207 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
———-‘——–‘———
مسند أحمد:
قال الامام أحمد:
حَدِيثُ رَجُلٍ
23493 – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عُق?ْبَةَ بْنِ أَوْسٍ ـ وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ مَرَّةً: يَعْقُوبُ بْنُ أَوْسٍ ـ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَمَنَ الْفَتْحِ ـ وَقَالَ مَرَّةً: يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ ـ فَقَالَ: ” لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ، صَدَقَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ، أَلَا إِنَّ كُلَّ مَاثُرَةٍ تُعَدُّ وَتُدَّعَى، وَدَمٍ وَمَالٍ تَحْتَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ إِلَّا سِدَانَةَ الْبَيْتِ، أَوْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ، أَلَا وَإِنَّ قَتِيلَ خَطَإِ الْعَمْدِ ـ قَالَ خَالِدٌ: أَوْ قَالَ: قَتِيلُ الْخَطَإِ شِبْهِ الْعَمْدِ ـ قَتِيلُ السَّوْطِ وَالْعَصَا مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ، مِنْهَا أَرْبَعُونَ فِي بُطُونِهَا أَوْلَادُهَا
أخرجه أحمد 23493 و 15388 والنسائي في السنن الكبرى وابن زنجويه في الأموال والبخاري في التاريخ الكبير (وصورته صورة المعلق وهو متصل) ومحمد بن نصر في السنة والطبراني في الكبير والبيهقي في السنن الكبرى من طرق (سفيان الثوري وإسماعيل بن علية وهشيم وبشر بن المفضل ويزيد بن زريع) عن خالد الحذاء به.
وقد صرح عقبة بتحديث الصحابي له كما عند النسائي في رواية والبخاري في تاريخه كلاهما من طريق يزيد بن زريع به.
تابعه حماد بن زيد عن خالد عن القاسم بن ربيعة عن عقبة بن أوس عن عبد الله بن عمرو فذكره بنحوه. فصرح باسم الصحابي
أخرجه أبو داود في سننه، وابن ماجه في سننه، والنسائي في السنن الكبرى، ومحمد بن نصر في السنة، وابن حبان في صحيحه، والطبراني في الكبير، والبيهقي في السنن الكبرى من طرق عن حماد به
قال الشيخ مقبل هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدته صالحا للحجية على اختلاف على خالد الحذاء …. ولا يضر. انتهى
وقال الالباني كما في الارواء 2197 وهناك وجوه أخرى من الاختلاف على خالد الحذاء تجدها عند النسائي والدارقطني اقتصرت أنا على ذكر الأقوى والأرجح. انتهى
وقال الألباني وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات
قلت يقصد حديث عبد الله بن عمرو ثم أورد الحديث من الطريق الأولى وقال فإبهام الصحابي لا يضر. انتهى
لكن قال الشيخ مقبل في أحاديث معلة 281
والحديث معل فقد قال الحافظ العلائي في جامع التحصيل ترجمة (528) عقبة بن أوس عن عبد الله بن عمر أو عبد الله بن عمرو قال ابن الغلابي فيما رواه إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد لم يسمع منه.
قلت: ثبت التصريح بتحديث الصحابي المبهم كما سبق وهذه الطريق لم يشر إليها الشيخ مقبل.
فإن قلنا هو عبد الله بن عمرو فنقول ثبت التحديث هنا وإن قلنا ليس عبد الله بن عمرو (وهو مرجوح عندي) فنقول كأنه على الشرط بإبهام الصحابي ولا يضر إبهامه.
وأخشى أن يكون الحافظ العلائي قد قصر في نقل كلام ابن الغلابي
فقد قال كما في سؤالات ابن الجنيد قال ابن الغلابي (يزعمون أن عقبة بن أوس السدوسي لم يسمع من عبد الله بن عمرو، إنما يقول قال عبد الله بن عمرو)
قال ذلك بعد أن نقل كلام ابن معين والذي يبدو من ظاهره أنه يثبت الاتصال.
قلت سيف:
الحديث فيه خلاف كثير، حتى حكم عليه ابن عبدالبر بالإضطراب، وتعقبه السبكي في طبقات الشافعية. بأنه يدور الخلاف بين أن يكون من مسند عبدالله بن عمر ومسند عبد الله بن عمرو
رجح الدارقطني قول خالد الحذاء عن القاسم عن عقبه بن أوس عن عبدالله بن عمر
كذا نقله محققو العلل، والذي في سنن أبي داود رواية خالد عن القاسم بن ربيعة عن عقبه بن أوس عن عبدالله بن عمرو مرفوعا
ونقل البيهقي في الكبرى 8/ 69 عن ابن معين أنه قال: على بن زيد ليس بشئ، والحديث حديث خالد، وإنما هو عبدالله بن عمرو بن العاص (حاشية علل ابن أبي حاتم 1389)
ورجح ابن أبي حاتم المرسل كما في العلل 1389
وكأن أبا داود يرجح أنها ثلاثون حقه وثلاثون بنت لبون وعشرون بنت مخاض وعشرون ابن لبون ذكر.
حيث قال بعد أن ذكر الخلاف: وقول زيد وابي موسى مثل حديث النبي صلى الله عليه وسلم وحديث عمر رضي الله عنه
يقصد حديث ابن مسعود، وبه قضى أيضا عثمان
وابن القيم لما نقل الخلاف بين قضاء كبار الصحابة قال: كل هذا يدل على أنه ليس في الأسنان شئ مقدر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أما البيهقي فنقل أوجه أخرى حيث اختلف في قضاء زيد بن ثابت وعثمان وابي موسى وعمر وذكر مراسيل تقضي أن الدية مغلظة وهي ثلاثون حقه وثلاثون جذعه وأربعين خلفه.
ولما نقل أوجه الاختلاف في قضاء الصحابه قال: وما يوافق ما روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أولى بالإتباع.
يقصد ما ذكره من المراسيل (السنن الصغرى)
تنبيه: محقق الدراري طبعة الرسالة: رجح اضطراب الحديث.
لكن ذكر أن حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا: عقل شبه العمد مغلظ كالعمد ولا يقتل صاحبه … ) وحسنه، لكن انكره النسائي على سليمان بن موسى ومحمد بن راشد
أنا اميل لتقرير ابن القيم أنه لم يثبت شئ وقضاء الصحابة دائر بين التغليظ أو اختيار الوسط، حتى نقل عن الشافعي اختيار أقل ما حكم وهو في حديث ابن مسعود عشرون حقه وعشرون جذعه وعشرون بنت مخاض وعشرون بنت لبون وعشرون بني مخاض ذكر وحكم به ابن شهاب وربيعه.
فإن كان لا بد أن نرجح حديث خالد الحذاء يعني حديث عبدالله بن عمرو تبعا لابن معين والدارقطني. فنجعله على شرط المتمم
——
مآثر العرب: مكارمها ومفاخرها التي تؤثر عنها، أي: تروى وتُذكر. “نهاية”.
قال بدر الدين العيني:
قوله: “ألا” للتنبيه، كأنه ينبه المخاطب على أمر يأتيه ليكون على تيقظ منه، والمراد بـ”خطأ العمد”: هو شبه العمد.
قوله: “بالسوط” في محل الرفع؛ لأنه خبر “إن” والمتعلق بمحذوف، والتقدير: ألا إن قتل شبه العمد حاصل بالسوط والحجر، أي بالقتل بالسوط والقتل بالحجر، والمراد بالحجر الحجر الصغير بقرينة السوط، فافهم.
قوله: “فيه دية مغلظة” أي الواجب في هذا القتيل الموصوف بهذا الوصف دية مغلظة، وإنما غلظت الدية فيه لأنه زاد صفة على الخطأ فزيدت صفة في الدية، والدية المغلظة هي مائة من الإبل منها أربعون خَلِفَة -بفتح الخاء المعجمة، وكسر اللام وفتح الفاء- وهي الحامل من النوق، وتجمع على خَلِفَات، وخَلَائِفَ، وقد خَلِفَت إذا حملت، وأَخْلَفْت إذا حالت.
قوله: “المأثرة” بضم الثاء المثلثة، وهي كل ما يؤثر ويذكر من مكارم الجاهلية ومفاخرتهم التي تُؤْثر عنهم، أي تذكر وتروى.
قوله: “تحت قدميَّ” معناه إبطالها وإسقاطها.
قوله: “وسقاية الحاج” يعني سقي الناس من زمزم.
قوله: “والسِّدَانة” بكسر السين المهملة، وهي خدمة البيت شرفه الله والقيام بأمره، والسَّادن: خادم الكعبة، والجمع السَّدَنَة، وقد سَدَنَ يَسْدُن -بالضم- سَدْنًا وسِدانة، وكانت السدانة لبني عبد الدار في الجاهلية، والسقاية في بني هاشم، فأقرها رسول الله -عليه السلام- لهم في الإِسلام. ” نخب الأفكار ” (15/ 296 – 297)
قوله: (ألا إن كل مأثرة) بفتح ميم وضم مثلثة أو فتحها كل ما يذكر ويؤتى من مكارم أهل الجاهلية ومفاخرهم (ودم) عطف على مأثرة (تحت قدمي) أراد إبطالها وإسقاطها (من سدنة البيت) بكسر السين والدال المهملة وهي خدمته والقيام بأمره، قال الخطابي: كانت الحجابة في الجاهلية في بني عبد الدار والسقاية في بني هاشم فأقرها – صلى الله عليه وسلم – فصار بنو شيبة يحجبون البيت وبنو العباس يسقون الحجيج – والله أعلم -. [حاشية السندي على سنن ابن ماجة]
[فضل كلمة التوحيد]
قال العباد حفظه الله: فكلمة (لا إله إلا الله) هي كلمة التوحيد، وهي -كما ذكرنا- مفتاح الإسلام، وهي كذلك ختام الدنيا ونهايتها، والنبي صلى الله عليه وسلم -كما أسلفت- كان يقول لأهل مكة: (قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا) وقال عليه الصلاة والسلام: (لقنوا موتاكم لا إله إلا الله، فإنه من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة)، والتلقين يكون قبل الموت لا بعده كما يفعله بعض المبتدعة حينما يلقنون الميت بعد الدفن، ويقولون: يا فلان ابن فلانة اذكر كذا وقد وردت فيه أحاديث ضعيفة غير ثابتة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، ولكن الثابت هو التلقين ما دام الإنسان في الحياة الدنيا؛ ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: (لقنوا موتاكم لا إله إلا الله، فإنه من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة)، والإنسان إنما ينتهي من الدنيا بالموت، فإذا قالها قبل أن يموت فقد ختم له بكلمة التوحيد. [شرح سنن أبي داود]
[تفسير الاحزاب]
قال ابن حجر في (الفتح) (11/ 190): قوله وهزم الأحزاب وحده أي من غير فعل أحد من الآدميين واختلف في المراد بالاحزاب هنا فقيل هم كفار قريش ومن وافقهم من العرب واليهود الذين تحزبوا أي تجمعوا في غزوة الخندق ونزلت في شأنهم سورة الأحزاب وقد مضى خبرهم مفصلا في كتاب المغازي وقيل المراد أعم من ذلك وقال النووي المشهور الأول وقيل فيه نظر لأنه يتوقف على ان هذا الدعاء انما شرع من بعد الخندق والجواب ان غزوات النبي صلى الله عليه و سلم التي خرج فيها بنفسه محصورة والمطابق منها لذلك غزوة الخندق لظاهر قوله تعالى في سورة الأحزاب ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وفيها قبل ذلك إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها الآية والأصل في الأحزاب انه جمع حزب وهو القطعة المجتمعة من الناس فاللام اما جنسية والمراد كل من تحزب من الكفار وأما عهدية والمراد من تقدم وهو الأقرب قال القرطبي ويحتملان يكون هذا الخبر بمعنى الدعاء أي اللهم اهزم الأحزاب والأول أظهر.
قال ابن الملقن في (التوضيح) (12/ 265 – 257): وقوله: (“وهزم الأحزاب وحده”) يريد أنه تعالى وعده بإعزاز دينه، وإهلاك عدوه، وغلبة الأحزاب، فيحتمل إرادة الأحزاب، ويحتمل أن يريد به أحزاب الكفر في جميع الأيام والمواطن، ويحتمل أن يريد الدعاء كأنه قال: اللهم افعل ذلك وحدك، وخص استعمال هذا الذكر هنا؛ لأنه أفضل ما قاله النبيون قبله.
وفيه من الفقه: استعمال حمد الله تعالى والإقرار بنعمه، والخضوع له، والثناء عليه عند القدوم من الحج، والجهاد على ما وهب من تمام المناسك، وما رزق من النصر على العدو، والرجوع إلى الموطن سالمين؛ وكذلك يجب إحداث الحمد لله والشكر له على ما يحدث على عباده من نعمه، فقد رضي من عباده بالإقرار له بالوحدانية، والخضوع له بالربوبية، والحمد والشكر عوضا عما وهبهم من نعمه تفضلا عليهم ورحمة لهم.
[ضابط السجع]
قال ابن حجر في الفتح (7/ 407): قوله وغلب الأحزاب وحده فلا شيء بعده هو من السجع المحمود والفرق بينه وبيه المذموم أن المذموم ما يأتي بتكلف واستكراه والمحمود ما جاء بانسجام واتفاق ولهذا قال في مثل الأول أسجع مثل سجع الكهان وكذا قال كان يكره السجع في الدعاء ووقع في كثير من الأدعية والمخاطبات ما وقع مسجوعا لكنه في غاية الانسجام المشعر بأنه وقع بغير قصد.
[الحديث فيه رد على من ينفي قتال شبه العمد]
شبه العمد: وهو أن يقصد الجاني الجناية بما لا يقتل غالباً، كالقتل بالحجر الصغير، أو العصا الصغيرة.
فحكم هذا النوع من القتل، أن تغلظ الدية على القاتل ولا يقتل. ” تيسير العلام لشرح عمدة الاحكام”