: 1284، 1285، 1286، 1287، 1288، 1289، 1290 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي وناصر الريسي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
ومراجعة سيف بن غدير النعيمي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان رحمه الله ووالديهم ووالدينا)
=======”=======
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه إذا كان النوح من سنته.
لقول الله تعالى {قوا أنفسكم وأهليكم نارا} وقال النبي صلى الله عليه وسلم كلكم راع ومسئول عن رعيته فإذا لم يكن من سنته فهو كما قالت عائشة رضي الله عنها {لا تزر وازرة وزر أخرى} وهو كقوله {وإن تدع مثقلة} ذنوبا {إلى حملها لا يحمل منه شيء} وما يرخص من البكاء في غير نوح وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها وذلك لأنه أول من سن القتل
1284 – حدثنا عبدان ومحمد قالا أخبرنا عبد الله أخبرنا عاصم بن سليمان عن أبي عثمان قال حدثني أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال أرسلت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم إليه إن ابنا لي قبض فأتنا فأرسل يقرئ السلام ويقول إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينها فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت ورجال فرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبي ونفسه تتقعقع قال حسبته أنه قال كأنها شن ففاضت عيناه فقال سعد يا رسول الله ما هذا فقال هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء
1285 – حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا أبو عامر حدثنا فليح بن سليمان عن هلال بن علي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال شهدنا بنتا لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر قال فرأيت عينيه تدمعان قال فقال هل منكم رجل لم يقارف الليلة فقال أبو طلحة أنا قال فانزل قال فنزل في قبرها
1286 – حدثنا عبدان حدثنا عبد الله أخبرنا ابن جريج قال أخبرني عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة قال توفيت ابنة لعثمان رضي الله عنه بمكة وجئنا لنشهدها وحضرها ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم وإني لجالس بينهما أو قال جلست إلى أحدهما ثم جاء الآخر فجلس إلى جنبي فقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما لعمرو بن عثمان ألا تنهى عن البكاء فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه
1287 – فقال ابن عباس رضي الله عنهما قد كان عمر رضي الله عنه يقول بعض ذلك ثم حدث قال صدرت مع عمر رضي الله عنه من مكة حتى إذا كنا بالبيداء إذا هو بركب تحت ظل سمرة فقال اذهب فانظر من هؤلاء الركب قال فنظرت فإذا صهيب فأخبرته فقال ادعه لي فرجعت إلى صهيب فقلت ارتحل فالحق أمير المؤمنين فلما أصيب عمر دخل صهيب يبكي يقول وا أخاه وا صاحباه فقال عمر رضي الله عنه يا صهيب أتبكي علي وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الميت يعذب ببعض بكاء أهله عليه
1288 – قال ابن عباس رضي الله عنهما فلما مات عمر رضي الله عنه ذكرت ذلك لعائشة رضي الله عنها فقالت رحم الله عمر والله ما حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله ليعذب المؤمن ببكاء أهله عليه ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله ليزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه وقالت حسبكم القرآن {ولا تزر وازرة وزر أخرى} قال ابن عباس رضي الله عنهما عند ذلك والله {هو أضحك وأبكى} قال ابن أبي مليكة والله ما قال ابن عمر رضي الله عنهما شيأ
1289 – حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن عمرة بنت عبد الرحمن أنها أخبرته أنها سمعت عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت إنما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على يهودية يبكي عليها أهلها فقال إنهم ليبكون عليها وإنها لتعذب في قبرها
1290 – حدثنا إسماعيل بن خليل حدثنا علي بن مسهر حدثنا أبو إسحاق وهو الشيباني عن أبي بردة عن أبيه قال لما أصيب عمر رضي الله عنه جعل صهيب يقول وا أخاه فقال عمر أما علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الميت ليعذب ببكاء الحي
———-‘———–‘———-
فوائد الباب:
1 – قوله (قول النبي صلى الله عليه وسلم يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه) هَذَا طرف من حَدِيث ابْن أبي مليكَة قَالَ توفيت ابْنة لعُثْمَان بِمَكَّة .. الحَدِيث وَفِيه هَذَا اللَّفْظ عَن ابْن عَبَّاس عَن عمر وَقد أسْندهُ فِي رابع أحاديث الْبَاب. وقوله في الحديث (ببعض بكاء) أي ليس كل بكاء عليه يعذب بسببه.
2 – قوله (إذا كان النوح من سنته) أي من طريقته، وهذا من كلام الإمام البخاري وفقهه جمعا بين أحاديث الباب كما سيأتي.
3 – قوله (لقول الله تعالى {قوا أنفسكم وأهليكم نارا} الآية السادسة من سورة التحريم، فعن قتادة في تفسير الآية قال (يقيهم) أن يأمرهم بطاعة الله، وينهاهم عن معصيته، وأن يقوم عليه بأمر الله يأمرهم به ويساعدهم عليه، فإذا رأيت لله معصية ردعتهم عنها، وزجرتهم عنها. أخرجها ابن جرير الطبري في تفسيره بإسناد صحيح. أي ومما يلزمه أن يأمرهم به ترك النواح على الميت.
4 – قوله (وقال النبي صلى الله عليه وسلم كلكم راع ومسئول عن رعيته) وصله البخاري في كتاب الجمعة باب الجمعة في القرى والمدن من صحيحه، وهو متفق عليه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. وموضع الشاهد أن العبد مسؤول عمن يعول أن يأمرهم بطاعة الله وينهاهم عن معصيته ومنها تجنب النوح على الأموات.
5 – وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعمل بها بعده كتب عليه مثل وزر من عمل بها ولا ينقص من أوزارهم شيء. رواه مسلم 1017 وهذا الحديث أيضا دليل لما ذهب إليه المصنف لكونه من سنته.
6 – قوله (فإذا لم يكن من سنته فهو كما قالت عائشة رضي الله عنها {لا تزر وازرة وزر أخرى}) وهذا من كلام البخاري أيضا استكمالا لقوله (إذا كان النوح من سنته) أي فلا يؤاخذ إن ناح غيره عليه بعد موته، وهذا البكاء يعتبر من البعض الذي لا يؤاخذ عليه الميت وذلك لأنه لم يكن من سنته وقام أيضا بواجبه فرعاهم في حياته.
7 – قوله (وهو كقوله {وإن تدع مثقلة} ذنوبا {إلى حملها لا يحمل منه شيء}) هذه الآية انتزعها البخاري وهذه تكملة للآية التي استدلت بها أم المؤمنين، قال تعالى (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (18)) من سورة فاطر.
8 – قال مجاهد ((وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ) كنحو (لا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) أخرجه الطبري في تفسيره بسند صحيح. وقول البخاري (ذنوبا) في ثنايا الآية هو من تفسير قتادة أخرجه عنه الطبري في تفسيره بسند صحيح.
9 – قوله (وما يرخص من البكاء في غير نوح) هو من كلام البخاري تكملة للجمع بين أحاديث الباب التي ظاهرها التعارض، (وما) بمعنى الذي.
10 – فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: رُخِّصَ فِي الْبُكَاءِ مِنْ غَيْرِ نَوْحٍ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ، قال الهيثمي في مجمع الزوائد َإِسْنَادُهُ حَسَنٌ، قلت قال أبو نعيم في حلية الأولياء – وقد أخرجه من طريق الطبراني -:غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ، لَمْ نَكْتُبْهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، قلت وفيه عنعنة أبي إسحق، وقد اختلط أيضا ولم يذكر عنبسة بن الأزهر وهو الراوي عنه فيمن روى عنه قبل الاختلاط.
11 – عن عَامِرَ بْنَ سَعْدٍ الْبَجَلِيَّ، قالُ: شَهِدْتُ ثَابِتَ بْنَ وَدِيعَةَ وَقَرَظَةَ بْنَ كَعْبٍ الأَنْصَارِيَّ َقَالاَ: إِنَّهُ رُخِّصَ فِي الْغِنَاءِ فِي الْعُرْسِ، وَالْبُكَاءِ عَلَى الْمَيِّتِ فِي غَيْرِ نِيَاحَةٍ. أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده 1317 فيه عامر بن سعد البجلي روى عنه جمع من الثقات ووثقه ابن حبان وروى له أبو عوانة حديثه في صحيحه، وابن حبان، والحاكم، وهو أيضا من التابعين، روى له مسلم والترمذي حديثا واحدا قاله المزي في تهذيب الكمال، وأبو داود والنسائي، وقال الذهبي وثق. لذا نقول إسناده حسن وذكره الألباني في آداب الزفاف.
12 – عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا وأشار إلى لسانه أو يرحم. (وإن الميت يعذب ببكاء أهله عليه) متفق عليه والزيادة للبخاري.
13 – قوله (وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها وذلك لأنه أول من … سن القتل) أخرجه البخاري في موضع آخر موصولا. وموضع الشاهد كون ابن آدم الأول سن سنة سيئة
14 – أول أحاديث الباب الموصولة حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه أخرجه الستة إلا الترمذي.
15 – موضع الشاهد منه قوله (ففاضت عيناه) وهذا منه صلى الله عليه وسلم تشريع ثم قال (هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء) وهذا البكاء من غير نوح.
16 – قوله (أخبرنا عبد الله) هو ابن المبارك تابعه شعبة عند البخاري 5655 وأبي داود 3125وتابعه عبد الواحد بن زياد عند ابن ماجه 1588
17 – قوله (عن أبي عثمان) هو النهدي وعند البخاري من طريق شعبة (سمعت أبا عثمان)
18 – حديث أنس هو ثاني أحاديث الباب انفرد به البخاري.
19 – قوله (عن هلال بن علي) وعند البخاري من طريق محمد بن سنان (حدثنا هلال بن علي).
20 – وموضع الشاهد قوله (فرأيت عينيه تدمعان).
21 – حديث ابن عمر ثالث أحاديث الباب أخرجه الستة إلا ابن ماجه.
22 – حديث ابن عباس رابع وخامس أحاديث الباب أخرجه البخاري ومسلم والنسائي.
23 – حديث أم المؤمنين عائشة سادس أحاديث الباب أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي.
24 – حديث أبي موسى الأشعري عن عمر بن الخطاب آخر أحاديث الباب أخرجه البخاري ومسلم.
25 – من بدائع صنيع البخاري أنه علق أثرا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الباب التالي وهو قوله (دعهن يبكين على أبي سليمان مما لم يكن نقع أو لقلقة) قال البخاري والنقع التراب على الرأس، واللقلقة الصوت ودلالته على ما ذهب إليه البخاري هنا قوية خاصة أن الأثر من عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو الذي روى في الباب حديث (إن الميت يعذب ببعض بكاء أهله عليه). وأبو سليمان هو خالد بن الوليد رضي الله عنه.
26 – فعمر من ورعه حين كان الأمر يخصه حث على ترك البكاء عليه، وحين كان الأمر يخص غيره سمح بفعل البكاء المشروع ونهى عن الممنوع.
27 – لم أتعرض لفوائد الأحاديث الأخرى لكثرة الفوائد المتعلقة بهذا الباب، وتلك قد تأتي في مواضعها بإذن الله تعالى.
======”””======
فوائد الباب:
- حديث الباب: (الميت يعذب ببعض بكاء أهله عليه)، فقد ردته السيدة عائشة رضي الله عنها، وقالت: إن الله قال: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام:164]، فكيف يعذب الميت ببكاء أهله وهو لم يفعل أو يقترف شيئاً؟! فأراد البخاري رحمه الله تعالى أن يبين أن الميت يعذب ببكاء أهله إذا كان هذا من سنته، يعني: أنه كان في حياته يوافق على هذا الفعل وما نهى عنه قبل موته
2. قال صاحب كشف اللثام: ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية -قدس اللَّه روحه- مذهبًا حسنًا، وملخصه: بأن هذه الأحاديث لا تحتاج إلى شيء من هذه التعسفات، وليس فيها -بحمد اللَّه- إشكال، ولا مخالفة لظاهر القرآن، ولا لقاعدة من قواعد الشرع، ولا تتضمن عقوبة الإنسان بذنب غيره؛ فإن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يقل: إن الميت ليعاقب ببكاء أهله عليه، أو بنوح أهله عليه، وإنما قال: إنه ليعذب بذلك.
فوائد حديث (1284):
3. الحديث خرجه غير البخاري مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه.
4. محمد هو ابن مقاتل المروزيان
5. إرسال ابنته إليه عند موت ابنها له فوائد: الأولى: بركة موعظته وشهوده. ثانيها: لما ترجو لنفسها من الصبر عند رؤيته. ثالثها: لئلا يظن حاسد أنه ليس لها عنده كبير مكان/ ذكره ابن الملقن في التوضيح
6. قولها: (إن ابنا لي قبض) تريد: قارب ذلك لا جرم، قال ابن ناصر: حضر. وفي رواية أخرى للبخاري: احتضر. وفي أخرى له: ابنتي قد حضرت
7. قوله: (ونفسه تتقعقع كأنها شن) الشن: السقاء البالي، وقعقعته: صوته عند التحريك، وذلك ما يكون من المحتضر من تصعيد النفس. - قوله: (ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – جالس على القبر). قال ابن الملقن: الظاهر أن المراد: جالس بجانبه، واستدل به ابن التين على إباحة الجلوس على القبر، وهو قول مالك، وزيد بن ثابت وعلي، وقال ابن مسعود وعطاء: لا تجلس عليه. وبه قال الشافعي والجمهور لقوله – صلى الله عليه وسلم -: “لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها”.
9. فيه: جواز استحضار ذوي الفضل للمحتضر لرجاء بركتهم ودعائهم.
10. وفيه: جواز القسم عليهم لذلك.
11. وفيه: جواز المشي إلى التعزية والعيادة بغير إذنهم بخلاف الوليمة.
12. وفيه: استحباب إبرار القسم.
13. وفيه: أمر صاحب المصيبة بالصبر قبل وقوع الموت ليقع وهو مستشعر بالرضى مقاوما للحزن
بالصبر.
14. وفيه: تقديم السلام على الكلام.
15. وفيه: عيادة المرضى، ولو كان مفضولا أو صبيا صغيرا.
16. وفيه: أن أهل الفضل لا ينبغي أن يقطع اليأس من فضلهم ولو ردوا أول مرة.
17. وفيه: استفهام التابع من إمامه عما يشكل عليه مما يتعارض ظاهره.
18. وفيه: حسن الأدب في السؤال.
19. وفيه: الترغيب في الشفقة على خلق الله تعالى والرحمة لهم.
20. وفيه: الترهيب من قساوة القلب وجمود العين.
21. وفيه: جواز البكاء من غير نوح ونحوه
فوائد حديث (1285):
22. فيه أنه يجوز للأجانب إنزال الميت في القبر عند الحاجة، وإن كان الأولى هو الزوج والأقارب.
قلت سيف بن دورة:
في هذا الحديث وجه تقديم أبي طلحة – وهو أجنبي عن المتوفاة – على عثمان زوج أم كلثوم رضي الله عنها، فقالوا في الإجابة عن هذا الإشكال:
أولاً: يقول ابن حجر رحمه الله: “يحتمل أن عثمان لفرط الحزن والأسف لم يثق من نفسه بإحكام الدفن فأذن، أو أنه صلى الله عليه وسلم رأى عليه آثار العجز عن ذلك، فقدم أبا طلحة من غير إذنه، وخصه لكونه لم يقارف تلك الليلة” تحفة المحتاج (3/ 169).
ثانياً: قد يكون لم يحضر من محارمها أحد، ولا حتى زوجها عثمان رضي الله عنه؛ لانشغالهم بأمور أعظم، ذكره الطحاوي في “بيان مشكل الآثار”. انتهى نقلا من دار الإفتاء بالأردن.
23. فيه استحباب إدخال القبر الرجال ولو كان الميت امرأة؛ لأنه يحتاج إلى قوة، وهم أحرى بذلك، وأيضا لا يخشى عليهم انكشاف العورة
24. الابنة المتوفاة أم كلثوم، ماتت سنة تسع.
25. فيه دلالة على أنه ليس بذي محرم منها، وإن لم يكن ذو محرم فيختار منهم من يدليها، قاله ابن التين، قال: وقد يحتمل أن يكون – صلى الله عليه وسلم – نزل في قبرها واستعان بمن دلاها معه.
26. فيه: جواز البكاء، كما ترجم به بقوله: وما يرخص من البكاء في غير نوح.
27. وفيه: إيثار البعيد العهد عن الملاذ في مواراة الميت، ولو كان امرأة، على الأب والزوج.
فوائد حديث (1286):
28. متفق عليه.
29. قوله (جالس بينهما) فيه دليل على جواز الجلوس والاجتماع لانتظار الجنازة
فوائد حديث (1288):
30. وفيه: أن العذاب على الكافر من معاصيه، ولكن الله يزيده عذابا من نياحتهم ومنه قوله تعالى: {فزادهم الله مرضا}
31. كل حديث أتى فيه النهي عن البكاء فمعناه: البكاء الذي يتبعه الندب والنياحة عند العلماء
فوائد حديث (1289):
32. متفق عليه
فوائد حديث (1290):
33. متفق عليه.
===================
قال ابن حجر في الفتح:
وحاصل ما بحثه المصنف في هذه الترجمة أن الشخص لا يعذب بفعل غيره إلا إذا كان له فيه تسبب فمن أثبت تعذيب شخص بفعل غيره فمراده هذا ومن نفاه فمراده ما إذا لم يكن له فيه تسبب أصلا والله أعلم.
ثم ذكر الحافظ طرائق العلماء في الجمع بين الحديثين فقال:
وقد جمع كثير من أهل العلم بين حديثي عمر وعائشة بضروب من الجمع:
• أولها طريقة البخاري كما تقدم توجيهها.
• ثانيها وهو أخص من الذي قبله ما إذا أوصى أهله بذلك.
• ثالثها يقع ذلك أيضا لمن أهمل نهي أهله عن ذلك.
- رابعها معنى قوله يعذب ببكاء أهله أي بنظير ما يبكيه أهله به وذلك أن الأفعال التي يعددون بها عليه غالبا تكون من الأمور المنهية فهم يمدحونه بها وهو يعذب بصنيعه ذلك وهو عين ما يمدحونه به.
• خامسها معنى التعذيب توبيخ الملائكة له بما يندبه أهله به.
• سادسها معنى التعذيب تألم الميت بما يقع من أهله من النياحة وغيرها.
• وحكى الكرماني تفصيلا آخر وحسنه وهو التفرقة بين حال البرزخ وحال يوم القيامة فيحمل قوله تعالى ولا تزر وازرة وزر أخرى على يوم القيامة وهذا الحديث وما أشبهه على البرزخ. اهـ
قال السندي في حاشيته على النسائي:
استبعدت عائشة الحديث لأنها رأته مخالفا للقرآن لكن الحديث صحيح فقد جاء بوجوه فالوجه محمله على ما إذا تسبب لذلك بوجه أو رضى به حالة الحياة فبذلك يندفع التدافع بينه وبين الآية والله تعالى أعلم.
ترجيح العثيمين:
بعد أن بين أقوال العلماء قال:
ويكون تألما بدون أن يلحقه ضرر، واستدلوا لذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم “السفر قطعة من العذاب” لأن الإنسان يهتم له حتى لو كان طيارة، فهو قلق حتى يصل إلى مراده، وهذا أحسن الأقوال وبه تجتمع الأدلة. اهـ
وسيأتي بحثه كاملا في باب البكاء عند المريض.
قال العباد في شرح سنن أبي داود:
والوجه الرابع من الوجوه التي أجاب بها العلماء: أنه ليس المقصود بكونه يُعذب في قبره أنه يُعاقب على فعلٍ فعله غيره، وهو النياحة، وليس هذا العذاب عقوبة على فعلهم ذلك الذي هو النياحة، وإنما المقصود: إخبار عن شيءٍ يحصل له وهو التألم والتأثر من فعلهم ذلك، وقد رجح هذا ابن القيم في تهذيب السنن، وقال: إنه قد جاء في الحديث الصحيح أنه يقال له بعد نوحهم عليه بقولهم: واجبلاه! واكذا! واكذا! فيقال: أنت كذلك؟ أنت كذا؟ أنت كذا؟ فيتألم بذلك الشيء وإن لم يكن عقوبة له على فعلٍ حصل منه، وقال: هذا من جنس قوله صلى الله عليه وسلم: (السفر قطعة من العذاب)، وليس معنى ذلك أن الإنسان يُعذب على ما يحصل له في سفره من تعبٍ ونصب، وإنما هذا إخبار عن شيءٍ قد حصل له، فيكون هذا من جنسه، وهذا هو الذي رجحه ابن القيم في تهذيب السنن. اهـ
قال الأثيوبي في ذخيرة العقبى بعد أن ذكر أقوال العلماء في المسألة:
والحاصل أن هذا التعذيب في حقّ من له تسبب في بكاء أهله عليه، بأن يكون البكاء من سنته وطريقته، أو أوصى به في حياته، أو عَرَف أن أهله سيفعلون ذلك، وأهمل النهي والزجر عنه. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل. اهـ
——
تبويبات الأئمة:
-قال البخاري في صحيحه في كتاب الحدود باب قول الله تعالى {وَمَنْ أَحْيَاهَا … } [المائدة: 31]
-قال البخاري في صحيحه في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة.- باب إثم من دعا إلى ضلالة أو سن سنة سيئة لقول الله تعالى: {وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ} الآية.
-باب ما جاء في الرخصة في البكاء على الميت.
قاله الترمذي في سننه.
-النهي عن البكاء على الميت
قاله النسائي في سننه.
-ذكر خبر أوهم بعض المستمعين أن من نيح عليه عذب بعد موته.
قاله ابن حبان في صحيحه.
-باب البكاء على الميت وما رخص فيه من إرسال الدمع
قاله البغوي شرح السنة.
-قال النووي رحمه الله: باب بيان إثم من سن القتل
-قال النووي رحمه الله: باب فيمن سن سنة حسنة أَوْ سيئة.
-قال الإمام البغوى في شرح السنة: باب ثواب من دعا إلى هدى أو أحيا سنة وإثم من ابتدع بدعة أو دعا إليها.
-قال النسائي رحمه الله: (تَحْرِيمِ الدَّمِ).
جاء حديث بمعنى حديث الباب وهو:
– أشْقَى النَّاسِ عاقِرُ ناقَةِ ثَمُودَ وَابْن آدَمَ الّذِي قتَلَ أخاهُ مَا سُفِكَ على الأرْضِ مِنْ دَمٍ إلاَّ لحِقَهُ مِنْهُ لأنّهُ أوَّلُ من سن القتل”
ولكن الحديث ضعيف انظر حديث رقم: 878 في ضعيف الجامع.
قال ابن هبيرة في كتابه “الإفصاح”
في هذا الحديث من الفقه شدة التحذير من سن السنن السيئات، وأنها لا تزال تتجدد على الذي سنها أولًا بأذى كلما تجدد من تلك السنة السيئة فعل يشابه فعل الفاعل الأول، فليكن الإنسان شديد الحذر من المعاصي على الإطلاق. وليكن أشد حذرًا من كل شيء يستمر ويبقى ويكون عرضة لأن يعمل به غيره.
وقال القرطبيّ -رحمه الله تعالى-: هذا نصّ على تعليل ذلك الأمر؛ لأنه لما كان أول من قتل، كان قتله ذلك تنبيهًا لمن أتى بعده، وتعليمًا له، فمن قتل كأنه اقتدى به في ذلك، فكان عليه من وزره، وهذا جارٍ في الخير والشرِّ، وبهذا الاعتبار يكون على إبليس كفلٌ من معصية كلّ من عصى بالسجود؛ لأنه أول من عصى ربه. انتهى
س: هل يوجد تعارض بين الآية (ولا تزر وازرة وزر أخرى) وحديث ابن مسعود في الصحيحين (لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن ادم الأول كفل منها لأنه أول من سن القتل).؟
نحن نرد عليه بالقرآن نفسه أيضا:
(ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم)، عندما يضل إنسان آخر أليس هذا الإضلال من كسب هذا الشخص الذي أضل، هذا من كسبه هو الذي أضله فصار من كسبه.
لذلك العبد إذا مات ومات ذنبه معه كان خيرا له بخلاف ما إذا ترك الذنب يسن سنة سيئة،
قال ابن القيم في اغاثة اللهفان:
فصل
ثم كاد أحد ولدى آدم، ولم يزل يتلاعب به، حتى قتل أخاه، وأسخط أباه، وعصى مولاه، فسن للذرية قتل النفوس، وقد ثبت فى الصحيح عنه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أنه قال:
“مَا مِنْ نَفْسٍ تُقْتَلُ ظُلْماً إِلا كانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ كِفلٌ مِنْ دَمِهَا، لأَنّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ”.
فكاد العدو هذا القاتل بقطيعة رحمه، وعقوق والديه، وإسخاط ربه، ونقص عدده، وظلم نفسه، وعرضه لأعظم العقاب، وحرمه حظه من جزيل الثواب.
——-
تخريج بعض الأحاديث التي ذكرها ابن حجر في الشرح: ذكر في توجيه لحديث التعذيب ببكاء الميت عدة توجهيات فمما ذكر:
ذكر ممن روي عنه إنكار تعذيب الميت ببكاء الحي مطلقا أبو هريرة قال: والله لئن انطلق رجل مجاهد في سبيل الله فاستشهد فعمدت امرأة سفها وجهلا فبكت عليه ليعذبن بذنب هذه السفيهه.
قلت سيف: رجاله ثقات غير أني متوقف في سماع حاجب ابن عمر من بكر بن عبد الله.
وذكر قول خامس: معنى التعذيب توبيخ الملائكة وذكر حديث أبي موسى الأشعري مرفوعا: الميت يعذب ببكاء الحي. إذا قالت النائحة: واعضداه … جبذ الميت وقيل له: أنت عضدها …. وشاهده ما روى المصنف في المغازي من حديث النعمان بن بشير قال: اغمى على عبدالله بن رواحة فجعلت أخته تبكي وتقول: واجبلاه واكذا واكذا. فقال حين أفاق: ما قلت شيئا إلا قيل لي أنت كذلك؟
وحديث أبي موسى ضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة 3151 فيه زهير بن محمد الخراساني.
وذهب محققو المسند أنه التميمي ورواية أبي عامر العقدي عنه مستقيمة ثم هو متابع وله شواهد وذكروا قصة ابن رواحه.
وأنها في حكم الرفع. انتهى
—
أما ما ذكر ابن حجر من تعيين الولد الذي كانت نفسه تقعقع:
فذكر قولا انه علي بن ابي العاص بن الربيع واستشكله أنه عاش حتى ناهز الاحتلام وارداف النبي صلى الله عليه وسلم لع يوم فتح مكة
قلت سيف: الإرداف ورد باسنادين معضل ومرسل. والمرسل مع إرساله فيه ضعيف
وذكر رواية عزاها للبزار من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: ثقل ابن لفاطمة فبعثت للنبي صلى الله عليه وسلم …. فذكر نحو حديث الباب وفيه مراجعة سعد بن عبادة في البكاء. وعلى هذا الابن المذكور محسن بن علي بن أبي طالب. وقد اتفق أهل العلم بالأخبار أنه مات صغيرا.
قلت سيف بن دورة: قال البزار لا نعلم رواه عن القعقاع إلا إسماعيل بن مسلم واسماعيل روى عنه الأعمش والثوري وجماعة على أنه ليس بالحافظ.
واسماعيل بن مسلم المكي أبو إسحاق
ضعفه ابن حجر ونقل الذهبي أن النسائي تركه
ثم كأن ابن حجر يميل إلى أنها أمامة لأبي العاص بن الربيع فنقل أن أحمد رواه عن عن أبي معاوية بالسند المذكور أتي النبي صلى الله عليه وسلم بأميمة بنت زينب
وهو عند احمد برقم 21779، 21799 في موضعين بنفس الإسناد والمتن حدثنا ابومعاوية حدثنا عاصم به بنفس إسناد البخاري
مسند أحمد
21779] حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُمَيْمَةَ ابْنَةِ زَيْنَبَ وَنَفْسُهَا تَقَعْقَعُ كَأَنَّهَا فِي شَنٍّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” لِلَّهِ مَا أَخَذَ، وَلِلَّهِ مَا أَعْطَى، وَكُلٌّ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ” فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ لَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَبْكِي، أَوَلَمْ تَنْهَ عَنِ الْبُكَاءِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِنَّمَا هِيَ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ ”
قلت سيف بن دورة: على شرط الذيل على الصحيح المسند (قسم الزيادات على الصحيحين)
واخرجه ابن بشكوال في غوامض الأسماء المبهمة:
من طريق ابن الأعرابي ثنا محمد بن يزيد بن طيفور ثنا … أبي معاوية ثنا عاصم الاحول عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد وذكر فيه امامة
ومحمد بن يزيد بن طيفور نقل توثيقه في إكمال التهذيب
بينما الحديث في الصحيحين البنت مبهمه
وامامة قيل هي أميمة
ثم استشكل ابن حجر أن أمامة عاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى تزوجها علي بن أبي طالب. باتفاق أهل العلم بالأخبار ثم قال لعل الله استجاب لنبيه فلم تمت
وفي موضع آخر من شرحه للحديث جعل احتمال ان تكون أمامة غير اميمة. فتتعدد الوفاة.
أما الحديث الذي ذكره: استعز بإمامة بنت أبي العاص فبعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه … وفيه مراجعة سعد
واستعز يعني اشتد مرضها
قلت سيف: هذا لا يصح لجهالة محمد بن العلاء بن حسين والوليد بن إبراهيم.