110 (أ) عون الصمد شرح الذيل والمتمم له على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
——-
13267 حدثنا ابوسعيد حدثنا المثنى قال سمعت أنسا يقول: قل ليلة تأتي علي إلا وأنا أرى فيها خليلي صلى الله عليه وسلم. وأنس يقول ذلك وتدمع عيناه.
قلت سيف: لعلنا نضعه على المتمم على الذيل حيث ذكر ابن حجر الحديث في أطراف المسند وقال: الحديث موقوف ولم يدرك المثنى أنسا وإنما يروي عن قتادة عنه ومضى أن له رواية عن قتادة عن أنس فيحتمل أن يكون قتادة سقط من هذا الإسناد وكذا قرر في تعجيل المنفعة في ترجمة المثنى غير منسوب وتعقب أبا بكر بن المحب حيث جعل المثنى أثنين.
وقال الذهبي: رأى أنس ولم يذكره في الذين رووا عنه وكذلك قال البخاري في التاريخ الكبير: رأى أنس وقتادة
قلت: الحديث قال ابن حجر موقوف وذكره التويجري في كتابه الرؤيا فتبين أن أنسا يقصد الرؤيا المنامية كما هو ظاهر اللفظ.
والحديث في غاية المقصد ولم يعلق عليه بشئ
أما في مجمع الزوائد فقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
قال صاحبنا أبوصالح: تابعه مسلم بن إبراهيم حدثنا المثنى بن سعيد الذارع قال سمعت أنس بن مالك فذكره بنحوه
أخرجه ابن سعد في الطبقات 7/ 20 ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه 9/ 358
فيه فوائد
صدق توقع الحافظ أن المثنى إنما هو ابن سعيد الذارع
لكن هنا أيضا قال سمعت أنس بن مالك فاحتمال السقط في الاسناد ودخول قتادة بينهما يضعف.
بل قد يقال ثبت أنه رآه، وهنا ثبت سماعه منه.
فائدة: قال أبو حاتم الرازي روى عن أنس
——-
رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في المنام حق
قوله (قَلَّ لَيْلَةٌ تَاتِي عَلَيَّ إِلَّا وَأَنَا … إلخ)، في الحديث كرامة عظيمة لأنس (رضي الله عنه) وفي (المجمع): رواه أحمد، ورجاله ورجال الصحيح. فهذا الحديث حقيق أن يعد في مناقب أنس (رضي الله عنه).
أدلة من السنة في باب من رأى النبي – صلى الله عليه وسلم -[في المنام]
عن يونس، عن الزهري، حدثني أبو سلمة، أن أبا هريرة قال: سمعت النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول: “من رآني في المنام فسيراني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي” [انظر: 110 – مسلم: 2264 – فتح 12/ 383] قال أبو عبد الله: قال ابن سيرين: إذا رآه في صورته.
عن أنس – رضي الله عنه – قال: قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: «من رآني في المنام فقد رآني؛ فإن الشيطان لا يتخيل بي، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة». [انظر: 6983 – مسلم: 2264 – فتح 12/ 383]
عن أبي قتادة قال: قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: «الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فمن رأى شيئا يكرهه فلينفث عن شماله ثلاثا وليتعوذ من الشيطان، فإنها لا تضره، وإن الشيطان لا يتزايا بي». [انظر: 3292 – مسلم: 2261 – فتح 12/ 383]
عن الزهري، قال أبو سلمة: قال أبو قتادة – رضي الله عنه – قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: «من رآني فقد رأى الحق». تابعه يونس وابن أخي الزهري. [انظر: 3292 – مسلم: 2267 – فتح 12/ 383]
عن أبي سعيد الخدري، سمع النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول: «من رآني فقد رأى الحق، فإن الشيطان لا يتكونني» [فتح 12/ 383]
قال ابن حجر: والذي يظهر لي أن المراد من رآني في المنام على أي صفة كانت فليستبشر ويعلم أنه قد رأى الرؤيا الحق التي هي من الله لا الباطل الذي هو الحلم فان الشيطان لا يتمثل بي. الفتح (12/ 389)
ويؤخذ من هذا ما تقدم التنبيه عليه أن النائم لو رأى النبي صلى الله عليه و سلم يأمره بشيء هل يجب عليه امتثاله ولا بد أو لا بد أن يعرضه على الشرع الظاهر فالثاني هو المعتمد. قاله الحافظ
قال النووي على مسلم (1/ 115): فإن معنى الحديث أن رؤيته صحيحة وليست من أضغاث الأحلام وتلبيس الشيطان ولكن لا يجوز إثبات حكم شرعي به لأن حالة النوم ليست حالة ضبط وتحقيق لما يسمعه الرائي.
قال العباد: فلو أن إنساناً رأى في المنام قزماً، أو رأى شخصاً عملاقاً، أو رأى شخصاً ليس له لحية، أو رآه على هيئة خبيثة قبيحة لا تليق بالرسول صلى الله عليه وسلم، فهذا ليس رسول الله عليه الصلاة والسلام، وإنما تكون الرؤيا مطابقة إذا كانت على الهيئة التي يعرفها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد ذكر الترمذي في الشمائل حديثاً عن ابن عباس: (أن رجلاً من التابعين جاء إلى ابن عباس وقال له: إني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال له: صف لنا هذا الذي رأيت؟ فوصفه، قال له: لو كنت رأيته كما رأيناه ما زدت على هذا الوصف شيئاً) يعني: أن رؤياك مطابقة للذي نعرفه من هيئته ومن صفاته الخلقية صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، ولهذا لا يقال: إن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم قد رآه حقاً؛ لأنه قد يكون رأى شخصاً ليس هو رسول الله، والشيطان لا يتمثل به على هيئته وقد يتمثل به على هيئة أخرى. وكذلك أيضاً من رآه كما جاء في بعض الأحاديث: (من رآني فقد رآني)، يعني: أنه من رآه على هيئته في المنام فقد رآه؛ لأن تلك الهيئة هي هيئته. قوله: [(فسيراني)] يعني: أنه سيراه بعد الموت في الدار الآخرة، وتكون رؤيته حقاً. شرح سنن أبي داود
قال ابن عبدالبر في التمهيد: فمن خلصت له نيته في عبادة ربه ويقينه وصدق حديثه كانت رؤياه أصدق وإلى النبوة أقرب.
قال الصنعاني في التنوير (10/ 228): قال جماعة من العلماء: هذا إذا رآه على صورته التي كان عليها في الدنيا لا لو رآه على غير صورته الموصوفة، وقال النووي: بل ولو رآه على غيرها، وقال القرطبي بعد كلام: والصحيح أن رؤيته – صلى الله عليه وسلم – على أي حال كان غير باطلة ولا من الأضغاث بل حق في نفسها وتصوير تلك الصورة وتمثيل ذلك المقال ليس من الشيطان بل جعل الله ذلك للرائي بشرى، فينشط للخير أو إنذارًا فينزجر عن الشر أو تنبيه على خير يحصل.