1475 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة عبدالله الديني
ومشاركة مجموعات السلام1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد الكعبي
——–
1475 – قال الإمام أحمد رحمه الله: ثنا يحيى ثنا شعبة حدثني عمرو بن مرة قال سمعت مرة قال حدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قال صلى الله عليه وسلم قام فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم على ناقة حمراء مخضرمة فقال أتدرون أي يومكم هذا قال قلنا يوم النحر قال صدقتم يوم الحج الأكبر أتدرون أي شهر شهركم هذا قلنا ذو الحجة قال صدقتم شهر الله الأصم أتدرون أي بلد بلدكم هذا قال قلنا المشعر الحرام قال صدقتم قال فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا أو قال كحرمة يومكم هذا وشهركم هذا وبلدكم هذا إلا وأنى فرطكم على الحوض أنظركم وأني مكاثر بكم الأمم فلا تسودوا وجهي إلا وقد رأيتموني وسمعتم منى وستسألون عنى فمن كذب علي فليتبوأ مقعده من النار إلا وأنى مستنقذ رجالا أو إناثا ومستنقذ منى آخرون فأقول يا رب أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك.
هذا حديث صحيح.
———————————–
سبق معنى هذا الحديث خطبة حجة الوداع في الصحيح المسند برقم (916، 1150، 1244)، كذلك جاء في الصحيح من حديث ابن عمر، وابن عباس، وأبي بكرة، حديث جابر الطويل رضي الله عنهم.
قوله: (قام فينا) أي قام خطيبا، وهذا في حجة الوداع يوم النحر. (ناقة حمراء مخضرمة) قال في النهاية هي التي قطع طرف أذنها، وكان أهل الجاهلية يخضرمون نَعمهم فلما جاء الإسلام أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يخضرمو في غير الموضع الذي يخضرم فيه أهل الجاهلية، وأصل الخضرمة أن يجعل الشيء بين بين، فإذا قطع بعض الأذن فهي بين الوافرة والناقصة، وقيل هي المنتوجة بين المجائب والمكاظيات، ومنه قيل لكل من أدرك الجاهلية والإسلام مخضرم لإنه أدرك الخضرمتين. (يوم الحج الأكبر) يفيد أن يوم عيد النحر يسمى أيضًا يوم الحج الأكبر. (شهر الله الأصم) سمي أصم لإنه كان لا يسمع فيه صوت السلاح لكونه شهرًا حرامًا، ووصف بالأصم مجازًا. والمراد به الإنسان الذي يدخل فيه كما قيل ليل نائم، وإنما النائم من في الليل فكأن الإنسان في هذا الشهر أصم عن سمع صوت السلاح، ويقال مثل ذلك في باقي الأشهر الحرم. (المشعر الحرام) إنما قالوا ذلك باعتبار المكان الذي كانوا فيه لإنه من حرم مكة (وجاء في بعض الروايات) أنهم قالوا في جوابهم بلد حرام. (فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا) المراد بهذا كله بيان توكيد غلظ تحريم الأموال والدماء والأعراض والتحذير من ذلك. (فرطكم على الحوض) بفتح الفاء والراء أي سابقكم إلى الحوض لأصلحه وأهيئه لكم، قال في المطالع الفرط الذي يتقدم الواردين فيهيئ لهم ما يحتاجون إليه. (فلا تسودوا وجهي) أي بكثرة الذنوب والمعاصي. (فمن كذب علي فليتبؤ مقعده من النار) فيه تغليظ الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم.
(مستنقذ رجالا أو إناثا … ) أو للشك من الراوي، وجاء في بعض الروايات رجالاً وفي بعضها أناسًا من غير شك والمعني أني مستخلص (بكسر اللام) أناسًا من الشر بِشُربهم من حوضي، ومستخلص (بفتح اللام) مني آخرون من الخير إلى الشر تطردهم الملائكة عن الشرب من الحوض. (فأقول يا رب أصحابي) جاء عند مسلم فأقول يا رب هؤلاء من أصحابي فيجيبني ملك فيقول وهل تدري ما أحدثوا بعدك؟ (فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك) قال النووي: هـذا مما اختلف العلماء في المراد به على أقوال أحدهـا أن المراد به المنافقون والمرتدون فيجوز أن يحشروا بالغرة والتحجيل فيناديهم النبي صلى الله عليه وسلم للسيما التي عليهم فيقال ليس هـؤ?ء مما وعدت بهم إن هـؤ?ء بدلوا بعدك أي لم يموتوا على ما ظهر من إس?مهم والثاني أن المراد من كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ثم ارتد بعده فيناديهم النبي صلى الله عليه وسلم وإن لم يكن عليهم سيما الوضوء لما كان يعرفه صلى الله عليه وسلم في حياته من إس?مهم فيقال ارتدوا بعدك والثالث أن المراد به أصحاب المعاصي والكبائر الذين ماتوا على التوحيد وأصحاب البدع الذين لم يخرجوا ببدعتهم عن الاس?م وعلى هـذا القول ? يقطع لهؤ?ء الذين يذادون بالنار بل يجوز أن يزادوا عقوبة لهم ثم يرحمهم الله سبحانه وتعالى فيدخلهم الجنة بغير عذاب قال أصحاب هـذا القول و? يمتنع أن يكون لهم غرة وتحجيل ويحتمل أن يكون كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وبعده لكن عرفهم بالسيما وقال الامام الحافظ أبو عمرو بن عبد البر كل من أحدث في الدين فهو من المطرودين عن الحوض كالخوارج والروافض وسائر أصحاب الاهـواء قال وكذلك الظلمة المسرفون في الجور وطمس الحق والمعلنون بالكبائر قال وكل هـؤ?ء يخاف عليهم أن يكونوا ممن عنوا بهذا الخبر والله أعلم.