[سورة القتال: اليات 35 32]
تهذيب تفسير ابن كثير
(بالتعاون مع الإخوة بمجموعات؛ السلام،1،2،3 والمدارسة، والاستفادة) تهذيب سيف بن دورة الكعبي وأحمد بن علي وبعض طلاب العلم (من لديه تعقيب أو فائدة من تفاسير أخرى فليفدنا)
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمالَهُمْ (32) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَل تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ (33) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ ماتُوا وَهـمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ (34) فَل تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ ا صلى الله عليه وسلم عْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ (35)
___
يُخْبِرُ تَعَالَى عَمَّنْ كَفَرَ وَصَدَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَخَالَفَ الرَّسُولَ وَشَاقَّهُ، وَارْتَدَّ عَنِ اليمَانِ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى أَنَّهُ لَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا، وَإِنَّمَا يَضُرُّ نَفْسَهُ وَيَخْسَرُهـا يَوْمَ مَعَادِهـا، وَسَيُحْبِطُ اللَّهُ عَمَلَهُ فَ صلى الله عليه وسلم يُثِيبُهُ عَلَى سَالِفِ مَا تَقَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَقَّبَهُ بِرِدَّتِهِ مِثْقَالَ بَعُوضَةٍ مِنْ خَيْرٍ، بَلْ يُحْبِطُهُ وَيَمْحَقُهُ بِالْكُلِّيَّةِ كَمَا أَنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهـبْنَ السَّيِّئَاتِ.
ثم أمر تبارك وتعالى عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ بِطَاعَتِهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ الَّتِي هـيَ سَعَادَتُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالخِرَةِ وَنَهَاهـمْ عَنِ الرْتِدَادِ الذي هـو مبطل للعمال، ولهذا قال تعالى: وَل تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ أَيْ بِالرِّدَّةِ، وَلِهَذَا قَالَ بَعْدَهـا: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ ماتُوا وَهـمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ كقوله سبحانه وتعالى: إِنَّ اللَّهَ صلى الله عليه وسلم يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ
[النِّسَاءِ: 48]
الية.
ثم قال جل وعل لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ: فَل تَهِنُوا أَيْ صلى الله عليه وسلم تَضْعُفُوا عَنِ ا صلى الله عليه وسلم عْدَاءِ وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ أَيِ الْمُهَادَنَةِ وَالْمُسَالَمَةِ وَوَضْعِ الْقِتَالِ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الْكُفَّارِ فِي حال قوتكم وكثرة عددكم
وَعُدَدِكُمْ، .. وَلِهَذَا قَالَ: فَل تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ ا صلى الله عليه وسلم عْلَوْنَ أَيْ فِي حَالِ عُلُوِّكُمْ عَلَى عَدُّوِكُمْ .. فَأَمَّا إِذَا كَانَ الْكُفَّارُ فِيهِمْ قُوَّةٌ وَكَثْرَةٌ بِالنِّسْبَةِ إِلَى جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ، وَرَأَى المام في المهادنة، والمعاهـدة مَصْلَحَةً فَلَهُ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ، كَمَا فِعْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين صَدَّهُ كُفَّارُ قُرَيْشٍ عَنْ مَكَّةَ وَدَعَوْهُ إِلَى الصُّلْحِ، وَوَضْعِ الْحَرْبِ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ عَشْرَ سِنِينَ فأجابهم صلى الله عليه وسلم إلى ذلك. وقوله جلت عظمته: وَاللَّهُ مَعَكُمْ فِيهِ بِشَارَةٌ عَظِيمَةٌ بِالنَّصْرِ وَالظَّفَرِ عَلَى ا صلى الله عليه وسلم عْدَاءِ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ أَيْ وَلَنْ يُحْبِطَهَا وَيُبْطِلَهَا وَيَسْلُبَكُمْ إِيَّاهـا بَلْ يُوَفِّيكُمْ ثَوَابَهَا ول ينقصكم منها شيئا والله أعلم.
2016/8/6، 6:26 م سيف: [سورة القتال: اليات 36 الى 38]]
تهذيب تفسير ابن كثير
(بالتعاون مع الإخوة بمجموعات؛ السلام،1،2،3 والمدارسة، والاستفادة) تهذيب سيف بن دورة الكعبي وأحمد بن علي وبعض طلاب العلم (من لديه تعقيب أو فائدة من تفاسير أخرى فليفدنا)
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَل يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ (36) إِنْ يَسْئَلْكُمُوهـا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ (37) هـا أَنْتُمْ هـؤُلءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَراءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ صلى الله عليه وسلم يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ (38)
يَقُولُ تَعَالَى تَحْقِيرًا صلى الله عليه وسلم مْرِ الدُّنْيَا وَتَهْوِينًا لِشَأْنِهَا إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ أَيْ حَاصِلُهَا ذَلِكَ إِ صلى الله عليه وسلم مَا كَانَ مِنْهَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، ولهذا قال تعالى: وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَل يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ أَيْ هـوَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ صلى الله عليه وسلم يَطْلُبُ مِنْكُمْ شَيْئًا وَإِنَّمَا فَرَضَ عَلَيْكُمُ الصَّدَقَاتِ مِنَ ا صلى الله عليه وسلم مْوَالِ مُوَاسَاةً لخْوَانِكُمْ الْفُقَرَاءِ، لِيَعُودَ نَفْعُ ذَلِكَ عليكم ويرجع ثوابه إليكم، ثم قال جل جلله: إِنْ يَسْئَلْكُمُوهـا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا أَيْ يُحْرِجُكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ.
قال قتادة: قد علم الله تعالى أَنَّ فِي إِخْرَاجِ ا صلى الله عليه وسلم مْوَالِ إِخْرَاجُ ا صلى الله عليه وسلم ضْغَانِ. وَصَدَقَ قَتَادَةُ فَإِنَّ الْمَالَ مَحْبُوبٌ وَ صلى الله عليه وسلم يُصْرَفُ إِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا هـوَ أَحَبُّ إِلَى الشَّخْصِ مِنْهُ. وَقَوْلُهُ تعالى: هـا أَنْتُمْ هـؤُلءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ أَيْ صلى الله عليه وسلم يُجِيبُ إِلَى ذَلِكَ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ أَيْ إِنَّمَا نَقَصَ نَفْسَهُ مِنَ ا صلى الله عليه وسلم جْرِ وَإِنَّمَا يَعُودُ وَبَالُ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ أَيْ عَنْ كُلِّ مَا سِوَاهُ وَكُلُّ شَيْءٍ فَقِيرٌ إليه دائما، ولهذا قال تعالى: وَأَنْتُمُ الْفُقَراءُ أَيْ بِالذَّاتِ إِلَيْهِ، فَوَصْفُهُ بِالْغِنَى وَصْفٌ صلى الله عليه وسلم زِمٌ لَهُ، وَوَصْفُ الْخَلْقِ بِالْفَقْرِ وَصْفٌ لزم لهم ل ينفكون عنه.
وقوله تعالى: وَإِنْ تَتَوَلَّوْا أَيْ عَنْ طَاعَتِهِ وَاتِّبَاعِ شَرْعِهِ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ صلى الله عليه وسلم يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ أَيْ وَلَكِنْ يَكُونُونَ سَامِعِينَ مُطِيعِينَ لَهُ وَ صلى الله عليه وسلم وَامِرِهِ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَابْنُ جَرِيرٍ:
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ ا صلى الله عليه وسلم عْلَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهـبٍ، أَخْبَرَنِي مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ الْعَ صلى الله عليه وسلم ءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هـرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَ صلى الله عليه وسلم هـذِهِ اليَةَ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ صلى الله عليه وسلم يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هـؤلء الذين إن تولينا اسْتَبْدَلَ بِنَا ثُمَّ صلى الله عليه وسلم يَكُونُوا أَمْثَالَنَا؟ قَالَ: فضرب بيده على كتف سلمان الفارسي رضي الله عنه ثُمَّ قَالَ «هـذَا وَقَوْمُهُ وَلَوْ كَانَ الدِّينُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَهُ رِجَالٌ مِنَ الْفُرْسِ» تَفَرَّدَ بِهِ مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزِّنْجِيُّ، وَرَوَاهُ عَنْهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ بَعْضُ ا صلى الله عليه وسلم ئِمَّةِ رحمة الله عليهم، والله أعلم (1).
آخر تفسير سورة القتال ولله الحمد والمنة.
(1) الزنجي متابع كما في الاستدراك الذي ذكره الألباني في حديث الصحيحة 1017، وأيضاً تابعه إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير.
وأيضاً هناك متابعات للعلاء عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه كما في علل الدارقطني 1995.
وسيأتي في سورة الجمعه أن الحديث ذكر في قوله تعالى (وآخرين منهم لما يلحقوا بهم) أخرجه البخاري 4897، ومسلم 2546
2016/8/7، 3:16 ص احمد بن علي: صحيح مسلم
كتاب الطهارة باب فضل الوضوء
الحديث الأول: الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان …
قال الشيخ الراجحي حفظه الله:
عارض المعتزلة بآرتئهم الفاسدة فقالوا إنه ليس هناك ميزان حسي وإنما هو ميزان معنوي وهو العدل.
وهذا من أبطل الباطل لأن دينهم مبني على العقل حتى فسر بعضهم قول الله تعالى ” وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا” قالوا: الرسول العقل!
أما أهل السنة فإنهم سثبتون ما أثبته الله وما أثبته رسوله وأنه ميزان حسي حقيقي عظيم له كفتان وأطباق وله لسان.
توزن فيه الأعمال ويوزن فيه الأشخاص، قال تعالى عن الكفار: “فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا” وفي الحديث: يؤتى بالرجل العظيم السمين لا يزن عند الله جناح بعوضة، وثبت في الصحيح أن النبي كان جالسا ومعه بعض الصحابة فقام عبدالله بن مسعود فكشفت الريح عن ساقيه فإذا هما دقيقتان فضحك الصحابة، فقال النبي: مم تضحكون. قالوا من دقة ساقيه قال: والذي نفسي بيده لهما في الميزان أثقل يوم القيامة من جبل أحد.
هذه النصوص فيها أن الميزان حسي يوزن فيه الأشخاص والأعمال.
والأشخاص يوزنون على حسب الأعمال، ولهذا عبدالله بن مسعود ساقيه أثقل من جبل أحد بسبب عمله الطيب وتقواه وإيمانه، وحديث البطاقة أيضا فيه إثبات الميزان وأنه حقيقي.
وقال أيضا:
المعنى أن الإيمان ينقسم قسمين طهارة ظاهرة وطهارة باطنة، فالطهارة الباطنة هي سلامة المعتقد بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وسلامته من الشرك والبدع وهذا نصف الإيمان.
والنصف الثاني هي طهارة الظاهر وهي إستعمال الماء في تطهير الجسد والأعضاء ولا يلزم التساوي بينهما.
وقال: وفيه دليل على عظم هذه الكلمة (الحمد لله تملأ الميزان)