هل يجوز التبرك بماء زمزم بغير الشرب، كرش الرأس بها مثلاً أم تختص بركتها بالشرب فقط؟
25 جامع الأجوبة في الفقه( زوائد ) ص33
هل يجوز التبرك بماء زمزم بغير الشرب، كرش الرأس بها مثلاً أم تختص بركتها بالشرب فقط؟
——————-
جواب حسين البلوشي :
بما ان البحث يتعلق في مسألة التبرك ارجو يكون البحث باقوال ائمة اهل السنة بعيدا عن الاشاعرة او من تأثر بهم
فمعلوم ان كثير من المتأخرين زل في باب التبرك حتى بعض من اشتهر بالعلم والفقه
قال العلامة صالح ال الشيخ في كتابه التمهيد في شرح كتاب التوحيد:
وأما غسله بماء زمزم لرجاء أن يكون ذلك الكفن فيه من بركة ماء زمزم فكذلك هذا غلط
لأن بركة ماء زمزم مقيدة بما ورد فيه الدليل انتهى.
واما التبرك بشربه وانه شفاء فهذا ثابت بالسنة
قال الإمام البغوي رحمه الله:
ولا يكره نقل ماء زمزم للتبرك فقد روي عن عائشة انها كانت تحمل من ماء زمزم وتخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحمله ( شرح السنة للبغوي)
قال الشيخ صالح آل الشيخ:
أما التبرك بماء زمزم فإنه لا بأس به لمجيء الدليل بذلك … فمن شربها طعاما او شفاء من سقم فقد عمل بما دل عليه الدليل
وكذلك من شربها لغرض من الأغراض التي يريد يحققها لنفسه: فهذا أيضا جائز لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ماء زمزم لما شرب له. (التمهيد في شرح كتاب التوحيد)
جاء في كتاب التبرك وأحكامه:
… وبركة بعض الأشياء ( كماء زمزم والسحور للصائم ونحو ذلك )
والتبرك بهذه الأشياء يكون بفعل العبادات وغيرها مما ورد في الشرع ما يدل على فضلها فيها ولا يجوز التبرك فيها بغير ما ورد
وعليه: فإن كل من تبرك بها بتخصيصها بعبادات أو تبركات معينة لم يرد في الشرع ما يدل على تخصيصها بها فقد خالف المشروع وأحدث بدعة لا أصل لها في الدين انتهى
وذكر بعض الفقهاء أن أسماء بنت أبي بكر غسلت ابنها عبد الله بن الزبير بماء زمزم فارجو من شيخنا او الاخوة البحث عن الأثر وتخريجه وهل الغسل كان للتبرك
حديث الذي ذكره البغوي قال الترمذي حسن غريب لا نعرفه الا من هذا الوجه.
وفيه خلاد بن يزيد الجعفي ذكره البخاري في التاريخ وذكر الحديث ثم قال لا يتابع عليه
والشيخ الالباني قال ثقة اما ابن حجر قال صدوق ربما وهم ولعل البخاري يشير الى تعليله به
الشيخ الالباني اورد له شاهد من حديث جابر بن عبد الله لكن هذا الشاهد لا يقوي الحديث السابق اذ فيه لفظة غير موجودة في الشاهد وهو محل البحث وهو:
( وكان يصب على المرضى ويسقيهن )
حديث جابر ليس فيه يصب على المرضى.
قال الشيخ الفقيه ابن عثيمين رحمه الله وهو يتكلم عن ماء زمزم:
فإن قال قائل هل يفعل شيئا آخر كالرش على البدن وعلى الثوب او أن يغسل به أثوابا يجعلها لكفنه كما كان الناس يفعلون ذلك من قبل ؟
الجواب: لا فنحن لا نتجاوز في التبرك ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا نتجاوز إليه فما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أخذنا به وإلا فلا ( الشرح الممتع على زاد المستقنع: 7/348)
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
فإنه ليس بمشروع ان يشتري الانسان كفنه من تلك المواضع ولا أن يغسله بماء زمزم لأن ذلك ليس واردا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ( فتاوى نور على الدرب )
سئل الشيخ عبد العزيز الراجحي:
نرى كثيرا من الناس يمسحون بماء زمزم أجسادهم ويتوضئون به يقصد طلب البركة فهل هذا جائز؟
لا بأس اذا شرب منه ، تروش لا بأس كغيره ماء شريف نعم.
فتاوى الراجحي على الشاملة.
—————-
جواب أبي بكر المسالمة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة للتبرك بماء زمزم في غير الشرب الظاهر جواز ذلك لما ثبت في صحيح البخاري ٣٢٦١ – عَنْ أَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ، قَالَ: كُنْتُ أُجَالِسُ ابْنَ عَبَّاسٍ بِمَكَّةَ فَأَخَذَتْنِي الحُمَّى، فَقَالَ أَبْرِدْهَا عَنْكَ بِمَاءِ زَمْزَمَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ «الحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ أَوْ قَالَ بِمَاءِ زَمْزَمَ – شَكَّ هَمَّامٌ -»
وجاء عند أحمد بالجزم ٢٦٤٩ – حدثنا عفان حدثنا هَمّام أخبرنا أبو جمرة قال: كنت أدفع الناس عن ابن عباس، فاحتبست أياماً، فقال: ما حَبَسك؟، قلت: الحمى، قال: إن رسول الله-صلي الله عليه وسلم- قال: “إن الحمى من فيح جهنم، فأبردوها بماء زمزم”.
قال العلامة أحمد شاكر – رحمه الله –
(٢٦٤٩) إسناده صحيح، ورواه البخاري ٦: ٢٣٨ مختصرَاً من طريق أبي عامر العقدي عن همام، وقال: “فأبردوها بالماء، أو بماء زمزم، شك همام”، قال الحافظ في الفتح ١٠: ١٤٧: “وقد تعلق به من قال بأن ذكر ماء زمزم ليس قيدَاً لشك راويه، وممن ذهب إلى ذلك ابن القيم، وتعقب بأنه وقع في رواية أحمد عن عفان عن همام: فأبردوها بماء زمزم، ولم يشك، [يريد الحافظ هذه الراوية] وكذا أخرجه النسائي وابن حبان والحاكم من رواية عفان”. أبو جمرة بالجيم والراء، وهو نصر بن عمران الضبعي.
وجاء عند ابن أبي شيبة بالجزم ٢٣٦٧٢ – حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَدْفَعُ النَّاسَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فَاحْتَبَسْتُ أَيَّامًا، فَقَالَ فَمَا حَبَسَكَ؟ قُلْتُ: الْحُمَّى، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَأَبْرِدُوهَا بِمَاءِ زَمْزَمَ»
وأحسن ما يفسر به تبريد الحمى ما ثبت في الصحيحين عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ المُنْذِرِ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: كَانَتْ إِذَا أُتِيَتْ بِالْمَرْأَةِ قَدْ حُمَّتْ تَدْعُو لَهَا، أَخَذَتِ المَاءَ، فَصَبَّتْهُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ جَيْبِهَا، قَالَتْ: «وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا أَنْ نَبْرُدَهَا بِالْمَاءِ»
قال ابن عبد البر : وَأَمَّا مَعْنَى الْحَدِيثِ فَقَدْ فَسَّرَتْهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ فِي رِوَايَتِهَا لَهُ عَنْ أسماء بأنها كانت تصب الماء بين المرأة الْمَحْمُومَةِ وَبَيْنَ جَيْبِهَا كَأَنَّهَا كَانَتْ تَصُبُّهُ بَيْنَ طَوْقِ قَمِيصِهَا وَعُنُقِهَا حَتَّى يَصِلَ إِلَى جَسَدِهَا
الاستذكار ج ٨ ص ٤١٩
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (وأَوْلى ما يُحمل عليه كيفية تبريد الحُمّى ما صنعَتْه أسماءُ بنت الصديق رضي الله عنهما، فإنها كانت ترشّ على بدن المحموم شيئًا من الماء بين يديه وثوبه، فيكون ذلك من باب النشرة المأذون فيها… ولعل هذا هو السر في إيراد البخاري رحمه الله لحديثها عقب حديث ابن عمر المذكور، وهذا من بديع ترتيبه. اهـ. انظر: الفتح (١٠/١٨٦) .
وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صب على رأسه من ماء زمزم.
مناسك الحج للألباني ص ٢٤.
وثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم ٢٤٣٧- أنه قال: «إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ، إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ»
هذا ما يسر الله نقله والله أعلى وأعلم.
———
جواب سعيد الجابري
يجوز التبرك بماء زمزم بغير الشرب، كرش الرأس بها أو البدن ولا يختص بركتها بالشرب فقط ما أخرجه الفاكهى من رواية ابن إسحاق: حدثنى يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال: لما حج معاوية , فحججنا معه , فلما طاف بالبيت صلى عند المقام ركعتين , ثم مر بزمزم , وهو خارج إلى الصفا , فقال: انزع لى منها دلوا يا غلام قال: فنزع له منه دلوا , فأتى به فشرب , وصب على وجهه ورأسه وهو يقول: زمزم شفاء , وهى لما شرب له.
وجاء في حديث ابن عباس؛ رواه الطبراني وغيره بلفظ: خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم؛ فيه طعام من الطعم، وشفاء من السقم . وهو مخرج فيما تقدم من هذه “السلسلة” (برقم 1065) .
وقال ابن القيم فى الزاد : الحديث حسن قال الشيخ الألباني في الصحيحة قلت: ما ذكره – ابن القيم – من أن الحديث حسن فقط , هو الذى ينبغى أن يعتمد لكن لا لذاته كما قد يوهم أول كلامه الذى ربط فيه التحسين بكون ابن أبى الموال ثقة , فهو معلول بسويد بن سعيد كما سبق , وإنما الحديث حسن لغيره بالنظر إلى حديث معاوية الموقوف عليه فإنه فى حكم المرفوع .
وقال ابن القيم فى زاد المعاد (3/192 ـ وقد جربت أنا وغيرى من الاستشفاء بماء زمزم أمورا عجيبة , واستشفيت به من عدة أمراض , فبرأت بإذن الله , وشاهدت من يتغذى به الأيام ذوات العدد قريبا من نصف الشهر أو أكثر ولا يجد جوعا ، ويطوف مع الناس كأحدهم ، وأخبرنى أنه ربما بقى عليه أربعين يوما , وكان له قوة يجامع بها أهله , ويصوم ، ويطوف مرارا .
وقد جاء عن الإمام أحمد في رواية ابنه عبد الله [ص٤٤٧] قال: ورأيته غير مرة يشرب من ماء زمزم يستشفي به، ويمسح به يديه ووجهه.
قال الخطابي وقد روى من غير هذا الطريق فأبردوها بماء زمزم وهذا إنما هو من ناحية التبرك به، وقد قال – صلى الله عليه وسلم – في ماء زمزم «إنها طعام طعم وشفاء سقم» .
(طرح التثريب في شرح التقريب )
وقال الشيخ الألباني: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمله معه في الأداوي والقرب وكان يصب على المرضى ويسقيهم” بل إنه: كان يرسل وهو بالمدينة قبل أن تفتح مكة إلى سهيل بن عمرو: أن أهد لنا من ماء زمزم ولا تترك فيبعث إليه بمزادتين. أخرجه البخاري في التاريخ” والترمذي وحسنه من حديث عائشة رضي الله عنها وهو مخرج في “الأحاديث الصحيحة” “883”
(مناسك الحج )
وسئل الشيخ عبدالمحسن العباد عن حكم التبرك بماء زمزم في غير الشرب
السؤال
التبرك بماء زمزم هل هو مختص بالشرب أو عام في الشرب والرش على البدن والثوب؟
الجواب
يعم الشرب والرش على البدن.
(شرح سنن أبي داود)
—————-
جواب سيف بن دورة الكعبي :
قال أحد الباحثين في سياق ذكر البدع في الحج والعمرة: ((الاغتسال من ماء زمزم: ولم يصح هذا عن أحدٍ من السلف, وإنما المستحب أن يشرب منه حتى يتضلع به, ويصب على رأسه منها)). أ. هـ
وجاء في كتاب فضل ماء زمزم لبعض المشايخ ص 213: ((مسألة: استحباب صبِّ ماء زمزم على الرأس والبدن:
((عن جابر 1 – رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ – أن النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ – رمل ثلاثة أشواط من الحجر إلى الحجر, وصلى ركعتين, ثم عاد إلى الحجر, ثم ذهب إلى زمزم فشرب منها وصبَّ على رأسه … )) ” المسند للإمام أحمد 3/ 394, قال الإمام العيني في عمدة القاري 9/ 227: إسناده جيد. أ. هـ وصححه الزركشي كما في حاشية ابن حجر الهيتمي على مناسك النووي ص 263.
قلت( سيف ) هو على شرط كتابنا المتمم على الذيل، وقلت هناك :لو تركناه خشية الشذوذ فلا عتب علينا لأن الحديث في مسلم بدونها. لكن قول محققو المسند أنه تفرد بها موسى بن داود ثنا سليمان بن بلال خطأ حيث تابعه عبدالله بن مسلمة القعنبي
ثم ذكر المؤلف :أثر معاوية الذي سبق نقله الأخوة
وقال :قال بعض العلماء :وعلى استحباب صبه على الرأس والبدن اتفاق فقهاء المذاهب الأربعة, مستدلين بما سبق فيما يخصُّ الحاج والمعتمر, وأما غيرهما فبتعدي العلة , حيث إن الحكمة من ذلك التبرك بزمزم. انتهى
-قال باحث :ثبت في صحيح مسلم [رقم2473] أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ماء زمزم: ” إنها مباركة إنها طعام طعم ” زاد الطيالسي [1/ 364] والبيهقي [5/ 147]:”وشفاء سقم “.
وروي أنه صلى الله عليه وسلم قال:” ماء زمزم لما شرب له “.
فظاهر الحديث الصحيح ـ وهو الحديث الأول ـ أن ما فيه من الشفاء لا يختص بالشرب؛ لأن قوله ” وشفاء سقم ” مطلق، وإن كان سبب الحديث قصة أبي ذر عندما مكث أياما لا طعام له ولا شراب إلا ماء زمزم.
فإن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
ويشبه هذا قوله تعالى في العسل: {يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ} [(69) سورة النحل]،
وقد علم بالتجربة أن ما في العسل من شفاء لا يختص بشربه، ويشهد لعدم اختصاص ما في زمزم من البركة، والشفاء بشربه ما ثبت في صحيح البخاري عن أبي جمرة الضبعي قال: كنت أجالس ابن عباس بمكة، فأخذتني الحمى، فقال: أبردها عنك بماء زمزم؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء ” أو قال:” بماء زمزم” شك همام.
فتبين أنه يشرع الاستشفاء بماء زمزم شربا، واغتسالا، ولا سيما للحمى.
وأما ما يفعله بعض الناس من غسل ما يقصد بتكفين الموتى بماء زمزم فلا أصل له.
والواجب الاقتصار على ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن السلف الصالح في هذه المسألة وغيرها. والله أعلم.
تنبيه :قال الحافظ ابن حجر في جزء ماء زمزم لما شرب له ص 269: إسناده حسن, مع كونه موقوفاً. أ. هـ
قال : هذا الحديث رواه أحمد في مسنده وابن ماجة من طريق عبد الله بن المؤمل عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وفيه ضعف فإن عبد الله بن المؤمل ضعيف الحديث قال الإمام أحمد رحمه الله. أحاديثه مناكير.
وقال العقيلي في الضعفاء حين ذكر له هذا الخبر. لا يتابع عليه.
وروى الفاكهي في أخبار مكة عن معاوية رضي الله عنه قال. زمزم شفاء هي لما شرب له وقد حسنه الحافظ ابن حجر في جزء جمعه حول هذا الحديث.
وفي إسناده عند الفاكهي محمد بن إسحاق الصيني شيخ الفاكهي وهو كذاب قاله ابن أبي حاتم.
وقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في زمزم. إنها مباركة إنها طعام طُعم.
وروى عبد الرزاق في المصنف عن الثوري عن ابن خُثَيم أو عن العلاء شك أبو بكر عن أبي الطفيل عن ابن عباس قال كنا نسميها شُباعة يعني زمزم.
وكنا نجدها نعم العون على العيال.
ورواه ابن أبي شيبة والأزرقي والفاكهي في أخبار مكة.
وروى عبد الرزاق بسند صحيح عن معمر عن عبد الله بن طاووس عن أبيه قال: زمزم طعام طعم وشفاء سقم.
وروى عبد الرزاق عن معمر عن ابن خُثَيم أن مجاهداً كان يقول. هي لما شربت له يقول تنفع لما شربت له.
وهذا بعض الباحثين جمع آثار في الرقية في الماء وهي تصلح أن يستأنس بها في العلاج بزمزم بغير الشرب؛ لأنه ماء وبعضها ليس فيه دليل لكن ذكرناه للفائدة :
1 – عن علي – رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ – قال: لدغت النبيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ – عقربٌ وهو يصلي, فلما فرغ قال: لعن الله العقرب لا تدع مصلياً ولا غيره, ثم دعا بماء وملح فجعل يمسح عليها ويقرأ: قل يا أيها الكافرون, وقل أعوذ برب الفلق, وقل أعوذ برب
قلت( سيف ) :
ورد من طريق شعبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن عائشة، لكن قال أحمد : قتادة عن سعيد بن المسيب ما أدري كيف هي؟ قد أدخل بينه وبين سعيد نحو عشرة رجال لا يعرفون( جامع التحصيل )خاصة أن البزار والطبراني في الأوسط قالا :لا نعرفه إلا من حديث الحكم، و المشهور بهذا الإسناد خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم، أخرجه مسلم من طريقين عن محمد بن جعفر وهذا السند ذكره في الشواهد والمتابعات، أما حديث عبدالله فرجح الدارقطني أنه عن ابن الحنفية مرسلا. وهو أصح.
قلت ومثله عن ابن الحنفية عن علي أيضا يرجح المرسل عليه.
2 – وعن محمد بن يوسف بن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه عن جده عن رسول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ – أنه دخل على ثابت بن قيس – قال أحمد: وهو مريض – فقال: ((اكشف الباس رب الناس عن ثابت بن قيس بن شماس)) ثم أخذ ترابا من بُطْحان فجعله في قدح ثم نفث عليه بماء وصبه عليه.
الصحيحة 1526، وفي الضعيفة 1005 قال :يوسف مجهول عين وآخره ثابت من حديث عائشة( كان يعود بعض أهله، يمسح بيمينه ويقول : اللهم رب الناس… ) تحقيقنا لسنن أبي داود 3887، وراجع تحقيق المسند 6/50
3 – عن أبي معشر عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت لا ترى بأسا أن يعوذ في الماء ثم يُصب على المريض. منقطع أبومعشر زياد بن كليب لم يلق أحدا من الصحابة
4 – وروى ابن أبي حاتم في تفسيره عن ليث بن أبي سليم قال: ((بلغني أنَّ هؤلاء الآيات شفاء من السحر بإذن الله تقرأ في إناء فيه ماء ثم تصب على رأس المسحور … )).
الليث بن أبي سليم بن زنيم, واسم أبيه أيمن وقيل أنس وقيل غير ذلك, صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك
5 – وقال عبدالرزاق في مصنفه: لا بأس في النشرة العربية, وهي أن يخرج الإنسان إلى موضع عضاه فيأخذ من يمينه وشماله من كل ثمر, يدقه ويقرأ فيه ثم يغتسل به, وفي كتب وهب بن منبه: أنه يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر فيدقه بين حجرين, ثم يضربه بالماء, ويقرأ فيه آية الكرسي, والقواقل, ثم يحسو منه ثلاث حسوات, ثم يغتسل به, فإنه يذهب عنه كل ما به, وهو جيد للرجل إذا حبس عن أهله.
6 – قال صالح بن الإمام أحمد: ربما اعتللت فيأخذ أبي قدحا فيه ماء فيقرأ عليه ويقول لي اشرب منه واغسل وجهك ويدك.
ونقل عبدالله أنه رأى أباه يعوذ في الماء ويقرأ عليه ويشربه ويصب على نفسه منه.
وقال يوسف بن موسى: كان أبو عبدالله يُؤتى بالكوز ونحن بالمسجد فيقرأ عليه ويعوذ.
7 – وقال ابن القيم رحمه الله:( … وكنت آخذ قدحا من ماء زمزم فأقرأ عليه الفاتحةمرارا, فأشربه فأجد فيه من النفع والقوة ما لم أعهد مثله في الدواء, والأمر أعظم من ذلك, لكن بحسب قوة الإيمان وصحة اليقين والله المستعان).
8 – وبمثل ما تقدم يقول الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله, ويرى أن هذه الكيفية جائزة وأنه لا محذور فيها.