عصمة نكاحه, ووهبت يومها لعائشة تستحقه مع قسمها.
وأم حبيبة ذات الهجرتين أيضًا.
وميمونة بنت الحارث الهلالية رضي الله عنها التي نكحها النبي -صلى الله عليه وسلم- في عمرة القضاء, وهما حلالان على ما حدثت به هي والسفير بينهما, وكلهن زوجاته في الدنيا والآخرة رضي الله عنهن.
ويدخل أهل بيته في هذه الآية من باب أولى بل بنص الحديث الخمسة الذين جللهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بكسائه كما في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- غداةً وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه, ثم جاءت فاطمة فأدخلها, ثم جاء علي فأدخله, ثم قال: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا} [الأحزاب: 33].
ويدخل في أهل بيته آله الذين حرمت عليهم الصدقة؛ بنو هاشم وبنو المطلب كما في الصحيح عن يزيد بن حيان, قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم, فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيرًا كثيرًا, رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسمعت حديثه وغدوت معه وصليت خلفه, لقد لقيت يا زيد خيرًا كثيرًا, حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: يابن أخي والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما حدثتكم فاقبلوا وما لا فلا تكلفونيه, ثم قال: قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومًا فينا خطيبًا بما يدعى خمًا بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: “أما بعد, ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب, وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور, فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به”. فحث على كتاب الله تعالى ورغب فيه, ثم قال: “وأهل بيتي, أذكركم الله في أهل بيتي, أذكركم الله في أهل بيتي, أذكركم الله في أهل بيتي” فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته, ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده, قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس. قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم. وفي رواية: “أحدهما كتاب الله عز وجل هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على ضلالة”. وفيه فقلنا: من أهل بيته نساؤه؟ قال: لا, وايم الله, إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها, أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده.
——–
فضائل آل بيت النبوة:
للشيخ: مقبل بن هادي الوادعي – رحمه الله –
قال الشيخ: مقبل الوادعي رحمه الله في كتابه تحفة المجيب عن أسئلة الحاضر والغريب في فصل ” فضائل آل بيت النبوة “:
فيقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرًا * واذكرن ما يتلى في بيوتكنّ من آيات الله والحكمة إنّ الله كان لطيفًا خبيرًا}.
وروى الإمام مسلم في ” صحيحه ” عن زيد بن أرقم رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((وأنا تارك فيكم ثقلين أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنّور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه ثمّ قال: وأهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي)).
وروى البخاري في ” صحيحه ” عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه موقوفًا عليه: ارقبوا محمّدًا صلى الله عليه وعلى آله وسلم في أهل بيته. وقال أبو بكر رضي الله عنه: والله لأن أصل قرابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أحبّ إليّ من أن أصل قرابتي.
ففي هذا دليل على علو منْزلة أهل بيت النبوة، وروى الإمام مسلم في ” صحيحه ” عن عائشة رضي الله عنها: دعا النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم فاطمة وحسنًا وحسينًا فجلّلهم بكساء وعليّ خلف ظهره فجلّله بكساء ثمّ قال: ((اللهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرًا)).
وهذا الحديث من طريق مصعب بن شيبة وقد قال فيه النسائي: إنه منكر الحديث، لكن الحديث مروي عن سلمه بن الأكوع بهذا المعنى، وجاء أيضًا عن جماعه من الصحابة كما في “تفسير ابن كثير”، ومصعب بن شيبة وإن كان قال فيه النسائي: إنه منكر الحديث، فقد وثقه غيره، وزيادة على هذا أن الدارقطني انتقد على البخاري ومسلم أحاديث، ولم ينتقد هذا الحديث.
وهذا الحديث من الأحاديث التي تدل على منْزلة أهل بيت النبوة الرفيعة، وذلك الفضل في زمن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبعده إلى أن يأتي المهدي، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول في شأن المهدي وهو من ولد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أي ينتسب إلى فاطمة وعلي: ((إنّه سيخرج ويملأ الأرض قسطًا وعدلاً كما ملئت ظلمًا وجورًا)).
وفي هذا الحديث رد على من، قال: إن أهل بيت النبوة قد انقرضوا، وأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يخلف أحدًا، واستدلوا على ذلك بقول الله عز وجل: {ما كان محمّد أبا أحد من رجالكم} يقولون: فعلى هذا فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يخلف أحدًا ولا يجوز أن ينتسب إليه أحد.
ولكن هذه للحسن والحسين ولمن انتسب إليهما، فقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إنّ ابني هذا سيّد ولعلّ الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين)).
فهذا دليل على أن الحسنين تجوز نسبتهما إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، بخلاف بقية الناس فإن الشاعر يقول:
بنونا بنو أبنائنا وبناتنا بنوهن أبناء الرجال الأباع
يعني: بنونا أولاد أبنائنا هم أولادنا، أما بناتنا إذا تزوّجن فأولادهن أولاد أزواجهن. لكن هذه خصوصية للحسنين.
من هم أهل بيت النبوة؟.
إنّهم: آل علي، وآل عقيل، وآل عباس، ومن حرمت عليهم الصدقة، فإن قال قائل: فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: (اللهمّ هؤلاء أهل بيتي) وأشار إلى فاطمة وعلي والحسن والحسين، فهذا يدل على منْزلتهم الرفيعة، ولكنه لا يدل على أن الآخرين ليسوا من أهل البيت، ونساؤه أيضًا داخلات في أهل البيت، لأنّهن في السياق، حتى كان عكرمة مولى ابن عباس يخرج في الأسواق ويصيح: من شاء باهلته أن أهل بيت النبوة هم نساؤه. فلا، ليس الأمر كما يقول عكرمة، بل نساؤه من أهل بيته.
وقال بعضهم: لو كان نساؤه من أهل بيته لقال الله سبحانه وتعالى: (إنّما يريد الله ليذهب عنكنّ الرّجس)، ولأتى بضمير المؤنث. فالجواب: أن أهل البيت ذكور وإناث، وغلّب الذكور كشأن كثير من الآيات كقوله تعالى: {وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة}، يشمل الرجال والنساء.
وهذه الفضائل المتقدمة هل هي تشمل من لم يكن مستقيمًا؟ فإما أن يكون مبغضًا للسنة، وإما أن يكون هاشميًا وقد أصبح شيوعيًا، أو بعثيًا، أو مرتشيًا، … فهل يشمله هذا؟ فأقول: إننا لا نستطيع أن ننفي نسبه إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لكن الفضيلة لا تشمله. بل الفضيلة للمتمسكين بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أهل بيت النبوة، وأسعد الناس من كان من أهل بيت النبوة وهو من أهل السنة.
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {يانساء النّبيّ من يأت منكنّ بفاحشة مبيّنة يضاعف لها العذاب ضعفين}.
والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: (من بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه)، ويقول أيضًا لبني هاشم: (لا يأتيني النّاس بأعمالهم، وتأتوني بأنسابكم). وفي ” الصحيحين ” من حديث عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (إنّ آل أبي فلان ليسوا بأوليائي، إنّما وليّي الله وصالح المؤمنين، ولكن لهم رحم أبلّها ببلاها) يعني أصلها بصلتها.
وأما حديث: (كلّ سبب ونسب ينقطع إلاّ سببي ونسبي)، وظاهره التعارض مع قول الله عز وجل: {فإذا نفخ في الصّور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون}، وهو حديث صحيح وقد كنت أقول بضعفه، لأنني لم أستوعب طرقه. وهذا الحديث يدل على أن من كان مستقيمًا في هذا الزمن، فإنه يشمله هذا الحديث
والذي يسب الصحابة ليس له نصيب في هذه الفضيلة
فإن الله عز وجل يقول: {والسّابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والّذين اتّبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدّ لهم جنّات تجري تحتها الأنْهار خالدين فيها أبدًا}.
وأول من أدخل التشيع والاعتزال إلى اليمن هو الهادي المقبور بصعدة، وقد دخل في زمن عبدالرزاق قبل الهادي، لكنه دخل دخولاً خصوصيًا لعبدالرزاق نفسه، أما الذي نشره في اليمن فهو الهادي.
أما بالنسبة للتشيع فيجب أن نكون كلنا من شيعة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لأن التشيع بمعنى الإتباع، فنحن من أتباع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وأما حديث: (ياعليّ أنت وشيعتك في الجنة)، فإنه حديث موضوع، ذكره ابن الجوزي في ” الموضوعات “. .
فهذه الأدلة المتقدمة خير من الأكاذيب والترهات التي تلقى علينا من أمثال: (أهل بيتي كسفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرق وهوى)، ومثل: (عليّ خير البشر، من أبى فقد كفر). وعلى قولهم هذا فعليّ خير من الأنبياء والناس أجمعين.
، فقد ألف الدولابي كتابًا بعنوان ” الذرية الطاهرة “، وألف الإمام أحمد كتابًا في فضائل الصحابة وذكر الشيء الكثير من فضائل أهل بيت النبوة، وألف المحب الطبري كتابًا بعنوان ” ذخائر العقبى في فضائل ذوي القربى “، وهو كتاب جمع فيه الصحيح والضعيف والموضوع وما لا أصل له، لأن صاحبه ليس بمحدث، والشوكاني له كتاب بعنوان ” در السحابة في فضائل الصحابة والقرابة “، ولم يتحر الأحاديث الصحيحة. من أجل هذا نتمنى أن الله يوفق طالب علم ويكتب في فضائل أهل بيت النبوة بعنوان ” الصحيح المسند من فضائل أهل بيت النبوة “.
فأهل السنة يحبون أهل بيت النبوة حبًّا شرعيًا، فهم يحبون علي بن أبي طالب ويحبون الحسنين وفاطمة، وعلي بن الحسين الملقب بزين العابدين، ومحمد بن علي الملقب بالباقر وجعفر الصادق وزيد بن علي، يحبونهم حبًا شرعيًا، ونعتبرهم من أئمتنا، فلم يكن عندهم تشيع ولا اعتزال، من أجل هذا فقد روى البخاري ومسلم لعلي بن الحسين، ومحمد الباقر وروى مسلم لجعفر الصادق، وروى أصحاب السنن لزيد بن علي رضي الله عنهم جميعًا، وقد ذكرنا شيئًا من فضائلهم وثناء أهل العلم عليهم في كتابنا ” إرشاد ذوي الفطن لإبعاد غلاة الروافض من اليمن “.
أما كفانا أن أحمد بن سليمان من أئمة الزيدية له كتابان بعنوان ” الحكمة الدرية ” والثاني ” حقائق المعرفة “، فيهما السب الصراح لأبي بكر وعمر، حتى نستورد من كتب أهل إيران، ولكن هذه الكتب التي تستورد من كتب أهل إيران تعتبر دعوة لأهل السنة لأن فيها الكفر والشرك، ففيها: أن الشمس قالت لعلي بن أبي طالب: السلام عليك يا أول ياآخر يا ظاهر يا باطن يا من هو بكل شيء عليم.
وفيها أيضًا أن علي بن طالب قال: وحاشا عليًا أن يقول: أما تعلم أنني أعلم السر وأخفى، وأنني أعلم ما في الأرحام.
و كتاب ” عيون المعجزات “، وكذلك كتاب ” سلوني قبل أن تفقدوني “، وهو كتاب في مجلدين، وهذا الكتاب الضال فيه، وهو يصف علي بن أبي طالب
أهلك عادًا وثمود بدواهيه كلّم موسى فوق طور إذ يناجيه
وفيه: علي أفضل لأنه خلق أبا بكر!
والمهدي صاحب ” المواهب ” يعتبر بلاد اليمن بلادًا خراجية بمعنى أنّها ملكهم لأنّهم طهروها من المطرفيّة.
وهكذا علم الكلام، واقرءوا ” الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم ” إذ يقول عن القاسم العياني: إن القاسم العياني يقول: كلامي أنفع للناس من كلام الله، لأنّهم قد أجمعوا على أن علم الكلام أشرف العلوم، وأنا أفضل من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأني أعلم منه بعلم الكلام.
علم الكلام الذي يقول فيه الإمام الشافعي: حكمي أن يضرب أهل علم الكلام بالجريد ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة.
ودخل البلاء حتى على المذهب، فهم يقولون: إنّهم الفرقة الناجية، وعلى مفهومهم هذا فالفرقة الناجية من منطقة (العمشية) إلى (ضحيان)، وهي التي ستدخل الجنة.
ثم ذكر الشيخ مقبل النواصب وأنهم الذين ينصبون العداوة لآل البيت.
ثم حذر عن تعصب بعض الهواشم فهم لا ينكحون غيرهم حتى كبرن بناتهم في السن
ثم تمنى الشيخ لو جمع الأحاديث الصحيحة في فضل أهل البيت. وفي حاشية رسالة الشيخ مقبل في فضل أهل البيت الإشارة إلى أن تم شعيب قامت بذلك.
انتهى
قلت سيف:
ووقفت على كتاب الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة للهيتمي: وذكر فصلا فيه جملة من الأحاديث في فضل أهل البيت: فذكر أربع وعشرين حديثا بعضها في فضائل أهل البيت مجملة وبعضها بذكر علي وفاطمة وحسنًا وحسينًا. … ثم ذكر فضائل قريش وان آل البيت يدخلون في فضلهم
ثم ذكر فصل في الأحاديث الواردة في بعض أهل البيت كفاطمة وولديها رضي الله عنهم.
لكن المشكلة أن الهيتمي جماع يجمع الغث والسمين.
———-
*قال ابن تيمية -رحمه الله- في منهاج السنة، بعد أن ساق الحديث:*
لكن ليس في هذا دلالة على عصمتهم ولا إمامتهم. وتحقيق ذلك في مقامين أحدهما: أن قوله: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا}، كقوله: {ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج} [سورة المائدة: 6]، وكقوله: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} [سورة البقرة: 185]، وكقوله: {يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلًا عظيمًا} [سورة النساء: 26 – 27].
فإن إرادة الله في هذه الآيات متضمنةً لمحبة الله لذلك (5)، المراد ورضاه به، وأنه شرعه للمؤمنين وأمرهم به، ليس في ذلك أنه خلق هذا المراد، ولا أنه قضاه وقدره، ولا أنه يكون لا محالة.
والدليل على ذلك أن النبي – صلى الله عليه وسلم – بعد نزول هذه الآية قال: ” «اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا» “.
فطلب من الله لهم إذهاب الرجس والتطهير. فلو كانت الآية تتضمن إخبار الله بأنه قد أذهب عنهم الرجس وطهرهم، لم يحتج إلى الطلب والدعاء.
=====
[أقوال السلف الصالح وعلماء أهل السنة في آل البيت
رضي الله عنهم
تواتر النقل عن أئمة السلف وأهل العلم جيلاً بعد جيل، على اختلاف أزمانهم وبلدانهم بوجوب محبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإكرامهم والعناية بهم، وحفظ وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيهم، ونصّوا على ذلك في أصولهم المعتمدة، ولعلّ كثرة المصنفات التي ألفها أهل السنة في فضائلهم ومناقبهم أكبر دليل على ذلك.
وإليك طائفة من أقوالهم في ذلك:
قول خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه:
روى الشيخان في صحيحيهما عنه رضي الله عنه أنه قال: (والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحبُ إليّ أن أصل من قرابتي).
قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
روى ابن سعد في الطبقات 4/ 22 عن عمر بن الخطاب أنه قال للعباس رضي الله عنهما: (والله! لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إليّ من إسلام الخطاب -يعني والده – لو أسلم، لأنّ إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من إسلام الخطاب).
قول زيد بن ثابت رضي الله عنه:
عن الشعبي قال: (صلى زيد بن ثابت رضي الله عنه على جنازة، ثم قُرّبت له بغلته ليركبها، فجاء ابن عباس رضي الله عنهما فأخذ بركابه، فقال زيد: خل عنه يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: هكذا نفعل بالعلماء والكبراء.
قال ابن عبد البر: (وزاد بعضهم في هذا الحديث: أنّ زيد بن ثابت كافأ ابن عباس على أخذه بركابه أن قبّل يده وقال: (هكذا أُمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا صلى الله عليه وسلم)، قال: وهذه الزيادة من أهل العلم من ينكرها.
قول معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه:
أورد الحافظ ابن كثير في كتابه البداية والنهاية: أنّ الحسن بن علي دخل عليه في مجلسه، فقال له معاوية: مرحباً وأهلاً بابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأمر له بثلاثمائة ألف.
قول ابن عباس رضي الله عنهما:
قال رزين بن عبيد: كنت عند ابن عباس رضي الله عنهما فأتى زين العابدين علي بن الحسين، فقال له ابن عباس: (مرحباً بالحبيب ابن الحبيب).
أقوال علماء أهل السنة:
– قول أبي جعفر أحمد بن محمد الطحاوي:
قال رحمه الله في عقيدته المشهورة (العقيدة الطحاوية): (ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا نُفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونُبغض من يُبغضهم، وبغير الحق يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير).
وقال أيضاً: (ومن أحسن القول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأزواجه الطاهرات من كل دنس، وذرياته المقدّسين من كل رجس، فقد برئ من النفاق).
– قول الإمام الحسن بن علي البربهاري:
قال في (شرح السنة): (واعرف لبني هاشم فضلهم، لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتعرف فضل قريش والعرب، وجميع الأفخاذ، فاعرف قدرهم وحقوقهم في الإسلام، ومولى القوم منهم، وتعرف لسائر الناس حقهم في الإسلام، واعرف فضل الأنصار ووصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيهم، وآل الرسول فلا تنساهم، واعرف فضلهم وكراماتهم).
– قول أبي بكر محمد بن الحسين الآجري:
قال في كتاب (الشريعة): (واجبٌ على كل مؤمن ومؤمنة محبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بنو هاشم: علي بن أبي طالب وولده وذريته، وفاطمة وولدها وذريتها، والحسن والحسين وأولادهما وذريتهما، وجعفر الطيار وولده وذريته، وحمزة وولده، والعباس وولده وذريته رضي الله عنهم، هؤلاء أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، واجب على المسلمين محبتهم وإكرامهم واحتمالهم وحسن مداراتهم والصبر عليهم والدعاء لهم).
– قول الإمام عبد الله بن محمد الأندلسي القحطاني:
قال رحمه الله في النونية:
(واحفظ لأهل البيت واجب حقهم واعرف علياً أيما عرفان
لا تنتقصه ولا تزد في قدره فعليه تصلى النار طائفتان
إحداهما لا ترتضيه خليفة وتنصه الأخرى إلهاً ثاني)
– قول الموفق ابن قدامة المقدسي:
قال في لمعة الاعتقاد: (ومن السنة الترضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرءات من كل سوء، أفضلهم خديجة بنت خويلد، وعائشة الصدّيقة بنت الصدّيق التي برأها الله في كتابه، زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الدنيا والآخرة، فمن قذفها بما برأها الله منه فهو كافر بالله العظيم).
– أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية:
قال في العقيدة الواسطية: (ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويتولونهم، ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال يوم غدير خم: أُذكّركم الله في أهل بيتي، وقال للعباس عمه وقد اشتكى إليه أنّ بعض قريش يجفو بني هاشم فقال: (والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي) وقال: (إنّ الله اصطفى بني إسماعيل، واصطفى من بني إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم).
وقال رحمه الله: (ولا ريب أنّ لآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم حقاً على الأمة لا يشركهم فيه غيرهم، ويستحقون من زيادة المحبة والموالاة ما لا يستحقه سائر بطون قريش، كما أنّ قريشاً يستحقون المحبة والموالاة ما لا يستحقه غير قريش من القبائل).
– قول الحافظ ابن كثير:
قال في التفسير: (ولا ننكر الوصاة بأهل البيت، والأمر بالإحسان إليهم واحترامهم وإكرامهم، فإنهم من ذرية طاهرة من أشرف بيت وُجد على وجه الأرض فخراً وحسباً ونسباً، ولا سيما إذا كانوا متّبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية، كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه، وعلي وأهل ذريته رضي الله عنهم أجمعين).
– قول محمد بن إبراهيم الوزير اليماني:
(وقد دلت النصوص الجمة المتواترة على وجوب محبتهم وموالاتهم، وأن يكون معهم، ففي الصحيح: (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا)، وفيه (المرء مع من أحب)، ومما يخص أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قول الله تعالى {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً}، فيجب لذلك حبهم وتعظيمهم وتوقيرهم واحترامهم والاعتراف بمناقبهم، فإنهم أهل آيات المباهلة والمودة والتطهير، وأهل المناقب الجمّة والفضل الشهير).
– قول العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي:
قال في كتابه التنبيهات اللطيفة (فمحبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم واجبة من وجوه، منها:
أولاً: لإسلامهم وفضلهم وسوابقهم.
ومنها: لما يتميّزوا به من قرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم واتصالهم بنسبه.
ومنها: لما حثّ عليه ورغّب فيه).
– قول الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي:
قال رحمه الله في (سلم الوصول):
(وأهل بيت المصطفى الأطهار وتابعيه السادة الأخيار
فكلهم في مُحكم القرآن أثنى عليهم خالق الأكوان).
– قول الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله:
قال في شرح العقيدة الواسطية: (ومن أصول أهل السنة والجماعة أنهم يحبون آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحبونهم للإيمان، وللقرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يكرهونهم أبداً).
من أقوال عُلماء السُنة في فضل آل البيت-عليهم السلام ..
1 – من نونية أبي محمد عبد الله بن محمد السلفي-رحمه الله-:
حبُ الصحابة والقرابةِ سُنَّةٌ …. ألقى بها ربي إذا أحياني
يقول ناقل هذا البيت السلفي:
وهذا بخلاف النواصب-هداهم الله للحق-الذين نصبوا آل البيت عليهم السلام العداء ..
أو الرافضة-هداهم الله للحق-الذين نصبوا الصحابة رضوان الله عليهم العداء.
أهل السنة يعتقدون كما بُين بأن حب آل البيت والصحابة فرض، لا يستقيم إسلام أحد إلا بحبهم، ورفض من رفضهم من الناصبة والرافضة ومن حام حولهم ..
وهذا قول السنة بخلاف إدعاءات الرافضة ..
2 – يُعلقُ العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله على هذا الكلام بكلام طويل ختمه بقوله في التعليقات على العقيدة الواسطية:
“والذين ضلوا في أهل البيت طائفتان:
الأولى: الروافض حيث غلو فيهم وأنزلوهم فوق منزلتهم حتى ادعى بعضهم أن علياً إله.
الثانية: النواصب وهم الخوارج الذين نصبوا العداوة لآل البيت وآذوهم بالقول والفعل.
3 – قال الإمام الشافعي-رحمه الله-:
يا أهل بيت رسول الله حُبكم ….. فرضٌ من الله في القرآنِ أنزله
يكفيكم من عظيم الفخر أنكم ….. من لم يصل عليكم لا صلاة له
4 – يقول شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية رحمه الله تعالى في عقيدته الواسطية تحت باب “مكانة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل السنة والجماعة”:
“ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولَّونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير خم: ((أذكّركُم الله في أهل بيتي)) وقال أيضاً للعباس عمه، وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم فقال: ((والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي)) وقال: ((إن الله اصطفى بني إسماعيل واصطفى من بني إسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريشاً واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم)) “.
5 – يقول الشيخ صالح الفوزان-حفظه الله- في شرحه لكلام شيخ الإسلام السابق:
“بين الشيخ رحمه الله في هذا مكانة أهل البيت عند أهل السنة والجماعة وأنهم يُحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأهل البيت هم آل النبي صلى الله عليه وسلم الذين حُرِّمتْ عليهم الصدقة وهم آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس وبنو الحارث بن عبدالمطلب وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم وبناته من أهل بيته كما قال تعالى: {إنما يُريد الله ليُذهِبَ عنكم الرِّجسَ أهلَ البيت}.
فأهل السنة يحبونهم ويحترمونهم ويكرمونهم؛ لأن ذلك من احترام النبي صلى الله عليه وسلم وإكرامه ولأن الله ورسوله أمر بذلك، قال تعالى: {قل لا أسألُكم عليه أجراً إلا المودَّة في القُرْبى}،وجاءت نصوص من السنة بذلك، منها ما ذكر الشيخ.
وذلك إذا كانوا متبعين للسنة مستقيمين على المِلّة، كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه، وعليٍّ وبنيه. أما من خالف السنة ولم يَستقِم على الدين فإنه لا تجوز محبته ولو كان من أهل البيت ………. إلخ”
6 – قال العلامة السعدي-رحمه الله-:
“وأول من سمى الروافض بهذا اللقب زيد بن علي الذي خرج في أوائل دولة بني العباس وبايعه كثير من الشيعة، ولما ناظروه في أبي بكر وعمر وطلبوا منه أن يتبرأ منهما فأبى رحمه الله تفرقوا عنه، فقال: رفضتموني، فمن يومئذ قيل لهم: “الرافضة” وكانوا فرقاً كثيرة، منهم الغالية ومنهم من هم دون ذلك، وفرقهم معروفة.
وأما النواصب فهم الذين نصبوا العداوة والأذية لأهل بيت النبي صلى لله عليه وسلم وكان لهم وجود في صدر هذه الأمة لأسباب وأمور سياسية معروفة، ومن زمن طويل ليس هم وجود والحمد لله”.
قال أحد أعلام السُنة القاضي عياض-رحمه الله-: “سب آل بيته وأزواجه وأصحابه وتنقصهم حرام ملعون فاعله”.
أفرد الإمام البخاري-رحمه الله-في صحيحه الكتاب الثاني والستون أبواباً لذكر فضائل ومناقب آل البيت، منها على سبيل المثال.
“باب مناقب علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي أبا الحسن رضي الله عنه”
“باب مناقب جعفر بن أبي طالب الهاشمي رضي الله عنه”.
“باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم”.
باب منقبة فاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه وسلم”.
“باب فضل عائشة رضي الله عنها”.
هذا غيض من فيض في صحيح الإمام البخاري-رحمه الله-.
أما الإمام البزار-رحمه الله فقد ألف جُزءً مستقلاً سماه “فضائل أهل البيت”.
وقد أفرد الإمام الترمذي-رحمه الله أبواباً في جامعِهِ في المناقب، أبواباً عديدة في ذِكرِ فضائل آل البيت عليهم السلام، منها:
“باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ولهُ كُنيَتان أبو تراب وأبو الحسن”.
“باب قول الأنصار: كُنا نعرف المُنافقين ببغضهم علي بن أبي طالب”.
وغيرها من الأبواب الكثيرة في ذِكرِ فضائل علي عليه السلام.
“باب مناقب أبي الفضل عُمُ النبي صلى الله عليه وسلم وهو العباس بن عبدالمُطلب رضي الله عنه”.
“باب مناقب جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه”.
“باب مناقب أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب والحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما”.
“باب ((إن إبني هذا سيد)) ” أي الحسن عليه السلام.
وأبواب عديدة في ذِكرِ فضائل سبطي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحُسين عليهما السلام.
“باب فضائل أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم”.
باب ما جاء في فضل فاطمة رضي الله عنها”.
“باب فضل عائشة رضي الله عنها”.
“باب فضل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم”.
وغيرها من الأبواب ..
وألف شيخ الإسلام الإمام أحمد بن تيمية -رحمه الله- كتاباً مُفرداً سمه:
“حقوق آل البيت بين السُنةِ والبدعة”
هذا ما أذكُرهُ الآن من أبوابٍ مُستقلة ألفها عُلماء السلف وإلا هي كثيرة جداً، منها ما ذُكر ….
وممن وقفت من عُلمائنا المعاصرين في هذا الكثير، منه هذه الكُتب لعالمين جليلين، والكتاب هو:
كتابٌ ألفه سماحة العلامة المُدرسُ بالحرمِ المدني الشيخ عبدالمُحسن العباد-نفع الله بعلمه الإسلام والمُسليمن سماه:
“آل البيت عند الصحابة”
وألف كذلك سماحة العلامة الشيخ عبدالمحسن بن حمد العباد كتاباً سماه: “فضل أهل البيت وعلو مكانتهم عند أهل السُنة والجماعة”
وألف قاضي القطيف سماحة السيد الشيخ صالح بن عبدالله الدرويش-نفع الله بعلمه الإسلام والمسلمين- كتاباً سماه:
“رحماء بينهم …. التراحم بين آل بيت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبقيةُ الصحابة رضي الله عنهم أجمعين”.
وهذه كذلك من مؤلفات علماء السنة في أهل البيت عليهم السلام وفضلهم وحقوقهم:
– لقد عقد الإمام أبي بكر أحمد بن الحُسين بن علي بن موسى البيهقي-رحمه الله-في كتابه “الإعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد” باب (القول في أهل بيت رسول الله لى الله عليه وسلم وآله وأزواجه).
– وألف الإمام البيهقي كذلك كتااً أسمه “الفضائل” عقدَ فصولاً فيه في فضائل أهل البيت والصحابة رضي الله عنهم.
– وعقد العلامة صالح بن فوزان الفوزان-حفظه الله-عضو هيئة كبار العلماء باباً في كتابه”التوحيد” (فضل أهل البيت وما يجب لهم من غير جفاء ولا غلو).
– وعقد إمام من أئمة أهل الحديث في هذا العصر العلامة مقبل بن هادي الوادعي السلفي في كتابه”تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب” فصلاً تحت مسمى (فضائل آل بيت النبوة).
وغيره من الكتب كثير وحسبنا الإشارة إلى اهتمام علماء المسلمين في باب آل البيت والصحابة على ما جاء في كتاب الله عز وجل وسنة المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
=====
لا شك أن أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- داخلات في ذلك، ولا يقال: إنه عبر هنا بالضمير الدال على الذكور، {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ} يقال: إما من باب التغليب، تغليب المذكر على المؤنث كما هو الغالب في الاستعمال، وإما أن يقال: إن لفظة “الأهل” مذكرة وهي تطلق على الزوج، {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ} [سورة هود:81]
أما حديث زيد بن أرقم الذي في مسلم وفيه: فقال له حصين: ومَن أهلُ بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حُرِمَ الصّدَقة بعده، قال: ومَنْ هم؟ قال هم آل علي، وآل عَقِيل، وآل جعفر، وآل عباس -رضي الله عنهم-، قال: كل هؤلاء حُرِمَ الصدقة بعده؟ قال: نعم ([7])، وهذا تفسير من زيد بن أرقم وليس بمرفوع.
قلت سيف: سبق في فضائل علي بن ابي طالب نقل اعلال العقيلي لهذا الحديث وترجيح حديث جابر عليه.
الأدلة على أن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم منهم أزواجه:
أولاً:
قال ابن كثير عن الأيه:
نص في دخول أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في أهل البيت ههنا لأنهن سبب نزول هذه الآية وسبب النزول داخل فيه قولا واحدا إما وحده على قول أو مع غيره على الصحيح وروى ابن جرير عن عكرمة أنه كان ينادي في السوق إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة
وقال القرطبي بعد أن ذكر الأيه: قال الزجاج: قيل يراد به نساء النبي صلى الله عليه وسلم وقيل: يراد به نساؤه وأهله الذين هم أهل بيته على مايأتي بيانه بعد
ثم قال: فيه ثلاث مسائل:
الأولى قوله تعالى: واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة هذه الألفاظ تعطي أن أهل البيت نساؤه وقد أختلف أهل العلم في أهل البيت من هم …. والصحيح أن قوله: واذكرن منسوق على ماقبله وقال عنكم لقوله أهل فالأهل مذكر فسماهن وإن كن إناثا باسم التذكير فلذلك صار عنكم ولا اعتبار بقول الكلبي وأشباهه فإنه توجد له أشياء في هذا التفسير ما لو كان في زمن السلف الصالح لمنعوه من ذلك وحجروا عليه فالآيات كلها من قوله: يا أيها النبي قل لأزواجك إلى قوله إن الله كان لطيفا خبيرا منسوق بعضها على بعض فكيف صار في الوسط كلاما منفصلا لغيرهن! وإنما هذا شيء جرى في الأخبار أن النبي عليه السلام لما نزلت عليه هذه الآية دعا عليا وفاطمة والحسن والحسين فعمد النبي صلى الله عليه وسلم إلى كساء فلفها عليهم ثم ألوى بيده إلى السماء فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فهذه دعوة من النبي صلى الله عليه وسلم لهم بعد نزول الآية أحب أن يدخلهم في الآية التي خوطب بها الأزواج فذهب الكلبي ومن وافقه فصيرها لهم خاصة وهي دعوة لهم خارجة من التنزيل
ثانياً: يقول الله تعالى على لسان الملائكه عن إبراهيم وزوجته: (قالوا اتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد)
وأما حديث أم سلمة:
قال القرطبي بعد أن ذكر الحديث:
فهذه دعوة من النبي صلى الله عليه وسلم لهم بعد نزول الآية أحب أن يدخلهم في الآية التي خوطب بها الأزواج فذهب الكلبي ومن وافقه فصيرها لهم خاصة وهي دعوة لهم خارجة من التنزيل
ولذلك لما قالت أم سلمة وأنا يارسول الله قال انك الى خير اي قد ذكرك الله في الأيه صريحة فأنت الى خير.
ثم ان الروايات الاخرى للحديث تفسر معناه ففي روايه أخرى – لم يذكرها الرافضة – (انك الى خير أنت من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم) فلا يحتاج الأمر الى ايضاح لأن الأية صريحة في بيان أن أزواج النبي من أهل البيت
وفي روايه أخرى – لم يذكرها الرافضه أيضا – (قال وأنت)
ونص الروايه: (قال الإمام أحمد 6/ 296 حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عوف عن أبي المعدل عن عطية الطفاوي عن أبيه قال إن أم سلمة رضي الله عنها حدثته …. حين لفهم بردائه: قال اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي قالت فقلت وأنا يا رسول الله قال صلى الله عليه وسلم وأنت) …..
وفي روايه أخرى قال أنت من أهلى
ونص الروايه (عن أبي كريب عن وكيع عن عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن أم سلمة رضي الله عنها بنحوه طريق أخرى قال ابن جرير حدثنا أبو كريب حدثنا خالد بن مخلد حدثني موسى بن يعقوب حدثني هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص وعن عبد الله بن وهب بن زمعة قال أخبرتني أم سلمة رضي الله عنها وفيه (أنت من أهلي)
وأما ما رواه مسلم (برقم 2424) عن أبي بكر ابن أبي شيبة عن محمد بن بشر به
طريق أخرى قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا سريج بن يونس أبو الحارث حدثنا محمد بن يزيد عن العوام يعني ابن حوشب رضي الله عنه عن ابن عم له قال دخلت مع أبي على عائشة رضي الله عنها فسألتها عن علي رضي الله عنه فقالت رضي الله عنها تسألني عن رجل كان من أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت تحته ابنته وأحب الناس إليه لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عليا وفاطمة وحسنا وحسينا رضي الله عنهم فألقى عليهم ثوبا فقال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت فدنوت منهم فقلت يا رسول الله وأنا من أهل بيتك فقال صلى الله عليه وسلم تنحي فإنك على خير) فإن الجواب فيه واضح من أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد من عائشة أن تدخل معهم في الغطاء وعلي فيه
قال بن كثير بعد أن ذكر الروايات المختلفه للأحاديث:
(وجمعا أيضا بين القرآن والأحاديث المتقدمة إن صحت فإن في بعض أسانيدها نظرا والله أعلم ثم الذي لا يشك فيه تدبر القرآن أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم داخلات في قوله تعالى إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا فإن سياق الكلام معهن ولهذا قال تعالى بعد هذا كله واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة أي واعملن بما ينزل الله تبارك وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم في بيوتكن من الكتاب والسنة قاله قتادة وغير واحد واذكرن هذه النعمة التي خصصتن بها من بين الناس أن الوحي ينزل في بيوتكن دون سائر الناس وعائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما أولاهن بهذه النعمة وأحظاهن بهذه الغنيمة وأخصهن من هذه الرحمة العميمة فإنه لم ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي في فراش امرأة سواها كما نص على ذلك صلوات الله وسلامه عليه خ3775 قال بعض العلماء رحمه الله لأنه لم يتزوج بكرا سواها ولم ينم معها رجل في فراشها سواه صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها فناسب أن تخصص بهذه المزية وأن تفرد بهذه المرتبة العلية ولكن إذا كان أزواجه من أهل بيته فقرابته أحق بهذه التسمية كما تقدم في الحديث وأهل بيتي أحق وهذا يشبه ما ثبت في صحيح مسلم 1398 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم فقال هو مسجدي هذا فهذا من هذا القبيل فإن الآية إنما نزلت في مسجد قباء كما ورد في الأحاديث الأخر ولكن إذا كان ذاك أسس على التقوى من أول يوم فمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى بتسميته بذلك والله أعلم
ومثل هذا التنظير ذكره ابن تيمية في رسالة فضل أهل البيت وحقوقهم.
ثم يدل على دخول أزواجه في الآل أنه لا تحل لهن الصدقة. ويعطين من الخمس. فروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن ابن أبي مليكة أن خالد بن سعيد بعث إلى عائشة ببقرة من الصدقة فردتها، وقالت: انا آل محمد صلى الله عليه وسلم لا تحل لنا الصدقة.
قال ابن القيم في جلاء الأفهام: أما شبهة ان مواليهن تحل لهم الصدقة لأنه إنما حرمت عليهن بالتبع خلافا لبني هاشم فالتحريم بالأصل فحرم على مواليهم.
—-
سبق في فضائل علي رضي الله تعالى عنه ترجيح أن آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم هم: أزواجه وذريته وبنو هاشم وبنو عبد المطلب ومواليهم، والله تعالى أعلم.
أما موالي أزواجه فلا يدخلن لحديث هو لها صدقة ولنا هدية. ولم تحرم على مواليهن لأن أزواجه دخلن في الآل ليس على سبيل الأصالة
وسبق كذلك:
قال محققو مسند الإمام أحمد بن حنبل:
” قد ورد التصريح بأن المراد من قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “وعترتي أهل بيتي” هو وجوب مراعاتهم ومحبتهم، واجتناب ما يسوؤهم، والاحتراز عما يؤذيهم، في حديث زيد بن أرقم عند مسلم ونصه: “وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي “، وما ورد مما يفهم منه وجوب الاقتداء بهم، والأخذ بأقوالهم والعمل بها، مثل قوله: ” لن تضلوا بعدهما “، أو: ” لن تضلوا إن اتبعتموهما “، فأسانيده ضعيفة لا يصلح الاحتجاج بها، وهذه التثنية: (بعدهما) (اتبعتموهما) من أوهام ضعفة الرواة، ويؤيد ذلك أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في خطبة حجة الوداع لم يذكر سوى وجوب الاعتصام بكتاب الله تعالى
وقلنا في مختلف الحديث حيث عارض حديث المرط حديث عائشة: «أن النبي ِ- صلى الله عليه وسلم – صلى في خميصة لها أعلام، فنظر إلى أعلامها نظرة، فلما انصرف قال:
“اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم، وائتوني بأنبجانية أبي جهم فإنها ألهتني آنفا عن صلاتي”
فكان الجواب:
أما حديث عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ خَرَجَ النبي – صلى الله عليه وسلم -ذَاتَ غَدَاةٍ وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ مِنْ شَعَرٍ أَسْوَدَ”؛
[رواه مسلم ((2081))]
ففيه مصعب بن شيبة ونقل العقيلي ان الامام احمد انكر عليه هذا الحديث ويسمى حديث الكساء وفي بعض الرويات زيادة ادخال علي وفاطمة والحسن والحسين وقراءته لآية التطهير:
قال الإمام مسلم حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير- واللفظ لأبي بكر- قالا: حدثنا محمد بن بشر عن زكرياء عن مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة قالت قالت عائشة خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}.
وحديث المرط المرحل على فرض صحته ليس فيه أن الزخارف كانت كثيرة مشغلة أو قد يكون النبي صلى الله عليه وسلم لبسها في غير صلاته. ومثله الحلة السيراء وكون النبي صلى الله عليه وسلم فقط انكر كونها من حرير. فلو كانت مطرزة بغير الحرير فليس في ذلك دليل على ان المصلي يلبس ما يشوش عليه صلاته. فما ورد من نصوص إما ضعيف او زخارفها قليلة او يلبسها في غير وقت صلاة.
تنبيه: حديث المرط ذكره البوصيري عن عدة من الصحابة منه حديث أبي الحمراء وأنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم سبعة أشهر يمر على باب فاطمة كلما خرج للصلاة يقرأ قوله تعالى: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا. قال العقيلي قال البخاري: ابوداود نفيع بن الحارث قتادة يرميه بالكذب. قال العقيلي: وفي هذا رواية من غير هذا الوجه فيها لين.
وكذلك أنكره ابن عدي على نفيع بن الحارث كما في ذخيرة الحفاظ وأنه متروك للحديث ومن الغلاة
حيث قال الترمذي بعد أن أورده من حديث أنس وقال: حسن غريب … وفي الباب عن أبي الحمراء معقل بن يسار. وأم سلمة
حديث أنس ضعفه الألباني
ومن حديث واثلة بن الأسقع وفيه قال واثلة: وأنا يا رسول الله من أهلك؟ قال: وأنت من أهلي، قال واثلة: إنها لمن ارجى ما ارتجي. لكن فيه شداد أبي عمار ثقة يرسل كثيرا
لكن له حديث عن واثلة في مسلم
وفي صحيح مسلم من حديث سعد بن أبي وقاص قال: لما نزلت هذه الآية فقل تعالوا ندع ابناءنا وأبناءكم. … دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت. قال: نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة ثم قال عكرمة من شاء باهلته أنها نزلت في شأن نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة
قال الذهبي في السير 2/ 221: إسناده صالح وسياق الآيات دال عليه.
وعن أم سلمة فالتف عليهم بثوبه رواه أبو يعلى. قال البخاري فيه شهر يتكلمون فيه. … التاريخ الكبير 2/ 69
وورد كذلك عن أم سلمة أخرجه الترمذي 3871 وفيه جلل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة رضي الله عنهم كساء. …
وورد في مسلم من حديث عائشة وأنكر على مصعب والاستنكار كونه وقع في بيت عائشة إنما هو وقع في بيت أم سلمة رضي الله عنهما وله طرق يتقوى بها. انتهى من تحقيق سيف وصاحبه لنصرة النعيم.
راجع الصحيحة 2507 تكلم الألباني عن العصمة المزعومة.
وان الآية لا تدل على عصمة أهل البيت بالإرادة الكونية وإنما بالإرادة الشرعية وهي محبته لذلك. وإن كان رب العزة حفظ أمهات المؤمنين. لأن حادثة الإفك كانت بعد الآية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس. .. ) وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة إن كنت ألممت بذنب فتوبي. ثم طلب أن يعذره الصحابة من رجل بلغ اذاه أهله مما يعلم من براءتهم. ورد الألباني على بعض من يرى عصمتهن بل لازم كلامه يدل على عصمت أهل البيت إلى يوم يبعثون.
– روى مسلم في صحيحه عن واثلة بن الأسقع قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم).
3 – روى الإمام أحمد في مسنده بإسناده عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. أنه كان يقول: (اللهم صلِّ على محمد، وعلى أهل بيته، وعلى أزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، وبارك على محمد، وعلى أهل بيته، وعلى أزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد).مسند أحمد (5/ 374).
قال ابن القيم /: «فجمع بين الأزواج والذرية والأهل، وإنما نص عليهم بتعيينهم ليبين أنهم حقيقون بالدخول في الآل، وأنهم ليسوا بخارجين منه، بل هم أحق من دخل فيه، وهذا كنظائره من عطف الخاص على العام وعكسه؛ تنبيهًا على شرفه، وتخصيصًا له بالذكر من بين النوع؛ لأنه أحق أفراد النوع بالدخول.
جلاء الأفهام (ص:338).
قلنا في مجموعة السلام:
قال رسول الله: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة».
ورواه الترمذي: من حديث سفيان الثوري وغيره، عن يزيد بن أبي زياد، وقال: حسن صحيح
قلت سيف: وهو في الصحيح المسند 421 من طريق يزيد بن مردانيه حدثنا ابن أبي نعم عن أبي سعيد الخدري مرفوعا.
أما زيادة (وأبوهما خير منهما) فلا تصح. ضعفها جامع إبانة الحاجة في تحقيق مقدمة ابن ماجه. فعثمان المري ليس فيه جرح ولا تعديل. وكذلك زيادة (الا ابني الخالة عيسى ابن مريم ويحي) لم يصححها الألباني. اهـ
أما الشيخ الألباني فقد صحح الحديث
47 – «ابناي هذان: الحسن والحسين: سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما».
(صحيح) … [ابن عساكر] عن علي وعن ابن عمر. الصحيحة 796: ك.
صحيح الجامع
تحريم الصدقة على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم:
أما تحريم الصدقة على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فقد نقل ابن بطال اتفاق الفقهاء على أن أزواجه صلى الله عليه وسلم لا يدخلن في آله الذين حرمت عليهم الصدقة، قال الحافظ ابن حجر في الفتح (3/ 416): وقد نقل ابن بطال أنهن – أي الأزواج – لا يدخلن في ذلك باتفاق الفقهاء. ا. هـ.
وتعقبه الحافظ بقوله: وفيه نظر فقد ذكر ابن قدامة أن الخلال أخرج من طريق ابن أبي مليكة عن عائشة قالت ” إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة ” قال وهذا يدل على تحريمها. قلت: وإسناده إلى عائشة حسن، أخرجه ابن أبي شيبة أيضا. ا. هـ.
ونص كلام ابن قدامة موجود في المغني (2/ 520).
وقال شيخ الإسلام في الفتاوى (22/ 460 – 461):
وعلى هذا ففي تحريم الصدقة على أزواجه وكونهم من أهل بيته روايتان عن أحمد:
إحداهما: لسن من أهل بيته وهو قول زيد بن أرقم الذي رواه مسلم فى صحيحه عنه.
والثانية: هن من أهل بيته. لهذا الحديث فإنه قال: وعلى أزواجه وذريته. وقوله: ” إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ” [الأحزاب:33]، وقوله فى قصة إبراهيم: ” رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ” [هود: 73]. وقد دخلت سارة، ولأنه إستثنى امرأة لوط من آله فدل على دخولها في الآل، وحديث الكسا يدل على أن عليا، وفاطمة، وحسنا، وحسينا أحق بالدخول فى أهل البيت من غيرهم، كما أن قوله فى المسجد المؤسس على التقوى هو مسجدى هذا يدل على أنه أحق بذلك وأن مسجد قباء أيضا مؤسس على التقوى، كما دل عليه نزول الآية وسياقها، وكما أن أزواجه داخلات فى آله وأهل بيته كما دل عليه نزول الآية وسياقها وقد تبين أن دخول أزواجه في آل بيته أصح وإن كان مواليهن لا يدخلون فى موالى آله بدليل الصدقة على بريرة مولاة عائشة. ا. هـ.
فشيخ الإسلام رجح دخول زوجات النبي صلى الله عليه وسلم في آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم إلى جانب أنهن ممن يحرم عليهن الصدقة.
والله أعلم.