127 الفوائد المنتقاة على صحيح مسلم
——-
2 – بَابُ مِنْ فَضَائِلِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
14 – (2389) حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْأَشْعَثِيُّ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الْعَتَكِيُّ، وَأَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ – وَاللَّفْظُ لِأَبِي كُرَيْبٍ قَالَ أَبُو الرَّبِيعِ: حَدَّثَنَا وقَالَ الْآخَرَانِ: أَخْبَرَنَا – ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: وُضِعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى سَرِيرِهِ، فَتَكَنَّفَهُ النَّاسُ يَدْعُونَ وَيُثْنُونَ وَيُصَلُّونَ عَلَيْهِ، قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ، وَأَنَا فِيهِمْ، قَالَ فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا بِرَجُلٍ قَدْ أَخَذَ بِمَنْكِبِي مِنْ وَرَاءِي، فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ عَلِيٌّ، فَتَرَحَّمَ عَلَى عُمَرَ، وَقَالَ: مَا خَلَّفْتَ أَحَدًا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللهَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ مِنْكَ، وَايْمُ اللهِ إِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّ أَنْ يَجْعَلَكَ اللهُ مَعَ صَاحِبَيْكَ، وَذَاكَ أَنِّي كُنْتُ أُكَثِّرُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «جِئْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَدَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَإِنْ كُنْتُ لَأَرْجُو، أَوْ لَأَظُنُّ، أَنْ يَجْعَلَكَ اللهُ مَعَهُمَا»
14 – وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ فِي هَذَا الْإِسْنَادِ بِمِثْلِهِ
15 – (2390) حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، ح وَحَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ – وَاللَّفْظُ لَهُمْ – قَالُوا: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ، رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ، مِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثُّدِيَّ وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ دُونَ ذَلِكَ وَمَرَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ قَالُوا مَاذَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «الدِّينَ»
16 – (2391) حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ، أَخْبَرَهُ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ، إِذْ رَأَيْتُ قَدَحًا أُتِيتُ بِهِ فِيهِ لَبَنٌ، فَشَرِبْتُ مِنْهُ حَتَّى إِنِّي لَأَرَى الرِّيَّ يَجْرِي فِي أَظْفَارِي، ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ» قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «الْعِلْمَ»
16 – وحَدَّثَنَاهُ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ عُقَيْلٍ، ح وَحَدَّثَنَا الْحُلْوَانِيُّ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، كِلَاهُمَا عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، بِإِسْنَادِ يُونُسَ نَحْوَ حَدِيثِهِ
17 – (2392) حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي عَلَى قَلِيبٍ، عَلَيْهَا دَلْوٌ، فَنَزَعْتُ مِنْهَا مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ أَخَذَهَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ فَنَزَعَ بِهَا ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَفِي نَزْعِهِ، وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ، ضَعْفٌ، ثُمَّ اسْتَحَالَتْ غَرْبًا، فَأَخَذَهَا ابْنُ الْخَطَّابِ، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَنْزِعُ نَزْعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ»
17 – وحَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، ح وَحَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ، وَالْحُلْوَانِيُّ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ بِإِسْنَادِ يُونُسَ، نَحْوَ حَدِيثِهِ.
17 – حَدَّثَنَا الْحُلْوَانِيُّ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ: قَالَ الْأَعْرَجُ، وَغَيْرُهُ: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ يَنْزِعُ» بِنَحْوِ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ
18 – (2392) حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عَمِّي عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ أَبَا يُونُسَ، مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُرِيتُ أَنِّي أَنْزِعُ عَلَى حَوْضِي أَسْقِي النَّاسَ، فَجَاءَنِي أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ الدَّلْوَ مِنْ يَدِي لِيُرَوِّحَنِي، فَنَزَعَ دَلْوَيْنِ، وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ، فَجَاءَ ابْنُ الْخَطَّابِ فَأَخَذَ مِنْهُ، فَلَمْ أَرَ نَزْعَ رَجُلٍ قَطُّ أَقْوَى مِنْهُ، حَتَّى تَوَلَّى النَّاسُ، وَالْحَوْضُ مَلْآنُ يَتَفَجَّرُ»
19 – (2393) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ – وَاللَّفْظُ لِأَبِي بَكْرٍ – قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «أُرِيتُ كَأَنِّي أَنْزِعُ بِدَلْوِ بَكْرَةٍ عَلَى قَلِيبٍ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ، فَنَزَعَ نَزْعًا ضَعِيفًا وَاللهُ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ، فَاسْتَقَى فَاسْتَحَالَتْ غَرْبًا، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَفْرِي فَرْيَهُ، حَتَّى رَوِيَ النَّاسُ وَضَرَبُوا الْعَطَنَ»
19 – حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رُؤْيَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِنَحْوِ حَدِيثِهِمْ
20 – (2394) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ، سَمِعَا جَابِرًا، يُخْبِرُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ح وَحَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ – وَاللَّفْظُ لَهُ – حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَعَمْرٍو، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ” دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا دَارًا أَوْ قَصْرًا، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ ” فَبَكَى عُمَرُ وَقَالَ: أَيْ رَسُولَ اللهِ أَوَ عَلَيْكَ يُغَارُ؟
20 – وَحَدَّثَنَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَ جَابِرًا، ح وَحَدَّثَنَاهُ عَمْرٌو النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، سَمِعْتُ جَابِرًا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمِثْلِ حَدِيثِ ابْنِ نُمَيْرٍ، وَزُهَيْرٍ
21 – (2395) حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ، أَخْبَرَهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: ” بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ رَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَذَكَرْتُ غَيْرَةَ عُمَرَ، فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا ” قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَبَكَى عُمَرُ، وَنَحْنُ جَمِيعًا فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ أَعَلَيْكَ أَغَارُ؟
21 – وحَدَّثَنِيهِ عَمْرٌو النَّاقِدُ وَحَسَنٌ الْحُلْوَانِيُّ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ
22 – (2396) حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، ح وَحَدَّثَنَا حَسَنٌ الْحُلْوَانِيُّ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ – قَالَ: عَبْدٌ، أَخْبَرَنِي، وقَالَ حَسَنٌ: حَدَّثَنَا – يَعْقُوبُ وَهُوَ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ سَعْدًا قَالَ: اسْتَاذَنَ عُمَرُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِنْدَهُ نِسَاءٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُكَلِّمْنَهُ وَيَسْتَكْثِرْنَهُ، عَالِيَةً أَصْوَاتُهُنَّ، فَلَمَّا اسْتَاذَنَ عُمَرُ قُمْنَ يَبْتَدِرْنَ الْحِجَابَ، فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضْحَكُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَضْحَكَ اللهُ سِنَّكَ، يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَجِبْتُ مِنْ هَؤُلَاءِ اللَّاتِي كُنَّ عِنْدِي، فَلَمَّا سَمِعْنَ صَوْتَكَ ابْتَدَرْنَ الْحِجَابَ» قَالَ عُمَرُ: فَأَنْتَ، يَا رَسُولَ اللهِ أَحَقُّ أَنْ يَهَبْنَ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: أَيْ عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ أَتَهَبْنَنِي وَلَا تَهَبْنَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْنَ: نَعَمْ، أَنْتَ أَغْلَظُ وَأَفَظُّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ قَطُّ سَالِكًا فَجًّا إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ»
22 – (2397) حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا بِهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنِي سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِنْدَهُ نِسْوَةٌ قَدْ رَفَعْنَ أَصْوَاتَهُنَّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا اسْتَاذَنَ عُمَرُ ابْتَدَرْنَ الْحِجَابَ، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ
23 – (2398) حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَرْحٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «قَدْ كَانَ يَكُونُ فِي الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ مُحَدَّثُونَ، فَإِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَإِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مِنْهُمْ» قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: تَفْسِيرُ مُحَدَّثُونَ: مُلْهَمُونَ
23 – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، ح وَحَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، كِلَاهُمَا، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ
24 – (2399) حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ الْعَمِّيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ، أَخْبَرَنَا عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: «وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلَاثٍ، فِي مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ، وَفِي الْحِجَابِ، وَفِي أُسَارَى بَدْرٍ»
25 – (2400) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ جَاءَ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهُ أَنْ يُعْطِيَهُ قَمِيصَهُ أَنْ يُكَفِّنَ فِيهِ أَبَاهُ، فَأَعْطَاهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ؟ فَقَامَ عُمَرُ فَأَخَذَ بِثَوْبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَتُصَلِّي عَلَيْهِ وَقَدْ نَهَاكَ اللهُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِنَّمَا خَيَّرَنِي اللهُ فَقَالَ: اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ، إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً وَسَأَزِيدُ عَلَى سَبْعِينَ ” قَالَ: إِنَّهُ مُنَافِقٌ، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} [التوبة: 84]
25 – وَحَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى وَهُوَ الْقَطَّانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ فِي مَعْنَى حَدِيثِ أَبِي أُسَامَةَ وَزَادَ: قَالَ فَتَرَكَ الصَّلَاةَ عَلَيْهِمْ
——–‘———-‘———–
هناك بحوث كثيرة أفردت في فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
ولابن تيمية كلام طويل في تفضيل أبي بكر وعمر على علي بن أبي طالب كما في مجموع الفتاوى 1/ 385 و 4/ 421. فلعلنا ننقله في فضائل علي بن أبي طالب. فتفضيل أبي بكر الصديق وعمر عليه، ونقل كلامه المتواتر عنه، في تفضيلهما وأنه سيعاقب من قال غير ذلك. كل هذه من فضائل علي بن ابي طالب.
وهناك بحث لبعض المعاصرين بعنوان عمر بن الخطاب حصن للمسلمين من الفتن.
وأوسع كتاب محقق في سيرة عمر كتاب بعنوان دراسات نقدية في المرويات الواردة في سيرة عمر بن الخطاب.
وابن عساكر أفرد مجلد كامل في سيرة عمر بن الخطاب كما فعل في أبي بكر الصديق رضي الله عنهما.
ونحن شرحنا معاني الأحاديث ثم لخصنا بعض الكتب في سيرة عمر بن الخطاب. … وانتقينا الصحيح. وما أوردناه من ضعيف بيناه.
فلنبدأ أولا ببيان معاني الأحاديث التي ذكرها مسلم وشئ من فوائدها:
مجموعة رامي:
قال القاضي عياض رحمه الله تعالى
وقوله فى عمر: ” وضع على سريره فتكنفه الناس يدعون له ” أى أحاطوا بأكتافه، أى جهاته، والسرير هنا النعش.
وقوله: ” فلم يرعنى إلا رجل أخذ بمنكبى فإذا هو على، فترحم على عمر ” إلى آخر الحديث، يعنى: فلم يرعنى، أى لم ينبهنى مما كنت فيه، وفى هذا الحديث حجة على الشيعة وتكذيب دعواهم على علي فى عمر، وسوء اعتقادهم فيه، وشهادته بفضله وفضل أبى بكر، وبفضل النبى – عليه الصلاة والسلام – لهما، وتخصيصه لهما. وفيه صدق ظن علي – رضى الله عنه -[وصحة] حسبانه فى أن يدفن عمر مع صاحبيه لما ذكر فى الحديث.
وقال السندي رحمه الله تعالى
(مَعَ صَاحِبَيْكَ) أي: مع النبي – صلى الله عليه وسلم – وأبي بكر في المدفن، وقيل: في عالم القدس.
قوله فى رؤياه – عليه الصلاة والسلام -: ” ومر عليه عمر وعليه قميص يجره “، وذكر أنه تأوله ” الدين “: قال أهل العبارة: تأويل القميص بالدين من قوله تعالى: {وثيابك فطهر}، يريد نفسك وعملك وإصلاح عملك ودينك، على تأويل بعضهم لأن العرب تعبر عن العفة بنقاء الثوب والمئزر؛ لأن الله تعالى يسمى الثياب لباس التقوى، وجره لها فى النوم عبارة عما فضل عن صاحبه منها فانتفع الناس به بعده واقتفوا به. من الاقتداء به أثره، وفارق ذم جره فى الدنيا له احتيال المذموم.
وقوله فى رؤياه شرب اللبن: ” ودفع فضله بعد شربه إلى عمر “، وأنه تأوله العلم؛ لما كان اللبن فيه صلاح الأبدان وغذاء بنى آدم وما شابههم وفطرتهم، عبر فى المنام بالعلم الذى فيه صلاح أمورهم فى دينهم ودنياهم. وقد تدل على الحياة؛ إذ [به] كانت أولا فى الدنيا، ويدل على الثواب لأنه مذكور فى أنهار الجنة.
إكمال المعلم بفوائد مسلم
و قال المهلب: رؤية اللبن فى النوم تدل على السنة والفطرة والعلم والقرآن؛ لأنه أول شاء ناله المولود من طعام الدنيا، وهو الذى يفتق معاه، وبه تقوم حياته كما تقوم بالعلم حياة القلوب، فهو يشاكل العلم من هذه الناحية. وقد يدل على الحياة؛ لأنها كانت به فى الصغر، وقد يدل على الثواب؛ لأنه من نعيم الجنة إذا رئى نهر من لبن، وقد يدل على المال الحلال، وإنما أوله عليه السلام فى عمر بالعلم والله أعلم؛ لعلمه بصحة فطرته ودينه، والعلم زيادة فى الفطرة على اصل معلوم.
شرح صحيح البخاري لابن بطال
==========
قلت سيف بن دورة الكعبي:
حديث: بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي عَلَى قَلِيبٍ، عَلَيْهَا دَلْوٌ، فَنَزَعْتُ مِنْهَا مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ أَخَذَهَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ
فالذنوب: بفتح الذال الدلو المملوءه
والغرب: بفتح الغين المعجمة، وإسكان الراء هي الدلو العظيمة
والدارقطني ذكر أن الحديث روي مرسلا ومتصلا وقال: هو محفوظ عن سعيد. العلل 1673 يعني سعيد بن المسيب
وقد ذكر مسلم الحديث من طرق عن أبي هريرة
ورواه كذلك عن ابن عمر
– بعضهم يذكر هذا الحديث من أدلة أهل السنة في خلافة أبي بكر وعمر رضي اللّه عنهما.
قال ابن تيمية في اقتضاء الصراط: في إنكار عمر على كعب مضاهاة اليهودية في استقبال الصخرة، وان كان المسلم لا يقصد أن يصلي لها: وقد كان لعمر من السياسات المحكمة في هذا الباب ما يناسب سيرته المرضية الذي استحالت ذنوب الإسلام بيده غربا فلم يفر عبقري فريه حتى صدر الناس بعطن فأعز الإسلام واذل الكفر وأهله وأقام شعار الدين الحنيف ومنع من كل أمر فيه تذرع إلى نقض الإسلام مطيعا في ذلك الله ورسوله محتذيا حذو صاحبيه مشاورا للسابقين الأولين. حتى أن العمدة في شروط أهل الكتاب على شروطه وحتى منع من استعمال كافر أو ائتمانه على أمر الأمة واعزازه بعد أن أذله الله حتى روي أنه حرق الكتب الاعجمية وغيرها
قال ابن حجر في الفتح: الذي يظهر لي أن ذلك اشارة الى ما فتح في زمانه من الفتوح الكبار وهي ثلاثة. ولذلك لم يتعرض في ذكر عمر إلى عدد ما نزعه من الدلاء وإنما وصف نزعه بالعظمة إشارة إلى كثرة ما وقع في خلافته من الفتوحات.
قال الشافعي في الأم: (وفي نزعه ضعف) قصر مدته وعجلة موته وشغله بالحرب لأهل الردة عن الافتتاح والازدياد الذي بلغه عمر في طول مدته. انتهى
قلت سيف: ويلزم من قال أن عمر أفضل من أبي بكر أن يقول أن عمر أفضل من النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لم تتحول غربا في عهده.
قال النووي: قوله (وفي نزعه ضعف) فليس فيه حط من فضيلة أبي بكر. ولا إثبات فضيلة لعمر عليه. وإنما هو إخبار عن مدة ولايتهما، وكثرة انتفاع الناس في ولاية عمر لطولها واتساع الإسلام وبلاده والأموال وغيرها من الغنائم والفتوحات ومصر الأمصار ودون الدواوين.
وأما قوله (والله يغفر له) فليس فيه تنقيص له، ولا إشارة إلى ذنب. وإنما هي كلمة كان المسلمون يدعمون بها كلامهم. ونعمت الدعامة. وقد سبق الحديث في صحيح مسلم: أنها كلمة المسلمون يقولونها. أفعل كذا والله يغفر لك. قال العلماء: وفي كل هذا إعلام بخلافة أبي بكر وعمر وصحة ولايتهما، وبيان صفتها، وانتفاع المسلمين. انتهى
وقال غيره: فيه إشارة إلى قرب وفاة أبي بكر. وهو نظير قوله تعالى لنبيه (فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا). ففيه إشارة لقرب وفاته ويحتمل أن يكون إشارة لقلة الفتوحات التي لا صنع له فيها لقصر مدته فمعنى المغفرة رفع الملامة عنه.
قال ابن تيمية في الإيمان: ذكر أن أبا بكر أضعف وسواء أراد قصر مدته أو أراد ضعفه عن مثل قوة عمر فلا ريب أن أبابكر أقوى إيمانا من عمر. وعمر أقوى عملا منه. كما قال ابن مسعود: ما زلنا أعزه منذ أسلم عمر. وقوة الإيمان أقوى من قوة العمل.
==========
أما حديث (دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا دَارًا أَوْ قَصْرًا، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ ” فَبَكَى عُمَرُ وَقَالَ: أَيْ رَسُولَ اللهِ أَوَ عَلَيْكَ يُغَارُ؟
فالحديث في البخاري وفيه (رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة، وسمعت خشفا أمامي فقلت: من هذا يا جبريل. قال: هذا بلال) وزاد أحمد 3/ 372 …….. ورأيت قصرا أبيض بفناءه جارية … )
فدل لفظ (رأيتني) أن حديث جابر كذلك رؤية. … وذكره الألباني في الصحيحة 1405
ورواية أبي هريرة هنا التي في مسلم فيها (بينا أنا نائم. … )
وقد ذكره أصحاب نضرة النعيم في أحاديث الغيرة. ومن الأحاديث في هذا الباب حديث جابر (إن من الغيرة ما يحب الله ومنها ما يبغض الله عز وجل فأما التي يحب الله فالغيرة في الريبة وأما الغيرة التي يبغض الله عزوجل فالغيرة في ريبة) حسنه الألباني بشواهده.
ومنها حديث غارت أمكم. وأحاديث إن الله يغار وغيرته أن تنتهك محارمه.
– وفيه دليل من دلائل النبوة.
– وفيه أن رؤيا الأنبياء حق.
– وفيه تنمية الحياء والغيرة، ومنه حديث (تعجبون من غيرة سعد …. )
– فيه فضيلة لعمر وأنه صاحب غيرة.
-فيه أن عمر من المبشرين بالجنة وفيه أحاديث أخرى.
– فيه أن الجنة مخلوقة وفيها أنواع النعيم من الحور العين والقصور.
– كان النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته يغار بعضهم على أهل الآخر.
– البكاء فرحا.
– في حديث جابر عند أبن حبان بلفظ (أدخلت الجنة) وقد أدخل النبي صلى الله عليه وسلم الجنة ليلة أسري به. وحمله ابن حبان على التكرار. لكن الحديث الذي ذكره ليس فيه أن هذا ليلة الإسراء. لكن ذكره صاحب الأحياء بلفظ (رأيت ليلة أسري بي)
– فيه حياء النبي صلى الله عليه وسلم.
– مجالس الخير تؤثر في رقة القلوب حيث بكى الصحابة.
وقوله (فبكى عمر ونحن جميعا) تحتمل أننا كلنا بكينا. أو عندما بكى كلنا كنا موجودين.
– في رقة عمر وبكائة، ورقة الصحابة.
– بعد عمر عن الكبر وتواضعه.
===========
أما حديث النسوة اللواتي يستكثرنه.
فورد في البخاري 2633 ومسلم 1999 أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قالت: ذهب الرجال بحديثك من نفسك. نأتيك تعلمنا مما علمك الله. قال: اجتمعن يوم كذا موضع كذا.
لكن ذهب بعضكم العلماء إلى أن هؤلاء النسوة هن أزواجه خاصة أنه ورد في أحاديث الباب في مسلم (وعنده نساء من قريش) وكذلك لما استأذن عمر ابتدرن الحجاب.
لكن هذه قصة أخرى لأن بعض الشراح قال في حديث الباب: يطلبن النفقة. فالمقصود ازواجه. وقال النووي: يطلبن كثيرا من كلامه وجوابه بحوائجهن وفتاويهن.
المهم هذا محتمل وإنما قالوا: أنهن أزواجه لأنهن ابتدرن الحجاب لما استأذن عمر بن الخطاب. وهذا يمكن أن يوجه على أنهن ابتدرن خوفا من عمر بن الخطاب. وإلا هن محتجبات.
ثم الرواية التي في مسلم (نساء من قريش) وهذا اللفظ أعم من أزواجه.
– علو أصواتهم قال القاضي: يحتمل أن هذا قبل النهي عن رفع الصوت فوق صوته صلى الله عليه وسلم. ويحتمل أن علو أصواتهن إنما كان باجتماعها لا أن كلام كل واحدة بانفرادها أعلى من صوته صلى الله عليه وسلم.
– قولهن (أنت أغلظ وأفظ) أفعل تفضيل ليس على بابه.، فليس معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم فيه غلظه.
وقد يحتمل أنها على بابها وأن الذي في النبي صلى الله عليه وسلم. منها ما كان من إغلاظه على الكافرين والمنافقين. وكان يغضب عند انتهاك حرمات الله. راجع شرح النووي على مسلم، والصحيحة 3603
– ورد الحديث بلفظ (ما لقي الشيطان عمر إلا خرَّ على وجهه) وحكم عليه الألباني بأنه منكر كما في الضعيفة 4466.
– حلف النبي صلى الله عليه وسلم وكان أكثر حلفه (والذي نفسي بيده)
– الحديث يدل على نكارة حديث الرسول يسأل وأبليس يجيب. ومما سأله: ما تقول في عمر: قال: ما لقيته إلا هربت منه.
والصواب أن الذي أخبر بذلك هو الرسول صلى الله عليه وسلم
وراجع سلسلة الأحاديث الواهية وصحح حديثك.
– ضعف الجن فعلينا عدم تعظيمهم حتى نخوف الصغار بهم. فأبوهريرة أمسك الشيطان السارق. وأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يربطه في سارية المسجد (تحفة المجيب للشيخ مقبل)
– في هذا الحديث فضل لين الجانب، والحلم، والرفق ما لم يفوت مقصودا شرعيا … (النووي)
– فيه جواز مدح الإنسان إذا كان الممدوح عنده كمال إيمان ويقين بحيث لا يفتتن ولا يغتر. والمدح له أحوال، فمنه: أنك تمدحه لتشجيعه، ومدحه لبيان فضلة، والمدح بالإطراء والغلو فهذا كذب ولا يجوز، ويمدحه بما فيه لكن لا يخشى الافتتان عليه. فإذا خشي عليه الافتتان فينطبق عليه حديث (قطعت عنق صاحبك) وعلى هذا يحمل حديث (احثوا في وجوه المداح) لمن غلى أو اتخذه عادة يتأكل منه. وراجع مختلف الحديث 64
– فيه فضيلة عظيمة لعمر بن الخطاب.
– قيل لا يلزم أن يمتنع من الوسوسة له، مع الفرار من طريقه. المهم حال النبي صلى الله عليه وسلم أعظم حيث أَسَرَ الشيطان وقبض عليه وأسلم قرينه حتى لا يأمره إلا بخير. (قرره ابن القيم)
– فيه ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الرفق.
– ليس معنى الحديث أنهم لا يعظمون النبي صلى الله عليه وسلم ولا يهابونه. فالأحاديث في مهابة الناس للنبي صلى الله عليه وسلم كثيرة. لكن كان عمر يغلظ حتى صار بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم كالسيف يوجهه حيث أراد، وكان عمر مبالغا في الزجر عن المكروهات مطلقا وفي طلب المندوبات كلها (إرشاد الساري للقسطلاني)
وراجع مشكل الحديث رقم 21.
– ضحك النبي صلى الله عليه وسلم وأن هذا ليس فيه استهزاء.
===========
أما حديث
:” إنَّهُ كَانَ فِي الأُمَمِ قَبْلَكُمْ مُحَدَّثُونَ فَإِنْ يَكُنْ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ فَهُوَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ”
هذا الحديث مروي عن اثنين من الصحابة كما وقفت عليه:
1 – أبي هريرة رضي الله عنه.
2 – أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
1 – أبي هريرة رضي الله عنه.
عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ” إِنَّهُ قَدْ كَانَ فِيمَا مَضَى قَبْلَكُمْ مِنَ الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ وَإِنَّهُ إِنْ كَانَ فِي أُمَّتِي هَذِهِ مِنْهُمْ فَإِنَّهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ “.
لفظه عند البخاري:
3689 – عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدثون، فإن يك في أمتي أحد، فإنه عمر» زاد زكرياء بن أبي زائدة، عن سعد، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم «لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال، يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء، فإن يكن من أمتي منهم أحد فعمر» قال ابن عباس رضي الله عنهما: «من نبي ولا محدث»
صحيح البخاري: ج3/ص1279 ح3282 واللفظ له
صحيح البخاري: ج3/ص1349 ح3486
مسند أحمد: ج2/ص339 ح8449
2 – أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
وقد ورد عنها من طريقين:
الطريق الأول:
عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: ” قَدْ كَانَ يَكُونُ فِي الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ مُحَدَّثُونَ، فَإِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ فَإِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مِنْهُمْ ”
صحيح مسلم: ج4/ص1864 ح2398
الطريق الثاني:
حَدَّثَنَا دُحَيْمٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “مَا كَانَ مِنْ نَبِيٍّ إِلا وَفِي أُمَّتِهِ مُعَلَّمٌ أَوْ مُعَلَّمَانِ فَإِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ مِنْهُمْ فَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ”.
السنة لابن أبي عاصم ج2 ص 583
قالوا في معنى الحديث:
1 – قال عبد الله بن وهب: تَفْسِيرُ مُحَدَّثُونَ مُلْهَمُونَ. صحيح مسلم: ج4/ص1864
2 – قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: مُحَدَّثُونَ يَعْنِي مُفَهَّمُونَ. سنن الترمذي: ج5/ص622
3 – قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ بُهْلُولٍ الأَنْبَارِيُّ: فَقُلْتُ لأَبِي ضَمْرَةَ: مَا مَعْنَى يُحَدَّثُونَ؟ قَالَ: يُلْقَى عَلَى أَفْئِدَتِهِمُ الْعِلْمُ. فضائل الصحابة: ج1/ص362
4 – قال الامام أحمد بن حنبل: كَأَنَّهُ يُلْهَمُ الشَّيْءَ مِنَ الْحَقِّ. السنة لأبي بكر بن الخلال رقم 386
5 – قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: الْمُلْهَمُ لِلصَّوَابِ. تَفَرَّدَ بِهَذِهِ الْفَضِيلَةِ عُمَرُ، لَمْ يَشْرَكْهُ فِيهَا غَيْرُهُ. شرح مذاهب أهل السنة لابن شاهين رقم 85
6 – قال الامام الآجري: وَمَعْنَاهُ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُلْقِي فِي قَلْبِهِ الْحَقَّ , وَيَنْطِقُ بِهِ لِسَانُهُ , يُلْقِيهِ الْمَلَكُ عَلَى لِسَانِهِ وَقَلْبِهِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خُصُوصًا خَصَّ اللَّهُ الْكَرِيمُ بِهِ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَمَا قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا كُنَّا نُبْعِدُ أَنَّ السَّكِينَةَ تَنْطِقُ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ هَذِهِ الْأَحَادِيثُ تُصَدِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا. الشريعة للآجري ج 4 ص 1891
7 – قَالَ إبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: وَهُمُ الَّذِينَ يُلْهَمُونَ. شرح مشكل الآثار للطحاوي ج 4 ص 338
8 – قال الامام الطحاوي: مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَدَّثُونَ أَيْ: مُلْهَمُونَ , وَكَذَلِكَ يُحَدَّثُونَ أَيْ: يُلْهَمُونَ حَتَّى تَنْطِقَ أَلْسِنَتُهُمْ بِالْحِكْمَةِ كَمَا كَانَ لِسَانُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَنْطِقُ بِمَا كَانَ يَنْطِقُ بِهِ مِنْهَا. شرح مشكل الآثار للطحاوي ج 4 ص 339
10 – قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: «الْمُحَدَّثُ أَعْلَمُهُمْ بِالصَّوَابِ الَّذِي يُلْقَى عَلَى فِيهِ».شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج 7ص1391
13 – قال ابن الأثير: جَاءَ فِي الْحَدِيثِ تَفْسِيرُهُ: أَنَّهُمُ المُلْهَمُون. والمُلْهَم هُوَ الَّذِي يُلْقَى فِي نفسِه الشَّيْءُ فيُخْبِر بِه حَدْساً وفِراسة، وَهُوَ نَوْعٌ يَخْتَصُّ بِهِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى، مِثْلُ عُمر، كأنَّهم حُدِّثوا بِشَيْءٍ فَقَالُوهُ. النهاية في غريب الحديث والأثر ج1 ص350
14 – قال شيخ الاسلام ابن تيمية: الْمُحَدَّثُ: هُوَ الْمُلْهَمُ الْمُخَاطَبُ فِي سِرِّهِ. مجموع الفتاوى ج20 ص46
15 – قال شيخ الاسلام ابن تيمية أيضا: الْمُحَدَّثُ: الْمُلْهَمُ يُلْهِمُهُ اللَّهُ، وَهَذَا قَدْرٌ زَائِدٌ عَلَى تَعْلِيمِ الْبَشَرِ. منهاج السنة النبوية ج 7ص 523
16 – قال ابن القيم: الْمُحَدَّثُ: هُوَ الَّذِي يُحَدِّثُ فِي سِرِّهِ وَقَلْبِهِ بِالشَّيْءِ، فَيَكُونُ كَمَا يُحَدِّثُ بِهِ. مدارج السالكين ج1 ص63
17 – قَالَ الْإِمَامُ الطَّحَاوِيُّ: وَهَذِهِ رُتْبَةٌ لَمْ يُطْلِقْهَا فِي أَحَدٍ غَيْرِ عُمَرَ. شرح مشكل الآثار ج 9 ص191
18 – قَالَ الْإِمَامُ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ: فَضِيلَةٌ أُخْرَى لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَمْ يُشْرِكْهُ فِيهَا أَحَد. فضائل الخلفاء الأربعة وغيرهم ص 42
19 – قَالَ الْإِمَامُ البَيْهَقِيُّ: وَهَذَا الْحَدِيثُ أَصْلٌ فِي جَوَازِ كَرَامَاتِ الْأَوْلِيَاءِ. الِاعْتِقَادُ لِلْبَيْهَقِيِّ ص315
20 – قَالَ الْإِمَامُ البَيْهَقِيُّ: وَقَدْ رُوِيَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّهُ قَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: يَعْنِي يُلْقَى فِي رَوْعِهِ “.شعب الإيمان ج 7ص 489
21 – قال إبن عثيمين: وأبوبكر أكثر إصابة للصواب من عمر فأبوبكر موفق للصواب من ذات نفسه فلا يحتاج إلى إلهام ثم ذكر صلح الحديبية وحروب الردة …. .
22 – عمر بن الخطاب له موافقات ذكر بعضها مسلم
قال صاحبنا ابوصالح:
حديث عائشة عند مسلم “إن يكن في أمتي منهم (أي محدثون) أحد فإن عمر بن الخطاب منهم.
ذكره الحاكم في المستدرك على الصحيحين فوهم
23 – فقد جاء في بعض الروايات (متكلمون) قال البخاري: أي تجري الملائكة الكلام على ألسنتهم، وليس فيه نفي أنه ليس غير عمر له هذا.
وفي رواية (إن الله أجرى الحق على لسان عمر وقلبه) وهو في الصحيح المسند وراجع تخريجنا سنن أبي داود 2960
1694 – (صحيح الجامع)
عن أنس قال: كنت قاعدا مع النبي صلى الله عليه وسلم فمر بجنازة فقال: ما هـذه الجنازة؟ قالوا جنازة فلان الفلاني كان يحب الله ورسوله ويعمل بطاعة الله ويسعى فيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وجبت وجبت وجبت وبجنازة أخرى قالوا: جنازة فلان الفلاني كان يبغض الله ورسوله ويعمل بمعصية الله ويسعى فيها فقال: وجبت وجبت وجبت فقالوا: يا رسول الله قولك في الجنازة والثناء عليها: أثني على الاول خير وعلى الاخر شر فقلت فيهما: وجبت وجبت وجيت؟ فقال: [نعم يا أبا بكر! إن لله ملائكة تنطق على ألسنة بني آدم بما في المرء من الخير والشر].
ومنه حديث (يا سارية الجبل) وذكره الألباني في الصحيحة
وذكر صاحبنا ابوصالح أن له إسناد جيد.
من طريق ابن وهب عن يحيى بن أيوب عن ابن عجلان عن نافع عن نافع عن ابن عمر به. ونقل أنه حسنه ابن كثير والألباني.
قال ابن كثير في البداية والنهاية: هذا إسناد جيد حسن.
قلت سيف: وكذلك قال ابن حجر في الإصابة: هو إسناد حسن.
لكن قال باحث: ابن عجلان يضطرب في حديث نافع. قاله العقيلي
لكن وردت عن ابن عجلان عن إياس بن قرة
وقال يحيى بن أيوب مختلف فيه.
قال باحث:
ملخص الفرق بين الملهم والنبي والرسول
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فقد تعددت تعريفات العلماء للنبي، كما تعددت تعبيراتهم في التفريق بينه وبين الرسول، وفيما يلي أهم المحاور التي دار حولها كلامهم:
1 – لا يكون الشخص نبيًا إلا بالاصطفاء الرباني.
2 – لا تثبت النبوة إلا بوحي (إنباء) من الله لهذا الشخص، وقد يكون الوحي بواسطة (كجبريل) أو بغير واسطة (كالرؤيا والإلهام)، فيعلم الشخص: اصطفائه للنبوة، والشرع الواجب عليه اتباعه، وما يشاء الله أن يعلمه.
3 – النبي مبعوث (مرسل) من الله إلى من شاء من خلقه؛ ليخبر (ينبأ) عن الله ما أوحي إليه من كونه نبيًا، وغير ذلك من أنباء الغيب والشرائع والحكم.
4 – النبي معصوم، لا يصدر في أقواله وأفعاله المبينة للشرع إلا عن الله.
5 – النبي مؤيد من الله بالآيات والبراهين الدالة على صدق نبوته، والمؤكدة لعصمته.
6 – ليس كل ما أُوحي إليه الوحي العام (مطلق الإنباء) يكون نبيًا، فإنه قد يُوحى إلى غير الناس، قال تعالى: {وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتًا ومن الشجر ومما يعرشون}، وقد يُوحى إلى الأطفال والنساء والصالحين من أتباع الرسل، قال تعالى عن يوسف وهو صغير: {فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون}، وقال تعالى: {وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه}، وقال تعالى: {وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي}، وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لقد كان فيما كان قبلكم من الأمم ناس محدثون فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر”.
وهؤلاء المحدثون الملهمون ليسوا بأنبياء معصومين مصدقين في كل ما يقع لهم؛ فإنه قد يوسوس لهم الشيطان بأشياء لا تكون من إيحاء الرب، بل من إيحاء الشيطان، وإنما يحصل الفرقان بما جاءت به الأنبياء؛ فهم الذين يفرقون بين وحي الرحمن ووحي الشيطان، فالعصمة ثابتة لهم دون غيرهم.
7 – بناءً على ما سبق فإن مصطلح النبي لا يثبت لأحد إلا بتوقيف من الشرع، ولا يكفي في إثبات النبوة التحديث والإلهام، ويؤكده قول النبي r:” لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء، فإن يكن من أمتي منهم أحد فعمر”.
8 – الرسول أخص من النبي، فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولًا.
9 – اختلف العلماء في تحديد الفارق بين النبي والرسول، والراجح: التفريق بينهما من جهة المخاطبين، فالمبعوث إلى الكفار هو النبي الرسول، والمبعوث إلى المؤمنين هو النبي غير الرسول، ومستند هذا الفارق هو كون آدم عليه الصلاة والسلام أول الأنبياء، وكون نوح عليه الصلاة والسلامأول الرسل، والفارق الظاهر بينهما هو: طروء الشرك على البشرية في عهد نوح عليه الصلاة والسلام.
10 – النبوة -والرسالة بالتبع- ختمت بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، دل على ذلك محكم الكتاب والسنة، وإجماع الأمة.
وراجع: “النبوات” تحقيق د/ محمد يسري سلامة ص474 – 476.
المجلد: السلسلة الصحيحةرقم الحديث: 327
الحديث: “ لو كان بعدي نبي لكان عمر “.< قال الألباني في “السلسلة الصحيحة” 1/ 582: رواه الترمذي (2/ 293) و حسنه , و الحاكم (3/ 85) و صححه , و أحمد (4/ 154) عن أبي عبد الرحمن المقري أنبأنا حيوة عن بكر بن عمرو عن مشرح بن هاعان عن “ عقبة بن عامر “ مرفوعا. ثم رواه النجاد من طريق ابن لهيعة عن مشرح به.
قال صاحبنا ابوصالح:
قال الشيخ مقبل في بكر بن عمرو:
” كلام أهل العلم يدل على ضعفه”
جاء في المنتخب من علل الخلال:
قال إبراهيم بن الحارث: إن أبا عبد الله سئل عن حديث عقبة بن (الحارث) لو كان بعدي نبي لكان عمر فقال اضرب عليه فإنه عندي منكر
==========
أما حديث (وافقت ربي في ثلاث)
– هذا الحديث موافق للحديث قبله (النووي)
– ليس في لفظه ما ينفي زيادة الموافقة. (النووي).
يعني أن عمر وافق ربه في أكثر من ثلاث فمن ذلك قوله تعالى (عسى ربه إن طلقكن. .. ) رواه مسلم من حديث ابن عباس حيث أشيع أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم طلق نساءه.
وكذلك آية الحجاب كما في البخاري من حديث أنس.
وروي أنه وافق ربه في نزول آيات استئذان الأطفال والعبيد. لما دخل عليه غلام بدون استئذان وانكشفت بعض عورته فقال: لو استئذنوا. (القرطبي في التفسير) لكنه من طريق الكلبي.
ومن موافقاته في تحريم الخمر فكان يقول (اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا) وهو وإن لم يدخل في الموافقات لكن يدخل في أن سببه عمر.
ولما قال اليهود لجبريل عليه السلام: ذاك عدونا من الملائكة. فقال عمر: من كان عدوا لله وملائكته …. لكنه منقطع عبدالرحمن بن أبي ليلى لم يدرك عمر
ولما جاء امرأته بعد أن نامت. وكان أول تشريع الصيام يمنع إتيان المرأة إذا نامت. فقالت: نمت. فظنها تعتل فأتاها فاعترف فأنزل الله (أحل لكم ليلة الصيام الرفث … ) أخرجه أبوداود 502 لكن أعله ابن خزيمة بأن ابن أبي ليلى لم يدرك معاذا ولا عبدالله الأنصاري ورجح الدارقطني رواية الإرسال. المسند المعلل
لكن ذكر ابن كثير له شاهد من حديث عمر وابن عباس. مسند الفاروق
وهناك وقائع يذكرونها مثل هذه في موافقات عمر بن الخطاب إنما فيها أن عمر كان سببا لنزول بعض الآيات وليست موافقات.
ومن الموافقات أسارى بدر. وكان من رأي عمر أن لا تقبل منهم فدية بل يقتلون ونزل القرآن موافقا لرأي عمر ثم خفف الله عزوجل فجعل نبيه بالخيار. وفي بعض الروايات 1763 في مسلم أن عمر رأى النبي صلى الله عليه وسلم وأبابكر يبكيان. وفي رواية إن مثلك يا عمر كمثل نوح قال: رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا. …… لكن قال الترمذي: أبو عبيدة لم يسمع من أبيه.
وبعض الباحثين أيد أن رأي أبي بكر وأنه أصوب حيث استقر الأمر إليه.
وقال عمر مرة: هلكت. فقال صلى الله عليه وسلم: وما اهلكك. قال: حولت رحلي البارحة. فأنزل الله (نساؤكم حرث لكم. … ) مسند أحمد 2703.
– واختصم رجلان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى بينهما فقال: للذي قضى عليه: ردنا إلى عمر …. فقتله عمر فأنزل الله عزوجل: (فلا وربك لا يؤمنون) فأهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه. وفيه الكلبي متروك. وأبو صالح باذام ضعيف ولم يسمع من ابن عباس رضي الله عنهما
ومن الموافقات: قوله تعالى: (ولا تصل على أحد مات منهم أبدا) البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما
وكذلك قوله تعالى (ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم) قال صاحب كتاب فتح الوهاب: إنما نسب إلى أبي أيوب وسعد بن معاذ وزيد ولم أجده عن عمر
وكذلك قوله تعالى: (ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشاناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين)
قال عمر: فتبارك الله أحسن الخالقين. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هكذا أنزلت. أخرجه الطبري في الأوسط وفيها رباح أبي معروف ضعيف.
وقوله تعالى (ثلة من الأولين) ذكر صاحب كتاب فتح الوهاب إن ابن عساكر في تاريخه 40/ 229 ذكر عن جابر أن سبب نزول هذه الآية عمر. وأجمل ولم يفصل فلعله شق عليه كما شق على المؤمنين ثم وقفت في أسباب النزول للمجمع أن ابن كثير قال عن حديث جابر: فيه نظر. وذكر له شاهد عند أحمد عن أبي هريرة وضعفه الهيثمي
ومنه موافقته للتوراة: فقد قال كعب: ويل لملك الأرض من ملك السماء. قال عمر إلا من حاسب نفسه. فقال كعب: والذي نفسي بيده إنها في التوراة فخر عمر ساجدا. أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية. وسنده صحيح.
وفي الأذان كان بلال يقول في الأذان: أشهد أن لا إله إلا الله. حي على الصلاة. فقال عمر: قل أشهد أن محمدا رسول الله. أخرجه ابن عدي. وفيه عبد الله بن نافع ضعيف
وكذلك في قوله تعالى: (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق) إلى غزوة بدر فلما استشارهم تكلم أبوبكر فأحسن ثم تكلم المقداد.
وكلام مقداد في البخاري. أما تكلم أبي بكر وعمر فذكره ابن إسحاق مطولا وذكر في تخريج الكشاف أن بعضه ورد عن ابن عباس وبعضه عن عروة فالله أعلم. هل فيه هذه الجملة أم لا.
انتهى من كتاب فتح الوهاب في موافقات سيدنا عمر للكتاب د طه فارس.
وهو عبارة عن شرح لمنظومة قطف الثمر في موافقات سيدنا عمر للسيوطي وقد ذكر عشرين موافقة أربعة عشر موافقة باللفظ. وأربعة بالمعنى يعني أن عمر كان سببا للنزول وواحدة موافقة للتوراة
وقد ذكرنا اغلبها وزدت عليه بيان درجة الأحاديث.