94 الفوائد المنتقاه من شرح مختصر صحيح مسلم – رقم 94
المقام في مسجد الشيخة /سلامة في مدينة العين
(ألقاه الأخ: سيف بن دورة الكعبي)
بالتعاون مع الإخوة في مجموعات السلام1،2،3 والمدارسة، والاستفادة، وأهل الحديث همو أهل النبي صلى الله عليه وسلم
:مشاركة نورس الهاشمي وناصر الكعبي وسيف بن غدير النعيمي وأحمد بن علي
——-
عن أنس رضي الله عنه قال: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله! ما قال لي: أفا قط، ولا قال لي لشئ لم فعلت كذا؟ وهلا فعلت كذا؟
وفي رواية: ليس مما يصنعه الخادم.
وفي رواية أخرى: قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، أخذ ابوطلحة بيدي، فانطلق بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! إن أنس غلام كيس فليخدمك، قال فخدمته في السفر والحضر، والله ما قال لي لشئ صنعته: لم صنعت هذا هكذا؟ ولا لشئ لم اصنعه: لم لم تصنع هذا هكذا؟
وفي رواية: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم تسع سنين فما أعلمه قال لي قط: لم فعلت كذا وكذا: ولا عاب علي شيئا قط.
وفي رواية كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقا، فارسلني يوما لحاجة، فقلت: والله! لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله – صلى الله عليه وسلم- فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي، قال: فنظرت إليه وهو يضحك، فقال: (يا أنيس! اذهبت حيث امرتك!) قال: قلت: أنا اذهب يا رسول الله!
———-
شارك معنا في شرح الحديث مجموعة من طلاب العلم فنذكر فوائدهم أولاً من باب (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) مع تصرف يسير واختصار ثم نذكر تعليقنا على الصحيح المسند حديث 1327 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أكمل المؤمنين إيماناً، أحسنهم أخلاقاً) حيث الموضوع واحد وهو حسن الخلق.
وقبل نقل مشاركات الأخوة أذكر تمهيد:
حسن الخلق
الحسن لغة: الحسن ضدّ القبح،
وهو نعت لما حسن.
قوله تعالى: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ) (يونس/ 26). فالحسنى هي الجنّة، وقوله تعالى: (قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) (البقرة/ 83). أي قولاً ذا حسن.
وقوله تعالى: (وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ) (التوبة/ 100). أي باستقامة
والحسنة ضدّ السّيّئة، وقال تعالى (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) (الأعراف/ 180) يعني البالغة في الحسن الغاية
الخلق لغة:
قال ابن فارس «الخُلُق» وهي السّجيّة لأنّ صاحبه قد قدّر عليه، وفلان خليق بكذا.
وقال الرّاغب: خصّ الخَلْق بالهيئات والأشكال والصّور المدركة بالبصر، وخصّ الخُلُق بالقوى والسّجايا المدركة بالبصيرة، قال تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (القلم/ 4). والخَلاق أيضا ما اكتسبه الإنسان من الفضيلة بخلقه، قال تعالى: (وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ)
حسن الخلق اصطلاحا:
قال القزوينيّ- رحمه اللّه-: ومعنى حسن الخلق: «سلامة النّفس نحو الأرفق الأحمد من الأفعال، وقد يكون ذلك في ذات اللّه تعالى، وقد يكون فيما بين النّاس».
أمّا ما يتعلّق بذات اللّه- عزّ وجلّ- فهو: «أن يكون العبد منشرح الصّدر بأوامر اللّه تعالى ونواهيه، يفعل ما فرض عليه، طيّب النّفس به، سلسا نحوه، وينتهي عمّا حرّم عليه، راضيا به، غير متضجّر منه.
أمّا في المعاملات بين النّاس فهو «أن يكون سمحا لحقوقه، لا يطالب غيره بها، ويوفي ما يجب لغيره عليه منها.
وهذان التعلقين لحسن الخلق نقلهما أصحابنا عن ابن عثيمين. راجع كلامه شرح رياض الصالحين (ج (3) / (557)). .
وقال الماورديّ- رحمه اللّه-: حسن الخلق، أن يكون سهل العريكة، ليّن الجانب، طلق الوجه، قليل النّفور، طيّب الكلمة.
حقيقة حسن الخلق وأركانه:
أركانه خمسة: العلم والجود والصّبر وطيب العود وصحّة الإسلام:
(1) أمّا العلم: فلأنّه يعرف معالي الأخلاق وسفاسفها فيمكنه أن يتّصف بهذا ويتحلّى به، ويترك هذا ويتخلّى عنه.
(2) وأمّا الجود: فسماحة نفسه وبذلها وانقيادها لذلك، إذا أراده منها.
(3) وأمّا الصّبر: فلأنّه إن لم يصبر على احتمال ذلك والقيام بأعبائه لم يتهيّأ له.
(4) وأمّا طيب العود: فأن يكون اللّه تعالى خلقه على طبيعة منقادة سهلة الانقياد، وسريعة الاستجابة لداعي الخيرات.
(5) وأمّا صحّة الإسلام: فهي جماع ذلك، والمصحّح لكلّ خلق حسن، فإنّه بحسب قوّة إيمانه وتصديقه بالجزاء، وحسن موعود اللّه وثوابه، يسهل عليه تحمّل ذلك ويلذّ له الاتّصاف به.
——
أولا: مشاركة نورس الهاشمي:
قال القرطبي: هذا من كرم خلقه صلى الله عليه وسلم وصبره، وحسن عشرته، قال الإمام: وقوله: ” أفا “: الأف كلمة، معناها: التبرم، وهى اسم فعل، وأتى بها فى الكلام للاختصار والإيجاز؛ لأنه يستعمله للواحد والاثنين والمذكر والمؤنث بلفظ واحد، ومنه قوله تعالى: {فلا تقل لهما أف}. (إكمال المعلم، ج (7) / (274))
قال النووي على شرح مسلم (ج (15) / (71)):
وفي هذا الحديث بيان كمال خلقه صلى الله عليه وسلم وحسن عشرته وحلمه وصفحه.
قال الحافظ في الفتح:
حديث أنس قال (كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس) أي أحسنهم خلقا وخلقا (وأجود الناس) أي أكثرهم بذلا لما يقدر عليه (وأشجع الناس) أي أكثرهم إقداما مع عدم الفرار …….
وقد أشار أنس إلى ذلك بقوله أحسن الناس لأن الحسن يشمل القول والفعل ويحتمل أن يكون المراد بأحسن الناس حسن الخلقة وهو تابع لاعتدال المزاج الذي يتبع صفاء النفس الذي منه جودة القريحة التي تنشأ عنها الحكمة قاله الكرماني (ج (10) / (457))
قال المناوي في فيض القدير: (1441) – (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا) بالضم قال الحليمي: دل على أن حسن الخلق إيمان وعدمه نقصان إيمان وأن المؤمنين يتفاوتون في إيمانهم فبعضهم أكمل إيمانا من بعض. ومن ثم كان المصطفى صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا لكونه أكملهم إيمانا.
وورد عن الشوكاني بمعناه في النيل ((6) / (245)):
قال العثيمين: من فوائده: حسن خلق النبي صلي الله عليه وسلم، ولا شك أن النبي صلي الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا؛ لأن الله تعالي: (ن والقلم وما يسطرون) (ما أنت بنعمة ربك بمجنون) (وإن لك لأجرا غير ممنون) (وإنك لعلى خلق عظيم) (القلم: (1) / (4)). فأعظم الناس خُلقا وأحسن الناس خَلقا رسول الله صلي الله عليه وسلم.
ولهذا كان يعود أصحابه، ويزورهم، ويسلم عليهم، حتى إنه يمر بالصبيان الصغار فيسلم عليهم، صلوات الله وسلامه عليه.
(شرح رياض الصالحين، ج (1) / (51))
———
مشاركة أحمد بن علي:
قال العثيمين في كتاب مكارم الأخلاق:
أما لينه وحسن خلقه: فقد كان صلى الله عليه وسلم لطيفا رحيما, فلم يكن فاحشا ولا متفحشا، ولا صخاباً في الأسواق , ولا يجزي السيئة بالسيئة, ولكن يعفو ويصفح
وكان يمازح أصحابه ويخالطهم ويحادثهم, ويداعب صبيانهم, ويضعهم في حجره, وربما بال الصبي في حجره, فلا يعنف.
وكان صلى الله عليه وسلم يجيب دعوة الحر والعبد, والغني والفقير, ويعود المريض في أقصى المدينة, ويقبل عذر المعتذر وكان يسمع بكاء الصبي وهو يصلي بالناس فيسرع في الصلاة مخافة أن تفتن أمه.
و”كان يصلي وهو حامل أمامه بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولأبي العاص بن الربيع, فإذا قام حملها, وإذا سجد وضعها!! “.
قال أبو بريده: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا إذا جاء الحسن والحسين عليهما السلام – عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران, فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما …
قلت (سيف): سيأتينا إن شاء الله في صحيح مسلم بعد أبواب باب: رحمته صلى الله عليه وسلم الصبيان.
——-
مشاركة ناصر الكعبي:
فوائد الحديث:
1/وفي هذا الحديث بيان كمال خلقه صلى الله عليه وسلم وحسن عشرته وحلمه.
2/فيه جواز خدمة الحر -صغيرا كان أو كبيرا- لغيره من المسلمين.
3/فيه جواز خدمة أهل الفضل والحرص على ذلك، وأنه لا ينقص من قدر العبد.
4/فيه الحرص على القرب من أهل العلم والفضل.
5/ جواز تسمية الحر ب”الخادم” وأن ذلك لا ينقص من قدره. كما في التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان: 986 – عن أنس بن مالك قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سليم فأتته بتمر وسمن فقال:
(أعيدوا سمنكم في سقائه وتمركم في وعائه فإني صائم) فصلى صلاة غير مكتوبة وصلينا معه فدعا لأم سليم وأهل بيتها فقالت أم سليم: يارسول الله إن لي خويصة قال:
(ما هي يا أم سليم)؟ قالت: خادمك أنس فدعا لي بخير الدنيا والآخرة وقال:
(اللهم ارزقه مالا وولدا وبارك له)
قال: فإني من أكثر الناس ولدا
قال: وأخبرتني ابنتي أمينة أنها دفنت من صلبي إلى مقدم الحجاج البصرة بضعا وعشرين ومئة. صحيح ـ ((مشكلة الفقر)).
قلت (سيف): وعزي للصحيحين، فهو في البخاري 1982، ومسلم 660.
6/استحباب التلطف للخادم والصغير. (يا أنيس).
7/جواز تصغير الأسماء، وأن ذلك ليس من التنقص في شيء.
مسألة: حكم تصغير الاسم المعبد لله؟ كعبد العزيز (عزيز) ونحو ذلك ..
قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-
(لا بأس بالتصغير في الأسماء المعبدة وغيرها، ولا أعلم أن أحداً من أهل العلم منعه، وهو كثير في الأحاديث والآثار؛ كأنيس وحميد وعبيد وأشباه ذلك)
———-
جواب سيف بن غدير النعيمي:
أهم طرق اكتساب الأخلاق الحميدة ما يلي:
– معرفة الأحكام الشرعية في المعاملات وأحكام الأخلاق واستحضار وجوب الواجب وحرمة الحرام؛ فإن هذا هو الوسيلة الأهم في الموضوع
– الحياة في بيئة صالحة. ومنه اتّخاذ أخٍ صالح ناصح متحلٍ بالأخلاق الحميدة.
– القدوة الحسنة.
قلت (سيف بن دورة الكعبي):
وفي بعض موسوعات الأخلاق ذكروا وسائل اكتساب الأخلاق فمنها:
-تصحيح العقيدة، ومنه حديث (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا)
-العبادات ومنه قوله تعالى (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) وقوله تعالى (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) وقوله تعالى (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث … ) وحديث (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)
-الارتباط بالقرآن (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم … ) ففيه الأمثال القرآنية، والقصص القرآني،
-الاستعانه بالله في ترويض النفس. وفيه نصوص
-التفكر في الآثار المترتبة على حسن الخلق، والعكس يعني النظر في عواقب سوء الخلق.
-الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
-علو الهمه
-الصبر
قواعد الأخلاق في الكتاب والسنة:
آيات ناطقة بقواعد أخلاقية
بما أن نصوص القرآن العزيز كلها تعود إلى مدح الممدوح وذم المذموم من الأخلاق، فلا يستطاع إذَنْ حصر الآيات في هذا الموضوع، فلْنقتصر هنا على نماذج منها فحسب، فمن ذلك:
*- قوله تعالى: {هَلْ جَزَاءُ الْأِحْسَانِ إِلَّا الْأِحْسَانُ}
قاعدة شرعية ثابتة عامة وهامّة في التعامل تدور عليها المعاملة فيما بين الله وخلْقه، والواجب كذلك أن تكون الأساس لتعاملِ خلقه فيما بينهم.
*- وقوله تعالى: { … وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً … }
* – وقوله سبحانه: { … وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ … }
قاعدة شرعية عامة في أقوال الناس، وفي كلام بعضهم مع بعض، لفظاً ومعنىً، أُسلوباً ومضمونا وابحث في الكتاب: تأمل المعاملةَ فيه بالعَدل، والمعاملةَ بالفضل، ونتائجَ تطبيق هذه القاعدة.
* – وقوله تعالى: { … وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ … }
قاعدة حِفْظ الجميل والفضل ففيه التنبيه إلى ما هو أهم من حصول الإنسان على حقوقه، وهو التقوى.
*-و قوله تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ}. وفيه معناها حديث (لا تغضب)
* – وقوله تبارك وتعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً … }
يُوجِّهنا إلى قاعدة عظيمة في باب الأخلاق والسلوك الشخصيّ، وهو التواضع، إلى جانب ذلك قاعدة أخرى، هي: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً}، وهذا أقصر الطرق وأسلمها لقطع حماقة الحمقى وجهالة الجاهلين.
وبالمقابل مخالفة هاتين القاعدتين من أعظم أسباب عدم السلامة.
* – وقوله تبارك وتعالى: {إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}
قاعدة اتّباع مبدأ الصفح الجميل، وربْط تعاملنا مع بعضنا بعضاً بالنظر إلى الدار الآخرة
* – وقوله عز وجل: {خُذِ الْعَفْوَ وَامُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ. وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}
هذه الآية تشتمل على أربع قواعد في التعامل بين الناس
1 – أَخْذ العفو،
2 – الأمر بالعرف،
3 – الإعراض عن الجاهلين،
4 – الاستعاذة بالله مِن نزْغ الشياطين.
* – وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ … }
هذه قاعدة التغيير يبدأ من الإنسان ذاته.
*- وقوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}
يقرر قاعدة التأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم.
*- وقوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى. فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَاوَى}
هذه قاعدة أخلاقية للصلاح، فاجتناب الهوى هو الطريق لدخول جنة المأوى.
* – وقوله سبحانه: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ. الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ. وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ .. }
تشتمل هذه الآية على قاعدة التحذير من النوازع الفردية.
* – وقوله عز وجل: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً … }
يقرر نهج الإحسان إلى أَولى الناس بإحسان الإنسان، وهما الوالدان، ولا يكون ذلك إلا بعبادة الله وحده لا شريك له وتقدير الله حق قدره.
* – وقوله سبحانه: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ..}
يقرر منهجَ التوحيد. ولو تابعتَ وصايا لقمان لابنه في هذه السورة من بعد هذه الآية لرأيت فيها ما يؤيِّدُ كل خلق حميد، ويدفع كل خلق غير سديد.
وإن مما يجب أن لا يُنسَى اليقينَ بأن كتاب الله وحديث رسوله قد استوعبا كل ما نحتاجه من بيان عن الأخلاق، بأدق ما يكون، وبأسلوب جميل سهْلٍ معجِز، وما علينا إلا الورود عليهما وفقههما والنهل منهما.
أحاديث ناطقة بقواعد أخلاقية:
* – قوله صلى الله عليه وسلم: … “ومن يستعفف يعفّه الله، ومن يستغنِ يغنه الله، ومن يتصبر يصبّره الله … ”
هذا الحديث يُنبّه إلى قاعدة فطْم النفس عن التمادي في الشهوات وعن التمادي في الاستجابة لمطالب نفسه الأمّارة بالسوء ونفسه الهلوعة.
* – قوله صلى الله عليه وسلم: “ليس الغنى عن كثرة العَرَضِ، ولكن الغِنى غنى النفس”.
يتضمن هذا الحديث بيان المقياس السليم الذي ينبغي أن تستقر عليه النفوس.
* – قوله صلى الله عليه وسلم: … “كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها، وبائع نفسه فموبقها”.
يقول الإمام النوويّ في معنى هذه اللفظة: “كل إنسان يسعى بنفسه؛
فمنهم من يبيعها لله تعالى بطاعته، فيعتقها من العذاب، ومنهم من يبيعها للشيطان والهوى باتّباعهما؛ فيوبقها أيْ يُهلكها، والله أعلم.
* – قوله صلى الله عليه وسلم: “من لا يشكر الناس لا يشكر الله تعالى” وفي لفظٍ: “لا يشكر الله من لا يشكر الناس”.
قاعدة التعوّد على شكر ذي الفضل
* – قوله صلى الله عليه وسلم لمن استنصحه: “لا تغضب”.
قاعدة ذات شأن عظيم في مجال استصلاح خُلق الإنسان، فالغضب بابٌ واسع من أبواب الشر وارتكاب مساوئ الأخلاق. وفي معناه حديث “ليس الشديد بالصُرَعةِ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب”.
* – قوله صلى الله عليه وسلم: “البرّ حُسْن الخُلُق، والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس”
تنبيهٌ إلى مراعاة ما أودعه الله في النفس البشرية من العقل والفطرة.
* – قوله صلى الله عليه وسلم: “إذا نظر أحدكم إلى من فُضّل عليه في المال والخَلْق فلينظر إلى من هو أسفل منه”.
فربما حَسَد مَن رآه أفضلَ منه، وحَقَد عليه، إلى آخر ما هنالك من مرذول الأخلاق.
[* – قوله صلى الله عليه وسلم: “من سمّع سمّع الله به يوم القيامة، ومن شاقّ شقّ الله عليه يوم القيامة .. ”
الجزاء عند الله من جنس العمل.
* – قوله صلى الله عليه وسلم: “إن الله كتب الإحسان على كل شيء … “.
إنّ حُسن الخُلق في حياة الإنسان، مظهرٌ من مظاهر الإحسان في كل شيء!.
* – قوله صلى الله عليه وسلم: “إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً”.
قاعدة للحكم على الناس بأخلاقهم.
* – قوله صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مثل ما يحب لنفسه … “. قاعدة تربوية أخلاقية، فلا يَكْمل إيمان الإنسان إلا بالسير وفق هذه القاعدة
* – قوله صلى الله عليه وسلم: ” … وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه”
قاعدة في التعامل مع الناس عادلة.
مشاركة سيف بن دورة الكعبي:
قلت في تعليقي على الصحيح المسند حديث 1327 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أكمل المؤمنين إيماناً، أحسنهم أخلاقاً):
لخصت موضوع حسن الخلق من نضرة النعيم وبعض الموسوعات في الأخلاق، ومن أراد تخريج الأحاديث فليراجع نضرة النعيم، أما الأخلاق القبيحة فإن شاء الله تأتي مناسبة أخرى فنذكرها، وسبق نقل التعاريف حيث ذكرناها كمقدمة
الآيات الواردة في «حسن الخلق»
قال تعالى (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)
الآيات الواردة في «حسن الخلق» معنى
قال تعالى (وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً (63)
قال تعالى (يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَامُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ (18)
وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)
الأحاديث الواردة في (حسن الخلق)
1 – (عن أبي ذرّ- رضي اللّه عنه- قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «اتّق اللّه حيثما كنت، وأتبع السّيّئة الحسنة تمحها، وخالق النّاس بخلق حسن») الترمذي.
2 – * (عن حذيفة بن اليمان- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أتي اللّه بعبد … فقال: وكان من خلقي الجواز، فكنت أتيسّر على الموسر وأنظر المعسر. فقال اللّه: أنا أحقّ بذا منك، تجاوزوا عن عبدي») البخاري ومسلم.
3 – * (عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم خلقا»).
4 – (عن أبي أمامة الباهليّ- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أنا زعيم ببيت في … وببيت في أعلى الجنّة لمن حسن خلقه») صححه الألباني
5 – (عن عائشة أمّ المؤمنين- رضي اللّه عنها- قالت: «فإنّ خلق نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان القرآن») مسلم مطولا
6 – (عن عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ اللّه تعالى قسم بينكم أخلاقكم، كما قسم بينكم أرزاقكم، وإنّ اللّه عزّ وجلّ- يعطي الدّنيا من يحبّ ومن لا يحبّ، ولا يعطي الدّين إلّا لمن أحبّ … ) أحمد
7 – (عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «إنّ المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصّائم القائم»).أبوداود
8 – (عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّما بعثت لأتمّم صالح الأخلاق»).أحمد
9 – (عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إنّ من أحبّكم إليّ وأقربكم منّي مجلسا يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقا، وإنّ أبغضكم إليّ، وأبعدكم منّي مجلسا يوم القيامة، الثّرثارون والمتشدّقون والمتفيهقون». قالوا: يا رسول اللّه قد علمنا الثّرثارون والمتشدّقون، فما المتفيهقون؟ قال: «المتكبّرون»).الترمذي
10 – (عن النّوّاس بن سمعان- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «البرّ حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطّلع عليه النّاس»).مسلم
11 – (عن عبد اللّه بن الزّبير- رضي اللّه عنهما-: (خُذِ الْعَفْوَ وَامُرْ بِالْعُرْفِ) (الأعراف/ 199) قال: ما أنزل اللّه يعني هذه الآية، إلّا في أخلاق النّاس.
وعنه أيضا قال: (أمر اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يأخذ العفو من أخلاق النّاس، أو كما قال) البخاري
12 – (عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن أكثر ما يدخل النّاس الجنّة؟ فقال: «تقوى اللّه وحسن الخلق. وسئل عن أكثر ما يدخل النّاس النّار؟ فقال: «الفم والفرج» الترمذي
13 – (عن معاذ بن جبل- رضي اللّه عنه-قال: آخر ما أوصاني به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين وضعت رجلي في الغرز أن قال: «أحسن خلقك للنّاس يا معاذ بن جبل») الموطأ
14 – (عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- قال: لمّا بلغ أبا ذرّ مبعث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال لأخيه: اركب إلى هذا الوادي فاعلم لي علم هذا الرّجل الّذي يزعم أنّه نبيّ يأتيه الخبر من السّماء، واسمع من قوله ثمّ ائتني، فانطلق الأخ حتّى قدمه وسمع من قوله ثمّ رجع إلى أبي ذرّ فقال له: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق وكلاما ما هو بالشّعر …. الحديث»).البخاري
15 – (عن أبي الدّرداء- رضي اللّه عنه- قال: سمعت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإنّ اللّه ليبغض الفاحش البذيء»).الترمذي
16 – (عن أبي الدّرداء- رضي اللّه عنه- قال: سمعت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق وإنّ صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصّوم والصّلاة).الترمذي
17 – (عن أنس- رضي اللّه عنه- قال:
كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من أحسن النّاس خلقا فأرسلني يوما لحاجة، فقلت: واللّه لا أذهب- وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: فخرجت حتّى أمرّ على صبيان وهم يلعبون في السّوق فإذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قابض بقفاي من ورائي فنظرت إليه- وهو يضحك- فقال: «يا أنيس، اذهب حيث أمرتك» قلت: نعم، أنا أذهب يا رسول اللّه، قال أنس: واللّه لقد خدمته سبع سنين أو تسع سنين، ما علمت قال لشيء صنعت: لم فعلت كذا وكذا، ولا لشاء تركت: هلّا فعلت كذا وكذا) أخرجه مسلم.
زاد صاحبنا أبوتيسير ثلاثة أحاديث:
18 – حديث: [إنه من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خير الدنيا ةالآخرة. وصلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار]. (صحيح) السلسلة الصحيحة – مختصرة
رقم الحديث: 519
19 – حديث: “ عليك بحسن الخلق و طول الصمت , فوالذي نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلهما “.
قال الألباني في “ السلسلة الصحيحة “ 4/ 576، 1938
20 – حديث: 875 – أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا صدق الحديث و حفظ الأمانة و حسن الخلق و عفة مطعم (حم طب ك هب) عن ابن عمر (طب) عن ابن عمرو (عد ابن عساكر) عن ابن عباس. قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 873 في صحيح الجامع
الأحاديث الواردة في (حسن الخلق) معنى
21 – (عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال لأشجّ عبد القيس: «إنّ فيك خصلتين يحبّهما اللّه: الحلم والأناة»).مسلم
22 – (عن عياض بن حمار المجاشعيّ- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ اللّه أوحى إليّ أن تواضعوا حتّى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد») مسلم
23 – * (عن أبي ذرّ الغفاريّ- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا تحقرنّ من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق) مسلم
24 – * (عن أبي أيّوب الأنصاريّ- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «لا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الّذي يبدأ بالسّلام») البخاري ومسلم.
25 – * (عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر»).مسلم
26 – * (عن أبي الدّرداء- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «من أعطي حظّه من الرّفق فقد أعطي حظّه من الخير، ومن حرم حظّه من الرّفق فقد حرم حظّه من الخير»).الترمذي
المثل التطبيقي من حياة النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في (حسن الخلق)
27 – * (عن أمّ خالد بنت خالد بن سعيد رضي اللّه عنهما- قالت: أتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مع أبي وعليّ قميص أصفر، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم «سنه سنه» …. البخاري
28 – عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّ أعرابيّا بال في المسجد، فثار إليه النّاس ليقعوا به، فقال لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «دعوه وأهريقوا على بوله ذنوبا من ماء … ) البخاري ومسلم
29 – (عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قالوا يا رسول اللّه إنّك تداعبنا، قال: «إنّي لا أقول إلّا حقّا») الترمذي
30 – (عن عائشة- رضي اللّه عنها- أنّ يهود أتوا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقالوا: السّام عليكم. فقالت عائشة: عليكم، ولعنكم اللّه وغضب اللّه عليكم.
قال: «مهلا يا عائشة عليك بالرفق … ) البخاري ومسلم
31 – (عن أنس بن مالك- رضي اللّه عنه- قال: كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فتنطلق به حيث شاءت) البخاري
32 – (عن عائشة- رضي اللّه عنها- أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وضع صبيّا في حجره يحنّكه فبال عليه فدعا بماء فأتبعه) البخاري ومسلم
33 – (عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- في قصة الرجل الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم: «إنّ هذا اخترط عليّ سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلتا فقال: من يمنعك منّي؟ فقلت: «اللّه» (ثلاثا)»، ولم يعاقبه وجلس) البخاري ومسلم
42 – (عن الصّعب بن جثّامة- رضي اللّه عنه- قال: أهديت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حمارا وحشيا بالأبواء أو بودّان، فردّه عليّ، فلمّا رأى ما في وجهي قال: «إنّا لم نردّه عليك إلّا أنّا حرم).البخاري ومسلم
43 – (عن سهل بن سعد- رضي اللّه عنه- قال: في قصة البردة وإيثار النبي صلى الله عليه وسلم بها الرجل وقال الرجل: رجوت بركتها حين لبسها النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لعلّي أكفّن فيها»).البخاري
44 – (عن أنس- رضي اللّه عنه- قال: خدمت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عشر سنين فما قال لي أفّ قطّ وما قال لشيء صنعته لم صنعته، ولا لشيء تركته لم تركته، وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من أحسن النّاس خلقا … ) البخاري ومسلم بنحوه
45 – (عن جابر بن سمرة- رضي اللّه عنهما- قال: صلّيت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم صلاة الأولى ثمّ خرج إلى أهله وخرجت معه، فاستقبله ولدان، فجعل يمسح خدّي أحدهم واحدا واحدا، قال: وأمّا أنا فمسح خدّي، فوجدت ليده بردا أو ريحا كأنّما أخرجها من جؤنة عطّار).مسلم
46 – (عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قبّل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الحسن بن عليّ وعنده الأقرع بن حابس التّميميّ جالسا، فقال الأقرع: إنّ لي عشرة من الولد ما قبّلت منهم أحدا. فنظر إليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: «من لا يرحم لا يرحم») البخاري ومسلم
47 – (عن أنس- رضي اللّه عنه- قال:
كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أحسن الناس خلقا فذكر انه يقول لأخيه «يا أبا عمير ما فعل النّغير؟» البخاري ومسلم
51 – * (عن أنس- رضي اللّه عنه- قال:
كنت أمشي مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وعليه رداء نجرانيّ غليظ الحاشية، فأدركه أعرابيّ، فجبذ بردائه جبذة شديدة … فضحك، ثمّ أمر له بعطاء) البخاري ومسلم
52 – (عن الأسود بن يزيد قال: سألت عائشة: ما كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يصنع في أهله؟ قالت:
كان في مهنة أهله، فإذا حضرت الصّلاة قام إلى الصّلاة).البخاري
53 – (عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه-قال: ما عاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم طعاما قطّ، إن اشتهاه أكله، وإلّا تركه»).البخاري ومسلم
54 – (عن عائشة أمّ المؤمنين- رضي اللّه عنها- قالت: ما ضرب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم شيئا قطّ بيده ولا امرأة ولا خادما إلّا أن يجاهد في سبيل اللّه وما نيل منه شيء قطّ فينتقم من صاحبه إلّا أن ينتهك شيء من محارم اللّه فينتقم للّه عزّ وجلّ) البخاري ومسلم
من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (حسن الخلق)
1 – * (عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- قال: وذكر قصة طعن عيينة بن حصن على عمر بعدم العدل ..
فقال له الحرّ: يا أمير المؤمنين، إنّ اللّه تعالى قال لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (خُذِ الْعَفْوَ وَامُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ) وإنّ هذا من الجاهلين. واللّه ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وكان وقّافا عند كتاب اللّه»).البخاري
من فوائد (حسن الخلق)
حسن الخلق من أفضل ما يقرّب العبد إلى اللّه تعالى.
(2) إذا أحسن العبد خلقه مع النّاس أحبّه اللّه والنّاس.
(3) حسن الخلق يألف النّاس ويألفه النّاس.
(4) لا يكرّم العبد نفسه بمثل حسن الخلق ولا يهينها بمثل سوئه.
(5) حسن الخلق سبب في رفع الدّرجات وعلوّ الهمم.
(6) حسن الخلق سبب في حبّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم والقرب منه يوم القيامة.
(7) حسن الخلق يدلّ على سماحة النّفس وكرم الطّبع.
(8) حسن الخلق يحوّل العدوّ إلى الصّديق (الآية 6).
(9) حسن الخلق سبب لعفو اللّه وجالب لغفرانه (حديث 2).
(10) يمحو اللّه بحسن الخلق السّيئات (حديث 6).
(11) يدرك المرء بحسن خلقه درجة الصّائم القائم (حديث 7).
(12) حسن الخلق من أكثر ما يدخل النّاس الجنّة (حديث 12، 13).
(13) حسن الخلق يجعل صاحبه ممّن ثقلت موازينه يوم القيامة (حديث 16).
(14) حسن الخلق يحرّم جسد صاحبه على النّار (حديث 20).
(15) حسن الخلق يصلح ما بين الإنسان وبين النّاس (أثر 10).
(16) وبالخلق الحسن يكثر المصافون ويقلّ المعادون (أثر 13).
وفي زوبعة الأجهزة الحديثة يجب على الفرد والمجتمع أن يحذروا من الأخلاق الدخيلة، ويعرفوا مكر أعداء الله