977 التعليق على الصحيح المسند
مجموعة رامي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1،2،3 والاستفادة والمدارسة –
——-
977 حديث عن علي بن ابي طالب قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ولابي بكر (مع أحدكما جبريل، ومع الآخر ميكائيل، وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال، ويكون في الصف)
——-
سبق في الصحيح المسند 893 ذكر حماية جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم وتعليمه الاستعاذة حين ارادة الشياطين الكيد به ونزلت من كل مكان لكن ذكرنا أنه معل.
مما ورد في في غزوة بدر أن الشيطان كان على صورة سراقة فلما رأى الملائكة فر وقال (إني أرى ما لا ترون) وهو يحتمل التحسين.
في الحديث فضيلة ظاهرة لأبي بكر وعلي بن أبي طالب.
وفيه دلالة من دلائل النبوة
– ولاية الملائكة للمسلمين وولاية المسلمين لهم.
فيه الإيمان بالملائكة ومحبتهم لأنهم ينصرون المسلمين فمما اتذكر:
قوله تعالى (وأنزل جنودا لم تروها) (إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم ان يمدكم ربكم بثلاثة ءالاف من الملائكة منزلين) آل عمران 66
ومن ذلك نزول ملك الجبال لنصرة محمد صلى الله عليه وسلم – وقتالهم في الأحزاب وقول جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم هل وضعت لأمتك، قال نعم: قال: ما كان لنبي أن يضع لأمته حتى يفصل الله عزجل بينه وبين عدوه. والملائكة الحافة بمكة والمدينة. والحفظة. ومن ذلك رفع جبريل مدائن قوم لوط بجناحه وقلبها
وذكر لي الأصحاب الديني وأحمد بن علي ورامي وابن غدير هذه النصوص:
عن جابر قال: لما كان يوم الأحزاب، قال النبي، صلى الله عليه وسلم: من يحمي أعراض المسلمين؟ قال كعب بن مالك: أنا. وقال ابن رواحة: أنا. وقال حسان: أنا. قال: نعم، اهجهم أنت، وسيعينك عليهم روح القدس.
عن البراء: أن رسول الله قال لحسان: اهجهم وهاجهم وجبريل معك.
قال تعالى (قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ)
[سورة هود 81]
وقال تعالى: {قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (31) قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (32) لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ (33) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ (34) فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (36) وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ}
(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)
[سورة فصلت 30]
عن ابن عباس قال بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه وصوت الفارس يقول أقدم حيزوم فنظر إلى المشرك أمامه فخر مستلقيا فنظر إليه فإذا هـو قد خطم أنفه وشق وجهه كضربة السوط فاخضر ذلك أجمع فجاء الأنصاري فحدث بذلك رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال صدقت ذلك من مدد السماء الثالثة فقتلوا يومئذ سبعين وأسروا سبعين …
صحيح مسلم
عن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، حدثته أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد، قال: ” لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال فسلم علي، ثم قال: يا محمد، فقال، ذلك فيما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده، لا يشرك به شيئا “.
صحيح البخاري3231 –
تلخيص من كتاب الملائكة المقربين في شرح حديث 1418 من الصحيح المسند عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تالى (وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا)
ومما يخص حديثنا:
قال تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} [سورة البقرة 177]
وقال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ} [سورة البقرة 285]
وفي حديث جبريل عليه السلام، لما سُأل النبيصلى الله عليه وسلم، عن الإيمان قال النبيصلى الله عليه وسلم: {الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره} {مسلم}
•الإجماعات في الإيمان بالملائكة:
1 – الإجماع على وجود الملائكة والجن وهم من العوالم الغيبية.
2 – أن الملائكة مخلوقات وأعيان لا من الأعراض.
3 – أن الملائكة مؤمنون فضلاء.
4 – أن الملائكة لايعصون الله تعالى.
5 – إمكانية موت الملائكة.
6 – أن الجن موجودون مكلفون وأن لهم ثواب وعقاب.
الأسماء الخاصة:
1_ جبريل ويسمى بالروح وروح القدس: قال تعالى: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} فسماه رب العزة (جبريل)
[قال حسين: وسيأتي التفصيل في اسم جبريل وصفاته في فصل خاص]
2_ ميكائيل قال تعالى: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ}
عمله.
ذكر ابن كثير رحمه الله أن ميكائيل موكل بالقطر والنبات وله أعوان.
3_ إسرافيل , قال أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف سألت عائشة أم المؤمنين بأي شيء كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل قالت: كان إذا قام من الليل افتتح صلاته ((اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل … )) رواه مسلم
[قال حسين: قال القرطبي: الأمم مجمعة على أن الذي ينفخ في الصور إسرافيل عليه السلام.
ونقل الإجماع الحليمي أيضا وكذا الإمام الكرماني في إجماع السلف]
من فضائل جبريل عليه السلام:
1_ دافع الله عز وجل عنه وبين أن من كان عدوا لجبريل فهو عدو لله عز وجل قال تعالى: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ * مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ}.
2_ أن الله عز وجل وصفه بالأمانة قال تعالى: {نزلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ}
قال العلامة السعدي: وهو جبريل عليه السلام، الذي هو أفضل الملائكة وأقواهم {الأمِينُ} الذي قد أمن أن يزيد فيه أو ينقص اهـ. (تفسيره)
3_ أن الله تعالى أوكل إليه مهمة الوحي، فإذا كان ميكال مهمته ما فيه حياة الناس المعيشية، فإن جبريل مهمته ما فيه حياة الناس القلبية وهي حياة الإيمان
4_ أن الله عز وجل أضافه إلى نفسه تشريفا وتكريما , قال تعالى: {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا}
قال ابن كثير رحمه الله: قَالَ مُجَاهِدٌ، وَالضَّحَّاكُ، وقَتَادَةُ، وَابْنُ جُرَيْج وَوَهْبُ بْنُ مُنَبِّه، والسُّدِّي، فِي قَوْلِهِ: {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا} يعني: جبريل، عليه السلام وَهَذَا الَّذِي قَالُوهُ هُوَ ظَاهِرُ الْقُرْآنِ … اهـ (تفسيره)
5_ أن له مكانة عند الله , قال تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ. ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ. مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} قال ابن كثير رحمه الله:
أَيْ: لَهُ مَكَانَةٌ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمَنْزِلَةٌ رَفِيعَةٌ اهـ (تفسيره)
6_ أنه من سادات الملائكة وأنه مطاع في الملأ الأعلى قال تعالى: {مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ}
7_ أنه شهد بدرا , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ بَدْرٍ ((هَذَا جِبْرِيلُ آخِذٌ بِرَاسِ فَرَسِهِ عَلَيْهِ أَدَاةُ الْحَرْبِ)) أخرجه البخاري
8_ أن الله عز وجل اصطفاه وقربه , كان النبي صلى الله عليه وسلم يدع بـ ((اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض … )) رواه مسلم.
قال ابن القيم تعليقا على الحديث: فذكر هؤلاء الثلاثة من الملائكة لكمال اختصاصهم واصطفائهم وقربهم من الله (زاد المعاد)
9_ أن الله عز وجل ذكر اسمه مع اسمه دون بقية الملائكة , قال سبحانه {: فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ}
10_ أن الله عز وجل كلمه , قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبداً نادى جبريل: إن الله قد أحب فلاناً فأحبه .. )) متفق عليه.
صفاته عليه السلام.
1_ أنه متصف بالأمانة كما سبق معنا.
2_ أنه ذو منظر حسن وخلق طيب قال تعالى: {ذُو مِرَّةٍ}
قال ابن كثير: أي: ذو قوة. قاله مجاهد، والحسن، وابن زيد. وقال ابن عباس: ذو منظر حسن.
وقال قتادة: ذو خَلْق طويل حسن.
ولا منافاة بين القولين؛ فإنه، عليه السلام، ذو منظر حسن، وقوة شديدة اهـ (تفسيره)
3_ أنه ذو علم {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى}
4_ القوة الهائلة: قال تعالى: {ذِي قُوَّةٍ} وقال تعالى: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى}
5_ له ستمائة جناح قال الله تعالى {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى}
قال ابن مسعود رضي الله عنه: ((أنه رأى جبريل له ستمائة جناح)) متفق عليه.]
3_ حفظ بني آدم , الحفظة والمعقبات ملائكة موكلون بالإنسان يحفظونه ويحوطونه مما يضره من الأعداء المشاهدين وغير المشاهدين فإذا قدر عليهم شيء أسلموه لقدر الله بأمر الله وهم غير الكتبة
قال تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُون)
وفي اتحاف الخيرة
7 – بَابُ فِي شُهُودِ الْمَلَائِكَةِ وَقِتَالِهَا يَوْمَ بَدْرٍ
4548/ 1 – قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أبنا محمد بن إسحاق، عن أبيه، عن رجال مِنْ بَنِي مَازِنٍ حَدَّثُوهُ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الْمَازِنِيِّ قَالَ: “إِنِّي لَأَتْبَعُ رَجُلًا يَوْمَ بَدْرٍ لِأَضْرِبَهُ بِسَيْفِي، فَسَقَطَ رَاسُهُ قَبْلَ أَنْ يَصِلْ إِلَيْهِ سَيْفِي، فَعَلِمْتُ أَنْ قَدْ قَتَلَهُ غَيْرِي “.
ثم ساق أحاديث أخرى وبين ما في بعضها من الضعف
ومن سير أعلام النبلاء:
أن الشيطان تصور في صورة سراقة بن مالك بن جعشم، فقال للمشركين: {لا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ} [الأنفال: 48]، فلما اصطف القوم قال أبو جهل: اللهم أولانا بالحق فانصره.
ورفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فقال: “يا رب إنك إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض أبدا”. فقال له جبريل: خذ قبضة من التراب. فأخذ قبضة من التراب فرمى بها في وجوههم، فما من المشركين من أحد إلا أصاب عينيه ومنخريه وفمه، فولوا مدبرين, وأقبل جبريل إلى إبليس، فلما رآه وكانت يده في يد رجل من المشركين نزع يده وولى مدبرا وشيعته. فقال الرجل: يا سراقة، أما زعمت أنك لنا جار؟ قال: {إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ} [الأنفال: 48].
ومن كتاب حسن المقال:
أفضل الملا ئكة.
قال تعالى: {قل من كان عدوًّا لجبريل فإنّه نزّله على قلبك بإذن الله مصدّقًا لما بين يديه وهدًى وبشرى للمؤمنين (97) من كان عدوًّا للّه وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإنّ الله عدوٌّ للكافرين (98)} [البقرة/97 – 99]
وقال تعالى: {وإنّه لتنزيل ربّ العالمين (192) نزل به الرّوح الأمين (193) على قلبك لتكون من المنذرين (194) بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ (195)} [الشعراء/192 – 196]
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى::- (3994)
حدّثنى إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جريرٌ عن يحيى بن سعيدٍ عن معاذ بن رفاعة بن رافعٍ الزّرقىّ عن أبيه – وكان أبوه من أهل بدرٍ – قال جاء جبريل إلى النّبىّ – صلى الله عليه وسلم – فقال «ما تعدّون أهل بدرٍ فيكم قال من أفضل المسلمين – أو كلمةً نحوها – قال وكذلك من شهد بدرًا من الملائكة».
قال الامام مسلم رحمه الله: (2306)
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشر وأبو أسامة عن مسعر عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن سعد قال: رأيت عن يمين رسول الله صلى الله عليه و سلم وعن شماله يوم أحد رجلين عليهما ثياب بياض ما رأيتهما قبل ولا بعد يعني جبريل وميكائيل عليهما السلام.
47 – (2306) وحدثني إسحاق بن منصور، أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا إبراهيم بن سعد، حدثنا سعد، عن أبيه، عن سعد بن أبي وقاص، قال: «لقد رأيت يوم أحد عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن يساره رجلين عليهما ثياب بيض، يقاتلان عنه كأشد القتال ما رأيتهما قبل ولا بعد»
وبوب عليها النووي 10 – باب في قتال جبريل وميكائيل عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد
وقال القرطبي في المفهم: وقتال الملائكة للكفار يوم بدر، ويوم أحد لم يخرج عن عادة القتال المعتاد بين الناس، ولو أذن الله تعالى لملك من أولئك الملائكة بأن يصيح صيحة واحدة في عسكر العدو لهلكوا في لحظة واحدة، أو لخسف بهم موضعهم، أو أسقط عليهم قطعة من الجبل المطل عليهم، لكن لو كان ذلك: لصار الخبر عيانا، والإيمان بالغيب مشاهدة، فيبطل في التكليف، فلا يتوجه لوم، ولا تعنيف، كما قد صرح الله تعالى بذلك قولا وذكرا؛ إذ قال: {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا}.
وفي عمدة القاري: وعن ابن إسحاق أن النبي في يوم بدر خفق خفقة ثم انتبه فقال أبشر يا أبا بكر أتاك نصر الله هذا جبريل آخذ فعنان فرسه يقوده على ثناياه الغبار ومن مرسل عطية بن قيس أخرجه سعيد بن منصور أن جبريل عليه السلام أتى النبي بعدما فرغ من بدر على فرس حمراء معقود الناصية قد عصب الغبار ثنيته عليه درعه وقال يا محمد إن الله بعثني إليك وأمرني أن لا أفارقك حتى ترضى أفرضيت قال نعم وروى البيهقي من طريق محمد بن جبير بن مطعم أنه سمع عليا رضي الله تعالى عنه يقول هبت ريح شديدة لم أر مثلها ثم هبت ريح شديدة وأظنه ذكر ثالثة فكانت الأولى جبريل والثانية ميكائيل والثالثة إسرافيل عليهم السلام وكان ميكائيل عن يمين النبي وفيها أبو بكر وإسرافيل عن يساره وأنا فيها ومن طريق أبي صالح عن علي رضي الله تعالى عنه قال قيل لي ولأبي بكر يوم بدر مع أحد كما جبريل ومع الآخر ميكائيل وإسرافيل عليه السلام ملك عظيم يحضر الصف ويشهد القتال وأخرجه أحمد وأبو يعلى وصححه الحاكم فإن قلت ما الحكمة في قتال الملائكة مع النبي مع أن جبريل عليه السلام كان قادرا على دفع الكفار بريشة من جناحه قلت ليكون لفعل النبي وأصحابه وتكون الملائكة مددا على عادة مدد الجيش
وفي بعض الفتاوى:
الغزوات التي قاتلت فيها الملائكة الكرام
[السُّؤَالُ]
ـ[كم مرة نزلت الملائكة تقاتل مع الرسول – صلى الله عليه وسلم – وهل تنزل الملائكة تقاتل أيامنا هذه مع المؤمنين؟
ولكم الشكر والاحترام.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد نزلت الملائكة للقتال في يوم بدر وأحد، وظاهر الأدلة أنهم قاتلوا بحنين أيضا وبالخندق.
وقد جزم النووي في شرح مسلم أن قتالهم لم يختص بيوم بدر، ودليل نزولهم قوله تعالى: إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى المَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ {الأنفال:12}.
ودليل نزولهم بأحد ما في صحيح مسلم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: رأيت عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن شماله يوم أحد رجلين عليهما ثياب بيض ما رأيتهما قبل ولا بعد يعني جبريل وميكائيل. وفي رواية لمسلم أنه قال: رأيت يوم أحد عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن يساره رجلين عليهما ثياب بيض يقاتلان كأشد القتال ما رأيتهما قبل ولا بعد.
وراجع تفسير ابن كثير في روايات قتالهم بحنين والخندق، وقد روى ابن عبد البر ما يفيد قتالهم مع الصحابة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.