: 999 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة ابي عبدالرحمن رامي وتيسير أبي طارق
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
————
الصحيح المسند
999 – قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5 ص 341):
حدثنا أبو عاصم، حدثنا عزرة، حدثنا علباء بن أحمر، حدثنا أبو زيد قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” يا أبا زيد ادن مني، وامسح ظهري “. وكشف ظهره، فمسحت ظهره، وجعلت الخاتم بين أصابعي. قال: فغمزتها. قال فقيل: وما الخاتم؟ قال: شعر مجتمع على كتفه.
قال الإمام مقبل رحمه الله تعالى
هذا حديث صحيح
الحديث أخرجه أبو يعلى (ح13 ص240) فقال رحمه الله: حدثنا عمرو ابن الضحاك، حدثنا أبي به.
????? قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 77):
حدثنا حرمي بن عمارة، قال: حدثني عزرة الأنصاري، حدثنا علباء بن أحمر، حدثنا أبو زيد، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” اقترب مني “، فاقتربت منه، فقال: ” أدخل يدك فامسح ظهري “، قال: فأدخلت يدي في قميصه، فمسحت ظهره، فوقع خاتم النبوة بين إصبعي، قال: فسئل عن خاتم النبوة، فقال: ” شعرات بين كتفيه “.
قال الشيخ مقبل رحمه الله
هذا حديث صحيح
—————
قال محققو المسند
هو أبو زيد عمرو بن أخطب الأنصاري، قيل: هو من ولد عدي بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر، وإنما قيل له: أنصاري، وليس من الأوس والخزرج، لأنه من ولد أخيهما عدي بن حارثة بن ثعلبة، فإن الأوس والخزرج هما ولد حارثة بن ثعلبة، وكثيرا ما تفعل العرب هذا، تنسب ولد الأخ إلى عمهم لشهرته، وقيل: بل هو من بني الحارث بن الخزرج، مشهور بكنيته، وهو جد عزرة بن ثابت، له صحبة ورواية، وقد غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة غزوة، ومسح النبي صلى الله عليه وسلم يده على وجهه ودعا له، فبلغ بضعا ومئة سنة أسود الرأس واللحية، نزل البصرة.
——
قال باحث
وقع في رواية لابن حبان: كبيضة نعامة. قال الحافظ الهيثمي: والصواب ما في الصحيح. وقال الحافظ ابن حجر: قد تبين من رواية مسلم أنها غلط من بعض رواته.
وما وقع في حديث عمرو بن أخطب … وما الخاتم؟ قال: “شعر مجتمع” عند كتفه، أي: ذو شعر أو فيه شعر، فلا ينافي حديث أبي سعيد عن البخاري في تاريخه، والبيهقي: أنه لحمة ناتئة، وكأنه رآه على استعجال فلم ير إلا الشعر فأخبر عنه.
“وفي البيهقي” وأحمد وابن سعد من طرق عن أبي رمثة بكسر الراء وسكون الميم فثاء مثلثة، قال: انطلقت مع أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظرت إلى “مثل السلعة” بين كتفيه بكسر فسكون فمهملة مفتوحة، أي: خراج كهيئة الغدة تتحرك بالتحريك
وقال بعض اهل العلم
من الصفات التي وصف بها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الكتب المتقدمة أنه بين كتفيه خاتم النبوة، فكان ذلك علامة على صدقه، وأَنَّهُ النَّبِيُّ الْمَوْعُودُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقد وردت صفة خاتم النبوة في السنة الصحيحة أنه كان بارزاً في حجم بيضة الحمامة، بين كتفي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حوله خِيلان [جمع خال: نقطة تضرب إلى السواد وتسمى شامة]، وعليه شعرات مجتمعات.
قَالَ الْقُرْطُبِيّ:
اتَّفَقَتْ الأَحَادِيث الثَّابِتَة عَلَى أَنَّ خَاتَم النُّبُوَّة كَانَ شَيْئًا بَارِزًا عِنْد كَتِفه الأَيْسَر، قَدْره قَدْر بَيْضَة الْحَمَامَة اهـ. بتصرف.
ولم يثبت أن الخاتم كان مكتوباً عليه لفظ الجلالة أو (محمد) أو غير ذلك من الكلمات.
قال الحافظ ابن حجر في “فتح الباري” (6/ 650):
وَأَمَّا مَا وَرَدَ مِنْ أَنَّهَا كَانَتْ كَأَثَرِ مِحْجَم , أَوْ كَالشَّامَةِ السَّوْدَاء أَوْ الْخَضْرَاء , أَوْ مَكْتُوب عَلَيْهَا “مُحَمَّد رَسُول اللَّه” أَوْ “سِرْ فَأَنْتَ الْمَنْصُور” أَوْ نَحْو ذَلِكَ , فَلَمْ يَثْبُت مِنْهَا شَيْء. . . وَلا تَغْتَرّ بِمَا وَقَعَ مِنْهَا فِي صَحِيح اِبْن حِبَّانَ فَإِنَّهُ غَفَلَ حَيْثُ صَحَّحَ ذَلِكَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ اهـ
وهذه بعض الأحاديث الواردة في خاتم النبوة:
1 – روى مسلم (2344) عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: “رأيت الخاتم عند كتفه مثل بيضة الحمامة يشبه جسده “.أَيْ: يُشْبِهُ لَوْنُهُ لَوْنَ سَائِرِ أَعْضَائِهِ.
2 – وروى مسلم أيضاً (2346) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَكَلْتُ مَعَهُ خُبْزًا وَلَحْمًا أَوْ قَالَ ثَرِيدًا. . . قَالَ: ثُمَّ دُرْتُ خَلْفَهُ فَنَظَرْتُ إِلَى خَاتَمِ النُّبُوَّةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ عِنْدَ نَاغِضِ كَتِفِهِ الْيُسْرَى جُمْعًا عَلَيْهِ خِيلانٌ كَأَمْثَالِ الثَّآلِيلِ.
(نَاغِض كَتِفه) هو أَعْلَى الْكَتِف , وَقِيلَ: هُوَ الْعَظْمُ الرَّقِيقُ الَّذِي أَعْلَى طَرَفه.
(جُمْعًا) مَعْنَاهُ: عَلَى هَيْئَة جَمْع الْكَفّ أي بعد أَنْ تَجْمَعَ الأَصَابِع وَتَضُمَّهَا , لَكِنَّهُ أَصْغَرُ مِنْهُ فِي قَدْر بَيْضَة الْحَمَامَة.
(الْخِيلَان) جَمْع (خَال) , وَهُوَ الشَّامَة فِي الْجَسَد. انظر شرح مسلم للنووي.
(الثآليل): قال ابن الأثير في “النهاية”:
جَمْع ثُؤلُول، وهُو هذه الحبَّة التي تَظْهر في الجِلد كالحِمَّصَة فما دُونها اهـ.
وقالوا ايضا في مبحث خاتم النبوة
خاتَم النبوة بين كتفي الرسول صلى الله عليه وسلم
الخاتِم بكسر التاء، اسم فاعل من الختم، وهو الإتمام والبلوغ إلى الآخر. وبفتح التاء بمعنى الطابع، ومعناه الشيء الذي هو دليل على أنه لا نبي بعده.
قال القاضي البيضاوي: خاتَم النبوة أثر بين كتفيه نُعت به في الكتب المتقدمة، وكان علامة يُعلَم بها أنه النبي الموعود، وصيانة لنبوته عن تطرق القدح إليها صيانة الشيء المستوثق بالختم، ذكره العيني. تحفة الأحوذي 6/ 52.
ولقد كان هذا الخاتم من أمارات نبوته صلى الله عليه وسلم، ودلائل رسالته التي كان أهل الكتاب يعرفونه بها، ففي قصة بحيرى الراهب أنه قال: وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه. رواه الترمذي والحاكم والبيهقي وابن عساكر وغير واحد من الحفاظ، وقال الترمذي: حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
كما عرف الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الخاتم الذي وُصف له، فقد وَرَد في حديثه الذي يرويه عنه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ببقيع الغرقد، قد تبع جنازة رجل من أصحابه وعليه شملتان، وهو جالس في أصحابه، فسلمت عليه، ثم استدبرته أنظر إلى ظهره، هل أرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي؟ فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم استدبرته، عرف أني أستثبت في شيء وُصِف لي، فألقى رداءه عن ظهره، فنظرت إلى الخاتم فعرفته، فأكببت عليه أقبله وأبكي، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تحول”. فتحولت بين يديه، فقصصت عليه حديثي كما حدثتك يابن عباس، فأعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسمع ذاك أصحابه. أخرجه أحمد، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة: وهذا إسناد حسن. وأورده الهيثمي في المجمع فقال: رواه أحمد كله، والطبراني في الكبير بنحوه، ورجاله رجال الصحيح، غير محمد بن إسحاق، وقد صرح بالسماع.
موضع الخاتم:
ورد أن موضع الخاتم كان عند أعلى كتف النبي صلى الله عليه وسلم الأيسر، فعن عاصم عن عبد الله بن سرجس قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأكلت معه خبزًا ولحمًا – أو قال: ثريدًا – الثريد: الطعام الذي يُصنَع بخلط اللحم والخبز المفتت مع المرق، وأحيانًا يكون من غير اللحم قال: فقلت له: أستغفر لك النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم ولك. ثم تلا هذه الآية: {واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات} [محمد: 19]. قال: ثم دُرْتُ خلفه، فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه عند ناغض كتفه اليسرى جُمْعًا، جمع: معناه أنه كجمع الكف، وصورته بعد أن تجمع الأصابع وتضمها. عليه خِيلان الخيلان: جمع خال، وهو الشامة في الجسد. كأمثال الثآليل. الثآليل: حبيبات تعلو الجسد، مفردها ثؤلول. رواه مسلم.
وعن جابر بن سمرة رضي الله عنهما قال: كان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الشمس والقمر مستديرًا، ورأيت الخاتم عند كتفيه مثل بيضة الحمامة يشبه جسده. رواه مسلم.
وقال أبو زيد رضي الله عنه: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اقترب مني”. فاقتربت منه، فقال: “أدخل يدك فامسح ظهري”. قال: فأدخلت يدي في قميصه فمسحت ظهره، فوقع خاتم النبوة بين أصبعي. قال: فسئل عن خاتم النبوة، فقال: شعرات بين كتفيه. أخرجه أحمد.، والحاكم وقال: صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي.
قال القرطبي: اتفقت الأحاديث الثابتة على أن خاتم النبوة كان شيئًا بارزًا أحمر، عند كتفه صلى الله عليه وسلم الأيسر، إذا قلل قدر بيضة الحمامة، وإذا كبر قدر جمع اليد، والله أعلم. فتح الباري 10/ 350.
السر في هذا الموضع:
ذكر ابن حجر السر في كون الخاتم عند كتفه الأيسر، فقال: “قال العلماء في الحكمة من ذلك أن القلب في تلك الجهة، وقد ورد في خبر مقطوع أن رجلاً سأل ربه أن يريه موضع الشيطان، فرأى الشيطان في صورة ضفدع، عند نغض كتفه الأيسر حذاء قلبه، له خرطوم كالبعوضة. أخرجه ابن عبد البر بسند قوي إلي ميمون بن مهران عن عمر بن عبد العزيز فذكره، وذكره أيضًا صاحب “الفائق” في مصنفه. وله شاهد مرفوع عن أنس عند أبي يعلى وابن عدي، ولفظه: إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم. الحديث. وأورد ابن أبي دواد في كتاب “الشريعة” من طريق عروة بن رويم، أن عيسى عليه السلام سأل ربه أن يريه موضع الشيطان من ابن آدم، وقال: فإذا برأسه مثل الحية، واضع رأسه على تمرة القلب، فإذا ذكر العبد ربه خنس، وإذا غفل وسوس. وقال السهيلي: موضع خاتم النبوة عند نغض كتفه صلى الله عليه وسلم الأيسر؛ لأنه معصوم من وسوسة الشيطان، وذلك الموضع يدخل منه الشيطان ليوسوس لابن آدم”. فتح الباري 6/ 563.
وفي البداية والنهاية قال ابن كثير رحمه الله باب
صفة خاتم النبوة الذي بين كتفيه صلى الله عليه وسلم
قال البخاري: ثنا محمد بن عبيد الله، ثنا حاتم عن الجعد قال: سمعت السائب بن يزيد يقول: ذهبت بي خالتي إلى رسول الله فقالت: يا رسول الله، إن ابن أختي وجع، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة، وتوضأ فشربت من وضوئه، ثم قمت خلف ظهره، فنظرت إلى خاتم بين كتفيه مثل زر الحجلة.
وهكذا رواه مسلم عن قتيبة ومحمد بن عباد، كلاهما عن حاتم بن إسماعيل به.
ثم قال البخاري: الحجلة من حجلة الفرس الذي بين عينيه.
وقال إبراهيم بن حمزة: رز الحجلة.
قال أبو عبد الله: الرز الراء قبل الزاي.
وقال مسلم: ثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، ثنا عبيد الله عن إسرائيل، عن سماك أنه سمع جابر بن سمرة يقول: كان رسول الله قد شمط مقدم رأسه ولحيته، وكان إذا ادهن لم يتبين، وإذا شعث رأسه تبين، وكان كثير شعر اللحية.
فقال رجل: وجهه مثل السيف؟
قال: لا! بل كان المثل الشمس والقمر وكان مستديرا، ورأيت الخاتم عند كتفه مثل بيضة الحمامة يشبه جسده.
حدثنا محمد بن المثنى، ثنا محمد بن حزم، ثنا شعبة عن سماك سمعت جابر بن سمرة قال: رأيت خاتما في ظهر رسول الله كأنه بيضة حمام.
وحدثنا ابن نمير، ثنا عبيد الله بن موسى، ثنا حسن بن صالح عن سماك بهذا الإسناد مثله.
وقال الإمام أحمد: ثنا عبد الرزاق، أنا معمر عن عاصم بن سليمان، عن عبد الله بن السرجس قال: ترون هذا الشيخ – يعني: نفسه – كلمت نبي الله وأكلت معه، ورأيت العلامة التي بين كتفيه، وهي في طرف نغض كتفه اليسرى، كأنه جمع – بمعنى: الكف المجتمع وقال بيده: فقبضها – عليه خيلان كهيئة الثواليل.
وقال أحمد: حدثنا هاشم بن القاسم وأسود بن عامر قالا: ثنا شريك عن عاصم، عن عبد الله بن السرجس قال: رأيت رسول الله وسلمت عليه، وأكلت معه، وشربت من شرابه، ورأيت خاتم النبوة.
قال هاشم: في نغض كتفه اليسرى كأنه جمع فيه خيلان سود كأنها الثآليل.
ورواه عن غندر، عن شعبة، عن عاصم، عن عبد الله بن السرجس، فذكر الحديث.
وشك شعبة في أنه هل هو في نغض الكتف اليمنى أو اليسرى.
وقد رواه مسلم من حديث حماد بن زيد وعلي بن مسهر وعبد الواحد بن زياد، ثلاثتهم عن عاصم، عن عبد الله بن الرجس قال: أتيت رسول الله وأكلت معه خبزا ولحما – أو قال: ثريدا -.
فقلت: يا رسول الله غفر الله لك.
قال: «ولك».
فقلت: أستغفر لك يا رسول الله؟
قال: «نعم! ولكم» ثم تلا هذه الآية {واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات}. [محمد: 19].
قال: ثم درت خلفه، فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه عند نغض كتفه اليسرى جمعا عليه خيلان كأمثال الثآليل.
وقال أبو داود الطيالسي: ثنا قرة بن خالد، ثنا معاوية بن قرة عن أبيه قال: أتيت رسول الله فقلت: يا رسول الله أرني خاتم الخاتم.
فقال: «أدخل يدك».
فأدخلت يدي في جربانه، فجعلت ألمس أنظر إلى الخاتم الرجس، فإذا هو على نغض كتفه مثل البيضة، فما منعه ذاك أن جعل يدعو لي وإن يدي لفي جربانه.
ورواه النسائي عن أحمد بن سعيد، عن وهب بن جرير، عن قرة بن خالد به.
وقال الإمام أحمد: ثنا وكيع، ثنا سفيان عن إياد بن لقيط السدوسي، عن أبي رمثة التيمي قال: خرجت مع أبي حتى أتيت رسول الله فرأيت برأسه ردع حناء، ورأيت على كتفه مثل التفاحة.
فقال أبي: إني طبيب أفلا أطبها لك.
قال: «طبيبها الذي خلقها».
قال: وقال لأبي: «هذا ابنك؟»
قال: نعم!
قال: «أما إنه لا يجني عليك ولا تجني عليه».
وقال يعقوب بن سفيان: ثنا أبو نعيم، ثنا عبيد الله بن زياد، حدثني أبي عن أبي ربيعة أو رمثة قال: انطلقت مع أبي نحو النبي فنظر إلى مثل السلعة بين كتفيه فقال: يا رسول الله إني كأطب الرجال أفأعالجها لك.
قال: «لا طبيبها الذي خلقها».
قال البيهقي، وقال الثوري عن إياد بن لقيط: في هذا الحديث فإذا خلف كتفيه مثل التفاحة.
وقال عاصم بن بهدلة عن أبي رمثة: فإذا في نغض كتفه مثل بعرة البعير أو بيضة الحمامة.
ثم روى البيهقي من حديث سماك بن حرب عن سلامة العجلي، عن سلمان الفارسي قال: أتيت رسول الله فألقى إلي رداءه وقال: «يا سلمان انظر إلى ما أمرت به».
قال: فرأيت الخاتم بين كتفيه مثل بيضة الحمامة.
وروى يعقوب بن سفيان عن الحميدي، عن يحيى بن سليم، عن أبي خيثم، عن سعيد ابن أبي راشد، عن التنوخي الذي بعثه هرقل إلى رسول الله وهو بتبوك، فذكر الحديث كما قدمناه في غزوة تبوك إلى أن قال: فحل حبوته عن ظهره ثم قال: «ههنا امض لما أمرت به».
قال: فجلت في ظهره الرجس أنا بخاتم في موضع غضروف الكتف، مثل الحجمة الضخمة.
وقال يعقوب بن سفيان: ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا عبد الله بن ميسرة، ثنا عتاب سمعت أبا سعيد يقول: الخاتم الذي بين كتفي النبي لحمة نابتة.
وقال الإمام أحمد: حدثنا شريح، ثنا أبو ليلى عبد الله بن ميسرة الخراساني عن غياث البكري قال: كنا نجالس أبا سعيد الخدري بالمدينة فسألته عن خاتم رسول الله الذي كان بين كتفيه.
فقال: بإصبعه السبابة هكذا لحم ناشز بين كتفيه.
تفرد به أحمد من هذا الوجه.
وقد ذكر الحافظ أبو الخطاب بن دحية المصري في كتابه التنوير في مولد البشير النذير عن أبي عبد الله محمد بن علي بن الحسين بن بشر – المعروف: بالحكيم الترمذي – أنه قال: كان الخاتم الذي بين كتفي رسول الله كأنه بيضة حمامة مكتوب في باطنها: الله وحده، وفي ظاهرها: توجه حيث شئت فإنك منصور.
ثم قال: وهذا غريب واستنكره.
قال: وقيل: كان من نور ذكره الإمام أبو زكريا يحيى بن مالك بن عائذ في كتابه تنقل الأنوار وحكى أقوالا غريبة غير ذلك.
ومن أحسن ما ذكره ابن دحية رحمه الله وغيره من العلماء قبله في الحكمة في كون الخاتم كان بين كتفي رسول الله: إشارة إلى أنه لا نبي بعدك يأتي من ورائك.
قال: وقيل: كان على نغض كتفه لأنه يقال: هو الموضع الذي يدخل الشيطان منه إلى الإنسان، فكان هذا عصمة له عليه السلام من الشيطان.
قلت: وقد ذكرنا الأحاديث الدالة على أنه لا نبي بعده عليه السلام ولا رسول عند تفسير قوله تعالى: {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما} [الأحزاب: 40].
راجع للتوسع الفوائد على شرح صحيح مسلم بَابُ إِثْبَاتِ خَاتَمِ النُّبُوَّةِ، وَصِفَتِهِ، وَمَحَلِّهِ مِنْ جَسَدِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
حيث جمعنا الأحاديث الواردة في الخاتم وحكمنا عليها وأوجه الجمع بين الأحاديث التي ظاهرها التعارض شروحات أهل العلم والفتاوى. والأحاديث التي لا تصح.