1403 تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ (من المجلد الثاني)
بإشراف ومراجعة سيف بن دورة الكعبي
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2،3 والمدارسة، والاستفادة
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
مجموعة عبدالله الديني.
وشارك مصطفى الموريتاني وهاشم السوري
”””””””””””””””””””””””””
1403 قال الإمام أبو داود رحمه الله: حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني حدثنا ابن وهب قال أخبرني معاوية بن صالح عن أبي موسى عن أبي مريم عن أبي هريرة قال
إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه أيضا.
قال معاوية و حدثني عبد الوهاب بن بخت عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله سواء.
هذا حديث حسن.
…………………………………
وصححه الالباني في الصحيحة 186
وقال: وقد ثبت أن الصحابة كانوا يفعلون بمقتضى هذا الحديث الصحيح , فروى البخاري في “الأدب”عن أنس بن مالك: (أن أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانوا يكونون , فتستقبلهم الشجرة , فتنطلق طائفة منهم عن يمينها وطائفة عن شمالها , فإذا التقوا , سلم بعضهم على بعض)
ويشهد له حديث المسئ صلاته المشهور.
قال الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله: أورد أبو داود: [باب في الرجل يفارق الرجل، ثم يلقاه أيسلم عليه؟]. أي: أنهم كانوا يمشون، ثم افترقوا لغرض من الأغراض، وقد يكون حال أو فرق بينهم شيء، ثم تلاقوا فيما بعد، فإنه مطلوب منهم أن يسلم بعضهم على بعض ولا يكتفى بالصحبة والرفقة التي كانت موجودة من قبل، ولا يقال: بأنه حديث عهد به، بل عليه أن يسلم فالسلام دعاء، والمسلمون بحاجة إلى أن يدعو بعضهم لبعض ولو تكرر ذلك. ” شرح سنن أبي داود ”
بعض أحكام ومسائل السلام:
1 حكم الابتداء بالسلام والرد؟
عامة أهل اعلم على أن السلام سنة ونقل الحافظ في الفتح عن ابن عبد البر الاتفاق على ذلك.
وأما الرد فهو واجب كفائي ونقل الاجماع الحافظ ابن كثير والحافظ ابن حجر، وجاء عن أبي يوسف أنه قال أنه يجب على كل فرد. واستدل عليه الجمهور بحديث: ” يجزي عن الجماعة إذا مروا أن يسلم أحدهم ويجزي عن الجلوس أن يرد أحدهم ” صحيح الجامع1023
2 صيغة السلام؟
الصيغة الكاملة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وإذا قال: (سلام عليكم) من دون تعريف أجزأ لقوله تعالى: (سلام قوم منكرون) والأفضل (السلام) لأنها تفيد التفخيم والتكثير.
ويكره الابتداء ب (عليك السلام) كما ورد في الحديث أنها تحية الموتى، والمقصود أن الشعراء وغيرهم يحيون الموتى بهذه اللفظة، فلا يرد الاشكال لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في السلام على الاموات بلفظ (السلام عليكم … ).
وصيغة الرد كما قال ابن القيم: (وعليكم السلام) بالواو وبتقديم ” عليك ” على لفظ السلام.
والرد بصيغة الجمع أفضل. ولو وقع الابتداء بصيغة الجمع فإنه لا يكفي الرد بصيغة الافراد، لان صيغة الجمع تقتضي التعظيم، فلا يكون امتثل الرد بالمثل فضلا عن الأحسن.
وإذا حذفت الواو فقال: (عليك السلام) اختلفوا في الاجزاء والصحيح أنه يجزئ لقوله تعالى: (سلام قوم منكرون).
انتهى ملخصا من ” فتح العلام شرح بلوغ المرام ” (5/ 710 712) للبعداني.
””””””””””””””””””””’
قلت سيف بن دورة: وهذا بحث عن أحكام السلام، أرشدنا إليه صاحبنا سيف بن غدير، ولخصه صاحبنا مصطفى الموريتاني وهشام السوري:
قبس من مسائل تتعلق بأحكام السلام، للشيخ عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم
من يبدأ بالسلام؟
سنة لم يرعها كثير من الناس حتى اوشكت على الاندراس.
وكان الأجدر بالمسلمين المحافظة عليها تعظيما للسنة وإحياءً لها.
أخرج البخاري في صحيحه ومسلم عن أبي هُريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير))
وأخرج البخاري أيضا: (يسلم الصغير على الكبير والمار على القاعد، والقليل على الكثير))
فيسلم الراكب على الماشي والحكمة من ذلك ان الراكب مظنة الزهو والكبر فاستحب له ان يبدا الماشي بالسلام.
ويسلم الماشي على القاعد والحكمة من ذلك والله أعلمأن القاعد يشق عليه مراعاة المارين مع كثرتهم.
ويسلم القليل على الكثير
ويسلم الصغير على الكبير
قال النووي في شرح مسلم: ((وهذا الذي جاء به الحديث …. كله للاستحباب، فلو عكسوا، جاز وكان خلاف الأفضل))
وعلى هذا فإنه لم يحز كمال السنة، وإنما جاز أجر الابتداء.
وجوب رد السلام
قال ابن عبد البر في التمهيد: ((الحجة في فرض رد السلام قول الله تعالى (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها)
قال والرد واجب عند جميعهم))
قال القرطبي: أجمع العلماء على أن الابتداء بالسلام سنة مرغب فيها، ورده فريضة.
وقد سبقه إلى نقل الإجماع: ابن عبد البر، وابن حزم.
وقال ابن كثير معلقا على قول الحسن البصري: [((السلام تطوع والرد فريضة))
وهذا الذي قاله هو قول العلماء قاطبة: أن الرد واجب على من سلم عليه فيأثم إن لم يفعل لأنه خالف أمر الله]
كيفية الرد إذا كان السلام على جماعة
قال ابن مفلح رحمه الله: ((ويجزئ سلام واحد من جماعة ورد أحدهم))
إرسال السلام وتبليغه
كان النبي صلى الله عليه وسلم يحمل السلام لمن يريد السلام عليه من الغائبين عنه. ويتحمل صلى الله عليه وسلم السلام لمن يبلغه إليه.
وفي الصحيحين أيضاعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما: ((يا عائش: هذا جبريل يقرئك السلام)) فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا أرى. تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وليس في رواية مسلم: ((وبركاته))
وإذا حمل شخص سلاما، فلا يخلو من أحد أمرين:
الأول: أن يحمل سلاما فلا يتحمله إما بقوله: لا أتحمل سلامك. وإما بقوله إن شاء الله قاصداً التعليق لا التحقيق. وما شابه ذلك.
الثاني: أن يلتزم ما حمله. وذلك بقوله: سأبلغ سلامك، أو سأبلغه إن شاء الله. قاصداً التحقيق وما شابه ذلك.
فالأول: لا يجب عليه تبليغ السلام.
والثاني: يجب لأنه تحمل أمانة، فأوجب على نفسه تبليغها.
كيفية رد السلام المبلغ
في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما: ((يا عائش: هذا جبريل يقرئك السلام)) فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا أرى. تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذا لفظ البخاري.
قال ابن مفلح في الآداب: ((ويستحب أن يسلم على الرسول. قيل لأحمد: إن فلانا يقرئك السلام. قال: عليك وعليه السلام. وقال في موضع آخر: وعليك وعليه السلام))
قرن المعانقة بالسلام
عن أنس بن مالك قال ((قال رجل يا رسول الله الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه أينحني له قال لا قال أفيلتزمه ويقبله قال لا قال أفيأخذ بيده ويصافحه قال نعم))
ويستثنى من ذلك من قدم من سفر فإن معانقته مستحبة عندئذ، لما ثبت عن أنس بن مالك رضي الله عنه من قوله: ((كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تلاقوا تصافحوا، وإذا قدموا من سفر تعانقوا))
تنبيه: يخطئ كثير من الناس عندما يعانقون أهل الميت حال تعزيتهم؛ لأن المعانقة محلها السرور لا الحزن.
القيام للداخل عند السلام عليه
وذكر منها:
1) القيام على الرجل كما هو حال الملوك والجبابرة فهذا القيام محرم
2) القيام للتهنئة أو التعزية وهذا القيام جائز
3) القيام لإعانة العاجز وهذا القيام مستحب
4) قيام الابن لأبيه والزوجة لزوجها، العكس؛ وهذا القيام جائز
5) القيام للقادم من سفر؛ وهذا القيام جائز
6) القيام للاستقبال عند القدوم؛ وهذا القيام لا بأس به
7) القيام عند رؤية الرجل؛ والقول الراجح تحريمها والنهي عنها
ترك السلام على أهل البدع والفسق
أحد تعاريف العلماء للهجر: ((ترك السلام والكلام عند الملاقاة))
وهذا مقتبس من ظاهر حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يكون لمسلم أن يهجر مسلما فوق ثلاثة فإذا لقيه سلم عليه ثلاث مرار كل ذلك لا يرد عليه فقد باء بإثمه))
رواه أبو داود.
المصافحة بعد الانتهاء من كل صلاة مفروضة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((المصافحة عقب الصلاة ليست مسنونة بل هي بدعة. والله أعلم))
سلام المأمومين على الإمام بعد كل فريضة
لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما أعلمأن أحدا سلم عليه بعد انصرافه من صلاته، قبل أن يقوم من مكانه.
الزيادة بعد ((وبركاته)) في السلام ابتداءً وردا
السلام على المسلم بلفظ ((السلام علي من اتبع الهدى))
النصوص الشرعية لا توجه هذا السلام إلا علي من يرجي هدايته ودخوله في الإسلام
قال الله سبحانه وتعالي في قصة موسي وهارون – عليهما السلام – مع فرعون) قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى ((طه: من الآية47)
وفي كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل: ((بسم الله الرحمن الرحيم: من محمد عبد الله ورسوله إلي هِرقل عظيم الروم. سلام علي من اتبع الهدى))
والحكمة من ابتداء هؤلاء بهذه الصيغة – والله أعلم – استمالة قلوبهم وإشعارهم بالإيمان بشرطه، وهو: الاهتداء. وهذا منتفٍ في حق المؤمن، فإنه من المهتدين قطعاً، فلم يجز إلقاء هذا اللفظ المحتمل عليه.
ولذا فإن السلام من النبي على أصحابه، ومن أصحابه عليه لم يكن إلا بلفظ (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) فتبين أن تحية المؤمنين فيما بينهم هذا اللفظ. وأن ذاك اللفظ خاص بمخاطبة غير المؤمنين. فوجب اجتنابه فيما بين المؤمنين والله أعلم.
السلام بلفظ ((عليك السلام))
روى الترمذي، وأبو داود، وأحمد، وغيرهم – واللفظ للترمذي – عن أبي تميمة الهجيمي، عن رجل من قومه – كما هو في الروايات الأخرى: أبو جُري الهجيمي – قال: طلبت النبي فلم أقدر عليه، فجلست فإذا نفر هو فيهم ولا أعرفه، وهو يصلح بينهم. فلم فرغ قام معه بعضهم فقالوا: يا رسول الله. فلما رأيت ذلك قلت عليك السلام يا رسول الله، عليك السلام يا رسول الله، عليك السلام يا رسول الله. قال:
((إن عليك السلام تحية الموتى. إن عليك السلام تحية الموتى إن عليك السلام تحية الموتى)) ثم أقبل علي فقال: ((إذا لقي الرجل أخاه المسلم فليقل: السلام عليكم ورحمة الله)) ثم رد علي النبي: ((وعليك ورحمة الله. وعليك ورحمة الله. وعليك ورحمة الله)).
قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح. ا هـ.
إشارة اليد بالسلام
يكتفي كثير من المسلمون بالإشارة عندما يسلم علي غيره، ولا يقرن هذه الإشارة بلفظ السلام. وقد ورد النهي عن هذا العمل فيما أخرجه الترمذي من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده – رفعه:
((لا تشبهوا باليهود والنصاري، فإن تسليم اليهود الإشارة بالإصبع، وتسليم النصارى بالأكف))
قال الترمذي: حديث غريب. ا هـ
قال الحافظ ابن حجر: وفي إسناده ضعف، لكن أخرج النسائي بسند جيد عن جابر – رفعه: ((لا تسلموا تسليم اليهود، فإن تسليمهم بالرؤوس والأكف زالإشارة)). ا هـ من الفتح (11/ 14)
وقد ثبت في سنن الترمذي وغيره عن أسماء بنت يزيد – رضي الله عنها – ((أن رسول الله r مر في المسجد يوماً وعصبة من النساء قعود، فألوى بيده بالتسليم)) قال الترمذي: حديث حسن. ا هـ.
ولا تعارض بين هذا الحديث والحديث الأول، لأن حديث أسماء محمول علي أنه جمع بين اللفظ والإشارة.
ترك إفشاء السلام
اعلم أيها المسلم – أن في إفشاء السلام بين المسلمين فوائد كثيرة، ومزايا عظيمة:
منها: إحياء سنة المصطفى
ومنها: امتثال سنة المصطفى
ومنها: قوة إيمان مفشيه
ومنها: نفي صفة البخل الذميمة
ومنها أنه سبب من أسباب دخول الجنة.
ومنها نشر المحبة والوئام بين المسلمين.
ومنها: أداء حق المسلم
ومنها إغاظة اليهود
ومنها أولوية المسلم بالله
ومنها الحصول علي ثلاثين حسنة، إن أتى بالسلام تاماً
ومنها: تحصيل ثواب الصدقة
إهمال السلام علي الصبيان
قال ابن بطال: في السلام على الصبيان تدريبهم على آداب الشريعة. وفيه: طرح الأكابر رداء الكبر، وسلوك التواضع، ولين الجانب. ا هـ
وإذا تعاظم الإنسان هذا العمل، ورأى نفسه أعلى من أن يسلم على الصبيان، فليتذكر رسول الله سيد ولد آدم وما هو عليه من التواضع، وخفض الجناح حتى للصبيان.
ترك السلام عند الانصراف من المجلس
وهذا العمل فيه مخالفة للهدي النبوي، الذي أرشدنا إلى السلام عند الخروج من المجلس.
ففي مسند الإمام أحمد – وغيره – عن أبي هريرة– عن النبي قال: إذا انتهى أحدكم إلي المجلس فليسلم فإن بدا له أن يجلس فليجلس ثم إذا قام والقوم جلوس: فليسلم، فليست الأولي بأحق من الآخرة)). حديث صحيح.
ترك السلام عند قرب اللقاء
ثبت أن رجلاً جاء فصلى، ثم جاء إلي النبي: فسلم، فرد عليه – النبي السلام فقال: ارجع فصل فإنك لم تصل فرجع فصلي، ثم جاء فسلم علي النبي r فرد عليه السلام. فقال له ارجع فصل فإنك لم تصل …. الحديث، متفق عليه من حديث أبي هريرة.
وقد بوب النووي في ((رياض الصالحين على هذا الحديث، فقال: باب استحباب إعادة السلام على من تكرر لقاؤه على قرب، بأن دخل ثم خرج، ثم دخل في الحال، أو حال بينهما شجرة أو نحوها. ا هـ.
السلام على المصلي وكيف يرد
جامع القول بها:
أن السلام على المصلي جائز، لا كراهة فيه.
وإذا سلم على المصلي فإن رده للسلام لا يخلو من ثلاث حالات:
الأولى: أن يرد نطقاً فيقول: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الثانية: أن يرد إشارة دون نطق.
الثالثة: أن يرد بعد الفراغ من الصلاة
أما الحالة الأولى، وهي: الرد نطقاً داخل الصلاة، فإنها مبطلة للصلاة في أصح أقوال العلماء.
أما الحالة الثانية: فهي جائزة
أما الحالة الثالثة: فهي جائزة
السلام عند الاستئذان
عن ربعي بن حراش قال: حدثنا رجل من بني عامر أنه استأذن على النبي وهو في بيت، فقال: ألج؟ فقال النبي لخادمه: أخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان، فقل له قل: السلام عليكم، أأدخل؟)) فسمعه الرجل، فقال: السلام عليكم، أأدخل؟ فأذن له النبي فدخل. (صححه الدراقطني، وقال ابن مفلح وابن حجر: إسناد جيد)
كراهية السلام على المشغول بقضاء الحاجة
لما كان السلام اسماً من أسماء الله تعالى، كره ذكره في الأماكن المستقذرة.
خرج الإمام مسلم عن ابن عمر أن رجلاً مر، ورسول الله يبول، فسلم، فلم يرد عليه.
استحباب السلام على طهارة
لما كان السلام ذكراً مشروعاً، استحب أن ينفذه الإنسان وهو على طهارة.
وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي الجهيم قال: ((أقبل النبي من نحو بئر جملٍ فلقيه رجل فسلم عليه، فلم يرد عليه النبي حتى أقبل علي الجدار بوجهه ويديه، ثم رد عليه السلام))
ابتداء الكافر بالسلام
وقد ورد النهى عن هذا العمل القبيح صراحة. ففي صحيح مسلم – وغيره – عن أبي هريرة أن رسول الله قال: ((لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام. فإذا لقيتم أحدهم في الطريق فاضطروهم إلى أضيقة))
ففي ابتداء الكافر بالسلام مفاسد منها:
1 الوقوع في النهي المتقدم.
2 إظهار الاعتناء والتكريم للكفار.
3 إذهاب وهج الحسد من قلوبهم.
4 مخالفة قول الله تعالى: (وليجدوا فيكم غلظة)
مسألة: إذا كان للمسلم حاجة عند أهل الكتاب وغيرهم فلا بأس أن يبتدأهم بنحو قوله: ((السلام على من اتبع الهدى))
ونحو قوله: ((كيف أصبحت، أو كيف أمسيت)).
كيف يرد المسلم سلام أهل الكتاب
عن ابن عمر – رضي الله عنهما –قال: قال رسول الله: ((إذا سلم عليكم اليهود فإنما يقول أحدهم: السام عليك. فقل: وعليك)) متفق عليه