[مشكل رقم: ((15))]
بإشراف سيف بن غدير النعيمي
جمع واختصار سيف بن دورة الكعبي
حديث: معاذ بن جبل، مرفوعاً (استعينوا على انجاح الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود)
صحيح الجامع {943}
يشكل مع ما ورد من التحديث بنعمة الله
قول الله تعالى (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) [سورة الضحى 11]
——–
جواب عبدالله الديني:
قال المناوي في ” فيض القدير “:
علل طلب الكتمان لها بقوله (فإن كل ذي نعمة محسود) يعني إن أظهرتم حوائجكم للناس حسدوكم فعارضوكم في مرامكم وموضع الخبر الوارد في التحدث بالنعمة ما بعد وقوعها وأمن الحسد وأخذ منه أن على العق?ء إذا أرادوا التشاور في أمر إخفاء التحاور فيه ويجتهدوا في طي سرهـم قال بعض الحكماء من كتم سره كان الخيار إليه ومن أفشاه كان الخيار عليه وكم من إظهار سر أراق دم صاحبه ومنع من بلوغ مأربه ولو كتمه كان من سطوته آمنا ومن عواقبه سالما وبنجاح حوئجه فائزا وقال بعضهم سرك من دمك فإذا تكلمت فقد أرقته … وفي منثور الحكم انفرد بسرك و? تودعه حازما فيزول و? جاهـ? فيحول لكن من ا?سرار ما ? يستغني فيه عن مطالعة صديق ومشورة ناصح فيتحرى له من يأتمنه عليه ويستودعه إياه فليس كل من كان على ا?موال أمينا كان على ا?سرار أمينا. والعفة عن ا?موال أيسر من العفة عن إذاعة ا?سرار.
——-
جواب أحمد بن علي:
حديث (استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان) مختلف في تصحيحه
فقد أورده العقيلي في الضعفاء والسيوطي في اللآلئ المصنوعة وابن الجوزي في الموضوعات والفتني في تذكرة الموضوعات.
وذكر ابن قدامة في “المنتخب من العلل للخلال” (ص 25) عن مهنا: «سألت أحمد ويحيى عن قول الناس: “استعينوا على طلب حوائجكم بالكتمان”؟ فقالا: هذا موضوع، وليس له أصل». اهـ.
وصححه الالباني في الصحيحة
وعلى فرض صحته فيكون تفسير الآية فيما وقع في الماضي ومنه ما جاء في تفسير ابن كثير:
{وأما بنعمة ربك فحدث} أي: وكما كنت عائلا فقيرا فأغناك الله، فحدث بنعمة الله عليك، كما جاء في الدعاء المأثور النبوي: “واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها، قابليها، وأتمها علينا”.اه
ويحمل الحديث على ما يستقبل إذا خشي من الحسد ونحوه.
وقد ورد لبعض لجان الفتوى ما يلي:
السؤال
أود توضيح الفرق بين قوله سبحانه وتعالى (وأما بنعمة ربك فحدث)، وقوله صلى الله عليه وسلم (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان)؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقول الله تبارك وتعالى: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ {الضحى:11}، قال أهل التفسير معناها: انشر ما أنعم به الله عليك بالشكر والثناء، فالتحدث بنعم الله تعالى والاعتراف بها شكر، والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، والحكم عام له ولغيره.
قال ابن العربي: إذا أصبت خيراً أو علمت خيراً فحدث به الثقة من إخوانك على سبيل الشكر لا الفخر والتعالي، وفي المسند مرفوعاً: (من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله) والتحدث بالنعمة شكر وتركها كفر … فهذا هو الأصل أن يتحدث المسلم بنعم الله تعالى عليه إلا إذا كان يخشى حسداً أو أن يترتب على الحديث عنها ضرر، فله أن يخفيها دفعاً للضرر.
قال العلماء: والأصل في ذلك قوله الله تعالى حكاية عن يعقوب عليه السلام: (قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ). وإن كان الأصل إظهارها والتحدث بها كما أمر الله تعالى وعلى هذا يحمل معنى الحديث، ويمكن أن يكون الكتمان المأمور به في الحديث قبل الحصول على الحاجة المطلوبة لمن يسعى في الحصول عليها، فإذا حصل عليها تحدث بها من باب الشكر لنعم الله تعالى ما لم يترتب على ذلك ضرر كما تقدم.
وننبه السائل الكريم إلى أن لفظ الحديث بالرواية التي صححه بها الألباني في السلسلة وصحيح الجامع: استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود.
والله أعلم.
———–
جواب محمد بن خادم:
تفسير الطبري:
{وأما بنعمة ربك فحدث} [الضحى: (11)] يقول: فاذكره. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل
ذكر من قال ذلك: حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا هشيم، عن أبي بشر، عن مجاهد، في [ص: (491)] قوله: {وأما بنعمة ربك فحدث} [الضحى: (11)]، قال: بالنبوة.
حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، قال: ثنا سعيد بن إياس الجريري، عن أبي نضرة، قال: كان المسلمون يرون أن من شكر النعم أن يحدث بها.
تفسير بن ابي حاتم:
(19384) – عن مجاهد وأما بنعمة ربك فحدث قال: بالقرآن.
(19385) – عن مقسم قال: لقيت الحسن بن علي بن أبي طالب، قلت: أخبرني عن قوله: وأما بنعمة ربك فحدث قال الرجل المؤمن يعمل عملا صالحا فيخبر به أهل بيته.
(19386) – عن الحسن بن علي في قوله: وأما بنعمة ربك فحدث قال: إذا أصبت خيرا فحدث إخوانك.
تفسير البغوي، ونقل ما سبق عن مجاهد وقال: وقال مقاتل: اشكر لما ذكر من النعمة عليك في هذه السورة من جبر اليتيم والهدى بعد الضلالة والإغناء بعد العيلة، والتحدث بنعمة الله شكرا.
«(2360)» عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صنع إليه معروف فليجز به، فإن لم يجد ما يجزي به فليثن عليه فإنه إذا أثنى عليه فقد شكره، وإن كتمه فقد كفره، ومن تحلى بما لم يعط كان كلابس ثوبي زور» ….
ثم ذكر حديث النعمان بمعناه
الصحيح المسبور:
قوله تعالى (وأما بنعمة ربك فحدث)
روى الترمذي: عن إنس قال: لما قدم النبي – صلى الله عليه وسلم – المدينة أتاه المهاجرون فقالوا: يا رسول الله ما رأينا قوما أبذل من كثير ولا أحسن مواساة من قليل من قوم نزلنا بين أظهرهم، لقد كفونا المؤنة وأشركونا في المهنأ حتى لقد خفنا أن يذهبوا بالأجر كله. فقال النبي: “لا، ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم”.
(السنن (4) / (653) ح (2487) – ك صفة القيامة، ب (44))، وأخرجه أحمد (المسند (3) / (200) – (201)) عن يزيد عن حميد به، وأخرجه أبو داود (السنن (4) / (255) – ك الأدب، ب في شكر المعروف ح (4812)) عن ثابت أنس مختصرا قال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. وقال الألباني: صحيح (صحيح الترمذي ح (2020)).
«(2361)» وعن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر: «من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، والتحدث بنعمة الله شكر، وتركه كفر، والجماعة رحمة والفرقة عذاب».
وعن أبي هريرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “لا يشكر الله من لا يشكر الناس”.
(السنن (4) / (355) ح (4811) – ك الأدب، ب في شكر المعروف)،وقال الألباني: صحيح (السلسلة الصحيحة ح (417)) وللحديث شاهد عن أبي سعيد بمثله أخرجه الترمذي (ح (1955))، وقال: حسن صحيح، وحسنه الهيثمي بعد أن عراه للطبراني في الأوسط (مجمع الزوائد (8) / (181)).
والله اعلم
——–
جواب رامي
نقل باحث
وفق العلماء بينهما:
فالكتمان يكون قبل حصول الحاجة، فإذا حصلت، وأنعم الله عليه ببلوغه ما يريد، فإنه يتحدث بالنعمة ويشكر الله عليها، ما لم يخش من حاسد.
ونقل كلام المناوي وسبق
قال ابن كثير رحمه الله:
“قوله تعالى: (قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك … )، يؤخذ من هذا، الأمر بكتمان النعمة حتى توجد وتظهر، كما ورد في حديث: (استعينوا على قضاء الحوائج بكتمانها، فإن كل ذي نعمة محسود) ” انتهى من ” تفسير ابن كثير ” (4/ 318).
وقال السعدي رحمه الله:
” (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ): وهذا يشمل النعم الدينية والدنيوية؛ أي: أثن على الله بها، وخُصها بالذكر، إن كان هناك مصلحة، وإلا؛ فحدث بنعم الله على الإطلاق، فإن التحدث بنعمة الله داع لشكرها، وموجب لتحبيب القلوب إلى من أنعم بها؛ فإن القلوب مجبولة على محبة المحسن” انتهى من ” تفسير السعدي ” (ص 928).
والله أعلم.
——–
جواب سيف بن دورة الكعبي:
حديث (استعينوا على انجاح الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود) ذكر طرقه الشيخ الألباني وبين أنها من طريق رواه كذابين، بقي حديث أبي هريرة وفيه سهل بن عبدالرحمن الجرجاني، ذهب الشيخ أنه السندي بن عبدويه، وذهب باحثون إلى أنه آخر مجهول.
وقالوا: ثم لو كان هو السندي فلا يقبل تفرده عن محمد بن مطرف خاصة أن أباحاتم قال عنه: شيخ. وإن كان قال أبو الوليد الطيالسي: لم أر بالري أعلم بالحديث من رجلين يحيى بن الضريس ومن زائد الإصبع – يعني السندي. انتهى فليست صيغة توثيق. انتهى
قلت (سيف): وقفت في اتحاف المهرة لابن حجر ذكر الحديث وعزاه لابن حبان في روضة العقلاء وقال: هذا اسناده حسن وطريق غريب إن كان عروة هو ابن الزبير بن العوام.
، وسعيد بن سلام ما أرى حفظ حديثه فلذلك تنكبت عن ذكره.
فالواجب على من سلك سبيل ذوي الحجى لزوم مَا انطوى عَلَيْهِ الضمير بتركه إبداء المكنون فيه لا إلى ثقة ولا إلى غيره فإن الدهر لا بد من أن يضرب ضرباته فيوقع ضد الوصل بينهما بحالة من الأحوال فيخرجه وجود ضد مَا انطوى عَلَيْهِ قديما من وفائه إلى صحة الخروج بالكلية إلى جفائه بإبداء مكتوماته والكشف عَن مخبآته ….
ثم حذر من إفشاء الأسرار، وتكلم عن استحباب التشاور وقال:
والواجب على العاقل السالك سبيل ذوي الحجى أن يعلم أن المشاورة تفشي الأسرار فلا يستشير إلا اللبيب الناصح الودود الفاضل في دينه وإرشاد المشير المستشير قضاء حق النعمة في الرأي والمشورة لا تخلو من البركة إذا كانت مع مثل من وصفنا نعته. انتهى كلامه
والباحثون قالوا: على التسليم انه السندي فلا يقبل تفرده عن محمد بن مطرف، وهذا السند نفسه الذي تفرد بحديث (ذبُّوا عن اعراضكم باموالكم).