سُورَةِ الجاثية تفسير آيات 20 – 16 تهذيب تفسير ابن كثير
(بالتعاون مع الإخوة بمجموعات؛ السلام،1،2،3 والمدارسة، والاستفادة وأهل الحديث همو أهل النبي صلى الله عليه وسلم) تهذيب سيف بن دورة الكعبي وأحمد بن علي وبعض طلاب العلم (من لديه تعقيب أو فائدة من تفاسير أخرى فليفدنا)
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
{وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهـمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهـمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (16) وَآتَيْنَاهـمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ ا?مْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِ? مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهـمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (17) ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ ا?مْرِ فَاتَّبِعْهَا وَ? تَتَّبِعْ أَهـوَاءَ الَّذِينَ ?َ يَعْلَمُونَ (18) إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (19) هـذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهـدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (20)}
…………………………
يَذْكُرُ تَعَالَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ إِنْزَالِ الْكُتُبِ عَلَيْهِمْ وَإِرْسَالِ الرُّسُلِ إِلَيْهِمْ، وَجَعْلِهِ الْمُلْكَ فِيهِمْ؛ وَلِهَذَا قَالَ: {وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهـمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ}
أَيْ: مِنَ الْمَآكِلِ وَالْمَشَارِبِ، {وَفَضَّلْنَاهـمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} أَيْ: فِي زَمَانِهِمْ.
{وَآتَيْنَاهـمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ ا?مْرِ} أَيْ: حُجَجًا وَبَرَاهـينَ وَأَدِلَّةً قَاطِعَاتٍ، فَقَامَتْ عَلَيْهِمُ الْحُجَجُ ثُمَّ اخْتَلَفُوا بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ بَعْدَ قِيَامِ الْحُجَّةِ، وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ بَغْيًا مِنْهُمْ عَلَى بَعْضِهِمْ بَعْضًا، {إِنَّ رَبَّكَ} يَا مُحَمَّدُ {يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} أَيْ: سَيَفْصِلُ بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ الْعَدْلِ. وَهـذَا فِيهِ تَحْذِيرٌ لِهَذِهِ ا?ُْمَّةِ أَنْ تَسْلُكَ مَسْلَكَهُمْ، وَأَنْ تَقْصِدَ مَنْهَجَهُمْ؛ وَلِهَذَا قَالَ: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ ا?مْرِ فَاتَّبِعْهَا} أَيِ: اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ?َ إِلَهَ إِ?َّ هـوَ، وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ، وَقَالَ هـاهـنَا: {وَ? تَتَّبِعْ أَهـوَاءَ الَّذِينَ ?َ يَعْلَمُونَ إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}
أَيْ: وَمَاذَا تُغْنِي عَنْهُمْ وِ?َيَتُهُمْ لِبَعْضِهِمْ بَعْضًا، فَإِنَّهُمْ ?َ يَزِيدُونَهُمْ إِ?َّ خَسَارًا وَدَمَارًا وَهـ?َكًا، {وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ}، وَهـوَ تَعَالَى يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهـمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ.ثُمَّ قَالَ: {هـذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ}
يَعْنِي: الْقُرْآنَ {وَهـدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}