1428 – التعليق على الصحيح المسند
بالتعاون مع مجموعات السلام 1،2،3 والاستفادة والمدارسة
———-
1428 – قال الإمام الترمذي رحمه الله: حدثنا أبو كريب حدثنا عبدة بن سليمان وعبد الرحيم ومحمد بن بشر عن محمد بن عمرو حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار.
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح.
——–
وجاء في صحيح مسلم
باب: كثرة حيائه صلى الله عليه وسلم
حديث أبي سعيد رضي الله عنه (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها. وكان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه)
وحديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (لم يكن فاحشا ولا متفحشا، وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من خياركم أحاسنكم أخلاقا
وقلنا في تعليقنا عليه:
{الحياء}
الحياء لغة:
مصدر قولهم حيي وهو مأخوذ من مادّة (ح ي ي) الّتي تدلّ على الاستحياء الّذي هو ضدّ الوقاحة
الحياء اصطلاحا:
خلق يبعث على ترك القبيح من الأقوال والأفعال والأخلاق يمتنع صاحبه من التّقصير في حقّ ذي الحقّ.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار».
__________
قوله: (والإيمان في الجنة) أي: أهـل الإيمان في الجنة (والبذاء) هـو بالمد الفحش من القول. [حاشية السندي على ابن ماجه].
قال أبو حاتم في روضة العقلاء ص56 – 58:
” الواجب على العاقل لزوم الحياء؛ لأنه أصل العقل وبذر الخير، وتركه أصل الجهل وبذر الشر، والحياء يدل على العقل كما أن عدمه دال على الجهل، ومن لم ينصف الناس منه حياؤه لم ينصفه منهم قحته.
ولقد أحسن الذي يقول:
وليس بمنسوب إلى العلم والنهى … فتى لا ترى فيه خلائق أربع.
فواحدة تقوى الإله التي بها … ينال جسيم الخير والفضل أجمع.
وثانية صدق الحياء فإنه … طباع عليه ذو المرؤة يطبع.
وثالثة حلم إذا الجهل أطلعت … إليه خبايا من فجور تسرع.
ورابعة جود بملك يمينه … إذا نابه الحق الذي ليس يدفع.
قال رحمه الله:
فإذا لزم المرء الحياء كانت أسباب الخير منه موجودة، كما أن الواقح إذا لزم البذاء كان وجود الخير منه معدوما، وتواتر الشر منه موجودا، لأن الحياء هـو الحائل بين المرء وبين المزجورات كلها، فبقوة الحياء يضعف ارتكابه إياهـا، وبضعف الحياء تقوى مباشرته إياهـا، ولقد أحسن الذي يقول:
ورب قبيحة ما حال بيني … وبين ركوبها إلا الحياء.
فكان هـو الدواء لها ولكن … إذا ذهـب الحياء فلا دواء.
انتهى كلامه رحمه الله …
وقال الماوردي في أدب الدنيا والدين ص247:
اعلم أن الخير والشر معان كامنة تعرف بسمات دالة كما قالت العرب في أمثالها: “تخبر عن مجهوله مرآته”.
وكما قال سلم بن عمرو الشاعر:
لا تسأل المرء عن خلائقه … في وجهه شاهـد من الخبر
فسمة الخير الدعة والحياء، وسمة الشر القحة والبذاء. وكفى بالحياء خيرا أن يكون على الخير دليلا، وكفى بالقحة والبذاء شرا أن يكونا إلى الشر سبيلا …
قال بعض الحكماء: “من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه”.
وقال بعض البلغاء: “حياة الوجه بحيائه، كما أن حياة الغرس بمائه”.
وقال بعض الشعراء، وهـو صالح بن عبدالقدوس:
إذا قل ماء الوجه قل حياؤه … ولا خير في وجه إذا قل ماؤه.
حياؤك فاحفظه عليك وإنما … يدل على فعل الكريم حياؤه.
وليس لمن سلب الحياء صاد عن قبيح ولا زاجر عن محظور، فهو يقدم على ما يشاء ويأتي ما يهوى، وبذلك جاء الخبر.
انتهى كلامه رحمه الله.
{المعاصي تذهب الحياء:}
قال ابن القيّم- رحمه الله تعالى-: من عقوبات المعاصي ذهاب الحياء الّذي هو مادّة حياة القلب، وهو أصل كلّ خير وذهابه ذهاب الخير أجمعه فقد جاء في الحديث الصّحيح “الحياء خير كلّه”.
والمقصود أنّ الذّنوب تضعف الحياء من العبد، حتّى ربّما انسلخ منه بالكلّيّة حتّى إنّه ربّما لا يتأثّر بعلم النّاس بسوء حاله، ولا باطّلاعهم عليه، بل كثير منهم يخبر عن حاله وقبح ما يفعل، والحامل له على ذلك انسلاخه من الحياء، وإذا وصل العبد إلى هذه الحال لم يبق في صلاحه مطمع.
وإذا رأى إبليس طلعة وجهه حيّا وقال: فديت من لا يفلح، ومن لا حياء فيه ميّت في الدّنيا شقيّ في الآخرة، وبين الذّنوب وقلّة الحياء وعدم الغيرة تلازم من الطّرفين، وكلّ منهما يستدعي الآخر ويطلبه حثيثا، ومن استحيا من الله عند معصيته استحيا الله من عقوبته يوم يلقاه، ومن لم يستح من معصيته لم يستح الله من عقوبته.
الداء والدواء (131 – 133).
{مظاهر الحياء وأقسامه:}
قال ابن القيّم: قسّم الحياء إلى عشرة أوجه:
حياء جناية، وحياء تقصير، وحياء إجلال، وحياء كرم، وحياء حشمة، وحياء استحقار النّفس (استصغارها)، وحياء محبّة، وحياء عبوديّة، وحياء شرف وعزّة، وحياء المستحيي من نفسه.
1 – فأمّا حياء الجناية:
فمنه حياء آدم عليه السّلام لمّا فرّ هاربا في الجنّة.
قال الله تعالى: «أفرارا منّي يا آدم؟»
قال: لا يا ربّ.
بل حياء منك.
قلت: سيف النعيمي: قال ابن كثير -رحمه الله في تفسيره: غريب وفيه انقطاع بل إعضال.
2 – وحياء التّقصير:
كحياء الملائكة الّذين يسبّحون اللّيل والنّهار لا يفترون، فإذا كان يوم القيامة قالوا سبحانك ما عبدناك حقّ عبادتك.
3 – وحياء الإجلال:
وهو حياء المعرفة، وعلى حسب معرفة العبد بربّه يكون حياؤه منه.
وكذلك من تجله تستحي أن تفعل بعض الأمور أمامه.
4 – وحياء الكرم:
كحياء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من القوم الّذين دعاهم إلى وليمة زينب، وطوّلوا الجلوس عنده، فقام واستحيى أن يقول لهم: انصرفوا. ونزلت آيات من سورة الأحزاب.
5 – وحياء الحشمة:
كحياء عليّ بن أبي طالب- رضي الله عنه- أن يسأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن المذي لمكان ابنته منه.
6 – وحياء الاستحقار، واستصغار النّفس:
كحياء العبد من ربّه عزّ وجلّ حين يسأله حوائجه، احتقارا لشأن نفسه، واستصغارا لها. وقد يكون لهذا النّوع سببان:
أحدهما: استحقار السّائل نفسه. واستعظام ذنوبه وخطاياه.
قالت عائشة في حادثة الإفك (ولنفسي أحقر إلي من أن ينزل الله عزوجل فِيَّ قرآن يتلى).
الثّاني: استعظام مسئوله (وهو المولى عزّ وجلّ).
7 – وأمّا حياء المحبّة:
فهو حياء المحبّ من محبوبه، حتّى إنّه إذا خطر على قلبه في غيبته هاج الحياء من قلبه، وأحسّ به في وجهه ولا يدري ما سببه.
وكذلك يعرض للمحبّ عند ملاقاته محبوبه ومفاجأته له روعة شديدة.
8 – وأمّا حياء العبوديّة:
فهو حياء ممتزج من محبّة وخوف، ومشاهدة عدم صلاح عبوديّته لمعبوده، وأنّ قدره أعلى وأجلّ منها.
فعبوديّته له توجب استحياءه منه لا محالة.
9 – وأمّا حياء الشّرف والعزّة:
فحياء النّفس العظيمة الكبيرة إذا صدر منها ما هو دون قدرها من بذل أو عطاء أو إحسان.
فإنّه يستحيي مع بذله حياء شرف نفس وعزّة.
10 – وأمّا حياء المرء من نفسه: فهو حياء النّفوس الشّريفة العزيزة الرّفيعة من رضاها لنفسها بالنّقص، وقناعتها بالدّون. فيجد نفسه مستحييا من نفسه، حتّى كأنّ له نفسين، يستحيي بإحداهما من الأخرى، وهذا أكمل ما يكون من الحياء. فإنّ العبد إذا استحيى من نفسه فهو بأن يستحيي من غيره أجدر.
مدارج السالكين (2/ 272)
{الحياء أصل لكل خير:}
قال ابن القيّم رحمه الله تعالى:
وخلق الحياء من أفضل الأخلاق وأجلّها وأعظمها قدرا وأكثرها نفعا، بل هو خاصّة الإنسانيّة، فمن لا حياء فيه ليس معه من الإنسانيّة إلّا اللّحم والدّم وصورتهما الظّاهرة، كما أنّه ليس معه من الخير شيء، ولولا هذا الخلق لم يُقْرَ الضّيف، ولم يوف بالوعد، ولم تؤدّ أمانة، ولم تقض لأحد حاجة، ولا تحرّى الرّجل الجميل فآثره، والقبيح فتجنّبه، ولا ستر له عورة، ولا امتنع من فاحشة. وكثير من النّاس لولا الحياء الّذي فيه لم يؤدّ شيئا من الأمور المفترضة عليه، ولم يرع لمخلوق حقّا، ولم يصل له رحما، ولا برّ له والدا؛ فإنّ الباعث على هذه الأفعال إمّا دينيّ، وهو رجاء عاقبتها الحميدة، وإمّا دنيويّ علويّ، وهو حياء فاعلها من الخَلْق.
فقد تبيّن أنّه لولا الحياء إمّا من الخالق أو من الخلائق لم يفعلها صاحبها. ثمّ قال- رحمه الله-:
إنّ للإنسان آمرين وزاجرين، آمر وزاجر من جهة الحياء، فإذا أطاعه امتنع من فعل كلّ ما يشتهي، وله آمر وزاجر من جهة الهوى والطّبيعة، فمن لم يطع آمر الحياء وزاجره، أطاع آمر الهوى والشّهوة ولا بدّ.
كتاب مفتاح دار السعادة لابن القيم (277).
{الآيات الواردة في «الحياء»}
1 – قال تعالى (فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ قالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا فَلَمَّا جاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25)}
بل حياءها قبل ذلك (فوجد من دونهم امرأتين تذودان … ) ثم بعد ذلك قولها (إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا)
2 – وقال تعالى {وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ}
{الأحاديث الواردة في (الحياء)}
1 – * (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «استحيوا من الله حقّ الحياء». قال: قلنا: يا رسول الله إنّا نستحيي والحمد لله، قال: «ليس ذاك، ولكنّ الاستحياء من الله حقّ الحياء: أن تحفظ الرّأس وما وعى، والبطن وما حوى، ولتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدّنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حقّ الحياء») الترمذي (2458) وقال: غريب، وقال المباركفوري في التحفة (7/ 155): أخرجه أحمد وقال محقق جامع الأصول بعد كلام الحاكم: وهو كما قالا، فإن له شواهد يتقوى بها (3/ 616).
قلت (سيف بن دورة):قواه البيهقي بمرسل للحسن. و قال المنذري: إنما ضعف الصباح برفعه هذا الحديث وصوابه عن ابن مسعود موقوف.
وراجع تحقيق المسند 6/ 187حيث نقلوا تعليله بالوقف عن الذهبي في ترجمة الصباح. وقال العقيلي: يرفع الموقوف.
2 – (عن سعيد بن زيد الأنصاريّ- رضي الله عنه- قال: إنّ رجلا قال يا رسول الله: أوصني.
قال: «أوصيك أن تستحيي من الله عزّ وجلّ- كما تستحيي رجلا من صالحي قومك»).
قلت (سيف بن دورة): وراجع الصحيحة 731 لكن نقل محقق مجموع رسائل ابن رجب أن اباحاتم قال في الجرح والتعديل: ليس بمحفوظ. وذكر في المراسيل أن سعيد بن زيد ليس له صحبة.
ونقل عن الدارقطني 4/ 421 أنه رجح طريق عبدالحميد وفيه عن سعيد بن زيد عن ابن عم له قال: قلت: يا رسول الله …
نقلنا توثيق ابن سعد لسعيد بن زيد وتوثيق غيره فيصح الحديث على ترجيح الدارقطني.
3 – (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: قلت يا رسول الله: إنّ البكر تستحيي. قال: «رضاها صمتها») البخاري- الفتح 9 (5137) واللفظ له ومسلم (1420)
4 – (عن سلمان الفارسيّ- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ ربّكم حييّ كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه يدعوه أن يردّهما صفرا، ليس فيهما شيء») * قال الترمذي: رواه بعضهم ولم يرفعه، والموقوف رواه البيهقي في الاسماء والصفات بسند صحيح (تحقيق البلوغ دار الآثار) وكذلك رجح باحث الوقف وأن سلمان رضي الله عنه أخذه من التوراة كما صرح في رواية، وله شواهد لا تصح.
5 – عن أشجّ عبد القيس أنّه قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ فيك خلّتين يحبّهما الله- عزّ وجلّ-». قلت: ما هما؟ قال: «الحلم والحياء».
قلت أقديما كان فيّ أم حديثا؟ قال: «بل قديما». قلت: الحمد لله الّذي جبلني على خلّتين يحبّهما) أحمد (4/ 206) واللفظ له، وابن ماحه (4188)، وأصل حديث أشج عبد القيس، أخرجه البخاري- الفتح 10 (6176)، ومسلم (23) من حديث ابن عباس- رضي الله عنهما.
6 – عن أنس- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ لكلّ دين خلقا وخلق الإسلام الحياء “. رفعه عن مالك عيسى بن يونس عن مالك وكل من روى الموطأ رواه مرسلا. قال الدارقطني في العلل 12/ 182 عن رواية عيسى:، لا يصح عن مالك. وراجع غرائب مالك، وانكره ابن الجوزي، وذكر البيهقي علله في الشعب، وراجع كذلك التمهيد في تخطأه لرواية عيسى بن يونس، وورد من حديث ابن عباس وانكره أبوحاتم كما في العلل. وراجع الأحاديث المرفوعة المعلة في الحلية.
7 – *عن أبي مسعود (وهو البدريّ) – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ ممّا أدرك النّاس من كلام النّبوّة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت») البخاري- الفتح 10 (6120)
8 – * (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ موسى كان حييّا ستّيرا، لا يرى من جلده شيء استحياء من الله فآذاه من آذاه من بني إسرائيل. فقالوا: ما يستتر إلّا من عيب بجلده إمّا برص وإمّا أدرة .. » الحديث) البخاري- الفتح 6 (3404) واللفظ له، ومسلم (339).
9 – * (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «الإيمان بضع وستّون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان») البخاري- الفتح 1 (9) واللفظ له، ومسلم (35)، ورواه أيضا بلفظ الإيمان بضع وسبعون شعبة.
10 – * (عن أسماء بنت أبي بكر- رضي الله عنهما- قالت: ( … فجئت الزّبير، فقلت: لقيني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وعلى رأسي النّوى ومعه نفر من أصحابه فأناخ لأركب، فاستحييت منه وعرفت غيرتك. فقال: والله لحملك النّوى كان أشدّ عليّ من ركوبك معه) البخاري- الفتح 9 (5224). .
11 – * (عن أمّ سلمة- رضي الله عنها- قالت: جاءت أمّ سليم إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقالت: يا رسول الله إنّ الله لا يستحيي من الحقّ، فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت؟ قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «إذا رأت الماء» … البخاري- الفتح 1 (130)، ومسلم (313)، رواه أيضا من حديث أم سليم (311) وحديث عائشة (314).
12 – * (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنّة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النّار») *.صححه الألباني في الصحيحة. والبذاء يقول البيهقي فحش اللسان.
13 – * (عن أبي أمامة- رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «الحياء والعيّ شعبتان من الإيمان، والبذاء والبيان شعبتان من النّفاق»).حسان بن عطية قيل لم يسمع من أبي إمامة كما في المراسيل، قاله ابن عساكر في الأطراف
لكن ورد (المؤمن غِرٌ كريم والمنافق خِبٌ لئيم)
14 – * (عن عمران بن حصين- رضي الله عنهما- قال: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «الحياء لا يأتي إلّا بخير» … البخاري- الفتح 10 (6117) واللفظ له، ومسلم (37)
15 – * (عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جدّه- رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال: «إحفظ عورتك إلّا من زوجتك أو ما ملكت يمينك». فقال: الرّجل يكون مع الرّجل؟ قال: «إن استطعت أن لا يراها أحد فافعل» قلت. والرّجل يكون خاليا. قال: «فالله أحقّ أن يستحيا منه»)
قلت (سيف بن دورة):أخرجه البخاري تعليقا بصيغة الجزم (تحقيقنا لسنن أبي داود 4019)
16 – * (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- قال: «كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أشدّ حياء من العذراء في خدرها) البخاري- الفتح 10 (6119) واللفظ له. ومسلم (2320).
17 – (عن هشام عن أبيه قال: كانت خولة بنت حكيم من اللّاتي وهبن أنفسهنّ للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقالت عائشة: أما تستحيي المرأة أن تهب نفسها للرّجل. فلمّا نزلت تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ قلت: يا رسول الله ما أرى ربّك إلّا يسارع في هواك) * البخاري- الفتح 9 (5113) واللفظ له، ومسلم (1425) خرج أصله.
18 – (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ليس المسكين الّذي تردّه الأكلة والأكلتان، ولكنّ المسكين الّذي ليس له غنى
ويستحيي أن يسأل النّاس إلحافا»).
البخاري- الفتح (1476) واللفظ له ومسلم (1039)
19 – * (عن أنس- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ما كان الفحش في شيء قطّ إلّا شانه، ولا كان الحياء في شيء قطّ إلّا زانه») الترمذي (1974) وقال: حديث حسن. وابن ماجه (4185) واللفظ له، وقال محقق جامع الأصول: حديث حسن وعزاه لأحمد والبخاري في الأدب المفرد (3/ 623).
قلت (سيف بن دورة): معمر عن ثابت مضطرب وهو في أحاديث معلة لمقبل، ورواه حماد بن سلمة لكن بلفظ (ما كان الرفق)
20 – * (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- قال: مرّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «دعه فإنّ الحياء من الإيمان») البخاري- الفتح 10 (6118)، ومسلم (59).
21 – * (عن أنس- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون:
لو استشفعنا إلى ربّنا، فيأتون آدم فيقولون: أنت أبو النّاس. خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته، وعلّمك أسماء كلّ شيء، فاشفع لنا عند ربّك حتّى يريحنا من مكاننا هذا. فيقول: لست هناكم- ويذكر ذنبه فيستحيي- ائتوا نوحا فإنّه أوّل رسول بعثه الله إلى أهل الأرض. فيأتونه فيقول: لست هناكم- ويذكر سؤاله ربّه ما ليس له به علم، فيستحيي- فيقول ائتوا خليل الرّحمن …. ) البخاري- الفتح 8 (4476) واللفظ له ومسلم (193).
22 – * (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله عنه- قال: «لمّا فرغ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من حنين بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس فلقي دريد بن الصّمّة، …. فأشار أبو عامر إلى أبي موسى، فقال: إنّ ذاك قاتلي تراه ذلك الّذي رماني، قال أبو موسى: فقصدت له فاعتمدته فلحقته فلمّا رآني ولّى عنّي ذاهبا فاتّبعته وجعلت أقول له ألا تستحيي؟، ألست عربيّا؟، ألا تثبت؟ فكفّ، فالتقيت أنا وهو فاختلفنا أنا وهو ضربتين فضربته بالسّيف فقتلته … الحديث») البخاري- الفتح 8 (4323)، مسلم (2498) واللفظ له.
{الأحاديث الواردة في (الحياء) معنى}
23 – * (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا بلغه عن الرّجل شيء لم يقل لم قلت كذا وكذا؟ ولكنّه يعمّ فيقول: ما بال أقوام .. ») أخرجه أبو داود (3067)، وذكره ابن كثير في البداية والنهاية (2/ 351) من طريق أبي داود، وقال: في إسناده اختلاف وأشار إليه الحافظ في التهذيب (4/ 362) وقال الحافظ في الإصابة (2/ 180): أخرجه أبو داود والفريابي في مسنده، والبغوي من طريق أبي نعيم وأحمد طرفا منه.
{المثل التطبيقي من حياة النبي صلّى الله عليه وسلّم في (الحياء)}
24 – * (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مضطجعا في بيتي كاشفا عن فخذيه أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر فأذن له، وهو على تلك الحال، فتحدّث، ثمّ استأذن عمر، فأذن له وهو كذلك، فتحدّث، ثمّ استأذن عثمان، فجلس رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وسوّى ثيابه، فلمّا خرج قالت عائشة: …. ) الحديث أخرجه مسلم (2401) ورواه (2402) بلفظ «إن عثمان رجل حيي وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال أن لا يبلغ إلى حاجته».
25 – * (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: إنّ امرأة من الأنصار قالت للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: كيف أغتسل من المحيض؟ قال: «خذي فرصة ممسّكة فتوضّئي ثلاثا». ثمّ إنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم استحيا فأعرض بوجهه، أو قال: «توضّئي بها»، فأخذتها فجذبتها فأخبرتها بما يريد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم) البخاري- الفتح 1 (315) واللفظ له، ومسلم (332).
26 – * (عن أنس رضي الله عنه قال: بني على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بزينب بنت جحش بخبز ولحم، … وكان صلى الله عليه وسلم شديد الحياء فخرج منطلقا نحو حجرة عائشة، فما أدري آخبرته أو أخبر أنّ القوم خرجوا، فرجع حتّى إذا وضع رجله في أسكفّة الباب داخلة وأخرى خارجة أرخى السّتر بيني وبينه، وأنزلت آية الحجاب) البخاري- الفتح 8 (4793) واللفظ له. ومسلم (1428)
===========
من فوائد (الحياء)
(1) من خصال الإيمان وحسن الإسلام.
(2) هجر المعصية خجلا من الله سبحانه وتعالى.
(3) الإقبال على الطّاعة بوازع الحبّ لله عزّ وجلّ.
(4) يبعد عن فضائح الدّنيا والآخرة.
(5) أصل كلّ شعب الإيمان.
(6) يكسو المرء الوقار فلا يفعل ما يخلّ بالمروءة والتّوقير ولا يؤذي من يستحقّ الإكرام.
(7) لا يمنع من مواجهة أهل الباطل ومرتكبي الجرائم.
(8) هو دليل على كرم السّجيّة وطيب المنبت.
(9) صفة من صفات الأنبياء والصّحابة والتّابعين.
(10) يعدّ صاحبها من المحبوبين من الله ومن النّاس.
(11) الحياء حياة للقلب، فإن الحياء مشتق من الحياة. يقول عمر: من قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه.
(12) يدفع المرء إلى التحلي بكل جميل محبوب، والتخلي عن كل قبيح مكروه.
(13) من قوي حياؤه صان عرضه ودفن مساوئه ونشر محاسنه، وكان ذكره محموداً وعند الله مرفوعاً.
تنبيه في الفرق بين الحياء والعجز:
قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى: (فإن الحياء الممدوح في كلام النبي صلى الله عليه وسلم إنما يريد به الخُلق الذي يحث على فعل الجميل، وترك القبيح، فأما الضعف والعجز الذي يوجب التقصير في شيئ من حقوق الله أو حقوق عباده، فليس هو من الحياء، فإنما هو ضعف وخور وعجز ومهانة والله أعلم)
جامع العلوم والحكم (ص 306)
قال النووي على شرح مسلم (ج (2) / (6)): فيمن ترك الأمر بالمعروف حياء بل هو خور و مهانة …
قال ابن عثيمين وقرر أن الحياء لا يمنع من السؤال عن العلم:
ولهذا لما جاء ماعز بن مالك رضي الله عنه إلى النبي عليه الصلاة والسلام جاء يقر بالزنى … فقال له: أنكتها لا يكني بل صرح هنا مع أن هذا مما يستحي منه.
شرح رياض الصالحين للعثيمين
يقول الشافعي رحمه الله
يعيش المرؤ ما استحيا بخير
ويبقى العود مابقي اللحاء
فلا والله ما في العيش خير
ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
إذا لم تخش عاقبة الليالي
ولم تستحي فاصنع ما تشاء
الحياء من الله
أعظم الحياء شأنًا وأعلاه مكانةً وأولاه بالعناية والاهتمام الحياء من الله تبارك وتعالى، خالقِ الخليقة ومُوجِدِ البرية، مَن يراك أينما تكون ولا تخفى عليه منك خافية المطلعِ على سرِّك وعلانيتك وغيبك وشهادتك. وهو خلقٌ كريم ينشأ عن أمور ثلاثة:
الأول: رؤية نعمة الله تبارك وتعالى عليك ومنَّته وفضله.
والثاني: رؤيتك تقصيرَك في حقه وفي القيام بما يجب له عليك سبحانه من امتثال المأمور وترك المحظور.
والأمر الثالث: أن تعلم أنَّه تبارك وتعالى مطَّلع عليك أينما تكون في كلِّ حال وقت لا تخفى عليه منك خافية.
الفوائد المختصرة للشيخ عبدالرزاق العباد.
———-
قال ابن رجب في فتح الباري 96/ 1:
قد يتولد الحياء من الله من مطالعة النعم، فيستحي العبد من الله أن يستعين بنعمته على معاصيه، فهذا كله من أعلى خصال الإيمان.
مسألة:
حكم قول لا حياء في الدين / للشيخ الألباني – رحمه الله –
فقول لا حياء في الدين قد يفهم منه أن الحياء ليس من الدين، وهذا غير بصحيح، بل الحياء شعبة من الإيمان ولكن إن قيد فيجوز فقد سئل الشيخ الألباني -رحمه الله –
عن ما مدى صحة القول: (لا حياء في الدين)؟ فقال: نجد دليل مثل هذا القول في – إن فُهم صوابًا – كلمة مأثورة في (صحيح مسلم)، وهو قول السيدة عائشة، رضي اللَّه عنها: (رحم اللَّه نساء الأنصار، لم يمنعهن حياؤهن أن يتفقهن في الدين)، ولكن هذا القول يحتاج إلى التقييد؛ لأنَّ الأقوال المأثورة يفسر بعضها بعضًا، فنقول: إذا قيلت هذه الكلمة بمناسبة بحثٍ علميٍّ، سؤال، أو في سياق التفقه في الدين، أو وضعت في مكان مناسب فهي صحيحة، أما أن يقال: (لا حياء في الدين) من غير تقييد، فلا؛ لأن (الحياء من الإيمان)، كما يقولُ الرسول صلى الله عليه وسلم. (سلسلة الهدي والنور رقم الشريط – 534)
سأل ابن باز (لا حياء في الدين)؟
هذا صحيح في المعنى، صحيح في الجملة، مثلما قالت المرأة للنبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله لا يستحيي من الحق، فهل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟) فمعنى: لا حياء في الدين، يعني لا حياء يمنع السؤال والتعلم والتفقه في الدين، الحياء لا يمنع، أما إن كان المراد لا حياء في الدين بالكلية لا، مو صحيح. انتهى
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في بعض أجوبته: ” أما قوله “لا حياء في الدين” فالأحسن أن يقول: إن الله لا يستحيي من الحق، كما قالت أم سليم … ثم قرر ما قرره ابن باز
قال الحافظ في الفتح:
وأما كونه خيرا كله ولا يأتي الا بخير فأشكل حمله على العموم لأنه قد يصد صاحبه عن مواجهة من يرتكب المنكرات ويحمله على الاخلال ببعض الحقوق والجواب أن المراد بالحياء في هذه الأحاديث ما يكون شرعيا والحياء الذي ينشأ عنه الاخلال بالحقوق ليس حياء شرعيا بل هو عجز ومكانة …. وقال أبو العباس القرطبي الحياء المكتسب هو الذي جعله الشارع من الإيمان وهو المكلف به دون الغريزي غير أن من كان فيه غريزة منه فإنها تعينه على المكتسب وقد ينطبع بالمكتسب حتى يصير غريزا قال وكان النبي صلى الله عليه و سلم قد جمع له النوعان فكان في الغريزي أشد حياء من العذراء في خدرها وكان في الحياء المكتسب في الذروة العليا صلى الله عليه و سلم. انتهى
=======
أما البذاءة فهذا تلخيص للاحاديث الواردة في البذاءة من نضرة النعيم:
وقد قيل أن البذاءة هو الفحش والقبح في المنطق وإن كان الكلام صدقا.
حتى قال ابن حبان القحة (ترك الحياء) أصل الجهل وبذر الشر.
قال تعالى (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما)
المجلد التاسع
الأحاديث الواردة في ذمّ (البذاءة)
1 – عن عقبة بن عامر- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: … حسب الرّجل أن يكون فاحشا بذيّا بخيلا جبانا
أحمد (4/ 145)
الصحيحة 1038
قلت (سيف): فيه ابن لهيعة ضعفه بعض العلماء مطلقاً حتى عن العبادة.
2 – عن أبي أمامة الباهليّ- رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الحياء والعيّ شعبتان من الإيمان والبذاء والبيان شعبتان من شعب النّفاق
صحيح الجامع 3201
قلت: (سيف):حسان بن عطية قيل لم يسمع من أبي إمامة كما في المراسيل، قاله ابن عساكر في الأطراف
لكن ورد (المؤمن غِرٌ كريم والمنافق خِبٌ لئيم).
3 – عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنّة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النّار»
الصحيحة 495
4 – عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ليس المؤمن بالطّعّان ولا اللّعّان ولا الفاحش ولا البذيء»
الصحيح المسند 826
5 – عن أبي الدّرداء- رضي الله عنه- أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: … وإنّ الله ليبغض الفاحش البذيء
الصحيحة (876).
قلت (سيف):وراجع تعليقنا على الصحيح المسند، حيث لخَّصنا ما صح من الأحاديث من نضرة النعيم. وذكرنا هذا الحديث منها.
الأحاديث الواردة في ذمّ (البذاءة) معنى: ونختار بعضها:
1 – عن عائشة- رضي الله عنها- قالت قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أي عائشة: إنّ شرّ النّاس من تركه النّاس- أو ودعه النّاس- اتّقاء فحشه»
البخاري- الفتح 10 (6054) واللفظ له. مسلم (2591)
2 – عن عياض بن حمار المجاشعيّ- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال في خطبته «ألا إنّ ربّي أمرني أن أعلّمكم ما جهلتم ممّا علّمني … وذكر البخل أو الكذب «والشّنظير الفحّاش» …
مسلم (2865)
الشنظير: فسره في الحديث بأنه الفحاش، وهو السّيّء الخلق.
3 – عن أبي الدّرداء- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إنّ اللّعّانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة»
مسلم (2598)
4 – عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «إيّاكم والفحش والتّفحّش، فإنّ الله لا يحبّ الفاحش المتفحّش …
صحيح الترغيب 2603
5 – عن أبي برزة- رضي الله عنه- قال:
بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رجلا إلى حيّ من أحياء العرب، فسبّوه وضربوه … فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لو أنّ أهل عمان «12» أتيت، ما سبّوك ولا ضربوك»
مسلم (2544).
6 – عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «الصّيام جنّة، فلا يرفث ولا يجهل. وإن امرؤ قاتله أو شاتمه، فليقل: إنّي صائم …
البخاري- الفتح 4 (1894). ومسلم (1151).
7 – عن جابر بن سمرة- رضي الله عنهما- قال: كنت جالسا في مجلس فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأبي سمرة جالس أمامي فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الفحش والتّفاحش ليسا من الإسلام في شيء …
أحمد (5/ 89 و99). وأبو يعلى في «مسنده» رقم (7468) بإسناد جيد، وابن أبي شيبة (8/ 514)، والبخاري في «التاريخ» (6/ 291)، والطبراني في «المعجم الكبير» (2/ 256)، وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (8/ 25): رجاله ثقات، وقال العراقي في تخريج الإحياء: أخرجه أحمد وابن أبي الدنيا بإسناد صحيح (3/ 122)
8 – عن أنس- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ما كان الفحش في شيء قطّ إلّا شانه، ولا كان الحياء في شيء قطّ إلّا زانه»
5655 في صحيح الجامع
9 – عن المعرور بن سويد- رحمه الله تعالى- قال: مررنا بأبي ذرّ بالرّبذة. وعليه برد وعلى غلامه مثله … وكانت أمّه أعجميّة، فعيّرته بأمّه، فشكاني إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فلقيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: «يا أبا ذرّ إنّك امرؤ فيك جاهليّة» …
البخاري- الفتح 1 (30). ومسلم (1661) واللفظ له.
10 – عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من حجّ لله، فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمّه»
البخاري- الفتح 3 (1521). ومسلم (1350).
11 – عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
«من الكبائر شتم الرّجل والديه» …
البخاري- الفتح 10 (5973)، ومسلم (90) واللفظ له.
12 – عن أبي جريّ جابر بن سليم، قال:
رأيت رجلا يصدر النّاس عن رأيه، لا يقول شيئا إلّا صدروا عنه، قلت: من هذا؟ قالوا (هذا) رسول الله صلّى الله عليه وسلّم … قلت: اعهد إليّ، قال:
«لا تسبّنّ أحدا» قال: فما سببت بعده حرّا ولا عبدا، ولا بعيرا ولا شاة …
أبو داود (4084) وهو عند الألباني (3/ 769، 770) وقال: صحيح.
قلت (سيف): وهو في الصحيح المسند 196
13 – عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا تسبّوا أصحابي، لا تسبّوا أصحابي. فو الّذي نفسي بيده لو أنّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا، ما أدرك مدّ أحدهم، ولا نصيفه»)
البخاري- الفتح 7 (3673) من حديث أبي سعيد. ومسلم (2540) واللفظ له.
14 – عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: قال: «لا ينبغي لصدّيق أن يكون لعّانا»
مسلم (2597).
15 – قال أبو هريرة- رضي الله عنه- في قصصه يوما وهو يذكر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، إنّ أخا لكم لا يقول الرّفث- يعني عبد الله بن رواحة- وذكر أبياته …
البخاري- الفتح 3 (1155).
من مضار البذاءة:
دليل ضعف الإيمان وقلة الدين – تسبب قلة الأصحاب – إشاعة الفحش في المجتمع