24 – 35 تخريج سنن أبي داود
سيف بن محمد بن دورة الكعبي
وعاونه بعض الأخوة
———
13 – باب فِى الرَّجُلِ يَبُولُ بِاللَّيْلِ فِى الإِنَاءِ ثُمَّ يَضَعُهُ عِنْدَهُ.
24 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ حُكَيْمَةَ بِنْتِ أُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ عَنْ أُمِّهَا أَنَّهَا قَالَتْ كَانَ لِلنَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَدَحٌ مِنْ عَيْدَانٍ تَحْتَ سَرِيرِهِ يَبُولُ فِيهِ بِاللَّيْلِ.
__________
حكيمة مجهولة قال ابن حجر والذهبي: لا تعرف.
والمزي أخرجه من طريق ابن معين قال حدثنا حجاج به وزاد فيه قصة شرب بركة بول النبي صلى الله عليه وسلم وفي رواية: لقد احتظرت من النار بحظار أو جنة
قال صاحب العون: حديث الباب وإن كان فيه مقال لكنه يؤيده حديث عائشة الذي أخرجه النسائي، وحديث الأسود الذي أخرجه الشيخان، وفيهما (أنه لقد دعى بالطست ليبول فيها) الحديث، لكن وقع هذا في حال المرض. انتهى
لكن لم أجده بهذا اللفظ إنما أخرجه البخاري 4459 و 2741، ومسلم 1636. ولفظه عن الأسود قال: ذكروا عند عائشة أن عليا رضي الله عنهما كان وصيا فقالت: متى أوصى إليه وقد كنت مسندته إلى صدري؟ أو قالت: حجري، فدعا بالطست، فلقد انخنث في حجري فما شعرت أنه قد مات، فمتى أوصى إليه؟.
وكلام صاحب العون يوهم أن هناك حديثين حديث للأسود وحديث لعائشة. وإنما هو حديث واحد يرويه الأسود عن عائشة. وهذا ما قرره أيضا محقق عون المعبود ط المعارف
ورد في رواية مرسلة عند عبدالرزاق عن ابن جريج أن أم يوسف شربت البول فقال: شاربت البول فقال النبي صلى الله عليه وسلم. وفي رواية: لقد احتظرت بحضار من نار وحكم عليها الألباني بالشذوذ وصحح سند ابي داود.
وكذلك ما ورد أن أم أيمن شربت بوله صلى الله عليه وسلم – فيه الأسود بن قيس لم يدرك أم أيمن وأبومالك ضعيف
14 – باب الْمَوَاضِعِ الَّتِى نَهَى النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ الْبَوْلِ فِيهَا.
25 – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «اتَّقُوا اللاَّعِنَيْنِ». قَالُوا وَمَا اللاَّعِنَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ «الَّذِى يَتَخَلَّى فِى طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ ظِلِّهِمْ».
__________
أخرجه مسلم 269
26 – حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ الرَّمْلِىُّ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَبُو حَفْصٍ وَحَدِيثُهُ أَتَمُّ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْحَكَمِ حَدَّثَهُمْ قَالَ أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنِى حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْحِمْيَرِىَّ حَدَّثَهُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «اتَّقُوا الْمَلاَعِنَ الثَّلاَثَ الْبَرَازَ فِى الْمَوَارِدِ وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ وَالظِّلِّ».
قال ابوداود: هذا مرسل، وهو مما انفرد به أعل مصر.
__________
أبوسعيد الحميري شامي مجهول وروايته عن معاذ مرسله.
ذكر الألباني له شواهد منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه السابق. وحديث ابن عباس رضي الله عنهما بنحو حديث معاذ وفيه رجل لم يسم.
أما حديث من سل سخيمته على طريق عامره فعليه لعنة الله. قال العقيلي في راويه: لا يتابع عليه.
15 – باب فِى الْبَوْلِ فِى الْمُسْتَحَمِّ. (15)
27 – حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ قَالاَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَحْمَدُ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ أَخْبَرَنِى أَشْعَثُ وَقَالَ الْحَسَنُ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «لاَ يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِى مُسْتَحَمِّهِ ثُمَّ يَغْتَسِلُ فِيهِ». قَالَ أَحْمَدُ «ثُمَّ يَتَوَضَّأُ فِيهِ فَإِنَّ عَامَّةَ الْوَسْوَاسِ مِنْهُ».
——-
روى شعبة وسعيد عن قتادة عن عقبه بن صهبان سمعت ابن مغفل يقول: البول في المغتسل يأخذ منه الوسواس قال: وحديث شعبه اولى.
ورواه يزيد بن إبراهيم عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن عن ابن مغفل قوله.
والحديث في الصحيح المسند 883 وقلنا: ضعفه الترمذي فقال: غريب. وضعفه العقيلي وقال: حديث شعبه أولى. وله شاهد وهو الحديث التالي وأنكره ابن المنذر.
قال البيهقي في السنن الكبرى بعد أن ذكر الحديث:
474 – أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاودَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَا: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، فَذَكَرَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَفِيمَا بَلَغَنِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ: لَا يُعْرَفُ هَذَا الْحَدِيثُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَيُرْوَى أَنَّ أَشْعَثَ هَذَا هُوَ ابْنُ جَابِرٍ الْحُدَّانِيُّ، وَرَوَى مَعْمَرٌ، فَقَالَ: أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الْحَسَنِ. [ص:160] وَقَالَ الشَّيْخُ: وَقَدْ قِيلَ: هُوَ أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَابِرٍ، وَقَدْ ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيخِ اهـ.
والحديث رواه الإمام أحمد بن حنبل ومحمد بن يحيى وأحمد بن يوسف وعبد بن حميد عن عبد الرزاق …. مع ذكر الوسواس مرفوعا.
والحديث أعله العقيلي بالوقف ونقل عن يحيى أن الحديث منقطع بين أشعث والحسن وكذا قال عبد الحق إلا أن ابن القطان الفاسي حمل كلام العقيلي على رواية أخرى فقال:
مَّ قَالَ: ” وَلم يسمعهُ أَشْعَث من الْحسن، وَرُوِيَ مَوْقُوفا على عبد الله بن مُغفل ” انْتهى مَا ذكر بنصه.
وَقد يظنّ بِهِ أَنه إِنَّمَا أتبعه هَذَا القَوْل لفضل علم عِنْده فِيهِ، من أَنه مُنْقَطع كَمَا ذكر، وَلَيْسَ كَذَلِك.
وَمَا بَيَانه إِلَّا مَا كتب فِي كِتَابه الْكَبِير، وَذَلِكَ أَنه بعد أَن أورد الحَدِيث الْمَذْكُور بِإِسْنَاد أبي دَاوُد من رِوَايَة عبد الرَّزَّاق، عَن معمر، عَن أَشْعَث قَالَ: ” هَذَا الحَدِيث أرْسلهُ الْأَشْعَث عَن الْحسن، وَلم يسمعهُ مِنْهُ.
ذكر الْعقيلِيّ عَن يحيى الْقطَّان، قيل لأشعث: ” أسمعته من الْحسن؟ قَالَ: ” لَا “، وَرَوَاهُ شُعْبَة عَن قَتَادَة، عَن عقبَة بن صهْبَان، عَن عبد الله بن مُغفل مَوْقُوفا “.
هَذَا نَص مَا ذكر، وَمن خطه نقلته، وَعلمنَا مِنْهُ أَن الَّذِي رمى بِهِ الحَدِيث الْمَذْكُور من الِانْقِطَاع فِيمَا بَين الْأَشْعَث وَالْحسن، هُوَ مَا ذكر الْعقيلِيّ عَن يحيى الْقطَّان، فَنَظَرْنَا فِي ذَلِك فَلم نجد عِنْد الْعقيلِيّ مِنْهُ حرفا، وَإِنَّمَا الَّذِي عِنْده أَن الْحسن بن ذكْوَان قيل لَهُ: ” أسمعته من الْحسن؟ ” – يَعْنِي الْبَصْرِيّ – قَالَ: ” لَا “.
وَالْحسن بن ذكْوَان لَا ذكر لَهُ فِي إِسْنَاد الحَدِيث الَّذِي أورد من عِنْد أبي دَاوُد.
ولنورد نَص مَا عِنْد الْعقيلِيّ حَتَّى نَنْظُر فِيهِ جَمِيعًا.
قَالَ الْعقيلِيّ: حَدثنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، عَن عبد الرَّزَّاق، عَن معمر، قَالَ:
نَبَّأَنِي أَشْعَث، عَن الْحسن، عَن عبد الله بن مُغفل قَالَ: قَالَ رَسُول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ” لَا يبولن أحدكُم فِي مستحمه ثمَّ يتَوَضَّأ فِيهِ؛ فَإِن عَامَّة الوسواس مِنْهُ “.
حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَاصِم، حَدثنَا / عَليّ بن عبد الله بن جَعْفَر الْمَدِينِيّ، حَدثنَا يحيى بن سعيد الْقطَّان، عَن الْحسن بن ذكْوَان، عَن الْحسن، عَن عبد الله بن الْمُغَفَّل قَالَ: ” نهى رَسُول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ – عَن الْبَوْل فِي المغتسل “.
قَالَ يحيى: قيل لَهُ: ” أسمعته من الْحسن؟ “، قَالَ: ” لَا “.
هَذَا نَص مَا ذكر الْعقيلِيّ، ففسر أَبُو مُحَمَّد الضَّمِير من ” لَهُ ” بِأَنَّهُ الْأَشْعَث، فجَاء من الْخَطَأ مَا ذَكرْنَاهُ.
قَالَ الْعقيلِيّ: ” حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل، حَدثنَا شَبابَة، حَدثنَا شُعْبَة عَن قَتَادَة بن صبهان قَالَ: سَمِعت عبد الله بن الْمُغَفَّل يَقُول: ” الْبَوْل فِي المغتسل يَاخُذ مِنْهُ الوسواس “.
قَالَ الْعقيلِيّ: ” حَدِيث شُعْبَة أولى، وَلَعَلَّ الْحسن بن ذكْوَان أَخذه عَن أَشْعَث الْحدانِي، وَأَشْعَث بن عبد الله الْأَعْمَى الْحدانِي بَصرِي، فِي حَدِيثه وهم ” انْتهى كَلَام الْعقيلِيّ.
وَهُوَ (كَمَا ترى) لم يعرض فِيهِ لما بَين أَشْعَث وَالْحسن الْبَصْرِيّ، وَكَيف يعرض لَهُ وَهُوَ أخص أَصْحَابه، وَقد سمع مِنْهُ كثيرا، وَإِنَّمَا عرض لرِوَايَة الْحسن بن ذكْوَان عَن الْحسن، فَبين بِمَا أورد أَنَّهَا مُنْقَطِعَة، وَأَنه لَعَلَّه إِنَّمَا أَخذ هَذَا الحَدِيث عَن أَشْعَث، عَن الْحسن، فَإِن الحَدِيث حَدِيث أَشْعَث. فَاعْلَم ذَلِك، وَالله الْمُوفق. اهـ (بيان الوهم)
وقال ابن الملقن في التحفة:
وَأعله عبد الْحق بِمَا بَين ابْن الْقطَّان وهمه … –إلى أن قال-
قلت قد أوردهُ الْعقيلِيّ فِي الضُّعَفَاء وَقَالَ فِي حَدِيثه وهم ثمَّ ذكر لَهُ هَذَا الحَدِيث اهـ.
وقال أيضا في البدر المنير: وَأعله عبد الْحق بِمَا بَين ابْن الْقطَّان أَنه غلط من جِهَة النَّقْل. اهـ.
وقال الذهبي في ميزان الاعتدال:
وقد أورده العقيلى في الضعفاء، وقال: في حديثه وهم.
وقال: حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الاشعث، عن الحسن، عن عبدالله بن معقل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يبولن أحدكم في مستحمه ثم يتوضأ فيه / فإن عامة الوسواس منه، ورواه ابن المبارك عن معمر.
قلت: قول العقيلى في حديثه وهم، ليس بمسلم إليه، وأنا أتعجب كيف لم يخرج له البخاري ومسلم. اهـ.
وضعفه الألباني في الأم بعنعنة الحسن فقال:
وهو- وإن كانوا قد ذكروا له سماعاً من عبد الله بن مغفل-؛ فليس معنى ذلك
أن كل حديث له عنه موصول سمعه منه، بل لا بد من تصريحه بالسماع من كل
صحابي يروي عنه، ليكون حجة خالياً من علة. هذا هو الذي يقتضيه علم
مصطلح الحديث اهـ.
28 – حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ حُمَيْدٍ الْحِمْيَرِىِّ – وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ – قَالَ لَقِيتُ رَجُلاً صَحِبَ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- كَمَا صَحِبَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ يَمْتَشِطَ أَحَدُنَا كُلَّ يَوْمٍ أَوْ يَبُولَ فِى مُغْتَسَلِهِ.
——
قال الذهبي: منكر، وزهير هو ابن معاوية الجعفي آخر الثقات الأثبات تنقيح التحقيق 1/ 32
والحديث قد جاء عن جماعة من الصحابة ولا يصح شئ منها، قال أبوعبدالله بن منده: وأما نهي النبي صلى الله عليه وسلم – أن يغتسل بفضل وضوء المرأة فروي عن أبي هريرة، وأبي ذر، والحكم بن عمرو الغفاري، ورجل صحب النبي صلى الله عليه وسلم كما صحبه ابوهريرة، ولا يثبت عن واحد منهم من جهة السند ا. ه كما في الامام لابن دقيق العيد 1/ 164
وقال ابن عبدالبر: الآثار في الكراهية لا تقوم بها حجة ا ه الاستذكار 2/ 13 انتهى من تحقيق البلوغ ط الآثار
وحديث نهى صلى الله عليه وسلم أن يمتشط إلا غبا. ورد من حديث عبدالله بن مغفل ورواية هشام بن حسان عن الحسن ضعيفة وضعفه في احاديث معلة بذلك.
وذكره العقيلي في ترجمة محمد بن موسى من طريق نافع عن ابن عتبة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الترجل إلا غبا. وقال: وقد روي هذا من غير هذا الوجه بإسناد أصلح من هذا.
ولعله يقصد حديث فضالة بن عبيد (كان ينهانا عن كثير من الإرفاه) سنن ابي داود 4162
وهو حديث صحيح
قال ابن القطان الفاسي:
وقد كتب الحميدي إلى ابن حزم من العراق يخبره بصحة هذا الحديث اهـ (بيان الوهم والإيهام)
وقال البيهقي- عقبه -: “هذا الحديث رواته ثقات إلا أن حميدا لم يسم الصحابي الذي حدثه فهو بمعنى المرسل إلا أنه مرسل جيد لولا مخالفته للأحاديث الثابتة الموصولة قبله، وداود بن عبد الله الأودي لم يحتج به الشيخان – رحمهما الله تعالى -. اهـ
وقد نقل ابن حجر هذا تعليل البيهقي كما في النكت لكن ابن حجر جعل تعليل البيهقي منصب على عدم ذكر الصحابي فقط وعلق الشيخ ربيع بقوله:
بل علله البيهقي بعلتين أخريين:
1 – بمخالفته للأحاديث الثابتة الموصولة قبله.
2 – وبكون داود بن عبد الله الأودي لم يحتج به الشيخان. السنن 1/ 190 وانظر الصفحة السابقة لهذه الصفحة اهـ (النكت على ابن الصلاح)
والحديث في الصحيح المسند برقم: 1470
16 – باب النَّهْىِ عَنِ الْبَوْلِ فِى الْجُحْرِ. (16)
29 – حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نَهَى أَنْ يُبَالَ فِى الْجُحْرِ. قَالَ قَالُوا لِقَتَادَةَ مَا يُكْرَهُ مِنَ الْبَوْلِ فِى الْجُحْرِ قَالَ كَانَ يُقَالُ إِنَّهَا مَسَاكِنُ الْجِنِّ.
——-
قال أحمد: لم يسمع من عبدالله بن سرجس. وابن المديني أثبت السماع.
وورد بمرسلين أن سعد بن عبادة بال في جحر فمات فسمع منادي يقول:
نحن الذين قتلنا سعد بن عباده *** بسهم فلم نخطأ فؤاده
قال ابن الملقن في تحفة المحتاج: وَقَالَ ابْن الْمَدِينِيّ سمع قَتَادَة من عبد الله بن سرجس اهـ. وراجع (التلخيص الحبير)
وقال الشيخ مقبل الوادعي في الصحيح المسند حديث رقم: 579:
وقتادة قد صحح أبو زرعة سماعه من عبد الله بن سرجس وإن كان الإمام أحمد لا يراه سمع كما في (جامع التحصيل)) فالمثبت مقدم على النافي اهـ.
وقال محققوا المسند: قد أثبت سماعه منه غيرُ واحد من أهل العلم كعلي ابن المديني وأبي زرعة وأبي حاتم الرازيَّينِ، وأحمد بن حنبل في رواية ابنه عبد الله، وأما في رواية حرب بن إسماعيل فقد تشكَّك في سماعه منه، وصحح اهـ.
جاء في العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد:
5264 – قيل سمع قتادة من عبد الله بن سرجس قال نعم قد حدث عنه هشام يعني عن قتادة عن عبد الله بن سرجس حديثا واحدا وقد حدث عنه عاصم الأحول اهـ.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله بعد ذكر الحديث وذكر الاختلاف في السماع: وأثبت سماعه منه علي بن المديني. وصححه ابن خزيمة وابن السكن اهـ (التلخيص:1/ 278)
وَقَالَ الْحَاكِم أَبُو عبد الله فِي «الْمُسْتَدْرك»: لَعَلَّ مُتَوَهمًا (يتَوَهَّم) أَن قَتَادَة لم يذكر سَمَاعه من عبد الله بن سرجس وَلَيْسَ هَذَا بمستبدع؛ فقد سمع قَتَادَة جمَاعَة من الصَّحَابَة لم يسمع مِنْهُم عَاصِم بن سُلَيْمَان الْأَحول، وَقد احْتج مُسلم بِحَدِيث عَاصِم عَن عبد الله بن سرجس، وَهُوَ من سَاكِني الْبَصْرَة. اهـ
قال ابن الملقن: قَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين: لَيْسَ فِيمَا قَالَ أَحْمد جزم بالانقطاع؛ فَإِن (أمكن) اللِّقَاء من قَتَادَة لعبد الله بن سرجس فَهُوَ مَحْمُول عَلَى الِاتِّصَال عَلَى طَريقَة مُسلم. (بدر المنير)
والحديث في الصحيح المسند برقم: 579
17 – باب مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْخَلاَءِ. (17)
30 – حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ حَدَّثَتْنِى عَائِشَةُ رضى الله عنها أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْغَائِطِ قَالَ «غُفْرَانَكَ».
——–
قلت سيف: على شرط المتمم على الذيل.
قال الألباني: صحيح.
قال أبوحاتم: أصح شئ في الباب.
ويوسف بن ابي بردة. وثقه العجلي وابن حبان والحاكم والذهبي.
والحديث ذكره ابن الجوزي في العلل المتناهية ونقل أن الترمذي قال: غريب، وبعضهم نقل عن الترمذي أنه قال: حسن غريب. وأخرجه البخاري في الأدب.
أما زيادة (والحمدلله على نعمه) فانكرها البيهقي بأنه غير موجوده في النسخ القديمة لصحيح ابن خزيمة إنما ألحقت بخط جديد
وكذلك لفظ (الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني … ). لا تصح
18 – باب كَرَاهِيَةِ مَسِّ الذَّكَرِ بِالْيَمِينِ فِى الاِسْتِبْرَاءِ. (18)
31 – حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالاَ حَدَّثَنَا أَبَانُ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «إِذَا بَالَ أَحَدُكُمْ فَلاَ يَمَسَّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ وَإِذَا أَتَى الْخَلاَءَ فَلاَ يَتَمَسَّحْ بِيَمِينِهِ وَإِذَا شَرِبَ فَلاَ يَشْرَبْ نَفَسًا وَاحِدًا».
——-
أخرجه البخاري 153. ومسلم 267
32 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ آدَمَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمِصِّيصِىُّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى زَائِدَةَ قَالَ حَدَّثَنِى أَبُو أَيُّوبَ – يَعْنِى الإِفْرِيقِىَّ – عَنْ عَاصِمٍ عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ وَمَعْبَدٍ عَنْ حَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ الْخُزَاعِىِّ قَالَ حَدَّثَتْنِى حَفْصَةُ زَوْجُ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَجْعَلُ يَمِينَهُ لِطَعَامِهِ وَشَرَابِهِ وَثِيَابِهِ وَيَجْعَلُ شِمَالَهُ لِمَا سِوَى ذَلِكَ.
————
قال الألباني: صحيح.
وقال محققو المسند: الأفريقي متكلم فيه. وعلصم اضطرب فيه. قال ابن حجر: ابن ابي أيوب فيه مقال. وعاصم اضطرب في سنده
33 – حَدَّثَنَا أَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ حَدَّثَنِى عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ ابْنِ أَبِى عَرُوبَةَ عَنْ أَبِى مَعْشَرٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْيُمْنَى لِطُهُورِهِ وَطَعَامِهِ وَكَانَتْ يَدُهُ الْيُسْرَى لِخَلاَئِهِ وَمَا كَانَ مِنْ أَذًى.
——-
ابراهيم لم يسمع عائشة قال ابن الملقن: وأخرجه ابوداود في اللباس عن مسروق ومن هذه الطريق اخرجه الشيخان. ويعضد الانقطاع ما ورد عن حفصة
لكن حديث عائشة الذي في الصحيحين أخرجه البخاري 167 ومسلم 268 لكن لفظه كان يحب التيمن في شأنه كله في تنعليه وترجله وطهوره … وحمله العراقي في طرح التثريب على تقديم اليمين وليس المقصود استعمال اليمين.
لكن يشهد لمعنى استعمال اليمين في الطاهرات الأمر بالأكل بها وعدم جواز مس الذكر بها وعدم الاستنجاء واليسار على العكس من ذلك.
34 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ بَزِيعٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِى مَعْشَرٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- بِمَعْنَاهُ.
——-
رواه عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ ابْنِ أَبِى عَرُوبَةَ عَنْ أَبِى مَعْشَرٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَائِشَةَ أي منقطعا.
ورواه ابن أبي عدي عن سعيد منقطعا أيضا وأدخل رجل بين سعيد وأبي معشر.
ورواه محمد بن جعفر غندر عن سعيد منقطعا.
ورواه عبدة بن سليمان عن سعيد منقطعا كما في مسند ابن راهويه.
وخالفهم عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِى مَعْشَرٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ فرواه موصولا ولا يتحمل مخالفتهم قطعا
قال الدارقطني في “العلل” 5/ورقة 69: وقول ابن أبي عدي أشبه بالصواب.
أي إدخال رجل بين سعيد وأبي معشر مع الإنقطاع.
فالحديث ضعيف لجهالة الراوي مع وجود الانقطاع بين إبراهيم وعائشة رضي الله عنها.
وقال ابن الملقن في بدر المنير:
وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي «مراسيله»: ثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْبَراء قَالَ: قَالَ عَلّي بن الْمَدِينِيّ: إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ لم يلق أحدا من أَصْحَاب رَسُول الله – صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم -. قلت لَهُ: فعائشة؟ قَالَ: هَذَا لم يروه غير سعيد بن أبي عرُوبَة، عَن أبي معشر، عَن إِبْرَاهِيم، وَهُوَ ضَعِيف. اهـ المقصود
وقال الحافظ في النتائج ” 1/ 142:
و رجح الدارقطنى فى العلل هذه الرواية فصار الحديث بسبب ذلك ضعيفا من أجل المبهم و سعيد مع كونه مدلسا و قد عنعنه فإنه ممن اختلط اهـ. وحسنه الحافظ بشواهده.
وورد بإسناد آخر عن مغيرة عن إبراهيم عن عائشة عند أحمد
ومغيرة يدلس عن إبراهيم , وإبراهيم لم يسمع من عائشة.
وورد بإسناد آخر عن الأعمش عن رجل عن مسروق عن عائشة عند الإمام أحمد
والأعمش مدلس والرجل مجهول.
وانظر الحديث السابق
19 – باب الاِسْتِتَارِ فِى الْخَلاَءِ
35 – حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِىُّ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ ثَوْرٍ عَنِ الْحُصَيْنِ الْحُبْرَانِىِّ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «مَنِ اكْتَحَلَ فَلْيُوتِرْ مَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ وَمَنْ لاَ فَلاَ حَرَجَ وَمَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ مَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ وَمَنْ لاَ فَلاَ حَرَجَ وَمَنْ أَكَلَ فَمَا تَخَلَّلَ فَلْيَلْفِظْ وَمَا لاَكَ بِلِسَانِهِ فَلْيَبْتَلِعْ مَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ وَمَنْ لاَ فَلاَ حَرَجَ وَمَنْ أَتَى الْغَائِطَ فَلْيَسْتَتِرْ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ إِلاَّ أَنْ يَجْمَعَ كَثِيبًا مِنْ رَمْلٍ فَلْيَسْتَدْبِرْهُ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَلْعَبُ بِمَقَاعِدِ بَنِى آدَمَ مَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ وَمَنْ لاَ فَلاَ حَرَجَ». قَالَ أَبُو دَاوُدَ رَوَاهُ أَبُو عَاصِمٍ عَنْ ثَوْرٍ قَالَ حُصَيْنٌ الْحِمْيَرِىُّ وَرَوَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الصَّبَّاحِ عَنْ ثَوْرٍ فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخَيْرُ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ أَبُو سَعِيدٍ الْخَيْرُ هُوَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-.
———
قال الألباني: ضعيف.
قلت سيف: فيه الحصين مجهول
وراجع مشكل الحديث رقم22، حيث نقلنا أن الحديث الذي أخرجه مسلم 1300 (الاستجمار تو ورني الجمار تو والسعي تو والطواف تو واذا استجمر فليستجمر بتو) أعله ابن القطان بعنعنة أبي الزبير. وحيث صرح إنما رواه بلفظ (من استجمر فليستجمر وترا) وحمله مالك على البخور وأنه يجعله ثلاثة أعواد. وقيل تراجع لقول الجمهور وأن المقصود الاستجمار.