سُورَةِ القتال تفسير آيات 15 14 تهذيب تفسير ابن كثير
(بالتعاون مع الإخوة بمجموعات؛ السلام،1،2،3 والمدارسة، والاستفادة وأهل الحديث همو أهل النبي صلى الله عليه وسلم) تهذيب سيف بن دورة الكعبي وأحمد بن علي وبعض طلاب العلم (من لديه تعقيب أو فائدة من تفاسير أخرى فليفدنا)
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
{أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهـوَاءَهـمْ (14) مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هـوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهـمْ (15)}
يَقُولُ: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ}
أَيْ: عَلَى بَصِيرَةٍ وَيَقِينٍ فِي أَمْرِ اللَّهِ وَدِينِهِ، بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ، وَبِمَا جَبَله اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ الْفِطْرَةِ الْمُسْتَقِيمَةِ، {كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهـوَاءَهـمْ}
أَيْ: لَيْسَ هـذَا، كَهَذَا كَقَوْلِهِ: {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هـوَ أَعْمَى} [الرَّعْدِ: 19]، وَكَقَوْلِهِ: { صلى الله عليه وسلم يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هـمُ الْفَائِزُونَ}
[الْحَشْرِ: 20]
ثُمَّ قَالَ: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ}
قَالَ عِكْرِمَةُ: {مَثَلُ الْجَنَّةِ}
أَيْ: نَعْتُهَا: {فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ}
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَالْحَسَنُ، وَقَتَادَةُ: يَعْنِي غَيْرَ مُتَغَيِّرٍ. وَقَالَ قَتَادَةُ، وَالضَّحَّاكُ، وَعَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ: غَيْرُ مُنْتِنٍ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَسِن الْمَاءُ، إِذَا تَغَيَّر رِيحُهُ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ ا صلى الله عليه وسلم شَجُّ، حَدَّثَنَا وَكِيع، عَنِ ا صلى الله عليه وسلم عْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّة، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَنْهَارُ الْجَنَّةِ تُفَجَّر من جبل من مسك. (1)
{وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ}
أَيْ: بَلْ فِي غَايَةِ الْبَيَاضِ وَالْحَ صلى الله عليه وسلم وَةِ وَالدُّسُومَةِ
{وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ}
أَيْ: لَيْسَتْ كَرِيهَةَ الطَّعْمِ وَالرَّائِحَةِ كَخَمْرِ الدُّنْيَا، بَلْ [هـيَ] حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ وَالطَّعْمِ وَالرَّائِحَةِ وَالْفِعْلِ، { صلى الله عليه وسلم فِيهَا غَوْلٌ وَل هـمْ عَنْهَا يُنزفُونَ}
[الصَّافَّاتِ: 47]، { صلى الله عليه وسلم يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَل يُنزفُونَ} [الْوَاقِعَةِ: 19]، {بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ} [الصَّافَّاتِ: 46]،
[وَقَوْلُهُ] {وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى}
أَيْ: وَهـوَ فِي غَايَةِ الصَّفَاءِ، وَحُسْنِ اللَّوْنِ وَالطَّعْمِ وَالرِّيحِ،
وَقَالَ المَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هـارُونَ، أَخْبَرَنَا الجُريري، عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “فِي الْجَنَّةِ بَحْرُ اللَّبَنِ، وَبَحْرُ الْمَاءِ، وَبَحْرُ الْعَسَلِ، وَبَحْرُ الْخَمْرِ، ثُمَّ تَشَقَّقُ ا صلى الله عليه وسلم نْهَارُ مِنْهَا بَعْدُ”.
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي “صِفَةِ الْجَنَّةِ”، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشار، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هـارُونَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ إِيَاسٍ الجَريري، بِهِ وَقَالَ: حَسَنٌ صَحِيحٌ. (2)
وَفِي الصَّحِيحِ: “إِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ، وَمِنْهُ تُفَجَّر أَنْهَارُ الْجَنَّةِ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ”.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هـارُونَ، أَخْبَرَنِي الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَعَلَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ أَنْهَارَ الْجَنَّةِ تَجْرِي فِي أُخْدُودٍ فِي ا صلى الله عليه وسلم رْضِ، وَاللَّهِ إِنَّهَا لَتَجْرِي سَائِحَةً عَلَى وَجْهِ ا صلى الله عليه وسلم رْضِ، حَافَّاتُهَا قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ، وَطِينُهَا الْمِسْكُ الذْفَر.
وَقَدْ رواه أبو بكر ابن مَرْدُويه، مِنْ حَدِيثِ مَهْدِيِّ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هـارُونَ، بِهِ مَرْفُوعًا. (3)
وَقَوْلُهُ: {وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ}
، كَقَوْلِهِ: {يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ}
[الدُّخَانِ: 55]. وَقَوْلِهِ: {فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ} [الرَّحْمَنِ: 52]
وَقَوْلُهُ: {وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ} أَيْ: مَعَ ذَلِكَ كُلِّهِ.
وَقَوْلُهُ: {كَمَنْ هـوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ} أَيْ: أَهـؤُ صلى الله عليه وسلم ءِ الَّذِينَ ذَكَرْنَا مَنْزِلَتَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ كَمَنْ هـوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ؟ لَيْسَ هـؤُ صلى الله عليه وسلم ءِ كَهَؤُ صلى الله عليه وسلم ءِ، أَيْ: لَيْسَ مَنْ هـوَ فِي الدَّرَجَاتِ كَمَنْ هـوَ فِي الدَّرَكَاتِ، {وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا}
أَيْ: حَارًّا شَدِيدَ الْحَرِّ، صلى الله عليه وسلم يُسْتَطَاعُ. {فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهـمْ}
أَيْ: قَطَّعَ مَا فِي بُطُونِهِمْ مِنَ ا صلى الله عليه وسلم مْعَاءِ وَا صلى الله عليه وسلم حْشَاءِ، عِيَاذًا بالله من ذلك.
==============
موقوف، وورد من حديث أبي هريرة أخرجه ابن حبان 7408، وأبو نعيم في صفة الجنة 313 لكن فيه عبدالله بن ضمرة لم يوثقه معتبر، وعطاء بن قرة قال ابن المديني: لا أعرفه. وابن ثوبان هو عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان صدوق يخطئ
(2) الجريري اختلط، وله شاهد من حديث أبي هريرة قال ابن رجب خرجه البزار وابن جرير في تفسيره والبيهقي في البعث وغيرهم وفي إسناده بعض اختلاف وروي موقوفا غير مرفوع (الفتح 2/ 119)
(3) أخرجه أحمد 12542 من طريق حماد عن ثابت عن أنس ….. وقلنا في تخريجنا لمسند: على شرط الذيل على الصحيح المسند وهو كتاب نجمعه مع أصحابنا؛ فهو في البخاري لكن في مسند أحمد زيادات (يجري على وجه الأرض) (ليس مشقوقا) (وإذا حصاه اللؤلؤ)