1 – أجوبة السائل عن أهم المسائل
جمع سيف الكعبي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
——-‘——–‘——-
سؤال:
في الحديث
” اذا كان يوم القيامة رأى المؤمنون ربهم عز وجل فاحدثهم عهدا بالنظر اليه في كل جمعه وتراه المؤمنات يوم الفطر ويوم النحر ”
هل هذا يعني فقط رؤية الله مرتين في السنة للنساء والرجال كل يوم؟؟؟
ولماذا لم يخص النساء بما خَص به الرجال!!!!
————‘———–
قلت سيف الجواب:
الحديث عن نافع أبوالحسن مولى بني هاشم عن عطاء بن أبي ميمونه عن أنس: أخرجه الدارقطني في الرؤية.
قال محقق الكتاب: ونافع لم نعرفه
والرواي عنه مروان لين
وشيخ الدارقُطني متكلم فيه.
قلت سيف:
وتابعه الهيثم بن سهل عن أبي معاوية حدثنا عطاء بن أبي ميمونه به أخرجه الدقاق في مجلس املائه كما في زوائد الأجزاء
والهيثم ضعيف ولا يتحمل التفرد عن أبي معاوية
وقد ذكر ابن تيمية بأن اجتماع الرجال كل جمعه.
والنساء كل عيد يناسب رؤيتهم ربهم كل في عيده
وللرجال رؤية في صلاة العصر والفجر
واستدل بحديث ( …. فإن استطعتم أن لا تغلبوا عن صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا).
وراجع مجموع الفتاوى 6/ 420
قال ابن رجب اللطائف في كلامه عن إثبات الرؤية للنساء: وروي أنه يشارك النساء الرجال فيهما -يعني الرؤية – كما كن يشهدن العيدين مع الرجال دون الجمعه. هذا لعموم أهل الجنة فأما خواصهم فكل يوم لهم عيد يزورون ربهم كل يوم بكرة وعشيا. انتهى
قلت سيف: والحديث ضعيف، فلم يبق إلا متابعة ابن تيمية في استنباطه
وذكر ابن كثير ثلاثة مذاهب في رؤية النساء لربهن:
قيل: لا يرونهن لأنهن مقصورات في الخيام
وقيل: أنهن يرين أخذا من عمومات النصوص الواردة في الرؤية
والثالث: أنهن يرين في مثل أيام الأعياد فإنه سبحانه يتجلى تجليا عاما لأهل الجنة فيرينه وهذا يحتاج إلى دليل خاص انتهى
قال السيوطي في الحاوي بعد أن نقل كلام ابن كثير ولعله لم يقف على الحديث الذي أشار إليه ابن رجب.
قلت سيف: وكنت أريد أن أختار القول الثاني وأنه لا فرق في الرؤية بين الرجال والنساء
إنما بحسب القرب من الله
لكن في الأمور التي لها أوجه من الاستنباط أحب اتابع أمثال ابن تيمية.
هذا بالنسبة للنساء.
أما إثبات أصل الرؤية فثابت ولله الحمد خلافا لمن انكرها من أهل البدع
قال باحث: قال ابن رجب:
” والأحاديث في ذلك كثيرة جدّاً، وقد ذكر البخاري بعضها في أواخر ” الصحيح ” في ” كتاب التوحيد “، وقد أجمع على ذلك السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان من الأئمة وأتباعهم.
وإنما خالف فيه طوائف أهل البدع من الجهمية والمعتزلة ونحوهم، ممن يرد النصوص الصحيحة؛ لخيالات فاسدة، وشبهات باطلة، يخيلها لهم الشيطان، فيسرعون إلى قبولها منه، ويوهمهم أن هذه النصوص الصحيحة تستلزم باطلاً، ويسميه تشبيهاً أو تجسيماً، فينفرون منه ” انتهى من ” فتح الباري ” لابن رجب (4/ 63).
وقال الذهبي – رحمه الله -:
” وأما رؤية الله عيانا في الآخرة: فأمر متيقن، تواترت به النصوص، جمع أحاديثها الدارقطني والبيهقي وغيرهما ” انتهى من ” سير أعلام النبلاء ” (2/ 167).
وقال ابن كثير – رحمه الله -:
” وقد ثبتت رؤية المؤمنين لله عز وجل في الدار الآخرة في الأحاديث الصحاح، من طرق متواترة عند أئمة الحديث، لا يمكن دفعها ولا منعها ” انتهى من ” تفسير ابن كثير ” (8/ 279).
وينظر جواب السؤال رقم (116644).
ثانياً:
أما ما ورد من رؤية المؤمنين ربَّهم تعالى كل يوم مرتين: فلم يثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من الغيب الذي لا يُقبل من أحد إلا بوحي.
وقد ورد ذلك في عدة روايات، وكلها من حديث عن ابْنِ عُمَرَ يقول: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً لَمَنْ يَنْظُرُ إِلَى جِنَانِهِ وَأَزْوَاجِهِ وَنَعِيمِهِ وَخَدَمِهِ وَسُرُرِهِ مَسِيرَةَ أَلْفِ سَنَةٍ، وَأَكْرَمَهُمْ عَلَى اللَّهِ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى وَجْهِهِ غَدْوَةً وَعَشِيَّةً)، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)
رواه الترمذي (2553).
وقال:
” وقد روي هذا الحديث عن غير وجه عن إسرائيل عن ثوير عن ابن عمر مرفوعا.
ورواه عبد الملك بن أبجر عن ثوير عن ابن عمر موقوفا.
وروى عبيد الله الأشجعي عن سفيان عن ثوير عن مجاهد عن ابن عمر قوله، ولم يرفعه.
حدثنا بذلك أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا عبيد الله الأشجعي عن سفيان عن ثوير عن مجاهد عن بن عمر نحوه ولم يرفعه ” انتهى.
والحديث لا يصح مرفوعاً، ولا موقوفاً، وعلة المرفوع والموقوف: ثوير بن أبي فاختة.
قال الذهبي – رحمه الله -: ” واهي الحديث ” انتهى من ” مستدرك الحاكم ” (2/ 553).
وقال الحافظ ابن حجر – رحمه الله -:
” لا أعلم أحداً صرح بتوثيقه، بل أطبقوا على تضعيفه، وقال ابن عدي: الضعف على أحاديثه بيِّن ” انتهى من ” فتح الباري ” (13/ 419).
وقال الهيثمي – رحمه الله -:
” في أسانيدهم – أي: أحمد وأبو يعلى والطبراني -: ثوير بن أبى فاختة، وهو مجمع على ضعفه ” من ” مجمع الزوائد ” (10/ 401).
قال الشيخ الألباني – رحمه الله -:
” فلا يصح الحديث لا مرفوعاً ولا موقوفاً ” انتهى من ” سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ” (4/ 451).
ثالثاً:
رغم ما أشرنا إليه من ضعف الحديث، فإن الظاهر أن أهل الجنة لا يتساوون في رؤية الله جل جلاله التي هي أعظم نعيمهم، فإن الرؤية إذا كانت ثوابا لهم على إيمانهم وأعمالهم، كان من المعقول أن تتفاوت منازلهم في هذه الرؤية، ويتفاوت تنعمهم بها، بحسب تفاوت منازلهم في الجنة؛ بل إن بعض أهل العلم قد ذهب إلى القول بموجب هذا الحديث، رغم ما في إسناده من مقال.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
” وَمَنْ تَأَمَّلَ سِيَاقَ ” الْأَحَادِيثِ الْمُتَقَدِّمَةِ ” عَلِمَ أَنَّ التَّجَلِّيَ يَوْمَ الْجُمْعَةِ لَهُ عِنْدَهُمْ وَقْعٌ عَظِيمٌ لَا يُوجَدُ مِثْلُهُ فِي سَائِرِ الْأَيَّامِ؛ وَهَذَا يَقْتَضِي أَنَّ هَذَا النَّوْعَ أَفْضَلُ مِنْ الرُّؤْيَةِ الْحَاصِلَةِ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ وَإِنْ كَانَتْ تِلْكَ أَكْثَرَ “.
ثم قال:
” ثُمَّ هَذَا مِنْ الْمُمْكِنِ: أَنَّ ” الرُّؤْيَةَ جَزَاءُ الْعَمَلِ “؛ فَإِنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْأَخْبَارِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الرُّؤْيَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ثَوَابُ شُهُودِ الْجُمُعَةِ؛ بِدَلِيلِ أَنَّ فِيهَا يَكُونُونَ فِي الدُّنُوِّ مِنْهُ عَلَى مِقْدَارِ مُسَارَعَتِهِمْ إلَى الْجُمُعَةِ، وَتَفَاوُتِ الثَّوَابِ بِتَفَاوُتِ الْعَمَلِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ مُسَبَّبٌ عَنْهُ … ، وَهَذَا مُنَاسِبٌ لِحَالِهِمْ فِي الدُّنْيَا؛ فَإِنَّ الصَّالِحَ إذَا انْقَضَتْ الْجُمُعَةُ اشْتَغَلَ بِمَا أُبِيحُ لَهُ فِي الدُّنْيَا، وَأُولَئِكَ اشْتَغَلُوا بِالتَّقَرُّبِ إلَيْهِ بِالنَّوَافِلِ، فَكَانُوا مُتَقَرِّبِينَ إلَيْهِ فِي الدُّنْيَا بَعْدَ الْجُمُعَةِ، فَقَرُبُوا مِنْهُ بَعْدَ الْجُمْعَةِ فِي الْآخِرَةِ، وَهَذِهِ ” الْمُنَاسَبَةُ الظَّاهِرَةُ ” الْمَشْهُودُ لَهَا بِالِاعْتِبَارِ تَقْتَضِي أَنَّ ذَلِكَ التَّجَلِّيَ ثَوَابُ أَعْمَالِهِمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ .. ” انتهى.
“مجموع الفتاوى” (6/ 455 – 457).