123 الفوائد على صحيح مسلم:
مجموعة رامي ومجموعة عبدالحميد،،،
بالتعاون مع مجموعات السلام 1،2،3 والاستفادة والمدارسة
صحيح مسلم،،
——
باب في فضائل زكريا عليه السلام
2379 – عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
” كان زكريا نجار “.
—————————————–
قال النووي في شرح مسلم:
وفيه فضيلة لزكرياء صلى الله عليه وسلم فإنه كان صانعا يأكل من كسبه وقد ثبت قوله صلى الله عليه وسلم أفضل ما أكل الرجل من كسبه وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده. اهـ المقصود منه
قلت: لم أجد هذا الحديث بهذا السياق وقد قال الطبراني في الكبير 631:
حدثنا بكر بن سهل، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن المقدام بن معدي كرب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما أكل أحد طعاما خيرا من أن يأكل من عمل يده، وكان داود لا يأكل إلا من عمل يده».اهـ
وقال الألباني في الصحيحة 3527:
(إن داود النبي عليه السلام كان لا يأكل إلا من عمل يده).
أخرجه البخاري (2073 و3417)، وابن حبان (6194) كلاهما من طريق عبدالرزاق: أخبرنا معمر عن همام به.
وللحديث شاهد من حديث المقدام بن معدي كرب عند البخاري أيضاً، وهو مخرج في “غاية المرام ” (121/ 163). *اهـ
وفي طريقة موته عليه الصلاة والسلام اختلاف ذكره ابن كثير في البداية والنهاية عن وهب بن منبه فقيل مات موتا وقيل قتل وكلها عن وهب بن منبه وهو ممن يروي الاسرائيليات
وهذه ترجمة له :
وهب بن منبه الصنعاني اليمني، وهو: من خيار التابعين، وُلِدَ في آخر خلافة عثمان رضي الله عنه، روى عن أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وغيرهما، وروى عنه عمرو بن دينار المكي، وعوف بن أبي جميلة العبدري، وابناه عبد الله، وعبد الرحمن، وغيرهم وأخرج له البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وكانت وفاته بصنعاء، سنة عشر ومائة.
وثقه الجمهور، وخالف الفلاس، فقال: كان ضعيفا، وكان شبهته في هذا أنه كان يُتَّهَم بالقول بالقدر، وصنف فيه كتابا، ثم صح عنه أنه رجع عنه، قال حماد بن سلمة: عن أبي سنان، سمعت وهب بن منبه يقول: كنت أقول بالقدر، حتى قرأت بضعة وسبعين كتابا من كتاب الأنبياء: من جعل إلى نفسه شيئًا من المشيئة فقد كفر”. فتركت قولي”3، ولم أر أحدًا طعن فيه بالوضع، أو الاختلاق، والكذب، إلا ما قاله بعض المتأخرين كما أسلفت، وكان كثير النقل عن كتب أهل الكتاب، ويظهر أنه كانت له ثقافة واسعة بكتب الأولين، وحكمهم، وأخبارهم، وقد ذكر عنه ابن كثير في بدايته حكما صائبة، ومواعظ كثيرة، وقصصا استغرقت بضعا وعشرين صحيفة، وليس فيها ما يستنكر إلا القليل وكذلك نقل عنه في التفسير روايات كثيرة جدا، وجلها من الإسرائيليات.
ونحن لا ننكر أنه بسببه دخل في كتب التفسير إسرائيليات، وقصص بواطل، ولكن الذي ننكره أن يكون هو الذي وضع ذلك، واختلقه من عند نفسه، ولكنا مع هذا: لا نخليه من التبعة، والمؤاخذة؛ أن كان واسطة من الوسائط التي نقلت هذا إلى المسلمين، وألصقت بالتفسير إلصاقا، والقرآن منها بريء ويا ليته ما فعل.
الإسرائيليات والموضوعات فى كتب التفسير
نبذه عن قصة نبي الله زكريا عليه السلام
……قال السعدي في تفسيره:
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كهيعص * ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّاسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَاءِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا}.
هذا {ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا ْ} فإن في قصها عبرة للمعتبرين،
فتوسل إلى الله تعالى بضعفه وعجزه، وهذا من أحب الوسائل إلى الله، لأنه يدل على التبري من الحول والقوة، وتعلق القلب بحول الله وقوته. {وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ْ} أي: لم تكن يا رب تردني خائبا ولا محروما من الإجابة، بل لم تزل بي حفيا ولدعائي مجيبا، وهذا توسل إلى الله بإنعامه عليه، وإجابة دعواته السابقة، فسأل الذي أحسن سابقا، أن يتمم إحسانه لاحقا.
{وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَاءِي ْ} أي: وإني خفت من يتولى على بني إسرائيل من بعد موتي، أن لا يقوموا بدينك حق القيام، فطلبه للولد، ليس كطلب غيره، قصده مجرد المصلحة الدنيوية، وإنما قصده مصلحة الدين، والخوف من ضياعه، ورأى غيره غير صالح لذلك، وكان بيته من البيوت المشهورة في الدين، ومعدن الرسالة، ومظنة للخير، {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا ْ} وهذه الولاية، ولاية الدين، وميراث النبوة والعلم والعمل
{يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ْ} أي: عبدا صالحا ترضاه وتحببه إلى عبادك، واستجاب دعوته (يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا)
أي: بشره الله تعالى على يد الملائكة بـ ” يحيى ” وسماه الله له ” يحيى ” وكان اسما موافقا لمسماه: يحيا حياة حسية، فتتم به المنة، ويحيا حياة معنوية، وهي حياة القلب والروح، بالوحي والعلم والدين. {لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا} أي: لم يسم هذا الاسم قبله أحد، ويحتمل أن المعنى: لم نجعل له من قبل مثيلا ومساميا، فيكون ذلك بشارة بكماله، واتصافه بالصفات الحميدة، وأنه فاق من قبله، ولكن على هذا الاحتمال، هذا العموم لا بد أن يكون مخصوصا بإبراهيم وموسى ونوح عليهم السلام، ونحوهم، ممن هو أفضل من يحيى قطعا، فحينئذ لما جاءته البشارة بهذا المولود الذي طلبه استغرب وتعجب وقال: {رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ}
فأجابه الله بقوله: {كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ}
أي: الأمر مستغرب في العادة، وفي سنة الله في الخليقة، ولكن قدرة الله تعالى صالحة لإيجاد الأشياء بدون أسبابها فذلك هين عليه، ليس بأصعب من إيجاده قبل ولم يكن شيئا.
{قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً} أي: يطمئن بها قلبي، فـ {قَالَ آيَتُكَ أَلا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا} وفي الآية الأخرى {ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلا رَمْزًا} وهذا من الآيات العجيبة، فإن منعه من الكلام مدة ثلاثة أيام، وعجزه عنه من غير خرس ولا آفة، وأما التسبيح والتهليل، والذكر ونحوه، فغير ممنوع منه، ولهذا قال في الآية الأخرى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإبْكَارِ} فاطمأن قلبه، واستبشر بهذه البشارة العظيمة، وامتثل لأمر الله له بالشكر بعبادته وذكره، فعكف في محرابه، وخرج على قومه منه فأوحى إليهم، أي: بالإشارة والرمز {أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} لأن البشارة بـ ” يحيى ” في حق الجميع، مصلحة دينية. انتهى باختصار.
وفي قصة زكريا آداب في الدعاء ستأتي إن شاء الله آخر الشرح.
قال ابن تيمية: فصل
وأما قول القائل: إن الأنبياء والأولياء لم يطلبوا رزقا. فليس الأمر كذلك بل عامة الأنبياء كانوا يفعلون أسبابا يحصل بها الرزق؛ كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أحمد في المسند عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي؛ وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم}
وقد ثبت في الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم {إن أفضل ما أكل الرجل من كسبه}
وكان داود يأكل من كسبه وكان يصنع الدروع وكان زكريا نجارا وكان الخليل له ماشية كثيرة حتى إنه كان يقدم للضيف الذين لا يعرفهم عجلا سمينا؛ وهذا إنما يكون مع اليسار. وخيار الأولياء المتوكلين: المهاجرون والأنصار وأبو بكر الصديق – أفضل الأولياء المتوكلين بعد الأنبياء. وكان عامتهم يرزقهم الله بأسباب يفعلونها كان الصديق تاجرا؛ وكان يأخذ ما يحصل له من المغنم؛ ولما ولي الخلافة جعل له من بيت المال كل يوم درهمان وقد أخرج ماله كله وقال له النبي صلى الله عليه وسلم {ما تركت لأهلك؟ قال: تركت لهم الله ورسوله}
ومع هذا فما كان يأخذ من أحد شيئا لا صدقة ولا فتوحا ولا نذرا بل إنما كان يعيش من كسبه. بخلاف من يدعي التوكل ويخرج ماله كله ظانا أنه يقتدي بالصديق؛ وهو يأخذ من الناس إما بمسألة وإما بغير مسألة فإن هذه ليست حال أبي بكر الصديق بل في المسند: ” أن الصديق كان إذا وقع من يده سوط ينزل فيأخذه، ولا يقول لأحد ناولني إياه ويقول إن خليلي أمرني ألا أسأل الناس شيئا “.
مجموع الفتاوى 8/ 537
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى عند باب الحث على الأكل من عمل يده والتعفف به عن السؤال والتعرض للإعطاء
من رياض الصالحين:
قال الله تعالي: (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله) (الجمعة: 10)
وذكر النووي في هذا الباب حديث أن داود كان يأكل من عمل يده. وحديث كون زكريا نجارا
وذكر ابن عثيمين في شرحه أن لا يجعل المسلم الدنيا همه. فإذا أعطي من غير استشراف أخذه ولا يذل نفسه وقال:
والمهنة ليست نقصا؛ لأن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كانوا يمارسونها، ولا شك أن هذا خير من سؤال الناس، حتى أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: ((لأن يأخذ أحدكم حزمة من حطب على ظهره فيبيعها)) يعني ويأخذ ما كسب منها: ((خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه)).والله الموفق.
شرح رياض الصالحين
—-
قلت سيف تتمات:
ورد في الصحيح المسند
1266 عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال صلى الله عليه وسلم خير الكسب كسب يد العامل إذا نصح.
هذا حديث حسن.
وقلنا في شرحه:
مما ورد في الباب:
-ورد في الباب ما أخرجه مسلم (كان زكريا نجاراً).
وبوب عليه ابن حبان: ذكر الخبر المدحض قول من قال من المتصوفة بإبطال الكسب.
وقد نوع في التبويبات حول هذا المعنى
-وحديث الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يسألوا الناس شيئاً … )
– وحديث (ما من نبي إلا رعى الغنم)
-وعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ لَمَّا اسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ قَالَ لَقَدْ عَلِمَ قَوْمِي أَنَّ حِرْفَتِي لَمْ تَكُنْ تَعْجِزُ عَنْ مَئُونَةِ أَهْلِي وَشُغِلْتُ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ فَسَيَاكُلُ آلُ أَبِي بَكْرٍ مِنْ هَذَا الْمَالِ وَيَحْتَرِفُ لِلْمُسْلِمِينَ فِيهِ.
-وحديث (كان الصحابة عمال أنفسهم … فقيل لهم لو اغتسلتم) يعني ليوم الجمعة.
– فائدة الإكتساب الاستغناء عن الناس والتصدق ومنه حديث (على كل مسلم صدقة، قالوا فإن لم يجد، قال: يعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق … ) ومنه حديث السبعين الذين قتل في بئر معونه، فكانوا يتحاملون في النهار ويتصدقون
– قدم الشافعي التجارة في الفضل، والماوردي قدم الزراعة، قال: لأنها أقرب للتوكل، وفيها النفع العام للمسلمين (راجع طرح التثريب)
قال ابن حجر: وفوقه ما يكسب من أموال الكفار بالجهاد.
وفيه حديث: وجعل رزقي تحت ظل رمحي انتهى
تنبيه: في قوله تعالى: (إنهم كانوا) قال النووي: اختلف العلماء هل هو مختص بزكريا وأهله؟ أم عائد إليه وإلى جميع الأنبياء المذكورين في السورة من موسى وهارون؟ وعلى التقديرن فيه فضل زكريا
ثم ذكر حديث أبي هريرة مرفوعاً كان زكريا نجارا وقال: وهذه من الفضائل لقوله صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري: أفضل ما أكل الرجل من عمل يده. قال أهل التاريخ: كان زكريا من ذرية سليمان بن داود عليهما السلام وقتل زكريا بعد قتل يحيى ابنه صلوات الله وسلامه عليهما .. (تهذيب الاسماء).
– إباحة الصناعات وعليه بوب ابن ماجه: باب الصناعات.
والحديث في كون زكريا كان نجارا ذكره ابوبكر الخلال في جزئه الحث على التجارة والصناعة والعمل والإنكار على من يدعي التوكل في ترك العمل والحجة عليهم في ذلك. وذكر في هذا الجزء 126 ما بين حديث وأثر ونقولات عن الإمام أحمد والثوري:
ومما ذكر استدلالهم بأن النبي صلى الله عليه وسلم – زوج على سورة من القرآن فهل كان معه شئ من الدنيا فرد أحمد هذه الشبهه بقوله: ذا قول ردئ خبيث اللهتبارك وتعالى يقول (فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع) ومرة قال: هؤلاء مبتدعة.
ونقل عن الثوري: أنه يكسب الدرهم ويصلي وحده أفضل. يعني من الذي يدرك الجماعة ولا يكسب ما يكفي عياله.
– قال السندي في تعليقه على الحديث في مسند أحمد: لعله أراد الترغيب في الكسب بأنه من عادات الخيار.
قال في التنوير فيه إشارة إلى أن كل أحد لا ينبغي له التكبر عن كسب يده وأن التجارة لا تسقط المروءة. قال القرطبي: الحرف والصنائع غير الدنيئة زيادة في فضل أهل الفضل لحصول مزية التواضع والاستغناء عن الغير وكسب الحلال الخالي من المنة
وفي التوضيح لابن الملقن في شرح حديث (لأن يحتطب احدكم) قال: قال ابن المنذر وإنما فضل عمل اليد على سائر المكاسب إذا نصح العامل بيده. جاء ذلك مبينا في حديث رواه المقبري عن ابي هريرة مرفوعا: خير الكسب يد العامل إذا نصح، وكان زكريا نجارا، وما من نبي الا رعى الغنم. انتهى
وقال أيضا في شرح حديث ما نبي الا رعى الغنم: ومعنى الحديث: أن الله لم يضع النبوة في الملوك وأبناء الدنيا المترفين، وإنما جعلها في رعاء الشاء وأهل التواضع من أصحاب الحرف، كما روي أن أيوب كان خياطًا، وزكريا نجارًا، وقد قص الله من نبإ موسى وشعيب واستئجاره إياه في رعي الغنم، والله أعلم حيث يجعل ورسالاته. والحكمة في رعايتهم: التدريج إلى سياسة العالم إذ الرعي يقتضي مصلحة الغنم، ويقوم بكلفتها، ومن تدرب على هذا وأحكمه تمكن من سياسة الخلق ورحمتهم والرفق بهم، وخصت بالغنم لما فيها من السكينة وطلب العافية والتواضع، وهي صفات الأنبياء. قال – صلى الله عليه وسلم -: “السكينة في أهل الغنم”
وقال ابن الجوزي في كشف مشكل الصحيحين: – وَفِي الحَدِيث السَّابِع وَالْعِشْرين بعد الْمِائَة: ((كَانَ زَكَرِيَّا نجارا)).
اعْلَم أَن الْأَنْبِيَاء لما بعثوا داعين لِلْخلقِ إِلَى الْحق عز وَجل لم يطلبوا من الْخلق جَزَاء، وَلم يكن بُد من الجريان مَعَ الْأَسْبَاب، فاشتغل كل مِنْهُم بِسَبَب ثم ذكر ما اشتغلوا به وكذلك ذكر اشغال بعض الصحابة والسلف وقال: واعلم ان الاشتغال والتسبب الى الغنى عن الناس يحفظ الدين ويمنع الرياء، ويكون أدعى الى قبول القول. وقد سبق مدح الكسب والمال في مسند ابي سعيد.
– هناك بحث دلل صاحبه على عدة صناعات من القرآن والسنة منها صناعة الغزل والنسيج (ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين) ومنها دباغة الجلود ومنها النجارة وصناعة المعادن وصناعة السيارات والطائرات في قوله تعالى (والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون). وصناعة السفن والصناعة العمرانية
تنبيهات:
– الحديث أخرجه صاحب المجالسة 3118 حدثنا محمد بن عبدالعزيز نا عفان نا حماد بن سلمة به لفظه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (ورفعناه مكانا عليا) قال: كان إدريس خياطا، وزكريا نجارا.
قال صاحبنا ابوصالح:
أما حديث المجالسة وزاد فيه وكان إدريس خياطا ففيه محمد بن عبد العزيز الدينوري قال الذهبي منكر الحديث وله ذكر في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم، والكامل لابن عدي وغيرهما.
فكأن زيادة “وكان إدريس خياطا” لم تثبت
– الحديث أخرجه الحاكم وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ففاته أنه في مسلم
– والحديث أخرجه أحمد 10294 حدثنا عبدالرحمن عن حماد به وفي آخره: قال عبدالرحمن: ربما رفعه، وربما لم يرفعه.
قال محققو المسند وغير عبدالرحمن يرفعه بدون شك.
وفي شرحنا لحديث رقم 905 من الصحيح المسند عن عثمان بن أبي العاص وامرأة من قيس أنهما سمعا النبي صلى الله عليه وسلم قال أحدهما: سمعته يقول: (اللهم اغفر لي ذنبي خطئ وعمدي، اللهم إني استهديك لأرشد أمري، وأعوذ بك من شر نفسي)
نقلنا عن الشيخ أبي طارق بعض آداب الدعاء فمن ذلك:
– شروط الدعاء:
(1) – الإيمان: وهذا شرط لكل عبادة
(2) – الإخلاص: وهذا شرط لكل عبادة
(3) -المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم: وهذا شرط لكل عبادة.
(4) -اليقين.
(5) – حضور القلب.
(6) – العزم في الدعاء.
(7) – عدم التعدي فيه.
– آداب الدعاء:
للدعاء آداب متنوعة كثيرة ينبغي للداعي أن يتأدب ويتحلى بها من أهمها ما يلي:-
(1) – الثناء على الله تعالى.
(2) – الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم
(3) – الاعتراف بالذنب.
(4) – إظهار الافتقار لله تعالى والانكسار بين يديه سبحانه والحاجة إليه.
(5) – دعاء الله في الرخاء والشدة أي في جميع الأحوال.
(6) – الإلحاح في الدعاء.
(7) – تكرار بعض الدعوات المهمة ثلاثاً
(8) – البدء في الدعاء بنفسه ثم بوالديه ثم بمن له حق عليه ثم سائر المسلمين
(9) – التركيز على جوامع الدعاء من الكتاب والسنة
(10) – تجنب تكلف السجع.
(11) – الوضوء قبل الدعاء.
(12) – استقبال القبلة.
(13) – رفع الأيدي في المواضع العامة أو العادية أي غير مواضع العبادة، وكذلك رفعها في مواضع العبادة التي ثبت فيها الرفع فقط مثل الاستسقاء، والقنوت، وعند صعود الصفا، وعند صعود المروة، وفي عرفة، وعند رمي الجمرة الصغرى، وعند رمي الجمرة الوسطى، وعند المشعر الحرام، ونحو ذلك
(14) – دعاء الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى
(15) – دعاء الله بالعمل الصالح
(16) – تحري ساعات الإجابة
الدرس الرابع عشر:
تكملة في أحكام الدعاء:-
– هناك ساعات لإجابة الدعاء بإذن الله تعالى ينبغي للمسلم تحريها والتعرض لها منها ما يلي:-
(1) – في السجود فرضاً كان أم نفلاً
(2) – عند النداء للصلوات المكتوبة.
(3) – – بين الأذان والإقامة
(4) – دبر الصلوات المكتوبات.
(5) – ثلث الليل الآخر.
(6) – ساعة من كل ليلة.
(7) – عند شرب ماء زمزم
(8) – عند نزول المطر.
(9) – ساعة من يوم الجمعة، والأقرب أنها آخر ساعة من ساعات العصر يوم الجمعة، وعند صعود الخطيب المنبر إلى الفراغ من الصلاة
(10) – عند الاستيقاظ من النوم ليلا، والدعاء بالمأثور في ذلك.
(11) – ليلة القدر
(12) – عند الدعاء بـ ((لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)).
(13) – الدعاء بعد دفن الميت.
(14) – دعاء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب.
(15) – دعاء يوم عرفة في عرفة.
(16) – عند الدعاء في المصيبة بـ ((إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيرا منها)).
(17) – دعاء المظلوم على من ظلمه دون تعدي.
(18) – دعاء الوالد لولده أوعلى ولده.
(19) – دعاء المسافر.
(20) – دعاء الصائم حتى يفطر، وكذلك عند فطره.
(21) – دعاء المضطر.
(22) – دعاء الإمام العادل.
(23) – دعاء الولد البار بوالديه.
– هناك موانع تمنع إجابة الدعاء بإذن الله تعالى منها مايلي:-
(1) – اختلال أحد شروط الدعاء مما سبق ذكره
(2) – الاستعجال في إجابة الدعوة
(3) – ارتكاب الذنوب
(4) – حكمة ربانية: فقد يدعو خير الناس فلا يستجاب له لحكمة كما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد يدعو في المقابل شر الناس فيستجاب له لحكمة كما حصل للشيطان.