1153- 1152 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح وأحمد بن علي وناصر الريسي وسيفي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
————–
باب ما يكره من ترك قيام الليل لمن كان يقومه
1152 – حدثنا عباس بن الحسين، حدثنا مبشر بن إسماعيل، عن الأوزاعي، ح وحدثني محمد بن مقاتل أبو الحسن، قال: أخبرنا عبد الله، أخبرنا الأوزاعي، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، قال: حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عبد الله، لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل، فترك قيام الليل» وقال هشام، حدثنا ابن أبي العشرين، حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني يحيى، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، قال: حدثني أبو سلمة مثله. وتابعه عمرو بن أبي سلمة، عن الأوزاعي
1153 – حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، عن عمرو، عن أبي العباس، قال: سمعت عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار؟» قلت: إني أفعل ذلك، قال: «فإنك إذا فعلت ذلك هجمت عينك، ونفهت نفسك، وإن لنفسك حقا، ولأهلك حقا، فصم وأفطر، وقم ونم»
—–
فوائد أبي صالح :
1- قوله (باب) كذا ذكره ولم يترجم له، وهذا يعني كالفصل للباب قبله، وفيه إشارة إلى كون حديثي الباب أصلهما حديثا واحد.
2- الحديث متفق عليه
3- قوله (حدثنا علي بن عبدالله) هو ابن المديني.
4- قوله ( عن عمرو) هو عمرو بن دينار، تابعه عطاء عند الشيخين، وتابعهما حبيب بن أبي ثابت عند الشيخين أيضا.
[ 5- فيه سؤال الكبير الكبير -الراء اﻷولى مكسورة والثانية مفتوحة- عن عمل بعض رعيته إذا بلغه، والشفقة عليهم، وتأديبهم وإرشادهم إلى مصالحهم دينا ودنيا، وحملهم على طاقتهم. قاله ابن الملقن في التوضيح.
وتأملت من المقصود في الكبير اﻷولى والثانية أحدهما رسول الله صلى الله عليه وسلم جزما والثاني إما عبد الله بن عمرو وإما عمرو بن العاص وكأن اﻷول أرجح والله أعلم.
6- قال اﻹمام مسلم : ” أبو العباس السائب بن فروخ من أهل مكة ثقة عدل”.
7- قوله (ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار) وفي رواية ( بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أني أصوم أسرد، وأصلي الليل).
8- زاد مسلم (فلا تفعل).
9- وقوله ( هجمت عينك) أي غارت وضعفت ودخلت في موضعها، ومنه الهجوم على القوم أي الدخول عليهم، زاد الداودي ونحل جسمك قاله ابن الملقن.
10- وقوله (نفهت نفسك) قال أبو عبيد في غريب الحديث : قال أبو عبيدة قوله نفهت نفسك أعيت وكلت ويقال للمعي منفه ونافه، وجمع نافه نفه، قال أبو عمرو هجمت عينك غارت ودخلت.
11- ربما أدى ذلك إلى ترك الفروض. قاله ابن الملقن.
12- وقوله ( إن لنفسك حقا) يريد ما جعل الله تعالى للإنسان من الراحة المباحة واللذة في غير محرم، فإن في ذلك قوة على طاعة الله ونشاطا إليها قاله ابن بطال.
13- وقوله (وﻷهلك حقا) وكذلك لﻷهل حق على الزوج أن يوفيهم حقوق الزوجية، وأن ينظر لهم فيما لا بد لهم من أمور الدنيا واﻵخرة، قاله ابن بطال، وقال العيني يريد في الوطء وإنفاق الصحبة وغير ذلك.
14- واستنبط منه أن من تكلف الزيادة، وتحمل المشقة على ما طبع عليه، يقع له الخلل في الغالب، وربما يغلب ويعجز. قاله القسطلاني
15- قال المهلب فيه أن من دخل في طاعة الله وقطعها فإنه مذموم قاله ابن بطال.
16- ينبغي أن يرتقي المرء كل يوم في درج الخير ، ويرغب إلى الله أن يجعل خاتمة عمله خيرا من أوله قاله ابن بطال.
17- جواز تحديث المرء بما عزم عليه من فعل الخير قاله العيني.
18- تفقد الإمام أمور رعيته كلياتها وجزئياتها وتعليمهم ما يصلحهم قاله العيني.
19 – قوله (لنفسك حقا وﻷهلك حقا) وعند مسلم ( لعينك حظا ولنفسك حظا وﻷهلك حظا )وعند الحميدي في مسنده (عليك حقا ) وفي رواية( فإن لجسدك عليك حقا وإن لعينك عليك حقا وإن لزورك عليك حقا) وفي رواية ( وإن لزوجتك عليك حقا).
20 – حماسه الشباب يجب أن تضبط بالعلم وعليهم متابعه العلماء الكبار حتى ﻻ يضلوا ويضلوا غيرهم.
21 – ﻻ تشدد فيشدد عليك.
22 – الشريعة الإسلامية راعت التوازن بين العبادات وحاجات الإنسان.
23- للزوجه حق في وقت الزوج ،ولﻷوﻻد حق، وللزائر حق، وللنفس حق ،فأعط كل ذي حق حقه.
24 – حذر النبي صل الله عليه وسلم من التشدد حتى قال ﻻ صام من صام الدهر.
::::::::::::::::
مشاركة ناصر الريسي :
الفوائد :
1- الحديث 1152: أخرجه الشيخان والنسائي وابن ماجة
2- أن الكمال ليس في الاجتهاد فقط، بل في رعاية الحقوق ومراعاة الجوانب. فعلمه أن يعمل بما هو الأعلى والأولى. ومن الطبائع النازلة من يعد الكمال في سهر الليالي وصيام الدهر فقط وإن فاتت عنه الحقوق.
3- الترغيب والحث على المحافظة على الأعمال الصالحة والمداومة عليها . قال تعالى : ( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ( . (الحجر:99)
4- التحذير من كون الإنسان يعمل الصالح ثم يدعه .
5- كان من هدي النبي ( المحافظة على العمل الصالح والمداومة عليه ، عن عائشة قالت : ( كان رسول الله ( إذا عمل عملاً أثبته ) .
6- من حرص الشريعة على المداومة على العمل الصالح شرع قضاء العمل إذا فات لعذر .عن عائشة قالت : ( كان رسول الله ( إذا فاتته الصلاة من الليل من وجع أو غيره صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة ) .
7- أن الانقطاع عن العمل الصالح يدل على رغبة عن الخير وكراهية له .
8- العالم المربي يستحث تلاميذه على فعل الخيرات .
9- عدم التشديد في العبادة ، لأن ذلك يؤدي إلى تركها وهو مذموم .
10- لطائف إسناد الحديث 1153 :فيه التحديث بالجمع والعنعنة والقول. وشيخ البخاريَّ من أفراده، وفيه ثلاثة مكيون: سفيان وعمرو وأبو العباس، أخرجه البخاريَّ أيضًا في الصوم، وفي أحاديث الأنبياء عليهم السلام، ومسلم في الصوم، وكذا الترمِذِيَّ والنَّسَائيّ وابن ماجه.
11- وقوله: “وإن لنفسك عليك حقًا” أي: تعطيها ما تحتاج إليه ضرورة البشرية، مما أباحه الله للإنسان
12- قوله: “ولأهلك حقا” والمراد بالأهل هنا الأولاد، والقرابة، وحقهم هو الرفق بهم، والانفاق عليهم، ومؤاكلتهم، وتأنيسهم، وملازمة ما التزم من سرد الصوم، وقيام الليل يؤدي إلى امتناع تلك الحوق كلها، ويفيد أن الحقوق إذا تعارضت قدم الأولى. قاله القرطبي
———-
مشاركة احمد بن علي:
1152 بوب النسائي عليه:
باب ذم من ترك قيام الليل
بوب ابن حبان في صحيحه:
ذكر الزجر عن ترك المرء ما اعتاد من تهجده بالليل
قال النووي في شرح مسلم:
وفي هذا الحديث وكلام بن عمرو أنه ينبغي الدوام على ما صار عادة من الخير ولا يفرط فيه. اهـ
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين في شرح رياض الصالحين:
وترك ذكر اسم الشخص فيه فائدتان عظيمتان:
الفائدة الأولى: الستر على هذا الشخص.
الفائدة الثانية: أن هذا الشخص ربما تتغير حاله؛ فلا يستحق الحكم الذي يحكم عليه في الوقت الحاضر؛ لأن القلوب بيد الله.اهـ
قال الأثيوبي في ذخيرة العقبى:
المسألة الرابعة: فى فوائده:
منها: ما ترجم له المصنف -رحمه اللَّه تعالى-، وهو ذمّ من ترك قيام الليل من غير عذر.
ومنها: عدم وجوب قيام الليل، كما تقدم في كلام ابن العربيّ -رحمه اللَّه تعالى-. وقرره ابن حجر
ومنها: جواز ذكر الشخص بما فيه من عيب لقصد التحذير من صنيعه….
حديث 1153:
هذه القصة تكررت لعدد من الصحابة:
1- عبدالله بن عمرو وهو حديث الباب:
2- عثمان بن مضعون
ففي سنن أبي داود:
1371 – حدثنا عبيد الله بن سعد حدثنا عمى حدثنا أبى عن ابن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة : أن النبى -صلى الله عليه وسلم- بعث إلى عثمان بن مظعون فجاءه فقال : « يا عثمان أرغبت عن سنتى ». قال : لا والله يا رسول الله ولكن سنتك أطلب. قال : « فإنى أنام وأصلى وأصوم وأفطر وأنكح النساء فاتق الله يا عثمان فإن لأهلك عليك حقا وإن لضيفك عليك حقا وإن لنفسك عليك حقا فصم وأفطر وصل ونم ».
وصححه الألباني
3- أبو الدرداء:
جاء في البخاري:
1968 – ….. فقال له سلمان: إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «صدق سلمان».
قال صاحب تطريز رياض الصالحين عند حديث أبي الدرداء:
في هذا الحديث: مشروعية المؤاخاة في الله، وزيارة الإخوان، والمبيت عندهم، وجواز مخاطبة الأجنبية للحاجة، والنصح للمسلم، وتنبيه من غفل، وفضل قيام آخر الليل، وجواز النهي عن المستحبات إذا خشي أنَّ ذلك يفضي إلى السآمة والملل، وتفويت الحقوق المطلوبة، وكراهية الحمل على النفس في العبادة، وجواز الفطر من صوم التطوع للحاجة والمصلحة.اهـ
حصلت قصة لطيفة في زمن عمر رضي الله عنه صححها الألباني في الإرواء:
2016 – ( روى الشعبي أن كعب بن سور كان جالسا عند عمر بن الخطاب فجاءت امرأة فقالت : يا أمير المؤمنين ما رأيت رجلا قط أفضل من زوجي والله إنه ليبيت ليله قائما ويظل نهاره صائما فاستغفر لها وأثنى عليها واستحيت المرأة وقامت راجعة . فقال كعب : يا أمير المؤمنين هلا أعديت المرأة على زوجها فلقد أبلغت إليك في الشكوى فقال لكعب : اقض بينهما فإنك فهمت من أمرها ما لم أفهم . قال : فإني أرى كأنها امرأة عليها ثلاث نسوة هي رابعتهن فأقفضي بثلالة أيام ولياليهن يتعبد فيهن ولها يوم وليلة . فقال عمر : والله ما رأيك الأول باعجب من الآخر اذهب فأنت قاض على البصرة نعم القاضي أنت . رواه سعيد ) . صحيح
ـــــــــــــــــــ
( 1 ) بضم المهملة وسكون الواو كما في الأصابة ووقع في الأصل : ( سوار ) وهو خطأ
جاء في كوثَر المَعَاني الدَّرَارِي في كَشْفِ خَبَايا صَحِيحْ البُخَاري:
وسبب الإخبار للنبي -صلى الله عليه وسلم-، بحال عبد الله بن عمرو، هو ما يأتي في فضائل القرآن عنه، أنه قال: أنكحني أبي امرأة ذات حسب، وكان يتعاهدها، فسألها عن بعلها فقالت: “نِعْم الرجل من رجل لم يطأ لنا من فراشًا، ولم يفتش لنا كنفًا منذ أتيناه”. فذكر ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال لي: القَني، فلقيته، فذكر الحديث. زاد النَّسائِيّ وابن خُزيمة وسعيد بن منصور عن مجاهِد: “فوقع على أبي” فقال: زوجتك امرأة فعضلتها، وفعلت وفعلت. قال: فلم التفت إلى ذلك لما كان لي من القوة، فذكر ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: القني به، فأتيته معه.
ولأحمد من هذا الوجه “ثم انطلق إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فشكاني”. وفي رواية في الصوم “فذكر للنبي -صلى الله عليه وسلم- صومي، فدخل عليّ فألقيت له وسادة”. وفي رواية فيه أيضًا: “بلغ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- أني أسْرُدُ الصوم، وأصلي”، فإما أرسل وإما لقيته، ويجمع بينهما بأن يكون عمرو توجه بابنه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فكلَّمه من غير أن يستوعب ما يريد من ذلك، ثم أتاه إلى بيته زيادة في التأكيد.
وقوله: “فصم” أي: فإذا عرفت ذلك فصم تارة، وأفطر تارة، لتجمع بين المصلحتين. وفيه إيماء إلى ما تقدم في باب “مَنْ نام عند السحر” أنه ذكر له صوم داود، وقد مرّ الكلام عليه. وعلى القيام والنوم.
—–
مشاركة سيفي : بوب ابن حبان :
ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ تَرْكِ الْمَرْءِ مَا اعْتَادَ مِنْ تَهَجُّدِهِ بِاللَّيْلِ
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ: فِي هَذَا الْخَبَرِ دَلِيلٌ عَلَى إِبَاحَةِ قَوْلِ الْإِنْسَانِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ فِي الْإِنْسَانِ مَا إِذَا سَمِعَهُ اغْتَمَّ بِهِ إِذَا أَرَادَ هَذَا الْقَائِلُ بِهِ إِنْبَاهَ غَيْرِهِ دُونَ الْقَدْحِ فِي هَذَا الَّذِي قَالَ فِيهِ مَا قَالَ
——
مشاركة سيف بن دورة الكعبي : سبق فوائد حديث عبد الله بن عمرو تحت حديث 1131
وساقه البخاري في عدة مواضع احيانا مطول واحيانا يقتصر على جزء منه