122 عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
———
مسند أحمد
13357 – حدثنا إسماعيل بن عمر، قال: حدثنا يونس، حدثنا بريد بن أبي مريم، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” الدعوة لا ترد بين الأذان والإقامة، فادعوا ”
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، يونس- وهو ابن أبي إسحاق- صدوق، وقد توبع فيما سلف برقم (12584). إسماعيل بن عمر: هو الواسطي أبو المنذر.
وأخرجه ابن خزيمة (427) من طريق إسماعيل بن عمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن خزيمة (426)، والضياء في “المختارة” (1563) من طريق سلم بن قتيبة، عن يونس بن أبي إسحاق، به.
لعله على الشرط.
وقد صحح الشيخ مقبل لبريد بن أبي مريم ويونس بن أبي إسحاق
قلت سيف: على شرط الذيل على الصحيح المسند
وتابعه إسرائيل عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أنس عند أحمد، وتابعه زيد العمى عن أبي إياس معاوية بن قرة عن أنس عند الترمذي لكن اختلف في رفعه ووقفه، لذا قرر المنذري وابن سيد الناس أن السند السابق أجود. وكذلك تعقب ابن القطان إيراد عبدالحق لإسناد زيد العمى وتركه لإسناد بريد بن أبي مريم وهو إسناد جيد. انتهى.
والحديث ذكره المقدسي في المختاره
——
الدعاء بين الأذانين لا يرد:
قال ابن حجر في الفتح (2/ 109): ومجموع الأدلة يرشد إلى استحباب تخفيفهما كما في ركعتي الفجر قيل والحكمة في الندب إليهما رجاء إجابة الدعاء لأن الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد وكلما كان الوقت أشرف كان ثواب العبادة فيه أكثر.
قال الصنعاني في سبل السلام (1/ 195): والحديث دليل على قبول الدعاء في هذه المواطن، إذ عدم الرد يراد به القبول والإجابة، ثم هو عام لكل دعاء، ولا بد من تقييده بما في الأحاديث غيره، من أنه ما لم يكن دعا بإثم أو قطيعة رحم.
قال الطيبي في شرح المشكاة: قرن الدعاء بين الأذانين عند حضور الشيطان بعد الأذان لإيقاع الخطرات والوساوس، ودفع المصلي إياه بالإلتجاء والاستغاثة.
و جاء في عون المعبود (2/ 157): (لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة) أي فادعوا كما في رواية وذلك لشرف الوقت.
قال المناوي في فيض القدير (3/ 541): (الدعاء بين الأذان والإقامة مستجاب فادعوا) بعد أن تجمعوا شروط الدعاء التي منها حضور القلب وجمعه بكليته على المطلوب والخشوع والانكسار والتذلل والخضوع والاستقبال وغيرها وتقديم التوبة والاستغفار والخروج من المظالم والطهارة وغير ذلك وكثيرا ما يقع أن يرى إنسان إنسانا يدعو في وقت فيجاب فيظن أن السر في ذلك الوقت وفي اللفظ فيأخذه مجردا عن تلك الأمور التي قارنته من الداعي وهو كما لو استعمل الرجل دواء نافعا في وقت وحال واستعداد فنفعه فظن غيره أن استعماله بمجرده كاف فغلط.
أنه يستحب الدعاء بين الأذان والإقامة سواء كنت في صلاة أو في غير صلاة بل إذا كنت في صلاة فإنه يتأكد أكثر إذا سجدت لتجمع بين سببي الإجابة وهما الزمن والهيئة الزمن بين الأذان والإقامة والهيئة السجود. تعليقات ابن عثيمين على الكافي (1/ 284).
قال الشيخ عطية سالم في بلوغ المرام: وهناك مواطن كثيرة جداً يستجاب فيها الدعاء، كالساعة التي في يوم الجمعة، وفي الثلث الأخير من الليل، ودعاء المظلوم، وفي حالة عمل الخير وعمل البر، ويوم عرفة، وكل هذه مواطن يستجاب فيها الدعاء، ولكن المؤلف هنا أتى بما يتعلق بالأذان والإقامة. انتهى باختصار
قال العباد: أورد أبو داود رحمه الله هذه الترجمة، وهي: [باب ما جاء في الدعاء بين الأذان والإقامة] يعني: في فضله، وأن ذلك من أسباب قبول الدعاء أو من الأوقات التي يقبل فيها الدعاء، وذلك أن الإنسان عندما يكون بين الأذان والإقامة ينتظر الصلاة هو في صلاة وفي عبادة وفي إقبال على الله عز وجل وبعد عن مشاغل الدنيا والحديث فيها والتعلق بها، فيكون ذلك من الأوقات التي يقبل فيها الدعاء ويرجى فيها قبول الدعاء. شرح سنن أبي داود