147 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
—————-
الطبراني في مسند الشاميين
3207 حدثنا أبو زرعة أخبرنا أبو اليمان أخبرنا أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرنا عبدالملك بن أبي بكر أن أبا بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام أخبره أن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك أن يغلب على الدنيا لكع بن لكع. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أفضل الناس يومئذ مؤمن بين كريمتين)
قلت سيف: على شرط الذيل على الصحيح المسند
فقلنا في تخريج مسند أحمد 15831 حديث ابن نيار قال سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: (لا تذهب الدنيا حتى تكون للكع ابن لكع) الجهم بن أبي الجهم؛ لم يوثقه معتبر. لكن له إسناد آخر عند الطبراني في مسند الشاميين 3207 على شرط الذيل على الصحيح المسند وذكرنا الحديث السابق عند الطبراني.
وهو في الزهد لابن أبي عاصم أخبرنا محمد بن عوف أخبرنا أبو اليمان عن شعيب بنفس السند ولم يسق لفظه وإنما أحال على حديث قبله وقال بنحوه.
وجمع ابن أبي عاصم كل الأحاديث بهذا اللفظ.
وبين أبو تراب في المنتخب أن الزهري اختلف عليه في رفعه ووقفه وأنه محفوظ مرفوعاً وموقوفا
——-
معنى الحديث: من أشراط الساعة أن يسود فيه أهل الباطل، ويعلو فيه سفلة الناس ورذالتهم، ويسعد بالدنيا اللئيم، و على العاقل اللبيب يجب أن لا يغتر بالدنيا وزخرفها، و أن يأخذ منها قدر حاجته، فالآخرة عند ربك للمتقين، فإنما الدنيا أيام تمضي ثم تزول.
(وقوله يوشك) أي يقرب ويدنوا ويسرع أي تأتيه الدنيا ويكون صاحب الأمر والنهي
(وقوله لكع بن لكع) بضم اللام وفتح الكاف فيهما أي عبد بن عبد (وقوله لم يرفعه) أي لم يرفعه الراوي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بل هو موقوف على الصحابي (تخريجه) أخرجه العسكري في الأمثال عن أبي ذر إلا أنه قال (وأفضل الناس مؤمن بين كريمين) بدل قوله عند الإمام احمد كريمتين وفسره بعض الشراح بكونه بين أبوين مؤمنين سخيين فيكون قد اجتمع له الإيمان والكرم أو بين فرسين يغزو عليهما أو بين بعيرين يستقي عليهما ويعتزل الناس والله أعلم. الفتح الرباني
قال ابن الأثير في “النهاية “:
“اللكع عند العرب: العبد، ثم استعمل في الحمق والذم، يقال للرجل: لكع، وللمرأة لكاع، وأكثر ما يقع في النداء، وهو اللئيم، وقد يطلق على الصغير”. وهو المراد هنا.
قوله: ((لكع بن لكع)): اللكع العبد، وقد يكنى به عن الحمق، ويوصف به اللئيم، ويقولون للعبد: لكع؛ لما فيه من الذلة، وللجحش لكع، لما فيه من الخفة، وللصبي ما فيه من الضعف، ويقال أيضا للذليل الذي تكون نفسه نفس العبيد، وأريد به ها هنا الذي لا يعرف له أصل ولا يحمد له خلق.
أقول: وهو غير منصرف للعدل والصفة: هو معدول عن اللكع يقال: لكع لكعا فهو اللكع. وأصله أن يكون في النداء لفسق وعذر [وهو اللئيم]. شرح المشكاة للطيبي
قال المباركفوري: قوله (حتى يكون أسعد الناس) بنصب أسعد ويرفع أي أكثرهم مالا وأطيبهم عيشا وأرفعهم منصبا وأنفذهم حكما (بالدنيا) أي بأمورها أو فيها (لكع بن لكع) بضم اللام وفتح الكاف غير مصروف أي لئيم بن لئيم أي رديء النسب دنيء الحسب
وقيل أراد به من لا يعرف له أصل ولا يحمد له خلق قاله القاراء. تحفة الأحوذي (6/ 375)