1468 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة رامي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
——
1468 – قال أبو داود رحمه الله:
حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن حميد الأعرج عن محمد بن إبراهيم التيمي عن عبد الرحمن بن معاذ عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال خطب النبي صلى الله عليه وسلم الناس بمنى ونزلهم منازلهم فقال لينزل المهاجرون ها هنا وأشار إلى ميمنة القبلة والأنصار ها هنا وأشار إلى ميسرة القبلة ثم لينزل الناس حولهم.
قال الشيخ مقبل رحمه الله
هذا حديث حديث صحيح على شرط الشيخين، و الصحابي المبهم لا يضر، على أن غير معمر يرونه عن حميد، عن محمد بن إيراهيم، عن عبد الرحمن بن معاذ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بدون ذكر النبي، كما في ” تهذيب التهذيب”، في ترجمة عبد الرحمن بن معاذ، وهو أرجح. و عبد الرحمن بن معاذ صحابي.
الحديث أخرجه النسائي (ج5 ص249).
————————————-
الحديث صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود
شرح الحديث
قال الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله
قوله: [باب النزول بمنى]
يعني: بعدما يأتي الحجاج من عرفة ومن مزدلفة ينزلون بمنى ويستقرون فيها، ويكون ذلك في يوم العيد وأيام التشريق: الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر لمن أراد أن يتأخر. وأبو داود رحمه الله أورد حديث رجل من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام أنه صلى الله عليه وسلم خطب الناس بمنى، ونزلهم منازلهم، وأمر بأن يكون المهاجرون عن ميمنة القبلة، والأنصار عن ميسرتها، وسائر الناس تبعا لهم، وذلك في مسجد الخيف، وجاء في رواية: أن المهاجرين كانوا أمام القبلة وعلى ميمنتها، والأنصار على ميسرة القبلة وراء المسجد.
ومعنى ذلك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين للناس هذه المنازل، وأمر عليه الصلاة والسلام الناس أن ينزلوا بمنى وأن يبيتوا ليالي التشريق بمنى.
والنزول بمعنى في النهار مطلوب، ولكن في النهار يمكن للإنسان أن يذهب ويأتي ولا يترتب على عدم بقائه في النهار شيء، وأما في الليل فإنه يجب المبيت؛ لأنه يترتب على عدم مبيته لزوم الفدية.
أما عن الحكمة من هذا الفعل منه صلى الله عليه وسلم: فلعل النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يكون المهاجرون على حدة، ويكون الأنصار على حدة، بحيث تعرف مساكن المهاجرين وتعرف مساكن الأنصار. انتهى
قلت سيف: سبق شرح الحديث في الصحيح المسند 899 … ورجحنا أنه لا يصح عن عبدالرحمن بن معاذ عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأن الراجح أنه من مسند عبدالرحمن بن معاذ نفسه. وحديث عبدالرحمن بن معاذ منقطع
ففي مسند عبدالرحمن بن معاذ رضي الله عنه من الصحيح المسند
899 – قال أبو داود رحمه الله: حدثنا مسدد حدثنا عبد الوارث عن حميد الأعرج عن محمد بن إبراهيم التيمي عن عبد الرحمن بن معاذ التيمي قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بمنى ففتحت أسماعنا حتى كنا نسمع ما يقول ونحن في منازلنا فطفق يعلمهم مناسكهم حتى بلغ الجمار فوضع أصبعيه السبابتين ثم قال بحصى الخذف ثم أمر المهاجرين فنزلوا في مقدم المسجد وأمر الأنصار فنزلوا من وراء المسجد ثم نزل الناس بعد ذلك.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
الكلام على سند الحديث وألفاظه:
– ورد وصف الحصى في حديث ابن عباس: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة العقبة وهو واقف على راحلته: هات القط لي، فلقطت له حصيات هن حصى الخذف، فوضعهن في يده فقال: بأمثال هؤلاء مرتين … ثم قال: إياكم والغلو في الدين، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين) فزاد (أياكم والغلو في الدين … ) أخرجه أحمد وصححه محققو المسند، وراجع الصحيحة 1283 حيث قال: على شرط مسلم، وصححه النووي في المجموع 8/ 171،وابن تيمية في اقتضاء الصراط ص51. انتهى
وقال بعض أهل العلم: رجال إسناده ثقات، وأصله في مسلم 1282 بدون زيادة (وإياكم والغلو).
قلت: حديث ابن عباس ذكرناه في الذيل على الصحيح المسند حيث ورد الحديث في مسلم من حديث الفضل بن عباس.
وورد في مسلم 1218 من حديث جابر (فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة مثل حصى الخذف … ).
وذكره الشيخ الألباني في الصحيحة 1437 بلفظ (ارمو الجمرة بمثل حصى الخذف)، وقال: ورد من حديث جمع من الصحابة منهم سنان بن سنة وعبدالرحمن بن معاذ وأم سليمان بن عمرو بن الأحوص وعثمان بن عبيد الله التيمي وجابر ثم ذكر حديثنا وأنه يروى مرة عن عبدالرحمن بن معاذ ومرة عن عبدالرحمن بن معاذ عن رجل من الصحابة وقال – يعني البيهقي-: والأول أصح.
وذكر الشيخ الألباني أن حديث جابر في مسلم لكن من فعله صلى الله عليه وسلم في رميه الجمار بمثل حصى الخذف، وأخرجه أبوداود من أمره صلى الله عليه وسلم وصرح أبوالزبير، قال: فلعله فعل وأمر به. انتهى باختصار من الصحيحة.
– وحديث عبدالرحمن بن معاذ عن رجل أخرجه أبوداود 1705،وذكره الشيخ مقبل 1468 في الصحيح المسند، وفيه (لينزل المهاجرون هاهنا، وأشار إلى ميمنة القبلة، والأنصار هنا وأشار إلى ميسرة القبلة.
قلت: ورد في سنن أبي داود 1710 بدون الرجل وهو الصحيح عند البيهقي. قال البيهقي: وهذا هو الصحيح وعبدالرحمن بن معاذ له صحبه، وزعموا أن محمد بن إبراهيم التيمي لم يدركه وأن روايته عنه مرسله. والله أعلم.
وقال البيهقي أيضاً وروينا عن طاوس وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل عن يسار مصلى الإمام بمنى، وتابع عبدالوارث عليه خالد كما في سنن الدارمي 1900.
قلت: عزى المزي في تحفة الأشراف 13/ 238 مرسل طاوس للمراسيل لأبي داود عن ابن جريج قال: قال طاوس … فذكره. قال: وقال غير طاوس من أشياخنا مثل قول طاوس، وزاد وأمر نساءه أن ينزلن جنب الدار … (المراسيل 141)
وأخرج الأزرقي من طريق مسلم بن خالد عن ابن جريج عن الحسن بن مسلم عن طاوس فذكره مرسلا بمعناه
وعبدالرحمن بن معاذ جزم ابن مندة بأن له صحبة، بينما أبوحاتم في الجرح والتعديل قال: قيل له صحبة.
– والحديث ضعفه محققو المسند؛ بعدم لقي محمد بن إبراهيم لأحد من الصحابة إلا أنس وآخر، ورأى ابن عمر؛ إنما صححوا (بمثل حصى الخذف) بالشواهد.
– هل يعارض هذا الحديث، حديث منى مناخ من سبق؟ ظاهرهما التعارض فقد أخرج البيهقي قيل للنبي صلى الله عليه وسلم ألا نبني لك بناء قال: (لا، منى مناخ من سبق)، وفيه مسيكة راويته عن عائشة مجهولة، مع أن بعض أهل العلم قبل حديثها باعتبار أن أبنها من الثقات، وهي من أهل مكة والحديث مكي، وفي بعض الروايات (عن مسيكة وأثنى خيراً)، وتحسين الترمذي، وإخراج ابن خزيمة لحديثها، مع أن ابن خزيمة قال: إن صح الخبر فإني لا أعرف في مسيكة جرحاً ولا تعديلاً) انتهى من حفظي.
ولم نذكر وجه الجمع في شرحنا للحديث رقم 899 فلعله أن يقال أنها مناخ من سبق لغير أزواجه ولغير المهاجرين والأنصار الذين حدد لهم النبي صلى الله عليه وسلم مكانهم. ويؤيده حديث أنس رضي الله عنه كان صلى الله عليه وسلم يحب أن يليه المهاجرون والأنصار ليأخذوا عنه.
—-
بعض الأحاديث في مناقب المهاجرين والأنصار من فضائل الصحابة للنسائي:
قال الإمام النسائي رحمه الله
205 – أخبرنا الحسين بن منصور بن جعفر قال أنا مبشر بن عبد الله قال أنا سفيان بن حسين عن يعلى بن مسلم عن جابر بن زيد قال قال ابن عباس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة وإن أبا بكر وعمر وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا من المهاجرين لأنهم هجروا المشركين وكان الأنصار مهاجرين لأن المدينة كانت دار شرك فجاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة.
قلت سيف: هو حديث على شرط الذيل على الصحيح المسند
206 – أخبرنا محمد بن المثنى عن خالد قال أنا حميد قال قال أنس كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يليه المهاجرون والأنصار ليأخذوا عنه.
قلت سيف: أخرجه أحمد 13064 وقلنا في تخريج المسند: على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند.
207 – أخبرنا قتيبة بن سعيد قال أنا عبد العزيز عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخندق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للمهاجرين والأنصار.
أخرجه البخاري 3797. ومسلم 4696
208 – أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أنا النضر قال أنا شعبة قال ثنا أبو إياس قال سمعت أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إن الخير خير الآخرة فأصلح الأنصار والمهاجرة.
قلت سيف: هو البخاري 3795
209 – أخبرنا إسحاق بن إبراهيم عن النضر قال ثنا شعبة عن قتادة قال سمعت أنسا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إن الخير خير الآخرة أغفر للأنصار والمهاجرة.
قلت سيف: أخرجه البخاري 3796، ومسلم 1805.
210 – أخبرنا محمد بن المثنى قال ثنا محمد قال ثنا شعبة عن قتادة قال ثنا أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الحديث أكرم الأنصار والمهاجرة.
أخرجه مسلم 1805
211 – أخبرنا أحمد بن سليمان قال أنا مسكين بن بكير قال أنا شعبة عن حميد الطويل عن أنس قال كانت الأنصار تقول يوم الخندق نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما حيينا أبدا فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة.
أخرجه البخاري 2834، 2835. ومسلم 1805
212 – أخبرنا محمد بن المثنى عن خالد قال أنا حميد عن أنس قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم في غداة باردة والمهاجرون والأنصار يحفرون الخندق فقال لهم إن الخير خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة
فأجابوا … نحن الذين بايعوا محمدا … على الجهاد ما بقينا أبدا …
انظر الحديث السابق.
213 – أخبرنا عمران بن موسى قال ثنا عبد الوارث قال ثنا عبد العزيز عن أنس قال جعل المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق حول المدينة وهم يرتجزون وينقلون التراب على متونهم ويقولون نحن الذين بايعوا محمدا على الإسلام ما بقينا أبدا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يجيبهم اللهم لا خير إلا خير الآخرة فبارك في الأنصار والمهاجرة.
أخرجه البخاري 2835. من طريق عبدالعزيز عن أنس. وقوله غداة باردة أخرجها البخاري 2834. من طريق حميد عن أنس.
فضائل الصحابة للنسائي