106 جامع الأجوبة الفقهية ص148
?-مجموعة ناصر الريسي وسعيد الجابري
مجموعة السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
‘—-‘—-‘—-‘—-‘—-‘—-‘
?- مسألة: الزيادة على ثلاث غسلات للعضو الواحد.
‘—-‘—-‘—-‘—-‘—-‘—-‘
?-الأصل في هذه المسألة حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده (أن أعرابياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن موضوع فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً ثلاثاً وقال: من زاد فقد أساء وظلم أو اعتدى وظلم). روى أبو داود (135) والنسائي (140)، وأحمد (6684)
?-قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح (1/ 234):
وقال أحمد وإسحاق وغيرهما لا تجوز الزيادة على الثلاث وقال بن المبارك لا آمن أن يأثم وقال الشافعي لا أحب أن يزيد المتوضئ على ثلاث فإن زاد لم أكرهه أي لم أحرمه لأن قوله لا أحب يقتضي الكراهة وهذا الأصح عند الشافعية أنه مكروه كراهة تنزيه. انتهى
?-قال النووي رحمه الله في شرح النووي على مسلم: أجمع العلماء على كراهة الزيادة على الثلاث والمراد بالثلاث المستوعبة للعضو وأما إذا لم تستوعب العضو إلا بغرفتين فهي غسلة واحدة ولو شك هل غسل ثلاثا أم اثنتين جعل ذلك اثنتين وأتى بثالثة هذا هو الصواب الذي قاله الجماهير من أصحابنا وقال الشيخ أبو محمد الجويني من أصحابنا يجعل ذلك ثلاثا ولا يزيد عليها مخافة من ارتكاب بدعة بالرابعة والأول هو الجاري على القواعد وإنما تكون الرابعة بدعة ومكروهة إذا تعمد كونها رابعة والله أعلم.
انتهى.
?-وقال الشوكاني رحمه الله في نيل الأوطار (1/ 215):
ولا خلاف في كراهة الزيادة على الثلاث.
?-قال ابن المبارك: لا آمن إذا زاد في الوضوء على الثلاث أن يأثم. وقال أحمد وإسحاق: لا يزيد على الثلاث إلا رجل مبتلى. انتهى.
?- وقال الشيخ ابن باز رحمه الله في فتاوى نور على الدرب (5/ 46): الحديث يدل على أنه لا تجوز الزيادة على الكمال الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الثلاث، يعني إسباغ الوضوء ثلاثا ليس المراد غرفة، المراد غسلة، فلو أنه غرف المرتين لكل غسلة، صارت ست غرفات: لا يكون مسيئا، إنما المسيء الذي قد كمل العضو بالغسل، ثم أعاده أكثر من ثلاث، لكن لو غسل رجله مثلا بغرفة، لكن ما كملت الغسلة، احتاج إلى غرفة ثانية حتى يكمل رجله، ثم غسلها ثانية، ثم غسلها ثالثة، وزادت الغرفات لا يضر، المهم أن تكون غسلة تامة، ثم ثانية، ثم ثالثة، فلا يزيد على الثلاث، وهكذا في الوجه، وهكذا في اليدين انتهى.
?-وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في فتاوى نور على الدرب (7/ 2): الزيادة في الوضوء على ثلاث: من تعدي حدود الله، وقد قال الله تبارك وتعالى: (وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) انتهى.
?-وجاء صحيح ابن خزيمة
باب التغليظ في غسل أعضاء الوضوء أكثر من ثلاث، والدليل على أن فاعله مسيء ظالم أو متعدٍ ظالم
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [أخبرنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا الأشجعي عن سفيان عن موسى بن أبي عائشة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده (أن أعرابياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن موضوع فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً ثلاثاً وقال: من زاد فقد أساء وظلم أو اعتدى وظلم).
?-قال الشيخ عبدالعزيز الراجحي في شرح هذاالحديث: وهذا فيه تحذير من الزيادة على ثلاث، وأنه إساءة، وأنه مكروه كراهة شديدة.
وهو حديث إسناده حسن وأخرجه أبو داود.
(شرح صحيح ابن خزيمة)
‘—-‘—-‘—-‘—-‘—-‘—-‘
?-جواب سعيد الجابري:
?-قلت: فيما يظهر لي في نهاية البحث في مسألة حكم الزيارة على الثلاث لمن أسبغ: أنه يكره الزيادة عليها، لحديث: فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدى وظلم.
ومحل هذا ما لم تكن هذه الزيادة لتمام نقصان، وأما إن أسبغ وضوءه بالثلاث أو بما دونها فيكره الزيادة على الثلاث وهذا مما لا خلاف فيه.
?-قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في الشرح الممتع (ج6 ص392): والزيادة على الثلاث في الوضوء إما محرمة، وإما مكروهة كراهة شديدة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من زاد على ذلك فقد أساء وتعداوظلم. فأدنى أحوالها أنها مكروهة، انتهى.
(تخريج الحديث):
?-قال الحافظ في التلخيص الحبير: حديث أنه -صلى الله عليه وسلم – توضأ ثلالا ثلالا، فقال: من زاد على هذا فقد أساء وظلم.
أبو داود ((2)) والنسائي ((3)) وابن خزيمة ((4)) وابن ماجه من طرق صحيحة، عن عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده مطولا ومختصرا.
ولفظ أبي داود: أن رجلا أتى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: يا رسول الله، كيف الطهور؟. فدعا بماء في إناء، فغسل كفيه ثلاثا، ثم غسل وجهه ثلاثا، ثم غسل ذراعيه ثلاثا، ثم مسح برأسه ثم أدخل إصبعيه من أذنيه، ومسح بإبهاميه على ظاهر أذنيه، وبالسبابتين باطن أذنيه، ثم غسل رجليه ثلاثا ثلاثا، ثم قال: هكذا الوضوء، من زاد على هذا أو نقص فقد أساء وظلم» وفي رواية النسائي: «فقد أساء وتعدى وظلم.
(تنبيه)
يجوز أن يكون الإساءة والظلم وغيرهما مما ذكر، مجموعا لمن نقص، ولمن زاد، ويجوز أن يكون على التوزيع، فالإساءة في النقص والظلم في الزيادة، وهذا أشبه بالقواعد، والأول أشبه بظاهر السياق، والله أعلم. انتهى كلامه.
(التلخيص الحبير)
?-وقال الشيخ الألباني في صحيح ابي داود المعروف ب (الأم): (قلت: إسناده حسن صحيح. وأخرجه ابن خزيمة فيصحيحه. وصححه النووي. غير أن قوله: أو نقص (شاذ) بل هـو وهـم من بعض الرواة،
كما عليه المحققون، ويعارضه ما يأتي في البابين التالين من وضوئه صلى الله عليه وسلم مرة
مرة، ومرتين مرتين).
‘—-‘—-‘—-‘—-‘—-‘—-‘