1350 – تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ (من المجلد الثاني)
بإشراف ومراجعة سيف بن دورة الكعبي
بالتعاون مع الإخوة بمجموعات السلام1،2،3 والمدارسة، والاستفادة، وأهل الحديث همو أهل النبي صلى الله عليه وسلم
(من لديه فائدة أو تعقيب فليفدنا)
(جمع وتأليف عبد الله الديني)
_._._. _._._. _._._. _._._. _.
1350 – قال الإمام أحمد رحمه الله: ثنا محمد بن بكر ثنا عبد الحميد بن جعفر الأنصاري أخبرني عياض بن عبد الله بن أبي سرح عن أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم قام رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب الناس فذكر الإيمان بالله والجهاد في سبيل الله من أفضل الأعمال عند الله قال فقام رجل فقال يا رسول الله أرأيت ان قتلت في سبيل الله وأنا صابر محتسب مقبلا غير مدبر كفر الله عنى خطاياي قال نعم قال فكيف قلت قال فرد عليه القول كما قال قال نعم قال فكيف قلت قال فرد عليه القول أيضا قال يا رسول الله أرأيت ان قتلت في سبيل الله صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر كفر الله عنى خطاياي قال نعم إلا الدين فإن جبريل عليه السلام سارني بذلك.
هذا حديث صحيح رجاله رجال الصحيح.
…………………………………
الحديث أخرجه مسلم (1885) من حديث أبي قتادة رضي الله عنه
(أن الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال)
قال القاري: الواو لمطلق الجمع، ولعل فيه الإشارة إلى أن الجهاد مع الإيمان أفضل أعمال القلب، ولا يشكل بما عليه الجمهور من أن الصلاة أفضل الأعمال لاختلاف الحيثيتين، فالصلاة أفضل لمداومتها والجهاد أفضل لمشقته لا سيما الجهاد يستلزم الصلاة وإلا لا فضيلة له انتهى
(وأنت صابر)
أي غير جزع
(محتسب)
أي طالب للأجر والمثوبة لا للرياء والسمعة
(مقبل)
أي على العدو
(غير مدبر)
أي عنه، وهو تأكيد لما قبله. وقال النووي ” شرح مسلم “: لعله احتراز ممن يقبل في وقت ويدبر في وقت، والمحتسب هو المخلص لله تعالى، فإن قاتل لعصبية أو لأخذ غنيمة أو لصيت أو نحو ذلك فليس له هذا الثواب ولا غيره.
(إلا الدين)
استثناء منقطع ويجوز أن يكون متصلا أي الدين الذي لا ينوي أداءه قاله القاري. وقال التوربشتي: أراد بالدين هنا ما يتعلق بذمته من حقوق المسلمين إذ ليس الدائن أحق بالوعيد والمطالبة منه من الجاني والغاصب والخائن والسارق. وقال النووي: فيه تنبيه على جميع حقوق الآدميين وأن الجهاد والشهادة وغيرهما من أعمال البر لا يكفر حقوق الآدميين وإنما يكفر حقوق الله تعالى.
راجع: تحفة الأحوذي (1/ 277)
قال في تطريز رياض الصالحين:
في هذا الحديث: تعظيم شأن الدَّيْنِ.
وفيه: تنبيه على أن الجهاد والشهادة لا تكفر حقوق الآدميين.
وفيه: فضيلة عظيمة للمجاهد، وهي تكفير خطاياه كلها، إلا حقوق الآدميين.
قال المناوي في ” فيض القدير “: وقال ابن حجر: يستفاد منه أن الشهادة لا تكفر التبعات وحصول التبعات لا تمنع حصول درجة الشهادة وليس للشهادة معنى إلا أن الله يثيب من حصلت له ثوابا مخصوصا ويكرمه كرامة زائدة وقد بين الحديث أنه يكفر عنه ما عدا التبعات فإن كان له عمل صالح كفرت الشهادة سيئاته غير التبعات فإن عمله الصالح ينفعه في موازنة ما عليه من التبعات وتبقى له درجة الشهادة خالصة فإن لم يكن له عمل صالح فهو تحت المشيئة.
قال النووي ” شرح مسلم “: وفيه أن الأعمال لا تنفع إلا بالنية والإخلاص لله تعالى.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: وفي هذا الحديث التحذير من التساهل في الدين وأنه لا ينبغي للإنسان أن يتساهل في الدين ولا يتدين إلا عند الضرورة ما عند الحاجة لا إنما عند الضرورة القصوى لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأذن للرجل الذي قال زوجني فقال: أصدق المرأة قال: ليس عندي إلا إزاري قال: إزارك لا ينفعها أن أعطيتها إياه بقيت بلا إزار وأن أبقيته عليك بقيت بلا مهر التمس ولو خاتما من حديد فالتمس فلم يجد فقال: زوجتها بما معك من القرآن ولم يقل استقرض من الناس مع أنه زواج حاجة ملحة لكن لم يأذن له الرسول صلى الله عليه وسلم بل لم يرشده إلى الاستدانة لأن الدين خطير جدا … فلا تستهن الدين الدين هم في الليل وذل في النهار فالإنسان مهما أمكنه يجب أن يتحرز من الدين وأن لا يكثر في الإنفاق لأن كثيرا من الناس تجده فقيرا ثم يريد أن ينفق على نفسه وأهله كما ينفق الأغنياء فيستلف من هذا ويستلف من هذا أو يستدين أو يرابي وهذا غلط عظيم يعني لو لم يكن لك إلا وجبة واحدة في الليل والنهار فلا تستلف اصبر وقل اللهم: أغنني قال الله تعالى: (وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم) أما تهاون بعض الناس نسأل الله العافية يستدين من أجل أن يفرش كل البيت فراء حتى الدرج هذا غلط أو يستدين من أجل أن يأخذ سيارة فخمة مع أنه يكفيه سيارة مثلا بعشرين ألف يقول: لا بمائة ألف وهو فقير.
هذا من سوء التصرف ومن ضعف الدين ومن قلة المبالاة … ولهذا من الأمثال العامية الصحيحة (مد رجلك على قدر لحافك) إن مددتها أكثر تعرضت للبرد والشمس وغير ذلك.
وهنا مسألة: بعض الناس يكون عليه دين ثم يتصدق ويقول: أحب هذه الصدقة وهذا حرام كيف تتصدق وأنت مدين أد الواجب أولا ثم التطوع ثانيا لأن الذي يتصدق ولا يوفي الدين كالذي يبني قصرا ويهدم مصرا أنت الآن مطالب أن توفي دينك كيف تتصدق أوف ثم تصدق.
” شرح رياض الصالحين “