: 1158 – 1154 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بمراجعة سيف بن غدير
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
———–
بَابُ فَضْلِ مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى
1154 – حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الفَضْلِ، أَخْبَرَنَا الوَلِيدُ هُوَ ابْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، حَدَّثَنِي عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاَتُهُ ”
1155 – حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي الهَيْثَمُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ يَقُصُّ فِي قَصَصِهِ، وَهُوَ يَذْكُرُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَخًا لَكُمْ لاَ يَقُولُ الرَّفَثَ» يَعْنِي بِذَلِكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ
[البحر الطويل]
وَفِينَا رَسُولُ اللَّهِ يَتْلُو كِتَابَهُ … إِذَا انْشَقَّ مَعْرُوفٌ مِنَ الفَجْرِ سَاطِعُ
أَرَانَا الهُدَى بَعْدَ العَمَى فَقُلُوبُنَا … بِهِ مُوقِنَاتٌ أَنَّ مَا قَالَ وَاقِعُ
يَبِيتُ يُجَافِي جَنْبَهُ عَنْ فِرَاشِهِ … إِذَا اسْتَثْقَلَتْ بِالْمُشْرِكِينَ المَضَاجِعُ ”
تَابَعَهُ عُقَيْلٌ، وَقَالَ الزُّبَيْدِيُّ: أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدٍ، وَالأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
1156 – حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّ بِيَدِي قِطْعَةَ إِسْتَبْرَقٍ، فَكَأَنِّي لاَ أُرِيدُ مَكَانًا مِنَ الجَنَّةِ إِلَّا طَارَتْ إِلَيْهِ، وَرَأَيْتُ كَأَنَّ اثْنَيْنِ أَتَيَانِي أَرَادَا أَنْ يَذْهَبَا بِي إِلَى النَّارِ، فَتَلَقَّاهُمَا مَلَكٌ، فَقَالَ: لَمْ تُرَعْ خَلِّيَا عَنْهُ،
1157 – فَقَصَّتْ حَفْصَةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِحْدَى رُؤْيَايَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ» فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ،
1158 – وَكَانُوا لاَ يَزَالُونَ يَقُصُّونَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرُّؤْيَا أَنَّهَا فِي اللَّيْلَةِ السَّابِعَةِ مِنَ العَشْرِ الأَوَاخِرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ، فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيَهَا فَلْيَتَحَرَّهَا مِنَ العَشْرِ الأَوَاخِرِ»
…………………………………..
1 – في شرح سنن ابن ماجه للسيوطي: من تعار من الليل أي استيقظ ولا يكون إلا بقظة مع كلام أي انتبه بصوت من استغفار أو تسبيح
قال العباد: يدخل فيه من استيقظ من غير إرادة أو عمل شيئا ينبهه.
2 – فيه فضل الدعاء ومنه حديث ليس شئ أكرم على الله من الدعاء وهو في الصحيح المسند 905.
3 – يدخل هذا الحديث فيما ورد من حديث أبي سعيد – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((دعوة العبد المسلم لا ترد إلا بإحدى ثلاث، ما لم يدع بإثمٍ أو قطيعةِ رحمٍ، إما أن يستجاب له فيما دعا، وإما أن يدخر له في الآخرة، وإما أن يُصرف عنه من السوء بقدر ما دعا)).
وهو في الصحيح المسند
وراجع الأحاديث الواردة في الدعاء من نضرة النعيم.
4 – من الأدعية الواردة بموعود الإجابة دعوة ذي النون ففي الحديث (فإنه لم يدع بها مسلم في شئ قط الا استجاب الله له) سنن الترمذي
5 – أما ما ورد أن دعوة ذي النون هي الاسم الأعظم فلم يصح. راجع تكميل النفع بما لم يصح فيه وقف ولا رفع.
6 – الحديث ذكره المنذري في الترغيب في كلمات يقولهن اذا استيقظ من الليل وقال: وفي الباب أحاديث كثيرة من فعله صلى الله عليه وسلم. ليست صريحة في الترغيب لم أذكرها
7 – يذكر هذا الحديث في آداب النوم
8 – هناك أوقاته يرجى فيها الإجابة أرجى من غيرها وراجع كتاب شروط الدعاء وموانع الإجابة للقحطاني
9 – ورد الحديث بزيادة (من تعار من الليل. … العلي العظيم) أخرجها ابن ماجه ولا تثبت قاله باحث.
وهناك زيادة أخرى مثل (يحيى ويميت) زادها ابن المديني. وراجع الفتح لابن حجر.
10 – يعطى هذا الاجر العظيم في الإجابة لدعائه وقبول صلاته، من تعود على ذكر الله. وبسبب هذا التعود فإنه إذا تعار من الليل فبذكر الله (بمعناه الفتح)
…..
فوائد حديث عبادة بن الصامت:
1 – انفرد به البخاري عن مسلم، وأخرجه أصحاب السنن الاربعة إلا النسائي، ولكنه أخرجه في السنن الكبرى. وقال الترمذي حسن صحيح غريب، قلت أي غريب من حديث الوليد بن مسلم وقد رواه عنه جماعة.
2 – أشرنا إلى هذا الحديث عند باب عقد الشيطان على قافية الرأس إذا لم يصل بالليل.
3 – ما يقول إذا تعار من الليل أو قام ليتهجد قاله البيهقي في الاداب وسبقه ابن حبان في صحيحه، والشطر الاول قاله أبو داود.
4 – الدعاء والذكر إذا استيقظ من النوم قاله البيهقي في الدعوات الكبير. وقال النسائي ما يقول إذا انتبه من منامه.
5 – الترغيب في قيام الليل والاكثار من الصلاة قاله البيهقي في السنن الصغير.
6 – الترغيب في قيام الليل.
7 – أهمية التوحيد وذكر الله تعالى والباقيات الصالحات.
8 – هذا الحديث من قوله تعالى: (فاذكرونى أذكركم واشكروا لي و? تكفرون) البقره (152) فجمع في هذا الحديث ما في هذه الاية قاله ابن الملقن في التوضيح.
9 – حديث عبادة شريف عظيم القدر، وفيه ما وعد الله عباده على التيقظ من نومهم لهجة ألسنتهم بشهادة التوحيد له والربوبية، والاذعان له بالملك، والاعتراف له بالحمد على جزيل نعمه التى لا تحصى، رطبة أفواههم بالقدرة التى ? تتناهى مطمئنه قلوبهم بحمده، وتسبيحه، وتنزيهه عما ? يليق بالإلهية من صفات النقص، والتسليم له بالعجز عن القدره عن نيل شئ الا به. قاله ابن الملقن.
10 – وأضاف ابن الملقن أيضاً: فإنه وعد بإجابة دعاء من بهذا دعاه، وقبول ص?ة من بعد ذلك صلى، وهو تعالى ? يخلف الميعاد. فينبغى لكل من بلغه هذا الحديث أن يغتنم العمل به، ويخلص نيته لربه العظيم أن يرزقه حظاً من قيام الليل، ف? عون إلا به،،ويسأله فكاك رقبته من النار، وأن يوفقه لعمل الأبرار، وأن يتوفاه على الاس?م.
11 – فضل العبادة وقت الغفله،
12 – قوله (من تعار) قال القاسم بن س?م في غريب الحديث له: قال الكسائي قوله: تعار من الليل يعني استيقظ يقال منه: قد تعار الرجل يتعار تعارا إذا استيقظ من نومه و? أحسب ذلك يكون إلا مع ك?م أو صوت انتهى.
وقال إبراهيم الحربي في غريب الحديث له: تعار يتعار تعارا وهو السهر والتقلب مع الك?م.
13 – قال البخاري: قال لنا محمد بن يوسف: أجريت ليلة هذا الدعاء على لساني عند انتباهي من النوم، فنمت فجاءني جاء فقرأ هذه الآية (وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد) الحج 24. قاله البيهقي في الدعوات الكبير وظاهر ك?مه أنه ذكره البخاري في صحيحه عقب الحديث وكأنه في نسخة، قلت: وأشار ابن الملقن في التوضيح أن قائله هو أبو عبد الله الفربري قال ابن حجر في الفتح هو الراوي عن البخاري.
14 – استجابة الدعاء في هذا الموطن وكذا مقبولية الص?ة فيه أرجى منهما في غيره عزاه المباركفوري في تحفه الاحوذي لبعض أهل العلم.
15 – عن معاذ بن جبل، أن النبي صل الله عليه وسلم قال (ما من مسلم يبيت وهو على ذكر الله عز وجل طاهر، فيتعار من الليل، فيسأل الله خيرا من الدنيا والآخرة الا أعطاه الله إياه) أخرجه أبو داود في سننه، وأحمد وعبد بن حميد في مسنديهما، وصححه الألباني كما في الصحيحة 3288.
16 – وقال طارق بن شهاب كان سلمان الفارسي رضي الله عنه إذا تعار من الليل قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ثم جلس فقلت يا أبا عبد الله كانت لي ساعة من الليل أقومها، فاستيقظت فإذا أنت نائم، فكرهت أن أقوم وأنت نائم، فقال ما نمت الليلة، فقلت سبحان الله أي شيء كنت تصنع؟ قال: أي شيء رأيتني أصنع إذا تعاريت من الليل؟ قال قلت رأيتك تذكر الله سبحان الله والحمد لله و? إله إلا الله والله أكبر قال: يا ابن اخي، فإن تلك من الص?ه فعليك بالقصد فإنه أفضل.
أخرجه أبو داود في الزهد له من طريق سليمان بن ميسرة، عن طارق بن شهاب، به وإسناده صحيح.
17 – عن سالم بن أبي الجعد: أن زيد بن صوحان نزل على سلمان بن ربيعه كأنه ينظر ما يعمل فكان إذا تعار من الليل قال سبحان رب النبيين، وإله المرسلين قال: ثم يصلي ركعات ويقول (يا زيد اكفني نفسك يقظانا اكفك نفسك نائما).
18 – قوله (فإن توضأ) عند أحمد والترمذي (فإن عزم وتوضأ)
19 – قوله (حدثنا صدقة بن الفضل) تابعه دحيم عند أبي داود وابن ماجه، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة عند الترمذي، والإمام أحمد في مسنده، ومحمد بن مصفى عند النسائي في الكبرى، وعلي بن المديني عند البيهقي في الآداب.
20 – قوله (أخبرنا الوليد) اي ابن مسلم.
21 – قوله (عن الاوزاعى) عند أحمد في مسنده والترمذي وابن ماجه (حدثنا الأوزاعي).
22 – تقديم الثناء على الله تعالى وتنزيهه سبحانه بين يدي الدعاء.
———-
حديث 1154:
هذا الحديث أخرجه البخاري وأصحاب السنن ولم يخرجه مسلم.
بوب البيهقي عليه: باب ما يقول إذا تعار من الليل أو قام ليتهجد
وبوب عليه في الدعوات الكبير: باب الدعاء والذكر إذا استيقظ من النوم
وبوب عليه في السنن الصغرى: باب الترغيب في قيام الليل والإكثار من الصلاة
بوب عليه ابن ماجه في السنن: باب ما يدعو به إذا انتبه من الليل
بوب عليه الترمذي: ما جاء في الدعاء إذا انتبه من الليل
بوب عليه ابن حبان في صحيحه: ذكر الشيء الذي إذا قاله المرء عند الانتباه من رقدته قبلت صلاة ليله إذا أعقبه بها.
قال البغوي في شرح السنة:
قوله: ” تعار ” أي: استيقظ من النوم، وأصل التعار:
السهر والتقلب على الفراش، ويقال: إن التعار لا يكون إلا
مع كلام وصوت مأخوذ من عرار الظليم، وهو صوته. اهـ
قال ابن عبد البر في التمهيد:
وثبت عن النبي عليه السلام من وجوه أنه كان يقوم من الليل فيذكر الله بأنواع من الذكر ثم يتوضأ ويصلي وفي هذا الحديث حض على قيام الليل لأن فيه أنه يصبح طيب النفس نشيطا بعد ذكر الوضوء والصلاة. اهـ
قلت سيف ورد في:
مسند أحمد
22092 عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يبيت على ذكر الله طاهرا فيتعار من الليل فيسأل الله خيرا من الدنيا والآخرة إلا أعطاه. فقال ثابت: قدم علينا فحدثنا هذا الحديث ولا أعلمه إلا يعني أبا ظبية. قلت لحماد: عن معاذ؟ قال: عن معاذ.
و هو على شرط الذيل على الصحيح المسند من جهة ثابت. وراجع المنتخب لعبد بن حميد 126 وله شاهد عند البخاري 1154.
…..
قال الطيبي في شرح المشكاة: والمعنى من استيقظ من النوم، فقال كيت وكيت، ثم إن دعا استجيب له، فإن صلى قبلت صلاته.
وقال ابن بطال: وعد الله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم: أن من استيقظ من نومه لهجا لسانه بتوحيد الله والإذعان له بالملك والاعتراف بنعمته يحمده عليها وينزهه عما لا يليق به بتسبيحه والخضوع له بالتكبير والتسليم له بالعجز عن القدرة إلا بعونه أنه إذا دعاه أجابه، وإذا صلى قبلت صلاته، فينبغي لمن بلغه هذا الحديث أن يغتنم به العمل ويخلص نيته لربه تعالى.
قال الصنعاني في التيسير [ج (2) / (242)]: (كان إذا تعار) بشد الراء أي انتبه (من الليل) مع صوت من نحو تسبيح أو استغفار.
قال العباد: أورد أبو داود [باب ما يقول الرجل إذا تعار من الليل] يعني: من استيقظ من الليل وذكر الله عز وجل، وقد مر الحديث في التعار من الليل وأنه الاستيقاظ.
وقيل: إن المقصود به هيئة الاستيقاظ وأنه يحصل منه صوت أو يحصل منه تمط، ولكنه كما هو معلوم سواء حصل هذا أو لم يحصل المهم أنه إذا قام من نومه واستيقظ فإنه يذكر الله عز وجل. شرح سَنَن ابي دَاوُدَ
فالمؤمن الكيس لا يضيع مثل هذه الأجور، فاحرص أيها المحب على ذلك، اعاننا الله و اياكم على طاعته.
قلت سيف: ونقل ابن كثير في تفسير سورة الطور في قوله تعالى (وسبح بحمد ربك حين تقوم) أقوال ومنها:
وقال أبو الجوزاء: (وسبح بحمد ربك حين تقوم) أي: من نومك من فراشك. واختاره ابن جرير: ويتأيد هذا القول بما رواه الإمام أحمد:
عن عبادة بن الصامت عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم …. وأخرجه البخاري. يقصد حديث عبادة السابق.
=======
1 – هو الصحابي الجليل عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس الأنصاري الخزرجي أبو محمد، ويقال أبو رواحة، ويقال أبو عمرو، المدني، شهد بدرا وبيعة العقبة، وهو أحد النقباء، وأحد الأمراء في غزوة مؤتة واستشهد بها.
قال الذهبي رحمه الله:
” كان شاعر النبي صلى الله عليه وسلم، وأخا أبي الدرداء لأمه “.
“سير أعلام النبلاء” (2/ 90).
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
” أَحَد شُعَرَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَأَحَدِ النُّقَبَاءِ بِالْعَقَبَةِ، وَأَحَدِ الْبَدْرِيِّينَ ” انتهى من “فتح الباري” (7/ 516).
وقال المرزبانيّ في “معجم الشعراء”: ” كان عظيم القدر في الجاهلية والإسلام “.
“الإصابة” (4/ 75).
وراجع كذلك الطبقات لابن سعد والبداية والنهاية لابن كثير.
2 – ومن شعر ابن رواحة أيضا:
وروى الترمذي (2847):عن أنس: أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل مكة في عمرة القضاء وعبد الله بن رواحة بين يديه يمشي وهو يقول:
خلوا بني الكفار عن سبيله … اليوم نضربكم على تنزيله
ضربا يزيل الهام عن مقيله … ويذهل الخليل عن خليله، فقال له عمر: يا ابن رواحة بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم وفي حرم الله تقول الشعر فقال له النبي صلى الله عليه و سلم خل عنه يا عمر فلهي أسرع فيهم من نضح النبل.
وروى الترمذي (2848):عن عائشة قال: قيل لها هل كان النبي صلى الله عليه و سلم يتمثل بشيء من الشعر؟ قالت كان يتمثل بشعر ابن رواحة ويتمثل ويقول ويأتيك بالأخبار من لم تزود.
3 – وهناك اشعار أخرى لحسان وغيره من الصحابة رضي الله عنهم جمعناها في كتاب الشعر من صحيح مسلم وتطرقنا إلى أن الشعر المنهي عنه هو الشعر الباطل الذي يصف المجون أو فيه غيبة أو … وتوسعنا في ذكر الادلة ولعلنا نذكرها في شرح حديث (ان من الشعر لحكمة) أخرجه البخاري
—-
فوائد حديث أبي هريرة 1155:
1 – انفرد به البخاري عن أصحاب الكتب الستة.
2 – جواز القصص والوعظ لمن كان من أهل العلم.
3 – فيه أن حسن الشعر محمود كحسن الك?م قاله ابن بطال وهو واضح حيث أن عبدالله بن رواحه رضي الله عنه قال ذلك في حياة النبي صل الله عليه وسلم أي فأقره.
4 – جواز هجاء المشركين قاله البخاري بنحوه.
5 – قوله (تابعه عقيل) وصله الطبراني في الكبير من طريق سلامة بن روح عن عقيل به.
6 – قوله (وقال الزبيدي) هو محمد بن الوليد الحمصي ووصله البخاري في التاريخ الصغير (في المكتبة الشاملة الاوسط وتبعت الحافظ ابن حجر) وابن أبي عاصم في الاحاد والمثاني والطبراني في المعجم الكبير من طريق عبد الله بن سالم عن الزبيدي به.
7 – قوله (عن سعيد) هو ابن المسيب، وقوله (والاعرج) هو عبد الرحمن بن هرمز صرحت بهما رواية البخاري في الصغير والطبراني في الكبير.
8 – البيت الأول قد يصلح شاهدا للباب وكذلك الأخير ورجحه جمع وهو أظهر من الاول.
9 – قوله (يعني بذلك عبدالله بن رواحه) قائل ذلك إما الهيثم أو الزهري أفاده ابن حجر والعيني ورجحا الاول.
10 – والبيت الأخير كأنه لمح به إلى قوله تعالى (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون) السجده 61 قاله ابن بطال.
11 – قوله (حدثنا الليث) تابعه عبد الله ابن وهب عند البخاري أيضا، وتابعهما عبد الله بن المبارك عند أحمد.
12 – قوله (إن أخا لكم ? يقول الرفث) من قول أبي هريرة صرحت به رواية
ابن أبي عاصم في الاحاد والمثاني والطبري في مسند الاثار و الطبراني في الكبير.
13 – قوله (عن يونس) هو ابن يزيد الايلي، وعند البيهقي في السنن الكبرى (أخبرني يونس)، وفي رواية ابن وهب عند البخاري (أخبرني يونس)، وتابعه معمر عن الزهري به أخرجه ابن أبي عاصم في الاحاد والمثاني والطبراني في الكبير.
14 – قال الشافعي رحمه الله تعالى الشعر كلام، حسنه كحسن الكلام، وقبيحه كقبيح الكلام، غير أنه كلام باق سائر، فذلك فضله على الكلام، فمن كان من الشعراء لا يعرف بنقص المسلمين وأذاهم والاكثار من ذلك، ولا بأن يمدح فيكثر الكذب، لم ترد شهادته. انتهى قاله البيهقي في السنن الكبرى وترجم عليه فقال شهادة الشعراء.
15 – قال الحميدي في الجمع بين الصحيحين (وليس للهيثم بن أبي سنان عن أبي هريرة في الصحيحين غير هذا الحديث).
16 – أورد الامام أحمد الحديث في مسند عبد الله بن رواحة رضي الله عنه.
17 – فيه ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم من ذكر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
18 – قوله (يقص) عند أحمد (قائما)، وعند عبد الغني المقدسي في أحاديث الشعر (يوم جمعة).
19 – في البيت الاول إشارة إلى علم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي الثالث إلى عمله، فهو كامل علما وعملا، وفي الثاني إلى تكميل الغير، فهو كامل مكمل صلى الله عليه وسلم. قاله العيني في عمدة القارى. وذكره الحافظ في الفتح وعزاه للكرماني.
20 – في مسند أحمد (سنان بن أبي سنان) بدلا من الهيثم بن أبي سنان، وأظنه وهم من بعض الرواة.
فوائد حديث ابن عمر 1156، 1157، 1158:
1 – أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه والنسائي في الكبرى مختصرا ومطولا.
2 – موضع الشاهد في ظني أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يتيقظ لصلاة الليل.
3 – فضل قيام الليل، وقد سبق أصل الحديث في الباب الثاني من كتاب التهجد هذا بهذه الترجمة.
4 – فضل قيام رمضان وليلة القدر وقوة احتمال كونها ليلة السابع والعشرين.
5 – فيه منقبة لعبد الله بن عمر.
6 – مضت بعض فوائده في الباب الثاني، وستأتي بقيته إن شاء الله في كتاب الصيام.
========
حديث 1156، 1157، 1158:
قال في فيض الباري:
قوله: (كأن بيدي قطعة إستبرق) إلخ. أي مكان الجناحين.
قوله: (أن يذهبا بي إلى النار) أي لاراءة شأنها. اهـ
قال في كوثر المعاني:
وقد يعبر بالحرير عن شرف الدين والعلم؛ لأن الحرير أشرف ملابس الدنيا، وكذلك العلم بالدين أشرف العلوم، وأما دخول الجنة في المنام، فإنه يدل على دخولها في الجنة أيضًا بالدخول في الإِسلام الذي هو سبب لدخول الجنة، وطيران السَّرَقة قوة تدل على التمكن من الجنة حيث شاء. اهـ
فيه فضيلة عبدالله بن عمر رضي الله عنهما
فيه بشارة له أنه ليس من أهل النار وأنه من أهل الجنة.
هذا الحديث ذكره البخاري في قيام الليل وذكره أيضا هو ومسلم في مناقب ابن عمر
فيه استحباب السؤال عن الرؤيا خاصة عند صلاة الصبح. قال النووي: في الحديث الحث على علم الرؤيا والسؤال عنها وتأويلها قال العلماء وسؤالهم محمول على أنه صلى الله عليه و سلم يعلمهم تأويلها وفضيلتها واشتمالها على ما شاء الله تعالى من الأخبار بالغيب.
قال ابن الملقن في التوضيح:
وقوله: فقال: (“نعم الرجل عبد الله”) فيه: القول بمثل هذا إذا لم يخش أن يفتتن بالمدح. اهـ
ذكر السفيري في شرح البخاري بعضا من فضائل عبدالله بن عمر فراجعه
حديث 1158 سيأتي في الصيام
قال العيني في عمدة القاري:
مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: (فكان عبد الله يصلي من الليل)، وكانت صلاته غالبا بعد أن تعار من الليل، فهذا عين الترجمة. اهـ