1202 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح وأحمد بن علي وناصر الريسي
ومشاركة عبد ربه
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
ومراجعة سيف بن غدير النعيمي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
———–‘———‘———-
باب من سمى قوما أو سلم في الصلاة على غيره مواجهة وهو لا يعلم
(1202) حدثنا عمرو بن عيسى حدثنا أبو عبد الصمد عبد العزيز بن عبد الصمد حدثنا حصين بن عبد الرحمن عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عن قال:
كنا نقول: التحية في الصلاة ونسمي ويسلم بعضنا على بعض، فسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: قولوا التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فإنكم إن فعلتم ذلك فقد سلمتم على كل عبد لله صالح في السماء والأرض
——————-
فوائد حديث الباب:
(1) – قوله (من سمى قوما) أي بأعيانهم.
(2) – قوله (أو وسلم في الصلاة) أي قال السلام على فلان في الصلاة كما ورد في بعض طرق الحديث عند الشيخين وغيرهما.
(3) – قوله (على غيره) وزاد في رواية كريمة (مواجهة) وحكى ابن رشيد أن في رواية أبي ذر عن الحموي إسقاط الهاء وإضافة مواجهة قاله الحافظ في الفتح، وظاهر الكلام أن المتن الذي كان أمام ابن حجر كان خاليا من كلمة مواجهة أي أن ترك استقبال القبلة مؤثر في الصلاة.
(4) – قوله (وهو لا يعلم) يعني لا يعلم المسلم عليه، ولا يسمع السلام عليه قاله ابن الملقن، وكأن البخاري يقول من فعل ذلك جاهلا الحكم لا شيئ عليه كما سيأتي أن بعض الصحابه قاله فلم يأمرهم بالإعاده، وإنما بين لهم الحكم.
(5) – حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أخرجه الستة إلا الترمذي، وقد
أخرج أصله، وليس فيه موضع الشاهد.
(6) – قال الترمذي عقب روايته أصل حديث ابن مسعود: حديث ابن مسعود
قد روي عنه من غير وجه وهو أصح حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من التابعين.
(7) – قول ابن مسعود رضي الله عنه: (كنا نقول التحية في الصلاة) والتحية هي السلام وعند النسائي (كنا نقول إذا جلسنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة) أي للتشهد صرح
به ابن خزيمة في صحيحه
(8) – وفي رواية من طريق سفيان بن عيينة (كنا نقول في الصلاة قبل أن يفرض التشهد) أخرجها النسائي في السنن الصغرى 1277 وترجم عليه النسائي باب إيجاب التشهد قال الطحاوي في شرح مشكل الآثار “ولا نعلم أحدا روى هذا الحديث فيذكر فيه (فلما فرض التشهد) غير ابن عيينة وقد رواه من سواه
وكلهم لا يذكر فيه هذا الحرف “، قلت تفرد به عنه سعيد بن عبد الرحمن على وفق بحثي، ثم وجدت ابن عساكر في الأربعين البلدانية قال وأخرجه النسائي في سننه عن سعيد بن عبد الرحمن كما أخرجناه وهو ينفرد بقوله (قبل أن يفرض التشهد)، فإنها لفظة لم يأتِ بها غيره وقال الدار قطني
إسناد صحيح وصححه الألباني.
(9) – وكانوا يفتتحون السلام بقولهم (السلام على الله من عباده) أخرجه البخاري (835)، وفي رواية (قبل عبادة) رواها البخاري وفي رواية (دون عبادة).
(10) – قوله (ونسمي) أي (قلنا السلام على جبريل وميكائيل السلام على فلان وفلان)، رواه البخاري (831) وعند الدارمي (السلام على اسرافيل) وعند أبي يعلى في مسنده قال (فنقول وملائكته)، وفي رواية عند الإمام أحمد في مسنده (3919) (السلام على فلان يخص)، وعند الطبراني في الكبير (السلام على الملائكة المقربين)، وعنده أيضا (فنسمي ما علمنا من علمنا من الملائكة والأنبياء).
11 – نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول المسلم (السلام على الله) وأنكر ذلك القول وقال (إن الله هو السلام)، وفي رواية (لا تقولوا السلام على الله فإن الله هو السلام ومنه السلام).
(12) – أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى جوامع الدعاء بدلا من التخصيص بقوله (السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين) وقال (فإنكم إن فعلتم ذلك فقد سلمتم على كل عبد لله صالح في السماء والأرض)
13 – قوله (ويسلم بعضنا على بعض) أي يقول السلام على فلان، ليس أنه يخاطبه، فإن خاطبه بطلت، ذكره الداودي وابن أبي زيد في نوادره وقال ابن التين لم أره لغيره قاله جميعه ابن الملقن في التوضيح قلت ظاهر طرق هذا الحديث ما ذكروه وكأنهم يقولون كان هذا بعد ورود النسخ الذي مر معنا سابقا.
14 – وفي هذا دليل على أن ماكان من الكلام عامدا في أسباب الصلاة انه جائز سائغ، بخلاف قول أبي حنيفة والشافعي قاله ابن الملقن في التوضيح.
15 – لطيفة: أخرج الترمذي بسنده عن خصيف قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت يا رسول الله إن الناس قد اختلفوا في التشهد فقال عليك بتشهد ابن مسعود قلت خصيف رأى أنس بن مالك ولم يرو عنه.
(16) – قوله (السلام عليك أيها النبي) هذا في حياته وأما بعد مماته صلى الله عليه وسلم كانو يقولون (السلام على النبي) بلفظ الغيبة أخرجه البخاري (6265).
(17) – ما يتخير من الدعاء بعد التشهد وليس بواجب.
(18) – السلام اسم من أسماء الله تعالى (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها).
(19) – قوله (حدثنا حصين بن عبد الرحمن) تابعه الأعمش عند الشيخين، ومنصور عند الشيخين، والمغفرة عند البخاري، وذكر ابن ماجه في روايته متابعات أخر.
(20) – قوله (عن أبي وائل) هو شقيق بن سلمة وصرح الأعمش بتحديث أبي وائل أياه كما عند البخاري، وكذلك صرح المغيرة بذلك عند البخاري.
———-
1 – … قال أبو بكر البزار: هو أصح حديث في التشهد، قال: وقد روي من نيف وعشرين طريقاً، وممن جزم بذلك: البغوي في ” شرح السنة ” انتهى.
2 – قال صاحب عمدة القارئ: إن قيل لم يبين في الترجمة حكم الباب ما هو أجواز أو بطلان (قلت) كأنه ترك ذلك لاشتباه الأمر فيه ولكن قيل الظاهر الجواز وأن شيئا في ذلك لا يبطل الصلاة لأنه – صلى الله عليه وسلم – لم يأمرهم بالإعادة فيه إنما علمهم ما يستقبلون (قلت) وفيه نظر لأن هذا منسوخ وقد كان ذلك مقررا عندهم ثم منعهم النبي – صلى الله عليه وسلم – عن ذلك وأمرهم بما يقولون فنسخ هذا ذاك. انتهى
3 – قوله (ونسمي) أي: نقول السلام على جبريل وميكائيل، كما في حديث: باب ما يتخير من الدعاء بعد التشهد.
4 – كان ابن مسعود قد هاجر إلى الحبشة، وعهده وعهد أصحابه أن الكلام في الصلاة جائز، فوقع النسخ في غيبتهم ولم يبلغهم، فلما قدموا فعلوا العادة في أول صلاة صلوها معه، -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فلما سلم نهاهم في المستقبل، وعذرهم لغيبتهم وجهلهم بالحكم، فلم يلزمهم الإعادة. مع أن إمكان العلم كان يتأتى في حقهم بأن يسألوا قبل الصلاة: أحدث أمر أم لا؟ وبهذا إيجاب عن استشكال المطابقة بين الحديث والترجمة.
5 – قوله (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين) أي: السلام الذي وجه إلى الأنبياء المتقدمة، موجه إليك أيها النبي، والسلام الذي وجه إلى الأمم السابقة من الصلحاء علينا وعلى إخواننا. فالتعريف للعهد التقريري، قاله الطيبي
6 – وقوله: وعلى عباد الله الصالحين، بعد قوله: السلام علينا، من ذكر الخاص بعد العام
7 – ورواة هذا الحديث الخمسة ما بين بصري وكوفي، وفيه: التحديث والعنعنة والقول، وشيخ المؤلّف من أفراده وأخرجه ابن ماجة في الصلاة.
8 – فيه الدعاء لعباد الله الصالحين بظهر الغيب.
9 – فيه أنه على المسلم أن يسعى في إصلاح نفسه ليكون من عباد الله الصالحين، ليناله هذا الدعاء من جميع المصلين.
10 – فيه أن ألفاظ التشهد توقيفية فلا يصح التشهد بغيرها.
11 – استحباب البداءة بالنفس عند الدعاء.
——–
حديث 1202
قال ابن بطال في شرح البخاري:
معنى هذا الباب: أنه يجوز الكلام فى الصلاة إذا كان من شأنها، وهو مثل قوله، (صلى الله عليه وسلم)، فى الصلاة: (اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين)، فهو من الكلام الذى يرجى نفعه، وتعم بركته، وقوله: (من سمى قوما) يريد ما كانوا يفعلونه أولا من مواجهة بعضهم بعضا ومخاطبتهم قبل أن يأمرهم النبى (صلى الله عليه وسلم) بهذا التشهد، فأراد البخارى يعرفك أنه لما لم يأمرهم النبى بإعادة تلك الصلاة التى سمى فيها بعضهم بعضا، علم أنه من فعل هذا جاهلا أنه لا تفسد صلاته، وقال مالك والشافعى: إن من تكلم فى صلاته ساهيا لم تفسد صلاته، وقوله: (أو يسلم فى الصلاة على غيره وهو لا يعلم)، يعنى لا يعلم المسلم عليه، ولا يسمع السلام عليه. قال المهلب: وأمره (صلى الله عليه وسلم) بمخاطبته فى التحيات لقوله (صلى الله عليه وسلم): (السلام عليك أيها النبى)، وهو أيضا خطاب فى الصلاة لغير المصلى، لكن لما كان خطاب النبى (صلى الله عليه وسلم) حيا وميتا من باب الخشوع، ومن أسباب الصلاة المرجو بركتها لم يكن بخطاب المصلى لغيره، وفى هذا دليل أن ما كان من الكلام عامدا فى أسباب الصلاة أنه جائز سائغ، بخلاف قول أبى حنيفة، والشافعى. وإنما أنكر (صلى الله عليه وسلم) تسميتهم للناس بأسمائهم، لأن ذلك يطول على المصلى ويخرجه مما هو فيه من مناجاة ربه إلى مناجاة الناس شخصا شخصا، فجمع لهم هذا المعنى فى قوله (صلى الله عليه وسلم): (السلام علينا، وعلى عباد الله الصالحين)، فهو وإن خاطب نفسه فقد خاطب أيضا غيره معه، لكنه مما يرجى بركته فيها، فكأنه منها. اهـ
فيه أن التحية شأنها عظيم لدرجة أنهم كانوا يحييون ويسلم بعضهم على بعض في الصلاة حتى نهوا عن ذلك في الصلاة.
فيه أن من قال التحيات المذكورة فقد حيا وسلم على كل عبد صالح في السماء والأرض.
وهذا فضل عظيم من الله عز وجل.
فيه أن ما يأتي به النبي صلى الله عليه وسلم هو الأفضل والأكمل للبشرية في الدنيا والآخرة.
………………………..
قال ابن باز شارحا للتشهد:
هذه الكلمات معناها واضح، فالتحيات هي التعظيمات التي يعظم بها الرب -جل وعلا- من أنواع الثناء، من وصفه بأنه هو الخلاق، الرزاق، وصفه بأنه المستحق للعبادة، وصفه بأنه الذي يعلم الغيب، وصفه بكل ما هو من صفاته العظيمة، فهي لله خاصة، وهكذا الثناء عليه بالحمد لله، وشبهها، كل ذلك من التحيات، وسماها مباركات لما فيها من الخير العظيم، كما في رواية ابن عباس: (التحيات المباركات)، ولهذا قال “والطيبات” كلما يتقرب به إلى الله، ويثنى به عليه من صفاته العظيمة، ومن الأقوال المشروعة، والأعمال المشروعة، كله طيب،
والصلوات تشمل الصلوات الخمس تشمل النوافل تشمل أنواع الدعاء يجب أن يكون لله وحده -سبحانه وتعالى- لا يجوز أن يتقرب بشيء من الصلوات، أو الدعاء إلى لغير الله – ويدخل فيها الدعاء فإنه يسمى صلاة أما “السلام عليك أيها النبي” معناه تطلب للنبي السلامة السلام يعني السلامة لك أيها النبي السلامة تنزل عليك من الله وتحصل لك من الله أو بركة السلام لأن السلام اسم من أسماء الله. السلامة لك يا أيها النبي من كل سوء، السلامة لك من النار، ومن كل وصفٍ لا يليق، فهو مسلَّم -عليه الصلاة والسلام- من كل أخلاق ذميمة، ومن كل شر، والله وعده الخير كله والمنزلة العظيمة عنده -سبحانه وتعالى-، فندعوا له بالسلامة التي وعده الله بها؛ ليعلم الناس أنه عبد من عباد الله، “ورحمة الله وبركاته” كذالك نطلب منه الرحمة، والبركة من الله -عز وجل- وهكذا “السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين” نطلب السلامة لنا ولعباد الله الصالحين من كل سوء هذا معنى حديث الكلمات. انتهى باختصار
وهناك شروح أخرى للحديث
—-
صيغ التشهد الصحيحة في الصلاة للشيخ الألباني.
من صيغ التشهد:
1 – تشهد ابن مسعود قال: «علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد [و] كفي بين كفيه, كما يعلمني السورة من القرآن
التحيات لله, والصلوات والطيبات, السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته, السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين, [فإنه إذا قال ذلك أصاب كل عبد صالح في السماء والأرض] أشهد أن لا إله إلا الله, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله [وهو بين ظهرانيا, فلما قُبِض قلنا: السلام على النبي] «أخرجه البخاري ومسلم
2 – تشهد ابن عباس قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا [السورة من] القرآن, فكان يقول: التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله, [ال] سلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته, [ال] سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين, أشهد أن لا إله إلا الله, و [أشهد] أن محمدا رسول الله, (وفي رواية: عبده ورسوله) «أخرجه مسلم 403
حاشية الألباني: قال النووي: «تقديره: والمباركات والصلوات والطيبات, كما في حديث ابن مسعود وغيره, ولكن حذفت الواو اختصارا, وهو جائز معروف في اللغة, ومعنى الحديث: إن التحيات وما بعدها مستحقة لله تعالى ولا تصلح حقيقتها لغيره «
3 – تشهد ابن عمر: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في التشهد: «التحيات لله, [و] الصلوات [و] الطيبات, السلام عليك أيها النبي ورحمة الله – قال ابن عمر: زدت فيها: وبركاته- السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين, أشهد أن لا إله إلا الله – قال ابن عمر: وزدت فيها: وحده لا شريك له- وأشهد أن محمدا عبده ورسوله «
رواه أبوداود
قلت سيف: قال الدارقطني: إسناده صحيح. وخالفه البيهقي وقال: قال البخاري المحفوظ عن مجاهد عن أبي معمر عن ابن مسعود (وراجع علل الترمذي) وكذا أعله الشيخ مقبل في احاديث معلة فقد نقل عن أحمد وابن معين أن شعبة يضعف حديث أبي بشر عن مجاهد قال: لم يسمع منه. هو صحيفة.
وثبت في الصحيح المسند عن ابن عمر رضي الله عنهما قال لعبدالله بن بابي المكي ألا أعلمك تحية الصلاة كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا؟ فتلا علي هؤلاء الكلمات يعني قول أبي موسى الأشعري في التشهد.
قلت سيف:
ربما المقصود بتشهد ابن عمر الذي حدثهم موافقا لتشهد أبي موسى ما ثبت في الموطأ لأبي مصعب الزهري 500 وكذلك موطأ يحيى الليثي 204:
204 – وحدثني عن مالك، عن نافع، أن عبد الله بن عمر، كان يتشهد فيقول باسم الله التحيات لله الصلوات لله الزاكيات لله السلام على النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين شهدت أن لا إله إلا الله شهدت أن محمدا رسول الله. يقول هذا في الركعتين الأوليين ويدعو إذا قضى تشهده بما بدا له فإذا جلس في آخر صلاته تشهد كذلك أيضا إلا أنه يقدم التشهد ثم يدعو بما بدا له فإذا قضى تشهده وأراد أن يسلم قال السلام على النبي ورحمة الله وبركاته. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين السلام عليكم عن يمينه ثم يرد على الإمام فإن سلم عليه أحد عن يساره رد عليه.
وفيها خلاف مع تشهد أبي موسى في بعض ألفاظه.
ثم وقفت في الدراية على أحاديث معلة: أن الحديث الذي في الصحيح المسند عن ابن عمر لم يصح حيث رجح الدارقطني الموقوف. راجع العلل 13/ 197.
4 – تشهد أبي موسى الأشعري, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «. وإذا كان عند القعدة فليكن من أول قول أحدكم: التحيات الطيبات الصلوات لله, السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته, السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين, أشهد أن لا إله إلا الله [وحده لا شريك له] , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله [سبع كلمات هن تحية الصلاة] «
رواه مسلم 404 عن أبي موسى الأشعري. وما بين القوسين ليست في مسلم
وإنما أخرج زيادة (وحده لا شريك له) ابوداود والنسائي
وزيادة (سبع كلمات هن تحية الصلاة) أخرجها ابن ماجه والنسائي
5 – تشهد عمر بن الخطاب, كان رضي الله عنه يعلم الناس التشهد, وهو على المنبر يقول: قولوا: «التحيات لله, الزاكيات لله , الطيبات [لله] ,السلام عليك. «الخ, مثل تشهد ابن مسعود
رواه مالك والبيهقي
حاشية الألباني: بسند صحيح, والحديث وإن كان موقوفا فهو في حكم المرفوع, لأن من المعلوم أنه لا يقال بالرأي, ولو كان رأيا لم يكن هذا القول من الذكر أولى من غيره من سائر الذكر كما قال ابن عبد البر
حاشية الألباني: قلت: وقول ابن مسعود «قلنا: السلام على النبي «يعني أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يقولون: «السلام عليك أيها النبي «في التشهد والنبي صلى الله عليه وسلم حي, فلما مات عدلوا عن عن ذلك وقالوا: «السلام على النبي «ولا بد أن يكون ذلك بتوقيف منه صلى الله عليه وسلم,
ويؤيده أن عائشة رضي الله عنها كذلك كانت تعلمهم التشهد في الصلاة «السلام على النبي «رواه السراج في «مسنده «(ج9/ 1/ 2) والمخلص في «الفوائد «(ج11/ 54/ 1) بسندين صحيحين عنها قال الحافظ رحمه الله رحمه الله تعالى: «هذه الزيادة ظاهرها أنهم كانوا يقولون: «السلام عليك أيها النبي «بكاف الخطاب في حياة النبي صلى الله عليه وسلم, فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم تركوا الخطاب وذكروه بلفظ الغيبة, فصاروا يقولون: «السلام على النبي «
وقال في موضع آخر: «قال السبكي في «شرح المنهاج «بعد أن ذكره هذه الرواية من عند أبي عوانة وحده: «إن صح هذا عن الصحابة دل على أن الخطاب في السلام بعد النبي صلى الله عليه وسلم غير واجب فيقال: «السلام على النبي «, قلت: قد صح بلا ريب (يعني لثبوت ذلك في «صحيح البخاري «) , وقد وجدت له متابعا قويا, قال عبد الرزاق: أخبرني ابن جريج: أخبرني عطاء أن الصحابة كانوا يقولون والنبي صلى الله عليه وسلم حي: «السلام عليك أيها النبي «فلما مات قالوا: «السلام على النبي «وهذا إسناد صحيح, وأما ما روى سعيد بن منصور من طريق أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم علمهم التشهد فذكره قال: فقال ابن عباس: إنما كنا نقول: السلام عليك أيها النبي إذا كان حيا, فقال ابن مسعود: هكذا علمنا, وهكذا نعلم, فظاهر ان ابن عباس قاله بحثا, وأن ابن مسعود لم يرجع إليه, لكن رواية أبي معمر أصح؛ (يعني رواية البخاري) لأن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه, والإسناد إليه مع ذلك ضعيف «
وقد نقل كلام الحافظ هذا جماعة من العلماء المحققين أمثال القسطلاني والزرقاني واللكنوي وغيرهم, فارتضوه ولم يتعقبوه بشيء, وللبحث مع ذلك تتمة ذكرتها في الأصل
– زاد ابن عمر زيادتين: هاتان الزيادتان ثابتتان في التشهد عن النبي صلى الله عليه وسلم, ولم يزدها ابن عمر من عند نفسه, وحاشاة من ذلك, إنما أخذها عن غيره من الصحابة الذين رووها عنه صلى الله عليه وسلم, فزادها هو على تشهده الذي سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة
(تنبيه): ليس في كل الصيغ المتقدمة زيادة: «ومغفرته «فلا يعتد بها, ولذلك أنكرها بعض السلف, فروى الطبراني (3/ 56/ 1) بسند صحيح عن طلحة بن مصرف قال: زاد ربيع بن خيثم في التشهد؛ وبركاته: «ومغفرته «! فقال علقمة نقف حيث عُلِّمنا: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته وعلقمة تلقى هذا
الإتباع من أستاذه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقد ثبت عنه أنه كان يعلم رجلا التشهد, فلما وصل إلى قوله: «أشهد أن لا إله إلا الله «قال الرجل: وحده لا شريك له فقال عبد الله: هو كذلك, ولكن ننتهي إلى ما عُلِّمنا أخرجه الطبراني في «الأوسط «(رقم-2848 – مصورتي) بسند صحيح
انتهى من كتاب صفة صلاة النبي من التكبير إلى التسليم
اللجنة الدائمة وابن عثيمين: يرجحون لفظ (السلام عليك أيها النبي)
ففي فتاوى اللجنة الدائمة:
الصحيح أن يقول المصلي في التشهد السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته؛ لأن هذا هو الثابت في الأحاديث، وأما ما روي عن ابن مسعود رضي الله عنه في ذلك- إن صح عنه – فهو اجتهاد من فاعله لا يعارض به الأحاديث الثابتة، ولو كان الحكم يختلف بعد وفاته عنه في حياته لبينه لهم صلى الله عليه وسلم.
” فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ” (7/ 11 – 13).
وقد بيَّن الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – المسألة، وردَّ فيه على شبهة من ادعى أن الصيغة الشرعية هي من باب نداء الغائب فقال:
وقوله: ” السلام عليك ” هل هو خَبَرٌ أو دعاءٌ؟ يعني: هل أنت تخبر بأن الرسولَ مُسَلَّمٌ، أو تدعو بأن الله يُسلِّمُه؟.
الجواب: هو دُعاءٌ تدعو بأنَّ الله يُسلِّمُه، فهو خَبَرٌ بمعنى الدُّعاء.
ثم هل هذا خطاب للرَّسول عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ كخطابِ النَّاسِ بعضهم بعضاً؟.
الجواب: لا، لو كان كذلك لبطلت الصَّلاة به؛ لأن هذه الصلاة لا يصحُّ فيها شيء من كلام الآدميين؛ ولأنَّه لو كان كذلك لجَهَرَ به الصَّحابةُ حتى يَسمعَ النبي صلى الله عليه وسلم، ولردَّ عليهم السَّلام كما كان كذلك عند ملاقاتِهم إيَّاه، ولكن كما قال شيخ الإسلام في كتاب ” اقتضاء الصراط المستقيم “: لقوَّة استحضارك للرسول عليه الصَّلاةُ والسَّلام حين السَّلامِ عليه، كأنه أمامك تخاطبه.
ولهذا كان الصَّحابةُ يقولون: السلام عليك، وهو لا يسمعهم، ويقولون: السلام عليك، وهم في بلد وهو في بلد آخر، ونحن نقول: السلام عليك، ونحن في بلد غير بلده، وفي عصر غير عصره.
وأمّا ما وَرَدَ في ” صحيح البخاري ” عن عبد الله بن مسعود أنهم كانوا يقولون بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم: ” السَّلامُ على النَّبيِّ ورحمة الله وبركاته ” فهذا مِن اجتهاداتِه – رضي الله عنه – التي خالَفه فيها مَنْ هو أعلمُ منه؛ عُمرُ بن الخطَّاب، فإنه خَطَبَ النَّاسَ على مِنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال في التشهُّد ِ: ” السَّلامُ عليك أيُّها النبيُّ ورحمة الله ” كما رواه مالك في ” الموطأ ” بسَنَدٍ من أصحِّ الأسانيد، وقاله عُمرُ بمحضر الصَّحابة وأقرُّوه على ذلك.
ثم إن الرَّسولَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ علَّمه أمَّته، حتى إنه كان يُعَلِّم ابنَ مسعود، وكَفُّه بين كفَّيه من أجل أن يستحضر هذا اللَّفظَ، وكان يُعلِّمُهم إيَّاه كما يُعلِّمُهم السُّورة من القرآن، وهو يعلَم أنه سيموت؛ لأن الله قال له: (إنك ميت وإنهم ميتون) الزمر / 30، ولم يقلْ: بعد موتي قولوا: السَّلامُ على النَّبيِّ، بل عَلَّمَهم التشهُّدَ كما يُعلِّمُهم السُّورةَ من القرآن بلفظها، ولذلك لا يُعَوَّلُ على اجتهاد ابن مسعود، بل يُقال: ” السَّلامُ عليك أيُّها النبيُّ “.
” الشرح الممتع ” (3/ 150، 151).
والله أعلم.