1536 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة ابراهيم البلوشي وأبي عيسى البلوشي وفيصل الشامسي وفيصل البلوشي
وهشام السوري
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
——-‘——‘——
الصحيح المسند
1536 قال الإمام أحمد 6/ 166 حدثنا عبدالرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نمت فرأيتني في الجنة فسمعت صوت قارئ يقرأ. فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا حارثة بن النعمان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذلك البر، كذلك البر. وكان أبر الناس بأمه.
…………………………………
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نمت فرأيتني في الجنة فسمعت صوت قارئ يقرأ. فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا حارثة بن النعمان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذلك البر، كذلك البر. وكان أبر الناس بأمه.
قال الحاكم وأخرج الحديث من طريق معمر: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياق. قال ابن عيينة وغيره قالوا فيه: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنة ….. لم يذكروا فيه النوم. ولا بر أمه. انتهى كلام الحاكم
قال باحث: وحديث سفيان أخرجه ابن حبان عن الزهري عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دخلت الجنة فسمعت قراءة. فقلت: من هذا؟ فقيل لي: حارثة بن النعمان. كذلكم البر كذلكم البر
وتابع معمرا … محمد بن أبي عتيق أخرج روايته الدارقطني
ولم يخرج الشيخان رواية معمر لما خالف من هو أوثق منه حيث أدرج في الخبر جملة تفسيرية. انتهى كلام الباحث
وماذا يقصد الحاكم: لم يخرجوه بهذا السياق؟ … ربما يقصد أن عندهم متون أخرى في بر الأم لاني لم أجد عن عائشة في الصحيحين حديث في بر الأم إنما عن صحابة آخرين منها حديث أبي هريرة: من أحق الناس بحسن صحابتي ومنها حديث عبدالله بن عمرو جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما الكبائر؟ قال: الاشراك بالله قال ثم ماذا؟ قال: عقوق الوالدين. …
وسيأتي بعضها فيما جمعنا من أحاديث في الوالدين
أما الجواب على ما ذكر الباحث فلم يشترط البخاري ومسلم إخراج كل الصحيح
وأخرج أحمد من طريق ابن أبي عتيق عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه مثله
وقلنا: على شرط المتمم على الذيل على الصحيح
والدارقطني ذكر الخلاف ولم يرجح العلل 9/ 157
ذكر في ترجمة حارثة بن النعمان أنه بن رافع أو نفيع بن زيد بن عبد بن ثعلبة الأنصاري، أبو عبد الله المدني، شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها ورأى جبريل يكلم النبي – صلى الله عليه وسلم – فسلم عليهما وكان من الفضلاء، يقال توفي في خلافة معاوية بن أبي سفيان. وقد ورد عند أحمد بإسناد صحيح، وهو عند الطبراني أيضا أن حارثة سلم على جبريل ورد جبريل – عليه السلام ـ. ومن ذريته المحدث أبو الرجال محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حارثة بن النعمان الأنصاري، ولد عمرة الفقيهه. (ابن حجر: الإصابة 1/ 298 – 299. وأحمد: المسند: 5/ 433، والطبراني المعجم الكبير 3/ 257. وأبو نعيم: حلية الأولياء 1/ 356. وسير أعلام النبلاء 2/ 378).
قلت سيف: خبر رد سلام جبريل عليه الصلاة والسلام على حارثة بن النعمان أخرجه أحمد 5/ 433. 16264 … من طريق عبدالرزاق عن معمر عن الزهري أخبرني عبدالله بن عامر بن ربيعة عن حارثة بن النعمان قال: مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل عليه السلام جالس في المقاعد فسلمت عليه ثم أجزت فلما انصرفت ورجع النبي صلى الله عليه وسلم قال لي: هل رأيت الذي كان معي؟ قلت: نعم، قال: فإنه جبريل وقد رد عليك السلام.
وهو في الصحيح المسند 286
وقال ابن حجر في الإصابة: إسناده صحيح.
لكن أعله أبوحاتم بالإرسال فقال كما في العلل 2609: سألت أبي عن حديث رواه معمر عن الزهري عن عبدالله بن عامر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أن حارثة مرَّ بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يناجي جبريل. … فذكر الحديث.
قال أبي: وروى الزبيدي فقال: عن الزهري عن عمرة بنت عبدالرحمن: أن حارثة مرَّ برسول الله صلى الله عليه وسلم. .. مرسل، وهو الصحيح؛ الزبيدي أحفظ من معمر.
فقيل لأبي: الزبيدي أحفظ من معمر؟!
قال: أتقن من معمر في الزهري وحده؛ فإنه سمع من الزهري إملاء، ثم خرج إلى الرصافة، فسمع أيضا.
تنبيه: قال محققو ط الجريسي: أنهم لم يقفوا على روايته عن عبدالله بن عامر عن جابر إنما في كتب الحديث عن عن عبدالله بن عامر عن حارثة بن النعمان.
وأخرجه أبن أبي عاصم 1961 وقال: حدثنا سلمة ثنا عبدالرزاق به وفيه. …. فإنه جبريل قد رد عليك السلام. … ثم قال: ورواه الزبيدي وشعيب وابن أبي عتيق عن الزهري عن عمرة أن حارثة بن النعمان الأنصاري رضي الله عنه مر برسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وهو نجي جبريل عليه السلام فذكر نحوه
والحديث يصلح ليكون على شرط الذيل على أحاديث معلة ظاهرها الصحة.
وهو مخالف لحديث أخرجه أحمد
16219 – حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا موسى بن عقبة، قال: حدثني أبو سلمة، عن الرجل الذي مر برسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يناجي جبريل عليه السلام، فزعم أبو سلمة أنه تجنب أن يدنو من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تخوفا أن يسمع حديثه، فلما أصبح قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ما منعك أن تسلم إذ مررت بي البارحة؟ ” قال: رأيتك تناجي رجلا، فخشيت أن تكره أن أدنو منكما، قال: ” وهل تدري من الرجل؟ ” قال: لا، قال: ” فذلك جبريل عليه السلام، ولو سلمت لرد السلام “، وقد سمعت من غير أبي سلمة أنه حارثة بن النعمان
وجمع محققو المسند بتعدد القصة
وهذا الأخير يصلح أن يكون على شرط الذيل على الصحيح المسند.
قال محققو المسند: إسناده صحيح
—–
قال الطيبي في قوله صلى الله عليه وسلم: ((كذلكم البر كذلكم البر)): (المشار إليه ما سبق والمخاطبون الصحابة، فإن المصطفى صلى الله عليه وسلم رأى هذه الرؤيا وقصها على أصحابه، فلما بلغ إلى قوله النعمان نبههم على سبب نيل تلك الدرجة بقوله ((كذلكم البر))، أي: حارثة، نال تلك الدرجة بسبب البر وموقع هذه الجملة التذييل كقوله تعالى: وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ [النمل: 34]، وفيه من المبالغة أنه جعل جزاء البر براً، وعرف الخبر بلام الجنس تنبيهاً على أن هذه الدرجة القصوى لا تنال إلا ببر الوالدين والتكرار للاستيعاب) (3). اهـ.
وممن رأى النبي صلى الله عليه وسلم له قصر في الجنة: عمر بن الخطاب
وسمع صوت نعلي بلال في الجنة
وكذلك عبد الله بن سلام:
فعن قيس بن عباد، قال: ((كنت جالساً في مسجد المدينة، فدخل رجل على وجهه أثر الخشوع، فقالوا: هذا رجل من أهل الجنة، فصلى ركعتين تجوز فيهما، ثم خرج، وتبعته، فقلت إنك حين دخلت المسجد قالوا: هذا رجل من أهل الجنة، قال: والله ما ينبغي لأحد أن يقول ما لا يعلم، وسأحدثك لم ذاك رأيت رؤيا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقصصتها عليه، ورأيت كأني في روضة ذكر من سعتها وخضرتها وسطها عمود من حديد أسفله في الأرض وأعلاه في السماء، في أعلاه عروة فقيل له: ارقه، قلت: لا أستطيع فأتاني منصف فرفع ثيابي من خلفي فرقيت حتى كنت في أعلاها فأخذت العروة فقيل له: استمسك فاستيقظت وإنها لفي يدي، فقصصتها على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: تلك الروضة الإسلام، وذلك العمود عمود الإسلام، وتلك العروة عروة الوثقى، فأنت على الإسلام حتى تموت. وذاك الرجل عبد الله بن سلام)).متفق عليه
وكذلك ذكر النبي صلى الله عليه وسلم مناديل سعد
وذكر أن الله كلم عبدالله بن حرام كفاحا
وبشر خديجة ببيت في الجنة
و ….. غيرهم ممن رؤوا في الجنة أو أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما أعد لهم.
—-
الأحاديث الصحيحة في فضل بر الوالدين
وقد ألفت رسائل مفردة في بر الوالدين وكذلك في نضرة النعيم أحاديث كثيرة:
[(1)] عن أبي مرة مولى أم هانئ ابنة أبي طالب قال: كنت أركب مع أبي هريرة – رضي الله عنه – إلى أرضه بالعقيق فإذا دخل أرضه صاح بأعلى صوته: عليك السلام ورحمة الله وبركاته يا أمتاه، تقول: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، يقول: رحمك الله , ربيتني صغيرا، فتقول: يا بني، وأنت فجزاك الله خيرا ورضي عنك كما بررتني كبيرا.
[(2)] عن أبي بردة قال: شهدت ابن عمر – رضي الله عنهما – ورجل يماني يطوف بالبيت قد حمل أمه وراء ظهره، يقول: إني لها بعيرها المذلل … إن أذعرت ركابها لم أذعر ثم قال: يا ابن عمر , أتراني جزيتها؟ , قال: لا، ولا بزفرة واحدة. . صحيح أخرجه البخاري في الأدب 11
[(3)] عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكا, فيشتريه فيعتقه” أخرجه مسلم 1510
[(4)] عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال: (سألت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقلت: يا رسول الله) (أي الأعمال أحب إلى الله؟ , قال: ” الصلاة على وقتها ” , قلت: ثم أي؟ قال: ” ثم بر الوالدين ” , قلت: ثم أي؟ , قال: ” الجهاد في سبيل الله “) متفق عليه
5 – عن معاوية بن حيدة – رضي الله عنه – قال: (قلت: يا رسول الله) (من أحق الناس بحسن) (الصحبة؟) (فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” أمك “، قلت: ثم من؟، قال: ” أمك ” قلت: ثم من؟، قال: ” أمك “، قلت: ثم من؟) (قال: ” ثم أبوك) (ثم الأقرب فالأقرب “) وفي رواية: ” ثم الأدنى فالأدنى ”
أخرجه معمر في جامعه كما في المصنف 11/ 123 وأخرجه البخاري في الادب المفرد 3 وحسنه الألباني، وانظر الإرواء 829 عن بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة عن أبيه عن جده
وهو على شرط الذيل على الصحيح المسند
وورد بنحوه عن أبي هريرة رضي الله عنه أخرجه البخاري 5971. ومسلم 2548
6 – عن المقدام بن معديكرب – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” إن الله يوصيكم بأمهاتكم , إن الله يوصيكم بأمهاتكم , إن الله يوصيكم بأمهاتكم , إن الله يوصيكم بآبائكم , إن الله يوصيكم بالأقرب فالأقرب ”
أخرجه البخاري في الأدب 60 وابن ماجه 3661 والحاكم 4/ 151 وأحمد 4/ 131 من طريق بقية وإسماعيل بن عياش عن بحير بن سعيد عن خالد بن معدان عن المقدام بن معدي كرب الكندي عن النبي صلى الله عليه وسلم
وراجع الصحيحة 1666 حيث صحح طريق إسماعيل لأن روايته عن الشاميين جيدة وبحير شامي
قال الشيخ مقبل في حديث للشهيد ست خصال: خالد بن معدان ثقه لكنه يرسل كثيرا. وقال الإسماعيلي: بينه وبين المقدام جبير بن نفير. قال الحافظ وحديثه عن المقدام في صحيح البخاري.
قال الشيخ مقبل: ولا يلزم كون حديثه عنه في البخاري أن لا يكون يرسل عنه. ثم صحح حديث للشهيد ست خصال بالشواهد.
قلت سيف: لو جعلنا أحاديثه عنه على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند. ما دام علمنا أن أحاديثه عنه في البخاري
وكذلك كنت متوقف في حديث للشهيد ست خصال عل أحسنه لذاته بسبب كثرة إرسال. والآن اقول لا بأس أن نجعله على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند
7 – عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: (كان فينا رجل لم تزل به أمه أن يتزوج , حتى تزوج , ثم أمرته أن يفارقها , فرحل إلى أبي الدرداء بالشام , فقال: إن أمي لم تزل بي حتى تزوجت , ثم أمرتني أن أفارق , قال: ما أنا بالذي آمرك أن تفارق , وما أنا بالذي آمرك أن تمسك , سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: ” الوالد أوسط أبواب الجنة “) (فإن شئت , فأضع ذلك الباب , أو احفظه) (قال: فرجع وقد فارقها)
قلت سيف: أخرجه أحمد 27511 … وقلنا: على شرط الذيل على الصحيح المسند. وصححه الألباني في الصحيحة 914 وبين أن قوله (فأضع ذلك الباب , أو احفظه) من قول أبي الدرداء
8 – عن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” رضى الرب , في رضى الوالد , وسخط الرب , في سخط الوالد ” صحح الترمذي وقفه. وكذلك البزار.
وراجع تخريجنا لنضرة النعيم
9 – عن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما – قال: (جاء رجل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم -) (فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد) (أبتغي وجه الله والدار الآخرة) (فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم -: ” هل من والديك أحد حي؟ ” , قال: نعم , بل كلاهما) (ولقد تركتهما يبكيان) (قال: ” فتبتغي الأجر من الله؟ ” , قال: نعم , قال: ” فارجع إلى والديك) (ففيهما فجاهد (أحسن صحبتهما) (وأضحكهما كما أبكيتهما) (وأبى أن يبايعه “)
قلت سيف: اخرجه احمد 6490 وهو على شرط الذيل على الصحيح المسند. قسم الزيادات على الصحيحين.
والحديث أخرجه البخاري 3004 ومسلم 2549 ولفظهما (ففيهما فجاهد) وعند أحمد زيادة (وأضحكهما كما أبكيتهما)
10 – عن معاوية بن جاهمة السلمي قال: جاء جاهمة – رضي الله عنه – إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: يا رسول الله , أردت أن أغزو , وجئتك أستشيرك , فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” هل لك من أم؟ ” , قال: نعم) (قال: ” فارجع إليها فبرها) (فإن الجنة تحت رجليها “) وفي رواية: ” الزم رجلها , فثم الجنة ”
قلت سيف: حديث جاهمة، رجح الدارقطني رواية ابن جريج وهي مرسلة يعني عن معاوية بن جاهمة أن جاهمة أتى النبي صلى الله عليه وسلم. وراجع علل الدارقطني 7/ 78، فقوله (أن جاهمة) هذا موضع إرسال حيث لم يشهد معاوية بن جاهمة القصة. وراجع أيضاً علل ابن أبي حاتم 936 مع الحاشية
وله شاهد من حديث أبي سعيد لكن فيه دراج عن أبي السمح ودراج واه.
فلا يتقوى.
11 – عن عطاء بن يسار قال: أتى رجل لابن عباس – رضي الله عنهما – فقال: إني خطبت امرأة، فأبت أن تنكحني، وخطبها غيري، فأحبت أن تنكحه، فغرت عليها فقتلتها، فهل لي من توبة؟ , قال: أمك حية؟ , قال: لا، قال: تب إلى الله – عز وجل – وتقرب إليه ما استطعت , قال عطاء: فذهبت فسألت ابن عباس: لم سألته عن حياة أمه؟ , فقال: إني لا أعلم عملا أقرب إلى الله – عز وجل – من بر الوالدة. أخرجه البخاري في الأدب 4 وصححه الألباني. وراجع الصحيحة 2799
12 – عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما – قال: (” صعد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – المنبر) (فلما رقي الدرجة الأولى قال: آمين، ثم رقي الثانية , فقال: آمين، ثم رقي الثالثة فقال: آمين “، فقالوا: يا رسول الله، سمعناك تقول: آمين , ثلاث مرات؟ , قال: ” لما رقيت الدرجة الأولى) (أتاني جبريل – عليه السلام – فقال: يا محمد) (من أدرك شهر رمضان) (فانسلخ منه ولم يغفر له) (فدخل النار , فأبعده الله , قل: آمين , فقلت: آمين) (قال: ومن أدرك والديه , أو أحدهما) (فلم يدخلاه الجنة (فدخل النار , فأبعده الله , قل: آمين , فقلت: آمين) (قال: ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك , فمات فدخل النار , فأبعده الله , قل: آمين , فقلت: آمين “) وله شواهد ومنها حديث أبي هريرة في الصحيح المسند 1282
13 – عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (” رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان , ثم انسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك) (والديه عند الكبر , أحدهما أو كليهما , ثم لم يدخل الجنة “) الصحيح المسند 1282
[14] عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (” خرج ثلاثة نفر) (1) (ممن كان قبلكم) (2) (يمشون , فأصابهم المطر , فدخلوا في غار في جبل) (3) (فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل , فانطبقت عليهم) … (فقال رجل منهم: اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران , ولي صبية صغار كنت أرعى عليهم، فإذا رحت عليهم , حلبت فبدأت بوالدي أسقيهما قبل بني، وإني استأخرت ذات يوم , فلم آت حتى أمسيت , فحلبت كما كنت أحلب) (فوجدتهما نائمين) (فقمت عند رءوسهما , أكره أن أوقظهما) (والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما) (وأكره أن أسقي الصبية، والصبية يتضاغون عند قدمي) (من الجوع، وكنت لا أسقيهم حتى يشرب أبواي) (فلبثت حتى طلع الفجر) (فاستيقظا فشربا غبوقهما اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك , ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة) (ففرج الله منها فرجة , فرأوا منها السماء)
[15] عن البراء بن عازب – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” الخالة بمنزلة الأم ”
البخاري في حديث طويل 4252
—–
فائدة:
– لا يوجد حديث صحيح يدل أن أحدا يسبق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة:
قال أصحابنا أبو مبارك وأحمد الغفلي وأحمد بن علي: مما ورد:
عن أبي هريرة مرفوعا: أن أول من يفتح باب الجنة؛ إلا أني تأتي امرأة تبادرني، فأقول لها: ما لك، ومن أنت؟! فتقول: أنا امرأة قعدت على أيتام لي.
وضعفه العراقي كما في تخريج الاحياء وكذلك الالباني كما في الضعيفة 5374.
وحديث: “ دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة , قلت: من هذا؟ فقالوا: حارثة بن النعمان , كذلكم البر كذلكم البر (و كان أبر الناس بأمه) “.
قال الألباني في “السلسلة الصحيحة” 2/ 616: رواه ابن وهب في “ الجامع “ (22) سمعت سفيان يحدث عن ابن شهاب عن عمرة ابنة عبد الرحمن عن # عائشة # مرفوعا. أخرجه أحمد (6/ 151 – 152) و أبو نعيم في “ الحلية “ (1/ 6 / 356) و قال: “ رواه ابن أبي عتيق عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مثله “.
وهو في الصحيح المسند 1536
وهذا ليس فيه أنه سبق. النبي صلى الله عليه وسلم.
وحديث يا بلال أخبرني بأرجى عمل فإني سمعت دف نعليك. هو في البخاري
1149 عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال عند صلاة الفجر يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة، قال ما عملت عملا أرجى عندي أني لم أتطهر طهورا في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي.
قال أبو عبد الله دف نعليك يعني تحريك
قال صاحبنا ابوصالح:
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال: بم سبقتني إلى الجنة؟ قال ما أحدثت إلا توضأت وصليت ركعتين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا. أخرجه الترمذي وأحمد في مسنده من حديث بريدة وذكره الشيخ مقبل في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين برقم 159.
– قال القرطبي في المفهم لا يفهم من هذا أن بلالا يدخل الجنة قبل النبي صلى الله عليه وسلم. … وإنما هذه رؤيا منام أفادت أن بلالا من أهل الجنة …. وقد لا يبعد أن يقال في أسبقية بلال أنها أسبقية الخادم بين يدي مخدومه، والله أعلم.
فقوله (بين يدي في الجنة) أي في الرؤيا المنامية، ولم يقل تدخل قبلي الجنة أفاده العراقي بنحوه في شرح التقريب.
وفيه أن:
الكرامة والفضل لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فضل وسؤدد للنبي صل الله عليه وسلم أيضا، لأنهم إنما حازوا هذا الفضل باتباعهم رسول الله صل الله عليه وسلم.
– هناك أعمال يرجو العبد ثوابها أكثر من غيرها. مثل أصحاب الغار.
انتهى كلام صاحبنا ابوصالح
ظاهر الحديث أن السماع المذكور وقع في النوم لأن الجنة لا يدخلها أحد إلا بعد الموت/ قاله الكرماني، وتعقبه ابن حجر فقال: ويمكن حمل النفي إن كان ثابتا على غير الأنبياء أو يخص في الدنيا بمن خرج عن عالم الدنيا ودخل في عالم الملكوت
قلت سيف: يعني هذا جواب إشكال دخول النبي صلى الله عليه وسلم الجنة في المعراج.
– فيه أن الجنة موجودة الآن خلافا لمن أنكر ذلك من المعتزلة
– فيه فضيلة ومنقبة ظاهرة لحارثة بن النعمان.
– فيه استحباب قص الرؤيا الصالحة على أصحابه
ورؤيا الأنبياء حق:
ذكر ابن حجر أنه رأى بلال حقيقة في الجنة خلافا لمن قال إنما سمع الصوت، لأن المقصود بالفضيلة دخوله الجنة وهو أمام النبي صلى الله عليه وسلم تابعا له كما كان يمشي في الدنيا بين يدي النبي صلى الله عليه ويستدل له ما ذكره البخاري في أول مناقب عمر بن الخطاب: بحديث جابر مرفوعا (رأيتُني دخلت الجنة فسمعت خَشْفةً فقيل هذا بلال، ورأيت قصرا بفنائه جارية فقيل هذا لعمر. .. ) الحديث وبعده حديث أبي هريرة مرفوعا (بينا أنا نائم رأيتني في الجنة، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر فقيل: هذا لعمر. .. ) الحديث ورؤيا الأنبياء وحي فثبتت الفضيلة لبلال. (مختصر من كلام ابن حجر).
– جعل الله تعالى أعمال العباد من أسباب دخول الجنان والترقي فيها، وهذا بفضل الله وبرحمته.
قلت سيف: وقرر ابن حجر لوجه الجمع بين النصوص أن الدخول بفضل الله أما الترقي في درجاتها فهو بالعمل. لكن ابن باز قال الأولى أن الأعمال سبب دخول ودخوله بفضل الله ورحمته لا بمجرد العمل. كما قرره صاحبنا ابوصالح.